|الفصل التاسع والعشرون|

4.9K 345 246
                                    

*فؤاد في الصورة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

*فؤاد في الصورة

****************

~يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل~

|طَرِيْقٌ لِلإِْنْحِدَارِ|

ضيّق ياسر عينيه في الغيوم الملبدة الملتصقة بالسماء بعد أن أزلق هاتفه المحمول داخل جيب بنطال بدلته الرمادية من جوتشي والتي تحمل زرارين كلاسيكيين.

ليدرك النطاق المعتم الذي حام حول عينيه بعد فترةٍ من تحديقه في السماء، أدار بصره يتحقق من مصدر الظلام، حتى أكتشف أنه في قلب ذلك السواد.

وجد تحركاتٍ في وسط السكون يقترب منه، حتى أبصر ذلك الطقم الرماديّ ذاته، واستقر أمامه، بدا عملاقاً يفوق طوله، رمى بعينيه على جسده هو، ليفزع من رداءه؛ فقد تلطخ بنطاله بالتراب، وتمزّق قميصه من ناحية كتفه الأيمن، كما أُقتلعت الزرارين الكلاسيكيتين.

رفع بصره مجدداً إلى صاحب البدلة اللامعة، وأُشعل في قلبه نار حقدٍ وضغينة. حاول جاهداً أن يرى ملامح ذلك الرجل الذي يعلوه، ولكنه بات وكأنه بلا رأسٍ أو بوجهٍ ضبابي كما تلك الغيوم.

شاهد يد الرجل تمشي رويداً نحوه، وثم يضع الرجل شيئاً على راحة يده، وبعد ابتعاد يد الرجل؛ تلألأ الشيء في كفه ليكتشف أنها ليست سوى جنيهٍ واحد بلا قيمة.

آب عينيه إلى رأس الرجل يحاول التعرّف عليه، لينزاح ستار العتمة عن وجهه، ويكشف عن هويته، ولم تكن ردة فعل ياسر سوى اتساع عينيه كعينيّ البوم في الليل.

***

أرتاعتْ تريشا من صياحٍ دوى في غرفة نومهما، أشعلتْ الإضاءة الخافتة بجانب سريرهما، أمسكتْ سريعاً بذراع المستلقي بجوارها بعدما رفعتْ جزءها العلويّ، وقالت بصوتٍ ملأه الخوف والذعر:

"ماذا هناك؟!"

رفع هو أيضاً نصفه العلويّ ضاغطاً على عينيه كما لو يحاول محو ما رآه في المنام، وبعد فترةٍ وجيزة نظر إلى عينيها بعينينٍ دامعتين، وبصوتٍ مبحوحٍ وخافتٍ ضعيفٍ تحدث:

عِقَاب خَادِم | Zayn Malikحيث تعيش القصص. اكتشف الآن