|الفصل الخامس عشر|

5.9K 468 200
                                    

كيف الإعلان؟ (رأيكم أهم من أي شي)
_______________
~عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك تجد كل شَيْءٍ وقد تغير~

|وَقْتُ الْإِعْتِرَافْ|

"مدام تريشا!... زين!"

هالةٌ من السكون تحوم، توقفت الأنفاس لحظات، أفكارٌ عابرة تشتت في الهواء. ثلاثتهم توقفوا عن الحركة برهة، حتى قامت والدته بتحطيم حاجز الصمت الذي بنى حولهم. وقالت بتلعثمٍ:

"مر-مرحباً عزيزتي"

صفَّت حلقها، وأستأنفت قائلة:

"تفضلي، اجلسي"

أزاحت نظرها عن السيدة تريشا لتستقر على نظرته العسلية، الدهشة ملئت عيناه وكأنها قبضت عليه متلبس. حاولت تفسير ما يجري، كيف جمعا مع بعضهما؟، لكنها لم تفهم شيئاً، لذلك سألت قائلة بتشوش:

"هل تعرفان بعضكما؟"

أتخذت مقعداً وجلست عليه. ساد الصمت مجدداً لوهلةٍ قصيرة، بينما قامت تريشا تحاول إلتقاط أفكارٍ منطقية لتستعملها حجةً لهذا الموقف. بينما ظلَّتْ عينا زين مفتوحةً على مصرعيها غير مصدقٍ لما يجري، يناظرها بإستنكارٍ وكأنه يحاول إقناع نفسه أن من أمامه هي مجرد طيفٍ لها.

"في الحقيقة، في هذه اللحظة تعرفتُ على هذا الشاب اللطيف"

قالتها تريشا بثباتٍ ووثوق. رفعتْ آنجل حاجبها بإزدراءٍ نحو زين الذي نمتْ ابتسامةٌ جانبيةٌ سعيدةٌ على شفتيه، سخرتْ في ذهنها على أنه قد يكون لطيفاً كما قالت السيدة تريشا. بينما أستأنفتْ تريشا تقول:

"أنا ممتنةٌ له كثيراً، فلقد أنقذني من موقفٍ لا يُحسد عليه"

قهقت السيدة تريشا بخفوتٍ محاولةً إستلطاف الجو، وتغطي على توترها وقلقها من كشف حقيقة أن زين ابنها، فهذه أوامر زوجها العزيز، فجميعهم يعلمون مدى خوفه على سمعته وماله.

"حقاً؟"

قالتها آنجل بغرض أن تكمل السيدة تريشا حديثها وتسرد لها القصة. أرتشفت تريشا القليل من قهوة الإسبرسو الساخنة، وعادت تصفي حلقها، وقصت القصة قائلة بهدوء:

"أجل، فعندما ذهبتُ إلى التسوق في أحد المراكز التجارية، هجم علي سارقٌ نهب حقيبتي وبها أموالي وبطاقاتي المصرفية وإلى ذلك، لكن حمداً لله أن هذا الشاب نزل علي من السماء ليحضر لي حقيبتي ومحتواها كاملةً بدون نقصان... لذلك أردتُ شكره بإحضاره إلى هذا المطعم والحساب علي... وبصراحةٍ أردته أن يكون حارسي الشخصي أو أيُّ شيءٍ من هذا القبيل بسبب إخلاصه وشجاعته، ولأنني رأيته بحاجةٍ إلى معونة لذلك عرضتُ عليه هذا العمل، لكنه أخبرني أنه يعمل مسبقاً"

ابتسمت آنجل للسيدة تريشا، لتقول تريشا بخجلٍ:

"آسفة عزيزتي، أخذني الحديث بعيداً... ألا تريدين طلب شيء؟"

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikWhere stories live. Discover now