« ١٤ »

22.5K 842 115
                                    

-
ضحك أمير ينطق بسخرية : بدال ما أخذ حق بنتي فالمحاكم وأشوف الكلب اللي مهددها تبيني أرميها عليه ؟ معليش يا والدي بس ما لقيت وهج فالشارع عشان أفرط فيها !
مسح مترك وجهه بالكامل وزفر ينطق : القرار بيدها أتركوها تقرر
ألتفت أمير على وهج ينطق بسخرية : وعساك ناويه توافقين ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أنتوا خليتوني أتكلم من الأساس ولا سمعتوا وجهة نظري عن الموضوع !
تقدمت هنادي تمسك ذراع أمير وتنطق : ولا يطري عليك توافق !
زفرت وهج بغضّب تنطق بحدة صوتها : يا ساتر أنا اللي بتزوج ولا أمير ليه تحرضينه علي أبي أفهم !؟
ألتفتت هنادي على بنتها وتقدمت لها ، مسكت ذراع وهج ونطقت بهدوء : القرار لك وأنا أدري لكن في حال كان عندنا ولو ذرة شك إنه رخمه وما يستاهلك بنرفض بدون ما نرجع لك حبيبي وهذا اللي حاصل الآن ومعاد أبغى أسمع كلمة تحريض أنتي بنتي وأنا أدرى بمصلحتك !!
سحبت ذراعها من أمها ورجعت بخطاها للخلف ، ضحكت بصدمة تنطق : يعني تقولين مالي رأي ؟ أنا أنثى عمري ستة وعشرين سنة مالي رأي ؟! ولا تبيني أمشي على قرارك مثل سمو وكلنا شفنا وش حصل في سمو بعد ما زوجتيها من عندك ؟ ولا ناسية براء اللي جاء يخطبني وأنا أدرس ثانوي وكنتي تمدحين فيه وتبيني أوافق وأنا لسى ما دخلت تسعطعش ! أمي أسفه بس المره ذي أنا اللي بمشي قراراتي وبخوض التجربة وبجربها لوحدي معه تدرين ليه ؟ لأني ما أصدق اللي أسمعه مثلك أنا أصدق اللي تشوفه عيوني وشافته عيني وما لقيت أحنّ منه خلاص أتركوني أقرر وأشوف حياتي !
صفقت هنادي بصدمة تنطق : لا ماشاءالله طلع صوتك الحين أشوف !
أبتسم مترك ينطق بهدوء : الله يوفقك يا بنتي عطيني آخر كلام..
قاطعه أمير ينطق بحدة : رافضين ماله نصيب عندنا أجل تقابله وهو مهددها وفوق ذا ساتره عليه ومكتمه على الموضوع عشان ما يوصلني علم ؟؟ وهجي متى صرتي كذا متى !
جلست بتعب تمسح وجهها وتهمس بـ : لا حول ولا قوة إلا بالله !
ضحك مترك من ولده وتقدم يمسكه وينطق : الرجال جاك بقبيلته كاملة من أكبر شيبانهم لأصغر صبيانهم لحّد عتبة باب القصر يعتذرون وأنت وين يا أمير ؟ لاهي في أستراليا وترا ماهو عذر ولا هي أفعال رجال تحكم على الرجال وأنت ما كنت حاضر ولا كنت شايف نجم وشايف شهامته ورجولته وحدّة كلمته وقساوة قراراته جاء وأعتذر وتقدم للبنت ورمى جاهه وصاح بأعلى صوته يتعزوى فيني ويرتجي ما أرجعه للرجال خايب وما زال واقف على حدّ الهاوية ينتظر قرارها إما يرجع وهو فايز فيها وإما فلا ، أسمعني يا أمير والله وفي ذمتي ما تلاقي مثل نجم رجال !!
ألتفتوا على عزيز اللي دخل وقفل الباب وراه ، أبتسم ينطق بهدوء : هلابي العائلة الكريمة متجمعين وش عندكم ؟
آشر مترك بأصبعه ينطق بحدة : وذا عزيز يشهد على حال نجم بهذيك الليلة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : بسم الله من نجم ؟
ضحكت هنادي تنطق : تنتظر من عزيز يشهد ؟
تقدم عزيز لهم وجلس بجانب وهج ينطق : وش فيك ؟
رفعت رأسها له تنطق بهدوء : ولا شيء
أبتسم لها ورفع عيونه على جده ينطق : ايه عرفته نجم اللي خطب وهج ؟ علمتهم ؟ ليه ما قلت لي
مترك : ما هو مهم دام أمير رافض وجالس يبني أفكار خاطئه عن الرجال
رفع عزيز حاجبة بدهشة ينطق : أما رفض ؟ حرقنا قسم بالله الرجال رمى شماغه عندنا وطاح على ركبه عشان نوافق ومحد سانده من أهله وأساسًا سمعت كلام أبوه له كان يتهدده ويقول الوعد فالمجلس ومدري وش والحين تبون ترفضون ؟
جلست هنادي تترشف من الشاهي حقها وتنطق : لأننا سمعنا عنه أشياء ماهي حلوة
ضحكت وهج تنطق بسخرية : سمعتي وصدقتي سبحان الله وبعدين مين الحرمة اللي كانت عندكم اليوم ؟! أكيد هي اللي تكلمت عنه وقالت عنه أشياء مو حلوة !
ألتفت مترك على هنادي ينطق : من هي صدق ؟
رفعت أكتافها بعدم إهتمام ونطقت بحدة : مو مهم هي من بس المهم أن ربي ساقها لنا وحكت كل شيء عن العائلة المشؤومة هذيك ومستحيل أسامحك يا عمي لو أجبرت بنتي توافق وحاولت تغسل تفكيرها ومستحيل أسامحك أنتي بعد !
وقف عزيز بصدمة ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله يا جماعة الخير روقونا !
ضحك مترك بصدمة ينطق : والله الواحد معاد يدري وش يقول يعني جاتكم وحده ما تخاف ربي ونقلت لكم صورة شنيعة وقبيحة عن الرجال وصدقتوها وهي غريبة ؟ وأنا أبوكم كلكم ما صدقتوني أنا اللي عيشتكم من خيري ولأني بكلامي ذا جالس أمّن عليكم لا بالله أنتم أهلي ولا لي بعد الله أحد غيركم لكن مصدوم من طريقتكم في ظلم مستقبل بنتكم على كلام مبني على فراغ ، عمومًا مالكم فالطويلة وهج وش قرارك يا بنتي خليني أريح ضميره
مررت أنظارها عليهم كلهم ، نظرات خيبة من أمها هي ما عهدتها منها أبدًا ، لطالما كانت هنادي فخورة في كل قرار تتخذه وهج وتدعمها فيه ، لكن هالمره ما كانت في صفها أبدًا ، نظرات صدمة وكسرت خاطر من طرف أمير ، عضّت شفايفها مستوجعه من نظرته ، تدري إنها عودته يكون أول شخص تروح له لو في يوم تعرضت لمشكلة بسيطة كانت أو كبيرة لكن المره ذي خذلته وأخفت الأمر عنه تمامًا ، غمضت عيونها تصدّ عنهم وتحرم نفسها من النظر لهم ، كادت بتحصل وكانت وهج بتنطق بقرارها لكن مسكها مترك وقاطعها تمامًا يسحبها معه لمكتبه ، قفل الباب وراه من دخلوا وأبتسم ينطق : تبين ترتاحين ؟ أنا ما رضيت على الزواج إلا بشرط واحد وهو أني محتاج لفرد مننا يدخل بعميق آل جراح ولمن يتمكن منهم ويأمنونه يأخذ حقي من يدينهم وهذا اللي بيصير يا وهج أنتي أنثى متمكنه جدًا وبتقدرين تخلينهم ما يشكون فيك أبدًا
رفعت حاجبة بعدم فهم تنطق : كيف ؟
حكّ مترك دقنه الكثيف الأبيض ينطق : سهلة تعرفين فالشهرين اللي بتقضينها عندهم وين يحتفظ سهيل بأوراقه وملفاته وجميع أغراضه الشخصية وتبحثين عن ورقة من نسخة وحدة عليها توقيعي أنا والحوالات بالمبالغ كاملة اللي حولتها لسهيل وبعدها أنا بنفسي أخلعك من نجم !
ضرب سهم الصدمة بصدرها وبقسوة ، ما توقعت تكون الخطة كذا من الأساس وتكون جايه من مترك ، أبتسم مترك ينطق بسخرية : ولا عن نجم لا بالله يا بنتي رجال وما مثله أحد لكن عيبه إن كنيته آل جراح !
ضحكت تنطق بصدمة : يعني بالأخير راح أكون مجرد أداة لأجل تأخذ حقك من سهيل ؟ وش مقصره فيه المحاكم ولا خايف تواجهه ؟!
ضحك مترك يمسك كتفها وينطق : ما هي مسألة خوف بس ما معي دليل والدليل مدفون في رمال النفود وبين جدران بيوت سهيل ومحد بيقدر يوصل للدليل إلا أنتي
مسكت ذراعه تشّد عليها وتنطق بهدوء : أنا مستعدة أخذ حقك بالكامل بس ما أضمن أطلع..
أبتسم مترك ينطق بهدوء : عارف من إيش خايفه خايفه يتمكن نجم من قلبك ومعاد تقويّن تتركينه ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بتردد : ايه يعني فالنهاية بيكون زوجي..
سكتت من خجلها وضحك مترك يقبّل جبينها ، أبتسم يبعد عنها وينطق : ما عندي علم وش حصل بينك وبينه فيما مضى ولا أضمن لك المستقبل من جهة شخص بيكون مسماه زوج وبتكونين أنتي حُرم بيته ورأس ماله وشريكة حياته لكن لا سمح الله وضعف قلبك قبل تلاقين الورقة وصارت مسامعك تذوب قدام أبسط حروفه وبدأ خافقك يكُن له شعور مستعد أتخلى عن حقي مقابل سعادتك لكن اللي بطلبه تدخلين وتلقين لي الورقة بأسرع وقت !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بصوت متقطع : ان..ان شاءالله بحـ..بحاول أنجز وألقى الـ..الورقة !
أبتسم مترك ينطق : على هونك يا بنتي ، وش أقول للرجال ؟
زفرت توترها تشعر بحرارة بدنها ، من سمعت كلام جدها وكيف وصف شعور طبيعي يحدث بين زوجين أختل توازنها وصار نطق أبسط العبارات بالنسبة لها مجازفة ، صعب جدًا عليها تنطق بـ إيه أو ترفض بـ لا ، كلمات تعودت تنطقها وتعبر عن رغبتها في خوض تجارب كثيرة أو رفضها تمامًا ، لكن هالمره كان صعب عليها تنطق ، كان جلّ ما تفكر فيه هي حالاته معها ، كان عصبي شديد مع أهله وشافت حالته ذي قدام عيونها ، وتتذكر كيف تقدم يبرر لها إنه خايف عليهم وطلب منها ما تتدخل ، لكن في ممر المستشفى شافت شخص آخر تمامًا ، شخص ركض وكسر باب وحاول يورط نفسها في مشاكل هو في غنى عنها لأجل يعطيها شيء يأويها وبطانية تتدفأ فيها ، تتذكر الحوارات الكثيرة اللي خاضتها معه وكيف قضت الليلة كلها معه بدون ما تشعر بالدنيا حواليهم ، تتذكر ربكتها وخربطة دقات قلبها بكل مره يناديها بـ عذّبة الأطباع ، رفعت كفوفها بعدم معرفة تنطق : محتاره
ضحك مترك ينطق بحدة : عجلي على الرجال يا وهج !
ضحكت بربكة وزفرت ربكتها تنطق بهدوء : موافقة !
أبتسم يقبّل رأسها وينطق : الله يوفقك ويسعدك يارب بسم الله توكلنا على الله !
رفع جواله وأتصل على نجم ، زفرت بتوتر تنطق : جدو عادي تفك سبيكر ؟
ألتفت مترك عليها ينطق : ليه ؟
ركضت بكل سرعتها قبل يرد ، سحبت جواله من يده ورفعته تفتح سبيكر ، شهقت بصدمة من نطق بصوته : مرحبا
ضحك مترك يأخذ جواله منها وينطق : هلا والله بالنسيب !
جلست بربكة تستمع لحديثهم ، رفع حاجبة ينطق : ما دام فيها النسيب نقول جايب البشاير معك ؟
أبتسم مترك ينطق : أنت ماشي بكره ؟
نجم : الله الله
دخل أمير للمكتب وقفل الباب وراه ، تقدم لمترك ينطق بهمس : هذا اللي بيناسبني ؟
هزّ مترك رأسه بالإيجاب وأبتسم أمير ينطق : الو
وقف نجم ينطق بإستنكار : هلا مرحبا !
أمير : أنا أمير يا نجم
توسعت عيونه ونطق بهدوء : أرحب
أمير : الله يبقيك ويسلم عمرك وش حالك ؟
نجم : بخير نحمد الله وأنت ؟
أمير : نسلم عليك
نجم : الله يسلمك من الشر يا الأمير !
أبتسم أمير ينطق : أنت تدري أني ما كنت موجود لمن جيت وتقدمت لبنتي والأكيد أني ما بعطيك بنتي إلا بشروط !
زفر نجم يبعد الجوال عن أذنه ويهمس : المفروض البنت اللي تتشرط الحين البنت وأبوها عزّ الله لقمتها !
رجع الجوال يسمع أمير يناديه ونطق بهدوء : معك معك
أمير : الزواج على ورق فقط تصير حُرم لك بالأسم ما تقرب منها ولا تقرب لك ولمدة شهرين فقط
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أسلم !
ألتفت أمير على مترك ومرر أنظاره لها ، هو سمع حكيهم بالكامل وصار عنده خلفية عن الموضوع وكيف قدر مترك يقبل في نجم وإنه يكون نسيبهم ، أبتسم يرجع أنظاره وينطق : بتتزوجها بعد ما ترجع وبتكمل عندك شهرين بعد الشهرين أنا بعطيك قراري يا إما تكمل عندكم ولا الله يستر عليكم وما حصل نصيب بس ونقفل على الصفحة ونطويها ! لا تسألها عن شيء لأن ما عندها خبر باللي حاصل وإن فكرت تسألها بكون أول شخص تواجهه بعد سؤالك !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما همني عطني إختصار الكلام ؟ البنت موافقه !
أمير : ايه موافقه متى تقدر تجي ؟
جلس نجم ينطق بجدية : حلوا عصر الخميس وأنا عندكم
أمير : لنا لقاء
قفل الجوال وألتفت على مترك ينطق : بنشوف وش نهايتها يا أبوي
نزل الجوال على المكتب بقوة ومشى يخرج من عندهم ، وقفت وهج تنطق : جدو تبغى شيء ؟ أنا ماشيه
هزّ رأسه بالنفي ينطق : الله يحفظك
مشت تخرج من عنده ، ألتفتت على الصالة اللي ما بقى فيها إلا عزيز اللي وقف من شافها ، أبتسمت تحتضّنه وحاوطها علطول ينطق : وافقتي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وعضّت شفايفها تبكي بدون صوت ، شّد عليها ينطق : ليه البكاء طيب أجبروك !
هزّت رأسها بالنفي ودفنت وجهها برقبته ، مسح على ظهرها ما يدري وش فيها ، ما يدري إنها وافقت لأجل تدخل بيته وتصبح منهم وفيهم وبعدها تخونه ثقته وتخذله لأجل تأخذ حق جدها من جده ، عضّت شفايفها تمسح دموعها بقهر وتنطق : بطلع أنام شكرًا عزوز
مسك وجنتيها بكفوفه ينطق : على إيش شكرًا يا أمي وأبوي أنتي ؟
أبتسمت بخفه تقبّل كفوفه وتنطق : لا عدمتك يا روح خالتك
سحبها يحتضّنها ويقبّل رأسها بقوة ، زفر بضيق ينطق : ما يهنى لي أخليك تنامين وأنتي زعلانه ودك نخرج ؟
رفعت عيونها له تنطق : عادي
أبتسم ينطق بهدوء : يالله تجهزي أنا بالسيارة أنتظرك الليلة أطلبي اللي خاطرك فيه والله ما يردك منه شيء نخلص راتبي عليك تعالي بس
أبتسمت تمشي لغرفتها لأجل تبدل ملابسها ، زفرت تسحب عبايتها وتلبسها وتخرج لعزيز ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
جالس على الطاولة بالحديقة الخلفية الخاصة فيه ، يهوجس بكلام أمير ويفكر بحقيقة الموضوع اللي يخفونه آل ساير ، هو ما عنده أي خلفية عن حادثة سهيل ومترك وكيف كانوا عيال خال وقرايب وشلون قلبّوا أعداء وقاطعين لصلة الرحم فيما بينهم ، رفع عيونه على شجاع اللي يدخن قدامه ، صدّ يوقف وينطق : متى ودك تذلف ؟
ضحك شجاع يوقف وينطق : افا طرده وأنت ماشي بكره ويمكن معاد تشوفني مره ثانية !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شف شف !
أطفئ شجاع شعلة سيجارته ينطق : من غير شر ما خليتني أكمل
مشى نجم يدخل ودخل شجاع معه يقفل باب الزجاج ويدخل للداخل ، ضحك من شاف نجم فاتح له الباب ، مشى له ونطق : يعني ؟ طرده صدق !
نجم : اذلف
ضحك يخبط كتف نجم وينطق : لا تنسانا من الموادع سلم علينا بكره !
هزّ رأسه ونطق بتعب : طيب
شجاع : تمسى على خير
نجم : ساري الخير !
قفل الباب من خرج شجاع وأغلق إنارة الطابق السفلي بالكامل ، مشى يطلع الدرج وكل تفكيره بالمكالمة أو بالأخص في اللي أطلقت شهقه خفيفه ببداية المكالمة ، ضحك بسخرية ينطق : كانت موجودة بينهم وأمير يقولي ما عندها خبر باللي حاصل ؟ هاتوها وأنا أطلع الحكى من بطنها !
مسح وجهه وشنبه ودخل غرفته ، بدأ يجهز ملابسه وشنطه كاملة وبعد ساعة كاملة أنجز وأنتهى من كل شيء ، سحب منشفته وفتح باب الحمام الخاص فيه ، دخل يفتح الصنبور على الماء البارد ، نزع ما يغطي بدنه ودخل تحت الماء شديد البرودة ، زفر حرارة بدنه وبدأ يتروش بشكل طبيعي ولا أثر البرد عليه ، كان بكل مره يبي يخلص بسرعة يحط الماء على البارد لأجل ينجز ، خرج بعد ربع ساعة من أسفل الماء يقفل الصنبور ، مشى للمراية وسحب عدّة الحلاقة ونطق بهدوء نبرته : له له عريس حق وحقيق !
ضحك بخفه وبدأ يخفف من دقنه ويحلق حدود شاربه ، أنتهى وغسل وجهه وسحب المنشفه ينشفه ، قفل النور وخرج من الحمام ، مشى للغرفة يلبس شورت وتيشيرت أسود بدون أكمام ، رفع عطر العود الرجالي وبخ على رقبته وصدره ونزله يقفله ، مسك دهن العود يمسحه على دقنه وعلى شاربه ، قفله ومشى لسريره ، دخل فيه يدفن نفسه بداخله لأجل ينام لكن عصر بكره شاغل باله وما تركه ينام أبدًا ، كان يفكر إذا يطلبهم شوفة شرعية وتقر عينه فيها قبل يمشي للمهمة ، وبس تطري عليه فكرة إختلاف العادات والتقاليد يتردد ويرجع ألف خطوة للخلف ، زفر نجم من سمع صوت أذان الفجر ونطق بسخرية : بعدي والله يا النجم !
وقف على حيله ومشى للكنب اللي بغرفته ، سحب اللحاف الخفيف من عليه يلفّه على خاصرته لأجل يغطي ركبه ، أستقبل القبلة وكبر يصلي ، وبآخر صلاته وقبل التسليم رفع كفوفه يدعي له وفجأة وعن غير سابق إنذار صار يلفظ أسمها بين دعواته ، أنتهى وسلم ووقف ينطق بأدعية ما بعد الصلاة ، مشى لسريره ومسك جواله ، فتح الواتس يرسل لشجاع : شجاع أنا ما رقدت ومصلي لا تجوني خلوني أرتاح شوي
قفل الجوال وسحب الوسادة يدفن وجهه فيها وينام بعد ليلة طويلة مليانه تفكير ..
« قصر مترك ، ظهرًا »
داخل غرفتها وبين جدرانها كانت نايمه بعمق أثر سهرة لوقت متأخر مع عزيز ، فتحت عيونها بثقل وتعب تسمع صوت هنادي ، كانت واقفة بمُنتصف الغرفة تتلفظ بأوامر جدية لروزا اللي تنفذ وترتب طاولة المكياج الخاصة بـ وهج ، رفعت رأسها بتعب تنطق : ماما كم الساعة ؟
ألتفتت هنادي عليها تنطق بهدوء : كويس صحيتي يا ماما قومي خذي لك دش وتعالي أجهزي ما معك وقت
ألتفتت وهج على الشباك وتوسعت عيونها من شافت الشمس قدام وجهها وهذا إن دّل كان دليل واضح أنهم بمُنتصف النهار والظهر ، وقفت وهج على حيلها ومشت تركض للحمام ، خرجت بسرعة من نست منشفتها وضحكت هنادي تمدّها لها وتنطق : سويت لك قهوة معي عشان تروقين يا عروسه
أبتسمت لأمها ودخلت الحمام تهمس بإستنكار : وش صاير هنوده مروقه لا يكون ؟ أكيد قالوا لها عن حقيقة زواجي !
ضحكت بسخرية من وضعها ومشت تفتح الصنبور ، أخذت دش سريع وخرجت علطول ، مشت تأخذ كوب قهوتها وتوقف تشوف جمال الجو والغيوم اللي أخفت أشعة الشمس خلفها ، ألتفتت وهج على هنادي اللي نطقت : وش ودك تلبسين اليوم ؟ تعرفين أكيد بيطلبون شوفة شرعية
أبتسمت تعضّ شفايفها وتنطق بهدوء نبرتها : أحمر
توسعت عيون هنادي تنطق بصدمة : لون خطير !
وهج : أعرف وما اخترته إلا لأسباب شخصية
هنادي : طيب صاحبتي أم عهود تعرفينها صح ؟
جلست وهج بالروب تنطق : المصممة ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : ايه هي عندها فساتين تجنن باللون الأحمر ودك نشوفها ؟
وهج : ايه ما عندي مشكلة بس متى توصل ؟
هنادي أبتسمت تنطق : لا عيب عليك عندي ما تبطي !
أبتسمت وهج تنطق : تمام نشوفها ؟
رفعت هنادي جوالها وقربت وهج من أمها ، دخلوا على الموقع وأختارت وهج فستان توب ساده أحمر طويل ، وقفت هنادي تنطق : ان شاءالله ساعة وهو واصل أجهزي أنتي
وقفت وهج تنطق : وش قررتوا ؟
ألتفتت لها هنادي قبل تخرج ونطقت : قاعدين نمشي على قراراتك
رفعت حاجبها بسخرية تنطق : كتب كتاب ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : ايه وعشاء كبير جهزي نفسك وألبسي طقم الالماس اللي جابه أمير لك خليهم يعرفون من ناسبوا !
ضحكت بسخرية وقالت : بيعرفون من القصر ما يحتاج الماس
ضحكت هنادي تنطق : أدري بس ألبسيه
مشت تخرج وتقفل الباب وراها ، جلست وهج على الكرسي قدام تسريحتها ، رفعت كوب القهوة تترشف منه ، نزلته وبدأت تتجهز على رواق ..
« حلّة سهيل ، بيت رماح »
ماسك فنجاله يتقهوى مع أهله ، نزله على الطاولة وألتفت على ريمان اللي نطقت : بتتكلمون ولا إيش ؟
زفر رماح بغضّب ينطق : تجهزوا بنروح لكتب كتاب نجم
شهقت نجد بصدمة تنطق : خلاص بتملك على غرور !؟
زفرت ريمان توقف وتنطق : نجد قومي ساعديني وأنا أمك ذولي ما عندهم إلا اللعب ورفعة الضغط !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أم نجد صلي على النبي وأجلسي
ألتفتت عليه تنطق بحدة : جننتني يا نجم سكت لمن أجلت الملكة وقلت بيفكر ويعقل وما زلت مصّر..
قاطعها يوقف وينطق بهدوء : كتب الكتاب في قصور آل ساير لحّد يخالفنا
مشى يغادر بدون ما يسمع ردة الفعل من ريمان ، ألتفتت على رماح بصدمة تنطق : وش آل ساير ؟؟
وقف رماح ينزل فنجاله الفاضي وينطق : أبد يا طويلة العمر ولدك..
قاطعته تنطق بهدوء : ولدنا
زفر رماح ينطق بهمس : يا الله منك يا أم نجم
تقدمت تثبت ذراعينها على صدره وتنطق : ايه يا أبو نجم ؟
نزل عيونه يشوفها ويتأمل دلعها وحلاها اللي ما تغير إلا زاد ، تنحنح يبعد عنها ، ضحكت نجد تنطق : أمشي يا أبو نجد لأجل تأخذ راحتك ؟
ضحكت ريمان تهمس لها : كفو تعجبيني
زفر يصدّ عنهم وينطق : يوم الجمعة اللي راحت خطب نجم بنت أمير وحفيدة مترك آل ساير
ميّلت شفايفها بعدم معرفة تنطق : من هي تعرفونها ؟
تقدمت نجد تنطق بحدة : جد والله من ذي !
ضحك رماح بسخرية ينطق : الدكتورة يا بناتي الدكتورة اللي مسكت حالة أبوي وراحت
شهقت نجد بصدمة تنطق بحدة : وهج !!!
مشى رماح وقبل يغادر بيته نطق : الله الله تجهزوا
خرج من عندهم ومسكت نجد رأسها تنطق : كيف ؟ هي متزوجة !!
شهقت ريمان تنطق بصدمة : يويلي أنتي صادقه ؟!
نجد : ايه والله كان معها واحد ما يشبهها عشان أقول أخوها وكان يبوسها ويحضنها !
ريمان : يمكن ولدها ؟
ضحكت نجد بصدمة تنطق : صاحية يمه ؟ أنا ممكن أكون أم بس هي لا يويلي على الرقه
جلست ريمان تنطق : أوف عجزت أتذكرها
جلست نجد بجانب أمها تنطق : يمه اللي جابتها شمايل وكانت لابسه أحمر
شهقت ريمان بصدمة تنطق : بسم الله تبارك الله أخيرًا بدأ أخوك يبصر ويعرف لنفسه !! لا بالله طحنا لنا على درة قومي قومي نجهز ونعلم اللي ما بعد درا الليلة زواج نجم على وهج !
ضحكت من حماس أمها ووقفت معها تنطق : يالله يالله بنقل الخبر وأوصله لغرور وأحرق دمها
ضحكت ريمان تركض لغرفتها ومشت نجد تسحب جلالها وتخرج للحلّة لأجل تنقل الأخبار ..
« مجلس سهيل »
ضبط بشته الأبيض على ذراعه ورفع رأسه يستمع لكلام أبوه ، وعلى الرغم من عدم رضا رماح عن الزواج لكن ما ترك فرصة لأي شخص يتكلم ، كان واقف قدام أخوانه وأبوه ونجم على يمينه ، نطق رماح بحدة : آخر كلام أنا ماشي الآن أن كان لي خاطر عندكم لا تخالفوني !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : ونروح نزوجه من حفيدة مترك ؟ صاحي أنت تبيني أحرق مكاني بيدي !
زفر بغضّب ينطق بحدة : أجل تحاكى عن موضوعك أنت ومترك قدامنا جميع وأنت ساكت ومكتم !
رفع سهيل عيونه على نجم ينطق : أسمعني يا نجم سهيل بعض الأحيان وأنا جدك وعند مواضيع معينه ما يتجرأ الواحد يتحاكى يعلم عنها لأن وده هو بنفسه ينساها ويدفنها بعميق صدره ، ولكن بالنسبة لدخول حفيدة مترك علينا تراه مدخل مشاكل وشر والله يفكنا من المشاكل ومن شرور الأنفس !
نجم صدّ عنه ينطق : فال الله ولا فالك يا إبن هزاع
مشى يغادر المجلس ووقف رماح ينطق : بتخاوينا يا أبو رماح ؟
آشر له سهيل يقرب منه ، مشى رماح يتقدم لأبوه وينحني له ، خبط سهيل كتفه ينطق : ما بعد جاء اليوم اللي أترككم فيه وأنا ولد هزاع قوموا جميع عندنا عرس ونبهوا الغايب يحضر لحّد يخالف طريقنا !
أبتسم رماح يساعد أبوه يوقف ، زفر سهيل ينطق : على الله توكلنا
وقفوا جميع أولاده يمتثلون لكلامه ، مشى ونطق قبل يغادر مع رماح : هاتوا حريمكم معكم يا عوالي ينبسطون !
خرج من المجلس وركبوا الجيب مع نجم ، قفل باب الموتر ونطق : مشينا
حرّك نجم يمشي ويغادر الحلّة ، وبالنسبة لجميع أولاد سهيل توجهوا للبيوت ولحريمهم اللي وصلهم الخبر من نجد ، بدأوا يتجهزون جميع بعجلة لأجل ما يخالفون أبوهم ..
« بيت جابر »
ضربت الباب بقوة ولآخر مره بعد ما ضربته عشرين مره ، فتحت شاهرة ونطقت بحدة : كسر قولي آمين !
ضحكت نجد بسخرية تنطق : وين غرور ؟
رفعت شاهرة حاجبها تنطق بحدة : وش تبين بها ؟!!
نجد : أوف بسرعه وينها ؟
زفرت شاهرة بغضّب تنطق بحدة : أوف بوجهك يالوقحه ! وجابر رايح يجيب غرور من المستشفى هي وأمها
ضحكت نجد ونطقت بزعل زائف : حسافه بتفوتني ردة فعلها هي ونجلاء..
قاطعتها شاهرة تنطق بحدة : عمتك ماهي نجلاء بس عمتك !
نجد : ايه ايه مو مهم حبيت توصلين لهم يحضرون ملكة أخوي نجم على وهج بنت الأمير وما يخالفونا وأن كان ودك تجين أنتي بعد الله يحيك الموقع موجود بقروب العايلة وأتمنى من كل قلبي تهدين شوي يا حياتي ماهو بزين لصحتك ترا شوي ويطق لك عرق أعوذ بالله !
ضحكت تركض وهي تسمع شتايم شاهرة ، مسكت قلبها بصدمة تنطق : وش سويت يا نجم وش سويت !!
قفلت الباب بالمزلاج بقوة ومشت تدخل تنتظر بنتها وحفيدتها يرجعون ..
« قصر مترك ، قبل العصر »
العقود تزيّن سماء المكان والسجاد الأحمر يجمّل القاع بعذّب لونه ، ريحة العطور ودهن العود واصله لأخر الشارع تنبه الغايب وتعلم الحاضر إن قصر مترك يضّم ليلة تتوهج بوهج وليلة خميس يسطع بها حضور النجم ، كان واقف يشرف على كل شيء ، ماوده يشوف نقص خصوصًا بحضور سهيل ، رفع عيونه على شرفتها اللي تقع بواجهة القصر ، أبتسمت تآشر بيدها له وضحك بخفه ينطق : أدخلي من البرد !
رفعت صوتها تنطق : ما أسمعك ؟
صدّ عنها لأنه يعرفها ما تتحمل البرد ، ضحكت من صدّ ومشت تدخل من حسّت بالبرد ، زفر مترك بغضّب ينطق : وش ذا ؟
تقدم عزيز له والحطب بيده ينطق : أنت طلبتني حطب !
نطق مترك بحدة : جايب لي عيدان وتسميها حطب ؟ هذا والله اللي يبيني امردغه بالعيدان اللي جايبها !
شهق عزيز يرميها ويركض ، طاحت وتكسرت على البلاط قدام أبواب المجالس ، توسعت عيونه بصدمة ينطق : الله يكسرك يا عبدالعزيز !!
ضحك عزيز بصدمة ينطق : عزيز يا جدي عزيز
رمى مترك أحد الأعواد عليه وصرخ عزيز يركض ، دخلت سيارة أمير للحوش على صراخ مترك اللي نطق بتهديد : عشر دقايق معك جب حطب مثل الرجال ووالله لو تبطي علي لأشب الضو بثيابك !
ضحك أمير ينزل من سيارته وينطق : وش السالفة ؟
تقدم عزيز لأجل يختبي خلف أمير لكنه فزّ من صرخ منرك وأختفى من قدام أمير قبل يبرر له ، ضحك أمير يمشي لـ مترك ونطق : أكثر شخص مبسوط أنت كيف لا وأنت بتأخذ حقك على حساب بنتي !
رفع مترك حاجبة ينطق : إيه بأخذ حلالي ومن حقي أنبسط بس السالفة حقتك على حساب بنتي ومدري وش هذا حوار دار بيني وبينها وأظن وضحت نفسي وبينت ووضعي لها وفهمتني ما يحتاج تفهم أنت !
مشى يغادر المكان بدون ما يسمع صوت أمير ، ضحك أمير ينطق بسخرية : علامه طشم الوالد ؟
مشى يدخل للمجالس وتوسعت عيونه بدهشة ينطق : لا لا وش التجهيزات ذي ؟ الله يستر لا يكونون يحسبونه زواج حقيقي !
ضحك يخرج ويمشي للقصر لأجل يتجهز ويلبس ..
« غرفة وهج »
رفعت رأسها لروزا اللي دخلت والفستان الأحمر بيدها داخل الكيس حقه ، أبتسمت تنطق : نزليه هنا
تقدمت روزا تنزله وتغادر الغرفة ، رجعت أنظارها على المراية قدامها وبدأت تكمل الميكب حقها ، أنفتح الباب وزفرت تنطق : يا روز..
قاطعتها ليلى اللي نطقت بضحكه : ما حزرتي !
ضحكت بخفه تنطق : أهلين وسهلين ليلو
أبتسمت ليلى تتقدم لها وتسلم عليها ، أبعدت تجلس على السرير ، ألتفتت وهج عليها تنطق : جات خالتي معك والبنات ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : جيت لوحدي قلت أجهز معك واساعدك لو بغيتي شيء ووافقت أمي
وهج : حلو متى بيوصلون هم ؟
ليلى : أظن بعد العصر لأن جدك قايل كذا ولا ؟
رفعت وهج حاجبها تنطق : أما بعد العصر ؟
ليلى : مدري عاد ايوه وين فستانك ؟
آشرت وهج عليه وصرخت ليلى بصدمة تنطق : شف الحيوانه أخذت أحمر !!
ضحكت وهج بخفه تنطق : ليلو خلاص خليني أكمل ميكب
ليلى : الرجال بيعطيها سيفون لكلام مترك بعد الأحمر وبيكنسل أبو الزواج اللي بعد ثلاث أشهر !
وهج : مين هّل لك السبحة ؟
ليلى ضحكت بسخرية تنطق : وحده أسمها وهج مسويه مجنونة الحين
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : أمانه أنا ؟
ليلى : لا أنا
زفرت تصدّ عن ليلى وتكمل المكيب حقها ، رفعت ليلى الكام الصغيرة حقتها وبدأت تصور فلوق تحتفظ فيه لنفسها بعدين ، جلست بجانب وهج وبدأت تسوي الميكب حقها مع وهج ، قضوا الظهرية كاملة يضحكون ويلطخون بعضهم بالبودرة ويلعبون ، مسكت مثبت الميكب تبخ منه على وجهها وتنطق بهدوء : أعشق ريحته
ألتفتت على ليلى اللي تكلم أمها وتسألها وهي تقول : وصلتوا ؟
جمانه : ايه يا بنت ما بقى أحد إلا وجاء أساسًا أنتي وينك ؟
شهقت ليلى تنطق : أما عاد وصلوا الناس ؟
ضحكت جمانه بسخرية تنطق : بس بسألك صليتي العصر ؟
عضّت شفايفها تهمس : أمي حاسبيني بعدين بسكر
بدأت جمانه تهاوش وقفلت ليلى تنطق : جوجو وين جلال الصلاة حقك ؟
آشرت وهج عليه ومسكته ليلى تتحجب فيه وتنطق : تصلين ؟
ضحكت وهج تبعد جوالها عن وجهها وتنطق : ايه خلصي بصلي
رفعت ليلى حاجبها تنطق : هالقصر كله والفخامة وآخرتها ما عندك إلا جلال واحد ؟
وهج : صلي صلي لا أقوم عليك
ضحكت وسكتت علطول من كبرت تصلي ، ميّلت أنظارها على جوالها تشوف الساعة خمسة العصر ، وقفت تمشي للشرفة لأجل تشوف من وصل وكم وصل عدد الحضور ..
« حوش القصر »
دخل الجيب الأسود ونجم يسوقه ، وقفوا بين السيارات اللي موجودة بالحوش ، رفع سهيل عيون ينطق : قد جاهم أحد ؟
نطق رماح من الخلف : والله شكلهم الحوش مليان !
زفر سهيل بضيق ينطق : مزينّا وحنا أهل المناسبة واصلين متأخر !
نجم : عيّن خير يا سهيل
قفل موتره ونزل منه ، نزل رماح ومشى يفك باب الراكب ويساعد سهيل ينزل ، نزل سهيل ومشى بهدوء يتأمل المكان وهمس بـ : ماشاءالله تبارك الرحمن
ألتفت رماح عليه ينطق : الله يبارك لهم ماشاءالله اي والله ماشاءالله
مشوا يدخلون للمجالس بدون نجم ، فتح باب السيارة الخلفي وسحب السيف بصندوقه ينزله على الأرض ، رفع عيونه يشوف عزيز وآشر له ، تقدم عزيز ومن وصل له أبتسم ينطق : حيّ عريسنا
ألتفت نجم له يبعّد عن باب الشنطة ويسلم عليه ، باسوا خشوم بعض ونطق نجم : أبو حميد الله لا يهينك أمسك
ميّل عزيز رأسه يهمس بـ : أبو حميد ؟
ألتفت نجم له ينطق بحدة : سمّ ؟
أبتسم عزيز يمسك كراتين الهيل وينطق : سمّ الله عدوينك ولا شيء
نجم : ودها للمجلس وأرجع لي به حد غيرك ؟
عزيز : لا والله بس أنا وفيه صغار جايين مع أهلهم أناديهم ؟
زفر نجم بتوتر ينطق : حلوا هاتهم معك
مشى عزيز ونطق بتعب : يا ثقل الكراتين تقول معبأة صخر ماهو هيل !
ألتفت نجم ينزل باقي كراتين الهيل ، سحب صناديق العود والعطور وزفر يرفع عيونه ، طاحت عيونه على الأنثى القابعة بأعلى القصر وبين حدود شرفتها ، طاح صندوق العود وأنكسر على البلاط ، دققّت بإتجاه نظراته وشهقت من عرفت إنه لمحها ، دخلت علطول وقفلت باب الشرفة وسحبت الستاير ، ركض عزيز ومعه سبعة من الصغار ، تقدم يمسك كتف نجم وينطق : كل ذا توتر ؟
رفع حاجبة ينطق بحدة : زلق من كفي
ضحك عزيز ينطق : طاح الشر يالنسيب
انحنى يمسك شماغه لأجل ما يطيح وبدأ يجمع العود ، رفع عينه على الشرفة نفسها وزفر بغضّب ينطق بهمس : وطالعه من الشرفة بالروب ؟ لو شافك أحد غيري بتتحملين الدية وبتدفعينها ريال ينطح ريال ؟
زفر يرفع عيونه على عزيز وينطق بحدة : وش عادك تنتظر ؟
فزّ عزيز ينطق بصدمة : وش أسوي ؟
نجم : خلهم يشلون الكراتين معك عجل يا أبو حميد
زفر عزيز ينطق : أسمي عزيز
وقف نجم يخبط كتفه وينطق : خلك عجل وأترك مني الحكى
مشى للمجالس وبيدّه السيف ، زفر عزيز بغضّب ينطق : تعالوا شلوا الأغراض معي
تقدموا الصغار يساعدونه ونطق أحدهم : وين الحلويات ؟
عزيز : شل يا أبن الحلال وبعدها بعطيك
مشى معهم يتجهون للمجلس وبيدينهم الأغراض اللي جابها نجم ..
« غرفة وهج »
سلمت من صلاتها ونطقت بصدمة : وجع وشفيك ؟
جلست وهج تتنفس بصعوبة ، تقدمت ليلى لها ومسكت وجهها تنطق : وهج !
بلعت ريقها تنطق بربكة : ما شافـ..ما شافني مستحيل !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : من !؟
رفعت عيونها تشاهد صدمة ليلى ، شّدت على كفوفها تنطق : نجم
أبعدت ليلى وضحكت بفرحة تنطق : يا لبيه عيونه عيون صقر إذا كان الموضوع فيه وهج ! أيلايكت جد
سحبت الوسادة ترميها عليها ، ضحكت تنطق : بلبس فستاني وبسبقك تعرفين أشوف أوضاع الرعية وراجعه لك
هزّت رأسها توقف على حيلها ، بدلت ليلى بجامتها ولبست فستانها ، أبتسمت وهج تناظرها ونطقت : على قلبي الليموني
ضحكت ليلى تنطق : أستعجلي يا عروسة قلبي
سحبت شنطتها ومشت تخرج وتقفل الباب وراها ، زفرت بتوتر تجلس على السرير وتتأمل بالفستان ..
« الحديقة الخارجية »
دخلت ليلى وأبتسمت من جمال المكان ، وأصوات الأغاني والألحان وريحة العطور والورد والرمان ، تقدمت ترقص معهم ضحكت من شافت أختها مروج ، تقدمت ترقص معها وتنطق : كويس لبستي الفوشي
ضحكت مروج تنطق : وكويس أخذتي الليموني
ألتفتت على الحضور ونطقت بصدمة : لسى ما وصلوا شكلهم
مروج رفعت صوتها تنطق : ما أسمعك أرفعي صوتك
قربت ليلى منها تنطق : أهل العريس
هزّت مروج رأسها بالإيجاب تنطق : تعالي نجلس
مشت ليلى معها للطاولة اللي أمها جالسه فيها ، جلسوا وأبتسمت تنطق : جبتوا سكره معكم !
ضحكت رسيل تنطق : شايفه
جمانه : كانت بتتركها رسيل بس حلفت عليها تجيبها
ضحكت ليلى تشيلها من الكرسي حقها تنطق : بس رسيل مو حرام صوت الميوزك على أذونها الصغيره !
رسيل : يا بنت الحلال ما فيه إلا العافية خليها تنبسط
مروج : عمرها أربع أشهر وتبينها تنبسط ؟
ضحكوا كلهم ونطقت جمانه : ليلى وين عروستنا ؟
أبتسمت ليلى توقف وتنطق : بسلم على خالتي هنادي وأشوفها لكم
ضحكت مروج تنطق : أسحبيها معك
غمزت لها ليلى تنطق قبل تمشي : أزهليني
مشت للطاولة اللي هنادي ومزنه جالسين فيها
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن