« ٩ »

22.7K 916 79
                                    

-
وقفت تبتعد وترجع الماسك على وجهها وتنطق : أنتبهي لنفسك بجيك بأقرب وقت
فتحت الباب وخرجت من عندها ، وقف مترك وأبتسمت تنطق : والله بخير وأوعدك ما أتركها لحّد ما ترجع معي للقصر !
أبتسم يحتضّن حفيدته ويسمح لدموعه تنهمر على كتوفها ، توقفت الدنيا عندها من حسّت بملح دموعه على كتفها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهدوء نبرتها ورجفة صوتها : ليه يا سيدي الدموع ؟
شّد عليها وشهق وأنكسر قلبها من سمعته يشهق ، حاوطت ظهره تمسح عليه وتنطق : جدو لا توجعني يكفي تكفى دمعك يكسر بخاطري والله يكسرني !
مسك كفوفها يقبّلها وأنساب دمعها لحركته ، مسك صدره من التعب ومشت وهج توصله للمقعد وتنطق : لا تتعب لو مو عشاني عشانك ما يصير أعتني فيكم اثنينكم والله !
أبتسم مترك رغم ضيق صدره ووقته وفكره ، أبتسم لأنها من جات للدنيا وهي أول سبايب فرحته ، رفع عيونه من انحنت تقبّل جبينه وتنطق وهي تعضّ شفايفها تخاف تبكي وتنهار : لا تشيل همي والله أمزح معك بعتني فيك وفي مزوني لأنها وظيفتي ولأنكم أعز المخاليق بعيوني
أبتسم يهزّ رأسه لها ما وده يتكلم وتبكي ، أخذت نفس طويل تبعد الغصه من حلقها وتنطق : أرتاح يا شيخ آل ساير !
ضحك بخفه ينطق بهمس : من عيوني
عضّت شفايفها تصدّ عنه وتتقدم تمشي للاستقبال بنفس الطابق ، وقف كريم ينطق : أغراضك جوا
هزّت رأسها ومشت تدخل ، سحبت شنطتها وخرجت بطقم العمليات للممر نفسه ، فتحت جوالها على إتصال نجد ، أبتسمت بدهشة تنطق : أهلاً ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : وينكم فيه ؟!
رفعت حاجبها بعدم فهم ونطقت : هلا ؟
نجد : وصلنا المستشفى
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تمزحين نجد !
نجد : لا للأسف وبعدين مفروض ترحبين وش ردة الفعل الخايسه ذي
شّدت على شنطتها ونطقت : ما ودي أنكم جيتوا ليه الكلافه
نطقت نجد بسخرية : ما قد شفتي وش معنا يا نصابه انطمي بنجيكم عشان جدتك مثل ما تجينا عشان جدنا !
أبتسمت وقالت بفرحة : زين سويتوا كنت محتاجه أجلس معك وأسولف ضايق صدري مره
عبّست نجد بملامحها تنطق : يا عمري يا وهج أبشري والله بالرفقه بس دليني وينكم ؟
وهج أبتسمت تنطق : لبى قلبك الدور الرابع يا حياتي
أبتسمت نجد تنطق : الآن !
قفلت وضحكت وهج تلتفت جهة المصعد ، ثبت يده على كتفها وشهقت تنطق : ياربي يا عزيز !
ضحك بخفه يحتضّنها وزفرت بغضّب تنطق : كم مره بقولك طلع صوت أي شيء بس لا تجيني تتختل وتمشي على رؤوس أصابعك
قبّل جبينها ينطق : أبشري ما تتكرر !
أبتسمت تشّد على ذراعينه اللي تحاوطها ونطقت : تبشر بالجنة يا حبيب خالتك
رفع حاجبة بصدمة ينطق : هذي تأشر علينا ؟
اتجهت بعيونها للجهة اللي يناظرها عزيز وأبتسمت تبعد ذراعينه عنها ونطقت : هلا بنات !!
أبتسمت شمايل تركض وضحكت وهج تحتضّنها ، شّدت عليها ونطقت : يا واحش روحي يا وهجي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما يوحشك غالي ميلو
أبتسمت شمايل تنطق : وه ميلو بعد جعل ميلو فدا وجهك يا شيخه !
تقدمت نجد تسلم عليها وتحتضّنها ، أبتسمت وهج تنطق : تهدون ورد وجيتكم أغلى من الورد وربي يشهد !
أبتسمت أسيل تتقدم لها وتسلم عليها ، أبتسمت تنطق : أسيل وحشتيني مرة
أبتسمت بخجل تنطق : ما يوحشك غالي حبيبتي
شمايل : عاد نوير ما قدرنا نجيبها تعرفين جارتنا وكذا
أبتسمت وسرعان ما ضحكت من تذكرتها ونطقت : حسافه الجايات أكثر ان شاءالله
رفعت عيونها على خروج شجاع من المصعد ، رفع حاجبينه لها من عرفها وأبتسمت بخفه تنحني له برأسها ، تقدم عزيز له ونطق شجاع : أرحب يا رجال !
نطق عزيز يمدّ كفه لشجاع : سلمه يا رجال !
سلموا على بعض سلام الرجال ونطق شجاع : أعذرني والله جيت بيديني خاوية ولا في ذمتي أنكم تستاهلون الشحم يا آل ساير !
أبتسم عزيز ينطق : جيتكم و تعنيكم يغني عن الشحم وأنا أخوك
رفع شجاع عيونه على مترك وتقدم ينطق : الشايب هنا
هزّ عزيز رأسه ومشى خلف شجاع لمترك ، عضّت شمايل شفايفها بحسرة من عزيز ونطقت : حسافه طلعت متزوجه !
ضحكت أسيل بصدمة تنطق : صدمة وربي
شمايل : جدًا راحت على منيف المنحوس
أسيل ضربتها بخفه تنطق : لا تسمعك !
ألتفتت نجد عليهم ونطقت : وش يتهامس بكم ؟!
شمايل أبتسمت بفشلة وقالت : اسأل أسيل إذا تبي الحمام معي
أبتسمت وهج تنطق : أدلكم ؟
شمايل : لا يا روحي ارتاحي
زفرت أسيل براحة تنطق بهمس : بغيتي تورطيننا !
همست لها شمايل تنطق : انطمي
تقدموا من بعد ما مشت وهج لجهة مترك ، كان واضح التعب عليه عشان كذا حلف شجاع عليه ما يوقف له ، أبتسم مترك ينطق : بيض الله وجيهكم جميع والله ما ودنا أنكم تكلفتوا
نطق والسبحة بين يدينه : وجهك أبيض ولا به كلافه يا عمي وكلها في ذمتي حق وواجب
مترك : الله يغنيكم ويطول عماركم
شجاع : وياك نفدا خشمك
ألتفت مترك يشوفهم محاوطين وهج من كل جهة ، الورد بيد نجد وصندوق الشوكولاتة بيد أسيل ، أبتسم ينطق : الله يحفظكم يا بناتي
أبتسمت نجد تنطق : وياك يا عمي
ضربتها أسيل بخفه تنطق : وش دخلك تردين تبين شجاع يذبحنا
رفعت عينها على شجاع اللي تحلف أنه أحرقها بعيونه ، رجعت خطوتين للخلف ونطقت بهدوء زائف : شدعوة ما أرد عليه وهو كبر جدي !
شمايل : كفو عليك والله تعجبيني ردي ولا عليك في أطول شارب
أسيل نطقت بغضّب : ايه وأنتي عززي لها وإذا حلفوا معاد يطلعونا أبكوا عندي وقولوا أقنعي شجاع !!
ضحكت نجد بسخرية تنطق : أنا أقنعته وبرجع أقنعه لا تسوين متجمله
كانت وهج تخاطب جدها وتعرفه عليهم ، أبتسم ينطق لها بهدوء : أجلسي مع ضيوفنا ولما سروا علميني
هزّت رأسها له ومشى مترك يخرج للبيت ، مشى عزيز لها ونطق : بروح معه تبين شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : سلامة قلبك وأنتبه لنفسك ولمترك
أبتسم يقبّل رأسها وينطق : بعيوني وأنتبهي يا عيوني
رفعت ذراعها تحاوط رقبته وأبتسم يحاوط ظهرها وينطق : بجيك بالليل لا تنامين
أبتسمت وقالت بحدة : لا أجلس عند مترك
ضحك بخفه ينطق : أبشري
تركته ومشى يبعد ووقف من شاف نجم بآخر الممر جهة المصعد ، تقدم نجم له وتخطاه عزيز بحكم أنه ما يدري مين هو ، ركب المصعد ونزل علطول ، تقدمت تسمع سوالف البنات وسرعان ما سكتوا من نطق نجم : ماشاءالله تبارك الله شايفين الساعة يا الهانم أنتي وياها ؟؟
رفعت عيونها بصدمة له تنطق : بني آدم يسلم ويتحمد للناس بالسلامه وأنت جاي تهاوش ؟
ألتفت لها يرفع حاجبة وينطق : محد خصك بكلمة حضرة الدكتورة !
كانوا البنات مصدومين ويراقبون بصمت ، ضحكت بصدمة تنطق : صار عذرك ما يجمل بشاعة أفعالك وجيتك للمستشفى بهالشكل وهواشك للبنات أبدًا ما يعني إنك ما تعرف تتعامل مع الظروف هذي بس تدري وش يعني يعني إنك عديم تربية..
قاطعها نجم من تقدم لها ورجعت وهج للخلف بصدمة ، زفر ينطق بهمس : الإتصالات ما هي مقصره وأن كانت أفعالي ما تعجبك ما بحاول جاهد لأجلك تعجبك وكلامي كان لثلاث من أهلي وما كان إلا خوف عليهم من دقّ الشوك وظلام الليل وأشرار النفوس !
زفرت بغضّب تصدّ عنه وتنطق : تبرير أقبح من ذنب !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : بالسلامه يا عذبة الأطباع
صدّ عن عيونها ومشى وتبعوه البنات بدون أي كلمة ثانية منه ، زفر شجاع ينطق : ما تشوفون بأس ودعناكم الله
هزّت رأسها له تنطق : ما يجيكم البأس !
شّدت على الماسك تبعده عن وجهها بغضّب من أختفى وهم من بعده وما بقى بالممر إلا هي لوحدها ، جلست بصمت ودهشة تفكر كيف مشوا وراه بدون ما يكرر كلامه لهم وكأنهم مسيرين له و ممتثلين لأوامره ، مسحت عرق جبينها وزفرت بغضّب تنطق : قسم بالله مو طبيعي هالادمي ومتأكده مثل أسمي أني لمحت الضعف متخبي داخل عيونه ومندفن تحت قوته وسلطته هذي !
غمضت عيونها تتذكر حديثها معه قبل ثواني ، ضحكت بخفه من تذكرت لقبها اللي تعودته منه ونطقت : حاسه لو قابلته بظروف غير ممكن يكون فارس أحلامي بس بهالشكل والأفعال سوري بس لا وكبر رأسه بعد !
ارتخت على المقعد تغمض عيونها بتعب وتستسلم للنوم ..
« مواقف المستشفى »
قسى في ممشاه لأن قلبه ما زال واقف عند عيونها ، هزّ رأسه ونطق بحدة : أبو مسلط لا هنت مثل ما جبتهم رجعهم أنا ماني خويكم للحلّة !
ركب الموتر بدون ما يسمع رد شجاع وبالأصح ماهو قادر يسمع صوت غير صدى صوتها بذاكرته ، شّد على الدركسون يأكد رغبته ويثبت على قراره رغم لخبطة شعوره ، هي كل الحضور وكل الوجود والجماعة والأوادم ، هي بعض الكل وكل البعض بداخله ، كان متخوف من حقيقة شعوره لكنه بكل مره يخوض معها حوار أو مجرد تلاقي أعيُن ، يأكد رغبته فيها وهو متأكد وجازم أنها مستحيل تخذله وبتكون له العوض بكل خسارة واللذة بكل مرارة ، فتح شبابيك موتره يصافح بذراعه أمطار الليل ويستقبلها بشعور جديد ، يشعر بأنه ولد من جديد وما هو متخوف من النتايج هو بيقدم على قراره واللي يصير يصير ، بيجازف بكل شيء ولو تكلفه روحه هو متأكد أن النهاية بتعجبه جدًا ، وأخيرًا بيحدد نجم قراره النهائي لنفسه ومن دون ما يأخذ شور أحد ، ما هو مهتم أبدًا بقرار الشيبان ونظرتهم له بعدها ، غمض عيونه بلذة شعور يتنفس هواء الشتوية البارد ، مقفل نور موتره ويمشي بالظلام الحالك ، القمراء تنور سماه والنجوم لطالما كانت مأوى نجم وملاذه الوحيد ، يتأمل السماء وظلامها الدامس وشعاع القمر وجمال منظره وما ينسى الغيوم السوداء اللي تحف القمر وتنثر زخات المطر على الأرض ، يمينه وشماله النفود والرمال أماكن هو متعود عليه وأماكن كبر فيها ، قفل الشبابيك من أشتد عليه البرد ومشى للخيام بمُنتصف النفود ..
« حلّة سهيل »
نزلوا الأربعة ونطق شجاع : ادخلوا بهدوء وكل وحدة تروح لبيت أهلها
أسيل نطقت بهمس : وأنت على وين ؟
شجاع زفر ينطق : بشوف نجم
نطقت شمايل بصدمة : قسم بالله طار عقلي يوم دخل علينا نفسي أعرف كيف عرف !؟
نطقت نجد بسخرية : قسم بالله أخوي ذا لو ندفن أنفسنا بنص النفود لقانا !
شجاع تقدم يدفع أسيل وينطق : ادخلوا خلصوا لا تورطوني
أبتسمت نجد تنطق : شكرًا على كل شيء سويته الليلة
شمايل أبتسمت تنطق : صدق تغيرت نظرتي عنك يا شجاع خلك معنا كذا دايم تكفى
ضحكت أسيل تنطق : مين قدك يتغزلون فيك قدام عيني !
ضحك بسخرية ينطق : ادخلوا يا خبلان
دخلوا البنات وأبتسم يركب موتره ويتوجه للنفود لأنه أول مكان بيفكر نجم فيه ..
« النـــفــود »
بأواخر ساعات الليل ، قريب الفجر ، جالس عند باب الخيمة وشاب ضوه تنور عليه فالظلام ، ألتفت يشوف موتر شجاع وصدّ عنه يزين الجمر فالمنقل ، تقدم شجاع يهرول من البرد ونطق بهدوء : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباح الخير
رفع عيونه ينطق : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا واضح مروق ؟
أبتسم شجاع ينطق : نحمد الله ونشكره على الروقان ونسأله يديم علينا سبايبه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : من ؟
رفع عيونه للغيوم وللقمر اللي بات مغطى بالكامل ، زفر يقرب يدينه من النار وينطق : نجد يا أبو رماح وشوفة نجد بعز الأمطار والحيا أشهد أنها تبري العلة
زفر نجم يصدّ عنه ، هو خطر بباله أخته لكن سرعان ما محى الفكرة من رأسه ينطق : الله الله !
أبتسم شجاع أنه قدر يفصح عن مشاعره لها وقدر يفصح قدام أقرب الناس له بأسمها وبدون أي خوف ، ألتفت لنجم اللي تقدم له يسلم على خشمه وفزّ شجاع له ، مسك نجم كتفه ينطق : أرتاح يالشجاع أرتاح
نطق شجاع بصدمة : مرتاح وش طرى لك !
رجع نجم يجلس ونطق بهدوء نبرته : اللي يزعل أهمشه وأرمي بخاطره عرض الحايط ولا أشغل بالي به لأني ما أقول شيء إلا وأنا حاسب حسابه وكل كلامي مثمنه يا أبو مسلط لكن أن كان هو شجاع اللي زعلان علي لا بالله بنحني وأحبه على خشمه وأطلبه يرضى علي ولو أني ما غلطت وأن كاني غلطت فأنا أسف وحقك علي يا الرأس الطيب !
أبتسم شجاع يتقدم ويحاوط كتوف نجم وينطق : ما يطول الزمن بي وأنا زعلان منك مسامح ويفداك كلي يا رفيق الدرب الطويل
ألتفت نجم عليه ودفعه ينطق : الله يرفع قدرك يا شجاع بس وش الحركات ذي ؟؟
ضحك شجاع يطمر على نجم ويضّمه وينطق : خلني أحضنك
كان واقف بصدمة ، ضحك شجاع ينطق : لف يديك على ظهري يا أبوك
ألتفت بعيونه للجمر وسحب جمره بالملقط ونطق : أبشر يا أبوك والله أن قد تعلم بوجهك فك فكوا نحرك !
صرخ شجاع من حسّ بالحرارة قريب من خشمه ، أبعد يضحك بهستيريا لحّد ما خار على الأرض يرجف من الضحك ويمسك بطنه ، عضّ شفايفه يمنع شعور الضحكه اللي راوده وأخيرًا بعد سنين طويلة من آخر ضحكات ضحكها من قلبه ، تقدم شجاع يضرب كتفه وينطق : يا جعل العرب يفدون ممشاك يالنجم أعنبو اللي ما يحبك
رفع عيونه لشجاع وفتح ذراعينه ينطق : تعال يا الرأس الطيب
أبتسم شجاع يتقدم ويضّم نجم ، حاوطه بكل قوته وضحك شجاع ينطق : يا جعلني فداك صدق
أبتسم بخفه وبالكاد تسمى إبتسامة ونطق : مجار من الفدا
أبعد شجاع ونطق بفرحة : ايه أبتسم يا نجم فاقدين نجوم تسكن وجنتيك !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وشو ؟
ضحك شجاع يضربه بقهر وينطق : رجع للبؤس أمحق حياه صدق !
رفع عيونه بتجاهل كلام شجاع عن غمازاته اللي هو بنفسه نسى منها ، ميّل شفايفه ونطق : عادها فيه ؟
ألتفت شجاع يشوف غمازته اليمنى واضحة جدًا من ميّل شفايفه جهتها وضحك ينطق : ايه بالله عانها ذي
نفخ خدوده من الداخل ونطق : سرينا ؟
شجاع : بسبقك
هزّ رأسه ومشى شجاع يوقف ويخرج من الخيمة لموتره ، ردم الجمر بالرماد وقفل باب الخيمة ومشى يطلع ، زفر البرودة وتكونت سحابه طفيفه من البخار أمام شفايفه نتيجة زفيره ، ركب موتره وضرب هورن لشجاع يعلمه يمشي ، هزّ رأسه لنجم ومشوا يغادرون النفود ..
« أمام ناطحة سحاب في ميلبورن ، أستراليا »
رفعت جوالها تتأكد من الوقت ونطقت بهدوء : تقريبًا بتخرج الحين
زفر أمير بتعب ينطق : صار لك ساعة تقولين تقريبًا وشكلي بطلع لها فوق !
شهقت هنادي تنطق : شوفها شوف بنتنا !
كانت تلفّ السكارف حول رقبتها وبيدها كوب قهوة ، مشت تخرج مع الباب الدوار ووقفت تضبط سكارفها ومن رفعت عيونها فلت الكوب من يدها وحاوطت قهوتها الأرض بقسوة وسرعة إنتشار ، كان العالم واقف عندها ويمشي ببطء ، والدينها واقفين أمامها وإستحالة يكون حلم لأن أشكالهم متغيرة جدًا عن آخر مره شافتهم بالسعودية ، أكملت عامها السابع والأخير في أستراليا وآخر لقاء مع أهلها كان قبل ما يقارب الأربعة أعوام ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، أبتسم أمير يتقدم لها وينطق : سمو الأمير !
شهقت من سمعت صوته وانحنت تدفن وجهها بالسكارف حقها ، أبتسم وسرعان ما تبلل وجهه بدموعه ، تقدم لها يحتضّنها بشوق بلهفة بحنين لأول بناته وبِكره اللي لطالما كانت فارقه بعيونه ، شّدت عليه تبكي وتنهار بعلّو صوتها تستنشق ريحته اللي فقدتها ، أنهارت وجدًا بين يدينه اللي تمكنت التجاعيد منها ، قبّل رأسها ونطق : ليه يا بابا ليه
حاوطت رقبته تتعلق فيه ما ودها تروح وتبعد عنه ، هي ما تكلمه كثير لأنها ما تجيد التواصل عن بعد وخصوصًا مع أمير ، والآن تخاف وبشدة إنه يكون حلم ويتصحى منه ، كذا سوا فيها الاغتراب وخلف داخلها الكثير من الشوق ، عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق : يا الله !
أبتسم يحاوط وجنتيها بكفوفه وينطق : بسم الله على روحك يا بابا
أبتسمت تقبّل جبينه وخشمه وتنطق : يا كثر الشوق يا أبوي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أمي !
أبتسمت هنادي تمسح دموعها أثر حُضن سمو الأمير الدافىء جدًا ، حضّنت بنتها تمسح على ظهرها وتنطق : تحسفت الحين بعد دموعك ليتني قلت لك !
ضحكت بوسط دموعها ونطقت : قسم بالله أعز وأغلى من يجي يا هني صباح بدأ فيكم آخ يارب
شّدت على بنتها تنطق : بسم الله عليك من الآخ يا أمي
تقدمت تحاوط أكتافهم وتنطق : ما أبغى أصحى لو كان حلم ولو كان حقيقة دخيلكم لا تروحون وتتركوني أجلسوا معي لحّد ما أخلص !
أبتسم أمير ينطق : بس ؟ تآمرين يا سمو المحبة
ضحكت تمسح دموعها اللي مستمرة بالنزول ونطقت : أشتقت لهالأسم والله أشتقت
أبتسمت هنادي تنطق : عندك شيء بالكليه ؟
هزّت رأسها بالنفي ونطقت : كنت نازله أفطر بس
أمير : حلو نفطر سوا
أبتسمت تطلع جوالها وترفعه تنطق : سيلفي ؟
أبتسموا بالصورة وصورتها بحُب تكتب عليها « عاش من شافكم بابا وماما وهني عيني من تهنت فيكم ، نورتوا أبو ملبورن ! » تقدمت تمشي معهم مبسوطة وجدًا فيهم لأقرب المطاعم اللي تقدم وجبة الإفطار ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
صباحًا وبعد ما أنتهى من فطوره طلع بسلة الغسيل للسطح ونزلها وبدأ يسحب ملابسة واحد ورا الثاني ويعلقها ، رفع عيونه على غرور اللي تتأمله بدهشة وزفر يصدّ عنها وينطق بقرف : بلاء يبليها أن كأن كل ما رفعت عيني لقيتها أعوذ بالله منك يا إبليس !
أنتهى من تنشير ثيابه وملابسه ومشى يدخل للداخل ، قفل باب السطح ونزل للطابق الأول ، جلس على الكنبه ما عنده شيء يسويه ، التدريب صار مرتين من كل أسبوع والأبشع أن أحد هاليومين يصادف يوم الأربعاء ، زفر بضيق من تفكيره المفرط فيها وفي كيف تقضي يومها ، وقف يسحب سديريته ويلبسها ويلفّ طرف شماغه فوق عقاله ويخرج من بيته ، مشى للمواقف وتوقف عند باب المجلس من نطق له سهيل : نجم أدخل وأنا جدك أدخل
زفر يمسح وجهه ويدخل للمجلس ، رفع عيونه على سهيل ينطق : صباح الخير
أبتسم سهيل ينطق : صباح النور
تقدم يسلم عليه وينطق : وش وقعك نفداك ؟
سهيل : ما عليه طيب وبخير
جلس نجم بجانبه ونطق : وش أخدمك فيه ؟
سهيل : وش صار على موضوعك
رفع حاجبة بعدم فهم ينطق : الملكة ؟ بملك ولا يهمك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : تملك على من ؟؟
نجم نطق بتردد : موضوع بنت جابر قصدك ؟
ضحك سهيل بصدمة ينطق : لا أنا اللي فهمتك ولا أنت اللي فهمتني
كان مذهول ولا هو فاهم شيء ، أبتسم سهيل ينطق : موضوع مترك آل ساير
نطق نجم بسخرية : طيب نفس الإجابة الأولى !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : وشو ؟
نجم : سلامتك يا سهيل وخلكم جاهزين الجمعة
وقف ينفض يدينه وينطق : عندي شغل تبي شيء خاطرك بشيء ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : جاهزين والله يحفظك
نجم رفع كفه ينطق : في أمان الله
خرج من المجلس ومشى لموتره يركبه ، شغله ومشى يخرج من أسوار الحلّة ..
« المستشفى »
قضت ليلتها بصعوبة بالغة وما صدقت تشوف شمس الوهج شارقه ، شددوا على حالة مزنه بعد تدهور حصل فالفجرية ومن وقتها ما ذاق النوم عينها ، شّدت على ركبتها بتعب تجلس وتنطق : ومنعوا الزيارة فوق منعهم أني أدخل أرافق معها !
زفرت بضيق وتعب من وضعها ، أهملت عملها ومرضاها ، تنام على كرسي من حديد لا منه ولا عليه ، وكل هذا لأجل خاطر مزنه ولأجل تتعافى وترجع أقوى من قبل ، وقفت تتأملها من خلف الزجاج ونطقت بهدوء : طالبتك لو باقي لي عندك خاطر ما تستسلمين يا مزون القلب !
عضّت شفايفها من حسّت بحرارة غصتها وصدّت ترجع للمقعد ، رفعت عيونها للإتصال اللي وصلها وفتحته تنطق بهدوء : هلا ماما
أبتسمت هنادي تنطق : فكي الكام يا ماما
أبعدت وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة تناظر شكلها بالكام قبل تقبل الدعوة ، كانت مبهذله وواضح عليها التعب وأنها ما نامت كويس وغير كذا ملابسها والمستشفى بيخليهم يشكون ، كانت تشوفهم قاعدين بحديقة وسمو بينهم ، ركضت لآخر الممر المظلم وتفتح الكام ، ميّل أمير رأسه ينطق : ظلام يا أبوك ما نشوفك !
أبتسمت وهج تنطق بتعب : أنا أشوفكم وهذا المهم
كانوا صامتين والواضح أنهم بدأوا يشكون ، زفرت وهج بضيق تفكير تنطق : يالله نسيت أقولكم ما عندي دوام اليوم عشان كذا أنا بظلام وبعدين كنت أشيك على جدولي بكره وفجأة إتصلتوا !
أبتسمت هنادي تنطق : كويس فالبيت وين الباقين ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق بهمس : يوه يا ماما !!
قربت هنادي الجوال منها تنطق : قلتي شيء ؟
ضحكت بصدمة تنطق : لا حبيبتي عزيز بالدوام وجدة نايمة وجدو بدوامه بعد
أبتسمت سمو تنطق : ناقصنا أنتي وعزيز فؤادي !
أبتسمت وقالت : يا عيوني يا سمو قريب ان شاءالله يالله انبسطوا بسكر أبي أنام !
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : مع السلامة يا ماما
سكرت الجوال وزفرت بضيق تمشي للمقعد ، انسدحت وثبتت رأسها على شنطتها بتعب وبدأت تزداد رجفتها ، شّدت على عبايتها لعلها تتمكن من تدفئتها ، غمضت عيونها قسرًا تجبر نفسها على النوم وفعلاً قدرت تنام بعد دقايق طويله ..
« قصر مترك ، بداية الليل »
رفع معصمه يشوف الساعة لأجل يجاوب على سؤال جده ونطق : الساعة عشرة إلا ربع
مترك زفر بضيق ينطق : راح موعد الزيارة يعني قرارهم بخصوص حالة مزنه صحيح !
جلس عزيز بضيق ينطق : ايه ممنوع نرقى للطابق أساسًا
مترك : ووهج ؟
عزيز : ما أحرق صدري إلا وهج يا جدي ما عندها حتى بطانية تحميها من برد المستشفيات !
مترك : وش بنسوي طيب ؟
عزيز مسك جبينه ينطق : ننتظر ونشوف
انسدح مترك على الكنبة يتأمل السقف وسرعان ما غمض عيونه بتعب يستسلم للنوم ، بينما كان عزيز مشغول الفكر مع وهج وشلون بتتصرف ، إذا هو بلبسه الثقيل والصالة الدافية بردان هي شلون وضعها وكيف بتتصرف ، أرسل لها لو تقدر تدخله لأجل يعطيها بطانيه لكن ما وصله رد منها ، ظل ينتظر طويلًا لحّد ما طاح الجوال من يد اللي كان نايم نوم عميق ولا شعر حتى بصوت الجوال وارتطامه بالأرض ، كان التعب والثقل واضح على ملامح آل ساير جميع بعد سقوط مزنه ودخلوها للعناية المشددة ..
« المستشفى ، منتصف الليل »
ضغط نفس الرقم بالمصعد وصعد للأعلى للطابق المنشود ، وصل وأنفتح له باب المصعد ينزل عنه ، تقدم بالممرات الطويلة يشوفها نايمة على أحد الكراسي اللي تقابل غرفة جدتها ، وصل لعندها ووقف يقابلها ، كان بدنها يرجف من البرد شتاء والمستشفى كامل مُكيف مركزي لأجل العدوى والأمراض ، ميّل رأسه ما يدري شلون يساعدها ، مشى راجع بخطواته يقرأ أسماء الغرف الموجودة بالطابق لحّد ما وصل لغرفة أسمها « مستودع » ، فتح المقبض لكن كان مغلق بمفتاح ، زفر بغضّب وسحب سكينته الصغيرة وبدأ يحاول يفك القفل ، بعد دقايق طويلة وعزيمة مستغربة وهو بنفسه مستنكرها قدر يفك القفل ، مشى يسحب أحد البطانيات الثقيلة وأحد البطانيات الخفيفة ، خرج من الغرفة ومشى راجع لها ، فتح البطانية الثقيلة يغطيها فيها بالكامل ، رفع حاجبة بدهشة من شّدت على نفسها وأحتضّنت البطانية بشّدة ، تقدم لها ينحني وزفر بضيق ينطق : كيف أرفع رأسها بدون ما ألمسها !
أنقسم تفكيره لرغبة ورهبه وبدأ حرب داخلية بين رغبته بلمس ولو شعره منها ورهبه لأنه ما يرضاها بحق نفسه وبحقها هي من بعده ، تقدم يقرب لها وينطق بهدوء نبرته : أرفعي رأسك يا عذبة الأطباع !
فتحت عيونها بخفه ترفع رأسها ، ثبت البطانية الخفيفة أسفل رأسها ووقف يراقب الممر ، شّد على قبضته من الغضّب اللي أجتاحه فجأة ومن دون سابق إنذار ، هو متأكد أنه لمح رجل بجانبها بهذيك الليلة ، ليش وقع الاختيار عليها هي بالذات ترافق بهالمكان ولوحدها تنام بهالظلام ، سحب شماغه من على رأسه يفرشه على الأرض ويجلس بجانب الكرسي اللي هي تنام عليه ، ما عهد هالحنية تجي منه وتنبع من داخله وما يكون كارهه لهالشيء بالعكس جاء وتعنى لها وخاطر بنفسه وبوظيفته لأجل يوصل لهالطابق ويوصلها ، تمكنت منه وجدًا بليلة جمعة ، يزينها الأحمر وتزهو فيه ويزهى بها ، شّد على قبضته من هدأت أنفاسها وقدرت تدفأ وتنام بعمق ، لكن وبالرغم من راحتها ما قوى يغادر ويتركها لوحدها بهالمكان ، وقف لأجل يصحصح من نعاس داهمه يشوف مزنه داخل الغرفة نايمة والأجهزة عليها ، زفر يصدّ عنها ويرجع أنظاره على اللي سلبته كله ، تقدم لها ينحني لأجل يتأكد من هدوءها ، كانت هادئة جدًا حتى النفس ما ينسمع منها ، مسح وجهه بكفوفه ومشى يرجع لمكانه ، جلس بهدوء وغمض عيونه يسّند رأسه وباله مشغول عليها يمكن تكون معها حمى من شّدة البرودة وهو ما يدري ، لكنه يدرك أنه ما يقدر يقرب منها أكثر من اللازم ويدري أن ما بيدينه حيله ، هو ما قدر يقرب أكثر حتى يشعر فيها كان تارك بينهم مسافة الأكيد أنه يشتمها والآن بات باله مشغول جدًا نام بعد تفكير عميق ومن هدأت الأصوات فتحت عيونها بصدمة
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now