أتى الفراق الذي يروعُ
وضاقت الأرض والربوعُوانطبق الثغر عن حديثٍ
روته في المقلة الدموعُوكنتُ في نظرتي إليها
كناظرٍ حلمه يضيعُوكنتُ قبل الفراق حرصًا
سألتُها هل لنا رجوعٌفذا نزوعي لها عيانًا
فكيف بعد النوى النزوعُ؟وددتُ من خشية التنائي
لو أن سجنًا لها الضلوعُنأى بنأي الهوى نعيمي
وأطفئ النجم والشموعُفالآن لا صاحبٌ مواسٍ
ولا سرورٌ ولا هجوعٌوإن غفا الطرف من نعاسٍ
فذِكرُ ماضي الهوى ضجيعٌسنونَ مرَّت بلا رجوعٍ
من الهوى والهوى سريعٌمررن مثل الربيع لكن
عهدتُ أن ينقضي الربيعُفبعدهن الربيع قرٌّ
وبعدهن الضحى هزيعٌلي زهرةٌ في الشآم تنمو
على دموعٍ لها هموعٌلها من المبكيات أصلٌ
ومن فنون الأسى فروعٌفي كل يومٍ أقول عودي
فلا تبالي ولا تطيعُفلا أنا القول مستفيدٌ
منه ولا الصمتَ مستطيعٌبذلتُ فيها الفؤاد لكن
لمّا يكن لي به شفيعٌرأى الجميع الذي أقاسي
ولا ترى ما يرى الجميعُفربما عن أسى وحيدٍ
أعمت لها عينها الجموعُكالبدر يُمحى سناه إمّا
علا من الجونة السطوعُهذا الظلام الذي يروعُ
وذلك السهد والصقيعُيرينني ما هلعتُ منهُ
وذو الهوى فارقٌ هلوعٌعرفتُ فيهن كل حزنٍ
فليس بعدي بهِ ضليعٌوعلّمتني بهن ذلًّا
فصاحبي بعدها الخضوعُأمشي كمثل العجوز حبوًا
ووقفتي قائمًا ركوعٌومذ تولَّت أعيش لكن
يقال من لوعتي صريعٌومن برتني حوت شفائي
كما حوى ضدَّه النقيعُفإن تعد لي تعد حياتي
ويدعُها بنتَه يسوعُهذا الصدود الذي يروعُ
وهذه الحيرة الجزوعُوذلك الناي والأغاني
وهذه البومة السجوعُجهنم الأرض في ليالٍ
ليس لأبراجها طلوعٌأسير فيها على ضلالٍ
كظاعنٍ زادُه الضريعُوللهدى لا أرى سبيلًا
فيها ووجهي الفضا الوسيعُشكوتُ منها لها فلمَّا
تعبأ بما قاله الولوعُولو لصمَّاء بحتُ حالي
لنال من قلبها صدوعٌهذا الغروب الذي يروعُ
أراه أنّى يُرى النجيعُينام كل السرور فيه
ويستفيق الأسى الوجيع