« ٣٧ »

20K 783 165
                                    

زفر من حقيقة كلام مروان المرّه وتنحنح ينطق بحدة : ولد أختها معنا يا ولد عمي ماني مختلي بها !
عطاه ظهره يرجع لداخل المستشفى متلهف لشوفتها ، ينفطر فؤاده كل ما تذكر عدد إتصالاتها ورسايلها ، جات السعودية وما كان هو اللي يستقبلها ، تنحنح يضّبط ثوبه وشماغه بلل شفايفه يتقدم لعزيز اللي واقف عند الإستقبال ، ألتفت على نجم اللي نطق : وش العلم وين العرب ؟
عزيز : دخلت مكتبها تشيك على كم شغله قبل نطلع وتراها ما تدري إنك فيه
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : أنشهد اللي حصل قاطع فؤادي
زفر عزيز ينطق بحدة : ولا أنا عاجبني لعب الشيبان فينا تصدق وش جدي يقول لي
نجم : أجلطني
عزيز : يبيني أخذ بنت عمك نايف
توسعت عيونه بصدمة ينطق : تمزح !
زفر عزيز بسخرية ينطق : يا ليت
نجم : وبتأخذها ؟
عزيز : شوف البنت ما عليه قصور وبنت حسب ونسب ويشرفني لكن أخاف من قصص الزواج والعقود الباطلة والظاهر إنها لعنه عندكم يا آل جراح
ضحك بسخرية وكمل عزيز ينطق : ما أقصد حاجه لكن بعد سالفتك أنت وشجاع معاد صرت أضمن حـ..
قاطعه نجم يخبط على كتفه وينطق : ما تنلام والله وعسى ربي يعوضنا خير
عزيز : وش ناوي عليه
زفر نجم يمسح جسر خشمه وينطق : ما في بالي شيء حاليًا ومشغول والله
عزيز : سلامات عسى ما عندكم خلاف ؟
نجم : لا بالله ندور على النجس اللي أحرق حلالنا
طارت عيون عزيز بصدمة ينطق : إيش !؟
ألتفت على كيانها اللي خرج من المكتب ، تمشي بثبات وبخطوات رزينه ، لابسه اللابكوت الأبيض تبرز هويتها وعملها ، أفخم الشناط تصاحب ذراعها ، شالت الكمام عن حسن وجهها بحكم الوقت المتأخر ، زفرت تدور بشنطتها وتنطق : عزيز أخذت جوالي ؟
ألتفت عزيز عليها ينطق : لا وين حطيتيه آخر مره
رفعت رأسها وأنقطع نفسها من شافته خلف عزيز ، ومن دون ما تطول تفكيرها رمت بأغراضها تنتثر أشيائها على الأرض تركض له ، أختفى صوت عزيز وأنطفى العالم حولها وما بقى إلا حضوره ، ترك معكازه يسحبها لحضّنه ، حاوطت رقبته تطيح عقاله عند رجولها وتشّد عليه وهو بدوره ما كان مقصر لو يشّد عليها شوي دخلت بضلوعه ، تنحنح عزيز يصدّ عنهم ويتوجه لأغراضها يشيلها ويجمعها لها ، شهقت تبكي من فرط شوقها له ، تخبط كتفه تعاتبه بدون كلام ، أستنشق عبيرها يغمض عيونه وينشر أنفاسه الدافية على رقبتها ، بينما كانت تضربه كان هو يمسح على ظهرها من باب الاعتذار ، كسرت بداخله ألف ضلع من شهقت في حضّنه ، ما كان يتألم من ضرباتها كثر ما تألم من بكائها ، شتم نفسه ألف وتسعين مره كيف قوى ما يرد عليها ، كيف ما هرب لأعلى الجبال لأجل ياصلها بمراسيله ومكالماته ، كيف قدر يقعد بمكان خالي تمامًا من الإرسال وهو يدري إنها تتصل عليه ، كيف ما عاود الإتصال وألف كيف تدور برأسه من الحسرة ، لكن هان كل شيء من شافها تركض له ، بادرت رغم زعلها والعتاب اللي يقطن داخلها ، بدت حضّنه عن كل شيء وجاته متلهفه ولو عليه من الذنوب جبال ما بيردّها عنه ، طبع شفايفه على رقبتها يقبّلها برقه ، يرسل فراشات لأسفل قدميها ، عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : كذا تراضي الزعلان حضرة العقيد ؟
أبتسم بوسع ثغره من سمع صوتها ، فزّت من حسّت بأسنانه على رقبتها تضحك بصدمة ، تركت أكتافه لكنه عصاها يتشبث بخاصرتها ، زفرت تتأمل وجهه وتنطق : أنت بخير ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : إلا فوق الغمام يا عذبة الأطباع
عبّست بملامحها تنطق : ليه ما جيت المطار وليه ما ترد على جوالك ؟
نجم : مشغول جعل يومي الأول
مسكت ذراعه تنطق بهدوء نبرتها : عمرك طويل
أبتسم على جنب ينطق : وأنتي معي وبين رمشي وعيني يا شيخة العمر والسنين وحسنة المقام والقوام ، آمين
تقدم يقبّل جبينها وينطق بهمس : الكاميرات ما تسجل صح ؟
ضحكت بصدمة من سؤاله المفاجئ تنطق : للأسف تسجل
زفر قدام وجهها يكشّر وينطق : عزّ الله أنفضحنا عند عمي
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : وين المشكلة خلهم يشوفون قد إيش ولدهم رومانسي
نجم : لا واللي يسلمك أنتي تكفيني
ألتفتت على جهة أغراضها وأبتسمت من ما لقت شيء ، الأكيد إن عزيز أخذها لسيارته وقاعد يحتريها برا ، لفّت له تنطق : نجم متى ناوي تتقدم لي مره ثانية ؟
بعد اللي حصل بينهم وبعد ما تأكد بمقامه في قلبها نطق بكل جدية وهو صامل بكلامه : بكره جهزي نفسك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : منجدك ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بجهز كل شيء في شهر وين تبين العرس يكون ؟
غطت ثغرها بصدمة ، عيونها تتلألأ وهي تسمع كلامه عن زواجهم المنتظر تسمح لمطر عيونها ينهمر ، أبتسم من ردة فعلها اللي آخذت قلبه ينطق : ‏ترشّين الماء على الرمضى وخلّك ظامي قدامك خافي الله !
ضحكت وسط دموعها تحتضّن ظهره ، أبتسم يمسح على ظهرها وينطق : شرايك بالحلّة ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ، المكان خيال وجنة بين الكثبان الرملية على بُعده لكن مستحيل تلقى مثله ، رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : طبعًا وبين النخيل والبيوت الشعبية والعقود حاجه من الخيال !
حطّت بداخله هدف ودافع قوي يخلص ويجدد المكان بأقل من شهر ، ردة فعلها هذي حرام تروح هباء ، لو بيده لأجل فرحتها يقلبّ المكان فوق تحت ويطلعه بأبهى حلّة ، آشر بأصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم زهبوا عماركم أنا جايكم بكره والمهر جاهز
ضحكت تضرب صدره وتنطق : ما عطيتني أول مره أكيد بيكون جاهز
ضحك نجم بسخرية ينطق : كنت دارس الموضوع يا حضرة الدكتورة ما جاء التأخير من فراغ !
أبتسمت تقبّل وجنته لكن ردة فعل نجم غدرت فيها ، صدمته من قربت له لأجل كذا لفّ يبي يشوف وجهها ، توسعت عيونها بصدمة من لامست طرف شاربه بثغرها وسرعان ما أبتعدت عنه تركض للمخرج ، تلوح له بيدها وأبتسم بخفه ينطق : جايك بكره يا عذب الطباع
انحنى بهدوء يمسك عكازته ويأخذ عقاله ، أبتسم ينطق بصدمة : انحنى لها القلب والجاه
وقف يتوجه للمخرج خلفها ، يشوفها وهي تركب سيارة عزيز ، ركبت تقفل الباب وتنطق بربكة : مشينا ؟
ضحك عزيز من ربكتها الواضحه من صوتها ينطق : حاضر
مشى عزيز وألتفتت للخلف تشوفه يخرج من المستشفى ، عقاله على رأسه والشماغ يحتضّن كتفه ، عضّت شفايفها تصدّ عنه وتنطق بحماس شديد : بيجي بكره
أبتسم عزيز ينطق : بالله عليك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل عزيز ينطق : وش ناويه تقولين للجماعة
عدّلت جلستها تربط حزامها وتنطق بصرامة : خلاص مصخت السالفة بوقف بوجه أي شخص يوقف في طريقنا !
عزيز : عاش رأسك يا خالتي وأنا وراك أضربي فيهم ولا تسميّن
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عساني ما أخلا لكن لا تقول خالتي وش هالرسمية
ضحك عزيز يضرب رأسها وينطق : أنتي ما ينفع معك اللي يحترمك تحبين اللي يخنقك
ضحكت بصدمة تضربه دبل قوة ضربته وتنطق : المصيبة إنك البسه اللي أحب خناقها !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : عيب عيب أحترمي إني أكبر
وهج : والله لو تموت ما تلاقي مني إحترام لو إنك أكبر بعشرين سنة هذي أمك أكبر مني ولا أحترمها
ضحك بصدمة يصدّ عنها ويركز بالطريق للقصر ، زفرت تفكر وش ينتظرهم بكره ووش ممكن يصير ، عضّت شفايفها تستودع ربها نفسها ، تضّم إسمه للدعاء وتقسم له منه ، غمضت عيونها تزفر التوتر اللي بداخلها ، لازم تكون قوية لأنه صمل وكان جاد بكلامه وما تبي تخذله أبدًا لو يوقفون كلهم بوجهها ..
« بخط الحلّة ، موتر نجم »
رفع حاجبة يلاحظ إبتسامات نجم المشكوك فيها ، تنحنح ينطق بجدية : ماشاءالله وش مأخرك !
ألتفت نجم عليه ينطق : الأهل
توسعت عيونه بصدمة من ردّها نجم فيه ينطق : وش صفيت عليه أنت والأهل ؟
نجم : بتقدم لها بكره
مروان : وكيف بتقنع سهيل ؟
نجم : ما بقنعه
ميّل مروان رأسه بعدم فهم ينطق : شلون ؟
زفر نجم ينطق بهدوء نبرته : سهيل معاد فيه حيل بيجي بدون نقاش ولا حتى صوت وأبوي أمره بسيط
مروان : أجل تبشر بمن يعزز لك وأنا ولد عمك
نجم : ترد الجمايل ؟
أبتسم مروان من تذكر كيف قام نجم على عقد قرآنه بغرور وما قصر في شيء ينطق بحدة : أحتزم أقول والله ما يصير إلا اللي يطيّب خاطرك يا أبو رماح !
أبتسم بخفه يخبط كتفه وينطق : بعدي والله وبإذن الله
دعس الدواسة يشّق الخط راجع لبيوت الشايب هزاع ..
« بيت هزاع آل جراح »
جالس بالدكة الخارجية ينتظر أي إتصال عن هوية المجرم ، خرج نجم متشمر ووجهه يملأه الماء ، الواضح إنه متوضئ لكن الوقت ما هو وقت صلاة ، ألتفت على ولده ينطق : أنتبه من الهواء لا يلفّ وجهك الغرق !
سحب شماغه يدفن وجهه فيه ينشفه ، توسعت عيونه بصدمة من شم ريحتها فيه ، زفر يستغفر ويهمس بـ : يالله طلبتك تغفر الذنب
كبر يصلي على التراب بجانب أبوه يقوم الليل ، هو يدري إنه سوى ذنب ولازم يطلب المغفرة من ربه ، أنتهى من صلاته يستغفر على بمكانه يرفع عيونه على أبوه من نطق : والله إنك مسوي حاجه أعرفك
تنحنح يوقف ويرفع معكازه ، ألتفت على رماح ينطق : الوقت تأخر وأنت هنا ما جاك النوم ؟
رماح : بعلمك بس علمني وش أنت مسوي
بلل شفايفه ينطق بنبرة صادقه :
أن كان حبي لها هو أعظم خطاياي
‏ما قلت يا نفسي عن حبها توبي

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن