الاتفاق القديم

2.7K 196 5
                                    


لنعد لماركو الذي راح يرمق ليام بنظرات بغض وسخط وكأنه عدوه ..بينما اكتفى ليام بتجاهل نظراته وهو يقول : لقد مرت فتره طويل منذ اخر لقاء لنا اليس كذلك ؟!
تجاهل ماركو كلامه ليعلق بعدها ببرود : ما الذي اتى بك من جديد ؟ الم تعدني بأن تبقى بعيدا عن حياتي ..ام انك قد نسيت وعدك لي ؟!
-لا لم انسى ذاك الوعد
-احقا انت لم تفعل <كانت نبرته ساخره
صمت ليام وهو ينظر له بهدوء في حين اكمل ماركو قائلا بتهكم :ما بك لا تجيب ؟ ام ان القط اكل لسانك كما يقولون !!
بعد كلمة ماركو الاخيره .. عاد ليام ليتحدث بسخريه هذه المره : ارجوك لا تضحكني يا هذا فكما تعلم انا لم اخلف وعدي بل انت من فعل ام انك نسيت الشرط الذي قام عليه وعدنا في ذلك الوقت يا صديقي العزيز ؟!!
اشاح ماركو بوجهه عن ليام وهو يزفر بغضب ويقول : لم انسى ..ثم لا تجعلني صديقاً لك فمجرد تفكيري بالامر يجعلني اشعر بالغثيان
ابتسم ليام بسخريه ليعلق بعدها : اذا كنت بالفعل لم تنسى اذاً لماذا نكثت بالشرط ؟!
اكتفى ماركو بالصمت فهو لم يجد اي اجابه مما دفع ليام ليكمل : اوه ما بك صمت فجأةً هكذا الا تجد ما تجيب به على سؤالي ام انك لا تريد الاعتراف بضعفك الذي دفعك للوصول الى هذه المرحله
سقطت كلمات ليام كالاسهم على قلب ماركو فهو لم يقل سوى الحقيقه ..الحقيقه التي كان دائما يهرب منها ويتجاهلها لكي لا يشعر بجبنه وعجزه ..صر ماركور على اسنانه بغضب فها هو يصمت من جديد غير قادراً على الكلام في حين اكمل ليام بأستهزاء : من منا الان ..اكل القط لسانه ؟!
في هذه اللحظه نهض ماركو ليقف وهو يمسك بمعطفه متوجهاً الى الباب ولكن اوقفه كلام ليام وهو يقول : اهرب بقدر ما تشاء ..ولكن اعلم بأن تلك الفرصه التى قدمتها لك لن تتكرر من جديد
فأنا لن اتنازل هذه المره عن اخذ اي شيء يخصني حتى لو استخدمت القوه ..افهمت ؟؟!
في تلك اللحظه فتح ماركو باب الغرفه وعلق على كلام ليام بحده : اذاً انت تعلن الحرب بيننا
ثم خرج من الغرفه لينزل السلم تاركاً المنزل بمن فيه ..دفع سلوك ماركو الفتاتين لتعجب فصعدتا الى غرفه جوليا لتعلما الذي جري فوجدتا ليام يستعد هو الاخر ليرحل تساءلت جوليا بفضول : ما الذي جرى قبل قليلا ؟!!
اجاب ليام بهدوء : ما الذي تعنينه ؟!
-انا اقصد لماذا ذهب ماركو بغتةً هكذا ؟!
-اوه وما ادراني انا ؟<قالها بنفس نبرته السابقه
تساءلت ايمي : حسنا اذاً ..اخبرني ما سبب ذهابك الان فالوقت ما يزال مبكراً !!
اجابه ليام بجديه : لقد حل المساء بالفعل ..ثم ان لدي ما اقوم به فكما تعلمين انا لست طالباً فقط
فلدي شركات اديرها
-اوه حسنا نحن لا نريد ان نشغلك اكثر <قالتها جوليا بأبتسامه خفيفه
بادلها ليام الابتسامه ليقول : شكرا على اليوم
-لا تشكرني فأنا لم افعل شيء سوى اني احببت ان نجتمع لنقوي علاقتنا ونصبح اصدقاء
-ولكننا اصدقاء بالفعل <ثم سكت قليلا وعاد يقول >اعذراني الان فعلي الذهاب
ثم توجه الباب وقبل ان يخرج عاد ليقول : انسه ايمي ارجوا بأن لا تتأخري فعما قريب ستزداد عتمة الليل
-اوه حسنا لن انسى ذلك
بعد كلمة ايمي الاخيره ودعهم ليام وذهب هو الاخر لعمله .. ومع مرور الوقت وتأخره بسبب دراسة الفتاتين وحدهما قام كوبير بإيصال ايمي لمنزلها ..وبالفعل عند وصولها سألت عن ماركو فهي ارادت محادثته ولكنها مع الاسف لم تجده فهو لم يعد للمنزل بعد
----------------------
في هذا الاثناء ...كان يجلس على احد المقاعد المطلة على البحر وهو يتأمل السواد فلا قمر في السماء ولا نجوم حتى المكان يكاد يخلوا من البشر فمن ذا الذي سيأتي الى البحر في منتصف الليل ابتسم بسخريه على حاله وعلى ضعفه وهو يعود بالذاكره الى ذلك اليوم
.
.
قبل عشر سنوات من الان
وفي احدى الحدائق العامه كان يجلسان على الاراجيح عندما اقترح ماركو امر الاتفاق وهو يقول : ليام اخبرني كم سيطول غيابك ؟!
-لا اعلم ربما بضع سنوات ..ولكن لماذا تسأل؟!
-حسنا في الواقع ..انا لا اريد منك العوده
في تلك اللحظه تبادلا النظرات ..ليعلق ليام بعد تفيكر : امممم حسنا لك ذلك ..ولكن بشرط
تعجب ماركو من قبول ليام السريع فهو ظنه سيرفض ..ومع ذلك تغاضى عن الامر وهو يتساءل : وما هو شرط ؟!
رفع ليام نظره الى السماء وهو يقول بهدوء : شرطي بسيط وهو ان تمتلك قلبها في غايبي عندها انا اعدك بأن لا اظهر في حياتك من جديد
بعد كلمته الاخيره ابتسم ماركو وهو يقول : وانا اقبل بهذا الشرط والاتفاق واعدك بتنفيذه ..فأنا ايضا احبها ..ولن اتخلى عن اي فرصه تأتيني
لم يغب على ليام فرح ماركو بالاتفاق ..فنهض عندها وهو يقول بجديه : حسنا اذاً قبل رحيلي سأذكرك بأمر ..انك ان لم تفي بشرطي فسيلغى الاتفاق افهمت
اومأ ماركو برأسه وهو يقول : وانت ايضا تذكر هذا
بعد كلمته الاخيره ابتعد ليام وتركه ليتوجه لبوابة الحديقه فهناك سياره سوداء تنتظره فركبها وهو يتمتم ببعض الكلمات ثم بعدها تحركت السياره
لتختفي عن انظار ماركو ..الذي نهض بعدها متوجهاً الى منزله ليقابل ضيفتهم الجديده الفتاه
التي احبها وقام بأتفاق من اجلها
.
.
استيقظ ماركو من شروده ليتنهد بتعب فتلك الذكرى بالذات تشعره بالخذلان فهو بالفعل لم يفي بوعده رغم كونه قادر على ذلك فقد اتيحت له الكثير من الفرص خلال العشر سنوات الماضي ولكنه قد ضيعها كلها بسبب حماقته وضعفه راح ماركو يلوم نفس كثير ..وفي النهايه قرر عدم الاستسلام فهو لا يزال يمتلك فرصه اخيره بين يده وبالطبع لن يضيعها هذه المره ..نهض بعد قراره الاخيره ليتوجه الى منزله فهو يحتاج لبعض النوم في النهايه مرت الايام بعد هذا وبدأت الامتحانات و بفضل دراسه ايمي المتواصله وشرح ليام والقليل من مساعده راين استطاعت ايمي في النهايه ربح الرهان فهي احتلت المرتبه التاسعه في لائحة الشرف مما جعل راين يدعوها الى احد المطاعم الفخمه كما وعدها ومع مرور الايام ومضي الوقت توطدت علاقه ايمي وليام واصبحا يعرفان الكثير عن بعضهم البعض مما جعل اعجاب ايمي به يزداد في حين تغيرت معامله ماركو لها ليصبح الطف من السابق بينما بقيت جوليا على حالها ومع حلول فصل الربيع الدافئ وذوبان الثلوج اغلقت المدارس والجامعات ابوبها للعطله مما جعل الطلاب مسرورين بأستثناء ايمي التي كانت محبطة فهي تكاد تجن لكونها حبيسة المنزل منذ بدء العطله ولكن حالتها تلك ما لبث ان تغيرت ففي اثناء جلوسها امام التلفاز تلقت رساله على هاتفها وما ان فتحتها وقرأت محتواها ابتسمت بسرور وراحت تقفز من الفرح مما جعل جميع من في غرفه المعيشه يتعجبون ..في حين علق راين قائلا : ما خطبكِ يا ايمي ؟!
-دعها وشأنها فلا خطب بها ..فهي في النهايه مجرد فتاه حمقاء <قالها ماركو وهو يدخل غرفه المعيشه ..في حين لم تكترث ايمي لما قاله وهي تحتضنه بإبتهاج وتقول : ماكور انا بالفعل مسروره لرؤيتك
جعل تصرفها ذلك كلا من ماركو وراين يتعجبان في حين ابتسم ماثيو على حالهم وعاد يقرأ الصحيفه التي بين يديه ...وفي نفسه اللحظه ابعد ماركو يدي ايمي عنها وهو يقول بتهكم : هل اصابتكِ الحمى ام انك جننتِ ؟!
لم تفارق ايمي الابتسامه وهي تقول : لا هذا ولا ذاك ..كل مافي الامر هو ان احدى صديقاتي دعتني لزياره المنتجع الخاص بعائلتهم وامضاء اسبوع كامل هناك ..وكل هذا بالمجان
-اوه حسنا هذا رائع < علق راين
في حين اكملت ايمي تقول : ماركو انت ستأتي ايضا اليس كذلك ؟!!
رفع ماركو حاجبيه بأستغراب وهو يقول : و ما شأني انا بالامر ؟!
-في الواقع لقد ذكرت الرساله انه بأمكاني اصطحاب من اشاء معي لذلك انا قمت بدعوتك
ولكن ان لم ترغب بالمجيء معنا فلا مشكله ..فأنا لن اكون وحيدةً هناك بوجود جوليا وليام
بعد كلمه ايمي الاخيره قطب ماركو حاجبيه هذه المره وعلق قائلا : اتعنين انها لن تكون رحله للفتيات فقط ؟!
-اوه بالطبع فهناك ثلاث شبان عداك على ما اعتقد ..اذاً اخبرني الان ما هو قرارك ؟!
قالتها ايمي بحماس في حين سكت ماركو وهو يفكر بالامر وقبل ان يجيب تحدث ماثيو اخيراً وهو يقول : لا تفكر كثيرا فأنت في النهايه ستذهب معها شأت ام ابيت ..فكما تعلم انا لا ارسل ابنتي بمفردها الى منتجع بعيد ثم ان الامر غير قابل لنقاش
تنهد ماركو في تلك اللحظه وحدث نفسه ( في الحقيقه ما كنت لأرفض الذهاب بوجد ليام ولكن لا استطيع سوى شكرك يا ابي فقد ساعدتني بالفعل هذه المره ) وعلق قائلا : حسنا اذاً انا لن اعترض ان كان الامر هكذا
-حسنا اذاً عليك الان الذهاب لحزم امتعتك فغدا صباحاً سنذهب للمنتجع
قالتها ايمي بحماس ثم ذهبت هي بعدها لحزم امتعتها في حين كان راين شارد الذهن ( يالا مكر ماثيو ذاك ...) وقطعت افكاره فقد قاطعه ماثيو قائلا : راين ما بك لا تجيبني ؟!
-اوه ماذا هناك يا سيدي ؟!
-في الواقع كنت اسألك الن تذهب معهم انت ايضا ؟!
-اوه ماذا بالطبع وكيف لي ان اترك الانسه وانا حارسها ..عن اذنك الان
ثم توجه لغرفه ايمي ليستفسر منها عن بعض الامور ..فهو في النهايه سيذهب معها حتى وان رفضت قدومه مر بعد ذلك اليوم بهدوء وسلام الى ان حل الليل ومن فرط حماسه ايمي وتفكيرها الدائم بليام لم تستطع النوم حتى بزوخ الفجر
----------------------

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now