الحقيقه المؤلمه

2.1K 138 15
                                    


ومع مرور الوقت وتتابع الايام وبمضي اسبوعين هادئين بلا اي مشاكل او عوائق يكون موعد مولد ايمي قد اقترب اي انه في غضون ثلاث ايام ستبلغ عامه الـ[18] وفي الصباح الباكر اي ان الشمس لم تبزخ بعد وفي مكتب ليام وكالعاده هو لا يزال مسيقظاً ولكن هذا المره لم يكن ما يشغله العمل بل شي ما اكثر اهميه فهو كان يتناقش مع ريو بشأن خطه ما تتعلق بأمر ما سيحدث في المستقبل قائلا : انا اعتمد عليك يا ريو واتمنى ان لا يخيب ظني فيك
-وانا طوع امرك ..ولكن هل بالفعل لا يوجد خيار اخر امامك ؟!
-في الواقع هذا افضل ما يمكنني فعله
فبدا الحزن يتسلل الى ملامح ريو وهو يتخيل ما سيحدث بعد ايام قليله ..ومع ذلك تماسك قائلا : انا لن اخيب ظنكِ ابداً
-وانا اثق بكِ ..لذلك فلترعى الجميع في غيابي
-سوف ابذل جهدي لذلك
انهى ريو كلمته تلك ثم استأذن بعدها وترك الغرفه مما جعل ليام يغمض عينيه بهدوء وكأن النعاس قد غلبه او ما شابه ..وفي الوقت ذاته ولكن في غرفه النوم استيقظت ايمي بفزع فهي قد رأت كابوساً مرعباً جعلها غير مطمأنه البته فليام مات في ذلك الكابوس وهذا لا يبشر بالخير ابداً ولكن وعندما تبين لايمي انه محض حلم لا اكثر وانها لا تزال في غرفتها وعلى فراشها زفرت براحه ولكن لحظه الا يبدو الامر غريباً فهي لا تذكر انها اتت لغرفتها فأخر ما كانت تفعله هو مشاهدة احد الافلام على التلفاز مع راين ولذلك هي اعتقدت انها ربما غفت في اثناء ذلك فقام راين بحملها الى هنا وهذا وارد جداً فهو لطالما كان يفعل ذلك عندما كانت تسكن في منزل عائله ريفالدو التي تبنتها وهي طفله ..ولكن هذا ليس مهماً الان فهي لتوها قد تنبهت بأن ليام لم يعد بعد الى القصر فشعرت بالقليل من القلق عليه وحدث نفسها بهمس : هل يعقل ان مكروهاً قد اصابه ؟ لا لا انا لا اظن ذلك فهو لديه ريو ؟! حسنا اذاً علي التفكير بأيجابيه ربما هو قد اعتاد على النوم في الشركه لكثرت اعماله ..ولكن مع هذا انا لا ازال قلقه عليه
انهت كلمتها تلك وهي تنهض لتقف وتغادر الغرفه بحثاً عن راين فلربما هو يعلم مكان ليام الحالي وبينما هي تمشي في الرواق المظلم رأت نوراً خافتاً يشق طريقه متسللا خارج احد الغرفه فأقترب بفضول لترى من هو ذلك الشخص المسيقظ في مثل هذا الوقت المبكر وما هي الا لحظات حتى اتتها الاجابه فقد خطفت نظرةً للغرفه لتتحقق من ذلك الشخص واذا بها ترى ليام يجلس خلف مكتبه مسنداً رأسه الى كرسيه ومغمضاً عينيه فتساءلت في نفسها ( هل هو نائم ؟ يبدو بأن كثرت العمل قد ارهقته ولكن هذا ليس جيداً لصحته ..ثم ان نومه بتلك الطريقه سيسبب له الالم ) وخرجت من تفكيرها ذاك وهي تتقدم بهدوء من مكتبه الى ان اصبحت امامها وعندها تنفست الصعداء ثم خطفت نظرةً سريعه له فهو كالعاده بدى وسيماً بشعره الاسود المبعثر ووجه الهادئ انه بالفعل اشبه بملاكاً بريء وهذا التفكير وحده دفع ايمي للابتسامه بهدوء ثم ما لبث بعدها الا ان مدت يدها لتيقظه ولكن المفاجأه كانت عندما امسك هو بيدها بحركه سريعه منه ففزعت ايمي قليلا من ردة فعله تلك ثم قالت : ما خطبكِ لقد افزعتني ؟!
فاجاب وهو ينظر لعينيها بهدوء : انا اسفه ولكن اخبريني ما الذي تفعلينه بالتسلل الى مكتبي خلسةً هكذا ؟!
-في الحقيقه انا قلقت عليك لكوني لم ارك البارحه لذلك اتيت للبحث عن راين فلعله يطمئنني عليك بطريقه ما ...ولكن لاحاجه لذلك الان
ثم سحبت يدها من بين يديه وهي تبتعد عنه وتكمل : ثم اتعلم ان النوم بتلك الطريقه سيسبب لك الالم ..والسهره سيتعبك ايضا
فألتفت ليام لها قائلا : الا تعلمين بأن النوم يعتبر ترفاً بالنسبه لمصاصي الدماء ؟!
-انها معلومه جديده
قالتها وهي تفرك اعينها ..في حين تأمل ليام حالها فقد كان شعرها مبعثراً ثم انها لا تزال بقميص نومها ابتسم لمنظرها ذاك معلقاً : انتِ بالفعل لم تتغير ..رغم فقدانكِ لذاكرتكِ
-ماذا ما الذي تعنيه ؟!
قالتها بتعجب فاسترسل ليام بالقول : قبل ان اجيبكِ اخبريني هل راودكِ كابوساً او ما شابه ؟!
فرفعت ايمي حاجبيها بتعجب وهي تقول : ان كل الحق معك ..ولكن كيف علمت بذلك ؟!
فأجابها بهدوء: الم أخبركِ سابقاً بأنكِ لم تتغير فأنتِ منذ ان كنا اطفالاً كنتِ تأتين الي كلما حلمتِ بكابوس مرعب ثم تطلبين النوم بجانبي
-اوه حقاً وما الذي كنت تفعله انت حينها ؟!
-وماذا عساي افعل غير قبول طلبكِ
-اوه حقا انا لم اعلم ذلك
-حسنا والان علمتِ ..على كل حال ما الذي حلمتِ به ؟!
فأبتسمت ايمي بهدوء وهي تقول : لا تشغل بالك بالامر ..فأنا و بمجرد رؤيتي لكِ نسيت كابوسي ذاك وخوفي
لم يعلق ليام على حديثها ذاك ليطبق عليهم الصمت ..فما كان من ايمي الا ان تجول ببصرها في ارجاء المكتب فلفت انتباهها لوحة ما او بالاصح صوره تجمع كل افراد عائلتها في لحظتها عادت الافكار لتتوافد عليها من جديد وكذلك عاد لها الفضول لمعرفة ما جرى قبل عشر سنوات لعائلتها فما كان منها الا القول : ليام الا تظن انك نسيت شيئاً ما ؟!
فرفع الاخير حاجبيه قائلا : وما هو هذا الذي نسيته ؟!
-انا اعني وعدك لي بأخباري الحقيقه عن ماضي عائلتنا
-اوه بشأن هذا الامر ..انا لم انسى وستعرفين كل شيء قريباً
ثم ما لبث ان انهى كلمته تلك ليرن هاتفه فأجاب هو بعد ان تحقق من المتصل وبعد مكالمه استغرقت عشر دقائق اقفل ليام الهاتف مخاطباً ايمي هذه المره : ايمي انا اريد منكِ ان تبدلي ثيابكِ فنحن علينا مغادرة هذه المكان وفي الحال
-ولكن لماذا تقول هذا الان ؟!
-لا وقت لشرح فلتبدلي ثيابكِ..وانا سأنتظركِ  في السياره ..هل فهمت ما اقوله ؟!
-نعم فهمت ..ولكن ماذا بشأن اخبـ..
وبترت عبارتها تلك وهي تسمعه يقول : سأخبركِ بها حالما نصل لوجهتنا ..اما الام فأسرعي وبدلي ثيابكِ هيا
فنفذت ايمي مطلبه ذاك وبدلت ثيابها رغم تعجبها لما حدث امامها قبل لحظات بعد ذلك ركبت السياره مع ليام فوجدت كلاً من راين وجين موجودين ايضا فأزداد تعجبها ولكنها لم تستطع ان تسأل ليام عن الامر فهو كان بمزاج غير جيد وهي خشيت ان تزيد الطين بلة بسؤاله لذلك التزمت الصمت وراحت تنظر من نافذه السياره  لقصرهم الذي راح هو الاخر يبتعد شيئاً فشيئاً ليتلاشى بعد لحظات عن ناظريها ومع مرور الوقت وبحلول الساعه التاسعه صباحاً توقفت السياره التي تقل ليام وايمي عند منزلاً اشبه بالمصيف ليترجل منها كلاهما ويتبعهما بعد ذلك كلاً من راين وجين ..وللحق فأيمي بمجرد ان اكتشفت انه مصيف راحت تتساءل بتعجب : ما الذي اتى بنا الى مثل هذا المصيف ؟!
فأجابها ليام بهدوء : سوف تعلمين هذا قريباً ولكن فنلقي عليه نظرةً من الداخل اولاً
وهذا بالفعل ما حدث ولكن وبمجرد دخولهم له توقفت ايمي في منتصف ردهته فبطريقه ما باغتها ألم شديد لمجرد رؤيتها المصيف من الداخل وفجأه اصبحت ترى المكان من حولها مصطبغاً بالدماء والجثث متناثره هنا وهناك ولكن لحظه لماذا داهمتها هذه الذكرى الان ؟! وبما انها لم تجد اي اجابه اكتفت بأن استندت على الجدار وهي تحاول ان تعود لطبيعتها وبما ان ليام لاحظ ردة فعلها اقترب منه وهو يقول ببعض القلق : هل انتِ بخير ؟!
-اوه نعم لا تقلق انه مجرد صداع لا اكثر
-هل انتِ متأكده من ذلك
قالها بشك لتهز ايمي رأسها بالايجاب ورغم كون ليام لم يقتنع بالامر الا انه اكمل يقول : لقد تسألتي قبل دخولنا عن سبب قدومنا الى هذا المصيف والان حان الوقت لأخبركِ بالحقيقه ؟!
-هل حقاً ستفعل ؟!
قالتها ايمي وهي تتناسى صداعها ذاك مما جعل ليام يسترسل قائلا : نعم سأفعلها حقا فقد ان الاوان ..ولكن عليك ان تعلمي قبل كل هذا ان هذه الحقائق ليست بالجيده وانه ما ان تعرفيها لن تستطيع نسيانها مدى حياتك اي بمعنى اخر الكابوس الذي ستقدمين عليه سيرافقكِ طول حياتك كما لو انه وشم التصق بكِ فهل انتِ مستعده حقا لهذه الحقيقه ؟!
فبلعت ايمي ريقها وهي تعجز عن النطق بسبب حديث ليام الجاف والخالي من المشاعر ولكن رغم كل خوفها من المجهول او بالاصح من الحقيقه تلك هزت رأسها بالايجاب وكأنها تقول له انا مستعدا لما سيأتي فما كان منه الا ان يتنهد فهو كان يعلم بأنها عنيده رغم كل خوفها فما كان منه الا ان يقول : حسناً اذاً وقبل كل شيء انا اتيت بكِ للمصيف لسببين احدهما هو معرفه الحقيقه وهو امر مستحيل ما لم يتحقق الشرط الثاني الا وهو ان نكون في موقع الحادث نفسه
عند تلك النقطه تحشرج صوت ايمي ليظهر هذه المره كالهمس وهي تقول : موقع الحادث ..هل تعني بأن ا..
بتر ليام عبارتها قائلا : نعم صحيحاً ما تقولينه هذا المكان شهد تلك الفاجعه التي انهت حياه افراد عائلتنا الواحد تلوى الاخرى ..ولكن اخبريني هل حقا لا بأس بأخباركِ ؟!!
فما كان منها الا ان تهز برأسها للمره الثالث عندها قام ليام بأصطحابها الى غرفه المعيشه حيث قضى افراد عائلتها نحبهم فيه وهو يقول : بعد تلك الحادث انا امرت بترميم منزل المصيف هذا فكما تعلمين بعد الذي جرى ما عاد المكان مأهوللسكن
-حسنا وماذا حدث يومها لماذا لا تخبريني وتريح قلبي ؟!
تساءلت ايمي بصوت خالطه الكثير من الفضول والقليل من الخوف فنظر ليام لكلاً من راين والجين الذي بدت تعابير الحزن على وجههما ثم عاد ينظر لايمي وهو يقول : رغم كوني اعلم بأن قلبكِ لن يستريح بعد الذي سترينه وتسمعينه وتعيشينه الا ان هذا هو قراركِ في النهايه وانتِ مسؤوله عنه و...
هذه المره قاطعته ايمي وهي تقول : لحظه واحد هل قلت بأنني سأرى واسمع واعيش الحدث ؟!
فهز ليام رأسها موافقاً وهو يسترسل قائلا : نعم هذا ما سيحدث
-ولكن كيف هذا ؟!
-ببساطه ان ازلنا الختم عنكِ فستعود لكِ كل ذكرياتكِ وستعودين لسابق عهدك
-وهل تستطيع بالفعل ازالت الختم عني ؟!
-وكيف لا افعل وانا الذي ختمت قواكِ وذكرياتكِ في المقام الاول ..وبالطبع كل هذا كان لحمايتكِ قد تعتقدين الان بأنني اناني او ما شابه ولكني اقسم بأن كل ما فعلته كان لاجل ابعادكِ عن كل هذا الخطر القادم ..وايضاً كان تنفيذاً لوعد قطعته لخالتي سابقاً
-انا لا احتاج تبريرك واتفهم موقفك ولكن اخبرني ..عن اي وعد تتحدث ؟! وما شأن امي به ؟!
-ان كل الاسئله التي تدور في رأسك ستجدين لها اجابه حلما نبدأ بطقوس اعاده الذاكره
-طقوس ماذا ؟!
-سترين ما اعنيه الان
انهى كلمته تلك وهو يخرج سكيناً صغيره من جيب بنطاله ليجرح بها كف يده ويرسم بدمه دائره تملئها بعض الحروف الغريبه والتي كانت ايمي تجهل طريقه قرائتها ..ومن بين تعجبها ذاك راحت تتساءل بقلق : هل انت بخير ؟!
-نعم لا تقلقي ففقدان القليل من الدماء لن يضر بصحتي
-ولكن ..
قاطعه قائلا : من دون لكن ..ثم اخبريني ما المهم لكِ الان ان تعرفي الحقيقه ام ان تقلقي علي ؟!
-كلاكما < قالتها ايمي بأندفاع
-اوه حقاً اذاً سأكرر كلامي للمره الثانيه انا بخير لا تقلقي علي ثم ان الجرح بالفعل بدأ يلتأم لذلك الان اريد منكِ الوقف في منتصف هذه الدائره فقط والباقي اتركيه علي
-ماذا اقف داخلها ؟! ثم عن ماذا تتحدث بالضبط ؟!
-هيا هذا لا يهم فلتنفذي اوامري وحسب
ففعلت ايمي ما طلبه منها ووقفت في منتصف الدائره لحظتها لمعت اعين ليام البنفسجيه ليتمتم بكلمات او بالاصح بتعويذه ما فما كان من تلك الدائره الا التوهج بشعاع بنفسجي ليبني جداراً يحبس ايمي عن الخروج لهم بعد بدأت ايمي تفقد وعيها تدريجياً وفي تلك الاثناء راحت تتساءل بكل القوه الباقي له : ما الذي يحدث لي وما الـ..
وتوقفت عن الحديث وهي تهوي على ركبتيها بوهن فما كان من ليام الا ان يجيب قائلا: لا ترهقي نفسكِ يا عزيزتي وثقي بي فهذا لمصلحتكِ ثم انني لا ازال عند وعندي وستعرفين هذا قريباً حالما تعود لكِ ذاكرتكِ والى ذاك الوقت
انا سأقول شيء واحدا فقط اعلمي بأن لم افعل اي شيء الا لانني احبكِ اجل انا اقولها الان لكِ انا احبكِ للابداً لا تنسي هذا يا ايميليا
ومن ثم انهى حديث اخيراً بقول كلمه واحده اختصرت كل شيء لايمي وفي تلك اللحظه تمنت ايمي لو لم تطلب معرفه الحقيقه لكون الثمن الذي دفعته كان غالياً فليام ودعها بحزن يملأ عينه وكأنها اخر مره سيتقابلان فيها..ومن يعلم ربما تكون كذلك بالفعل ..ولكن الان وبما ان لا حول ولا قوه لايمي وبما ان تلك الدائره تستنزف قواها راحت تتمتم قبل ان تغيب عن الوعي وتقول : لا تتـ..ـركنـ..ـي
ولكن كلماتها تلك لم توقفه فهو قد ترك المصيف بالفعل بعد ان وجه لراين وجين بعض الاوامر التي لم تفهم ايمي منها شيء فعقلها ما عاد يسعفها بعد ان فقدت وعيها
--------------------
ومن جانب اخرى وفي احدى شوارع العاصمه  كان ريو يقود احدى السيارات وهو يتحدث مع شخصاً ما قائلا : نعم اليوم عند الظهيره في ذلك المكان الذي حدثتك عنه سابقا ..اوه وانا ارجو منك التفهم ...لا ليس امامنا خير سوى هذا ...من دون لكن نفذ فقط ..اوه وايضا لا تخبر راين عن ما جرى بيننا او اي احد اخر فالامر سري وان حدث وانتشر فنهايتك ستكون على يدي ...حسنا اذاً انا اشكر تفهمك للأمر و الى اللقاء الان
ثم اغلق خط الهاتف وهو يبتسم بهدوء لخطته تلك فهو في النهايه حتى لو تجاوز اوامر ليام كان مضطراً على فعل ما فعله فهو لا يريد ان يخسر اكثر فقد اكتفى لذلك هو سيحرص هذه المره على اتمام مخططه حتى لو كلفه هذا حياته
--------------------
وفي مكان غير مؤهول اشبه بقصر متهدم كانت تقف امامه وهي تتأمل ما جرى له وبحزن فقد قضي على افراد عائلتها تقريباً بعد تلك الحادثه الشنيعه فما كان منه الا القول وبكل حقد : انا اقسم بأنني لن اترك موتكم هذا يذهب ادراج الرياح وسأنتقم لكم من عائله لوكاس واذيق وريثها اشد الندم ..فلتراقبوني فقط
انهت كلمتها لتلتفت لشخصين الواقفين امامها ومن ثم تخاطب احدهما قائلة : روبير فلتحاول جمع اكبر قدر من المتحولين فمعركتنا على وشك ان تبدأ ..بعد ساعات
-كما تأمرين يا هيلين
قال كلمته تلك ثم اختفى اما عن الشخص الاخر فوقف يراقب حالها من دون ان ينطق بحرف فنظرت هي له لتتغير تعابير وجهها وتبتسم لها ببعض الهدوء وتقول : ما بك يا بني امن خطب يا دينس ؟!
فنظر الاخير الى السماء رغم استحالت رؤية الشمس بسبب الاشجار التي تحيطهم وراح يقول وهو يرفع يده بتجاه قلبه : في الواقع انا اشعر بشيء ما لا افهمه ..ففي بعض الاوقات ينقبض قلبي بحزن وأسى وفي اوقات اخرى ينبض بجنون لدرجه اشعر بأنه سيخرج من اضلاعي ..انا لا اعلم لماذا اشعر بهذا فأنا لست كذلك ولكن فجأه يتملكني ذاك الشعور وكأن شخصاً ما نقل الي فرحه تارةً وحزنه تارةً اخرى اتفهمين ما اعنيه يا امي ..هذا الشخص كأنه يناديني وكأنه يبحث عني ..فقط حتى اواسيه وعندها انا كيف اقولها لا اعلم كيف اصف لكِ شعوري عندما يشعر هو بألالم ولكن بطريقه ما انا لا استطيع التغاضي عن مشاعره فهي تألمني كما تفعل له لذلك انا بالفعل اود ايجاده والتخفيف من احزانه تلك فهي في النهايه قد اثقلت كاهلي كما تفعل معه ايضا ..ولكن المشكله كوني لا اعرفه حتى افعل ذلك قد يبدو حديث هذا اشبه بحديث شخص قد فقد عقله ولكن انا بالفعل اكتفيت من كل الاحزان التي تلف قلبي بسبب ذلك الشخص لذلك امي فلتخبريني ما هو الحل ولا تنعتيني بالمجنون
فنظرت هيلين لحال ابنها وقد رقت نظراتها تلك لتملأها الدموع وهي تقول بصوت جاهدت ان يبقى متماسكاً : عندما يحين الوقت وتقابل هذا الشخص انت ستفهم ما سبب شعورك هذا لذلك حاول الان التحمل ..والى ان يأتي ذاك اليوم ارجو منك ان تسامحني
فتعجب الاخيره قائلا : ولما عساي اسامحكِ فما الذي فعلتيه يا امي ؟!
-ستفهم هذا فيما بعد
انهت كلمتها تلك وهي تمسح دمعه خانتها وكأن ذكرى قديمه عادت لها ذكرى حزينه حبستها في قلبها لفتره من الزمن ولا تزال كذلك ..وبما ان ابنها لا حظ حزنها ذاك قرر انهاء الموضوع وعدم الخوض فيه اكثر فهو لا يريد ان يألم والدته اكثر من ما هي متألمه
----------------------
اما عن ايمي ورغم مرور الكثير من الوقت الا انها كانت ولا تزال داخل الدائره او بالاصح داخل الحاجز الذي صنعه ليام كانت ذكرياتها تتوافد عليها الواحده تلو الاخرى ذكريات نستها ايمي ذكريات معظمها جميل عن عائلتها عن والديها عن جدها ذكريات لم تتمنى ان تنساها لما تحمله من الحب والدفئ فكل ما نسته قبل عشره سنوات فائته عاد لها الان وكأنه حلم جميل وسعيد ..ولكن لحظه ليس هذا ما ارادت رؤيته اليس كذلك هي تريد معرفة الحقيقه لا استعادت ذكرياتها السعيده مع عائلتها وعندما حدثت ايمي نفس بذلك في حلمها توافدت عليها الحقائق والاجابات لتنتهي اخيراً بكابوس تمنت لو لم تره او تعش فهو ليس كأي كابوس ففي العاده الكوابيس لا تتحقق عندما نستيقظ من النوم بعكس كابوس ايمي الذي تحقق سلفاً قبل عشر سنوات مضت لتعيدها ذاكرتها لذلك اليوم الذي شهد موت والديها بل وجميع افراد عائلتها بأستثناء ليام الى يوم مشؤوم لن ولم تستطيع نسيانه
.
.
فقبل عشر سنوات وفي صباح احدى الايام قرر جميع افراد عائله لوكاس الذهاب لمنزل المصيف لأخذ راحه من الاعمال وتغير بعض الروتين و ياليتهم لم يفعلوا رغم عدم علمهم بما سيحدث لهم لاحقاً.. فلو علموا ما كانوا الان ميتين تحت الثرى ..على كل حال وفور وصولهم ومن فرط حماس ايمي وسعادتها تركت السياره بسرعه وراحت تركض في فناء ذلك المصيف بابتسامه شقت وجهها وشاركها اللعب كذلك ليام وريو وراين رغم كونهما في العاشره الا ان هذا لم يمنعهما من الاستمتاع ايضا وفي الوقت ذاته دخل افراد العائله الكبار للمنزل ليستريحوا بعد عناء الرحله ومع مرور الوقت وهبوط الليل المظلم و البارده وفي غرفه الجلوس كان جميع افراد عائله لوكاس مجتمعين في غرفه واحده تحت سقف واحده ولاخرى مره كانت تدور الكثير من الاحاديث بينهم بينما في احدى الزواي وعلى الارض جلست ايمي ترسم وتلون بمرح ومتعه وراين ايضا كان يساعدها في حين بقي ليام يراقبهم من بعيد وهو يقرأ كتاباً ما ومن منظره يبدو وكأنه يريد مشاركتهم الرسم الا ان شيء ما يمنعه وقد لاحظ والده الامر ليتساءل بهدوء بعدها : اخبريني يا بني ما هذه الكتاب الذي تحمله ؟!
فنظر ليام لوالده قائلا : انه كتاب تاريخ يتحدث عنا وعن شعبنا وكيف تأسست حضارتنا
-اوه وهل هو ممتعم لهذه الدرجه ؟!
فلم يعلق ليام على الامر ليتفهمه والده قائلا : حسنا وفي اي صفحه وصلت الان ؟؟
-الصفحه 142 ولا يزال امامي 58 صفحه حتى انهيه واكون بذلك اتممت قراءه200 صفحه
-ان هذا امر عظيم ولكن لما لا تكافئ نفسك بعد ذلك الجهد وتشارك ايمي وراين في الرسم والتلوين ؟!
فنظر الاخير لجده الذي كان يرمقه بنظرات تقول تذكر ما وعدت به سابقا ..عندها تنهد ليام ليرد على والده قائلا : لا استطيع فأنا علي انهاء القراءه اولاً والا لن اسصبح حاكماً رائعاً مثلك ومثل جدي
انهى كلمته تلك وهو يعود للجلوس على الاريكه ثم ما لبث بعدها الا ان انخرط في القراءه ليعلق اوليفر على الموضوع في عقله قائلا ( ان ابي يحاول جعل هذا الصغير يفقد طفولته بكم الكتب التي يعطيها له ..وفي النهايه سيصيبه البرود ويصبح مثله تماماً ) فنظر اندرو لشقيقه ومن ثم همس قائلا : لقد سمعت ما قلته
في تلك اللحظه تنبهت راشيل لكون زوجها يقرأ افكار شقيقه فلم تعلق او تتدخل في الامر ليعود اوليفر ويخاطب شقيقه هذه المره ولكن عن طريق افكاره قائلا ( وماذا بهذا اذاً اليس ما اقوله حقيقه اليس من المفترض ان يلعب ابنك بدلاً قراءه الكتب التي لا فائده او معنى له ففي النهايه عمره لم يتجاوز السابعه بعد ام هل تراني على خطأ ؟؟)
-اوه ربما معك حق فهو ينهك نفسه كثيراً بالقراءه هذه الايام ولكن ما باليد حيله فأنا لا استطيع ان اجبره على فعل اي شيء كما تعلم
انهى اندرو كلمته تلك لبيتسم اوليفر قائلا : ولكن انا على عكس يمكنني فعلها استيطع اجباره على ترك القراءه
ثم نظر الى ابن شقيقه لتلمع اعينه باللون البنفسجي ولكن فجأه نهره والده قائلا : اوليفر ما الذي تحاول فعله ؟!!
فتنهد الاخيره قائلا : لا شيء
ثم عادت اعينه لطبيعتها عندها اقتربت منه اوليفيا وربتت على كتفه فأبتسم الاخير لها وهو يشعر بها تحاول مواساته ثم ما هي الا دقائق حتى اتتهم ايمي وهي تبتسم وتقول : انظروا الى هذه
ثم مدت لهم كراستها ليرى كلاهما رسمه جمعت كل افراد العائله فأبتسما بعدها لأبنتهما الصغير وقاما بعدها بمدح رسمها ووصفه بالجميل لتشرق ابتسامه الطفله اكثر وتسعد كثير وهي تريها لباقي افراد اسرتها لاحقا وعند الساعه التاسعه الا دقيقه مساءً كان الكبار مستيقظين بينما الاطفال الاربعه قد خلدوا لنوم او لربما هذا ما ظنه الجميع ..على كل حال هذا ليس موضوعنا فما هو مهم الان هو شيء واحد الا وهو الساعه التي اشارة عقاربها لتاسعه اخيراً ليتحتم عندها مصير العائله الحاكم او بالاصح مصير جميع من في المصيف فبمجرد ان حدث وتمت الساعه التاسعه ودقيقه تعالت صرخه مدويه هزت ارجاء المصيف وتلها بعد ذلك الكثير من الانين واصوات تحطم عظام او ما شابه فما كان من النائم الا الاستيقاظ فمن يستطيع النوم في مثل هذا الحال ولكن المشكله كانت انه وبمجرد اسيقاظ ايمي وخروجها من غرفتها وجدت والدتها امامها ومعها كلاً من راين وريو وليام وعلى ما يبدو ان الهلع قد تسلل الى وجهها بطريقه او بأخرى لم تفهم ايمي سببه فأمها لم تشرح لها بل امسكت بيدها فقط وسحبتها خلفها وهي تسير في ممرات المصيف الى ان وصلت هي ومن معها الى غرفه في نهايه احد الممرات ادخلت الاطفال فيها ومن ثم ابعدت السجاده عن الارض وهمت بفتح باب سري لتظهر امامهم اخيراً غرفه صغيره ادخلتهم اوليفيا فيها وقالت بصوت جاد وحازم : اياكم والخروج من هنا وان حدث و سمعتم صوت اقتراب احداً من هذا الغرفه فكل ما عليكم فعله هو التحلي بالصمت افهمتم ؟!
-وهل سنبقا محبوسين هنا طويلا ؟!
-لا لن يحدث ذلك ..ففي النهايه سيأتي احداً ما لأنقاذكم لذلك لا تقلقوا
-ولكن يا خالتي ما الذي يحدث هنا ؟!
قالها ليام بتساءل فتجاهلته اوليفيا وهي تقول : سامحني لا استطيع ان اخبرك ..ولكن اعلم ان كل شيء سيكون على خير ما يرام لذلك عدني ان تحمي ايمي من كل سوء وتجعل البسمه دائم تشرق على محياها
-انا اعدك بذلك يا خالتي فلا تقلقي
فأبتسمت الاخيره بحزن لهم وقبلتهم لاخر مره من ثم اغلقت الباب السري عليهم واعادت السجاده الى حيث كانت وهي تمسح دموعها فهذه اخر مره سترى فيه الاطفال الاربعه قبل ان يأتي اجلها وتلحق بباقي افراد الاسره الميتين ومن جانب اخر شعرت ايمي بأن والدتها تودعها او شيء من هذا القبيل فكادت ان تبكي لكنها تماسكت في اللحظه الاخيره فقد ذكرها ليام بكلام والدتها وكيف ان عليهم الا يصدروا اي صوت ...لاحقاً وبعد فتره ليست بقصيره شعر الاطفال الاربعه بدخول احداً ما للغرفه وبعد لحظات فتح لهم احداً ذاك الباب وبمجرد ان رأهم قال بابتسامه راحه : حمداً لله انكم لا زلتم بخير ..على الاقل
انهى كلمته تلك ليسمع ليام يتساءل ويقول : عم جو اخبرني ما الذي تعنيه بكلامك هذا ؟! ثم ما هو سبب تلوث ثيابك بالدم ؟!
فنظر الاخير لنفسه وهو يبتسم بشفافيه : في الواقع انا كنت ..
وبترت عبارته وهي يسمع ليام يقول : كنت ماذا ثم اين اختفى والداي وباقي افراد الاسره؟!
فأرتبك الاخير قائلا : انهم قد عادو الى القصر الرئيس و ...توقف يا سمو الامير
ولكن ليام لم يستجب له وراح يركض باتجاه غرفه الجلوس فتبعه جو ليوقفه بعد ان أمر الاطفال الباقين بالانتظار ولكن في النهايه لم يستجب احداً له فأيمي ايضا تملكها الفضول للبحث عن والديها ولتحقق مما جرى داخل المصيف ولكن بطريقه ما لم تعجبها الاجابه ربما لانها كانت عكس كل توقعاتها فهي وجدت غرفه الجلوس مختلفه كثيراً عما تركتها عليه قبل ساعات فهي قد اصطبغت بالدم نهيك عن الجثث التي تكتسي الارض فجميع الخدم وافراد عائلتها كانوا ملقون على الارض والدماء تخرج منهم وفي احدى زواي الغرفه جثا ليام على قدميه وهو يعجز عن الاقتراب من جثث والديه الذي لسبب ما لم يعود والديه اللذان يعرفهما فوجوههم كانت مشوهه واجسادهم شبه متفحمه وكأنما تم اخماد نيران هذا الغرفه قبل دقائق ومن هول الصدمه و رؤيه ايمي لهذا المصائب والمناظر الشنيعه بدأ الدوار والشعور بالغثيان يعتريانها وما زاد الطين بله هو رائحه الدم واحتراق الجثث التي ملئت انفها مما جعلها تهوي في اللحظه التي رأت ليام فيها مغطى بدماء والديه يصرخ قائلا : لا تقتربي
ولكن الاوان قد فات فهي ما لبثت الا ان فقدت وعيها ولاحقاً عندما استيقظت وجدت نفسها في قصر لا يبدو انه قصر عائلتها وفي غرفه ليست غرفتها ولكن لحظه اليس المكان شبه مؤلوف لها هي اتت الى هذا المكان من قبل ..ولكن من يعيش هنا تساءلت لتأتيها الاجابه بعد ذلك من تلقاء نفسها فهذا قصر جدها نيكولاس اي والد امها ولكن كيف اتت الى هنا هل والديها من فعلها فهي لا تذكر هذا الامر فكل ما كان يجول برأسها هو كابوس لا تريد ان تعيده من جديد بعد لحظات اتت الخادمه واصطحبتها لمائده الفطور رغم انها لا تريد ان تأكل اي شيء فمزاجها لا يسمح بذلك ولكن فكرت ان ترى والديها دفعتها للمغادره والجلوس بانتظار رؤيتها ولكن وحينما لم تجد حول المائده سوى جدها وكلا من ليو و ليام عندها تساءلت وبصوت شبه مختنق عن مكان والديها فلم يجبها احد واكتفى الجميع بأن اعتراهم الحزن ولسبب ما ايقنت ايمي عندها بأن كابوسها ذاك كان حقيقه وان الجثث التي رأتها كانت لاقرب الناس على قلبها لذلك ما كان منها الا ترك المائده و العوده لغرفتها للبكاء وقد استمر حالها هذا لاسبوع ونصف فهي لم تعد تأكل اي شيء او ترى اي احد وهذا الامر قد يؤدي الى هلاكها ولكن ليام لم يسمح بذلك ففي احد الايام اتى لزيارتها ورغم صغر سنه وقلة خبرتهم الا انه بدى بالنسبه لايمي كشخص اخرى لم تعرفه وكأنما ما رأها جعله يكبر عشر سنين اخرى ..ليموت الطفل الذي كان يعيش بداخله ويولد بدلاً عنه وعي شاب لا يمت لعمره بصله ..وبالطبع ايمي الطفله وبمجرد رؤيتها لليام القت نفسها في احضانه وهي تكمل سنفونية حزنها وبكائها فلم يحاول ليام ايقفها بل اكتفى بأن جعلها تفرغ كل ما في جعبتها وتشكي له همها وتقول بصوت متألم : اخبرني يا ليام لماذا ماتوا ..لماذا تركوني وحيده هكذا لماذا لم يأخذوني معهم ..لماذا حدث هذا لماذا لا انسى ما جرى لماذا ؟!
-وهل حقاً تريدين نسيان كل هذا ؟!
فأجابت بدون وعي منها وبصوت متحشرج من شدة البكاء : يا ليتني استطيع النسيان يا ليت هذا بالامكان ..فأنا لا اريد العيش هكذا مجددا
انا لا اريد عائله ميت انا لا اريد ماضي مؤلم كهذا ارجوك يا ليام ساعدني اهئ اهئ
وبعد فتره قصيره توقفت ايمي عن البكاء فتساءل ليام عندها وهو يقول : هل انتهيتِ اخيراً ؟!
فهزت له رأسها بالايجاب فأغمض هو عينيه وقال بهدوء : اتعلمين انا قطعت وعداً سابقاً بأن احميكِ واجعلكِ تبتسمين ..واظن بأن هذا لن يتحقق وذكرياتكِ عن ذلك اليوم الاسود تلاحقكِ لذلك انا سألبي طلبكِ الاخير ذاك واساعدكِ على نسيان جميع افراد العائله وبمن فيهم انا
ثم فتح اعينه التي تغير لونها للون البنفسجي و قبل ان يستخدم قوته عليها ودعها بكلمه واحده وهو يبتسم لها وكأنما كان ذلك اخر لقاء لهما
.
.
لنعد للواقع فقد اسيقظت ايمي اخيراً وهي تشعر بدموع حار تنسدل على خدها ففتحت اعينها الزرقاء ببطئ ومن ثم مسحتها بكم قميصها وهي تحاول ان تتذكر ما جرى لها قبل ان تستعيد ذاكرتها وعندما تبينت لها الحقائق وتذكرت اخر ما حدث لها قطبت حاجبيها بأستغراب فهي الان في القصر لا في ذاك المصيف الذي توفي في جميع افراد عائلتها انقبض قلبها وحزنت عليهم عندما تذكرت ما جرى لهم وكادت ان تبكي .. ولكن لحظه هذا ليس وقت البكاء عليهم فهي قد تذكرت شيء مهماً ..نعم شيء اهم من الحزن على الماضي شيء اغلى عليها من قلبها شيء او بالاصح شخصاً ودعها واختفى للمره الثالثه ولكن الى اين ذهب هذه المره نهضت ايمي من على فراشها الذي يبدوا بأن شخص ما حملها لها وخرجت من باب غرفتها فهي عليها البحث عن ليام وفي الحال .. ولكن وبمجرد خروجها ونزولها السلم الى الباب الرئيسي اوقفها صوت احدهم قائلا : اوه ايمي استيقظتي اخيراً ..ولكن الى اين تذهبين ؟!
-راين انا اريد رؤيه ليام وفي الحال
فتغيرت ملامح راين الا انه حاول اخفاء ما يدور في داخله وابتسم بشفافيه قائلا : ولكن انتِ عليكِ ان تستريحي الان و..
قاطعته ايمي وهي تقول بأصرار : انا بخير فقط خذني الى ليام
-ولكن لا استطيع
-لماذا امن خطب ؟!
-في الواقع انا لا اجد ما اقوله لكِ ..سوى ان تنسي موضوع ليام حالياً وتهتمي بصحتك اكثر فكما تعلمين ان الطقوس التي اجراها ليام لكِ لتستعيدي ذكرياتك استنفذت جميع طاقتك
-ولكنني الان بخيـ...
وبترت عبارتها تلك فقد تقدم راين اليها وجذبها الى الاريكه التي في غرفه الجلوس ومن ثم اجلسها عليها وهو يقول : لا اريد سماع اي كلمه اخرى ..لذلك استريحي الان بينما سأذهب انا لأتيك ببعض من الطعام فبالطبع انتِ جائعه
ثم نهض وتركها وبعد غياب لدقائق كانت كافيه لجعل ايمي تشك به فهي شعرت بأن راين يخفي عليها امراً ما ولكن ما هو هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه واجابته لن تكون الا عند راين
فأنتظرت حتى عاد وحاولت بعدها سؤاله عن ما يخفيه فأرتبك وراح يتهرب ومن ثم احتج ببعض الاعمال وتركها ورحل عندها زاد شك ايمي واصرت على معرفة الحقيقه ولو كلفها ذلك الكثير
---------------------
يتبع ..

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now