|الفصل الأخير|

5.8K 351 246
                                    

~أشاهدكِ في الأعلى تجالسين النجوم، أشاهدكِ في الأسفل تراقصين الزهور، أشاهدكِ أمامي تجارين العقول، أشاهدكِ في القلب تعايشين السرور، وما أنا إلاَّ ساقطاً في الجنون~
(بقلمي)

|أَعْطَيْتَكُمْ فُرْصَةٌ|

ذرات الهواء غُلِّفت بأنفاسٍ ملأها إحساسٌ دافئ نابعٌ من قلوبٍ أُختنقتْ لسنوات حتى ذُبلتْ ولم تعد إلى رونقها وذروتها إلّا عندما تنفستْ الآن وأخيراً، عيونٌ تفتحتْ مبتسمة بإطلاق الدموع المُحمّلة بعناء تلك السنوات متخلصة من كرب الذكريات، وشفاهٍ متشققة سببها ابتسامةً عريضة طال مكوثها على الوجوه.

متسطحان على سريرٍ مفرد ومع ذلك حملهما، متقابلان أمام بعضهما كمرآةٍ تعكس الآخر، وعيناهما لم تفارق الآخر ولو بشبرٍ. فرحٌ يسحقهما بلذةٍ عظيمة، وشوق سنوات لا اسبوعٌ واحد يحرقهما بمتعةٍ جليلة. تُلفظتْ الكلمات من بين شفتا آنجل بملامحٍ شاردة قائلة بهمسٍ شديد:

"هل أحلم؟"

مرر بصره في كل ركنٍ من أركان وجهها، ووجد صعوبةً من تشبيع عينيه من النظر إليها. زوَّد من عرض ابتسامته وهو يقول بنفس همسها:

"لستِ وحدكِ من يحلم"

رفعتْ حاجبها باستنكارٍ متفاجئة وهي تهمس قائلة:

"إذاً، هل كلانا نحلم؟"

برز شفته السفلى، ثم قال بهدوء:

"ليس لدي أدنى فكرة، لكن إن كان حلماً فلا أريد الإستيقاظ منه أبداً"

قطعتْ آنجل تواصلهما البصري برفع جزءها العلوي وتعدل جلستها على السرير، وبدت مضطربة ومكتئبة بغتةً. وبالتالي عدّل هو أيضاً وضعيته إلى الجلوس مقابلاً لها عاقداً حاجبيه بتشوشٍ راغباً إلى تفسيرٍ لحالتها المفاجئة.

"أنا نادمة"

نطقتْ، وعيناها تأبى النظر إليه خجلاً وهواناً فظلتا عليقتا ليديها اللتان تشابكتا تهويناً عليها الأمر.

"على ماذا؟"

سأل بحيرةٍ شديدة، أقلعت يده من أسفل الوسادة وهبطت على يدها الناعمة وقبضت عليها تحث آنجل على التحدث، ونظراته الدافئة تحاول أن تقابل نظراتها المختبئة، ألاّ أن آنجل أبت النظر إليه مكتفيةً بتعليق عينيها على يديها وهي تحدث نفسها بصوتٍ مسموع:

"كيف لي أن لا أتعرف عليك؟"

انسحبتْ يداه لتحيط وجهها من الجانبين، وهو يرفع وجهها لتقابله أخيراً. ابتسم لها ابتسامة تدل على أنه راضٍ بالقدر، وأمر أنها لم تتعرف عليه وهو لم يستطع التأكد من أنها هي صديقة طفولته.

"ليس ذنبكِ، فنحن لم نتقابل قط"

"ولكن على الأقل كنت أتذكر اسمك، ولكن بعد إختفاءك حصلت الكثير من الأمور التي أنستني"

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikWhere stories live. Discover now