« ٢٧ »

19.9K 788 182
                                    

-
رجع يغطي وجهها وينطق : أمسكي ذراعي أنا أوصلك
تمسكت بذراعه ومشت تتبعه بقلة حيلة ، ألتفت عليها وأبتسم ينطق : ما فاد الغطى وجهك الطاهر مثل القمر يتوهج لا غطاه الغيم
أبتسمت وهج بوسع ثغرها تنطق : أحبك
زفر يصدّ عنها وينطق بحدة وعيونه على الطريق الترابي أمام بوابات الحلّة : لا تخليني أحلف على الشايب ما يأخذك
عبّست بملامحها تنطق : عبيط كنت تقدر تقول أكثر !
سحبت ذراعها منه تتوجه لسيارة أبوها وأبتسم يفتّل شاربه ، ركبت وحرك أمير وأبعد نجم عن سيارة عزيز اللي وقفت خلفه ، أبتسم عزيز ينطق : نشوفكم على خير
نجم : الله يحفظكم
مشى عزيز يغادر المكان ودخل نجم يتلفت على بركات اللي تقدم يقفل البوابة ، زفر ينطق بحدة : بركات وين محمود ؟
رفع بركات أكتافه بعدم معرفة ينطق : ده رايح له أيام
زفر بغضّب يصدّ عنه ويتقدم للدكة الخارجية ، ألتفت بصدمة على صوت سهيل اللي يناديه ومشى إتجاهه ، دخل للمجلس وزفر من شاف شمايل بجانبه ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : بشري لقيتي عنده كريم حروق ؟
زفرت بغضّب من استهزاء نجم بحرقها ، آشر له سهيل يجلس ونطق بجدية : مرتاح نفداك
سهيل : وش خذت من المكتب ؟
ارتخى على الجدار ينطق بإستنكار : منهي ؟
زفر سهيل بغضّب ينطق بحدة : الدكتورة
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : ما ظنتي إنها مأخذه شيء يمكن بنت نايف مضيعه شيء وحطته في زوجتي
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : وش دراك إن اللي ضايع ورقة ؟
ضحك بعلّو صوته ساخر منها ينطق : ورقة ؟ متى قلت ورقة أنا وذلحين عرفت منك يا غبيه
زفرت بغضّب لأن نجم صعب يتلاعب أحد فيه ، نجم داهية ويقدر يقلب الطاولة على من كان يكون وبلمحة بصر ، عدّل وقفته ينطق : أنا بريح بخاطرك شيء قبل أمشي
رفع سهيل عيونه الغاضبة على نجم ينطق : ما ربيتك على يدي هالسنين الطويلة عشان تخضع لها وتحميها ورا ظهرك وتدفن حقيقة إنها سراقه ووحدة ما تخاف ربها تبي تخرب عيشتنا اللي بنيتها بتعب يديني وعرق جبيني
رفع نجم حاجبة بدهشة ينطق : أذكر الله يا سهيل حلالك ما بيضيع لو هو بتعبك مثل ما أنت تقول لكن إن ضاع فهو بينك وبين ربك وأنت تدري وش عاقبة الظالم !
ضرب سهيل الأرض بعصاه ينطق بحدة : وتجادلني وتتهمني إني ظالم عشانها !!
دخل رماح بصدمة للمجلس ينطق : وش العلم !
ألتفت ببرود على أبوه ينطق بهدوء نبرته : والله ما أعلم يمكن كلامي أوجعه عشانه صدق
مسك رماح ولده ودخلوا باقي أعمامه ، تقدم مسلط لأبوه ينطق بصدمة : بزينك على عمرك يا والدي !
زفر بغضّب يصدّ عنه وينطق : أسود الوجه ذا مخلي حرمته تسرق ورقة أملاكي من مكتبي والله العالم وش نواياها !
ألتفت رماح بصدمة على نجم ينطق : صدق هالحكي ؟
ضحك بسخرية ينطق : وده صدق ولا كذب وش الفايدة من النقاش ذا كله والورقة لو صدق على كلامهم معها خذتها وراحت يعني تظنون إنها بترجع عشان خاطر سهيل ؟!
زفر نايف ينطق بحدة : شمايل أدخلي داخل !
وقفت شمايل بصدمة وألتفتت على جدها اللي نطق بحدة : أسمعي كلام أبوك يا بنت !
زفرت بغضّب تخرج من المجلس ، ألتفت عبدالكريم على نجم ينطق بحدة : لو طلع الحكى صدق والورقة راحت معها ترا نهايته ما بتعجب ولا واحد فينا وأولنا أنت يا نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ليه خايفين دام الأملاك كلها بتعب يدين الشايب وعرق جبينه على قولته !
زفر مسلط ينطق : الموضوع أكبر من أملاك يا ولدي
آشر بإصبعه على سهيل ينطق بحدة : والمشكلة مشكلتكم حلوها بكيفكم لا تدخلوني أنا وحرمي بينكم !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : نسيت إنك أنت اللي دخلتها بيننا وفشلتنا ودفنت رؤوسنا بالتراب في قصر مترك !
مسك مسلط كتف سهيل ينطق بهمس : أبوي صل على النبي صل على النبي !
دفع مسلط من جانبه ينطق بحدة : ومثل ما دخلتها بيننا وتزوجتها بدون ما تأخذ رأينا حنا يا شيبانك ورميت كلمتنا عرض الجدار بتطلقها وأنت ما تشوف الدرب !
توسعت عيونه بصدمة وقاموا الرجال كلهم يهدؤون سهيل اللي يحترق بمكانه ، ألتفت بصدمة على أبوه ينطق : تسمع أبوك وش يقول
صرخ سهيل ينطق بحدة : أبوه جدك يا كلب جدك ياللي ما تسوى التالية من الغنم حسايف التربية..
قاطعه نجم من رفع صوته ينطق بحدة : أي تربية تكلم عنها ولا قصدك دفن الأحلام والرأي إلا حسايف إني طعت كلامك ودخلت العسكرية وأحرقت عمري عشان ترضى يا سهيل
ألتفت على مروان اللي واقف بصدمة عند الباب مع العيال يآشر عليه وينطق : لو إني سويت مثل سواة الرجال ذا ودخلت طيران ورميت بكلامك مثل ما تقول عرض الجدار كان عرفت إن الله حق يا سهيل ولا غبنة مروان وإنه أكبر أحفادك اللي ما سمع كلامك وتبع خطاوي أبوه ودخل الطب وتخرج وصار من كبار الأطباء حرّت بصدرك وطلعتها فيني عشاني اللي بعده وللأسف إني بلعتها دخل صدري وكضمت الغيظ وسكتت لكن ذلحين والله يعقب أطول شارب فيكم يبعدها عني !
ألتفت باسل عليه بصدمة ينطق : نجم وش هالكلام !
زفر رماح يمسك ولده وينطق بحدة : بس يا ولد بس أحترم مجلس جدك
زفر سهيل بغضّب ينطق : إني ما سمعت كلام أم نجلاء ودلعتك وهذي آخرتها يا نجم لكن والله إن تطلقها
دفع أبوه عنه وضرب صدره ينطق بحدة صوته وعيونه على سهيل : والله إني على دربها وفي غرامها لين لحظاتي الأخيرة ما تنزح لين نجم سهيل ينزح من مقره !
خرج بغضّب من المجلس وخرجوا أحمد وشجاع خلفه ، ضحك سهيل بسخرية ينطق : والله اللي عقبت يا نجم !
ركض شجاع يسنده من بدأ يتعثر بخطواته ، ألتفت عليه بحدة وزفر ينطق : وخر مني يا شجاع
تقدم أحمد يسنده من الجهة اليسرى ينطق : وش اللي يوخر والله إننا معك يا ولد أخوي في السلم ولا في الحرب !
ارتخى يسمح لهم يساندونه ونطق شجاع : وين نروح ؟
نجم : حوش الشايب سعد نشوف وش أوضاع عجيلان
توجهوا للبوابات وتقدم بركات يفتحها لهم ، خرجوا وزفر أحمد ينطق : أسمع أعتذر عن السؤال بس الأوضاع كلها ضدك
ألتفت نجم عليه ينطق بإستغراب : وش سؤالك ؟
أحمد : قد دخلت عليها ؟
طارت عيون شجاع يصدّ عنهم وزفر نجم يهزّ رأسه بالنفي ، زفر أحمد بضيق ينطق : الحفيد هو اللي بيحجب سالفة الطلاق من عيون أبوي
ضحك بسخرية ينطق : والله اللي ما كان طلقتها سواء كان فيه حفيد ولا لا ماهي بهينة عندي يوم أبيعها عشان خاطر أبوك !
خبط شجاع كتفه ينطق بجدية : بس لا تحط رأسك برأسه وأنتبه منه والله لا يحوسك ويسوي اللي برأسه وأنت غافلٍ عنه
وقفوا عند باب بيت أبو عجلان وتقدم أحمد يطرقه ، زفرت نوير اللي تكنس الحوش ومشت تسند المكنسة على الجدار ، مشت للباب تفتحه وتنطق : من ؟
صدّوا نجم وشجاع وزفر أحمد ينطق : وين عجلان ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : عجلان راقد ورا الحوش روحوا له مناك
قفلت الباب وزفر يتقدم للعيال وينطق : قفلت في وجهي حتى ما سمعت ردي
ضحك شجاع ينطق بخبث : وراك حمّرت يا حميد ؟
طارت عيونه يغطي وجنتيه وينطق : صمها لا أحوسك أنت وديارك
ضحك بصدمة من فهم مقصد عمه وإنه يقصد نجد بدياره ، زفر نجم ينطق بحدة : عجلوا مشينا
تقدموا من خلف بيت الشايب سعد ووقفوا خلفه بالضبط ، ركض شجاع وطمر يتعلق بالسور ، أبتسم من لمح عجلان متلطم ونايم ، نزل وألتفت على نجم اللي نطق : موجود ؟
ضحك شجاع بسخرية ينطق : ايه موجود
غمز أحمد لشجاع وطمروا من خلف السور ، طارت عيونه بصدمة ينطق : كذا يا حمير ؟
ضحك أحمد ينطق بسخرية : روح مع الباب معادك بمتعافي يا نجم
زفر يصدّ ويتوجه للباب الرئيسي للبيت ، وقف قدامه وضرب الباب من جديد ، زفرت نوير تنطق بهمس : مرض صدق ما يفهم ذا !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : قد فيني من المرض ما يكفيني يا بنت الشايب سعد !
طارت عيونها تشهق وتغطي ثغرها بصدمة من أدركت إنه نجم ، فتحت الباب وركضت داخل البيت ، فتحه يدخل من سمع صوت الباب الداخلي ومشى يدخل متوجهًا لخلف الحوش ..
« المستشفى ، الغرفة السابعة والأربعون »
دخلت ليلى وتقدمت لسريره تنطق بربكة : المريض نمر ؟
رفع رأسه لها بصدمة ينطق : سمّي ؟
سحبت العصا الخاصة بالمغذي تنطق : كيفك اليوم ؟
أخرجت أحد الإبر والأدوية من جيب اللابكوت حقها وبدأت تسحب من الدواء للإبرة ، ألتفتت عليه من لاحظت جموده تنطق : أنت كويس ؟
زفر يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : الصوت ماهو بغريب علي
ألتفتت له بخفه تنطق بهدوء نبرتها : شلون ؟
مسك طرف اللابكوت حقها يلفّها عليه يلاحظ صدمتها ، أبتسم يتركها وينطق : ما علمتيني من أنتي بنته ؟
زفرت تغرز الإبرة بداخل كيس المغذي وضحكت بخفه تنطق : لا كويس ذاكرتك بمحلها
نمر : ماهي مسألة ذاكرة أنتي أعظم من النسيان
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله !
ألتفت على أسمها الموجود على بطاقة تضعها بأيسر صدرها ، رفع عيونه لعيونها ينطق : عمرك سمعتي بقصة ليلى والنمر ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أعرف ليلى والذيب
رفع حاجبة بغضّب ينطق بحدة : يعقب الذيب !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : اوكيه يعقب بس بشويش على نفسك
تقدمت تمسك ذراعه وارتخى نمر يتأملها ، ضبّطت إبرة المغذي بيده ورفعت عيونها له من نطق : تصيرين لي ليلى وأصير لك قيس وأحبك مثل محبة قيس لمعشوقته ليلى ؟
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : نمر يا نمر وش قاعد تقول !
أبتسم بخفه ينطق : ونقص للعالم حكاوي ما عهدوها ؟
ضحكت بخفه تنطق : ونصير ليلى والنمر ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ومسك رأسه بخفه ينطق : خوفي والله أكون تحت تأثير العلاج
ضحكت بعلّو صوتها من أكتشف الموضوع ، أبتسم من ضحكاتها ينطق : جعلها دايمه
مسكت كتوفه ترخيه على الوسادة وتنطق : تدوم صحتك أرتاح
مشت تخرج من غرفته وخبط رأسه بقهر ينطق : أجل قيس وليلى ليتك راقد يا أبو سعود !
غمض عيونه بقهر من بدأ مفعول الدواء وغطّ بنومه عميقة ..
« قصر مترك ، مُنتصف الليل »
دخلت بخطوات ثقيلة أثر المسافة الطويلة بحكم عدم معرفة أمير بالطرق المختصرة ، مشت تتوجه للدرج لأجل تصعد لغرفتها لكن أستوقفها صوت جدها اللي نطق : وهج
ألتفتت عليه ونطقت بتعب : جدو تعبانه شوي نتكلم بكره
آشر لها بجانبه ينطق بجدية : تعالي
زفرت بغضّب تمسح وجهها وتتقدم للصالة ، دخلوا أمير وهنادي وخلفهم عزيز ، جلست مقابلته وأبتسم بسخرية ينطق : ما ودك تجين بقربي ؟
شّدت على شنطتها ونطقت بسخرية : لأني أدري إنك تبي اللي معي ما تبيني ولا تبي قربي
ضحك مترك بخفه ينطق : لو أبيها جيتك وخذيتها ما شكيت ولا ذليّت منك ، تعالي !
وقفت بغضّب تتوجه له وتجلس بجانبه ، مدّ ذراعه لشنطتها وأستوقفته تمنعه وتنطق بجدية : لا تنسى الإتفاق اللي بيننا
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي إتفاق ؟
زفرت تنطق بحدة صوتها وعيونها عليه تنطق بكل حرف قاله لها سابقًا بملامحها الغاضبّة : إذا سمح الله وضعف قلبي قبل ألاقي الورقة وصارت مسامعي تذوب قدام أبسط حروفه وبدأ خافقي يكُن له شعور وهذا اللي حاصل ، أنت بلسانك قلت إنك مستعد تتخلى عن حقك مقابل سعادتي !
ضحك بسخرية يسحب الورقة من شنطتها ويوقف ، وقفت معه بصدمة تستمع له وهو ينطق بضحكه ساخرة : بس أنتي ظهر اليوم قلتي لي كلام يناقض كلامك حاليًا
توسعت عيونها بصدمة تنطق : إيش !
أخفى الورقة بجيبه ينطق بجدية : طلعتي من القصر لغايه وحدة وهي إنك تأخذين حقي منهم وتدرين وش قلتي لمن طلعتي ؟
ميّلت رأسها بصدمة وأبتسم يكمل وينطق : قلتي لي جهز أوراق الخلع وقلتي حقي بيظهر قريب
زفرت الضيق اللي تشعر فيه ونطقت : طيب بس..
قاطعها من نطق بحدة صوته وعيونه عليها : وقلتي تبين كل شيء ينتهي قبل ينتهي يوم الجمعة وهذا اللي حصل أنتهى كل شيء بنفس اليوم !
توسعت عيونها بصدمة تتمسك بصدرها وتنطق بصدمة : جدو وش سويت !!
زفر يخبط كتفها وينطق : تم الخلع والله يعوضك يا بنتي
سحب الأوراق يحطّها قدام ناظريها ويمشي يتخطاها متوجه لمكتبه وهي بدورها خارت على الأرض بصدمة وشهقت تغطي ثغرها ، تسمح لدموعها بالإنهمار وتسمح لنفسها بالإنهيار ، ركض عزيز لها ينحني لأجلها لكنها صرخت بحرقة تبعده عنها ، زفر بغضّب يصدّ عنها ، زفرت هنادي تسحبه مع ذراعه وتنطق بهمس : أتركوها تعيش حزنها
سحب ذراعه بغضّب يخرج من القصر ، مشت هنادي خلف أمير اللي دخل غرفته لأجل ما يسمع نحيب أصغر بناته وإنكسارها ، عضّت شفايفها تحاول توقف شهقاتها ، تسترجع هواها واللي فات ، شهقت تبكي بحرقة من تذكرت آخر لحظاتهم سوا ، كان يتغزل فيها بالصريح لكن من أعترفت له قبل تمشي صدّ عنها ، كانت تتمنى لو قالها لها وسمعتها منه لآخر مره ، كانت بتعيش عليها وتحيى ولو إنها أصبحت ذكرى ، كم تتمنى لو إنها حضّنته وشبعت منه ، تتنهد بحسرة لو كانت تدري وش ينتظرها قبل تمشي كانت جادلت على بقائها معه وما سابقت خطواتها لأجل تعيش هالكم من الآلم ، الندم شعور بتذوقه صباح وعشي ومساء ، والأمل أصبح شعور مستحيل تعيشه مره ثانية ، أمل إنه يجي ويعتذر لكل دمعة نزلت من محاجرها ، غطت عيونها تحتضّن نفسها وتبكي ، تبكي على كل شيء ، تشعر إنها سبب حريق نفسها وهذا اللي يزيدها ندم ، هي من طلبت الانفصال وهي اللي أقدمت وأرسلت الورقة لجدها ، والحين ما فيه شيء يطبطب عليها وينسيها شعور الندم ، هم ما تركوا لها فرصة ترجع تلبس الدبلة اللي بقت بشنطتها للوقت الحالي والحين ما فيه أي سبب يخليها ترجع تلبسها ، ظلت بمكانها تبكي لساعات طويلة لحّد ما أستسلمت للنوم تتهرب فيه من واقعها ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
يشعر بإن الليل عدى بالفعل وما بقى على المأذنة والنداء للفجر وقت طويل ، ألتفت على صوت جواله وتقدم يرفعه ، رفع حاجبة من الرسالة النصية يفتحها وسرعان ما توسعت عيونه بصدمة من قرأ مضمونها ، رفع نفسه يعدّل جلسته ويقرأها مره ومرتين وثلاث ، يكذب عيونه بعقله ويخدع عقله بقلبه ، كان يرجف بغضّب من حقيقة الموضوع المُرّه ، مترك فعلها حق وحقيق بدون ما يرجع لقراره ، وقف يشّد على معكازه مصدوم من حدوث الأمر بالرغم من عدم وجوده أو حتى الاستماع لرأيه عن الموضوع ، يحسّ إن الموضوع هيّن لإنه لو تقدم لها مره ثانية بترجع حليلته لكنه يتذكر وقوف مترك بوجهه وهذا اللي بيمنعه من إنه يفكر يقرب منها حتى ، غمض عيونه بغضّب يفكر بردة فعل سهيل وفرحته ، يدري بإنهم مستحيل يخلونه يخطي خطوة ثانية لقصر آل ساير ، زفر يرجع للكنبه وينطق بسخرية : بينبسط سهيل ذلحين خصوصًا إنها جات منهم بيطير من الفرحة !
دفن وجهه بين كفوفه يفكر بحل هو أكيد ما بيوقف مكتوف اليدين لكنه يجهل أمور كثيرة ويحتاج شخص يملك الخبرة الكافية بهالأمور وبقضايا الخلع والطلاق ، مسك معكازه ووقف يخرج من بيته ، الرسالة كانت كافية لجعل النوم يفر هارب من عيونه ، والأكيد إنه ما بيذوقه لأسابيع قادمة حتى تنحل الأمور وترجع وهج حليلته ، ركب موتره يشغله ويزفر بتعب ، ضبّط المراية فوق رأسه ولمح عيونه الغاضبّة وصدّ ينطق بحدة : سهالات يا نجم ما تحتاج إلا رجل وحده بالسواقه وذراعك اليمين سليمة !
خرج بحذر من الأسوار بعد ما فتح له بركات البوابة وأنطلق صوب العاصمة ..
« مجلس سهيل ، صباحًا »
دخلت الجوهرة مستنكرة صوت سهيل المرتفع وضحكاته مع هالصباح ، تقدمت تجلس بجانب بِكرها رماح وتنطق بصدمة : علامه أبوك أستخف ؟
ألتفت رماح عليها بصدمة وضحك سهيل بعلّو صوته ينطق بسخرية : بدال ما تقولين دايمه وخطاك الشر يا سهيل ؟
رفعت حاجبها تنطق بحدة : لا والله أحكي بجدية علامك البسمة من الإذن للإذن !
خبط سهيل كفه على مركاه ينطق : الذليّل يحلف علي البارح ما يطلقها واليوم اللي يراهن عليها ويساويها بمقامي هي اللي خلعته !
طارت عيون رماح بصدمة من فهم سبب فرحة أبوه ينطق بصدمة : يا والدي أنت صادق !
ضحك سهيل يرفع الأوراق اللي وصلها له بركات من المحكمة يسلمها لبِكره وينطق : وأسود الوجه ماهو بالحلّة نشدت بركات عنه وقال طلع قبل الفجر !
هزّت رماح بصدمة تنطق : وش مكتوب يا ولدي اقرأ لي !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : هذي آخرت اللي ما يسمع كلامي وجعل حاله من أردى لأردى
رفع رماح عيونه لأبوه بصدمة ينطق : أبوي شكلك نسيت من يكون نجم ونكرت كل جمايل..
قاطعه سهيل من نطق بحدة : والله لو يتجمل من هنيّا لباب مكة ما غطى جمايلي عليه وعليكم جميع ، قوم أذلف من وجهي لا تعكر مزاجي مع صباح ربي !
زفر رماح بغضّب يوقف ويخرج من المجلس ، وقفت الجوهرة تتبعه وألتفتت من نطق سهيل : زهبوا الفطور يا أم رماح
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : تدّل علف الغنم ؟ يشبعك زين يا ولد عمي !
طارت عيونه بصدمة وضحكت الجوهرة تخرج من عنده ، هي كاسره شوكته بحكم صلة القرابة بينهم وإنها تكون بنت عمه ، ما يقوى يرفع يده عليها ولا يسيء لها بلسانه ، شّد على عصاته بغضّب يصدّ عنها ، سحب صحن البلح يأكل منه يتناسى جمرة صدره بعد الكلام اللي خرج منها ..
« قصر العدل ، عصرًا »
مسك جبينه من الصداع اللي ملازمه طوال ساعات النهار ، وقف وسرعان ما طارت عيونه من أصطدم بشخص ، رفع عيونه له بصدمة ينطق : ما تشوف !
تطايرت أوراقه بكل مكان وزفر ينطق بهدوء نبرته : أعتذر منك
رفع عيونه على نجم وعبّس بملامحه من شاف العكاز وذراعه المصابة وإضافة لملامح التعب والإرهاق اللي تعتريه ، تمسك بذراع نجم ينطق بربكة : سلامتك وآسف يا أخوك لكن والله ما لمحتك
زفر نجم يزيح ذراع عمر عنه وينطق : ما حصل شيء
زفر عمر يبتسم بخفه وينطق : تشرب قهوة على حسابي ؟ أرجوك خلني أكرمك ولا تردني
مرر نجم نظراته على الأوراق المنتشرة بالممر ينطق بهدوء نبرته : بشرط ؟
انحنى عمر يومئ برأسه للأمام وينطق : أي حاجه تحت آمرك
نجم : أساعدك بأوراقك وتساعدني بموضوعي
أبتسم عمر من مدّ نجم كفه وبدوره يمدّ كفه ويصافحه ، زفر نجم ينطق : توكلنا على الله
انحنى بخفه يساعد عمر اللي ركض بسرعة لأجل ما يتعب نجم معه يجمع أوراقه وجميع الوثائق اللي تطايرت من ملفه بلحظة إصطدامه مع نجم سابقًا ، أنتهوا ووقف يساعد نجم وينطق : ما قصرت رغم إني الغلطان وهذا دليل على كرمك بيض الله وجهك وأوعدك إن أبذل قصارى جهدي لأجل أخلص موضوعك لا تشيل هم
خبط نجم كتفه ينطق بتعب : ما سوينا شيء وهذا الواجب !
تقدم عمر يفتح باب مكتبه ويسحب المفاتيح ، ألتفت على نجم ينطق : أستريح
دخل نجم للمكتب وجلس على أحد الكنبات المقابلة للمكتب ، قفل عمر الباب خلفه ونطق : تشرب شيء ؟
ألتفت نجم عليه ينطق : شاهي
أبتسم عمر ينطق : مخلوط ؟
نجم : ما به مشكلة
فتح الباب ينطق بعلّو صوته : يا أديش ثنين شاهي مخلوط
هزّ أديش رأسه بالإيجاب ينطق : دقيقة بابا دقيقة
نطق عمر قبل يقفل الباب : أستعجل !
قفل الباب وتقدم ينزع جاكيته وينزله على كرسيه ، تقدم يجلس على الكنبه المقابلة لنجم وينطق : ما عرفتنا ؟
رفع حاجبة بدهشة يربّك عمر اللي أبتسم بتوتر يمدّ كفه وينطق : معك المحامي عمر بن جاسر آل سيف !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : حيّ الله محامينا ، معك العقيد نجم بن رماح الجراح !
توسعت عيونه بصدمة يسحب كفه من قدام نجم وينطق بربكة : أبقاك الله عقيدنا كيف أقدر أخدمك ؟
نجم : موضوعي طويل ننتظر الشاهي ؟
رفع عمر رأسه على أديش اللي دخل والكاسات معه ، أبتسم بخفه ينطق : وصلت
أخذها من أديش ينزلها على الطاولة وينطق : شوكريا أديش !
أبتسم أديش يخبط كفه على جبينه وينطق بإنجليزيته المكسرة اللي تغلب عليها لهجته الهندية : welcome !
*العفو*
خرج من المكتب وأبتسم عمر ينطق : أسلم
زفر نجم ينطق بجدية : وش شروط الخلع ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ما توقعت موضوعك يتمحور عن الزواج أبدًا !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : وش كنت منتظر ؟
ضحك عمر ينطق بسخرية : مدري عن أسلحة ولا فساد
مسح نجم وجهه ينطق بهدوء نبرته : ليت موضوعي كان بسهولة تلقيم سلاحي ولا إنهاء خدمة فاسد !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : فعلاً موضوعك أسهل يا سعادة العقيد بينك وبين زوجتك قضية خلع ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وأبتسم عمر يكمل : وأكيد ما أنت راضي
زفر بغضّب يصدّ عنه وينطق : الله الله
ضرب عمر الطاولة ينطق بإبتسامة عريضة : خلاص ما يتم الخلع
رجع نظراته بهدوء على عمر ينطق بسخرية : وقع الخلع بيننا حضرة المحامي
توسعت عيونه بصدمة ينطق : شلون ؟!
رفع أكتافه بخفه بعدم معرفة ينطق : تسألني في شغلك ؟
عمر : عشان كذا أقولك مستحيل يقع الخلع وأحد الطرفين ماهو راضي
زفرت يرفع كاسة الشاهي يترشف منها ، رفع نجم عيونه على عمر وضحك بسخرية ينطق : ما حضرت عشان أبدي رأيي
طارت عيونه بصدمة يكح بالشاهي ، مسح طرف شنبه ينطق بسخرية : صحة صحة !
شرب عمر من الماء ينطق بحدة : الله يسلمك ويخليك وموضوعك أقدر أنهيه بجلسة وحدة الخلع باطل والواضح إنهم خدعوك
زفر بغضّب ينطق بحدة : وشلون باطل والرسالة واصلتني
هزّ عمر رأسه بالإيجاب ينطق : مغشوش قلت لك وأهل زوجتك جايبين محامي قدر يلعبها صح ويزور أدلة كثير
غمض عيونه يخفي غضبّه وزفر ينطق : لا تحاكيني في أمور ما أفهمها وش أدلة وش تزوير !
عمر : بينكم أطفال ؟
رفع حاجبة بدهشة ما يدري ليه موضوع الذرية شاغل بال الجميع ، زفر يهزّ رأسه بالنفي وأبتسم عمر ينطق : أجل يا هو مزور إن بينكم أطفال وأنت سيء فالتعامل معهم وهذا خيار لا يمكن حدوثه لإنه ما يقدر يزور
نجم : خلصني وش الدليل الثاني ؟
عمر : وهو الأكيد والأسوء إنك عنفتها وعدمت نفسيتها وكرهتها بالعيشة معك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أنت تقوله صادق ؟
هزّ عمر رأسه بالإيجاب ينطق : بس لا تشيل هم بمسك القضية وأطيح كل التهم اللي عليك وبدون مقابل
أبتسم نجم بخفه ينطق : والله مدري وش أقولك يا أبو جاسر بيض الله وجهك وما تقصر نفداك
أبتسم عمر بوسع ثغره ينطق : ولو ما بيننا شكر وأنا لسى ما بديت بس تقدر تشكرني وتعزمني على عرسك
خبط نجم كتفه ينطق بسخرية : ولا يهمك أول الحاضرين !
وقف عمر ووقف نجم معه ، تصافحوا ونطق عمر بتساؤل : وين نتلاقى على خير ؟
نجم : في بيتي برسلك الموقع
رفع عمر جواله يسجل رقم نجم وينطق : تشرفت فيك يا الجراح
ثبت ذراعه على صدره ينطق بحدة صوته : الشرف لنا يالسيف
أبتسم عمر وتقدم نجم يخرج من المكتب ، توجه لمخرج القصر ورفع جواله من وصله إتصال غير معروف ، فتحه ينطق بحدة : الو ؟
أبتسم عمر ينطق بسخرية : سجل رقمي عندك
ألتفت نجم خلفه يشوف عمر اللي رفع كفه له وأبتسم يقفل بوجهه ويغادر المكان ، توسعت عيون عمر بفشلة وألتفت على الناس بالممر وزفر من تأكد محد سمعه يرجع لمكتبه ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
متمددة على سريرها تتأمل الغروب وألوانه المتوهجة اللي تنتشر بعرض السماء ، قماش الستاير اللي يتحرك أثر الهواء ، جو أقل ما يقال عنه كئيب ، مثل مزاجها تمامًا ، صدرها والضيق اللي يكتمها رغم كمية الأكسجين اللي يوصلها ، عضّت شفايفها من قررت أحد دموعها تحتضّن مفرشها الأبيض ، تفكر فيه وتعيش بجانبه وتتواصل معه بخيالها ، تتذكر الموقف اللي حصل بظهيرة اليوم ..
« سابقًا ، صالة القصر »
صحت من نومها بإنزعاج من سمعت صوت جدها بالقرب منها ، هي متأكده إنهم ماهم على وفاق لدرجة تسمح له يقترب منها ، فتحت عيونها بتعب وسرعان ما شهقت من لمحت جوالها بيده ، هو بالفعل أنتهى من جوالها الجديد بشريحته الجديدة ورقمه الجديد ، قاطع تواصلها في جميع أفراد الحلّة بشكل تام ، زفر بغضّب ينطق : خلاص أنضجي وأتركي حركات المراهقات عنك أنا متأكد إني شرحت لك مليون مره كيف بتكون نهاية هالسالفة !
صرخت بغضّب تنطق بحدة : من سمح لك تمدّ يدك على جوالي من !؟
صدّ عنها يغادر ومسكت الجوال الجديد ترميه على الجدار وتحطمه لأشلاء ، ألتفت عليها بصدمة وزفر يكسر شريحتها قدام عيونها ، هي بالفعل كان عندها علم بكيفية نهاية الأمور لكنها ما توقعت أبدًا إنه بيكون بهالسوء والقساوة ، آخر شيء تتذكره هو ركضها لغرفتها ودموعها تحجب الرؤية بشكل واضح لها ..
« الحاضر »
أشعة الشمس وقت الغروب تداعب وجهها وشعرها بشكل دافء ولطيف ، شعور الدفء اللي فقدته من قبل خمسة عشر ساعة
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now