بيني وبينك

10 1 2
                                    

بيني وبينكِ ما خبا
ولغيرنا ما قد بدا

وعدَت علينا فينةٌ
فيها الدُّحامس ما عدا

وسعادتي إذ تبعثيـ
ـن رسالةً تعدو المدى

إذ غار منكِ العيد قا
ل ألست فيّ بأسعدا؟

فأقول لا ما فُقتَها
إلا بكونكَ أعيَدَا

وإليكِ ساكنةَ الذُّرى
أقفو قصيدي جيّدًا

إن بدّل البرد الجلو
دَ ألا يبدّل أفئدا؟

البرد منك أشرُّ دا
فإخال دمعَكِ باردًا

وإخال إن جئتِ السكو
ت رنين حجلكِ هامدًا

لا تيبسي مثل الجليـ
ـد فتُوهنيني يا مدى

ولئن عندتِ فهاكِ قلـ
ـبي فابردي كي يُخمدا

ما سرّت الزفزافُ إلـ
ـلا لاهبًا متوقّدًا

وأنا وأنتِ كنملةٍ
أودت بها القَدمُ الردى

ما ضر رجلَكِ وطأةٌ
أنهت لديها ما ابتدا

أو زهرةٍ تُسقى السحا
بَ فلا تبالي بالندى

وأنا الندى وأنا الندى
قد مد غيرُك لي يدًا

لا تيبسي مثل الجليـ
ـد فتُوهنيني يا مدى

ولكم أشرتُ بسكنةٍ
فبكِلمةٍ أن تُجحدا

صرّحتُ حبّي بالقصيـ
ـد فقلتِ حادٍ قد حدا

وحفظتُ صوتكِ في الفؤا
د فصار لفظي كالصدى

وتحوّلت روحي إليـ
ـكِ فنعم روحي مِن فدى

حتى يقالَ غدا كمثـ
ـلكِ نعم مِثلًا ما غدا

وتركتُها لكِ مُسْلمًا
فتركتِها فمضت سدى

وتمردت وعصت عليـ
ـي وشقَّ أن تتمردا

إذ كنتُ سيدها فلمـ
ـمـا أن رأتني عابدًا

خضعت إليكِ فسيد الـ
ـأسياد يُرفع سيدًا

فإليكِ آيات الحِبا
ب عسى تكون لك الهدى

ولئن كفرتِ بما خبا
أفليس يكفي ما بدا؟

لا تيبسي مثل الجليـ
ـد فتوهنيني يا مدى

تهويدة: شِعرWhere stories live. Discover now