« ٣٥ »

14.8K 741 165
                                    

-
نجلاء بالفعل سمعت كل حرف طلع من غرور صباح اليوم وكانت جايه وهي مستعدة تعتذر لها وتوعدها تقدم لها أحسن معاملة وأجمل حياه بعد اليوم ، لكن كل شيء خططت له أنتهى قبل يبتدي من شافت بنتها مهددة تحت سلاح ، ما تدري كيف ومتى فكرت ترمي نفسها وتتصاوب بدال وحيدتها لكن الشيء الوحيد اللي تدري به إنها فخوره باللي سوته ومستعدة تكرره لو رجع بها الزمن لوراء ، هذا ثمن كل شيء سيء سوته لغرور ومتأكده إنها بتكبر بعين بننها للمرة الأولى والأخيرة ، متأكده إن غرور بتحكي اللي حصل وبتماري بإسم أمها بعد وفاتها ، هي حزينة جدًا إنها ما بتقدر على شوفة أولى أحفادها لكنها سعيدة إنها كانت سبب أساسي بنجاتهم ، تمسكت بيد غرور اللي كانت ترجف بشكل كبير وتناديها بنبرة باكية وصوت متقطع : يمـ.. يمه تكفين لا تروحين ، يمه أرجوك محتاجتك جنبي لا تخليني !!
كان ودها تتكلم وتعتذر وتبوح عن اللي بخاطرها للي تبكي قدامها لكن كل شيء أنتهى من بدأت تشعر بفقدان ذاتها وخروج روحها ، بدأ صدى صرخات غرور يتلاشى ، بدأت تفقد الشعور بضربات بنتها ، وأنسابت يدها من كف بنتها تطيح على أرضية السطح ، لحّد ما غابت عن الحياة ما هو بس عن الوعي ، تعالت صرخات غرور من خفت قبضة أمها وتركتها تسقط على الأرض ، جنّ جنونها وصارت تصرخ بأعلى صوتها ، ألتفتت بصدمة ودموعها ما وقفت على مروان اللي ركض لها ووقف مصدوم من شاف عمته طريحة والدم منتشر حوالينها ، توسعت عيونه على مصرعيها من أستوعب الموقف وبحكم إنه دكتور هرع لجثتها يحاول بشتى الوسائل يرجع النبض لجسدها ، صار يضغط على صدرها بدون توقف وبدأت غرور تهدأ ، تقدمت له تهمس بنبرة كسرت ضلوعه : ما أسامحك لو تركتها تموت ، أنا ما عندي بعد الله إلا هي لا تخليها تروح مروان لا تخلي أمي تترك الدنيا وهي ما شافت حفيدها !
بلع ريقه بصعوبة وكمل يضغط على صدرها ، بدأ العرق يتصبب من جبينه ، هو جايها مفجوع من الحرايق اللي تحصل بالمزرعة ، أقلقه صراخها وجاها لكنه تمنى إنه ما جاء بعد منظر عمته ، حملته حمّل صعب بثقل الجبال ، ما يدري شلون بينقل لأعمامه خبر وفاة أختهم الوحيده وأولهم ما يدري شلون ينقله لزوجته ، هو ما كان عنده علم بحملها ومن كثر الخوف والقلق اللي يعتريه ما عطى باله للموضوع بكبره ، لكن موقن إن حصل خير ما هو بشّر فهو مكتوب ومقدر ..
« المزرعة »
رغم ظلام الليل الدامس إلا إنهم يشعرون إنهم بعزّ القوايل من حرّ اللهيب وضياء نيرانه ، أندلعت ألسنة اللهب بكل مكان وصار الأمر شبه مستحيل إنهم يطفونها ، وقف رماح بقلة حيلة يتأمل حالهم ، صابتهم هالمصيبة بأسوء فتراتهم ، سهيل ما عاد هو مثل أول والمرض هدّ حيله ، نجم مختفي عن الأنظار من الصباح ولا يفتح جواله ، شجاع طريح فراش فالمستشفى ما يدرون هو حيّ ولا ميت ، عجز من كل ناحية عجز ، كان يشوف مسعود ودحيم الصغار يركضون للبير ويجيبون ماء ، رفع عينه على منيف الوحيد الموجود حتى مروان بنفسه أختفى ، عجز وقلة عدد كانت كافيه إنها تطيح سقف أماله بإنقاذ مزرعتهم وحلالهم ، ألتفت للباب اللي يؤدي للبيوت وصرخ ينطق بحدة : مسلط طلع الحريم وأزهم البنيات يعاونونا هالنيران ما بيغلبها إلا الله ثم كثرة عددنا !
همهم مسلط لكلام أخوه الكبير وركض يصرخ بالداخل وينادي كل من فالدار ، أستنفروا الحريم على صراخه يطلعون وبلحظة ما شافوا الحريم النيران أعتلت صرخاتهم المكان ، زفر مسلط ينطق بحدة : وين نجلاء ؟؟
ألتفتت سهام على زوجها تنطق برعب : مدري وش اللي صاير !
زفر مسلط يدخل للداخل يدور على أخته ، ألتفتت نجد بصدمة على أبوها اللي يحاول يطفي النيران وسرعان ما ركضت تتوجه له وتساعده ، ركضت شمايل تتبعها ومن بعدها أسيل والتوأم ، خساره كبيره حلّت على الحلّة ، فوق خمسين نخلة أحترقت وتناثرت مع النسيم ..
« بين الكثبان الرملية »
فتح نجم عيونه من شمّ ريحة حريق ، فرك عيونه بنعاس يخرج من موتره ويستند عليه ، توجهت نظراته فورًا على الضوء الخارج من حلّة سهيل ، وقف مفجوع من هول الكارثة اللي تحدث أمام عيونه وتبعد عنه كيلومترات قليلة ، رغم بعد المسافة كانت الحريقة ضخمة بشكل مرعب ، بلع ريقه وتوجه لموتره يركب ويشغله ، مسك القير يحطّه بالريوس ويفك الهاند بريك ، ضغط على البنزين لكن الموتر ما تحرك ، موتره جيب أسود ما تضّره كثر الرمال ومتعود عليها ، ألتفت بالمراية ينصب ناظره على الكفرات ، ضغط البنزين وزفر بغضّب ينطق : لعنه وقتها تغرز !
رجله مصابة بكسر مضاعف وذراعه أصبحت بحالة جيدة لكن تحتاج وقت حتى تتعافى بشكل كامل ، ما يقدر يساعد أهله ولا يخارج عمره من الوضع اللي أنحط فيه ، رجع الموتر على وضعه السابق وسحب الهاند بريك ينزل منه ، مسك عكازته يبتعد بخطواته عن موتره ، وقف على بعد مسافة وتوسعت عيونه بصدمة كل كفرات الموتر غاصت بالرمال حدّ النصف ، هالشيء مستحيل يصير لأنه ما تحرك لكنه ما أخذ وقته بالتفكير وتوقع إنها منه لمن حاول يرجع للخلف ، تقدم للموتر يطفي محركاته ويقفل أمانه ، مشى يغادر المكان مشيًا على الأقدام ..
« سابقًا ، عند نفس المكان »
وصل عبدالوهاب رسالة من عوض بإنه ما يسمح لنجم بالقدوم للحلّة ، وبالفعل نفذ الكلام وهرع لمكان موتره وبحذر شديد وقف أمام الشباك يتأمل نجم الغارق بنومته ، بلع ريقه بصعوبة وتقدم للكفرات يدفنها بطريقة تجعل من فكرة خروج نجم مستحيلة ، بعد دقايق طويلة أنتهى عبدالوهاب وركض للخط يركب موتره ويبتعد عن المكان ..
« أستراليا ، شقة أمير »
ألتفتت على صوت طرق الباب وتقدمت تنطق من خلفه : Who is it ?
*من ؟*
ضحكت سمو من خلف الباب تنطق : عشنا والله والانقليزيه الممتازة أنا سمو أفتحي
زفرت هنادي بسخرية تفتح الباب وتنطق : نعم ؟ ما عندك شقة أنتي كل شوي مزعجتنا
ضحكت سمو بعلّو صوتها وضحكت هنادي معها ، دخلت للصالون تجلس على الكنب وتنطق : وين وهج مالها حسّ ؟
تقدمت هنادي تكمل طبختها ونطقت : خرجت مع أبوك
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب وكملت سمو تنطق بزعل زائف : ما هقيتها من أمير يطلع وحده من بناته ويخلي الثانيه
ضحكت هنادي تنطق بربكة : والله الثانيه عندها زوجها
تكتفت سمو تنطق بسخرية : لا والله على أساس وهج عانس ؟
صدّت هنادي تفتح الدرج وتنطق بهدوء نبرتها : حاليًا ايه
سمو : أوف خلاص والله درينا إن زواجهم باطل وترا عادي نكلمه يجي هنا ولوحده ما يحتاج نشوف جنون أهله ويتزوجها على الشاطيء بالله مو رومانسي وخيال ؟
جلست تمثّل المشهد وركعت على الأرض ، تعالت أصوات ضحكاتهم من رمتها هنادي بعلبة البهارات تنطق : قومي قومي من البلاط حسايف إنك الكبيره وهذي حركاتك !
مسحت دموعها ونطقت : شدعوه ماما وبعدين غيرت جوك صح ولا لا ؟
زفرت هنادي بتوتر تقلبّ المعكرونة ، رفعت عينها على باب الغرفة خايفه تصحى وهج اللي تنام بداخلها ، الباب مغلق عليها والأكيد إنها بتصدر صوت عالي وإزعاج تطالب بخروجها من تصحى ، ألتفتت بسرعه على سمو اللي نطقت : بسم الله ماما شفيك ؟
ألتفتت على المكان اللي تطالع فيه هنادي ونطقت بتساؤل : شفتي شيء ؟
مسكت هنادي أكتاف سمو تنطق بحدة : لا !
شهقت برعب من حركة أمها وإنفعالها تنطق : اوكيه شفيك روعتيني !
سحبتها هنادي تتوجه فيها للمدخل وتنطق بربكة واضحه بصوتها : شوفي نيّار بيأكل معنا أحسب له أو لا
توسعت عيونها بصدمة تنطق : بس مامـ..
قاطعتها هنادي من دفعتها خارج الشقة تنطق : بلا ماما بلا بطيخ
قفلت الباب وزفرت سمو بغضّب تنطق : بس نيّار ما هو موجود !
زفرت تتوجه لشقتهم وتدخلها ، قفلت الباب وراها بقوة تنطق بحدة : تصرفاتها غريبة وكأنها تخبي شيء عني
توجهت للمطبخ تفتح الثلاجة الفارغة وزفرت تقفلها من جديد وتتوجه لغرفة النوم ترتب وتحاول تشغل نفسها ..
« غرفة وهج »
فتحت عينها وما زالت تحافظ على بقاء الأخرى مغلقه ، تتفحص المكان هي ما كانت بغرفتها بآخر شيء تتذكره ، على حسب ذاكرتها هي كانت نايمه بالصالون بعد المشادة الكلامية اللي صارت بينها وبين أهلها ، رجعت تغمض عيونها وتنطق بسخرية : تحاول تراضيني يا أمير ؟
توقعت إن أبوها شالها للغرفة لأجل ترتاح ، الجزء الأول من توقعها كان صحيح لكن السبب ما كان ، تقدمت للباب وكانت على وشك تفتح مقبضه لكن أستوقفها صوت أمها من الداخل ، تتكلم من المطبخ والواضح إن معها جوال وفيه شريحة ، شّدت على قبضتها من نطقت هنادي بضحكه ساخرة : ايه باقي نايمه لو صحت بتسمع إزعاجها وهي تحاول تخرج من الغرفة
توسعت عيونها بصدمة وانحنت لفتحة الباب تشوف قفل الباب ، زفرت بغضّب تنطق بهمس : كل هذا عشان ما يدري نجم عني ؟
مسحت وجهها وتقدمت تدخل للحمام ، غسلت وجهها وتوضأت تصلي اللي فاتها ، جلست على السجادة تفكر بحل ، هي فالطابق السادس عشر ومغلقة عليها غرفتها ، وقفت ترتب سجادتها وتجلس على طرف سريرها ، تتأمل المحيط من نافذة غرفتها الضخمة ، سحبت شنطة اللابتوب حقها تفتحه ، زفرت تنطق بهمس : أرجوك أشتغل
سجلت رقم عشوائي للشبكة لكن دون جدوى ، حاولت بشتى الوسائل توصل لابتوبها بالشبكة لكن ما قدرت ، ألتفتت خلفها من سمعت ضجيج قادم من فتحة التهوية للشقة القابعة بجانبهم ، ركضت لها وطلعت على الكرسي ، شهقت من سمعت صوت قريب لجهتها تنطق بحدة : Excuse me sir I'm here !
*المعذره سيدي أنا هنا !*
وقف الجار منصدم من إتجاه الصوت ، بدأ يلف بمكانه ووهج توجهه لمكانها ، لحّد ما تقدم لفتحة التهوية ينطق بصدمة : Yes ma'am ?
*أجل سيدتي ؟*
بدأت وهج تنظم تنفسها وتسلسل الأحداث الأخيرة له ، وإنها ما تبغى أي شيء منه إلا رقم الشبكة الخاصة بشقتهم ، بلع ريقه ينطق بهدوء نبرته : Ma'am you sure you don't need help !
*سيدتي أنتي متأكده إنك لا تريدين المساعدة !*
ضحكت وهج تنطق بسخرية : come on I'm totally fine
*بحقك أنا بخير تمامًا*
زفر بتوتر ينطق : okay then your password is Room1607
*حسنًا إذًا كلمة السر الخاصة بك هي Room1607*
ضحكت تشكره وتتوجه لسريرها ، جلست ومسكت لابتوبها لأجل تسجل كلمة السر لكنها ألتفتت للباب بصدمة من سمعت أصوات المفاتيح ، قفلت اللابتوب تدفعه أسفل السرير وترجع على نفس وضعيتها السابقة ، فتحت هنادي الباب ووقفت تتفحص الغرفة ، زفرت تهمس : باقي ما صحت ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ومشت تخرج لكن هالمره تركت الباب مفتوح خلفها ، رفعت وهج رأسها ومن تأكدت من خلوة المكان رجعت تسحب لابتوبها من أسفل السرير ، رفعته وسجلت الكلمة وأبتسمت بنصر من أشتغل ، دخلت تطبيق الفيس تايم تتصل على نجم ، مسك الإتصال وأبتسمت بفرحة ، متلهفه لصوته وحكاويه ، مرت الدقيقة حتى أنقطع الإتصال بدون أي رد أو صوت من جهة نجم ، زفرت تعاود الكره مره مرتين عشر .. ، لكن على كل المحاولات ما قدرت تنجح فيها وتوصله ، ضغطت على رقم ليلى وسرعان ما أجابت القابعة فالجهة الأخرى من العالم ..
« السعودية تحديدًا الرياض »
ضغطت على الزر الأخضر تقبل المكالمة ، أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أخيرًا ما بغيتي تتذكريني !
زفرت وهج ترفع شعرها عن وجهها وتنطق : أسكتي بس
كانت ليلى بأحد الصالونات تضبط أظافرها ، ضحكت بخفه تنطق : أوف وش صاير ولا ما جازت لك القولدكوست بدوني ؟
وهج : ليلى أسمعيني ما معي وقت وبحاول أختصر لك
عدّلت جلستها تنطق بجدية : بسم الله فيك شيء ؟
وهج : لا تجين أنا بجيك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جوجو لا توتريني إيش اللي حاصل ؟!
زفرت وهج تنطق بحدة : بقولك كل شيء في مطار الملك خالد الحين أبغى منك كم حاجه تسوينها
ليلى : تمام حبيبتي أسمعك
وهج : أطلبي من الدكتور باسل يكتب لك خطاب أستدعاء طارىء لي عشان أجيكم بأسرع وقت
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب تنطق : أبشري بس طمنيني أنتي بخير ؟
تأملت وهج بوجه صاحبتها القلق تنطق بضيق : لو تتم هالخطط على خير ان شاءالله بكون بأفضل حال
ليلى أبتسمت تنطق : الليلة ان شاءالله وأنتي في مطار الملك خالد جهزي أغراضك !
ضحكت تنطق بسخرية : تعجبيني
ليلى : هيا قفلي وأنا بروح أشوف الدكتور باسل أو ولده مروان
وهج : عاد قولي لهم زوجة ولدكم عساه يكتبها لك بساعتها
ضحكت ليلى تنطق بسخرية : يا عبيطه قفلي !
قفلت وهج وضغطت على رقمه تعاود الإتصالات عليه اللي وصلت فوق العشرين إتصال لكن دون أي فايدة ..
« حلّة سهيل ، الساعة العاشرة مساءًا »
ضجيج المطافي وأصوات صافرات الشرطة ، المكان أصبح رماد ، ثلاث ساعات حريق كانت كافية إنها تحرق المكان وتمحيه عن بكرة أبيه ، بيوت الطين هي الوحيدة اللي نجت من هذه الكارثة ، وصل نجم من دقايق وهو اللي أتصل على الإسعاف والدفاع المدني والشرطة ، وقف يتأمل المكان من البوابة المكان اللي لطالما ضمهم بين جدرانه ، المكان اللي تعودوا على مذاق تمر نخيله ، المكان اللي كانوا يستظلون تحته من القيض وحرّ الشموس ، أصبح رماد أصبح ذكرى صعب يكررونها أو يخوضون تجربة الحياة فيه مره ثانيه ، تدمرت الحلّة وتساوت بالأرض ، الخيام والعلف وبيت الضابط نجم ومجالس الشيخ سهيل ، والأهم من ذلك مزرعة النخيل الكبرى تدمرت وكأنها لم تكن ، ما زالوا فرق الشرطة يبحثون عن سهيل حي كان أو ميت ، زفر يصدّ عن المكان ويعطيه ظهره ، يشوف تدهور وضع أهله وبكاء حريمهم وصغارهم ، وفاة نجلاء كانت فاجعة أخرى هدّت بحيلهم وما يتوقع إنهم ناقصين فاجعة أخرى من طرف الرأس الكبير ، مسح وجهه وشنبه وأستغفر ربه يهدي من ذاته ، مشى هالمسافات كلها بدون ما يشعر بألم ويدري ومتيقن إنه ما بينام الليلة ، ألتفت جهة أبوه وتقدم له ينطق بهدوء نبرته : أحسن الله عزاكم والله يعوضكم خير يا أبو سهيل
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة صوته : أحسن الله عزانا كلنا يا ولد رماح في فقد حلالنا وبيوتنا وبنتنـ..
تحشرج صوته من نطق بآخر كلمة يصدّ عن وجه بِكره ، وقف يبتعد عن المكان وزفر نجم يلتفت للضباط اللي خرجوا مع الفريق الطبي وفرق الإنقاذ ، توسعت عيونه من شاف جده يمشي بينهم يستند عليهم ، ثوبه مليان دم ومركبين عليه جهاز تنفس لأجل الدخان اللي أستنشقه ، صرخ نجم بأعلى صوته ينطق : سهيل حيّ وإن ماتت الحلّة ما يموت سهيل !
رفع عيونه على حفيدة وأغلى المخاليق لقلبه ، أبتسم بخفه ينطق بهدوء نبرته : حيّ شوفك وطاريك يا نجم سهيل
تقدم يسلم على كتف جده وينطق بجدية : خطانا الشر جميع وجعل ما صابنا تكفير لذنوبنا ووعد مني ألاقيه وأذوقه من الجمرّ لهيب !
سهيل : اللهم آمين وما عندي شك يا ولدي
تجمعوا رجال سهيل حوله يسلمون عليه ويطمنونه إنهم بخير ، بلع رماح ريقه بصعوبة ينطق : يا والدي أرتاح كلٍ بخير
هزّ سهيل رأسه ووقف بصدمة من ركضت غرور له ترتمي بأحضانه ، تبكي وتتألم من داخلها حزن على فقدانها لأمها ومن خارجها أثر لسعات الحريق على جسدها ، حاوطها ينطق بحدة : خلوها خلوا بنت الغالية
شّدت على ثوبه تشهق وتصرخ من مرارّة الغصة اللي تحرق جوفها ، مسح على ظهرها يسمي عليها ، تراجعوا خوالها كلهم يبتعدون عنها ، زفر رماح بغضّب ينطق : بتعلمه وبيطيح علينا أبوي
مسح عبدالكريم لحيته ينطق : هو كذا ولا كذا بيدري
رماح : فرق الظروف يغير من مدى قوة الصدمة ، لو يدري ذلحين ما أضمن لك سلامته لكن لو ننقل له العلم بعد ما يرتاح بتكون أهون !
عبدالكريم : خرابيط وكلام فاضي اللي كاتبه ربي بيصير
زفر رماح بغضّب يشتم عبدالكريم البارد ويعطي ظهره لهم يتوجه للضابط لأجل يحققون معه ، ألتفت على نجم الواقف أمام ريمان ويكلمها وتقدم لهم ينطق : ولد !
ألتفت نجم على أبوه ينطق : لبيه ؟
نطق رماح بغضّب : أمسك بنت نجلاء لا تعلم أبوي بحرف ما بيقدر عليها بعد الله إلاك أعجل !
زفر نجم ينطق : وين المشكلة خله يدري العزاء حاصل حاصـ..
أنقطع صوته وألتفت بصدمة على صرخات سهيل المتوجعة في فقدان بنته الوحيدة ، رفع طرف ثوبه يمشي بمعاكزه لجهة جده ، كان صوت بكاءه ونحيبه يكسر ظهور رجاله ، تقدموا له ونطق بحدة : ما فيكم رجال خليتوا أختكم تروح !
زفر نايف بضيق ينطق : ما بيدينا شيء مكتوب يا أبوي مكتوب
غطى وجهه يبكي بحسرة وغرور بجانبه تبكي ، جدتها تركتها لحظة ما عرفت وأبوها له كم يوم مختفي ، ما لها بعد الله إلا جدها وزوجها ، مسح مسلط دمعه تمردت عليه وتنحنح ينطق : كلنا مستوجعين نفداك غير ما باليد حيله
تقدم نجم مع منيف يقومون جدهم ، رفعت رأسها تناظر فيه ، ماتت المشاعر بداخلها المشاعر اللي لطالما كانت له ، أنتهى كل شيء مع رحيل أمها ، زفرت تبتعد عن جدها وتتوجه لمروان ، تشعر بإنها حزينه منه إنه ما قدر ينقذ حياة أمها بس بالوقت نفسه ما تقدر تلومه على وفاتها ، خرجوا جميع من المكان يغادرون وتقفلت بوابات الحلّة حتى إشعار آخر ..
« القولدكوست ، أستراليا »
أنتهت من تجهيز أغراضها وتنتظر الإشارة من صاحبتها ليلى لأجل تمشي علطول للمطار ، رفعت عيونها بصدمة للباب ولأمير الواقف قدامه ، بلعت ريقها تقفل شنطتها وزفرت بتوتر تنطق : بابا شفت فرشاة شعري ؟
هزّ أمير رأسه بالنفي ينطق : لا يا بابا تعالي الغداء
خرج من عندها وزفرت تمسح وجهها وتهمس بـ : الحمدلله
كادت على وشك تنمسك وتنكشف كل أوراقها وخططها بالهروب من أستراليا والرجوع للمملكة ، تقدمت تدخل للحمام وتغسل وجهها ، مررت الماء على رقبتها ترفع نظرها للمراية وتنطق بحدة : أنا قدها لحالي ما أحتاج أحد ولو ما قدرت ليلى عليها أنا لها وأنا وهج !
أبتسمت ترسل قُبلة لنفسها وتخرج للصالة ، جلست على الطاولة بجانب أبوها وألتفتت له من مدّ جوالها ينطق بهدوء نبرته : ما لقيت شرايح
أبتسمت تنطق بسخرية : ما يحتاج الستوريز أنحذفت
أبتسم بخفه يصدّ عنها ويرفع عيونه لهنادي ، وقفت وهج تتوجه للمطبخ ، آشر أمير بيده للي تناظره بمعنى وش صاير ، رفعت أكتافها بعدم معرفة تهمس له : أنسى خلاص دامها جات منها
زفر أمير ينطق بهمس : هدوء وهج ما يطمن شلون تبيني أنسى
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : ليه وش ممكن تسوي ؟
ضرب أمير فخذه ينطق بحدة وصوت مسموع : وهج أقلعت من السعودية ووراها سديم نجم يحترق لهفه لها ، نجمٍ يعكف الصعب ويحلّه ويحرق الدنيا ونفسه لأجل يرضي وهج وبنتنا ما عليها قصور لو حطت شيء برأسها ما يفلت من يدها إلا وهي مأخذته غصب عني وعنك تسمعين !
زفرت هنادي تنطق بربكة : أترك منك هالخرابيط باقي العرض متاح ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي عرض وش تقولين هنوده ؟
مسكت هنادي كفه تنطق بإبتسامه ساحرة : موعد غرامي بأفخم المطاعـ..
قاطعها يضحك من جات وهج تجلس ، أبتسمت وهج تنطق : بابا وش صار على الجدول الطويل والخرجات اللي من الصباح بدري ؟
أبتسمت هنادي تنطق : أبوك كنسل كل شيء عشاني
ميّلت رأسها تكبح ضحكتها وتنطق : سمعتك وان شاءالله إن اللي سمعته غلط
زفرت هنادي تنطق بحدة : ليه غلط ؟
ضحكت وهج تنطق بنبرة إستفزازيه : أمي شخباري والمواعيد الغراميه ولا شكلك نسيتي إنكم بأواخر الستينات ؟!
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : على هالكلام مافيه خرجه من الشقة تسمعين !
ألتفت أمير على هنادي ينطق بهدوء نبرته : تمزح معك يا هنادي
هنادي : لا خلها تنثبر بالبيت
زفرت وهج تنطق بزعل زائف : ماما كنت أمزح وتقولين ما تغيرتوا شوفيك ما صرتي تتقبلين شيء مني !
ركضت لغرفتها تقفل الباب عليها ، زفر أمير ينطق بحدة : شاطره ما خليتها تأكل
مسحت هنادي شفايفها تنطق : خلها تتأدب..
قاطعها أمير وهو ينطق : هنوده البنت تمزح شفيك ؟!
هنادي : قوم لا يروح علينا الحجز
غادرت الطاولة ووقف أمير بعدها يستغفر الله ويتوجه للغرفة لأجل يجهز ، فتحت الباب بهدوء تراقب حركتهم ، خرجت هنادي ووقفت عند الطاولة الصغيرة بالصالون تنطق بنبرة حزينه : أمير بترك لها البطاقة هنا لو بغت تخرج
أبتسمت بسخرية تنطق : يا حبيبتي يا ماما تحسبين لو خرجت برجع ؟
هزّ أمير رأسه يقبّل كتفها ويخرج معها من الشقة ، صرخت تقفز وتنطق بفرحة : جايه ان شاءالله وبحاسبك على الجوال المقفول
ضحكت بسخرية تنطق : الحقيقة دايم مقفول مافيه شيء جديد لأنه مستحيل يكون نجم لو رد من أول مره !
توجهت للابتوب تفتح إيميلاتها وتشيّك لو وصلتها الرسالة ، هي ما تكترث في حال وصلتها أو لا ، وسواء نجحت ليلى أو فشلت هي بترجع للرياض وبدون تفكير ، تركته مفتوح قدامها وسحبت جوالها تسجل كلمة المرور ، أبتسمت تدخل السناب وتتصل على نجد ، لكن حال آل جراح كلهم ما كان يسّر الخاطر وصعب يكونون فاضين للإتصالات حتى تهدأ أمورهم ، وبالفعل كررت الإتصال أكثر من مره لكن محد يرد ، زفرت تقلب بجوالها ودخلت الواتس ، تقرأ رسايلهم مع بعض رغم قلتّها إلا إنها غير بكل شيء ، أبتسمت ترسل له وتخط يدها تكتب له : أنا راجعه السعودية
أرسلتها وسرعان ما شهقت من دخل على الشات وظهرت علامة " مُتصل " أسفل إسمه ، زفرت تمسح على صدرها ورجعت ترفع جوالها ، كان يكتب لكن ما وصلها أي رد ، نبضها تلخبط قدر يقلبّ حالها وهو يقطن بالجانب الآخر من العالم ، كانت تتأمل المحادثة لحّد ما أرسل : دقي علي
زفرت بتوتر زادت ربكتها لكن لطالما كانت وهج عبيطه تحب المزاح ، أبتسمت تنظم نفسها وترسل له : ما أنت محرم لي شلون أدق عليك ؟
أرسل لها علطول يرد : حلو شيخ مبارك من اللي أحرقت جوالي إتصالات قبل !
خرج من المحادثة وهي تضحك بعلّو صوتها ، قوة تأثيره عليها مستحيله هو قادر يغير مزاجها بمراسليه ، مسحت دموعها تضحك بخفه وتكتب له : بالله أجل دام وصلتك إتصالاتي ورا ما رديت !
أنتظرت دقايق معدودة ورجع نجم يتصل ، كتب لها : أنشغلت يا عذب الطباع ، خلصيني دقي علي دقيت عليك بس ما يمسك الخط
دخلت على الفيس تايم تتصل على رقمه ، فتحه علطول ينطق بهدوء نبرته لأن حولّه رجال : ‏يا حيّ صوتك لا عدمته وأنا حيّ ويا مرحبا بالصوت ويا حيّ راعيه ، حيّ الله اللي مخليني ومسافر للغرب
أبتسمت بوسع ثغرها تمسك صدرها تحاول تهدئة الأمور ونبضاتها ، بللت شفايفها تنطق بخجل : ما قويت البعد وهذاني أجهز شناطي راجعه
فتّل شاربه ينطق : مرحبا والدار دارك والنجم يفداك والقلبّ والله مسكنك ليّن أفنى
زفرت ترجع شعرها خلف أذنها وتنطق : صوتك تعبان ومن الحين لا تحاول تغير الموضوع وتسدح لي كل دواوين الشعر عندك وقولي فيك شيء ؟
ضحك بسخرية متعجب منها ، كيف تفهمه وتعرف وش بخاطره ، بالعادة ما أحد يعلم وش الخافي في صدره أو بالأصح ما أحد فكر يسأل ، لكن هي عرفت من نبرة صوته وسألت ولزمّت عليه يتكلم ، رتب شاربه يرفع عيونه على أبوه اللي يناديه ونطق : جايك نفداك
زفرت تنطق بضيق : بتقفل
نجم : لا ليه أقفل تعالي معي بشوف وش يبي مني القائد
أبتسمت بخفه تنطق : نجم صاير عندكم شيء ؟
ما رد عليها وأبعدت الجوال بصدمة من سمعت صوت مزعج ، هو بالفعل رمى جواله في مخباه ومشى لأبوه ، كانت تسمع طرف الحديث والباقي مشوش ، ألتفتت علطول على اللابتوب من وصلها إيميل ، فتحته وأبتسمت من تمّ الحجز وطلعت تذكرتها ، قفلت اللابتوب تحطه بالشنطة ، تقدمت تسحب شنطتها وتخرج من الشقة ، وقفت عند الباب من شافت سمو ونيّار سوا ، تكتفت بصدمة تنطق : ماشاءالله على وين يا الهانم ؟
ضحكت تنطق بربكة : فجعتيني حسبتكم ماما وبابا
نيّار : وين بتروحين ؟
وهج : للمطار توصلوني ؟
أبتسمت سمو تنطق بحدة : أحتزمي نوصلك ليش لا
ألتفتت على نيّار المصدوم وزفر ينطق : نوصلك والله يعوض
ضحكت سمو تتمسك بذراعه وتخرج معه ، تبعتهم وهج متوجهين للمطار ، رفعت جوالها وما زال نجم على الخط لكن الصوت أنقطع تمامًا ، زفرت بضيق تقفل وتخرج مع الفندق تركب سيارة نيّار وترمي بشناطها جانبها ..
« بيت هزاع آل جراح »
زفر من شافها قفلت ورجع جواله بجيبه يتقدم للدكة ، كان سهيل يبكي الليل طوله حزين على بنته وعلى الحال اللي أنجبر يعيشه ، ما كان عنده خيار ثاني إلا إنه يرجع للبيت اللي نشأ فيه ، بيت أبوه واللي يبعد عن الحلّة كيلومترات طويلة ، جلس بجانبه ينطق : ما شفتوا أحد ؟
تنحنح سهيل يعدّل جلسته وينطق : غرور تقول واحد رفع السلاح عليها ويوم أطلق جات الطلقة في نجلا..
أنقطع صوته ودفن وجهه في شماغه
...
أنتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
" وحشتو و و و و و و و و و و و ني 🥹 "
البارت تصبيرة بس عشان طولت عليكم ، أنزل أنستا يوميًا تعالوا
- Jwuiri

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now