|الفصل السادس|

7K 499 141
                                    

~نفسك أنفع لك من كل صديق وكل قريب~

|مَقْلَبٌ جَدِيدٌ|

وقفَ ينتظر ساعاتٍ خلف تلك الأشجار في الحديقة، منتظراً رجوعها إلى القصر. حتى أوشكت الساعة على أن تصبح الواحدة صباحاً. عيناه تغمض لا إرادياً بسبب النعاس.

أفاق عندما شعر بأضواء سيارةٍ على عيناه، ليدركَ أنها قد رجعت.

للتو قد أنتهت حفل صديقتها، لتتجه بعدها إلى منزلها. وفي طريقها، أمام القصر، وبسرعتها وقيادتها المتهورة كانت تقود. وقبل عدة مترات للوصل إلى بوابة القصر الداخلية، هناك من أُلقى من العدم أمام سيارتها، فقط لتصدمه بقوة، ورأت ذلك الشيء يطير بعيداً أثر الإصطدام.

ظلتْ تنظر من النافذة الأمامية للسيارة، محاولةً إستيعاب ما جرى، فهي ما زالت تحت تأثير الثمالة. حتى رأت شخصٌ آخر يركض نحو ذاك الشيء الذي قامت بصدمه.

كانت تشاهد ذلك الشخص وهو يتوجه نحو سيارتها لتكتشف بأنه عدوها كما تعتقد، وعيناه كانت قلقة وغاضبة في نفس الوقت. فَتحَ باب سيارتها وقال سريعاً:

"ما الذي فعلتيه؟"

"ما الذي فعلته؟"

سألته ببلاهة، ليقول هو غاضباً:

"لقد قمتِ بقتلِ الرجل!"

"أيُ رجلٍ هذا تتحدث عنه؟"

نظرتْ له برهة فقط لتدرك مدى جمال عيناه وسحرها، لتسرح في وجهه.

لاحظ شرودها ليقول:

"ألا تشعرين بمدى خطورة الموقف الذي أنتِ به؟... لقد قتلتِ إنساناً"

قالها محاولاً إفاقتها. وقد أفاقت حقاً لتخرج سريعاً من سيارتها وتتوجه نحو الشخصُ الملقي، ولم تقترب أكثر لأنها رأت الدماء قد تناثرت في جميع الأنحاء.

وضعت يداها على فمها لتمنع صرختها من الخروج، ودموعها قد أستحوزت عيناها. واستدارت لزين قائلة بقلق:

"هـ-هل حقاً قد... مات؟"

أومئ لها، مصطنعاً القلق. ليتغير تعبيرها سريعاً إلى الغضب وتقول:

"أنتَ من قمتَ بقتله... أنتَ من قدت السيارة"

نظر لها باستغراب وقال سريعاً:

"هل أنتِ مجنونة أم مصابة بمرض الزهايمر... أنتِ من كنتِ تقودين بتهورٍ وقمتِ باصطدام هذا الرجلُ المسكين"

قامت بوضع يدها مجدداً على فمها. لا تستطيع الكذب على نفسها، لكن عقلها أيضاً رافضاً استوعاب الأمر.

معنى ذلك كله أنها ستوضع في السجن أو قد تعدم، وإن بحث المحققون على الأدلة فهناك شاهدٌ على الأمر وهو عدُوها هذا.

أغمضت عيناها محاولةً طرد تلك الأفكار من رأسها، لكن لا مهرب لأنها الحقيقة، ويجب أن تواجه الواقع.

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz