|الفصل الثاني|

13K 644 298
                                    

علقوا على الفقرات 

~كلما ارتفع الشريف تواضع ، و كلما ارتفع الوضيع تكبر~

|مازلتُ عاراً|

لقد ملّ من بقائه في القصر، فقرر أن يخرج للحديقة العامة ليتنفس قليلاً، فإنه يشعر بأن القصر كل يومٍ يضيق ويضيق عليه، حتى يقوم بتحطيم قلبه الطيب.

كان يلبس لبساً عادياً جداً بنطال جينز و قميص أبيض ذو أكمامٍ قصيرة. من يراه لا يقول أنه ابن عائلة مالك.

وهو في طريقه إلى الحديقة العامة ماشياً برجليه، كانت هناك فتاة تقود سيارة وكانت قيادتها سيئة، وبجانبها صديقتها. وكان زين يمر ليقطع الشارع وبسبب إنشغالها بالهاتف قامت بإصطدامه بطرف مقدمة السيارة ليسقط على الأرض منبطحاً. بعد أن أوقفت السيارة و لم تترجل من السيارة حتى تراه إن كان جيداً أم لا. أكتفت بإنتظاره حتى يقوم وهي تشاهده من المرآة. وقد قام من الأرض وهو يمسك بطنه بتألمٍ ونظر إلى سيارتها وتوجه إليها غاضباً، ورآها من خلف نافذة السيارة منتظراً أن تقوم بإنزال النافذة، حتى تعتذر له أو تسأله إن كان بخير. ولكنها لم تكلف نفسها حتى لتنظر إليه، وقامت بتحريك السيارة سريعاً.

  شعر أن وقاحة الناس كأمثالها، تؤلم أكثر من معدته التي ضُغطت بقوة أثر الإصطدام. حاول نسيان ما حدث، وأكمل سيره نحو الحديقة.

وصل إلى الحديقة و جلس على أحد كراسيها، وفجأة عاد ألم بطنه، ليحاوط معدته بذراعاه، وهو يتنفس بصعوبة.

 بعد توقف ألم معدته، رفع رأسه، ينظر إلى الناس الذين في الحديقة. ولحسن حظه رأى تلك الفتاة التي صطدمته قبل قليل بسيارتها المتكبرة مثلها. نظر إليها ويراقب كل حركة هي تفعلها ومن حركاتها  تأكد من أنها مغرورة ومتكبرة، وتحب المكياج كثيراً وتهتم بمظهرها لأنها كل دقيقتين كانت تضع أحمر الشفاه وترى نفسها في المرآة الصغيرة التي تخرجها من حقيبتها اليدوية، ففكر كثيراً إلى أن وجد حلاً لإشفاء غليله، وهو الإنتقام منها بطريقةٍ مضحكة.

وهو يمشي في الحديقة يفكر في طريقة رائعة للإنتقام، رأى سيارة البوظة، توجه إليها وهو يضع يداه في جيبي بنطاله وكان هناك طفل في الخامسة تقريباً، يريد شراء واحدة، نزل زين إلى مستواه، وقال:

"مرحباً أيها البطل"

توجه نظر الطفل إلى زين وأبتسم له. لوح الطفل لزين بيده الصغيرة كتحية، وقال:

"مرحباً"

"أنا زين وأحتاجُ مساعدتك أيها البطل"

قال الطفل مقلداً صوت الأبطال:

"وأنا البطلُ الذي سيستطيع مساعدتك... لكن في ماذا؟"

قهقه زين على حماس الطفل، وهمس زين للطفل في أذنه على خطةٍ ما، ثم ذهب الطفل يركض إلى تلك الفتاة. وكان زين يراقبهما وهو يخرجُ من جيبه حبلاً يحمله دائماً فإن أخبره عقله بأن يفعل مقالبه فهو سيكون جاهزاً لتلبية طلباته.

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikOù les histoires vivent. Découvrez maintenant