البارت التاسع والثمانين

178 7 1
                                    

" ظهر الجمعة - بيت زايد "
في مجلس الرجال كان الجميع متواجد وحتى سلطان اللي حلفوا عليه ما يمشي إلا بعد الغداء عندهم ، جلس مهيب بجنب عقاب بعد ما صب له القهوة ياخذها منه والتفت له عقاب يربّت على ركبته : مرتاح يابوك ؟
أبتسم يهز راسه بالإيجاب : الله الله ، ومن يناظر وجهك ويجلس بيمينك وش له غير الراحة ؟ ياجعلها لي ولك بالدارين
هز راسه عقاب يبتسم ، وأردف مهيب : أبوي ، دامكم مبسوطين هنا ليه ما تقعدون لبكرة
التفت عقاب لقيس ورجّع نظره لمهيب : ماهي بحلوة قاعدين ببيت الرجال ومضيقين عليه يابوك ، خلنا نسري ولا جت لنا فرصة ثانية زرناهم
ضحك يحب راس جده وهو يقول : انا بستأجر لك وعلى ما تشتهي بس إقعد ذي الليلة بس
هز راسه بالإيجاب ووقف مهيب ياخذ جواله يوقف معه أزهر اللي مشى خلفه ، التفت له مهيب يناظره بإستفهام : علامك ؟
تنهد يركي بجسمه على الجدار : عطني دخان
ضحك بذهول يناظره لثواني وهز راسه من صد أزهر : أركب أركب علومك واجدة
-
كانت بغرفة جيداء ما قدرت تنزل من الصداع اللي يتملّك راسها وقفت تراقب المكان حواليهم أبتسمت تشوف الغيوم اللي تحاول حجب ضوء الشمس لكن ما تقوى مجابهّة الشمس وعقدت حاجبها تشوفه يركب السيارة كان بهيئة مختلفه عن المستشفى وعن آخر مره بالبر ، ظلت تتأمله من كان هو مقابل لها وواضح لناحيتها لدرجة تقدر تشوف وش يسوي مسحت دمعتها اللي نزلت وما تدري ليه نزلت وما ودها يكون إشتياق له ولا ودها أبد إن مشاعرها تميل كل الميل له بالرغم من إنها تدري بميلان جزء منها له وتنهدّت تقول : مليتني تناقضات يا أزهر ، أهون هالقد؟
ميّلت شفتها من فتح الشباك تشوف تصاعد الدخان وهيئة أو معلومة أول مره هي تعرفها عنه ، ما كانت تدري ولا كان هو يوضّح أو يطري عليها أصلا وضحكت بسخرية : ليه كم لي أعرفه عشان أكون متأكده
إنفتح الباب تعدل وقفتها اللي سرعان ما أرتخت من كانت بنان اللي داخله ، مسحت على طرف عينها تبتسم لبنان اللي صغرت عيونها : إنتي تبكين؟
هزت ودق راسها بالنفي تكتفي بالنظر للشباك وتقدمت بنان اللي ضحكت : لو ما أدري كنت بقول تتأملين بشيخ الشباب
ناظرتها تعقد حاجبها بضحكه وهي تقول : شيخ الشباب ملبسّك هاينك
شتت نظرها تشتمها وهي تغطي وجهها بخجل : أكرهك
ضحكت ودق تناظر خجلها وعقدت حواجبها من شهقت بنان تأشر على أزهر : برضو هو !!
رفعت أكتافها بعدم معرفة تكتف إيدها : اول مرّه أشوفه
وضحكت بسخريّه على حالها : أو أول مرّه أعرف ، لأني أجهله
عضت شفتها بنان تشوف إنها تداري دمعتها ، وأبتسمت ودق بتنهيد : أجهله بنان وأجهل سلطان أجهل كل شيء بحياتي تدرين ؟ لدرجة أحس أحيان إني أعيش بغربة وأنا ببيتنا تجيني لحظات ما أحس أني بمكاني ما أحس انه يتسع لي
وضحكت تمسح دموعها وهي تناظر بنان : تدرين مرات وأنا بنص ضحكي مع بابا أقول هو كان له داعي يسمع هالتوافه منّي ؟ لوقت
بلعت ريقها يرتجف داخلها بكي وخيبّه ووحده : لوقت دخوله بحياتي ، لقيت فيه كل شيء ضيّعته ، إهتمامه وسؤاله حبه وخوفه وتناقضه ، حبيته بنان ! حبيت كل هالأشياء بالرغم من إني مدري هو يشوفني ولا لا ، مدري يحبني ولا لا
رفعت أكتافها بعدم حيلة : كان ودي يكون معاي لما عرفت بزواج بابا ، خليت كل الناس بنان ما كان ودّي إلا هو ، بس هو وينه ؟
تقدمت لها بنان تضمها تسمع بكيها ، تسمع شتاتها بكلامها لانها تعرفها ولأن هالشعور مرّها قبل اسبوعين ومرها قبل كذا كثير لكن هي تقدر تجابهه بعكس ودق اللي تنكسر وتنجرح بسرعة ، دخلت حور بعد ما دقّت الباب تشوف صدّة ودق اللي تمسح دموعها وأشرت لبنان بأن جوالها يدق وتوجهت تمده لها ، ردت على مهيب اللي يسألها : أنا بطلع ودك بشيء أجيبه ؟
هزت راسها بالنفي تتنحنح : ما أبي ، وين رايح ؟
ناظر لأزهر والتفت يحرك السيارة : حول المكان ماني مطوّل ، متأكدة ما بودّك شيء
أبتسمت بخفوت : إذا أبي شيء بطلع لحالي ليه أشغلك !
رفع حاجبه يعض داخل شفته لثواني ينطق بعدها : إيه خير إن شاء الله
ضحكت بخفّه من نبرته الساخرة وهي تقفل منه وتلتفت لودق اللي طالعه من الحمام : أنزل وتجين ؟
نفت ما ودها تنزل لحالها : لا تكفين ننزل سوا
نزلوا بعد دقايق تتوجه الأنظار عليهم من أصوات كعوبهم الرنّانة ، وهمست ودق بإستنكار : هم يناظرون فينا كذا ليه؟
أبتسمت بنان تتكلم من بين أسنانها : هذا لا شيء
لفّت لها ودق ترفع حاجبها : طيب وإذا طحت الحين ، على هالنظرات والله العظيم ما أصحى
كتمت ضحكتها من وصلوا لتحت تجلس ودق بأول الجلسه بجنب جيداء ومشت بنان تجلس وسط ودّ وعذيّة لأن ما كان في مكان فاضي إلا هناك وأبتسمت من ناظرت لعذيّة اللي تبتسم لها ، وسرعان ما شعّ وجهها خجل من نطقت عذيّة : محدٍ يلوم الولد يومه ما أحترى العرس
وبين ضحكات الحريم والبنات رفعت هي إيدها تعبث بشعرها وتواري وجهها عنهم ، ودخلت ليّا تنادي : وليد يريد الخبر السار
عقدوا حواجبهم بعدم فهم تتوجه هي لبنان اللي كانت مواجهتها تكلمها بكلِا اللغتين : لم أفهم كثيرًا ، هو قال يبي بنت بس يوسف قال نادي له الخبر السّار
ضحكت بنان تناظر لها : بشرى قصدك؟
عقدت حواجبها بطفولية : أعتقد ذلك
ضحكوا البنات يناظرون لها تضحك معاهم بعدم فهم وأشرت بنان على بشرى اللي جالسه مع نهى في الصالة الثانية : هناك روحي لها ، أسمها بشرى
هزت راسها بالإيجاب تركض لها ، ولفت بنان تشوف ضحك جيداء وودق للآن وطاحت عينها على ودق بنظرة خاطفة وإستغربت نظراتها اليوم ما كانت عليها وكل ما التفتت شافتها تناظر بجيداء ونقّلت نظرها من وقفت ودّ تتجه لنهى ، أبتسمت من لفت عليها عذيّة تمسح على ظهرها بحنيّه وهي تسولف لها مرّه ومرّه يتشاركون مع الكل
-
جلست بهدوء بجنب نهى وبدون ولا كلمة تمر بدل الثانية دقيقتين وعضت شفتها تناظر لها : إنتي قلتي لوليد شيء ؟
نفت نهى تضحك بإستغراب : خير ! وش بقول له مثلًا ؟
غمضت عيونها لثواني وفتحتها تناظر فيها : مين اللي قال لك إن وليد كان يناظر في بنان ؟
عقدت حواجبها تناظر بعيون ودّ : شفتهم ! وشفتيهم !!
ضحكت بقهر تشّد على إيدها : دقيت عليك أمس وقلتي لي بشرى قالت !
ضحكت توقف وهي تقول : ود خير ، وش اللي دقيتي علي وقلت كذا وبعدين لو منجد صار إنتي تعرفيني لما أنام اهلوس
مدت إيدها تجلسها على الكنب غصب وبقوّه وهي تقول : تقولين لي الحين كل زفت قالته لك هالبشرى
بلعت ريقها نهى تضحك بربكة : ود شفيّك ! ما قالت لي شيء البلاء ببنت عمه سرّاقة الرجال
وقفت خطوات ودق اللي كانت تدوّر جوالها وخي تسمع كلام نهى : ودّ البنت خذت منك مهيب ووليد يموت بترابها وإنتي تدافعين عنها
ضحكت ودق ترفع حاجبها بذهول من كلام نهى : أنتي يالغرير يطلع منك كل ذا ؟
ناظرت لوّد اللي منزله راسها بين إيدها : براڤو على بنان دامها محتوى حديثكم الكذّاب واللي لو يوصل لها ولا لزوجها
لفّت اصبعها بحركة دائرية تضحك : أوهو
ناظرتها نهى بطرف عينها : أمور عائلية لو سمحتي وش يدخل أمـ
ما كمّلت كلمتها من كف ودّ لها اللي تحمّلت وسكتت كثير تضبط نفسّها وأعصابها لكن إستفزها أسلوب نهى ، شكّلت أصبعها تناظر في نهى : كفاية ، معلومة صغيرة وهالقد بس هالقّد تجيبينها لي ولا لوليد والله العظيم لأسوّد عيشتك
دفتها تبعدها عن طريقها : تفهمين !
أبتعدت ود وضحكت ودق بذهول وإستفزاز : والله يطلع منها ! لكن حبيّت وربي
وراحت تاخذ جوالها تشوف رسالة من رقم مجهول وعقدت حاجبها بخفّة تقرأ محتوى الرسالة " انا آسف ما قدرت أنتظر جيّت بالدواء ، داويت نفسي " ميلت شفتها لثواني تتذكر ودخلّت جوالها بالشنطة من ما أسعفتها ذاكرتها وتوجهت للبنات تقول : جوجو نبي كوفي
هزت راسها جيداء توقف : منجد ودنا نلف شوارع الخبر لف
وقفت جنى معاها وهي تبتعد تقول : وقت أقردن رشّودي عشان مفتا
وتراجعت تناظر لوّد اللي جالسه لحالها : ليه رشّودي موتر وليد أكشخ
ضحكت بنان تناظرها تجلس عند ودّ اللي أبتسمت لجنى بخفّة : كلمتيه ؟
هزت راسها جنى بالنفي تمّد الجوال لوّد : إنتي كلميه بيعطيك عيونه مو بس سيارته
أبتسمت لها بخفوت ترسل له "أبغى المفتاح" كانت ثواني ودخل أنس يركض بالمفتاح وأخذته جنى تأشر للبنات : سيارتين بنات ويا دوب تكفيكم
حزّت بخاطرها بأنه ما فتح الرسالة حتى ولا سأل عن السبب ، ووقفت تصعد الدرج بهدوء وإنتبهت بنان لعيون ودق اللي تأشر لها بإنها تلحق ود ، هزت راسها بالنفي تتقدم لها ودق : سوء فهم بنّو ، كلميها تسمع منّك أفضل من الروايات اللي تروح وتجي
هزت راسها بالنفي لأن وش بتقول لها ؟ إن وليد يحب جيداء وهي مالها دخل ! ما تبي تتدخل بأي شيء يظنون فيها اللي يبون ويتكلمون عنها باللي يبون : عادي بروح أناديها تجي معانا
هزت ودق راسها تتنهد وهي تشوف بشرى ونهى يتناقشون بنفس المكان وضحكت بسخريّة تلبس عبايتها وحجابها تدق على أبوها تعلمه بخروجها
-
دقت الباب بخفّة تسمع صوت ودّ يأمرها بالدخول وطلّت براسها ترسم الإبتسامة : ما راح تروحين معانا ؟
هزت راسها بالنفي وعقدت بنان حاجبها بإبتسامة : ما ودك تغيرين جو بعيد عن البيوت والجبال
أبتسمت لبنان وهي تقول : حاسه بتعب شوي ودي أرتاح
هزت راسها بالإيجاب وترددت لكن نطقت : عندي مسكن إذا تبين
نفت تناظرها بإبتسامة باهتة وطلعت بنان تقفّل الباب بخفة وهي تشتم ودق اللي خلتها تخاطبها وطلعت جوالها من جيبها ترسل له إنها بتطلع
-
-
ضجّ المكان بصوت الفرامل من وقف السيّارة بسرعة يناظر لأزهر اللي عاقد حاجبه ومد إيده يمنع أزهر من النزول وينزل هو يشوفه قدامه ، وهز راسه يمسح على وجهه فقط يناظر وقوف نايف بعرض الشارع يوقّف سيارته خلفه يضحك مهيب ونطق نايف يقاطعه : قل له لا يجرب يدق على أحد ولا بفرغ هالمخزن فيك
فتح إيده على مدّها وهو يبتسم : ما قدرت في شارعك ومكانك ، بتقدر علي بمكاني ؟
أبتسم نايف يأشر على أزهر اللي نزل يناظر مهيب : تارك بنت الفريق بحزنها وتراكض وراي يا دكتور ؟
مسكّه مهيب من كان بيطلع سلاحه اللي بجيبه وهو يسمع ضحك نايف اللي همس يستفزّه : دكتور تراها أختي ، إضبط وضعك
ضرب السلاح بمقدمة السيارة يصرخ : واللي رفعها سبع إني ما أخليك
أبتسم نايف يركب السيارة يحرّك السايق وركض أزهر يركب وحرك مهيب وراهم وهو يقول لأزهر : دق على سلطان بسرعة
هز راسه بالإيجاب يشوف رقم سلطان بجواله ورفعه لأذنه من رد سلطان : طال عمرك نايف في الخبر
وقف سلطان يبتعد : وينه ! ووينك
شرح لسلطان بشكل سريع وهو يسمع سلطان يرص على أسنانه : أوقف إنت وأياه !
عقد حاجبه يقول : بس طال عمرك
صرخ سلطان من ابتعد عن المجلس : يسحبك للفخ وإنت رايح لي ثاير ! إسمع الأمر وتعال
ما كمّل كلامه يسمع صوت الرصاص ودقّ قبضته على الجدار يقدم البلاغ وركب سيارته يرسل لنورسين رقم أزهر وهو يدق عليها : بسرعة حددي لي الموقع ، بسرعة
-
نزّلوا روسهم من زاد طلق الرصاص عليهم يصرخ مهيب لأزهر : كم عندك
زفر يسكّر المخزن وهو يقول : آخر خمس
هز مهيب راسه بالإيجاب : لمن أقول ثلاثة ننزل لورا السيارة ، تمام ؟
نطق أزهر بـ"تمام" يرفع مهيب راسه بشويش يناظر المكان وبمجرد رفعّه لراسه نزّله أزهر يصرخ من مرّت الرصاصة جنب أذن مهيب : قناص نزّل
ضحك مهيب يعض شفته : يالله السلامة !
أبتسم أزهر يتبعها بضحكة : تهقى تسامحني لا مت شهيد؟
ناظره مهيب يهز راسه بالنفي : وانت حي ماهي مسامحتك ، تسامحك لمن تموت ليه
ناظروا بعض من كان هدأ الوضع وخلى المكان من صوت الرصاص يرفع أزهر راسه وفتح الباب مهيب يهمس له : الحين أزهر
نزل مهيب يركض من نزل أزهر يوصل قبله لخلف السيارة ، ولف له يتفقد وضعه وكانت دقايق وسمعوا صوت الشرطة اللي بأول وصولهم كانوا يشتبكون مع رجال نايف اللي أختفى من بداية وصول مهيب وأزهر ، ووصل سلطان يناظر إشتباكهم وإلتفت يدوّر مهيب وأزهر وتنهد براحة يشوفهم خلف السياره ولكن ما طال تنهيده من شاف كتف أزهر اللي رجع للخلف نتيجة رصاصة من خلف سلطان اللي سمع وشاف سلاح أزهر اللي أنطلقت منه رصاصة تصيب الرجل اللي خلفه ونفس الشخص صاب أزهر ، رصاصتين أطلقت وحدة من سلاح أزهر والثانية من سلاح واحد من رجال نايف وكلها مرت جنب سلطان اللي كانت وحدة من الرصاصات في داخله لولا أزهر ، وركض بإتجاهه يشوف مهيب اللي يربط شماغه على عضد أزهر وهو يوقف : بسيطة بسيطة
هز راسه يناظر لسلطان اللي يحميه : عدّت
خلى المكان من صوت الرصاص إلا صوت رجال الشرطة والأسعاف الموجوده وأبتسم أزهر لمهيب اللي يناظره بخوف : يا رجال شوفني قدامك ما فيني شيء
هز راسه يناظر لسلطان اللي يمشي بإتجاههم : بسألكم سؤال واحد بس
ناظروه بإستفسار ينطق سلطان : من صاحب فكرة إنكم تلحقونه؟
شتتوا نظرهم الأثنين يهز راسه سلطان يأشر على مهيب : إنت يا ولد حامد
ناظره مهيب ببرود بينما أزهر يناظر مهيب البارد عند ذكر إسم حامد وشاح نظره من مرر مهيب نظره له ، وقف سلطان يرمي مفتاح السيارة لأزهر اللي كتم وجعه يلتقف المفتاح بإيده المصابة ووقفوا يتوجهون لبيت زايد يرجعون
-
-
أبتسم يعدل نفسه وهو يشوفهم جالسين بالطاولة القريبة من البحر ومر من قدامهم ينزّل الكاب على راسه وهو يسمع همس جنى المسموع : لا تصالحت مع مهيب لأنه جنتل
ميّل شفته بسخرية يضحك وهو يجلس على الطاولة المقابله لهم ويعطيهم ظهره بحيث إنه يسمع كل شيء يقولونه ، وإلتفت يسمع الشهقة وراه يعقد حواجبه لكن جمّد يناظرها قدّامه ما قدرت تميّل عيونه ولا يميل راسه وما يبتعد ، كان بحالة رفض لكل شيء إلا وجهها اللي قدامه يرتبك قلبه الآن ويزيد بنبضه ، يدرك إختلاف حاله الآن بس ما يقدر يردع نفسه وهو يشوفها هي نفس الصورة ونفس الوجه ونفس إبتسامتها والحفرة اللي طاح فيها ووده يتغطه ويندفن فيها بجانب شفتها ، حبّه اللي ما يعرفه وحبه اللي إنخلق من قصاصة صورة قديّمة ، حبها وتخيّل حياة كبيرة معاها ينام ويصحى بنفس الحلم وبنفس الوجه لكن ما يعرف عنها شيء ولا أي شيء ، لف وجهه بربكة من طاحت عيونها بعيونها تعقد هي حواجبها ونزّل إيده لجيب بنطلونه يطلّع القصاصة الصغيرة والقديمة جدًا لكنّه يحفظ الملامح ويدركها وقف بعدم وعي يطلع من المكان بربكة من إرتعشت أطرافه وما تكتفي تواصل لكامل جسمه يرتعش بقلق وبضيق يحاول يفتح باب السيارة ورمى بنفسه من إنفتح الباب يحط إيده على صدره يتنفس بصعوبه يطلّع بخاخه من درج السيارة وهو يحطّه على فمّه ويبدأ ياخذ نفس وهو يعد تنازلي من العشرة ، رجع لوعيّه بعد ثواني يناظر المكان حوله وفّز يتذكر الصورة اللي بجيبه وهو يطلعها بهدوء يمسح على ملامحها ويتنهد : بينتهي قريب
-
-
" الليل "
وقف يبتعد وهو يدق عليها ، عض شفته من كان منها عدم الرد وأرسل لها يتأكد إنها صاحيه "موجودة؟" ، التفتت للإشعار بجوالها تقلبه من كانوا جميعهم بنفس المكان اللي أستأجره مهيب لعقاب وآل بشار بس العيال جنب البحر والبنات داخل الشاليه ، ناظرتها بنان بإستفسار وهزت راسها بالنفي بأن مافيها شيء ورنّ جوالها توقف من كانت الأنظار عليها وبمجرد ما أبتعدت رفعت جوالها لأذنها تسمع صوته الغاضب : أنا قدام ، تعالي
قفّل منها يسمع صوت الخطوات اللي تقترب منه ورفع نظره لها من وقفت قدامه تكتف إيدها : جيت طال عمرك
هز راسه بالإيجاب : أشوفك
ضحكت بقهر يخالطه ذهول وهي تلف تضرب صدره : تستنزفني أزهر ، تموتني يوم قريب ويوم بعيد ، مره هنا أشوفك وألمسك وأيام هناك وما أطولك وش تبي منّي؟
مارد عليها يشوفها تصد عنه ولفت ثاني ما تتحكم بغضبهم وهي تقول : وش تبي علمني ؟ تنتقم من سلطان ؟ تضرب سلطان بي ؟ سووها قبلك صدقني بس ما نجح إلا إنت ما
قاطعها ينهرها لا تكمّل : بنـت !
هزت راسها بالنفي ما تستوعب : أمرضتني ، ليتك ما طلعت بطريقي وليتني ما وصلت لهالمكان ، هلكت روحي وهلكتني عليّت قلبي أزهر ، روح خلاص
شهقت تضرب صدره ولحقت كتفه بالغلط تدفه : روح خلني ، روح
عض شفّته لثواني يقرّبها منه وكان منها النفر تصرخ : لا تقرب لي ولا تلمسني ، لا تحسسني بإني رخيصة لهالقد وإنك كل ما بغيتني لقيتني ، لا تكرهني في نفسي لا تسوي فيني
بترت كلامها تمسح دموعها بعشوائية من إنتبهت للدم اللي بيّن على بلوڤره الأبيض ونطقت ترجّف شفتها : أزهر ، أزهر دم فيك شيء في شيء يصير لك
هز راسه بالنفي بعدم أهتمام : تحبيني ودق ، تقولين روح وعيونك تشع من خوفك علي الآن
غمضت عيونها تغطي وجهها لثواني وهي تقول : أكرهك أكره كل شيء يدلني ويوصلني لك ، أكر
ما كمّلت من قاطعها يهمس لها بصوت هادي : تحبيني ، وأحبك ودق
بعّدت إيدها تضحك وهي تمسح دموعها : هذا حالك وأنت تحبني ؟
نقّلت نظرها للدم بكمّه تهمس له : ينزف
لفها له يمد إيده لشعرها ياخذ ربطة شعرها وهو يحطها على عضده بمحاولة لمنع النزيف وسط جمودهّا هي من حركته ، وهمس يسخر منها : لا صدق تكرهيني !
ضربت كتفه الثاني تبتعد عنه يضحك هو بألم من همست له بإنها بترجع لا يتحرك ، كانت دقيقتين غابت فيهم ورجعت بإيدها عدة خياطة وإسعافات ناظرها بإستعطاف من رمت عليه الأغراض ولفت بتمشي وهمست تناظره : تعرف تخيط الجرح وإنت مغمض لا تسوي لي فيها مو عارف الحين
كتم أبتسامته من قالت : عشان اتطمن بس ولا ودي أطعنك تسع طعنات
خلصت خياطة وهي تحس فيه يركي جبينه على كتفها وتدري ما يتألم وسألته تشتت نظرها : رصاصة ؟
هز راسه بالإيجاب وهمست هي : عشان كذا جاي تقول أنك تحبني ؟ ما ودك تموت وإنت بعيد عني
نفى يبتسم لها : متّ فيك خلاص
كشرت تبتعد عنه ينطق لها بهدوء : ما أنتهى هنا ، بس لازم ترجعين
لفت عليه بعدم فهم : وليه إن شاء الله
رجع خطوة للخلف يبتسم لها : عشان ما نقدّم للفريق حفيد
إرتبكت تصد عنه بتكشيره وهي تبتعد لداخل البيت تشوف الكل دخل إلا بنان وجيداء وجنى ومشت تجلس جنب بنان اللي تسمع سؤال جنى : بما إنك أقدم من تزوج علمينا وش أستفدتي من شيخ الشبّاب ؟
ضحكت بذهول تناظر ودق اللي حلفت تضحك : وربي مو أنا لكن بجاوب ، يختار لها ملابس البرد
ضحكت جيداء تهز راسها : من بعد أمس؟ والله برد
وقفت عنهم بضحكه وهي تبتعد من شافت رسالته ، تتقدم له عند الباب : حبيبي !
لف لها يبتسم من حاوطته تدفن راسها بصدره وخلل إيده بشعرها يستنشق عبيرها لثواني وأبتعدت تضحك من تنحنح : يعني ما نشتاق يا حضرة الملازم ؟
رفع حاجبه يناظرها : بس ما ودي باللعب
مدّت له الأغراض تناظر عيونه : ما لعبت للحين
ضحك يبتعد من قفلت الباب تأشر له بالخروج ، وتوجه للجلسه ينزل الأكياس وهو يشوف وليد ويوسف يجلسون بعد ما كانوا يمشون عند البحر وألتفت يوسف يناظر العود اللي بحضن فهد : بالله يا فهد أطربني وسكّت لي النسيب الجديد
التفت له فهد وغيّر نظره لقيس : هو صادق ، من ملّكت وإنت ما غير تهرج ! عسى ما شر لا يكون تعاني من الكتمان؟
لف راسه لأدهم اللي منسدح على رجل أيهم : قوم داوي الرجال بدل التبطّح إنت !
سكتوا كلهم من خذ وليد العود يقطع أحاديثهم كلهم وهو يدندن بـ " خبّروه إني على وصله حييّت " وأبتدا بعبّثه على أوتار العود بالبداية وأنتهى بشطر "هو سنا شمسي وغيره ما هقيّت " ينهونه العيّال بصوت واحد : يفرح بوصلي ولو موته دنا
الكل يدري بإن صوت وليد ما يختلف عليه أثنين بالرغم من إن فهد يمتلك نفس الموهبة لكن وليد ينتقي الأغاني اللي تميّز صوته وتظهره بجمالية تغلب الجميع ، وصرخ آدم يأشر له : عطنا ثانيّة بصور
هز راسه يضحك وهو يناظر البحر ويدندن ، ونطق وسط إنشغال العيال يهزّهم بـ :
"المشاعر في غيابك ذاب فيها ألف صوت
والليالي من عذابك عذّبت فيني السكوت "
وضحك يعزف من دخلّوا كلهم يغنونها بتناغم رائع يختفي كل الخلاف اللي بينهم ويجتمعون بكوبليه " وصرت خايف لا تجيني بلحظة يذبل فيها قلبي " يكمّلها وليد عنهم بصوته الشجّي : وكل أوراقي تموت
أستمر عزف وليد وترنيمه حتى دخلّة أزهر اللي صدمهم بعذوبة صوته وهو يصرخ بنفس تساؤل محمد عبده " الأمان ! وين الأمان ؟ وأنا قلبي من رحلت ما عرف طعم الأمان " ، "وليه كل ما جيت أسأل هالمكان " وردوّا عليه بنفس البارت يشاركهم هو بـ" أسمع الماضي يقول .. ما هو بس أنا حبيبي " وهز راسه وليد يبتسم وهو يختمها بـ" ألاماكن كلها مشتاقه لك " وسط صراخ العيال وبهجتهم وقف آدم يحب راس وليد وهو يقول : والله لولا العيب
ضحك فهد بعالي صوته ينبّه آدم اللي أسترسل بكلامه يصدمهم جميع ، وضحك وليد يأشر له : خلاص ما عليه ما قصرت والله

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now