~أنا لا أبكي، كل ما في الأمر أن غبار الحنين قد دخلت عيني~ (محمد درويش)
|حَفْلُ مَالِكْ|
في عام 2002م،
أنطلقت أشعة الشمس قاتلةً ظلمة الليل ليختبئ القمر خلف وهج النهار. أخذت فرشاته طريقها تاركةً خلفها آثارها الملونة، مخالفةً أنظمة الطرق لتنطلق بحرية وسرعتها قد جاوزت حدها، مداعبةً الأوراق بشعيراتها الناعمة لتطبع فيه سعادتها التي تفوق الخيال، خالقةً أنظمةً جديدة تخصها هي فقط.
دوى صوت طرقاتٍ على الباب قاتلاً بعنفٍ الهدوء الساكن، ساحباً الأحلام الوردية بكل ما أوتي من قوة. لم يسعه حتى أن يجيب إلّا الآخر دخل بسرعة البرق إلى الغرفة. اتسعت عينيه خوفاً، وهو يتمسك بفرشاته بقوة وبأوراقه الملطخةِ بالألوان المشكِّلة مناظرٍ خيالية هادئة الطباع، وعينيه تستقر على العينان التي تشع منها النيران الحارقة.
"ما هذا الذي في حوزتك؟"
صوته الحاد يطلق في الهواء سهاماً لآذانِ. تجمد تحت صرامة الموقف، وفمه لا تنطق بأية حرفٍ، ذرفت عيناه الدموع هاربةً من هذا الموقف المخيف تاركةً أياه يواجه الواقع المؤلم وحده.
"هل خرست، أجب على سؤالي؟"
صراخه ولا زئير الأسد. تلعثم ليجاوب على سؤاله، فصمت حتى يسحب الهواء ليتنفس جيداً ويهدئ ضربات قلبه في قفصه الصدري.
"رسوماتي"
"هل أنت تكرّس حياتك ومستقبلك لأن تصبح فناناً؟"
خُفض صوته قليلاً هذه المرة، لكن كان استهزاءً أكثر من سؤال. أومأ برأسه إيجاباً بعد دقائق معدودة متردداً في أن يجاوب. فقهقه الواقف أمامه ببعد عشرين ياردة عنه، وصرخ بعدها بعصبية قائلاً:
"لا أحد في هذا القصر سيصبح فناناً... مفهـوم؟"
أومأ بسرعةٍ موافقاً لكل ما يُؤمر به بسبب قلبه الضعيف الذي لا يقوى على مواجهة هذه القلوب الخشنة التي لا تمتلك رحمة كصخرةٍ سوداء تسقط فوق الضعفاء ببرودة غير مباليةٍ لجريمتها القاسية التي أرتكبتها.
"أنت ابن مالك، وعليك أن تدير شركاتها، لا بتشويهها بفرشاتك وتلطيخ سمعتها بألوانك"
قالها بفخرٍ، وتقزز عندما ذكر رسوماته. نكس الآخر رأسه حزناً لأن قدره أن يكون ابن مالك ولا يمكنه إختيار هوايتاه التي تميل نفسه إليها، تنهد بهدوءٍ وأومأ مجدداً برأسه إيجاباً تحت طاعة الأوامر القاتلة كالرمح.
"أين كتاب قانون الشركات التجارية العالمية التي أعطيتها لك؟"
"إنه هنا"
واتجه نحو درج منضدته بالقرب من السرير، وأخرج منها كتابٌ يحمل ثلاثمائة ورقة بداخلها وذا غلافٍ يصَّور أوراقٍ نقدية ذات فئةٍ كبيرة.
YOU ARE READING
عِقَاب خَادِم | Zayn Malik
Fanfiction"آنجل... أُريد إخباركِ بأمرٍ ما" قالها بترددٍ واضح. "ما هو؟" لم تنظر إليه، بل ظلتْ عيناها الجميلتان معلقة على ضوءِ القمر. "أتعلمين لمَ أنا راحل؟" نظرتْ إليه، وقد لاحظ بريق الحزن في عينيها. "لمَ؟" سألتْ وهي شاردةُ الذهن، نادمةٌ على ما فعلت به، حزينةٌ...
