هل أنتِ حقٌّ، ميسمُ
أم إن قلبي يحلمُ؟لم نلقَ هذا الحسن قبلًا غيرَ فنٍّ يُرسمُ
أو في قصيدة شاعرٍ يُطري إذا يتكلمُ
قمرٌ علا بين النجوم فغرن منه الأنجمُ
فإذا بدا يهدي الأنامَ وإن خبا يتألموا
فكأن من سواه سواه عذابًا يرحمُ
ما رَيتُ حسنكِ ساطعًا إلا عميتُ كما عموا
وتغادر الكلِم اللسان فمثلهم أتلعثمُ
وإذا سُئِلتُ عن العيون أقول لا، لا أعلمُ
إذ ما ذكرتُ العينَ حتى راح ينُسيني الفمُ!
وجه الزنابق واللواحظ والعيون النوَّمُ
يقتلنني قتلًا فيشهد عند خدَّيكِ الدمُ
فقتِ النساء جميعهن كأن حسنكِ مريمُ
وحّدتِ أديان السماء بأن كلًّا قائمٌ
هو ذا يهوديٌّ ونصرانٌ وآخَرُ مسلمٌ
يتسابقون إلى الخلاف وعند حسنكِ سلّموا
عيناكِ بحرٌ دون ملحٍ فيهما أنا أهيَمُ
يردى به من كان معتاد الردى والعائمُ
والشعر بنٌّ عسجديٌّ ناعمٌ ومكرَّمٌ
إن ألهبته الشمس لمّا ندرِ أيٌّ أحدمُ
فلتخبريني، ميسمُ
هل كان قلبي يحلمُ؟