كانت لدي صبية

21 2 6
                                    

لقد كانت لديّ صبيْـ
ـيَةٌ ملأى من الحسنِ

إذا مرّت بجردٍ يسـ
ـتوي فنعيمَها أجني

وكانت إذ تغنّي لي
أقول لصوتها خذني

إلى كونٍ خلايَ وهي
خلا من محتوى الكونِ 

كأنا فوق كل النا
س أطيارُ سما عدنٍ

قضينا حِجّةً ولنا
رجاءٌ بغدٍ مُمنٍ

ولم نعلم قضاء اللـ
ـه ما لله من أمنٍ

وجاءت طرقةٌ هدمت
تخاطيطي وما أبني

ولو كانت على بابي
فما الزلزال يوهنّي

ولكن بابها بالٍ
تقول بهِ: ألا فُتني!

فقالت لي ابتعد عني
فأذعنتُ على وهني

صبرتُ على ضرائرها
ولم أصبر على الهونِ

وأخليتُ لها جنبي
فأخلت جنبها مني

وقد طربَت لكل غنا
فخالت من غنا أنّي

وكان غناؤها فرحي
فصار غناؤها حزني

ولم أسمع لها صوتًا
فصُمَّت بعدها أُذْني

فيا أطيار إذ رحلت
فواسيني ولي غنّي

وعند رحالها فطِنِي
وقصّي وُدَّنا عنّي

فربَّ تخيلَت أني
أقول بشدوِكم: حِنّي

فإني إن تغيّر حا
لها وتكبّرت إنّي

أظل أحبها شغفًا
وأقضي العمرَ مستأنِي

ولا أُعنى بنار الشيـ
ـب في قلبي ولا سنّي

فإن عادت ستطفئها
وترجِع بالهوى لَوني

تهويدة: شِعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن