|الفصل الثاني والعشرون|

4.7K 375 793
                                    

~لا بأس أن تضحك على أخطائك الشخصية، بدل أن يضحك الآخرين عليك من وراء ظهرك~

|عَامِلُ اْلمَكْتَبَةُ|

"هل بإمكاني أن اتساءل عما جرى قبل قليل؟"

صوتها كان بارداً أكثر من كونه فضولياً. صمت لبرهة يحاول عصر عقله لتسيل أفكاراً يستطيع استخدامه كوسيلةٍ للخروج من هذا المأزق.

"فؤاد... أقصد السيد مالك، كان..."

صمت مجدداً، لتقول هي تستدرجه للتحدث:

"ماذا كان؟"

"كان ابن سيدي فيما سبق، أي أني كنت خادماً لدى عائلة مالك"

قطبت جبينها، وتذكرتْ آخر كلمات فؤاد، عندما قال بنوعٍ من العصبية: "أخبرها بفعلتك، أخبرها لمَ أنت..." وصمت لتطفل ذلك الخادم. وسألت قائلة:

"وما هي فعلتك تلك التي أمرك فؤاد بقولها لي؟"

زفر بإنزعاجٍ واضح، وهو يترك جسده يصطدم بظهر المقعد الخشبي، لم ينظر لوجهها أبداً، معلقاً ناظريه على تلك النافورة المزعجة كما هذه الأسئلة، زفر مجدداً يحاول إرسال رسالةٍ لها بأن تكف عن التساءل وكأنهما في مقابلة عمل، لكنها عوض ذلك لا تزال تنظر له تنتظر إجابةً لسؤالها.

"تشاجرت مع السيد فؤاد، وطُردتُ من العمل، وعملتُ لديكم، هذا هو كل ما في الأمر"

همهمت قليلاً دلالةً على حل حبكة القصة في عقلها، ولكن ما زالت هناك قصة لم تنتهِ في عقلها بعد!

"ماذا عن حبيبتك؟"

لينظر لها سريعاً هذه المرة، طال قليلاً في النظر في عينيها التي تعكس أنوار اللمبات بلمعة عيونها البراقة.

"ماذا عنها؟"

قال بهمسٍ شديد مع شرودٍ مفاجئ، ورغم صوت المياه العالي ألا أنها سمعته.

"هل لك أن تقص علي قصتكما؟"

لم يفهم سبب تطفلها الغريب، ألا أن هناك... في عينيها لمحةٍ برغبةٍ للإطمئنان.

"لا أفهم سبب إصراركِ على معرفة كل هذا، لكن رغم ذلك لن اخبركِ، لأن ذلك كان في الماضي، ولا أحب تذكره"

أبعدتْ عيناها عنه بإحراج، أستطردت قائلة:

"نعود إلى المنزل؟"

أومأ لها ببطئٍ، همس تحت أنفاسه :

"أُفضل ذلك"

.

.

.

3:15 مساءً

مسح على بطنه بعد إلتهام كل ما في الطبق، تجولت عيناه في نطاقه يتفحص وجوه زملاءه في العمل، الكل هزيل الجسد! عدا مجموعةٍ من الرجال يتشاركون الطاولة ذاتها، يرتدون بدلةٍ سوداء مع ربطة عنقٍ سوداء نحيلةٍ إلى حدٍ ما، بعضهم يعلقون نظاراتهم الشمسية على جيب سترتهم. فكّر في أنهم حراسٍ أو ما شابه، لكن لم يرهم من قبل طيلة شهرٍ، ولا يحملون في أذانهم ذلك الجهاز الصغير حتى يتواصلون مع رئيسهم، وليسوا ببنيةٍ كبيرة تدل على أنهم هنا من أجل الحراسة.

عِقَاب خَادِم | Zayn MalikWhere stories live. Discover now