« ٢٤ »

18K 767 154
                                    

-
دخلت المطبخ وسحبت أكياس الشاهي الأخضر ، سخنتها بمويه وثبتتها على عيونها ، تحسّ بدفء الأكياس على عيونها وهي ماهي بحاجة الدفء أبدًا ، هي تشتعل ولا يمكن تخمد نيرانها إلا بحالة وحدة واللي تكون إنتصارها على نجم ورؤيتها لملامحه الذابله والمكسورة ، أبعدت الكيس بصدمة من نطق عزيز : سلامتك يا وهج الدنيا ؟
أبتسمت تخفي إنكسارها ونطقت : تابعت فلم كسر قلبي
رفع حاجبة بدهشة ينطق : افا والدموع ذي كلها عشان فلم وش كان عنه ؟
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بسخرية : زوج خذل زوجته وخانها
ضحك عزيز يحتضّنها وينطق : يا دلوعه عشانك متزوجة تأثرتي ولا إيش !
مسحت دمعتها بسرعة لأجل ما يلمح عزيز ضعفها ، أبعدت عنه تنطق : بفطر مع ليلو بالمستشفى
عزيز : أوصلك ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بربكة : ما يحتاج بطلع معها
مشت تتخطاه وتتوجه للباب متجاهلة نداء أبوها ، خرجت من القصر وزفرت بتعب تنطق : ضروري أخطط قبل أترك نفسي بالانهيار والنحيب !
مشت فالحوش الكبير وتحت النخيل ، تتوجه للبوابات المتواجدة أمام ناظرها ، ألتفتت بصدمة على صوت جدها القادم من جهة المجالس ، تقدم مترك يحاوط يدينه خلف ظهره ويمشي بهدوء وثبات ، زفرت تعدّل شكلها وعبايتها وترفع رأسها له ، أبتسم لها ينطق : صباح الخير يا وهج الخير
أبتسمت بهدوء تنطق : صباحك نور وسرور يا مترك الغالي
أبتسم يقبّل رأسها وسرعان ما رفعت أصابع أقدامها تقبّل جبينه وكتفه وتنحني لكف يده ، سحب كفه يقبّله بعد تقبّيلها له ونطق : مستعجلة ؟
ألتفتت على البوابات وما لمحت سيارة ليلى ، وجهت أنظارها عليه من جديد تنطق : لا بغيت شيء ؟
مترك : تعالي بحاكيك
مشى يغادر ويعطيها ظهره متوجه لمكتبه الخارجي ، زفرت ترفس الأرض بغضّب وتنطق بحدة : شاطره الحين جلسة تحقيق كاملة
عضّت شفايفها من ناداها وركضت وراه تنطق : جايه !
وصلت للباب وزفرت تدخل ، رفعت عيونها له من نطق : قفلي الباب وراك
مدّت يدها من دون ما تلفّ وقفلت الباب وراها ، آشر لها بجانبه ينطق : أقربي يا بنتي
نزلت شنطتها على الأرض وتقدمت له تجلس ، أبتسم بخفه ينطق : من اللي ضيق خاطرك ؟
زفرت بضيق من حسّت بحرارة الغصه بآخر بلعومها ، ألتفتت عليه تنطق : تفكيري الطويل بموضوعك
رفع حاجبة بعدم فهم ينطق : أي موضوع ؟
نطقت وهج بحدة وعيونها عليه : أنا أتخذت قرار و مافيه رجعة ، ورقة أملاكك بتكون على مكتبك الجمعة !
أبتسم مترك ينطق : عساك على القوة يا بنتي لكن تسمحين لي اسأل من اللي خلاك تفكرين الليل كله بالموضوع وتتأخذين قرار مثل كذا
وقفت وهج تمتمع عن الإجابة وتشغل نفسها بالنظر بساعة يدها وتنطق : جهز أوراق الخلع مثل ما أتفقنا وخلص كل شيء مع المحكمة أبغى ينتهي كل شيء بيوم الجمعة مثل ما بدأت كل هالأحداث من هاليوم
وقف مترك بجانبها ينطق : نجم ؟
ألتفتت عليه وأبتسم بضيق ، يشوف الحزن بعيونها من نطق بإسمه وبثواني تتبدل نظراتها للإنتقام ، سحبها يحتضّنها ويمسح على ظهرها ، زفر بغضّب ينطق : كنت أظنه رجال وقد كلامه وأفعاله ، مدري وش حصل بينكم لكن ما أبيك تستغربين لأن هذا فعايل أي واحد من نسل سهيل الغدر والخيانه وكسر الخواطر
بلعت غصتها وأبعدت تنطق : حقك بيظهر قريب
مترك : وانتقامك بيبدأ قريب
صدّت تبعد عنه وترفع شنطتها على كتفها ، فتحت الباب وألتفتت عليه تنطق : أنا استأذنك
أبتسم مترك لها ينطق : إذنك معك يا بنتي
خرجت تقفل الباب وراها وأبتسم مترك ينطق بسخرية : رفعنا شأنك يا سهيل وأنت واحدٍ بلا شأن وحفيدك مثلك هاويّ مذله ما تحبون الحشيمه !
جلس بمكتبه يفتح جواله وبدأ بإجراءات الخلع فورًا ..
« أمام بوابات الجامعة »
نزلوا من باص السايق وألتفتت نجد على جمان تنطق : أسيل معك قلم ؟
ضحكت جمان تنطق : أنا جمان
فزّت نجد وضربتها تنطق : كلكم واحد يا بنت عمي معك قلم ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : اسأل أشجان ؟
عبّست بملامحها تنطق : فكيني محد رايق لها مع الصباح
مشت جمان تدخل ووقفت نجد تنتظر أسيل ، زفرت تسحب شنطتها من تحت المقعد لكن دون جدوى ، وجهت نظرها بسرعة للسيارة اللي وقفت خلفها وشهقت من قربها ، رفعت نفسها تركب الباص وصدّت تحاول بشتى الطرق تفك شنطتها من مسمار المقعد القديم ، نزلت سيدرا وتوجهت للباص من عرفته ، أبتسمت تتقدم بحذر جهة أسيل وضحكت تفزعها من خلفها ، شهقت أسيل بصدمة تنطق : اللهم أجعله خير !!
ضحكت سيدرا تنطق : صباحك فجعة عسى ما طارت المعلومات ؟
زفرت أسيل تعدّل جلستها وتنطق : وتسألين بعد !
ضحكت تجلس بجانبها وتنطق : وش باقي تسوين فالباص
ألتفتت أسيل لشنطتها العالقة أسفل المقعد ونطقت : شوفة عيونك
تقدمت سيدرا تسحب معها وزفرت تنطق : ثواني بنادي عمور
توسعت عيون أسيل بصدمة تنطق : لـ..
زفرت بتوتر من توجهت سيدرا لشباك سيارته وطرقت عليه ، فتح الشباك يلبس نظارته الشمسية ، أبتسمت سيدرا تنطق : أخوي العزيز
عمر : وش باقي تسوين الأختبار قرب
سيدرا : علقت شنطة صاحبتي أسيل تعال ساعدنا
زفر ينزل من السيارة ، شهقت من شافته ينزل وصدّت تسحب شنطتها بقوة ، عضّت شفايفها بهدوء من حسّت فيه واقف خلفها ، أبتسمت سيدرا تنطق : أبعدي خليه يشوف
ألتفتت عليه وزفرت تنطق : معليش ازعجناك معنا
رفع حاجبة من تذكر عيونها وأبتسم بخفه ينطق : ما منكم إزعاج
تمسكت بالمقعد تنطق : شوي بس
رجع لأجل يعطيها مساحة لكن ظهره أرتطم بسيارته ونزلت أسيل وتوسعت عيونها من قربه ، بلل شفايفه ينطق : المعذره
فزّت لجهة سيدرا اللي ضحكت تنطق : هيا عمور عشان يمدينا نلحق القاعة
رفع المقعد وسحب شنطتها بسهولة ، ألتفت على خلفية جوالها وأنتفض كيانه من لمح جمالها الطاهر والورد على أذنها وكإنه ينبت من وجنتيها ، عيونها العسلية أثر تعرضها لأشعة الشمس وخضار المزرعة خلفها ، وما ينسى الفستان الأبيض اللي تلبسه وبدوره يرسم ملامح جسدها الفاتن ، قلبّ الجوال وزفر يشيل شنطتها ، مدّها لها وعيونه عليها ، رفعت عيونها له تنطق بخجل واضح : أعتذر منك !
رفعت يدها وأبتسم من لاحظ رجفتها ، سحبت شنطتها بسرعة وصدّت تركض لنجد اللي نطقت بحدة : أحترقت من الشموس وينك فيه !؟!
سحبتها مع ذراعها تنطق بتوتر : أمشي !
ضحك عمر بسخرية ينطق : بعتبر إعتذارها شكر
أبتسمت سيدرا تنطق : شكرًا يا حبيبي بالنيابة عن أسيل
مشت تدخل للجامعة وزفر يقفل باب الباص ، رفع عيونه على أخته اللي تلوح له وأبتسم يرفع كفه لها وينطق : بالتوفيق بشريني !
ضحكت تنحني برأسها وتدخل للداخل ، ألتفت على السايق ونطق بحدة : صلح مقاعدك لا أصلح وجهك !
طارت عيونه بصدمة يناظر بعمر اللي ركب سيارته ووقف بمكانه ينتظر أخته ..
« كافتيريا المستشفى »
دخلوا سوا وتوجهت ليلى تسوي قهوة لهم ثنتينهم ، مشت وهج تخرج مع الشرفة وتجلس على أحد الطاولات المجاورة لسور المستشفى ، تتأمل السيارات وزحمة الناس عند باب الطوارئ ويأخذها هوجاسها للبعيد ، تفكر فيه ويتعبها هالتفكير ويضعفها وهي بوضعها الحالي ما هي ناقصة ضعف أبدًا ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، بكاء ما تسميه تفريغ مشاعر سلبية كثر ما هي كاتمة صرخاتها المقهورة ومانعه نفسها قطعيًا إنها تبكي ، رفعت عيونها للسماء تمسح دموعها ، تتمنى تواجهه وتنفجر قدامه ، تتمنى تشوفه وبالرغم من كل شيء ، تارة ودها تدخل بحضّنه وتسمع منه وتتطمن عليها وإنها ما زالت الأولى بقلبه ولو إن غرور والطفل المنتظر بينهم ، وتارة أخرى تتمنى ما تقابل وجهه إلا بعد ما تنفصل عنه وينفصل أسمها عن أسمه وتبقى وهج المتفردة بنفسها اللي تتوهج بحُبها لذاتها ولأحبائها وعائلتها الصغيرة ، تبقى هي ولا شيء آخر تنفصل كليًا عن كونها وهج لنجم منطفي من زمن طويل ، رفعت عيونها وأنقطع حبل تفكيرها من جلست ليلى تنطق : حكيني عن كل شيء نبرتك فجر اليوم كسرت قلبي !
أبتسمت بخفه تنطق : أنا بخير ماعليك
ميّلت رأسها بضيق تنطق : اللي أشوفها قدامي ما توحي لي أبدًا إنها بخير
زفرت وهج تنطق : يعني وش منتظره مني ؟
ليلى : تفسرين لي وش حاصل !
ضحكت وهج بسخرية تنطق : تعرضت للخيانة ولأنها من الجنتل أخذت أقوى ضربة موجعة بحياتي كلها
شهقت ليلى تغطي منطوقها بصدمة ، زفرت وصدّت تتأمل الحشد أمام سيارات الإسعاف والشرطة ، مسحت وجهها تنطق : الله يستر تعالي يمكن يحتاجوننا
وقفت ومسكتها ليلى تستوقفها وتنطق بحدة : المستشفى مليان ممرضين ودكاترة أجلسي وفضفضي لي ريحي ضميرك وانثري همومك عندي كفاية تهرب يا جوجو
عضّت شفايفها تسحب يدها من ليلى وتنطق بحنقه أثر حبسها لدموعها : لمن أنتهي من كل شيء وانتقم منه ومنها بجيك وأنفجر عندك ونبدأ نتخطى سوا
زفرت بضيق على حال صديقتها اللي عطتها ظهرها ومشت تخرج من الكافتيريا ، ألتفتت ليلى على الازدحام وصراخ العساكر وكبار الضباط ، وقفت بصدمة من لمحته ، إيه نفس الشخص اللي قابلته وقت كانت تصور توزيعات ملكة وهج ، طايح على أحد الأسرة والطاقم الطبي العسكري يدفعونه ، شهقت تبعد الكرسي وتركض للطابق السفلي بكل سرعتها ، تقدمت تسحب وهج اللي شهقت بصدمة تنطق : شفيك !
أتخذت طريق السلالم بدال المصعد ونزلت وهي تجر وهج خلفها ، ما تركت لها مجال وظلت تركض وهي متمسكه فيها ، وصلوا للطابق الأول ونطقت وهج وهي تلهث : بنت ليلى !
ألتفتت ليلى عليها ونطقت بصدمة : هو هو أعرفه والله أعرفه
مسكت أكتافها بصدمة تنطق : فهميني مين تقصدين ؟؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : ما أعرف أسمه وهج بس هو العسكري اللي صادفته وقت ملكتك أنتي والجنتل
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : عسكري ؟
زفرت ليلى تتركها وتركض جهة الباب الرئيسي ، توجهت وهج اليها ووقفت بصدمة من لمحت رماح ببدلته العسكرية ووراه كم هائل من الضباط يمتثلون لكلامه ، شّدت على اللابكوت حقها وسرعان ما صدّت عن رماح اللي ألتفت لجهتها ، مشت تجاه مكتبها بخطوات ثقيلة ، قلبها منقبض خايفه تلتفت لأحد الأسرة وتشوفه طريح فراش بأحدها ، وقفت وأنشلت حركتها من سحبها رماح مع ذراعها ، وقفت بصدمة تناظر بوجهه ونطق بحدة : وهج ؟؟
عضّت شفايفها تهزّ رأسها بالنفي وسرعان ما تغورقت عيونها بالدمع ، قرب لها يحتضّن أكتافها وينطق : وهج يا بنتي ولدي لا يروح !
تمرد دمعها من سمعت كلمته تبكي ، صدّ رماح من عيونها الحزينة ونطق : أنا دخيلك لا ترملّين عمرك ولا تذوقني الفقد في فرحتي الأولى وبِكري أنا في وجهك تشوفينه وتطمنيني عنه مستعد أدفع الثمن غالي فيما مضى وبكل شيء سيء سويته لك ومستعد أقبلك من بناتي وزوجة ولدي..
قطعت كلامه من سحبت نفسها من يدينه تمسح دموعها وتنطق بنبرة حادة رغم إرتجاف صوتها : المؤمن ما يلدغ من نفس الجحر مرتين وأنا قبلت بحالة أبوك وشوف وين وصلتوني كسرتوا مجاديفي وهدمتم أحلامي ودفنتم أغلى مشاعري شلون أأمن نفسي عندكم مره ثانية علمني شلون ، ومن الأساس أنت وشلون قويت تجيني من بد الدكاترة هذول وتكلمني أعالج ولدك بعد اللي سواه فيني !
وقف رماح بصدمة ينطق : وش سوا لك نجم ؟
ضحكت بصدمة تمسح دموعها اللي ما وقفت عن الانهمار تنطق : عجزت أفهمكم كيف تدعون البراءة وكأن شيء لم يكن !
ركضوا الطاقم الطبي العسكري بسريره ، وقفوا قدام رماح وشهقت تغطي وجهها وتصدّ عنه ، ألتفت رماح على مروان ينطق : مروان يا ولدي خلك معه
هزّ مروان رأسه بالإيجاب وركض مع الطاقم الطبي العسكري للعمليات ، قرب رماح منها ينزع البريهه من رأسه ، سحبها لحضّنه يمسح على ظهرها ، عضّت شفايفها من أستنشقت ريحته في أبوه ورفعت عيونها عليه تنطق : أتركني الله يخليك خلاص أتركوني تعبت والله
قبّل جبينها ينطق بحدة : ما أتركك إلا بعد ما تقولين لي كل شيء حصل بينهم ومستعد أحلف لك أكون بصفك ولو كان ضد ولدي طريح الفراش
مسحت دموعها ترفع عيونها له وتنطق بحدة : ما يحتاج تكون بصفي أنا الصف من أوله لآخره وإن نقصني شيء أكمله بنفسي ما شكيت لأحد !
أبعدت منه تنطق بهدوء نبرتها : ما بقى لي عندكم شيء لكن عندي رجاء أخير
ميّل رماح رأسه ينطق : والله إنه تم يا بنت أمير
وهج : تعطوني موعد تخرج نجد بجي أبارك لها وأعطيها هديتها وأمشي
رماح : الجمعة تخرجها من الجامعة ما عطتك موعد ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : ما كلمتها لكن بإذن الله أكون من ضمن الحاضرين وإن صحى ولدك وصل سلامي الحار له وقول ما حصل بيننا نصيب الله يستر عليكم ، سلام عليكم !
أبعدت عنه تخرج من المستشفى كامل تحت صدمة رماح اللي زفر يلبس البريهه وينطق : الله يهديك يا ولدي وش مسوي لبنت الناس !
ركض جهة العمليات ووقف مع العساكر ينتظرون خبر ..
« أمام باب الطوارئ »
ركض شجاع من لمحها وتقدم لها ينطق بحدة : زوجة أخوي !
ألتفتت وهج من ميزت صوته ، تنحنحت تنطق بهدوء نبرتها : أهلاً بأخو مسعود كيفكم كيف مسعود ؟
نزل شماغه يثبته على كتفه وينطق بضيق : سعّودي طيب لكن ما جيت أنشدك عنه..
قاطعته من لمحت عزيز تنطق : ما فيه شيء غيره أساسًا لا تنسى تجيبه نشيك عليه وبالسلامة ان شاءالله
مشت تتخطاه وألتفت بصدمة عليها وهي تحتضّن عزيز ، زفر يصدّ عنهم وينطق : أبك العلم وش بغيت اسألها وين أرض نجم !
مشى يدخل للداخل يتوجه للاستقبال ويسألهم ، زفرت وهج تنطق : خلص دوامي
ضحك عزيز بسخرية ينطق : هو بدأ أصلًا ؟
خبطت صدره تنطق بتعب : مالي خلق وقعت وخلاص بخرج
عزيز : شسالفة الإسعافات ذي كلها ؟
رفعت أكتافها بتصنع لعدم المعرفة تنطق : ما أعرف أنا ماشيه
هزّ رأسه لها ينطق : ودعتك ربي أنا بدخل أشوف
أبتسمت بخفه له تنطق : طمني
ضحك ينطق بحدة : قصدك أنقل لك العلوم ؟
ضحكت بخفه تتجه لسيارة التاكسي الموجودة أمام المستشفى ، ركبت وقفلت الباب وراها تنطق : قصر العميد مترك آل ساير
هزّ رأسه بالإيجاب ومشى يتجه نحو القصر ..
« حلّة سهيل »
مجتمعين كلهم بالمزرعة ، ألتفتت الجوهرة من سمعت صوت الباص ومسحت دموعها تنطق : لا توضحون للبنات حرام مداومين من الصباح
هزّت ريمان رأسها تمسح دموعها وتنطق : أبشري
وقفت سهام تنطق : بوديهم داخل وبحضر الغداء
توجهت للبوابة تنطق : بركات فك الباب
فتح بركات الباب للبنات اللي دخلوا وصوتهم واصل آخر الحلّة أثر الحلطمة على الاختبار والاسئلة ، أبتسمت أسيل تحتضّن أمها اللي نطقت بضحكه : تبون تأكلون ؟
هزّت نجد رأسها بتعب تنطق : اي والله يا عمه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : مسويه لكم أحلى معكرونة لحم بالدنيا
عضّت أسيل شفايفها تنطق : آخ يا جعلك الجنة يا أمي
دفعتها للداخل تنطق : ومن يسمع يارب
سحبت نجد وجمان تنطق : أمشوا وراها وأنتي يا أشجان نادي غرور وتعالوا بيت عمك مسلط
هزّت أشجان رأسها بالإيجاب تتوجه لبيت جابر وتلتقي بغرور لأول مره بعد آخر مكالمة بينهم ، وقفت قدام الباب وزفرت تدقه ، فتحت غرور الباب ووقفت بصدمة تنطق : وش جابك ؟
زفرت أشجان تنطق : وين عمتي نجلاء ؟
زفرت غرور تنطق : مشت لبيت جداني عشان جدتي
أشجان : يعني محد بالبيت غيرك
رفعت حاجبها تنطق : أشجان وش باقي تبين مني !؟
زفرت أشجان تتقدم لها وتحتضّنها ، وقفت بصدمة وسرعان ما أنفجرت تبكي بحضّن بنت خالها ، تبكي بحرقة على كل شيء حصل فيها ، كيف أصبحت لعبة ما تقدر بثمن بيدين أم خبيثة وشريرة ما يهمها بالكون إلا نفسها ، عاشت حياة ماهي بحياتها وظلمت نفسها مع نجم وظلمته معها ، خسرت كل شيء ومابقى بدنياها إلا زوجها مروان اللي مستحيل تفرط فيه وتخسره هو بعد ، زفرت أشجان تنطق بحدة : خلاص يا زفت أنا مصفقني الاختبار لا تخليني أبكي معك !
مسحت دموعها تنطق بسخرية : أنقلعي على الأقل تدرسين
أبتسمت أشجان تنطق : تجين تتغدين معنا ونفكر في تسجيلك مع بداية الترم الجاي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : عاد اليوم صحيت مروقه ومتأملة إن الأمور بتزين
دخلت أشجان ذراعها بذراع غرور تنطق : وش صحيتي عليه ؟
أبتسمت غرور تنطق بربكة : شوفي ما بتفهمين لكن بشرح لك بعدين
هزّت أشجان رأسها وكملت غرور تنطق : ما طلعت حامل
شهقت أشجان بصدمة تنطق : يا ويحي على إيش مستعجلين وأنتم حتى عرس ما سويتوا !!
ضحكت بصدمة وسرعان ما توردت ملامحها خجل تنطق بحدة : وجع ماهو مروان يا غبيه !
صرخت بصدمة تنطق : من أجل !؟
دفعتها غرور تنطق بحدة : شوشو وجع صدق !
تقدمت أشجان لها تنطق بحدة : وجع أنتي قولي وش صار عليك بأسبوع الشمال
أبتسمت غرور تنطق : راضية بكل شيء صار وأشوفه خيره رجعت إنسانه جديدة مستقرة عاطفيًا ومتزوجه من شخص يشغل منصب كبير وقريب جدًا مني حمدلله على كل شيء
أبتسمت أشجان لها تنطق : واضح ماشاءالله محلوه بشكل !
ضحكت بغرور تنطق بسخرية : أنا دايم حلوه
ضحكت أشجان تنطق بصدمة : كل شيء تغير إلا غرورك
غرور : أحد يغير طبعه ومعنى أسمه يا هبله ؟
أبتسمت أشجان تنطق : مشينا وقولي لي من وين جاء الحمل ذا
زفرت غرور بضيق وبدأت تحكي الأحداث اللي حصلت بأسبوع الشمال بالتفصيل الممل لأشجان ، أنتهت تحت صدمة أشجان اللي نطقت بحدة : يعني وش طلع كذاب ؟
هزّت غرور رأسها بالإيجاب تنطق : ايه الموضوع كله كذب
زفرت أشجان براحة تنطق : كويس هيا تعالي نتغدى
دخلوا لبيت مسلط ورفعت سهام عيونها لهم تنطق : أبطيتوا
أبتسمت غرور تنطق : دخلت الحمام وأنتم بالكرامة وقلت لأشجان تنتظرني
أبتسمت سهام لها تنطق : أجل إلحقوا قسمكم
تقدموا يجلسون بجانب البنات يتغدون سوا والسوالف عن أحداث اليوم والاختبار تملأ جلستهم ..
« المستشفى ، غرفة العمليات »
دخل عزيز للعمليات مباشرة ، وقف بصدمة من لمح نجم ورفع رأسه لأحد الأطباء العسكريين اللي نطق : تدخلنا وأخرجنا الرصاصات من قدم المقدم ومن كتفه
هزّ رأسه يتوجه لهم وينطق بجدية : ملاحظ ماشاءالله الشغل متقن !
تقدم يعقم الجروح ويبدأ بخياطتها ، زفر بضيق من تذكر نفور وهج من المستشفى وكأنه خُيل لها كل شيء ، رجع يحمد الله بداخله وإن الأمور طيبه ونجم طيب ، رفع عيونه لمؤشراته الحيوية وأبتسم ينطق بهدوء : ما يهدك الرصاص يا نجم !
ضحك أحد الأطباء العساكر ينطق : تعرفه ؟
أبتسم عزيز من أنتهى ينطق : يصادف إن بيننا معرفه
هزّ الدكتور رأسه لعزيز وكمل ينطق : خلاص خذوه للإفاقة وأنا بطلع أطمن أهله
تقدم دكتور الإفاقة يسحب سرير نجم ويخرج من غرفة العمليات ، تقدم عزيز للمغسلة يغسل يدينه ويرمي القفازات اللي أستخدمها ، سحب مناديل وتقدم يخرج من العمليات وسرعان ما أندفعوا رجال آل جراح له ، أبتسم يرفع ذراعيه بالسماء وينطق : بشويش !
ارتخى رماح من شاف إبتسامة عزيز ينطق : بشر ؟
عزيز : كل ماله ويزيد إعجابي في نجم ماشاءالله تبارك الرحمن ما تأثر أبدًا وأبشركم إنه طيب وبخير ويمديكم تشوفونه بعد شوي بس أنتظروا يستعيد وعيه
خبط شجاع كتف عزيز ينطق : ما قصرت والله وطمن بنت أمير معك
ألتفت رماح بصدمة لعزيز ينطق : أنت عزيز ؟
سحب عزيز كمامته ينطق : ايه عزيز
ضحك رماح يحتضّنه وتوسعت عيونه بصدمة يمسح على ظهر رماح اللي نطق بفرحة : جمايلكم علينا واجد يا آل ساير
أبتسم عزيز بخفه ينطق : أستغفر الله هذا واجبنا والله
أبتسم شجاع له ينطق : ما قصرت الله يبيض وجهك
أبعد عزيز عن رماح ينطق : ووجيهكم أنا استأذنكم
رماح : إذنك معك يا ولدي
مشى عزيز يغادر المكان وألتفت رماح على شجاع يحتضّنه ، أبتسم عُدي اللي يراقبهم وصدّ يخرج لأجل يأخذون راحتهم كأهل ، أبتسم شجاع يحاوط عمه وينطق : يهنيك سلامة نجم يا عمي
زفر رماح براحة ينطق : يهنيك خير يا الشجاع والحمدلله على سلامة أخوك
أبتسم شجاع يبعد عنه من تقدم طبيب الإفاقة ينطق : أهل الضابط نجم ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب وأبتسم صلاح ينطق : واحد منكم يتفضل معي لأن نجم أستعاد وعيه
دفع شجاع عمه ينطق بحدة : وصله سلامي
زفر رماح ينطق : يوصل يوصل
تقدم يتبع الطبيب صلاح للغرفة ، دخل وقفل صلاح الباب خلف رماح ، ألتفت نجم على الباب وسرعان ما فزّ لأبوه ، تصلب رماح يضرب تحية لولده اللي ردّها من فراشه ، قطرت دموعه يحتضّنه بشّدة ، أبتسم بألم ينطق : بالهداوة يا والدي أوجعتني !
قبّل كتف ولده المصاب ينطق بحدة يخفي فيها رجفة صوته : والله كأنها بضلوعي يا ولدي حمدلله على سلامتك وخارج من الشر
مسح ظهر أبوه ورجع يقبّل جبينه ينطق : الله يسلمكم جميع من كل شر
أبتعد رماح عنه يمسح وجهه بكفوفه وينطق : قبل أنسى شجاع برا يسلم عليك
ألتفت نجم على الباب ونطق : علامه ما يدخل ، رفضوا ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب ينطق : أنت طيب ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ايه رجلي توجعني بس آلم أتحمله ليه ؟
رماح : أنت تدري إن عزيز اللي دخل لعمليتك ؟
نجم : حفيد أمير ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب وأبتسم نجم ينطق : ما قصر الله يبيض وجهه
رماح : انشهدنه ما قصر
أنفتح الباب ودخل مروان وخلفه شجاع ، ضحك شجاع بسخرية ينطق : واسطات
ضحك مروان يتقدم لنجم ويسلم عليه ، أبعد ينطق : كيف صرت ؟
نجم : بخير يا عرب وش قومكم ؟
فزّ بألم من حضّنه شجاع بقسوة يضرب ظهره وينطق : آخ أسحب كلامي الله يحفظ ذا الرأس الطيب
ضحك شجاع يبعد عنه وينطق : تستاهل طيرت عقلي أنت وأختك في أسبوع !
رفع حاجبة بصدمة يلتفت على رماح وينطق : علامها نجد !؟
ألتفت رماح بصدمة على شجاع ينطق : وش صاير !
ضرب شجاع رأسه يهمس بداخله : ألا لعنك الله يا شجاع
رفع رأسه لهم أثنينهم ينطق بربكة : تأخرت فالجامعة ودق علي الباص واربشني بس
زفر نجم يصدّ عنه وينطق بحدة : مغير ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ونطق رماح : لا الأمور طيبه
وقف رماح ينطق : إسمحوا لي يا رجال
رفع نجم عيونه لأبوه ينطق بهدوء نبرته : ماشي ؟
رماح : بمشي جايك من دوامي ومعي فرقة من الضباط يوصلون سلامهم لك بس بكلمك على إنفراد بالأول
نجم : الله يسلمهم
تقدم شجاع يسحب مروان ويخرجون ، قفل شجاع الباب وراه وألتفت على مروان اللي نطق : نطلع بكرامتنا ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق بحدة : بتذلف ولا كيف ؟
توسعت عيونه بصدمة ينطق : حسافة الواسطة بس
مشى يغادر وضحك شجاع بسخرية ينطق : واسطة قال
تقدم للباب يثبت أذنه عليه لأجل يرضي فضوله بعد ما غادر مروان ، عدّل نجم جلسته ينطق : وش الموضوع ؟
رماح : زوجتك
ألتفت على أبوه ينطق بحدة : وش موضوعها
ضحك رماح بسخرية ينطق : لا تجنني أنت وياها وش صاير بينكم أعترف وش مسوي لها !
آشر نجم بإصبعه على صدره ينطق : والله ما سويت شيء
زفر رماح يمسك رأسه وينطق بحدة : نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أحلف لك أنا وبعدين علمني وش قالت لك !
رماح : قالت كلام كثير عن كسر المجاديف والغدر وإنها معاد تأمن نفسها عندك وبآخر كلامها قالت ما حصل بينكم نصيب ومشت تطلع من المستشفى
زفر بغضّب يمسح وجهه وشنبه ومسك اللحاف يرميه ، طارت عيون رماح ينطق بحدة : ولد أنت صاحي ؟
وجه نظراته لقدمه وزفر ينطق بحدة : عطوني عكاز
ضحك رماح بسخرية ينطق : ومنتظرني أستجيب لك ؟ أنتظر لحّد ما تستعيد عافيتك بعدها كلمها وأنت بكامل وعيك
ضرب الفراش بذراعه ينطق بحدة : وش اللي ما بيننا نصيب وش ضريتها به !
رفع رماح أكتافه بعدم معرفة ينطق : أرتاح الليل وفكر بكل شيء حصل بينكم أنا ماشي تبي شيء ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بغضّب : سلم لي على الربع فالحلّة
مشى رماح يغادر وينطق قبل يفتح الباب : يوصل أرتاح أنت
مشى يخرج وفزّ شجاع بصدمة ، قفل الباب وراه ينطق بحدة : وش عادك تنتظر ؟
أبتسم شجاع يحكّ رأسه وينطق : أنتظرك يا عمي
زفر رماح بسخرية ينطق : يعني ما بتتعدل ؟
ضحك شجاع يمشي خلف عمه وينطق : المعذره يا عمي بس وش اللي صاير بين بنت أمير ونجم
ألتفت رماح بصدمة عليه ينطق : المصيبة إنك تفضح نفسك وش لك لزوم بينهم ؟
ضحك ينطق بسخرية : لا والله بس عشاني قابلتها أول ماوصلت
ألتفت رماح بفضول ينطق : ايه وش قالت لك ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ماشاءالله حلال عليك حرام علي ؟
ضرب ظهره ينطق بحدة : مسوي تنكت أقول تكلم لا أحرم نجد عليك
طارت عيونه بصدمة ينطق : أعوذ بالله من قهر الرجال وش دخل نجد الحين !
رماح : يعني ما بتتكلم ؟
فزّ من أدرك الموقف اللي هو فيه ينطق باللي صار بينه وبين وهج أمام باب المستشفى ، زفر رماح ينطق : اللي بينهم كبير
شجاع : هذا اللي أقوله البنت ماتبي أحد ينشدها عن نجم هذا وهو زوجها وخارج من العمليات وطلعت بدون ما تنشد عن حاله
رماح : بس أنا شفت عيونها وهي تبكي وقهرها الواضح من كلامها وأنا ضد الرجال اللي يقهر الحريم ولو إنه ولدي أنا معها بكل خطوة تخطيها ولو إنها ما أحتاجتني
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : صادق والله وأنا حاضر لو بغيتوا شيء
مشى رماح يخرج من المستشفى وهو ينطق : ايه عشان نجد ولا ما هو حبٍ فيني وأنا عمك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أنا طالبك لعاد تسوق الطواري لها ، تلوّي ذراعي يا عم
ضحك رماح يخبط كتفه وينطق : يا جعله الحمى اللي ما يحبك يا شجاع والله يخليك ذخر لها وسند وين نلاقي رجال بمقامك هالأيام
سحب ذراع عمه لأجل يقبّلها لكن قاطعه رماح من سحب ذراعه ينطق بإبتسامة : الله يرفع قدرك يا ولدي
أبتسم يقبّل جبين عمه وينطق : لا عدمتك يا أبو نجد !
ضحك رماح من نطق شجاع بإسمها يمشي مع الفرقة اللي حضر معهم ، غادروا المكان وألتفت شجاع على موتره يتقدم له ويركب ويغادر المستشفى متوجه للحلّة ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
مضت ساعات وهي تراقب الصور وتزيد لهيبها حطب ، عضّت شفايفها تنطق بسخرية : ما كان يبيّن لي إنه يحبها ويبيها والحين متزوجها وحامل منه ، لله درك يا الضابط !
ألتفتت على صوت جوالها اللي يرّن وقفلت اللابتوب توقف وتتوجه له ، جلست على السرير ورفعت حاجبيها بصدمة من شافت رقمه ، قلبّت الجوال ورفعت عيونها للسقف تفكر هل تواجهه وترد أو تحرمه جميع أنواع الإتصال لحّد ما ينفصلون بشكل تام ، غمضت عيونها من قفل الجوال ورجع يتصل هو بالفعل صمم على الإتصال لحّد ما ترد وتفتح جوالها ، رجعت تفتح عيونها وترفع جوالها لها ، وبدون شعور منها فتحت الإتصال تثبته على أذنها وتسمع صوته اللي لطالما أحببته وهو يقول : وهج !
أنتفض قلبها من نطق بإسمها وبالصريح لأول مره ، شّدت على يدها تشتم نفسها من فكرت تفتح الإتصال ، صرخ مره ثانيه ينطق بإسمها لكن هالمره نسّبها له : وهج النجم !
قطرت دمعتها شوقًا لكن سرعان ما مسحتها بعنّف تنطق : وهج بس
ارتخى من ردّت عليه ونطق : حاضر تحت آمرك
ضحكت بسخرية تنطق : وش باقي مني تبي تهدمه
زفر بغضّب ينطق : لا تخاطبيني بأسلوب أنا ما استاهله وعلميني وش بخاطرك ؟
مسحت دموعها بعنّف تنطق : أنت ما تستاهل شيء أنا تأكدت إني كثير عليك والحمدلله لحقت نفسي قبل تضيعني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله يضيعني كان ضيعتك حاكيني وعلميني وش مضيق صدرك
ضحكت وسط دموعها تنطق : سبق وضيعتني من يدك يا الضابط ووهج ما تجي بالعمر إلا مره !
قطعت الإتصال بينهم تقفل جوالها نهائي ، زفرت ترمي نفسها على مخدتها وتغمض عيونها ، تحاول بشتى الطرق تتناسى منه وتنسى صوته اللي يجول بداخلها ويحمل إسمها ، لكن سرعان ما ارتخت ونامت نوم عميق ..
« بعد ليلتين ، الجمعة فجرًا »
وقف شجاع موتره قريب من باب المجلس وألتفت على نجم ينطق : أصبر أساعدك
فضل الصمت يومئ برأسه لشجاع اللي سحب المفتاح وتقدم لبابه ، فتح الباب وأستند نجم على كتفه ينزل من السيارة ، ثبت معكازه ونطق بهمس : ما قصرت
أبتسم شجاع ينطق : يالله حيّ النجم الساطع توها زانت الحلّة
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله يبقيك يا الشجاع أسمع
ألتفت شجاع عليه ينطق : أرحب
نجم : الليلة تخرج نجد وأسيل ؟
شجاع : الله الله
نجم : بطلع بيتي أريح ولحد يقول لنجد إني فيه
خبط شجاع صدره ينطق : أبشر بعزك
مشى نجم بخطوات ثابتة يتوجه لبيته ، وقف قدام الباب وأنحنى يحذر يسحب مفتاحه من تحت الزوليه ، رفع ظهره يدخل المفتاح وهمس بـ : بسم الله توكلنا على الله
فتح الباب ودخل يقفله وراه بالمفتاح ، تقدم يمشي بحذر للكنبه ويجلس ، رمى العكاز جنبه ورفع جواله يتصل على نمر ، مر يومين بالفعل على تواجدهم بالرياض لكن دون أي تواصل أو أخبار ، زفر من ماوصله صوت وأغلق الخط ، فضل يعيد الكره ويحاول يوصلها ، ضغط على رقمها اللي إتصل فيه حوالي السبعين مره بالليلتين اللي مضت ، زفر بغضّب من قطع الخط بالرد الآلي « عزيزي المتصل إن الهاتف المطلوب.. » ، رمى جواله بجانبه وسحب اللحاف الموجود على ذراع الكنب ينسدح ، شهق بآلم قدمه وزفر يعدّلها ويغطي نفسه ، غمض عيونه ينام بعمق بحكم إنهم فالفجر وباقي الوقت معه ..
« قصر مترك »
ألتفتت هنادي على صوت جوالها اللي يرّن وتقدمت له ، جلست ورفعته تقرأ أسم « ريمان » ، ألتفتت وهج عليها تنطق : من ؟
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : حماتك سابقًا
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : حلوه سابقًا لا يكون وصل خبر من المحكمة وأنا مدري ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق : لا مع الأسف
توسعت عيونها بصدمة تنطق : ردي طيب !
فتحت هنادي الإتصال وألتفتت على وهج اللي همست بـ : فكي سبيكر
زفرت تفتح السبيكر وتنطق : هلا والله
أبتسمت ريمان تنطق : هلا بك يا أم وهج شخباركم ؟
هنادي : والله طيبين نحمد الله وأنتم ؟
ريمان : بخير الله يسلمك فاضين اليوم ؟
رفعت عيونها على وهج تضغط ميوت وتسمعها من همست بـ : قولي ليه ؟
فكت الميوت تنطق بهدوء نبرتها : ليه ؟
ريمان : تخرج بنتي نجد الليلة وأبغاكم من ضمن الحضور تشاركوني فرحتي فيها
ضغطت ميوت ورجعت أنظارها على وهج تنطق : شرايك ما عندنا شيء نروح ؟
وهج : أساسًا أنا وعدت نجد أجي وفعلاً بروح
هزّت هنادي رأسها تفتح ميوت وتنطق : ماشاءالله بالله ؟
أبتسمت ريمان تنطق : صوتك يجي متأخر بس ايه ايه
ضحكت هنادي بربكة تنطق : المكان اللي أنا فيه ما يوصل صوتك
ريمان : لا الحين أزين
هنادي : أجل أحسبي لنا يا ريمان بنكون من الحاضرين بإذن الله أنا وبناتي والله يوفقها وعقبال زفافها
أبتسمت ريمان بوسع ثغرها تنطق : والله أعز من بيجي حاولوا تجون بدري
آشرت وهج للساعة تنطق بهمس غير مسموع : بعد العصر
نطقت هنادي بعجلة : بعد الظهر ان شاءالله بنكون عندكم
ضربت وهج رأسها وزفرت هنادي تسمع ريمان تنطق : يالله إنك تحيّيهم
أبتسمت هنادي بفشلة تنطق : الله يبقيكم
ريمان : أجل ما أطول عليك
هنادي : الله يستر عليك
قفلت الإتصال تنطق بحدة : كم معي قلب يا وهج !
زفرت وهج تنطق : ماما حتى لو ما سمعتيني مين يروح بعد الظهر بليز !
وقفت هنادي تنطق بجدية : إحنا ومثل ما ورطتيني قومي تجهزي !!
مشت تخرج من الصالة وتتوجه لغرفتها ، وقفت وهج بضيق ترقى الدرج لغرفتها ، دخلتها وفتحت الدولاب تتأمل فساتينها ، أبتسمت بخفه من لمحت أحمر ملكته بأول لقاء بينهم وأحمر ملكتهم بآخر لقاء بينهم ، ضحكت بسخرية تسحب فستان أحمر مخصر وطوله قصير بالنسبة للفساتين السابقة ، عضّت شفايفها تنطق بحدة : أتمنى تكون فيه عشان يكون آخر لقاء بيننا راسخ بذهنك في عمرك الطويل اللي بتعيشه معها !
تقدمت تسحب منشفتها وتدخل حمامها ، شغلت الدش تملأ البانيو الخاص بها ، رمت الكرة بداخل المويه وبدأت الفقاعات تصعد للأعلى ، أبتسمت من بدأت الريحة الاخاذه توضح ورفعت قدمها تدخل بالمويه ، أخذت دش طويل وخرجت منه كالقطن وريحتها العذبة تفوح ، تقدمت تجلس على تسريحتها وتبدأ بالترطيب وبعده سحبت عطر الجسم ترشه على كامل جسدها ، عضّت شفايفها بهدوء تسحب شنطة الميكب آب وتبدأ فيه ، قررت يكون مكياجها جريء نوعًا ما ويبرز ملامحها بطريقة جذابة ومختلفة ، يميّل للسموكي وأبرزته أكثر بروج أحمر قاتم ، سحبت المجفف تجفف شعرها وتبدأ تسرحه بالطريقه اللي حددتها مع اللوك اللي بتكون عليه الليلة ، أنتهت بعد ربع ساعة من شعرها بالكامل وأبتسمت تتوجه لفستانها ، ثبتت المبخر الإلكتروني أسفله وسحبت عطرها تعطر الفستان وترفعه ، أبتسمت بخفه تسمّي بالله وتلبسه ، قفلت السحاب وأنشد على جسدها يبرز ملامحه الفاتنه ، ألتفتت على عزيز الواقف عند الباب وضحكت بصدمة تنطق : متى جيت أنت !
أبتسم عزيز يتقدم لها وينطق : دوبي جيت شدتني ريحة العطر والحمدلله لحقت أشوفك وش هالزين يا وهج الدنيا ؟
أخذت لفه بمكانها تنطق بحماس طفلة صغيرة : شرايك ؟
ضحك يقبّل جبينها وينطق : تبارك الرحمن أخاذه حصني نفسك ودعتك الله
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
رفع حاجبة وشهقت تسحب المبخر وتنطق : بحرقك لو قلت مين ما يقدر يحبني !
ضحك بعلّو صوته ينطق بسخرية : خلاص خلاص أبشري وأنا أعشقك يا أطلق وأجمل خاله على وجه الدنيا
دخلت هنادي تنطق بعجلة : هيا يا وهـ..
قطعت كلامها من لمحت بنتها بالأحمر اللي يناسبها بشّدة وتقدمت لها تنطق : بسمك اللهم أحصن بنتي من كل عين لامة وشيطان وهامة !
ضحكت تنطق بهدوء نبرتها : هذا الحب يا جاهلين المحبة !
أبتسمت هنادي تنطق : هيا ألبسي عبايتك
هزّت رأسها تسحب عبايتها وتلبسها ، جلست على الكنبه الصغيرة تلبس كعبها الأحمر ، رفعت عيونها على عزيز اللي نطق : ودي أجي معكم تتوقعين يمديني أكشخ
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أحسدك كله ثوب وشماغ وطلع ملك جمال
أبتسم ينطق بسخرية : وبعدين لا تلوميني لو أغترت !
ضحكت وضحك عزيز يخرج ركض لغرفته ، وقفت تأخذ شنطتها والروج اللي سبق ووضعت منه وجوالها وعطرها ، شهقت من نست أمر الاكسسوار وتقدمت للصندوق الموجود على تسريحتها ، أبعدت الطرحه من رأسها وبدأت تنسق حلق تلبسه بإذنها ، وبعد دقايق طويلة قدرت تثبت على قرار ، زفرت تلبس الطقم كامل وتركض خارج غرفتها ، أصطدمت بروزا ونطقت بعجلة : روزا شوفي غرفتي
هزّت روزا رأسها بالإيجاب لوهج اللي ركضت تنزل مع الدرج ، وقفت بصدمة من شافت مزنه داخله للبيت بيد مترك ، ضحكت بفرحة تنطق : آخ والله كنت محتاجتك والله وحشتي دنياي وجفّت عروقي ما زارها المزن يا مزون عمري
أبتسمت مزنه بوسع ثغرها تنطق : غابت الشمس وأنطفى وهج الشموع من أيامي وفقدت عافيتي أثرها تعيش بالقصر ولا تذكرتني !
ركضت لجدتها تحتضّنها بشّدة ، أبتسمت مزنه تسند نفسها على حفيدتها وتحاوط ظهرها ، قبّلت كتف وهج تنطق : لمن الشياكه ذي كلها ؟
أبتسمت وهج تنطق : شياكة إنتقام لا يغُرك
ضحك مترك من فهمها وشهقت مزنه تنطق : تعوذي من الشيطان لو قايله كاشخه لزوجي ماهو بأحسن !
ضحكت وهج بصدمة تنطق : ما يستاهل
ألتفتت مزنه على مترك اللي مبتسم وزفرت تضربه وتنطق بحدة : أسمعيني ترا مترك بيتركك بدون زوج لا تسمعين منه !
ضحكت تآشر بإصبعها على خشمها وتنطق : أبشري
زفر مترك ينطق بحدة : الله يسامحك يا مزوني هذي آخرتها
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ماقلت إلا الحقيقة أترك البنت تعيش حياتها مع رجلها وركز على ما تبقى لك من عمر !
ضحكت وهج وتقدمت تخرج ، زفر يصدّ ويتبع حفيدته تحت تهديدات مزنه له ، نادى بإسمها وألتفتت عليه تنطق : لبيه ؟
تقدم مترك لها ينطق بجدية : أوراق الخلع قدمتها ويبي لك فترة حتى يصدر الحكم
هزّت رأسها بفهم تنطق : غيره ؟
مترك : إذا ما قويتي تجلبين لي حقي أنا راضي تام الرضى عنك لا تضغطين نفسك وانبسطي اليوم
تقدمت تتمسك بذراع جدها وتنطق بجدية : أنا روحتي للمكان ذاك ماهو مراح تسلية بروح أجيب حقك وأنتقم لنفسي وأنهي كل شيء وأقطع صوت الذليل وأختم المشاوير وأمحي أسبابها !
خبط كتفها ينطق بحدة : أضربي بهم الأرض ولا تسميّن يا بنتي !
أبتسمت تضرب تحية لجدها اللي ضحك ينطق بحدة صوته : أستريحي !
أبتسمت تودعه وتتوجه لسيارة عزيز ، فتحت الباب تركب وترفع رأسها لأمها اللي نطقت : سنة !
ضحكت تنطق بسخرية : أعتذر حبيبتي مزنه اللي آخرتني
ضربت هنادي كتف عزيز تنطق : توكلنا على الله
مشى بسيارته يغادر المكان ويتوجهون جميعهم للحلّة ..
« حلّة سهيل ، العصر »
فتحت باب غرفة نجد تتقدم لها ، ألتفتت نجد على أمها اللي نطقت بإبتسامة : خلصتي ؟
هزّت نجد رأسها بالنفي تنطق : لسى بدري على إني أجهز
ضحكت ريمان تنطق : طيب تجين الصالة عندي لك مفاجأة
رفعت حاجبها تفكر بكل الاحتمالات ، زفرت توقف من ريمان اللي سحبتها وتقدمت تمشي مع أمها وتنطق : قولي وش ؟
ريمان : لو بقول كيف بتبقى مفاجأة ؟!
عضّت شفايفها تتقدم للصالة ، وقفت بصدمة من شافته بثوبه وسديريته ، يده المكسورة والمثبته على رقبته بالقماش الأسود ، وقفته على معكازه ورجله المصابه ، شهقت تركض له وأبتسم يرمي معكازه ويحتضّنها ، ضحكت وسط دموعها من ثقل عليها وأدركت إنه أصبح يستند عليها ، تقدمت ريمان تسمح دموعها وترفع معكازته له ، مسكها وأبعدت نجد تقبّل خده وتنطق : ماتدري شلون فرحت بشوفك يا أخوي والحمدلله على سلامتك وش جاك ؟
حكّ شاربه ينطق بهدوء نبرته : خفايف وألف مبروك يا أحلى خريجة تخرجك ومنها للأعلى يا أخت نجم
جلس يستريح وتقدمت تجلس بجانبه وتنطق : جيتك هدية وأتمنى إنك ما تكلفت على نفسك يا روحي
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أجل أجيك ويديني خاوية ؟
ضحكت بفرحة تنطق : جبت شيء ؟
نجم : طبعًا لكن على قولة أم نجم المفاجأة تبقى مفاجأة بدون ذكر أي تفاصيل !
هزّت رأسها بفهم تنطق : اوكيه بطلع أكمل تجهيز وأوعدك نسهر مع بعض
أبتسم بخفه ينطق : أبشري
قامت تركض لغرفتها وتقدمت هنادي تنطق : كيف رجلك اليوم ؟
زفر يناظرها ونطق بقلة حيلة : ذبحتني ما عرفت أرتاح منها
زفرت ريمان تنطق : لا بأس يا ولدي خذيت علاجك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : المعازيم واجد ؟
هزّت رأسها بالإيجاب له تنطق : ايه ليه
نجم : ما فيني من وقف للرجال
ضحكت تنطق بسخرية : ما أقصد الرجال أقصد الحريم عزمت كل معارفي وصديقاتي
ألتفت على أمه وده يسألها عن عذابه وأمانه ، عن جنته وناره ، عنها ومن غيرها عذبة أطباع ، أبتسمت من فهمت نظرته ووقفت تتوجه للمطبخ ، زفر بضيق يصدّ عن أمه وسرعان ما رفع عينه من سمعها تنطق بأغنية أبو نوره : الحظ الليله كريم محبوبتي معزومه من ضمن المعازيم !
توسعت عيونه من فهم إنها بتكون من ضمن الحضور ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : أشهد إنك صادق يا أبو نوره وإن راعي الهوى مفضوح !
غمض عيونه يرخي ظهره على كنب الصالة ويرتاح ، رفع يده يفك أول أزرار ثوبه الأسود ويزفر براحة ، أرخى عضلات جسده وسرعان ما فتح عيونه بصدمة من حسّ بنبض في قدمه المصابة ، زفر يرفعها على الكنب وهو حابس أنفاسه ، أطلق نفسه بصعوبة ورجع يغمض عيونه يرتاح ساعة ..
« أمام البوابات »
فزّ بركات من ضرب عزيز الهورن له ، تقدم يسحب البوابة ويفتحها لأول الحضور ، دخل عزيز للحوش ووقف بجانب السيارات ، قفل السيارة وألتفت على جدته ينطق : من وين بتدخلون ؟
هنادي : مع باب الحريم
عزيز : يعني تدّلون !
هزّت رأسها بالإيجاب وتقدمت تنزل ، فتحت وهج بابها تنزل وتتقدم مع أمها ، ألتفتوا على عزيز اللي نطق : أنا وين أروح ؟
ضحكت وهج تآشر على باب المجلس وتنطق : أرفع صوتك وبيقومون لك
تقدم عزيز يعدّل شماغه وينطق بعلّو صوته : يا أهل المحل !
فزّوا عيال سهيل من المجلس ورفع منيف صوته ينطق : يا جعلها ترحب ملايين
أبتسم عزيز يتوجه لصوت منيف وينطق : البقى يا منيف !
وقف رماح من عرف الصوت ينطق : مرحبا يا عزيز مرحبا
وقف سهيل ودخل عزيز للمجلس يسلم عليهم كلهم ، زفرت هنادي تنطق : دّل ؟
ضحكت وهج تنطق : ايه ايه أمشي
تقدموا لباب بيت رماح وضربت هنادي الباب تنطق : يا أهل المكان جاكم ضيفان !
ركضت ريمان للباب تنطق بفرحة : ارحبوا ارحبوا يا أهلنا !
أبتسمت هنادي بكلافة تنطق : الله يبقيك ويسلمك
تقدمت وهج تسلم على ريمان اللي نطقت : مافيه أحد خذوا راحتكم
نزلت وهج عبايتها وزفرت تنطق : ماما حاولي تشغلينهم شوي وأجي
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وين بتروحين !
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
- وحشتوني ، البارت أطول من المعتاد عطوه حقه 🫂 -

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now