« ٨ »

23.8K 902 90
                                    

-
« على متن الطائرة »
جالس بمقعد الطيار ويقود الطائرة متوجهًا لسنغافوره ومن بعدها يكمل طريقه لأستراليا ، ألتفت يشوف هنادي مساعدته بالطيران المدني وأبتسم يشّد على كفها ، كانت تتأمل الغيوم وألتفتت له تنطق : لبيه ؟
أبتسم أمير ينطق : لبيك يا هنوده
ضحكت بخجل تنطق : جعت ؟
أمير : ما يجذبني أكل الطيارة
سحبت حزامها تكفه وقفت تنطق : تحت أمرك سيدي الطيار أجيب لك أطلق غداء
أبتسم أمير ينطق : تسلمين يا مساعدة الطيار !
مشت تخرج من عنده ورجع عيونه للمسار قدامه ، توجهت لمطبخ درجة الأعمال وأخذت لهم صحنين وبدأت تحط فيهم من كل صنف ، تقدمت تفك الباب وتدخل ، نزلته على الطاولة بينهم ونطقت : أميري نأخذ وقت مستقطع ؟
أبتسم يثبت الطائرة على وضع الطيران الآلي ولفّ بمقعده للطاولة وبدأوا يأكلون ، أبتسمت تنطق : ترا ما قلت شيء لسمو
ضحك أمير ينطق : أحسن ما سويتي خليها مفاجأة !
هزّت رأسها تنطق : عاد جوك !
ضحك ينحني برأسه وتوسعت عيونها بصدمة من كح تنطق : أوف كم مره بقولك لا تضحك وأنت تأكل !!
ضحك أمير وتقدمت تضرب ظهره ، رفع عيونه ونطق : هنادي
رفعت عيونها له ونطقت : لبيه ؟
أمير : هذي آخر رحلة لنا كـطيارين
رفعت حاجبها بعدم فهم وشهقت من تذكرت أن رحلة أستراليا هي آخر الرحلات قبل التقاعد ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بسخرية : وصلنا لمنتصف الستينات وش باقي تنتظر ؟
ضحك أمير ينطق : ما أنتظر شيء طبعًا بس أذكرك قلت خرفت مثل أمي
ضحكت بصدمة تضربه وتنطق : تراك ولدها وش دخلني أنا !
تقدم يشدّ على الدركسون بيده ، فك القيادة الآلية وتقدمت تجلس بجانبه ، أبتسمت تشوف الشيب تمكن من أمير وكيف كان وشلون أصبح ، أبتسمت تنطق بهمس : حمدلله اللي سخرك لي وقضيت الأربعين عام من حياتي برفقتك يالأمير وبرفقة بناتنا
شّدت على كفه وأبتسم يقبله وينطق : حمدلله أنك قررتي تطلعين لي بهذيك الليلة من بدّ بنات أعمامي كلهم ولقطتك علطول لأنك درة ما تجين بالعمر إلا مره يا هنوده !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك يا شايب قليبي
ضحك بخفه ينطق : وأهواك يا عجوزي !
ضحكت على اللقب اللي أطلقه عليها ونطقت : أمير بسألك سؤال
ألتفت لها ينطق : سمّي ؟
هنادي : عمي مترك متقاعد ؟
هزّ رأسه بالنفي وشهقت تنطق : ماشاءالله ماشاءالله بس متى ناوي ؟
أمير زفر بضيق ينطق : أبوي الله يهديه جبروه يتقاعد ورفض يقول مادام القوة تسري فيني لا تهدوني مثل الضعوف !
هنادي : بس متعافي الله يحفظه
ضحك أمير ينطق : عسكري من وهو بالعشرينات تتوقعين ما يكون ؟
هنادي : بس ما يترقى صح ؟
هزّ أمير رأسه بالإيجاب ينطق : وترا دوامه خفيف بس يشرف ويوقع على معاملات بسيطة يعني ما عاده مثل أول
هنادي أبتسمت تنطق : الله يحفظ عمي ويطول بعمره
أبتسم أمير ينطق : امين
رفع عيونه من الرادار للسماء وأبتسم من جمال المنظر ، هو من حبه للطيران ولهنادي دخلها معه للمجال وساعدها بالدراسة ووكلها تكون مساعدته عمره الطويل ، يتذكرها بسّن الثامنة عشر لمن تزوجها وهو بسّنه العشرين وكيف أنجبوا سمو بآخر سنة ثانوي لها وأول سنة بأكاديمية الطيران له ، لطالما كان أمير سند لها بكل شيء وما عمره نقص عليها بحاجة دايم كان واقف خلفها تسند عليه كل أثقال الدنيا وجور الأيام وهمومها ، والحين هو بآواخر الستينات وهي بمنتصفها وما زالوا بجانب بعضهم البعض بقمرة القيادة اللي خلدت لهم ذكريات جميلة ومشاعر عظيمة ..
« حلّة سهيل »
داخل مجلس سهيل أبتسم أبو سعاد ينطق : وش صار على ملكتكم يا آل جراح ؟
رفع رماح حاجبة بإستنكار ينطق : العرب يدرون وش حصل بهذيك الليلة بس بعض البشر يحبون الحكي !
أبو سعاد نطق بسخرية : وأن طاح الشايب ما فيه إلا العافية وهذا هو قدامنا كلنا مافيه شيء
رماح : وجعله دوم بصحة وعافية طول عمره وش أنت تحسبنا كارهين ؟
أبو سعاد : ايه ايه بس عطيناكم بنتنا..
قاطعه نجم اللي نطق بحدة صوته : محد تجمّل علينا بالعطايا والتمر اللي جانا من نخلنا أقصر الحكى والبنت نعدها بنتنا سكنت وربت بيننا وكبرت على يدينا !
وقف جابر ينطق : صلوا على النبي يا الربع وأن حددت أنا ونسيبي نجم الموعد علمناكم
كانت نظرات السخرية تعتريهم ، ضحك أبو صلاح ينطق بهمس : أمحق نسيب
وقف أبو سعاد ينطق : أكرمكم الله يا آل جراح ولنا موعد معكم جميع لا تخالفونا
نطق سهيل وعيونه عليهم : ماعليه ماعليه
مشوا يغادرون المجلس وتقدم نجم لجابر ينطق بحدة : الملكة بتصير وبدون علمهم سامع !
توسعت عيونه بصدمة وقال : وشلون ؟؟ ذول أهلي
نجم : والزواج زواجي والمكان مكاني لا ألمح ظلالهم
أبتسم سهيل ينطق : ونجم صادق يا جابر وحن عرب نمشي على سنة رسولنا أقضوا حوائجكم بالكتمان
زفر جابر بقلة حيلة ونطق : اللي ودكم بس حددت موعد ؟
نجم صدّ عنه ينطق : عندي تدريب الصبح ولا يمديها الليلة لكن متى ما حددت بعلمك
ألتفت يشوف سهيل ونطق : لا تنسى من مترك آل ساير !
سهيل : ما نسينا
نجم : عطهم علم
كانت وجيههم حائره وينتظرون تبرير سهيل اللي بدأ يتكلم لهم عن الجمعة والاعتذار وحتى رفعة السلاح على الدكتورة ، وقف شجاع يخرج من المجلس ومشى نجم يتبعه ، خرجوا للحوش ونطق بهدوء يعكس غضّبه : شجاع !
ما ألتفت شجاع له وركب موتره ، تقدم له وضرب الشباك ، زفر بضيق يفتحه وانحنى نجم ينطق : ما هقيت الحقيقة توجعك يا شجاع
ضحك بسخرية ينطق : قلت جاي تعتذر لكن لا كيف تعتذر وأنت نجم ؟!
خبط نجم كتفه ينطق : ماني مخطي ولو أني مخطي أشهد بالله أني لأعتذر !
دفعه شجاع بكل قوته وتعثر نجم بالحصى لكنه تماسك قبل يطيح ، مشى شجاع بسيارته ونطق بسخرية : مترك آل ساير يسأل عنك قلت أعلمك
دعس بموتره يغادر المكان ، زفر من شّدة البرودة ودخل يده بجيب ثوبه يرفع جواله ويتصل على نمر ، وصله صوته بعد ثواني ينطق : أرحب يالنجم الساطع
تنحنح يمشي لبيته وينطق : عطني رقم مترك
رفع نمر حاجبة بدهشة ينطق : مترك بن مقرن ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله
نمر : وش عندك ؟
نجم : يا أبو سعود نفداك أعجل علي ولا تكثر كلام
ضحك نمر ينطق : بس بشرط تجي تتقهوى عندي ومنها تشوف جراح
نجم زفر يرفع عيونه للسطوح ويشوفها واقفه تناظره ونطق بهدوء نبرته : أعتبرني عندك
ما أنتظر رد نمر وقفل الجوال ومشى يرجع بدربه للمواقف ، أبتسمت غرور تنطق : على وين ؟
هزّ رأسه ساخر يستغفر ويكمل خطاه لموتره ، ركبه ومشى يحرك بدون رد متجه لبيت نمر ، عضّت شفايفها بغضّب وألتفتت لأشجان اللي رفعت رأسها تنطق : راح ؟
ميّلت شفايفها بضيق تنطق : أحس فيه وحدة بحياته
ضحكت جمان بسخرية تنطق : أعوذ بالله مو لهالدرجه !
ألتفتت أشجان لها بغضّب تهددها تمشي ، وقفت تنفض ملابسها وتنطق : أثقلي شوي بس شوي وشوفي كيف بيبدأ يهتم ويلاحظ وجودك يا غبيه !
نزلت من السطوح وجلست غرور تنطق : شلون تتحملينها ؟ ولا توأمك بعد !
أبتسمت أشجان تنطق : ماعليك منها ولا تهتمين لكلامها !
أبتسمت غرور تنطق : طبعًا ما بهتم وبعدين نجمي يحتاج الاهتمام وواضح عليه أنه فاقده والغبيه أختك تبيني أثقل عشان ينسحب علي !
أشجان نطقت بضحكه : ايه ايه خليك كذا وبتشوفين كلها كم يوم ويرضخ ويطيح اللي برأسه !
وقفت غرور تنطق : بروح أشوف جدي
وقفت أشجان تنطق : ماني رفيقتك
ضحكت بغرور تنطق : يا حياتي ما طلبتك من الأساس
مشت تغادر وشّدت أشجان على كفوفها بغضّب ومشت تدخل للداخل من البرد ..
« قصر مترك ، مكتب مترك »
كانت تمرر أناملها على ذكريات العسكرية الخاصة بجدها ، أبتسمت تقرأ الرسايل الموجودة قدامها ، كانت تفتحها وحدة ورا الثانية ووقفت من قرأت أسمه ، سهيل ومن غيره هو المتواجد أمامها بأحد الصور ، كان صاحب وجه بغيض ونظرة مرعبة تكاد تحلف أنه ماهو نفس الشخص ، زفرت بغضّب تنطق : كيف فرطت بصديقك !
رفعت نفسها تشيل الصور وتلمّها من جديد لأجل ترجعها بالصندوق الخاص فيها لكن شدّ أنتباهها صورة وقعت على الأرض قدام عيونها وسرعان ما شهقت تنطق : يا حبيبي يا أميري !
كان أمير بصغر سنه واقف بجانب سيارة حمراء تخص مترك ، شالتها ترجعها للصندوق وترفعه فوق الرف ، وقفت تنفض ملابسها وتخرج من المكتب ، أبتسمت لجدتها وتقدمت لها تنطق : يمه شلونك اليوم ؟
رفعت مزنه عيونها بتعب ونطقت : من أنتي ؟
جمد وجهها هي متعودة على هالسؤال بس ما عهدتها تسألها وهي كذا تعبانه ، شهقت توقف وتنطق بحدة : روزا !
مشت تخرج من المطبخ ونطقت بهدوء : ايوه وهج ؟
وهج نطقت بصدمة : جدتي تأكل أدويتها ؟؟
هزّت روزا رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه أنا كل يوم سوي هذا دواء
ألتفتت تشوف كيف التعب أهلك روحها وتعبها ، عضّت شفايفها تسحب جوالها وتتصل على مترك ، كانت مزنه ترجف وتناظر بوهج لكنها ما تعرفت عليها أبدًا ، ظلت وهج تتصل على جدها عشرات المرات لكن دون جدوى ، زفرت تمسح وجهها ودموعها اللي انسابت على وجنتيها ، ألتفتت لجدتها تشوفها مقفله عيونها وشهقت تركض لها ، تمسكت بكفوفها تنطق بذعر : يمه شوفيني شوفي وهج يمه !!
ما كان من مزنه رد وصرخت وهج تبكي بصدمة ، فتحت عيونها بضعف ونطقت : لا يحزن قلب مترك ولا يهل دمعه
عضّت شفايفها تهزّ رأسها بالنفي وتنطق : لا لا تقولين كذا
شهقت تبكي وتنطق : ياربي لا تختبرني بها يارب أحفظها
تقدمت لجدتها تضّمها وزاد بكائها من ارتخت مزنه بيد حفيدتها ، كانت رجفتها كل مالها تهدأ ووهج تصرخ وتبكي وروزا القابعة خلفها ماهي أحسن منها ، أبعدت وهج تتركها تستلقي على ظهرها ، ألتفتت تمسح دموعها وتشوف روزا تبكي ، زفرت بغضّب تنطق : حاولي تتصلين ببابا مترك
هزّت رأسها ومشت تركض للتلفون الثابت ، رفعت وهج جوالها تتصل بعزيز اللي خرج مع أصحابه ، زفرت تنتظره يرد وأخيرًا وصلها صوته وهو يقول : لبيه ؟
شهقت تبكي وتنطق : عزيز جدتي ماهي بخير ومحد عندي ولا أدري وش أسوي تكفى تعال !!
وقف عزيز ينطق بصدمة : جايك الحين
قفلت منه ومشت لجدتها ، مدّت يدها بعد تردد لرقبتها وشهقت بخوف تنطق : حمدلله
ركضت روزا للصالة ونطقت : وهج بابا جاي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ياربي يا حبيبي
انحنت تمسح على رأس جدتها وتقبّله ، عضّت شفايفها ونطقت بصوت باكي : ما راح أتركك تخليني وأنتي ما حضرتي زفافي تسمعين يا مزوني ؟ لو تركتيني ورحتي ما راح أسامحك
رجعت تقبّل جبينها وألتفتت من دخل مترك ونطق بذعر واضح على ملامحه : كيف حال مزون !؟
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدم لها يحتضّنها وينطق : ليه الدموع يا وهج ليه يا أبوك ؟
شّدت عليه ونطقت بحدة : خوفتني وأنت ما رديت على إتصالاتي !
أبتسم يقبّل رأسها وينطق بتعب : خليني أشوفها
دخل عزيز مذعور ونطق : يالله لا تفجعنا وش صاير ؟؟
مترك : كويس جيت تعال ساعدني فيها
نطقوا عزيز ووهج بالوقت نفسه : لا ما ينفع..
ألتفت لها وألتفتت له ، أبتسم ينطق : لازم الإسعاف يشيلها يا جدي
مترك رفع حاجبة ينطق : يا شين فلسفتك أنت وياها جدتكم مافيها كسر ولا هي طايحة بس نايمه !
أبتسمت وهج تنطق : بس لازم يشوفونها هم
مترك تقدم ينطق بحدة : عبدالعزيز !
ألتفت عزيز لجده بصدمة وركض يساعده ونطق مترك : سم بالله
رفعوها ومشت وهج للسيارة تسبقهم ، فكت الباب وركبوا مزنه وركب مترك بجانبها ينطق : سوق أنت يا عزيز
هزّ رأسه وقفل مترك الباب ، مشى يركب بمكان السايق وركبت وهج بعد ما جابت عبايتها بجانبه ، دعس يخرج من المكان للمستشفى ..
« بيت نمر ، المغيب »
دخل للحوش يطفي موتره وينزل منه ، أبتسم نمر يوقف وينطق : ما بغيت !
تقدم نجم ونطق : سلام عليهم !
ضحك نمر يسلم عليه سلام الرجال ، تقدموا يجلسون ونطق نجم : وين الجراح ؟
نمر : خلنا نشوفك أول ونهرج معك وبعدها اسأل عنه
تكى نجم على المركى وتقدم نمر يصّب له قهوة ، مسك الفنجال ينطق : أسلم
نمر : الله يسلمك علمني وش بغيت بـمترك ؟
زفر بسخرية ينطق : ما صبر مترك يواجهني ويسألني عني قام يسأل العربان والرايح والجاي عن نجم و أنا ما أداني ذا الطبع !
نمر رفع حاجب ينطق : وش يبغى بك ؟
نجم : أنت عطيتني الرقم عشان أعرف وش يبغى ؟
ضحك نمر ونطق : أصبر ما هو سهل أجيب رقم مترك
صغّر نظره يتأمل المكان على المغيب ونطق : هونت
ألتفت نمر عليه ونطق : وشهو ؟
نجم : ما أحتاج رقمه بنزوره في بيته وأعرف وش يبغى بي
نمر : اللي ودك
نجم صدّ يشوف جراح وصفّر له ينطق : تعال وأنا أبوك
نمر زفر بضيق ينطق : نجم خذه من عندي
ألتفت له ينطق : صاحي عشان يتعشى على السوسه مسعود وتقبع بيني وبين شجاع زيادة ؟
ضحك نمر بصدمة ينطق : سألتك بالله وش بينكم ؟؟
نجم فزّ من هجم عليه جراح ومسكه يثبته بحضّنه ، ألتفت لنمر ينطق : مابيننا شيء كبير لكن تحسس أبو مسلط ورضاوته علي لو يطلع عشر بكار !
أبتسم نمر ينطق : وافي وسنافي يا أبو جراح وتراني عازم شجاع بيجيني بعد صلاة المغرب
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بالله ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب وكمل نجم ينطق : حياه الله ما من غريب
عدّل نمر جلسته ينطق : كويس خفت تحز بخاطرك
وقف نجم يبعد جراح عنه وينطق : لحقنا الصلاة ؟
وقف نمر معه ينطق : توكلنا على الله
مشوا يطلعون من الحوش للمسجد القريب لأداء صلاة المغرب ..
« حلّة سهيل »
طلعوا من مسجدهم اللي يتواجد بداخل حوشهم ، مسح شجاع رأسه وسحب شماغه يتلطم من البرد ، وصل لقدام البيوت وشهق من أنسحب خلف النخل ينطق : خيل البل صدق !!
ضحكت نجد بصدمة تنطق : أسفه
توسعت عيونه بصدمة ينطق : يا مرحبا والله يا غليص رماح
أبتسمت بخفه تنطق : هلا هلا أسمع يالشايب تدري وين نجم فيه ؟
زفر يصدّ عنها ويشوف أعمامه وعيال عمه طالعين من المسجد ، ضرب ساقه تنطق : هيه أكلمك !
دخل يدينه بجيوب ثوبه ونطق بهدوء : لا ما أدري وين هو فيه
عضّت شفايفها تفكر ونطقت بعدها : طيب تتوقع يطول برا ؟
ألتفت يناظر داخل عيونها وينطق : أمرني يا أريش العين
شّدت على جلالها بخجل منه ونطقت بهدوء : أنا والبنات ودنا نطلع سوا عشان صاحبتي من اللي أعرفهم جدتها تعبانه
شجاع : الله يشفيها لكن الإتصال يكفي يا غليص ولو هي صاحبه حق وحقيق تعذرك !
عبّست بملامحها تنطق : تكفى يا شجاع لا تخليني أندم أني جازفت وجيت فالمزرعة عشان أقابلك وأطلبك
فك لطمته يمسح لحيته ويفتل شاربه ، زفر بضيق ينطق : اعنبو قلبٍ يردك أجهزي أنتي واللي بيجي معنا وقابلوني من الباب الأقصى
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : يا جعل عيني ما تبكيك يالشايب
مشى وضحك بخفه ينطق : لا تخليني أحلف ما تطبينها
ضحكت تنطق بجدية : لا لا أمزح
نزعت جلالها تبيّن عبايتها من تحته ، هي كانت متأكده أنها قادرة تقنع شجاع وفعلاً كانت قدها ، مرّت من عند الجهنمية وأبتسمت تركض راجعة للداخل ، فتحت باب الصالة الخلفي ووقفوا شمايل وأسيل اللي نطقت : بشري تكفين
زفرت بزعل زائف ونطقت : عيّا
رمت أسيل جوالها ونطقت بغضّب : شفتي يعني لو رحت أنا كان دعسني مو رفض والحين أنتي ورفض بعد !؟
رفعت شمايل حاجبها تنطق : حسافه لو طلعنا بتكون أول طلعة لنا بحياتنا تقريبًا بدون علم أهلنا
ضحكت نجد بصوت عالي تنطق : أجهزوا شجاع بالسيارة
شهقت شمايل وصرخت أسيل تنطق : سألتك بالله نجد !!!
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما يقدر يقولي لا أساسًا
دفعتها شمايل بقهر تنطق : كلبه وربي خفت
وقفت نجد وضحكت تنطق : لازم نمر محل ورد عشان جدة وهج ولا تحسون ؟
أسيل أبتسمت تنطق : ايه لازم المريض ما يغير نفسيته إلا الورد وبنجيب شوكلاتة بعد
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : اللي يشوفكم يقول حافظين ديار نجد حفظ وأنتوا حتى خرجه للسوق ما رحتوا إلا وأنتم وراعين امشوا بس فشلتونا !
ضحكوا يخرجون خلفها وشهقت شمايل تدفعهم للداخل من جديد وتنطق بهمس : عروس النار توايق من السطح
زفرت نجد بغضّب تنطق : ياجعل العمى يطس عيونها الجنيه كيف نطلع الحين ؟؟
زفرت أسيل تجلس على الأرض وتنطق : هي ما تطفش ؟ ما عندها حياة ؟ وش ذا !
جلست نجد تفكر ونطقت بحدة : نطلع ولا علينا فيها
شمايل : لا تكفين أهجدي
رفعت أسيل جوالها ونطقت : بنات شجاع يدق
تقدمت نجد تنطق : ردي بكلمه
فتحت الإتصال ونطق بحدة : عادكم بتظهرون علي ؟
زفرت أسيل تنطق : وش نسوي شجاع غرور توايق علينا من السطح
شجاع : شوفوا باقي موجودة ؟
طّلت شمايل برأسها وشهقت تنطق : لا مشينا بسرعه
ركضوا البنات للخارج ، وصلوا للباب وشهقوا من نطق مسعود : ماشاءالله على وين ؟
صرخت أسيل بغضّب تنطق : ميمي أذلف وبشتري لك قراند
أبتسم ينطق : عندي أشتري لي فيفا
هزّت رأسها تنطق : أبشر بس انقلع من وجهي
صدّ يمشي ونطقت شمايل بصدمة : معاد به بزران وش قاند وفيفي ؟؟
ضحكت نجد تنطق : لا حبيبي شوشو أسمها فيفا مو فيفي عبدو !
ضحكت أسيل بصوت عالي وزفرت شمايل تسحبهم وتنطق : محد سألكم امشوا
ركبت أسيل بجانب شجاع ونطقت : بستخدم بطاقة نجد لو بتوافق كل مره
ألتفت شجاع يرمي زقارته من الشباك وينطق : عشان أبو رماح ما هو بفيه ولا والله ما تقولون كذا من حدود البيت
رفعت نجد حاجبها تنطق : طيب مشينا قبل يجي نجم
قفلت شمايل الباب ومشى شجاع ينطق : تعرفون المستشفى ولا وش ؟
نجد : ايه أرسلت لي أسمه
هزّ رأسه ينطق : عطيني أشوف
غفلت نجد عن خلفية شات الواتس اللي كانت وجهها ومدّت الجوال له ، مسكه وثبته على فخذه الأيسر ومشى يبتعد من الحلّة ، نزل عيونه يشوف وجهها وغمازاتها وضحكاتها بالصورة وسرعان ما قلب الجوال يرميه على أسيل ويحلف أن حاله أنقلب معه ، زفر ينطق بحدة : أسيل دليني !
مسكت الجوال بأستغراب ونطقت : طيب شفيك بسم الله ؟
دخلت للموقع وما ركزت بالخلفية لأنها حافظه ملامح نجد اللي كانت ساكنه بربكة من حركته ، صدّت للشباك تتأمل الطريق بالليل تهوجس بفعلته قبل ثواني عكس شمايل اللي قلبها يرفرف وهي تشوف الغيوم ورش الأمطار على زجاج الشباك ومبسوطه جدًا ..
« بيت نمر »
فارشين قعدتهم على الأرض وشابين الضو والدلة على الجمر وريحة البُن الأشقر فايحه ، ألتفت لنجم اللي يتأمل السماء وساكت ، زفر بضيق ينطق : شكل معاد هو رفيقنا !
نجم رفع عيونه ينطق : يمكن أنشغل بحاجه وأصلاً بمشي بعد شوي
نمر : يا أبن الحلال أجلس لك شوي
نجم : اللي يشوفك يقول قدني ساري
ضحك نمر ينطق : والله أني طفشان وكل شيء فالبيت عشان إصابتي
غمض عيونه ينطق : أجر وعافية يا أبو سعود
أبتسم نمر يقلب الجمر بالضو ويضبط الأعواد ، ألتفت لصوت جوال نجم ، فتح عيونه ووقف يمشي للجوال ، رفع عيونه للسماء اللي هلت مزونها ومشى يهرول للمدخل يسمع ضرب المطر بالقاع ، أبتسم نمر اللي جالس تحت العريش ونطق : وش علمك هجيت للمدخل كان رجعت علي ؟
آشر له نجم ينطق : بجيك بجيك
فتح الجوال ونطق : هلا عجلان ؟
عجلان : يا ولد أنتوا طيبين ؟
رفع حاجبة بإستنكار ينطق : ايه ليه ؟
عجلان حكّ رأسه ينطق بحدة : أحلف !
زفر بتوتر ونطق : ان شاءالله إن الربع طيبين
شهق عجلان وتوسعت عيونه ينطق : ما أنت في الحلّة ؟
نجم نطق بحدة : لا وش عندهم ؟
عجلان : مدري شفت شجاع طالع معه ثلاث من حريمكم ومشى
نجم : تدري وين راح ؟
هزّ رأسه بالنفي يدّعي أن نجم يشوفه ونطق : مالك لوا يالنجم
نجم زفر ونطق : قفل يا عجلان قفل
سكر عجلان ومشى يركض لنمر ، وقف فوق رأسه ونطق نمر بحدة : وجع مليت المكان بالماء أقعد !
نجم : أكرمك الله يا أبو سعود..
قاطعه نمر ينطق : صاير عندكم شيء ؟
نجم رفع كتوفه بعدم معرفة ونطق : مابه إلا العافية أرتاح
مشى يعطيه ظهره ويركض تحت المطر لسيارته ، زفر بضيق ينطق بعلّو صوته : طمنا يا أبو جراح !
آشر له نجم قبل يركب وفتح الباب يركب موتره ويشغله ويحرك علطول ..
« سنغافورة العاصمة »
حركت السكر بقهوتها ورفعت عيونها له تنطق : خلصت ؟
أبتسم بضيق ينطق : حمدلله على التمام وحسن الختام بدينا مسيرتنا سوا وأنهيناها سوا جاهزة لمقعد فئة الأعمال والإقلاع إلى أستراليا ؟
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : ممنونه على كل لحظة عشتها معك وعلى كل إقلاع كنت أنت قائده ما قدرنا نحبب بناتنا بالطيران لكن قدرنا نوريهم قد إيش نحبه
أبتسم يرفع يدها ويقبّل تجاعيد كفها ، رفع عيونه لها ونطقت بكل حب : جاهزة للراحة الأبدية !
ضحك بسخرية ينطق : والله مو متعود خايف أهجم على الطيار وأقوله أنا بقودها
ضحكت تضرب كفه وتنطق : بتتعود يا أمير بتتعود
أبتسم وسرعان ما شّد مسامعهم النداء الأول لطائرتهم ، وقف يمسك شناطهم وينطق : هيا توكلنا على اللي ما تنام عينه
مسكت ذراعه ونطقت : بسم الله توكلنا على الله
توجهوا للبوابة المنشودة وصعدوا على متن الطائرة وفعلاً ومن دون شعور توجه أمير لقمرة القيادة ، وقفت المظيفه تنطق بصدمة : Sir !
« سيدي ! »
أبتسمت هنادي تبرر لها أنه مجرد رغبة برؤية القمرة الخاصة بالقيادة ، هزّت المظيفه رأسها من فهمت وأعتذر أمير ، أبتسمت تنطق : it's all good no need for apologies
« كل شيء جيد لا حاجه للاعتذار »
مشى أمير بضيق يدخل لفئة الأعمال ، أبتسمت تقرأ المقاعد المذكورة بتذاكرهم ، تقدمت تجلس بجانبه وزفرت بضيق تشوفه يتأمل الشباك ، يعشق الغيوم ومنظرها وما تعود يشوفها من الشباك الصغير كان دايم يتمتع بالمنظر قدامه بالمقدمة والحين هو بمنتصف المقصورة ، لكن الحقيقة المرّه إنها أشياء بقت بذاكرته وقصة طيران وطيار عظيم وأنتهت ..
« المستشفى »
خرج الدكتور ووقفوا كلهم له ، تقدم مترك ينطق : بشر ؟
أبتسم الدكتور له ينطق : حالتها الصحية متدهورة لكنها استقرت ويستحسن تكون تحت الملاحظة لو حصل شيء لها تكون عندنا ويكون التدخل أسرع
شّد مترك على البريهه حقته بكفه ونطق : أقدر أشوفها ؟
خبط الدكتور كتفه ينطق : للأسف من ورا الزجاج فقط وبالسلامة
مشى يغادر وتقدموا عزيز ووهج لجدهم ، أبتسم يبدل ملامح وجهه ما وده يوجعهم بحالته رغم ضيق صدره على رفيقة عمره اللي تسكن السرير الأبيض والأجهزة تعانق كل جهة فيها ، أبتسمت وهج تنطق : بخير ماعليك والله بخير وبترجع للقصر وأنا متأكده وواثقه مزنه ما يهدها شيء !
زفر حرارة صدره ينطق بحشرجة : بإذن الله
عضّت شفايفها من صوت جدها وتقدمت تمشي ، أخذت دقايق ورجعت بملابس المستشفى ونطقت : سمحوا لي أدخل وبخاطري أكلمها
هزّ مترك رأسه لها بدون ما يرفع عيونه ، آشر لعزيز ووقف معها ، زفرت بضيق تنطق قبل تدخل : خلك جنبه ولا تحسسون بابا وماما بحاجه
هزّ رأسه بالإيجاب ونطق : سلميني عليها
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بتفاؤل : بتطلع ونسلم عليها كلنا
عطته ظهرها ومشت تدخل ، قفلت الباب وتقدمت لسرير جدتها وأبتسمت تمسك كفها وتنطق بضيق : مزوني شّدي على كفي لو تحسين فيني
أنتظرت ثواني معدودة مالت للدقايق ، عضّت شفايفها ترفع عيونها للسقف لأجل ما تبكي ، يخوفها طاري الغيبوبة ويرعبها الفقد ، فقدت الأمل وزفرت تنطق : حاولي..
قاطعتها مزنه من شّدت على كفها وشهقت وهج تبكي وتنطق بفرحة : حمدلله حمدلله لا طيبه وبخير إن شاءالله وأجر وعافية يا حبيبة حفيدتك !
نزعت الماسك وانحنت تقبّل كفها ، أبتسمت تمسح دموعها وتنطق : أسفه أعرفك ما تحبيني أبكي ولا يعجبك منظر دموعي بس أنا فرحانه ومشتاقه لك مشتاقه لعيونك ونظراتك
غمضت عيونها تثبت كف جدتها على صدرها وتنطق بالدعاء داخلها ، زفرت توقف وتمسح وجهها وتنطق : المره هذي بسامحك وبخليك ترتاحين المره الجاية بتفتحين عيونك الحلوة عشاني تمام ؟
أبتسمت تنحنح وتنطق : شدعوة يمه ما أبكي بس صوتي زكم فجأة !
وقفت تبتعد وترجع الماسك على وجهها وتنطق : أنتبهي لنفسك بجيك بأقرب وقت
فتحت الباب وخرجت من عندها ، وقف مترك وأبتسمت تنطق : والله بخير وأوعدك ما أتركها لحّد ما ترجع معي للقصر !
أبتسم يحتضّن حفيدته ويسمح لدموعه تنهمر على كتوفها ، توقفت الدنيا عندها من حسّت بملح دموعه على كتفها
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now