أنا وأنت

15 1 0
                                    

تسأليني من تكونيـ
ـن ومن نفسي تكون

أنتِ خمرٌ دون غَولٍ
يحتسيه الناظرون

غير عندي زدتِ غولًا
كنتُ شرَّ المُنزَفين

يا ليالي العيد يا من
فيكِ لا تغفو الجفون

أنا طفلٌ فيكِ حافٍ
فسعيدٌ وحزين

ظَنتُ إن ولَّيتِ أغفو
فحدا النومَ الحنين

لا يُوارى عنكِ شيءٌ
أنتِ حينٌ تنظرين

فيه لا أُخفيك سرًّا
أنتِ أنطقتِ العيون

أنتِ ظلٌّ يومَ قيظٍ
من ظلال الياسمين

بنّةٌ تزداد عطرًا
بازدياد الناشقين

إذ يُثنّيها نسيمٌ
تنثني حتى نلين

أنتِ سقمٌ أنتِ برءٌ
أنتِ عقلٌ وجنون

وسجينًا شاقه سجـ
ـنٌ أنا ذاك السجين

كسليمٍ في شِمالٍ
بلُّه لدغُ اليمين

أنتِ وهمٌ أنتِ حقٌّ
أنتِ حينٌ لا يحين

أنتِ آلاءٌ وآيٌ
من إله العالمين

أنتِ من قصّرتِ جودي
بكِ قد صرتُ ضنين

شمعةٌ أجنو عليها
من نسيمٍ وأصون

ليت تجلين ظلامي
ولغيري تحرقين

تسأليني من تكونيـ
ـن ومن نفسي تكون

أنا من فاق البرايا
بسفوليهم سنين

بليَت مني الحنايا
في عذاباتٍ وهون

كلما مرّوا بقلبي
يَجنبوني جنبَ طين

أنا همٌّ أنا هولٌ
أنا ويلٌ وشجون

أنا بؤسٌ أنا فقرٌ
أنا ليلٌ لا يَبين

من رآني ظنّ كربًا
قد أصاب العابرين

أنا صخرٌ في فلاةٍ
عينهُ تعلو لسين

تسأليني من تكونيـ
ـن ومن نفسي تكون

أي عدلٍ أن تنالي
كل حسن العالمين

وتُريني ما براني
أن ما دونكِ دون؟

أعطني شيئًا قليلًا
ربما لا تزدرين

لم يُقلَّ الشمسَ حسنًا
جعلُها صخرًا يُبين

ليت لي منكِ دنوًّا
كي أصدّ الهازئين

ليتني منكِ قريبٌ
قربَ أمٍّ لجنين

تهويدة: شِعرWhere stories live. Discover now