صلاة الطبيعة

8 1 1
                                    

ملكت عُرى قلبي بصوت عنادلٍ
قلبي رقيقٌ ربُّه الأوتارُ

كانت لهُ حِلًّا وكان محلَّةً
وبأيكها تتسيّد الأطيارُ

عجبًا لصوتٍ كان من عدنٍ هوى
ولأمّهِ قلبٌ هوَته النارُ

ولآهةٍ يسجو البليغُ أمامها
وأمامها تتلعثم الأشعارُ

...

رَقُّ الصفاصف في هواكِ قُرَيّتي
وحفيفها إذ تنثني مزمارٌ

في ظلها قد مجَّ عطرُ حبيبتي
ولذِكرها قد طرّت الأزهارُ

صُفرًا كأنَّ عبَ الشموس لهم ضوى
وبهم ثوى ذهبٌ ولاح أيَارُ

...

داود نفسي يستفيق بخلوتي
فتئوّب الأعلام والأطيارُ

وأرى الإله بخافقي في صوتها
فأقول جلّ بديعها الجبّارُ

وأرى انسلاخ الذات من بشريّةٍ
كانت يقيّدها الزمانَ العارُ

وأرى الجمال بكل شينٍ مزدرى
حتى تساوى الشوكُ والأزهارُ

فكأنني ملِكٌ على تلك الذُّرى
والناس تحتي سوقةٌ وصغارُ

...

سبحان ربي إذ بدت آثارهُ
في كلّ خلقٍ فامّحى الإنكارُ

في كونه لا حي إلا من حيى
من أصل حيٍّ؛ دأبُه الإمرارُ

ويُشذُّ ناموسَ الخلائق علَّةٌ
أولى فلا تُحصى بها الأسرارُ

جعل الهدى أن تُقتفى رحماتهُ
وكذا الهدى أن تُقتفى الآثارُ

تهويدة: شِعرWhere stories live. Discover now