أختك؟!!

26 4 0
                                    

من أراد أن يكون أقوي الناس فليتوكل على الله

(عمرو خالد) الفهم عن الله

اللهم أعتق رقبنا من النار
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ظل واقفاً علي أعتاب الغرفة لايقوي علي استعاب مايري
فيكتوريا!.. مُمدده أرضاً لا تتحرك وكأنها جثه هامده وجهها شاحب وشفتيها زرقاء اللون

تقدم منها بقدم من عجين ثم جلس أرضاً علي ركبته وهو يطالعها بأعين راجيه متوسله

ازدادت صيحات سيلا وهي تري كل محاولاتها في أفاقة فيكتوريا تذهب هباءً

جاء آدم في نفس وقت وصول باقية أفراد المنزل

وقفوا وهم يرون تلك النسخه من فيكتوريا ولكنها ليست فيكتوريا خاصتهم
أين فيكتوريا التي لا تكف عن الشجار ، أين فيكتوريا التي أحتوت الجميع وتقربت للصغير قبل الكبير أين جدتهم؟!!

هرولت جهتها ليالينا وهي تحتضنها
أفاق آدم من دهشته وتقدم منها بخطوات سريعه ثم حملها بين ذراعيه من علي الأرض وهرول للأسفل تبعه الجميع وكان مالك بانتظاره في السيارة

وما أن وضعها في السياره وجد سيلا تلحق بهم سريعاً وهي تجلس بالخلف تساند فيكتوريا
جلس آدم بجانب مالك ثم تحركت السياره بأقصى سرعة وكأنها تسابق الرياح

بعد ربع ساعة تقريباً كان جميع أفراد العائلة يقفون في الطرقه أمام الغرفه التي تقبع بها فيكتوريا والقلق ينهش عقولهم
وهاهي سيلا تجلس أرضاً وعلي وجنتيها لا تتوقف مدامعها وكأن السماء تمطر فوقها بجوارها مالك الذي كان يحتضنها  يحاول أن يهدائها قدر الإمكان
لم يختلف حالها عن حال ليالينا وجاسمين
بينما إدريس يقف وهو يحتضن أرسيليا التي كانت تنتفض خوفاً ولا يعرف إن كان يهون عليها أو علي نفسه بكلماته التي يخرجه من عمق فؤاده
" دائماً أري في عينها حنانها وحبها حتي وإن كنا نتشجار  ، أول من كان يدافع عني حينما كان يوبخني أحد حتي أنها كانت تراني وكأنني لا أخطئ ... أعرف أعرف أرسيليا أنها بالنسبه لنا أكثر من جده أعرف أنها مصدر الأمان أعرف أنها كالمنزل الدفء الذي يظلل علي أصحابه في ليالي الرياح القاسية والأمطار العنيفة "

أقتربت أميرة من آدم وهي تمسح دموعها بكف يدها ،  بينما كان هو يلتصق بباب الغرفة ينظر إلي اللاشئ ينتظر خروج الطبيب بوجه متجهم ، أردفت قائلة بحنان
" فيكتوريا قوية آدم ، سيكون كل شيء علي ما يرام بإذن الله "

نظر له بأعين زائغه
" فيكتوريا هي عمود عالمنا أميرا ، أول من كنت أختبئ بأحضانها حينما كنت أُحدث المشاكل ..كانت تثور علي من يحاول أن يزعج أحداً منا ، أتذكر عندما كنت صغيراً دائماً ما أهرب من المنزل وأتجول في المدينه كان الجميع يفقد صوابه وهما يظنون أنني أصابني مكروه كانت هي أول من يجدني وكانت تحتضنني ، كنت أتعب من التجول وأبدأ في الخوف والظن بأنني لن أستطيع العوده إلي المنزل كانت هي أول من يجدني كنت حينها تمثل الأمان لي وحينما تحتضنني كانت تزيل كل مخاوفي وكأنني لم أشعر بالخوف قط "

الهروب إلي المجهولWhere stories live. Discover now