البارت الثاني والثمانين

133 4 1
                                    

"لندن"
جالسه عند المسبح ومعاها جويس اللي تبتسم بضحكة : إذًا تقولون لنشرب الشاي ، لا أحبك !
ضحكت بذهول تنطق : شسالفتكم اليوم !!
وقفت جويس من تقدّمت نورسين تلعب بشعرها : إلى أين انتي ذاهبة؟
رفعت حاجبها تأشر على جرحها اللي فوق حاجبها : سأغير الضماد عزيزتي
جلست بعد ما راحت جويس وهم يناظرون رحيلها ، همست بنان : تحزّني البنت
هزت راسها نورسين : لقد ضربها المتخلف وهو في حالة سكر أيضًا !
تنهدت تشوف تسمع صوت البوابة ولفت تشوف السيارات اللي تتلون بالأسود القاتم وأرعبهم صوت الفرامل يفزون أثنينهم يوقفون وجمدت ملامحهم من نزل مُهيب يترك الباب مفتوح وركض للباب الثاني يسند ملهم وهو يصرخ : إياد يلا ، إياد !!
ركض إياد يفتح باب المدخل وهو ينادي على جويس اللي كانت ممرضة الفريق : جويس ، جويـس
طلعت تركض وهي تشوفهم ينومون ملهم على الكنب ، وفزت من صرخ مهيب : سلـطـان وين؟
دخلت نورسين وهي تقول : ما الذي حصل
ضرب الباب بقوّة يحاول ما يعلي صوته : الفريق وينه نورسين؟
دخل سلطان اللي قال بهدوء : إقصر الشر وشفيك!
أشر على مُلهم وهو يناظر سلطان : رجالك صوّبوه ، رجالك سلطان
عقد حواجبه من وقف مهيب عند الباب يعطيهم ظهره ، والتفت لديسم يسأله : وش اللي صار ؟
تقدّم ديسم يشرح لسلطان وهو يشتت نظره : بعد ما قلت لا تخلون وراكم شيء طلعت انا وطلع مهيب وراي ، وعلى أساس ملهم جنبه وسمعنا صوت الطيّحة يوم التفتنا إلا هم صوّبوه
هز راسه سلطان : خطة مدروسة دامهم يصوبون بالكاتم
همس ديسم يأشر على مهيب : عشان كذا قايمة شياطينه
إلتفت سلطان يكلم اللي بالصالة : خلوا الطبيب يشوف شغله ، وإنتوا إنصرفوا عندكم إستراحة ساعتين
ناظر لديسم يسأله : ناجي وين؟
ديسم : برا عند إيريم وإياد
هز راسه بالإيجاب يبتعد عنهم وهو يتقدم للملحق وأشر لإياد يجيب ناجي ، وتبعهم ديسم اللي كان يناظر في ملهم اللي ما كان في وعيّه من حقنته جويس بالمخدر تنتظر الدكتور ، دخل الملحق يسمع نقاش مهيب وسلطان اللي إحتد : يعني أيش اللي يصير سلطان؟ أيش اللي رجالك يطلقون علينا أيش!
وضحك بتهكم يقول : هذا لو كانوا رجال
عقد حواجبه سلطان يلف عليه : شتقصد ؟
هز راسه بالنفي : الرجال عمره ما يصوّب في الظهر ، هذا اللي اقصده
ناظر له سلطان يأشر له يطلع : خلنا نشتغل زي العالم .. اطلع روّق مع مرتك
كتموا إبتسامتهم يشوفون ملامحه اللي لانت وتشتيته لنظراته ، يتكلم سلطان بسخريه : شفناك
غمض عيونه وهو يتنهد والتفت يطلع من الملحق وهو يقفل الباب بقوة يسمع صوت سلطان وراه : إيه شاطر
دخل المطبخ وهو يفتح الباب بضيق يبين في مسكته للمقبض ، ونزّل عيونه من كانت نورسين موجودة ، أبتسمت تناديه من تراجعت خطواته : تستطيع الجلوس !
رفع حاجبه من تكلمت بالإنجليزي وهو يهمس : كشفناك طيب ليه مكمله
ضحكت تأشر له بالجلوس : لغتي الأم ! ، إجلس يلا
هز راسه بالنفي تقاطعه هي : إجلس ما راح تغار مني
رفع راسه يناظرها لجزء من الثانيه وهو يبعد الكرسي عن الطاولة بمسافة وجلس يشتت نظره بسؤال : وينها ؟
ضحكت بخفّة تهمس له : راحت تدور لك شاي يروقك
تبسّم داخله بتوهج ما يشعر فيه الا معاها ، مضّت دقيقه يشعر فيها بالملل وحاجة من التوتر لوجود أنثى غيرها معاه وتنهّد يدور ولاعة يمد إيده لجيبه يطلّع دخانه ، وقفت نورسين تقدّم له الولاعة من على الرف وما إن أشعلها حتى تكلمت نورسين : بنان ما تحبّه ، إسأل آدم
هز راسه بالإيجاب يقول بداخله "صرت مجرب ليه أسأل" ، وتكلمت هي تعدل جلستها : مهيب
همهم لها وهو يناظر بالدخّان اللي يتصاعد من زقارته ، تكمّل هي : أرسم ملامح نايف اللي تعرفه ... بما إنك الفن !
ناظرها من كانت الكلمّة تخصّه هو لحاله ، كان يقولها لنفسه بعد إنتهاءه من كل لوحة يرسمها وكل لوحة يجسدها وكأنها حقيقة ، وما يدري فيها إلا القريّبين منه مرّه ، ميّل راسه يقول : ما أعرف ملامحه ، كان لابس كمّام
هزت راسها بالإيجاب تناظره يشتت عيونه : ورّيني فنّك
أنهت كلمتها تدخل بنان اللي كشّرت تشوف الزقارة على شفاهه وتقدّمت تحط الكوب قدامه وهمّت بتمشي يمسّك هو إيدها من غادرت نورسين ، لفت عليه تناظر خلفه ونزلت عيونها على إيده تشوفّه يرمد زقارته وسحبها يجلس و يجلسّها بحضنّه يهمس لها بدافي الصوّت تحسه وتسمعه : آسف
ما تكلمت تحسّه بس ، تفهم إنه كان يحتاج ينفّس عن اللي فيه بس إختار الطريقة الغلط وتحس بشعوره من نزّل راسه يقبّل عنقها من فوق الجاكيت وما ترددت تمد إيدها لوسط شعره ، وشعّت ملامحها خجل تشّد على فخذه اللي مرتكيه عليه من همس : نرقى فوق؟
-
" الملحق "
شال سلطان الكيس من على وجه ناجي وهو يشوف الكدمه اللي تحت عينه ، ومد إيده ببرود يفتح اللاصق عن فمه يشوف ملامح ناجي المتألمة والتفت سلطان يأشر لإياد : صحّه يا إياد
كان ينتظر هاللحظة بكل فرح وهو يرفع سطل المويّا المخلوط بالثلج وأبتسم بضحكه من فز ناجي يرتجف ويشاهق مثل اللي ينازع روحه ، يبتسم سلطان اللي جلس مقابله من صرخ ناجي يتكلم الإنجليزية : ما الذي تريدونه مني ؟ ومن أنتم ؟
كتّف إيده يراقب ملامح ناجي الخايفه وهو يقول : كلنا عرب لا تخاف محدٍ واشي بك
عدّل أكتافه يستقيم ، وسرعان ما احتدت نظرته يضرب الكرسي بين رجلين ناجي وهو يشوف فزّته ونطق بهدوء مخيف : وصّلني للريس يا ناجي وأنت ناجي !
عقد حواجبه ناجي يمثّل عدم الفهم وهو يردد : لم أفهم ماللذي تتحدث عنه ، أتحتاج النقود؟
ضحك سلطان يقهقه بضحكه ثم نطق بتهكم : يا رجال إنت صاحي؟
وقف يبعد الكرسي وهو يتنهد ، وسرعان ما لف يطبع أصابعه بخد ناجي وهو يقرّب من وجهه ينطق بفحيح مخيف : لا أجن عليك !
وصرخ يفز ناجي برعب من نطق سلطان : تفهم ؟
هز راسه بالإيجاب يتأتأ بكلامه : أبشر لك اللي تبيه بس لا
قاطعه سلطان بغضب يسكر فمّه : اشش ، هنا أنا اللي أتكلم واتأمر إنت تجاوبني وبس
هز راسه بخوف يتعدل سلطان بوقفته وهو يناظر بعيون ناجي الخايف : دلني على الريّس
كان يتنفّس بسرعه بخوف من تجبّر سلطان اللي خوّف حتى عساكره من وقفته لملامحه الحاده ولنظراته اللي كانت تحرق ناجي بلهيبها ونطق من إمتدت يد سلطان لياقته يصرخ بـ"إنطق!" : ما نعرفه ... ما يجتمع فينا يرسل لنا وسام يعطينا الأخبار واللي علينا ننفذ ما يقوله
هز راسه سلطان يبتعد بضحكه : هقيتك صعب وبتتعبني ! ومدام إنك رخمه هالقّد علمني عن مكان وسام
ناظره بقرف يبتعد عنه من نطق بمكان وسام وهو يقول : لا يموت يا إياد
ضحك إياد من طلع سلطان يبتسم ويسمح له بإنه يضربه ، وما قصّر إياد من أول لكمة طاح ناجي وجلس إياد بمحاذاته : رجال مين اللي كانوا بالشركة؟
أبتسم يميّل شفته من كان ناجي فاقد للوعي : صدق رخمه !
-
" المحكمة - الرياض"
دخل للقاعة يوقف جنب الطاولة بعد ما نادوا بأسمه وكان يراقب عبدالرحمن وتصرفاته وأنشرح وجهه يحس دخولها خلفه وهي تناظر فيه تهمس : متوتر؟
هز راسه بالنفي يضج داخله بالفرح من إنها تكلمت معاه وخاطبته ولكن ما مداه يرد عليها من جاهم عالي الصوت ينطق بـ : محكَمة
يوقف جميع من بالمحكمة ويدخل القاضي واعضاء هيئة المحلفين معاه ، جلسوا بعد إلقاء السلام ينطق القاضي : بسم الله الرحمن الرحيم جلسة النطق بالحكم الاربعاء الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٥  واحد / قيس بن عقاب آل بشار ،  عبدالرحمن علي آل زاهر
هز راسه لوجودهم وهو يقول : قبل البدء يوجد شيء تودون قوله ؟
تكلمت جيداء تتنحنح : سيدي القاضي في قضية الحال أتهم موكلي في أعمال نصب وإحتيال من قبل زبائن شركة المدعي عليه الذي قام ببيع الشركة مؤخرًا والذي كا
قاطعهم دخول بعض من أفراد السلك وفي إيدهم مذكرة إعتقال و دليل قاطع يؤكد براءة قيس وما إن سُلمت الأوراق للقاضي إلا أنه نطق ينبههّم بصوت المطرقة أولًا من ضجت القاعة بأصوات الحضور : هدوء
أشر للعسكر يلقون القبض على عبدالرحمن وتكلم يخاطب قيس : إنتبه في المرات جاية ما راح تسلم .. براءة
-
طلعت تبتسم بإنتصار بعد نطق الحكم يطلع هو وراها ناوي يشكرها ولكن وقف يشوفها تتكلم مع محامي عبدالرحمن اللي كان يناظرها بنظرات دونية وإستنقاص وقرّب منهم من تهكم المحامي وهو يقول : كم دفعتوا له يخرجكم؟ مو الغياض إنتي؟ يخارجكم سعيد منه
أبتسمت من تحت النقاب : عد السنين وإنت تنتظر موكلك يطلع ، وكل يوم يمر إشطبه أسهل لك !
كان واقف خلفها مباشرة ومستعد لأي شيء يبدر من الطرف الثاني وشتت عيونه من رن جواله والتفتت له تناظره بحدّه ، رفع جواله يرد بهدوء : أرحب
أبتسم مهيب ينزّل زقارته من على شفاهه : البقى ، بالمبارك
هز راسه يبتسم بالمثل ولكن إبتسامة قل حيل وهو يقول : يبارك بعمرك ، واحشنا
مسح على وجهه بخفّة وهو يقول : أعرس وبجي
ضحك قيس بسخرية يناظر لها تطلع من باب المحكمة : خلوني أسج عن موضوعه احسن لي
أبتسم بخفوت يحس بالوجع في نبرته وهز راسه يلعب بالصحن قدامه : الغلا واجد خال ، إن كانت لك بتاخذها طرق
فتح باب السيارة ينتبه لمهيب وهدوءه : خلك مني أنت بك شيء؟
هز راسه بالنفي وهو يوقف : ما علي خلاف بس وراي شغل وشكثره ، بخاطرك شيء؟
قفّل من قيس يتنهد بضيق من إنه لأول مره ودّه بشيء وما يكون له ، مد إيده لجواله يدق على أزهر وإستغرب إنه يعطيه مشغول بالعادة يرد عليه ويقول له إنه مشغول أو يلاقيه مقفّل
_
-
" ابها "
صحى من النوم يسمع صوت المطر وأبتسم يمد إيده لجواله يدوره ، وسحبه يشوف الساعة ٤:٣٠ العصر وإنصدم يبتسم من كانت معاه على الخط للحين وهمس : توقعت أصحى ويكون حلم !
ميّل شفته يقوم يدخل الحمام ويصلي فروضه ، قضى من الصلاة وفتح المصحف اللي كان جنبه وبدأ يقرأ ورده بصوت هادئ ومريح جدًا للسمع والقلب ، فتحت عيونها بهدوء من خالط مسامعها صوت قراءته وظلّت تسمع وهي مغمضه عيونها حتى وصل لـ "صدق الله العظيم " ينطقها بتنهيدة راحة تحسّها من صوته اللي مال للأريحية بعدها بنطقّه " يا الله " ، عضت شفايفها من تقرّب من الجوال يناديها بهدوء : ودق؟
كانت تمثل النوم ولكن حرّكت إيدها تضرّب في طرف السرير تكتم ألمها وإبتسم هو : صح النوم
ما تكلمت تنتبه لدخول عمر اللي قال : قامت القيامة وإنتي نايمة!
ضحك أزهر يميل شفّته بعدها من تكلمت هي تأشر للباب : اطلع وقفل الباب
هز راسه بالنفي عمر يجلس على طرف السرير : محسن وعياله تحت ودق إنقذيني وربي الله بينقذك من اللي يأذيك
ضحك بعالي صوته من كانت تقصده وهي تقول : آمين يارب حبيبي الله يسمع منك
والتفتت لعمر اللي يناظر إبتسامتها وهمس عاقد حاجبينه : ليه تبتس
سكت من قاطعته تكّح وهي تقول : طيب بنزل لهم روح الحين
ناظرته يقفل الباب ، وتكلم أزهر : تبتسمين لضحكتي دريت
رفعت حاجبها تهمس بـ : يارب ساعدني
أبتسم يشوف مكالمات مهيب وهو يقول لها : بقفل الحين خاطرك بشيء؟
هزت راسها بالنفي : لا
قفل بعد ما ودعها وهو يرد على مهيب اللي بدأ المكالمة بسؤاله :  من كان ينومك!
ضحك بعالي صوته وهو يمسح على حاجبه : اتق الله يا ورع ، وش عندك تدق ؟
ميّل شفايفه يسكت لثواني : بالله هي؟
هز راسه بالإيجاب يتنهد وهو يعرف الكلام اللي بيقوله مهيب : ادري بنت اصول وادري إني كلب بس ما اقدر مهيب ، ورب البيت ما اقدر أبعد نفسي عنها وعن شوفها
خلل إيده بشعره يناظر لبنان قدامه : ما بقولك شيء إنت أدرى بعمرك ، كلمت قيس؟
نفى بهمهمة يشرب المويا ، واردف مهيب : بيرجعون اليوم حاول معاه
أزهر بهدوء : البنت رفضته صح؟ لإنه مو قيس اللي يقول كلمه ويتراجع عنها وجدي بعد ! إنتم شفيكم يا هالعايلة وش هالقساوة ؟
ابتسم يقول لأزهر : سلطان بصفي إنتبه
ضحك يشتمه وهو يقول : أمش لمرتك بس تكلمني أكثر منها ما تطفـ
ما كمل يموت ضحك من قفل مهيب بوجهه يرد له حركاته ، وقف يتجه لتحت يشوف حور وعذيّه جالسين عند الزرع وجنبهم القهوة وإبتسم يقول : عقبال اقوم الاقي مرتي جنبكم
ضحكت عذيّة بسخرية : إيه يا حور صاحية برواق
تقدم يبوس راسها وهو يضحك بعذوبه : يا بعد هالراس يام عبدالله عسى الله يخليك لنا
هزت راسها بإبتسامه تربت على إيده يناظر هو لحور اللي كانت نظراتها حارقه بالنسبه له ، وغمز لها يسأل : شصاير؟
هزت راسها بالنفي بدون كلام وهي تصب له قهوة ، عض شفته من تذكر دخولها وسط نومه وحس بوجودها يبتسم لها بعبط : طيب اسألي! تزعلين من هنا والطريق
وقفت تبتسم من رن جوالها بمكالمة من قيس يهمس أزهر : الحين تعاقبني بسكوتها
_
_
تشوفه من الشباك يكلم بجواله ، وقفت تناظر فيه لمدة طويله تقديرها طول مكالمته مع حور ، كان مثالي نوعًا ما طوله ووزنه مناسبين سمار وجهه كان جميل حتى لإبتسامته إنتبهت إنها جذّابه و إبتسمت لا شعوريًا من كان فيه شبّه من مهيب وتلاشت إبتسامتها من أستوعبت وتأففت لما خلّص مكالمته وأتجه لسيارته وأدركت إنها كانت تراقبه فعليًا ! ، وجمدت يزيد نبض قلبها من خروج وليد اللي كان أنس بحضنه وجنبه ودّ اللي تكلم أنس ، بلعت ريقها بضيق من وضعها ومن إنها تحس بإنه للحين لها ولا هي مشاعر مؤقته ؟ ولا كلمة أحبك من قيس صحّتها صدق ؟ ولا ما تخطت للآن ؟ ما كانت عندها إجابات تشوف سلام ودّ على قيس وهمست تمسح على عنقها : لو تدري بإنه قالها لي قبلك ؟
جمدّت من كان جواله بإيده ومن صوت الرسالة اللي وصلتها هي "الشباك عاكس " وإختنقت تبتعد بسرعه وهي ترمي الجوال على السرير وتجلس بالأرض بفشله ، وصرخت تغمض عيونها : أكرهك —
قفل من حور وهو يتوجه للسيارة ، في نفس البيت وما يبعدها عنه إلا توقيع بإنها تكون حلاله وتنهد يبتسم لودّ اللي تضحك له وهي تدق الشباك ونزل يوقف قدام السيارة وهي جنبه ووليد يواجهه ، ضحك من كانت تسأل عن أزهر الغايب حتى عنه هو ورفع نظره لفوق يمسح على خشمه وجمد من لمح طيفها على الشباك وده يطول بالنظر لكن غريّمه بقلبها واقف قدامه إنتبه لشعرها اللي نازل على أكتافها العارية يشتعل قلبه من غيرته ومن إنها تراقب من الشباك بدون ولا شيء يسترها ولو كان مو هو؟ لو شافها غيرّه ؟ أرسل لها ودخل جواله بجيبه ، ما قدر جامل أكثر وقرب يضم ود بنص إبتسامه ويشوف إبتعادها وتقدّم لوليد يصافحه بعاديّة وهو يلتفت لود : ودعناكم الله مضطر ألحق الوالد وأخواني ، توصون على شيء؟
هزت راسها بضحكّه تقبل خده : توصل بالسلامة حبيبي
مسح على راسها يقبّله : الله يسلمك يبه
ركب سيّارته وهو يبتعد بكل ما فيه من غضب وغيره وشعوره بالهلاك يزيد كلما فكّر إنها واقفه تشوف وليد ، تنهد لعله يخفف من غضبه ولكن يأبى قلبه ويرفض الإستكنان يزيد بسرعته وده يبتعد وده يحرق كل شيء مثل قلبه مثل الخط مثل وليد ! ولكن خفّ كل ما فيه من إشعار رسالة يحمل إسمها بجواله " ما فهمت !" ضحك ، ضحك من عبطها وضحك من قهره وضحك من الضياع اللي هو فيه وما تردد يدق عليها مره وأثنين وثلاثه من كانت تتجاهله ولكن أصر لين جاوبته تصدح حدّة صوتها بالسيارة : نعم
إبتسم من كررتها ثلاث مرات وبكل مره كان غضبها أكثر ، وقاطعها ببرود من نطقت بها للمره الرابعه وبصوت هادي : أحبك
سكتت تذبحه بهالصمت وسكت معاها يحترق هالمره لأنه يدري بسبب صمتها ولأنها ما بكت هالمره تكلم هو  : حتى لو باقي تحبينه انا أحبك ، حتى لو تحترينه انا أحبك ورب الكعبة إني أحبك ، ليه ترديني عن شيء ماهو بيدي ؟ وليه ترديني عشانه ؟
غمضت عيونها تسمعه يتكلم بس ، وأردف هو : ليه تقللين من شانك وترضين بثانيه تشاركك قلبه ! القلب اللي كان مفروض إنتي لحالك فيه والقلب اللي يكون بيتك ومسكنك وحتى ملك لك ، معاده لك إنتي ، حتى الطريق ما هو لك ! وش ينقصك لين ترضين لنفسك تحبينه وهو مع غيرك ؟ وش خلاك تحت جنحان حبه لين ذا الوقت والحين؟ ليه يبه ليه !
فاضت دموعها وهي تسمع كلامه ونبرته الموجوعه عليها ، ما كان وجعه لنفسه تحسه من كلامه وكتمت شهقتها تسمعه يقول : والله إن قلبي يحترق ولا هو بدفيان وإنتي ما أنتي بحولي ، أنا خاطري بك من يومك ضحكتي
ضحك يداري وجعّه وهو يقول : ضحكتك كانت حلوه لدرجة إني ما قلت إنك مستحيلة بهالكثره ، ليه ضحكتي دامك كذا .. ليه يا أبوي؟
ما قدرت لأكثر من كذا تكتم وعض شفته هو يسمع شهقاتها وبكل شهقة يزيد بسرعته ، وتكلم بهدوء كله وجع يقول : بكل دقيقه وكل ساعة وكل يوم من عرفتك وأنتي أول شخص افكر به إذا إني صحيت ، في خلوتي وفي جموع الناس إنتي اللي تشغلين فكري
سكت يسمعها تجهش ببكاءها وهي تنطق بعدم إدراك : ما كنت أعرف بحبك ! ما كنت أعرف ليه تلومني بشيء ما أعرفه
هز راسه يشد على مسكة الدركسون وهو يسمعها تكمّل : وش ذنبي لما حبيتني وأنا مدري ؟ ليه تكلمني بالطريقة ذي وترغّبني بحبك ؟ ليه تـلومني على شيء ما أقدر أعطيك هو ؟ ليـ
قاطعها ينفجر ، يصرخ من شعوره وهو يقول : ألومك لاني عاجز ولأني أتألم والوجع يخنقني ويقتلني ، ألومك لأنك ضحكتي ولأنك إلتفتي ولأنك أنتي ،  وإنتي وش؟ إنتي تبكين على رخمه معلق ثنتين بحياته ، تبكين على اللي خلاك وما تشوفين
صرخ بعالي صوته وبقهر يقول : ما تشوفيني ، وما تحسيني يوم بغيتك لي .. رفضتيني
شهقت بخوف تسمع صوت الفرامل القوي تنادي عليه : قيس ، قيس تسمعني؟
ما قدر يرد وهو يشوف محامي عبدالرحمن وحوله ٤ أشخاص واقفين بنص الطريق ومقفلينه وبما إنه بخط سفر قليلة عدد السيارات اللي تمر وتنهد يستغفر وهو يسمعها تناديه ، وجاوبها بهدوء يختلف حاله ، يتبدل الشخص الهائج اللي قبل شوي لإنسان كل هدوء الكون فيه وما تنكر خوفها ، كان خوفها منه وعليه هالمرّه من صار خالي من الحنيّة والضحكة ، ومن تبدّل وأختلف يصير بهالوحشيّه وتحمد ربها إنها مو قدّامه لإنها بتكرهه بشكل يتركها تتهرب منه : قفلي وفكري بالموضوع
نزل وهو يمسح على وجهه بتعب يحس إنبح صوته من الصراخ ، وقف قدامهم وهو يقول : أخلص من موكلك وتجيني إنت؟
هز راسه المحامي بالإيجاب يضحك : باخذ روحك وببكي أمك عليك
صد يستغفر وهو يقوله : إيه بالدور تعالوا فايق لكم
تقدّم واحد منهم وهو يرفع العصا اللي بإيده ويقرّبها من كتف قيس اللي كان يناظر في العصا ببرود وما إن رفعها مره ثانية إلا مد قيس إيده ياخذها بسرعة منه وهو يضربه على قفى ركبته يطيح بألم ما يحرك رجله بعدها وأبتدا الثاني يضربه وهو يستخدم العصا كحماية له ولوجهه وضربه براسه من صفّر يلهيه وهو يضحك ويشوفه يطيح بالأرض ، ناظر للأثنين اللي يهربون و المحامي معاهم ورجع لسيارته يركب بهدوء وهو يشوف الخط باقي مفتوح وبنفس النبرة نطق : فيك شيء؟
ما كانت تقدر تتكلم وسكت هو بالمثل يكمّل سواقته بنفس الهدوء ، مرت عشر دقايق على هالحال هو ساكت وهي ساكته إلى أن دخلت ليّا تنادي عليها : جوجو أبحث عنكِ في كل مكان !
أبتسمت تمسح دموعها وهي تبعد شعرها : عيوني لبيّه
كشّرت ليّا بحزن تشوف وجه جيداء شديد الحمره ودموعها اللي باقي على خدها : هل أنتِ أيضًا حزنتِ لرحيل وليد ؟
عضت شفتها وهي تغمض عيونها وتضمّ ليّا : ليه ؟ وش فيه وليـ
سمعت ضربته على الدركسون تقطع كلمتها بخوف ، تتكلم ليّا : وايد سيذهب مع زوجته للرحلة ، ولن يأخذني معه
ضحك بسخريّه : حتى إنتي !
رجعت شعرها لخلف إذنها من سمعت إنه قفل المكالمة وهي تسأل ليّا : مين حزين كمان؟
جاوبتها بتكشيره : أنس يبكي !
-
-
" جناح وليد "
هزت راسها بعدم إستيعاب ، كان طالع ولما رجع مد لها تذاكر سفر يحطها بين إيديها ، بدون سابق إنذار وجاء بس _يعطيها خبر_ ، دخل الغرفة يشوفها جالسة على السرير وتناظر نفسها بالمرايا : ما جهزتي؟
ضحكت بذهول ممزوج بسخريّة : أجهز لموتي ؟ أنا هنا مو متحملتك كيف تبي نكون لحالنا !!
رفع حاجبه دليل عدم معرفته : جدي حجزهم
أبتسمت بعذوّبه يراقب هو شفتّها اللي وده بقربها أكثر من أي شيء ، وهمست هي : ما تطلع منك زي هالاشياء أصلا
هز راسه بالإيجاب يصد عنها قبل يتهوّر وتقلب البيت عليه ، اتجه لغرفة الملابس يطلع شنطته اللي فيها ملابس السفر وعقدت هي حاجبها : كنت مستعد ولا أيش !
نفى بدون كلام وهو يطلع ينتظرها بالصالة ويسمع كلامها وحلطمتها : لازم أحد فيكم يفهم إن الأماكن بالجُلساء تنحب ، تبوني أروح لباريس ووجه النحس مقابلني ؟ وش ضريتكم فيه يا الغياض
وضحك بخفه من نطقت : الله يسامحكم على بلاكم لي
مرت عشر دقايق وهي تتحلطم مره وتغني مره ، ووقف اخيرًا يستعجلها : إذا خلصتي حلطمتك البسي عبايتك وإنزلي
تخصرت تسمع تقفيل الباب وهي تقلده بالكلام ، وفاجئها بضحكه عند باب الغرفه وهو يقول : لئيمة
ناظرته بعدم قبول تبتسم له بضجر : اوكي يلا أطلع برا
-
-
"لندن"
كانوا يراقبون مكان وسّام اللي كان عبارة عن مطبعة صغيرة وبمكان وسط لندن ، كانت مطبعة رغم صغرها إلا انها تحمل كثير من الأمور لدرجة مستحيل يُصدق إن داخل هالمطبعة غرفة كبيرة لإجتماعات الريّس المزعوم ، وقف مهيب ومعاه بنان اللي ما فارقت إيده إيديها متمسّك فيها بخوف من إن يصيبها شيء ، كان داخله يضج بالشتائم لسلطان اللي أصر بإنها تطلع معاهم بهالمهمة ، بالرغم من إنه يدري بإنها عميلة سابقة بالنسبة لهم إلا إنه يرفض إشراكها في هالمهمات ، فتح الباب هو يدخل ويبتسم لتناغم أصوات تعليقة الباب ، والتفت للبائعة الأنثى اللي كانت طاغية في جمالها من أشقر شعرها إلى أحمر شفاهها وضيّق فستانها الأسود ، ضغطت بنان على إيده من أطال النظر يتفحص وجهها ولكن بنان فهمتها أمر آخر وسبب للزعل ينتبه له هو اللي همس : بفهمك !
تركت إيده تبتسم للبائعة : مرحبًا
ردّت لها الأبتسامة وهي تقول ببشاشة : مرحبًا ، كيف يمكنني مساعدتك؟
تكلم هو بهدوء يقول : أيمكنني الحصول على كتب إيڤا أريكسون؟
ضحكت بغنج تراقب ملامحه : لديّك حس فنان إذن؟
مد إيده لإيد بنان يوضح لها القرابة وهو يبتسم : هكذا تقريبا
غمضت عيونها وهي تغرس أظافرها بإيده اللي تضم إيدها بجيب جاكيته وأبتسم هو يمشيّها خلف البائعة وهم يدورون الكتب ، دخلوا ديسم وإيريم مع بعض وإبتعدوا عن الباب يتركونه مفتوح لدخول إياد اللي إتجهت له البائعة بمجرد سماعة للنغمات الرنّانة وضحك إياد يتكلم بطلاقة : هل يمكنك مساعدتي متأكدة؟
هزت راسها بالإيجاب : بكل تأكيد
أبتسمت من جاب الكرسي يجلس جنبها وهو يقول : إذن أسمعي !
-
وقفوا ديسم ومهيب يدورون مدخل للغرفة وهم متأكدين إن وسام دخل هالمحل ولكن مو موجود الآن ، ولا شافوه يخرج !
وقف ديسم يبعد الكتب اللي ما رضت تبعد دليل تلاصقها وعقد حواجبه من سحب الكتب وهو يشوف إنها مجرد مجسمات وأبعدها يبتسم وهو يأشر لمهيب اللي أتجه له على طول يساعده في فتح الباب وأخيرًا شافوّا مقبض الباب يفتحونه بشويش وسرعان ما عجّ المكان بصوت الإنذار اللي وقفت منه البائعة بخوف ولكن إيد إياد كانت أسرع من نوّمها تغيب عن الوعي بقطرات المنوم ، ووقّف الصوت من قفّل إياد قاطع الكهرباء اللي ترك المكان بظلمة يستخدمون هم فلاشات جوالاتهم ودخلوا إياد و ديسم و مهيب يتركون البنات ، نزلوّا من السلّم الكبيّر اللي وجهّهم مباشرة نحو الممر الأبيض الطويل وهمس إياد : الحين هالمطبعة يطلع منها كل ذا !
جاوبه ديسم بسخرية يقول : تشوف !
نهاية الممر كانت غرفة تفتح برقم سرّي ، وجلس إياد يطلع اللاصق الشفاف من الشنطة وهو يمدّه لديسم اللي لصّقه بخفّة على الأرقام وسرعان ما أنطبعت بصماتهم من الأرقام للاصق وضغط مهيب اللي كان الوحيد فيهم لابس قفاز وإنفتح الباب يدخلون بخفّة ومهارة ووقف مهيب يرفع إيده يقفّل قبضته وهو ينزلها بمعنى " قف " يصطفون خلفه بعدم حركه ، وغمّض عيونه يشوف وسام وعنده شخصين واحد منهم كان حارس شخصي والثاني كان معطيهم ظهره ما يشوفونه ، ولف مهيب لديسّم يأشر له ياخذ إياد ويروحون من الجهة الثانية ، كانت دقيقة من إنصرفوا من عنده يشوف إشارة ديسم بعدها بمعنى " الآن" وعدّ للثلاثة يطلعون سواء بمشهد لو هو مصوّر ما طلع بهالهيبة وصرخ مهيب يأمر الحارس اللي رفع سلاحة : إرمِ سلاحك ، أنت محاصر
إلتفت الحارس للجهة الثانية يشوف ديسم وإياد موجهين اسلحتهم عليهم ، وضحك مهيب يتقدّم لهم : يا هطف إنت وياه وش لكم بذي التجارة دامكم بهالغباء !
إلتفت وأخيرًا يشوف مهيب اللي رفع حاجبه يشوف إلتفاتته وضحك يناظر بديسم وإياد : والله يا جبنا الغنايم يا عيال
أرتفع سلاح الحارس يطلق بإتجاه ديسم اللي كان أسرع منه وأخذ وسام يحتمي به وجات الرصاصة في قلبّه يفارق الحياة مباشرة ، بوقت طلق الحارس أطلق إياد رصاصته بإتجاه الحارس يرتديه قتيل وما بقى بالمكان إلا نايف _طليق بنان_ ، ووقف مهيب قدّامه يبتسم : يا أهلين !
أبتسم نايف ولكن سرعان ما تلاشت تختلف ملامحه من كف مهيب اللي طيّحه بأرضه وهو يقول : دوّر للي يفكك مني !
وضحك يبتعد بغيض يأشر لهم يتحركون ، وطلعوا يركض إياد وهو يشغل الكهرباء وديسم اللي دق على جويس تقدّم السيّارة ، وقفت بنان تشوف خروج مهيّب وهو يناظر كل شيء إلا هي وتقدمت توقف جنبه : شفيك؟
ما جاوبها من نطق ديسّم بـ"إسكت!" وتبعها صوت كف وأبتسم مهيب يناظر إيريم : يلا أطلعوا
رفعّت حاجبها بعدم كلام وهي تطلع مع الكل وتشوف الرجل اللي مغطيين وجهه بكيس أسود وتوقعت إنه وسام أصلا .
-
"قصر سلطان"
كان يكلم ودّق وهي تعلّمه وتسولف له عن عيال محسن اللي تقريبا آخر مره شافهم سلطان بعمر السنتين ودخلت نورسين يأشر لها بالسكوت : طيب يا بابا ودك بشيء من هنا ؟
ضحكت ودق تمثل التفكير : أبي عريس بابا
رفع حاجبه بعدم إعجاب ولكن أبتسم من ضحكتها ينطق بتهديد كذّاب : بنـت!
قفل من ودق بعد ما ودّعها وهو يشوف نورسين اللي تعدّل شعرها على المرايا وتقدّم لها يوقف خلفها وهو يركي بدقنّه على كتفها بعد ما قبّله بحنيّه : وشفيك؟
هزت راسها بالنفي : الآن ؟ لا شيء ، يمكن بعد شوي !
عقد حواجبه بعد فهّم ما طوّل من سمع صوت السيارة وإبتعد ينزل تتنهد هي بتعب ، نزلوا لباب الملحق يدخلون نايف ديسم وإياد ودخلوا البنات للبيت يبتعد هو بضيق يعرف إنه إذا دخل عند نايف بيقتله لا محاله ، والتفت من سمع صوت سلطان القريّب منه : وش عندك ؟ وسام وين ؟
صد بهدوء يجاوب سلطان : عطاك عمره
عقد حواجبه بعصبيّة ونطق يخفض صوته : أجل مين اللي داخل !
طلّع دخانه من جيبه يحط عينه بعين سلطان : نايف
سكن وجه سلطان يهمس : أيهُم؟
أشعل زقارته ياخذ منها نفس : اللي تعرفونه
تنهّد يرفع إيده لراسه : بنان ؟
لف عليه بحدّة قادره تبتر سلطان لأنصاف لو طوّل ، وهز راسه يبتعد وهو يقول : لا أشوفك داخل يا مهيب !
-
-
"بالطيّارة "
جالسه بجنب الشبّاك وتراقب الغيوم اللي تأسرها دايم ، تحبّ الغيم من مهيب اللي دايم ما يوصفها هي بالغيّمه ولكن هالمرّه ما تدري ليه كانت تشوف الغيم بدون تسميته هو ، وبدون وجوده هو وكأن ما كان له ذكرى وجود لفّت نظرها لوليد اللي إستغربت إنه يناظرها وأشرت له بحاجبها : خير ؟ مضيّع ؟
أستغفر يبتسم وهو يقول : لا بالجو ولا بالأرض هادية ورايقة !
هزت راسها بالإيجاب : إيه جربني بالبحر يمكن أغرقّك مره وحده
ضحك وليد بخفه يلبس سمّاعته ما يتحمّل طنين إذنه اللي يدري بيزوره قريب ، غمّض عيونه باستمتاع لصوت محمد عبده اللي أطربه يضرّب بأطراف اصابعه حدّ الكرسي ، وتفاجأ من أخذت السماعة الثانية تلبسها بإذنها وهي تردد وسط إستغرابه : أحب أسافر مع سحابٍ تعلى ، وأحب فوق الغيم لمع البروقي
كانت تغني وهي تضحك لكن سكتت تسمع الكلمات اللي بعدها وغمزّت ودّ تدقّه بالحكي : يا مدوّر الهين ترا الكايد أحلى
ضحك من وضعها المفاجئ ولكن شالت السماعة بضجر تقول : طفى جوالي لا تناظر فيني كذا إنت وأغانيك ذي
رفع إيده بإستسلام يمد لها جواله : لا يعجبك العجب ولا صيام برجب
هزت راسها بالإيجاب تسكته وهي تلبس السماعة الثانية : إسمع بس
كان يطقطق بأصابعه من البداية اللي كلها موسيقى ولكن سرعان ما جمدت ملامحه يناظرها بسكون من بدت الأغنية : ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح
كانت تردد وراها وهي مبسوطة وضحكت من فصخ السماعة يقوم عنها وهي تقول : بقربك خليني غمرني ودفيني ، انا من دونك انا بردانه
إنفجرت تضحك من نظراته لها وهي تقول الكلمة اللي بعدها ، وتكلمت بعدم سيطره لضحكها : خلاص تعال
جلس يبتسم لضحكها بعد ما عطاها نظرة الناقد ، وشغّلت قرآن تسمّع معاه لين غفّت على كتفه ، يناظرها بتمعّن ويحفظ التفاصيل اللي عرّف إنها تقدّر هالشيء ، جالس يحاول عشانها ويعرف إنها شخص طيب وروحها حلوّه لذلك هو يحاول عشانها وعشانه
-
-

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora