« ٣٨ »

14.8K 747 108
                                    

-
بمكياج خفيف أبرزت فيه ملامحها بطريقة مختلفة وجمّلت نفسها بإكسسوارات تناسب لبسها كامل ، دخلت هنادي للغرفة تنطق بحدة : خلصتوا ولا لسى ؟
ألتفتت على أمها تنطق بربكة : ماما لا توتريني أرجوك !
ضحكت هنادي تنطق : شدعوة حلوه ما يحتاج تتوترين
أبتسمت بخفه تنطق : مدري أحس في حاجه ناقصه
ليلى : الكعب لا تنسينه
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : هيا اسبقوني
خرجت ليلى مع هنادي للطابق السفلي ، ألتفتت على إنعكاسها بالمراية ، تسحب الحُمرة وتطبع لونها الأحمر على ثغرها ، طبطبت لأجل يتوزع اللون وتقدمت تمسك كعبها الأحمر تلبسه ، الأحمر عهد ثابت بينها وبينه ، تنتشله من أهله وجماعته في حال لمحها به ، لكنها قررت تخفف من طابع الأحمر ، عدّلت شعرها وتقدمت تسحب جوالها وتخرج من الغرفة ، وقفت بدهشة من شافت نجد قدامها ، أبتسمت بخفه تنطق : غش سبقتيني
ضحكت نجد تنطق بعلّو صوتها : أرحبي يا الزين كله !
ضحكت وهج تتقدم لها تسلم عليها ، أبعدتها نجد تنطق : بسم الله عليك تهبلين مره
حركت كتفها تزامن مع حاجبها تنطق بغرور : أدري
ضحكت نجد تنطق : يا حلو الثقة هذي
ضحكت معها تنطق بسخرية : أمزح معك أنتي اللي تهبلين والله أعلم وش السبب
زفرت نجد تنطق بربكة : شجاع طلع من المستشفى
ضحكت وهج وزفرت نجد تنطق : وهج والله مالي وجه
ألتفتت عليها تنطق بتساؤل : كلمتيه ولا هذي تنبؤات للمستقبل ؟
نجد : لمحته بس
وهج : ايه قولي لي وش صار ؟
زفرت نجد تمسح جبينها وتنطق : ما شال عينه لين ركبت السيارة
ضحكت وهج تتمسك بأكتاف نجد وتنطق : خلاص يا حلوه واضحه
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : تقولينه ؟
وهج : ولو ما قلته مفروض أنتي فاهمته
نجد : مدري ارتكبت بعد اللي صار
وهج : صح شغلتي بالي
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : بإيش ؟
تكتفت وهج تنطق بجدية : ليه وافقتي على ولد خالك ؟
زفرت نجد تنطق : غديت بين نارين نار شجاع ونار رضى أمي بس خلاص أنتهى الموضوع
أستغفرت وهج بغضّب تنطق : متأكده إنه أنتهى ؟
نجد : بالنسبة لي ايه
وهج : والله خوفي تغلبك نار أمك لو رجع مره ثانية
زفرت نجد تنطق : لا يخسى
ألتفتت وهج على صوت ليلى من أسفل الدرج ، أبتسمت تنطق : آخرتيني يا نجد
أبتسمت نجد تمشي معها ينزلون للطابق السفلي ، رفعت ليلى عيونها تنطق بسخرية : ماشاءالله الجنتل موصي عليك ؟
ضحكت وهج وعقدت نجد حجاجها تنطق : كيف ؟
ليلى : سلامتك حبي روحي أرتاحي وأنا بأخذ عروستنا
زفرت نجد ترجع للطاولة ، تشبثت بفستان ليلى تمشي معها بتوتر ، هالمره العدد أكبر والناس مجتمعة وأصواتهم العالية تملأ المكان ، ما خرجت قدامهم لسى والتوتر بدأ يأكلها أكل ، عضّت شفايفها تدخل للغرفة ، رفعت عيونها على ليلى اللي نطقت : بيجيك عزيز بعد شوي والكتاب معه وهالمره أنوي نية زواج لا تنكبينا بعدين !
ضحكت بصدمة تنطق : انقلعي بس
ضحكت ليلى تقفل الباب على وهج اللي زفرت بتوتر تتأمل المكان ، تعرفه زين وترعرعت فيه لكن أول مره تدقق فيه هالكثر من شدة توترها ..
« المجالس الخارجية »
بعد السلام عدّل الشيخ بشته يجلس ، ألتفت جهة اليمين ينطق : وين عريسنا ؟
وقف نجم يتكي على معكازه ، أبتسم الشيخ ينطق : أجلس يا ولدي
تقدم يجلس بجانبه وتقدم أمير يجلس بالجهة الثانية ، زفر الشيخ يقوم بمراسم الزفاف من السلام لحسن الختام ، ألتفت على أمير ينطق : كرر من بعدي
هزّ أمير رأسه بالإيجاب وكمل الشيخ ينطق : زوجتك أبنتي
زفر أمير يرفع عينه على نجم ، رجال ونعم الرجال ، هيبة حسب ونسب ، نظرته مرعبة وكأنه يناظر بداخل روحك ، رفع حاجبة بدهشة من طال صمت أمير ينطق بسخرية : لا يكون هونت يا أبو مترك ؟
ضحك الشيخ من عجلة نجم ينطق : على هونك يا ولد
بلل شفايفه يرفع عينه على أمير اللي بلع ريقه ينطق بصوت مهزوز : زوجتك أبنتي
ألتفت على نجم ينطق : قبلت هذا الزواج
أبتسم بخفه ينطق : قبلت هذا الزواج
أبتسم الشيخ يوقف ووقفوا الرجال فالمجلس ، تقدم يسلم على أمير وينطق : الله يبارك لكم
أبتسم أمير يسلم على الشيخ ، لفّ على نجم يسلم عليه وينطق : منك المال ومنها العيال يا ولدي وألف مبروك
نجم : الله يبارك فيك وعقبال غاليك
تقدم مترك لنجم يصافحه وينطق بجدية : الله الله في وهج يا أبو رماح
تنحنح ينطق بهمس بجانب أذنه : لا توصي حريص يا مترك يكفيني تبعد عننا وتفكنا شرك !
زفر مترك من تهديد نجم الصريح ، أبعد ومشى يسلم على أهله وباقي أخوياه ، بينما خرج عزيز بالكتاب لأجل توقع وهج ، وقف عند الباب ينطق بعلّو صوته : يا ولد ؟
ما وصله صوت وتقدم يفتح الباب بهدوء ، دخل يقفله وراه ألتفت وسرعان ما وقف بمكانه من لمحها ، عدّلت شعرها الأسود ترجعه خلف أذنها ، مسكت شنطتها تزفر وتنطق : أوف يا منيف !
فتحت شنطتها تسحب جوالها وترد على أخوها ، أبتسم من أكدت له هويتها ، هو بالفعل عرفها لكن فستانها ما يعكس شخصيتها الحقيقية ، عهدها بقميص روز وبناجر ذهب وظفيرة طويلة ، لكن أتضح إنه كان محروم ، فستان أسود ماسك على جسمها يبين له ملامحها أو مفاتنها بالأصح ، ما زالت متمسكة بالذهب في يدينها ويزهاها الذهب ، فتح أول ازرار ثوبه ينطق بحدة : آخ يا أخت منيف
ألتفتت بصدمة لجهة الصوت وسرعان ما توسعت عيونها على مصرعيها من شافت عزيز واقف عند المدخل ، كان منيف يناديها مرارًا وتكرارًا لكن دون جدوى ، كان صعب عليها التنفس وهو يحرقها بنظراته ، أبتسم من تلاقت عيونهم يرفع حجاجه لها وسرعان ما غطت وجهها بشعرها تركض لجهة الحوش ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما هم قالوا النظرة الأولى حلال وعزّ الله إني حللتها
ضحك يتقدم للصالة ينادي بأسم وهج ، خرجت سمو من الغرفة تنطق : تعال يا أمي
مشى لها ينطق بهدوء نبرته : له له وش هالزين كله ؟
ضحكت من تقدم يحتضّنها تنطق : الزين أنت يا عزيزي بسم الله عليك حصنتك بالله
أبتسم يعدّل شماغه وينطق : طالع على سمو الزين والأناقة
ضحكت بخفه تمسك ذراعه تدخله للغرفة ، تنحنح يسكر ثوبه وينطق : خاله ما طفشتي تتزوجين من نفس الشخص ؟
رفعت وهج عيونها عليه تنطق بحدة : ماني ناقصتك فوق توتري تعال خلني أوقع وأرتاح !
ضحك يتقدم لها يمدّ الكتاب لها ، سحبت القلم من جيبه توقع عند أسمها وتنطق بكل ذرة شعور داخلها : وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين
زغرطت سمو بفرحة وأبتسمت وهج من انحنى لها عزيز يقبّل جبينها وينطق بإبتسامة عريضة : ألف مبروك والله يجمع بينكم على خير
ميّلت شفايفها تنطق بربكة : اللهم آمين وعقبالك يا عزوز
أبتسم عزيز من تذكر شمايل ينطق : والله قريبه لا تستبعدين
توسعت عيونها وصرخت سمو تنطق بحدة : ماشاءالله ومين هي سعيدة الحظ ؟؟
رفع أصبعه على خشمه ينطق بهمس : سر أبغى أتأكد من حقيقة مشاعري بعدها بعلمك
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : عشنا والله
دخلت هنادي تنطق بعجلة : سمو أطلعي بسرعه أبوك عند الباب والعريس معه
رفعت طرف فستانها تركض للخارج مع أمها ، ألتفت عزيز على وهج ينطق بسخرية : أجلس معك ؟
ميّلت رأسها تأشر على كعبها وتنطق بحدة : لو ما ذلفت بتطلع للرجال وفي رأسك صعرور !
رفع يدينه يستسلم سحب الكتاب من عندها يستغفر ويخرج من الغرفة ، زفرت تهف بجوالها على وجهها ، كل ماله صوتهم يقرّب من الغرفة ، تنحنحت تنطق بهمس لنفسها : وهج شدعوة ولا كأنك كنتي في حضّنه البارح !
توسعت عيونها تغطي وجهها من زادت الطين بله ، أنعشت ذاكرتها بالأحداث اللي حصلت بينهم البارحه وفي وقت هي ما كانت محتاجه تتذكر ، زاد إحمرار وجنتيها وزاد توترها ، زفرت تضرب جبينها بخفه تنطق : أهني ذكائي صراحة وقته هو أتذكر !
وقفت على حيلها تمشي بالغرفة وتهف على نفسها بالجوال ، ما كان يجيها هواء لكن كانت تظن إن التوتر بيختفي بهالطريقه ، تقدمت للباب تحط أذنها عليه تستمع ، كان صوت أبوها جاي من وسط الصالة ، زفرت بتوتر من طال كلامهم فالخارج لكن ما قدرت تسمع كلامهم بوضوح ، سمعت كلمة قالها أبوها « ايه عندك » بآخر جملته وتوسعت عيونها بصدمة من سمعت صوت نجم القريب جدًا منها وهو يقول : توكلنا على الله
تحرك مقبض الباب وشهقت ترجع بخطواتها لوراء ، فتح الباب يدخل للداخل ويقفله وراه ، ألتفت على زوجته الواقفة وراه ، فتح ذراعيه لها يبتسم ويأكد لها إنه رجال قول وفعل بالأمس قالها تجهز واليوم تملّكها ، أبتسمت بخفه تتقدم له تسلم عليه ، طبعت خدها على خده وتسللت يده لخصرها يشّدها عليه ، أبتسمت من حدّة دقنه تنطق : عورتني أبعد
بلل شفايفه ينطق بسخرية : اسين
توسعت عيونها بدهشة تضحك وتنطق : الله من وين جات هذي ؟
أبعد خده القاسي عن لين خدها ، قبّل جبينها ينطق بين القبلة وجبينها : سالفة طويلة الله يسامح عجيلان
أبتسمت بسخرية تنطق : إلا بسألك سؤال وعادي لو ما تبغى تجاوبني
سحبها نجم يتوجه للكنب ، جلس وسحبها على فخذه يقعدها بحضّنه ، توسعت عيونها وتصلب عمودها ، مدّ ذراعه يبعد شعرها عن وجهها وينطق : ما عندي الخيار الثاني اسألي وأطلبي لو تبين عيوني جاتك ما تغلى عليك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : يخليها لأمهـ..
قاطعها من حطّ إصبعه على ثغرها ينطق : أنا دخيلك قولي لي
ميّلت شفايفها بعدم فهم وكمل نجم ينطق : يخليها لي
ضحكت من كمية الجنون بطلباته ولا شلون يطلبها تخلي عيونه لها بالرغم من أمه هذا بحد ذاته جنون ، قربّت منه لأجل تطبع ثغرها على عيونه لكنه أستوقفها ينطق بتساؤل : يطبّع ؟
وقفت بالقرب من وجهه تنطق : إيش هو ؟
نزل نظراته لإصبعه اللي ثبته على ثغرها سابقًا وأبتسم من خلوه من إحمرار شفايفها ، رفع عيونه لها ينطق : عجلي يا الدكتورة وش سؤالك ؟
ثبتت يديها خلف رقبته تنطق بربكة : فكرت أجي معك للحلّة ونجهز سوا
رفع حاجبة ينطق بجدية : ما ينفع
زفرت تنطق بفضول من تغيرت نظرته : عسى ماشر ؟
نجم : العمال يا بنت أمير
وهج : وإذا بكون معك
هزّ رأسه بالنفي ينطق بهدوء نبرته : ما أختلفنا أنتي معي بكل حال لكن ماهو حولهم
وهج : طيب نروح قبل يجون
مسك دقنها يثبت وجهها وينطق بنبرة جدية : وهج
أبتسمت من نطق بأسمها تنطق : عيوني
نجم : أنا رجال ما أرجع في كلمتي وتشهد علي المجالس برجالها فكيف شيء أنتي طالبتني به
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : شلون ؟
ترك دقنها ينطق بهدوء نبرته : قلت لك زواجنا فالحلّة وبعد شهر صححي لي لو أخطيت ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ايه صح قلته
نجم : بعد ما أطلع من عندك بتعشى وأمشي للحلّة بوقف على رؤوس العمال من لحظة تغيب الشمس لين مشرقها معي شهر إلا يومين أنجز فيه وأخلص لو تبين تشوفين أو تعدلين على شيء أبشري بيوم أقولهم لا يجون وأجيبك طيب ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : طيب ، وين المهر ؟
ضحك بدهشة يفتّل شاربه وينطق : بحسابك ذلحين خليني أتغزل وأطرب على شوفك
ضحكت بعلّو صوتها من انحنى نجم على نحرها يقبّله ، طاح عقاله عند كعبها وفزّ يمسكه وينطق : الثالثة ثابته يا بنت !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لا تفتري علي وش ثالثه
عدّل عقاله ورفع شماغه يتعصّب فيه لأجل يثبت ، ألتفت عليها ينطق : ضيعت السموحة وهاتي ندى خدك أحبّه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : مرتين لكن أنتبه من الثالثه
نجم : قلتها وأرجع أقولها مثل ما انحنى لك القلب ينحني الجاه
أبتسمت بخفه تتأمله وهو يعدّل مرزامه ، زفر من ما تعدّل على ما هو يحبّ ينزعه من على رأسه ، نزل الطاقية يبعثر شعره يفك حصار رقبته من أزرار ثوبه ، ألتفت عليها يحاوط وجهها بكفوفه ، يسحبها له يقبّلها بكل ذرة شعور بداخله ، ينثر نفسه ويتشتت قدام مقامها ، يدفع جسدها للخلف يثبتها ، خلخلت أصابعها في شعره الطويل وما زادته إلا رغبة فيها ، تعمق غرق ما صار يفرق بين الواقع وحلم رغباته ، مسكت وجهه بكفوفها تقطع حبال وصالها ، زفرت بتوتر تبلع ريقها وتنطق : نجم الباب مفتوح
كانت عيونه على ثغرها مما أدى لزيادة توترها ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : خربتي علي كله عشان الباب مفتوح ؟
عضّت شفايفها بخجل تصدّ عنه ، ما تركت وجهه ما زالت متمسكة فيه بكلتا يديها ، تحسّ بأنفاسه تضرّب وجهها ، أبتسم على جنب ينطق : تبيني أقفله وأرجع لك ؟
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : ما معنا وقت أساسًا
قربّ منها يقطع المسافات بينهم ، يقطع نفسها ويلخبط نبضات قلبها ، مسافة شعره بينها وبينه ، ميّل رأسه وسرعان ما غمضت وهج عيونها بخجل ، أبتسم يفزّ واقف سحب معكازه من جانب الكنب لأجل يساعده بالمشي ، فتحت عيونها تشوفه يعدّل شعره ويلبس طاقيته ، زفرت بخجل توقف بجانبه وتنطق : أسويها لك ؟
سألت لأجل تتأكد من شعوره تخاف تكون زعلته ، لكن نجم فضّل الصمت وكمل يلبس شماغه ، عدّل بشته وتقدم للباب وقبل يخرج ألتفت لها يلبسّها الدبلة ، رفع عيونه عليها ينطق بنبرة حزينه زائفه : الله يبارك لنا ويعمر بيتنا من هاللحظة لآخر العمر أنتي في ذرى وجهي وشنبي
فتح الباب وتقدمت وهج له تمسك ذراعه ، ألتفت لها وزفرت تهمس له : ما زعلت صح ؟
نجم : ما معي وقت صح ؟
توسعت عيونها بصدمة من كلامه ، خرج من عندها يتوجه للمجالس الخارجية ، زفرت تمسك رأسها وتنطق بحدة : لا لا أبدًا ما هو وقته أوف يا نجم !
ألتفتت على غرور اللي وقفت تنطق بتساؤل : عسى ماشر عروستنا ؟
عدّلت فستانها تنطق بغضّب : لا ولا شيء
مشت ووقفتها غرور اللي مسكت ذراعها بقوة تنطق : بشويش خليني أسلم عليك وأبارك !
سحبت ذراعها من غرور تبتسم بكلافة وتنطق : هلا هلا
سلمت عليها تنطق بإبتسامة : ألف مبروك والله يألف بين قلوبكم وعساه عرس الدهر يا حبيبتي وأبد إن بغيتي شيء أنا موجوده
أبتسمت بهدوء تنطق : حبيبي ما تقصرين والله يبارك فيك
أبعدت عن طريقها تتوجه للحوش الخلفي ، وقفت قبل تخرج على دخول ريمان اللي نطقت بإبتسامة عريضة : وهج يا روحي مبروك خذيتي الغالي وأنتي أغلى منه عندي وان شاءالله أننا قفلنا على موضوع نجد ؟
زفرت وهج تتجنب سالفة نجد تنطق : الله يبارك فيك يا خالتي
أبتسمت ريمان تمسك ذراعها وتنطق : تعالي معي
خرجوا للحوش سوا ووقفوا الحضور كلهم من زغرطوا ليلى وسمو ، أبتسمت بربكة تتوجه لجدتها تسلم عليها اللي نطقت بضحكه : تبين العلم يا بنتي ؟
أبتسمت تهمس لجدتها : ايوه ؟
مزنه : لو منك وبعد اللي صار لكم المره اللي فاتت رحت معه من الحين لا زواج ولا خرابيط
ضحكت بسخرية تنطق : لا معليك المره ذي تحت السيطرة
أبتسمت مزنه تنطق : يارب وبعدين والله يا هو مزيون عسى الله يخليه لك ويخليك له
ضحكت بعلّو صوتها تحتضّن جدتها اللي بدورها ضحكت وحاوطت وهج ، ألتفتت على ليلى تنطق : ليلو حبيبي نسيت جوالي بالغرفة تروحين تجيبينه ؟
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب ومسكت أسيل تنطق : أنتي اللي بغيتي الحمام ؟
أبتسمت أسيل تهزّ رأسها بالإيجاب وتنطق : ايه يا عمري
ليلى : حلو تعالي أوصلك معي
دخلوا للصالة وتوجهت ليلى للغرفة اللي يتواجد فيها جوال وهج ، أبتسمت من لاحظت حوسة المكان تنطق : أوف وش مسوي الجنتل ؟
تقدمت للباب الزجاج تبعد الستار من عليه ، تطّل على المجالس وسرعان ما جمدت مكانها من شافت نمر يلعبّ قدام نجم الثابت بمكانه لأجل إصابته ويلاعبّ خويه بالسيف فقط ، بعد نداء طال زفرت أسيل بتعب تدخل للغرفة ، ميّلت رأسها من لاحظت جمود ليلى تتقدم لها تهمس : بسم الله شفيك صنمتي بمحلك ؟
مررت أنظارها على الجهة اللي تشوفها ليلى وأبتسمت من شافت أخوها وعيال أعمامها يملؤون الصفوف ، كانت تشيك عليهم واحد تلو الثاني لحّد ما توقفت عنده ، عمر ومن غيره موجود بين الصفوف ، أبتسمت بوسع ثغرها تهمس بإسمه وسرعان ما فزّت ليلى تنطق بربكة : بسم الله أنتي ما رحتي للحمام ؟
ألتفتت عليها تنطق بحدة : عساس بتقولين لي وين مكانها وسحبتي الله يسلمك
ضحكت ليلى بفشلة تنطق : المعذرة بس محبوبي معزوم من ضمن المعازيم
ضحكت أسيل تنطق : يا حياتي أجل معذوره عندي وعندك الخير الواجد !
ضحكت ليلى بعلّو صوتها تنطق : مستحيل مين محبوبك خليني أقيم ذوقك ؟
سحبتها أسيل للباب الزجاجي تأشر على عمر ، زفرت ليلى تنطق : وينه أي واحد فيهم ؟
أسيل : أبو ثوب أصفر
أبتسمت ليلى من لمحته تنطق : والله مزيون
ضربتها أسيل وضحكت تنطق بسخرية : شوفي محبوبي يلاعبّ الجنتل
أبتسمت أسيل تنطق : اوه نمر بن سعود لا ذويقه
توسعت عيونها بصدمة تنطق : تعرفينه ؟؟
أسيل : منجدك طفشنا من كثر ما نشوفه شوي ويدخله نجم كرت العايلة
تكتفت تنطق بحدة : يحق له أحسن من أبو ثوب أصفر
طارت عيون أسيل بصدمة تنطق : شف شف !
زفرت ليلى تقفل الستاير وتخرج من الغرفة ، شهقت أسيل تمسك نفسها وتركض للخارج ، صرخت تنطق بحدة : وين الحمام ؟
آشرت ليلى عليه وركضت أسيل له ، ضحكت بسخرية تخرج للخارج على صوت هنادي وهي تضيّف الضيوف على العشاء ، تقدمت تجلس بجانب وهج وتنطق : ما بتتعشين ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : مو مشتهيه روحي أنتي
أبتسمت ليلى تنطق : أكيد بموت جوع
تقدمت تجلس على الصحون وضحكت وهج بخفه تأخذ جوالها ، فتحت الواتس ترسل له ، كتبت له لكن قبل تسمح للرسالة تنرسل حذفتها كاملة ، زفرت تقفل جوالها تقوم من مكانها ، دخلت للقصر تمشي للصالة ، ألتفتت على خروج أسيل تنطق : أسيل حبيبي إلحقي العشاء
أبتسمت أسيل تنطق : ما بتجين أنتي ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لا عافية عليكم
خرجت أسيل وزفرت وهج تجلس على الكنب ، بداخلها شعور غريب عجزت ترتاح له ، موافقة أبوها وهدوء جدها وكذلك جية آل جراح وسهيل مع نجم للمرة الثانية بدون أي مشاكل ما تطمن أبدًا ، غمضت عيونها تستودع الله نفسها وزوجها وزواجها وبقية حياتها معه ، وبدون سابق إنذار غفت وهج بمكانها وبدون شعور بذاتها ..
« المشب الخارجي »
جلس مترك بجانب سهيل ، مبتعدين كل البعد عن المجالس ولعبّ العيال ودفّ الطبول ، كلاهم فضل الصمت لفترة طويلة قبل ينطق مترك كاسر للصمت : الله يرحمها ويغمد روحها الجنة وعظم الله أجرك يا ولد خالي ما دريت ولا كان جيت وتعنيت وقمت بالواجب لكني كنت مع أم أمير خارج المملكة تتعالج
ألتفت سهيل عليه يتنحنح وينطق بضعف : جزاك الله خير ومعذور يا ولد عمتي وما ترى بأس أم أمير
مترك : ما يجيك ، ما يجيك البأس
عدّل مترك جلسته يمسك ذراع سهيل وينطق : طفّ نيراني يا سهيل تكلم علمني وش الحقيقة ليه سويت فيني كذا ليه رضيت للزعل يدخل بيننا ثلاثين سنة !
شّد سهيل على عكازته ينطق : قريت الكلام اللي موجود بالرسالة ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : ما خليت زاوية في قصري إلا وفتشتها ولا لقيت هالرسالة هذي ، تكلم يا سهيل لا أنا ولا أنت ضامنين مطلع الشمس تكلم وأدحر الشياطين والزعل تكلم وخلنا نرجع مثل زمان أول
سهيل : كتبت كل شيء فالرسالة في حال توفيت توصلك مع رماح لكن أقدمت حفيدتك وخذتها قبل أموت ، أنا يا مترك مالي وجه بعد اللي سويته لك لكن يعلم الله إني ما كنت أبغاك تتورط معي
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : أتورط ؟
سهيل : المقاول اللي كنت تحوّل المبالغ عليه
هزّ مترك رأسه بخفه ينطق : ايه ؟
زفر سهيل بغضّب ينطق : طلع نصاب ومبلغ علي وعليك بقضية فساد ولا وش اللي خلاني أتقاعد بدري ؟
توسعت عيونه بصدمة وكمل سهيل ينطق : تقاعدت بعمر نجم ذلحين كله عشاني تلبست التهمة ودفنت أسمك من دائرة الاتهامات وأدري بك يا أبو أمير رجالٍ كفو والله أدري وعشان كذا كنت أصدك وأقول لك كلام يكسر الحجر من قساوته لكن ما كان عندي حل ثاني لو أعلمك مستحيل تسكت وبترمي نفسك معي وأهلك يحتاجونك ويا مترك إن كنت بتعاتب حقك وأبسط حقوقك لكن لا تفكر إني بندم على اللي سويته أنا لو يعود بي الزمن سويت نفس الشيء !
هزّ رأسه بالنفي مرارًا وتكرارًا ، قطرت دموعه مصدوم من الحقيقة اللي كسرت بداخله الشيء الكبير ، كيف قدر يكره هالروح الطيبة ويتحسب عليه ليل ونهار ويرفع عليه ألف قضية وشكوى ويبعده عن حياته لمدة ثلاث عقود من العمر ، رفع سهيل رأسه وسرعان ما جمد بمكانه من شاف دموع مترك تنساب على وجنتيه بدون توقف ، الندم أكله من لحظتها ، تقدم يدفع المركى من بينهم ويسحب مترك له يحتضّنه ، أنهارت جدران مترك وأنفجر بين يدين رفيق دربه ، غطى سهيل عيونه من بدأت تحرقه يغمضها بقوة يمنعها من البكاء ، مسح على ظهره ينطق بنبرة مكسورة وصوت مهزوز : الليلة ليلة فرح يا مترك الليلة صرنا أنساب وزاد القرب قربين الليلة رجعت المياه لمجاريها ولو طالت بنا الليالي وباعدت بيننا السنين الليلة نفرح ونلعبّ ما نبكي جعلني قبلك ما تبكي يا رفيقي وأنا حيّ !
عضّ مترك على إبهامه بحسرة ينطق : ما بكيت إلا من رخامتي يا رفيقي أنا بدال ما أعذرك أتهمتك بأسوء الاتهامات أتهمتك بالخيانة وأتضح لي إن محد خان العهد إلا أنا أبكي لأني ما صنت العشرة والقرب وقطعت صلة الرحم قبل أعرف الأسباب اي بالله ببكي !
أبتسم سهيل يقبّل كتفه وينطق بحدة : لو إني محلك سويت مثل سواتك الغلط بيني وبينك يا مترك علي أنا لحالي ولا من يبغى يصون عشرة واحد قفل البيبان بوجه رفيقه وبنا بيوته على أرض كانت بتكون نادي للضباط ؟
تنحنح مترك يمسح دموعه بطرف شماغه ، رفع عيونه لسهيل ينطق بهدوء نبرته : سمعت إن الحلّة أحترقت معوض خير يا أبو هزاع
أبتسم سهيل ينطق ساخر : شكلها عينك صابت بعد ثلاثين عام
ضحك مترك يشّد على كف سهيل اللي ضحك معه ، ألتفت على مترك اللي نطق بصرامة : هالمره أبشر بالمعونه اللي تسدك وتبني بيتك وترجع حلالك كامل والله ما تردنّي أقل شيء أسويه لعل وعسى ينزاح الحمل من أكتافي
رفع سهيل أكتافه بعدم معرفة ينطق : ماهي بيدي بيد نسيبك
أبتسم مترك ينطق : أجل سهالات ومنها تتوطد العلاقة بيني وبينه
ضحك سهيل ينطق : افا يا مترك وش مسوي لنجم سهيل ؟
مترك : والله ولا حاجه دلع هالجيل !
ضحكوا أثنينهم وتقدم مترك يصبّ قهوة لسهيل ، مدّ له وأبتسم سهيل ينطق : أسلم ، جعله ماهو بآخر عهدنا بالمجلاس والتقهوي مع بعض
أبتسم مترك ينطق : الله يخليك يا أبو هزاع
كملوا ليلتهم بالمشب يستذكرون أحداث الماضي الجميل مع بعضهم ، يجددون العهد والذاكرة ببعضهم بعيد عن العالم من حولهم ..
« مدخل المجالس الخارجية »
تقدم لنجم الواقف يمسك ذراعه وينطق بصدمة : بتسري ؟
ألتفت نجم على أحمد ينطق : الله الله تخاويني ؟
أحمد : منجدك بدري يا ولد !
نجم : ما جيت إلا عشان أملك عليها ، ملكّت عليها وتعشيت وش عاد يقعدني ؟
أحمد : خلاص أجل بخاويك
نجم : زين بروح أشوف وش تبغى نجد وأجيك
هزّ أحمد رأسه ومشى نجم يرفع جواله يتصل عليها ، ثواني ووصله صوتها وهي تقول : وينك يا أخوي ؟
نجم : أنتي وينك ؟
نجد : عند موترك
ألتفت على جهة السيارات يشوفها ، توجه لها ينطق : جايك
قفل الجوال يدخله بجيبه ويتقدم لموتره ، وقف من سمع صوت شجاع يناديه ، زفر يأشر له ومشى شجاع يتبعه ، تقدم بجانبه ينطق : ولد بتسري ؟
نجم : تخاويني يا الرأس الطيّب ؟
رفع عيونه على نجد يوقف بمكانه بينما كمل نجم طريقه لحّد ما وقف قدامها ينطق : هلا ؟
نجد : تعبانه أبيك توديني البيت
قرب منها يحاوط كتفها وينطق : افا سلامتك وش جاك ؟
زفرت نجد بخجل تنطق : يا أخوي موضوع خاص بالحريم
أبتسم يصدّ عنها ويفتح لها السيارة ، تقدم يرجع لشجاع وألتفت عليها ينطق : أركبي يا نجد
هزّت رأسها تفتح الباب الخلفي وتركب ، هي لمحت شجاع بس عجزت ترفع عينها له وفهمت إنه جاي معهم لأجل كذا تراجعت للمرتبة الثانية ، تنحنح شجاع ينطق : سلامات ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شدخلك ؟
زفر يدفع نجم من كتفه ، أبتسم بخفه ينطق : بروح أشوف الدكتورة قبل أسري وأنت علم أحمد لأنه يبغى يسري معنا
هزّ شجاع رأسه ومن أختفى نجم من قدامه ألتفت على موتر نجم يتقدم له ، فتح الباب اللي ركبت معه وسرعان ما فزّ يمسكها مع كتفها ، شهقت نجد برعب من أنفتح الباب فجأة بعد ما كانت مثبته رأسها عليه ، تمسكت بذراعه بقوة ترفع عيونها عليه من نطق بصدمة : بسم الله على روحك !
بلعت ريقها تغمض عيونها بهدوء ، نزل نظراته على أظافرها المغروسة بذراعه ينطق بهدوء نبرته : بشويش
عضّت شفايفها تتركه وترفع نفسها ، رفعت عيونها له تنطق بضيق : لا تحاول تبيّن لي إن الأمور تمام بيننا ولا تحاول توضح لي إنك..
قاطعها من نطق بحدة صوته : الأمور تطيّب ويزين حالها لا من عيني قابلت عينك
زفرت نجد تنطق بنبرة أكثر خشونة : خلك شجاع وعاتبني لا تكذب علي وتقول إنك طيّب وبداخلك أوجاع سببها أنا !
أبتسم يمسك كفها يضمّه بين كفوفه ، رفع عيونه من كفها يتأمل سحر عيونها وينطق بلهفة مشتاق :

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now