|الفصل الثالث عشر|

7.7K 469 203
                                    

~الكلمات الجارحة كطرقك للمسمار في خشب ... والإعتذار كنزعك ذلك المسمار من تلك الخشبة، لكن هل تزول تلك الحفرة التي أحدثها مسمارك؟~

|كَلِمَاتٌ جَارِحَةٌ|

روائح الأطعمة المختلفة مختلطةٌ بجزيئاتِ الهواءِ هنا، حتى أنه أستصعب عليه تمييزها عن بعضها، أو بالأدق أعتاد عليها حتى أن أنفه لم يعد يشمها. جالتْ عيناه تمسح المكان من حوله، الكل منشغلٌ بالحديث مع بعضعهم البعض أو على قرب إنتهاء أعمالهم اليوم. النعاس طفا على عينيه، لينسحب خارج المطبخ بهدوءٍ جارًّا قدماه.

وجد نفسه وبدون سابق إنذار ينعطف عن الطريق الذي كان يسلكه نحو سريره بغرفته، وتجوّل في القصر باحثاً عنها. إنه مدركٌ تماماً أن الشوق ليس السبب الوحيد في دخوله لتلك الدوامة، بل هو أمرٌ أكبر من ذلك... ألّا وهو الحب؟. هزّ رأسه لعله يتوهم، هي صديقته منذ الصغر فقط، لكنه في كل مرةٍ كان يشعر بضربات قلبه التي تولد الحياة من جديد عندما يقابلها، ويخفق عندما تغادره ويخالجه الشعور بشوقٍ قوي. هذه ليست مجرد صداقة بالنسبة له، هل بالنسبة لها أيضاً؟

"ديزي، أين إلينور؟"

"بغرفتها"

نظرتْ له بتمعنٍ، محاولةً كشف ما خلف تلك العيون من أسرار، هي على يقينٍ تام أن هناك مشاعرٌ بداخله إتجاه صديقتها الوحيدة، لكنه لا يظهر تلك المشاعر، يخبؤها تحت غطاءٌ مسمى بالصداقة. 

أومأ لها بهدوءٍ، وشعور الإحباط قد خالجه. وأنسحب يخرج من المكتبة التي بالعادة إلينور تكون مسؤولةً عن تنظيفه وترتيبه. وفور دخوله لغرفته، ألقى بجسده المنهك على السرير، وأخرج من تحت وسادته صورتها التي لا ينام قبل أن يلقي نظرة شوقٍ عليها. 

رنينُ هاتفه أفاقه من أفكارهِ معلناً وصول رسالة. رفع هاتفه الذي لا يساوي حتى مئة جنيه إسترليني، وقابلتْ عيناه اسم المُرسل، لتتوسع عيناه رُعباً، ويستقيم في جلسته على سريره، وضربات قلبه في ازدياد. فتح هاتفه بيدان مرتجفان، خائفاً من محتوى الرسالة، وهو متأكدٌ مئة بالمئة بما سيأتي في الرسالة.

قرأ الرسالة برويّة، متمعناً بكلماتها التي تُرسل كل مرةٍ في السنة، ضاق صدره، معلناً الإستسلام تاركاً جسده يسقط على السرير بتعبٍ، ويعيد قراءته سريعاً مجدداً:

 إلى لويس توملينسون: 

      عزيزي لويس، عمك المدعو بـ هِنري توملينسون، يدِين لنا بمبلغٍ من المال كما  تعلم، والمبلغ يتضاعف كل مرةٍ يتأخر فيها عمك عن الدفع. وبما أنك الوحيد من  أقاربه،  ففضلاً منك أن تسدد الدين بدلاً عنه، وقد نعفوا عنك في حال قد وجدت السيد هِنري. 

 في تاريخ: 25/3/2015 آخر يومٍ للتسديد، وإن تأخرت عن ذلك اليوم، سنضاعف الدين.

 مع تحيات،

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikWhere stories live. Discover now