اعتراف

10 0 0
                                    

ظنتُ أنّي إذا أبحتُ بحبّي
خفَّ حمل الأسى فخيّبتِ ظنّي

صرتُ أمشي وفوق رأسي نجومٌ
وعلى ذاك لستُ أدري أيني

صرتُ أمشي وتحت رجلي صعيدٌ
مثلَ مشي الوليد يختل وزني

كل قولٍ قلتِهِ بعد قولي
مضّ قلبي كأن لي قلبينِ

كل قولٍ تلتهُ روحك عندي
حزّ في قلبي كحزّ السنِّ

قلتِ سجني أننا في وصالٍ
غير أنّي أرى فصالكِ سجني

قلتِ: غيري من الأنام كثيرٌ.
وكثيرٌ سواكِ نزرٌ بعيني

قلتِ: جازوني في كثيرٍ. ولكن
أنتِ عندي غاية المتمنّي

وفرضتِ الحبَّ لحظتَين فعلّمـ
ـت فؤادي ما الحب في لحظتينِ

ولقد كان نبض قلبي كئيبًا
فأتاه السرور في نبضتينِ

فهبي كان افتراضكِ حقًّا
لم يكن يخفى عن الناس سنّي

وهبي كانت الحقيقة وهمًا
وصريح الحق هذا التمنّي..

حينما ريتُ أن عندكِ فرحي
قلتِ فلتستعض بفنّك عنّي

أي فرحٍ في أن أخطَّ دموعي
وإذا كان أن أُعذَّب فنّي؟ 

لا أبالي أتنهزين حديثي
أم سماعي أم خضوعي ووهني

لا أبالي فاسأليني تنالي
لكِ مني كل ما شئتِ منّي

حين أحسستُ الفراق قريبًا
وسعى بيننا غراب البينِ

سال دمعي دمعتَين وأوعَت
مقلتي غير تينك الدمعتينِ

ولئن كانت أطاعت شعوري
لم يكن فرقٌ بينها والمزنِ

إن هجرتِ الحزين حقًّا فمن لي
بعزاءٍ يُنسي مواطنَ حزني

إن هجرت الحزين حقًّا فمن لي
برعيٍّ ينمو أماميَ كابني

إن هجرتِ الحزين حقًّا فمن بعـ
ـدك يوحي القصيدَ لي ويغنّي؟

كيف تنهَين عن غرامي بقولٍ 
وتقولين لي بفعلكِ زدني؟

كيف صبري على النوى أسبوعًا
إن يكن يفنى على ساعتينِ

كيف صبري وهنّ سبعُ ليالٍ
كلُّ ليلٍ بهنّ يمضي كقرنٍ؟

إن تريدي بذاك كبح غرامي
فغرامي يزيد في البعد، فادني

يا إلهي لقد مللتُ حياتي
فأذقني عناقها ثم خذني

وكما تنطق الجلودَ فأنطق
ثغرها قائلًا: تعالَ وذُقني

واتركنّي في حضنها في سباتٍ
لا ينبّهني غير نفخ القرن

واعفُ عني إن عصيتُ وأوصيـ
ـتُ بأنّي أموت من غير دفنٍ

فانضمام القبور خوفٌ ورعبٌ
وأماني في ضم هذا الحضنِ

لم أذق أمنًا طوال حياتي
فاتركنّي أذُق بذا الحضن أمني

تهويدة: شِعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن