اعتراف بالحب

2.9K 145 15
                                    


في اطراف المدينه عند الميناء وامام احد المستودعات توقفت سياره سوداء ليترجل منها اخيراً من بداخلها ويقترب من المستودع ويحدث الرجلين الواقفين هناك قائلا : اخبار سيدكما انني اتيت لرؤيته
-ومن انت حتى تطلب رؤيه سيدنا ؟!!
قالها احد الرجلين بسخريه في حين اجاب مرافقه بالنيابه عنه : فلتتحلى بالاحترام في حضرة سمو الامير ليام
فأصفر الرجلان واضطربا وراحا يتأسفان من ليام وبعدها دخل احدهما ليخبر سيده عن حضوره فسمح الاخير لهم بالدخول للمستودع وفي طريق ليام وريو كانوا يتفحصون المكان عن كثب فهو قد امتلأ بصناديق التصدير كما ان الاضاءه كانت خافته والحراسه مشدده في الداخل لم يهتم ليام للمكان كثيرا في حين استقبلته تريسي وهي تقول : اوه مرحباً بسمو الامير و مرافقه ريو
فتجاهل ليام كلامها الاخير وراح يتساءل : اين هو سيدك ؟!!
-ولماذا العجله هل طرأ امراً ما ؟! <وعندما لم تمسع الاجابه عادت لتقول > اوه يبدو بالفعل بانك تريده في امراً عاجل ..على كلا حال فلتتبعاني من هنا
ثم انعطفوا ليتوقفوا امام باب مغلق فابتسمت تريسي لهم وهي تقول : خلف هذا الباب ينتظركم الرئيس فلتتفضلا بالدخول
ثم فتحت لهم الباب وادخلتهم فدلف الاثنين الى الغرفه ليروا امامها مكتب عادياً بديكور معاصر وكالعاده لم يهتم ليام بالمكان بقدر ما كان مهتماً بالشخص الجالس امامه ..نظرا الاخير اليهما بتفحص ثم علق بهدوء : مرحباً بكما في مكتبي واخشى ان لا يكون بمستواكما فكما تريان انا افضل التواضع على البهرجه ..على كل حال فلتتفضلا بالجلوس
-لا اظن بأن الوقت يسمح لنا بذلك ..ولهذا  فلندخل في صلب الموضوع
انهى ليام كلماته وهو يراقب ردة فعل كين الذي كان ولا زال هادئاً : حسنا اذاً فلتقل لي ما عندك وانا كلي اذان مصغيه
فنظر ليام لتريسي ثم للكين الذي فهم ما يقصده فصرفها وهو يعود ليقول : انا لا ازال بأنتظار ذلك الامر الذي دفع وريث عائله لوكاس للقدوم هنا بنفسه مع احد ابنائي <وسكت قليلاً وهو يراقب ردة فعل ريو التي لم تتغير فوجه كان خالياً من التعابير ان صح القول ..عاد ليام ليتحدث قائلا : حسنا اذاً بما اني لا احبذ الاكثار من الحديث فسأختصر الموضوع لاقول انا هنا من اجل عقد اتفاق بيننا
فرفع كين حاجبيه بتعجب وهو يقول : همممم لقد اثرت فضولي بالفعل لذا اكمل شرح اتفاقك ذاك
-في الحقيقه ان اتفاقي هذا بسيط جداً ..ريو ارجو منك ان تريه اوراق الاتفاق
-كما تريد
قال كلمته تلك وهو يفتح الحقيبه التي كان يمسك بها ليخرج ملفاً ما منها ويسلمه لكين الذي راح يتصفحه وبعد بضعة دقائق علق قائلا : ان هذا امراً مثير للاهتمام انت تعرض امامي خيرين اما حريتي او عائله يورغن امممممم ولكني لا ازال لم اقتنع بعرضك هذا كثير
فرد ليام عليه اخيراً : بل اظن انا بأن عليك الاقتناع به ..فعرضي هو صفقه رابحه بالنسبه لك فأنت عندها ستحصل على حريتك وتمارس اعمالك بتوسع خارج البلاد ولن يدعوك اي احد بالخائن من جديد
-هممممم وماذا سيحدث ان رفضت ؟!
-انا ارجو ان لا تؤول الامور الى هذا الحد فعندها انت سوف تصنف تحت قائمه المطلوبين لدى الحرس الملكي وسوف تندثر جميع اموالك واعمالك وان القي القبض عليك فستسجن قرابة المئه العام اما ان لم يستطيعون ذلك فانت ستعيش ما تبقى من حياتك ملاحقاً وخائفاً من ان تسجن وفي النهايه القرار لك
فعم الصمت للحظات وعاد كين ليتساءل اخيراً : اخبرني ان وافقت على اتفاقيتك تلك ما الذي سيحل بعائله يورغن ؟!!
-رغم كون الموضوع لا يخصك الا انني استطيع ان اقول بأن العائله الخائنه عليها ان تعاقب
-اوه ايعني ذلك بأنك عرفة الحقيقه ؟!
-نعم ومنذ زمن بعيد ..اما الان فاريد منك ان تقرر في جانب من سوف تقف الان ..هل ستقف بجانبي للانتقام ضد تلك العائله ام انك ستبقى في صفهم وتلاقي نفس عواقبهم ؟!!
ففكر كين قليلا ثم امسك بقلمه ووقع على تلك الاتفاقيه ومن ثم سلم الملف الى ليام وهو يقول : حسنا لقد حصلت على ما تريده الان هل من شيء اخر ؟!
-لا اظن ذلك ولكن كل ما اتمناه ان تلتزم انت بالاتفاق الذي بيننا
فابتسم كين بسخريه : لا تقلق انا لن انقض الاتفاق الذي بيننا ففي النهايه انت لم تترك لي اي خيار اخر كما تعلم
-هذا جيداً اذاً ومن الان وصاعداً فجميع معاملاتك ستكون معنا نحن فقط وان حدث ولاحظت اي تلاعب من قبلكم فأعلم ان تلك سوف تكون نهايتك
-لا تقلق يا سمو الامير فولائي سيكون لكِ ما دامت اهدافنا واحد فانا لم اتعامل مع تلك العائله الا للانتقام كذلك فهم ايضا قد خانوني ذات مره
-انا اعلم ذلك ..اما الان فأعذرني لدي امور مهمه علي التعامل معها ..هيا بنا يا ريو فانا لا اريد ان نتأخر
-حسنا كما تريد
ثم خرج ليام من المكتب فتبعه ريو وقبل ان يغلق الباب خلفه سمع كين ينادي بأسمه قائلاً : ريو
فتوقف ريو في مكانه بدون ان ينطق بأي حرف ففهم كين ذلك واكمل قائلا : بما اني الان في صفكم فسيتوجب عليك انت وشقيقك المجيء لزيارتي لذلك انا سأكون بانتظركم الليله
فلم يعلق ريو واكتفى بأن اغلق الباب خلفه ليلحق بليام ويغادر المكان بعدها
-----------------------
في جزيره منعزله بعيده عن الانظار وفي قلعه حجريه قديمه ومتصدعه كان الظلام قد حل بالفعل والصمت يعم المكان الا من صوت خطى اقدام راكضه تملأ المكان ببعض الضجيج ولكن فجأه توقفت فأمام باب كبير بعض الشيء توقف ذلك الشخص وهو يلتقط انفاسه ثم طرق الباب عدة مرات ودخل دون ان ينتظر الاذن بذلك مما جعل احد الشخصين المتواجدين في المكان يوبخه قائلا : كيف تجرؤ على الدخول بدون ان اذن لك بذلك ؟!
فارتبك الرجل لسماعه مثل تلك الكلمات البارده وفي اللحظه ذاته تحدث الشخص الاخر او بالاصح المرأه التي كانت معه وهي تقول : فلتهدأ يا روبير
-ولكن يا اختي الم تري التصرف الوقح الذي قام به قبل قليل ؟!!
-بل رأيت ودعنا لا نستبق الاحداث فربما هو يملك بعض الاخبار المهمه ..اليس كذلك ؟!!
فأزداد ارتباك الرجل (الحارس) وهو يقول : ارجو من سيادتكم ان تعذرو وقاحتي ولكن لقد وردتنا اخبار جديده طارئه بشأن اخر بضاعه
-ارأيت يا روبير لقد كنت على حق
فتجهم روبير وهو يقول : اجل اجل لقد رأيت <ثم اكمل مخاطباً الحارس>هيي انت ما الذي تنتظره  فلتتحدث قبل ان اكسر جمجمتك بيدي هاتين 
فراح الحارس يتحدث وهو يتصبب عرقاً: فـ..ـي الواقع البضاعه لم يتم تسليمها لنا ..وعندما استفسرنا عنا السبب قيل لنا بأن الصفقه قد الغيت وعائله انزو لن تعود لتعامل معنا
-ماذا ما هذا الهراء ..قل لي انك تمزح ؟!!
قالها روبير بغضب شديد وهو يمسك بياقة قميص الحارس في الوقت الذي كانت اخته لا تزال تحت وقع الصدمه ..بالنسبه للحارس فقد فزع قائلا : انا لا شأن لي بالامر يا سيدي لذك ارجوك اصفح عني ..فانا قد كلفت بأخبارك من قبل السيد الصغير لا اكثر واقسم على انني لم اقل سوى الحقيقه
فرمى المدعو روبير الحارس على الارض وضرب الجدار بقبضته قائلا : تبا لهذا ..ايها الحارس اخبرني اين هو ابن اختي الان ؟!
فاجابه الاخير بخوف وتوتر : السيد الصغير لقد اوشك على الوصول ..وهو سيوضح لكم الامور اكثر
-اذاً فلتنصرف الان
قالتها المرأه صاحبه الشعر الاسود وهي تعود لطبيعتها فخرج الحارس بأسرع ما امكنه لعله بذلك ينجوا بجلده..وكما قال الحارس فلم تمضي  سوى دقائق حتى كان ابن اخته المزعوم يقف امامهم قائلا : انا اسف على تأخري واظن بأن الاخبار قد وصلتكم
-نعم هذا صحيح ..ولكن اخبرنا الان عن التفاصيل
-حسنا يا امي ..في الواقع ان ما حدث وبأختصار هو ان عائله انزو او بالاصح كين قام بأبرام صفقه جديده وبذلك فقد وجدت عائلته ممولاً غيرنا فأستغنت عنا
-ماذا وكيف لهم ان يخوننا هؤلاء الاوغاد ؟! ثم من هو ممولهم الجديد ذاك الذي يعلن راية الحرب على عائلتنا ؟!!
انهى روبير كلماته تلك وهو يصير على اسنانه بضيق وعصبيه في حين عادت اخته لتقول : روبير فلتهدأ قليلا يا اخي ..وانت يا بُني فلتكمل حديثك
فأومأ لها ابنها بالايجاب واكمل يقول : لقد بحثت في امر تلك الصفقه وتوصلت الى ان عائله لوكاس وراء كل هذا
فتعجبت الوالده : ماذا هل تعني بأن ابن اندرو وراء كل هذا ؟!
-اجل هذا صحيح فعلى ما يبدو انه كان ولا يزال يبحث عن الانتقام من عائله يورغن
-اذاً وماذا سنفعل الان ؟!
تساءل روبير موجهاً حديث لاخته التي ابتسمت بخبث وهي تجيب : ببساطه نحن سنرد لها الصاع صاعين
-ولكن كيف ذلك ؟!
تساءل الاخ في حين نظرت اخته لابنها الذي فهم ما تعنيه وراح يقول : لقد فهمت انا سأهتم بالامر ..عن اذنكما الان
وقبل ان يخرج من الغرفه علقت امها قائلةً : عزيزي الصغير فلتعتني بنفسك ..اوه وايضا قبل ان تفعل امراً طائشاً تذكر بأننا نريد فقط تحذيرهم لذلك اياك والتمادي كثيراً
-سمعاً وطاعه يا اماه
قال كلمته تلك وهو يغلق الباب خلف متوجهاً للعاصمه لكي يبدأ في تنفيذ خطته
-----------------------
في الجانب الاخر وفي حديقه قصر عائله لوكاس كان الاخوان واقفان وهما يتناقشان في امر ما حدث اليوم فعلق راين اخيراً : اذاً لقد جرت الامور على خير ما يرام
-اوه اجل ..ولكني اخشى من ان يكون الآتي ..
وبتر عبارته تلك ليرد راين عليها قائلا : انا افهمك ولكن مع ذلك ..فلتحاول التفاؤل والنظر للجانب المشرق
-حسنا سافعل
ثم عم الصمت بينهما الا ان كسر ريو حاجز الصمت ذاك وهو ينظر لساعته قائلا : اظن بأن الوقت قد حان
فتساءل راين بتعجب : حان على ماذا ؟!!
-نحن يتوجب علينا الذهاب لقصر عائله انزو
-ولكن لماذا هل هذه اوامر السيـ.. اقصد ليام ؟!
فهز ريو رأسه نافياً وعلق اخيراً : بل هذه رغبة والدك
-مـــاذا؟! ثم منذ متى ونحن ننفذ رغبات ذلك الـ.
قاطعه ريو قائلا : هيي راين فلتحترمه فهو والدك في النهايه
-ولكن هل نسيت ما فعله بنا وبأمنا هل نسيت كيف كان يعاملنا وكيف اننا بسببه عشنا في دار الايتام كالمشردين الذين لا يمتلكون عائله هل نسيت كل هذا ؟ اجبني هل حقا انت
-كفاك ثرثره ..انا بالطبع لم انسى كل ذلك ولكنه اصبح الان حليفنا ولكي يدوم الوفاق بيننا علينا زيارته والتغاضي عن ما فعله في الماضي ..انا لا اقول لك ان تنسى ما حدث ولكن فلتحاول التناسي من اجل ليام وايمي ومن اجل كل من احسن الينا من عائله لوكاس اتفهمني الان ؟؟!
فزفر راين بغضب و ركل احدى الحصى بقدمه وهو يقول : لقد فهمت سوف اتي معك ولكن اعلم انني لن اعامله بود حتى وان طلبت مني ذلك
-انا لن اطلب منك ذلك ولتفعل ما تريده
-حسنا اذاً اتفقنا ..هيا بنا لننتهي من هذه الزياره
ثم ركبا احدى السياره الموجوده في المرآب وتوجها الى المكان الذي كان منزلهما فيما مضى وبغضون نصف ساعه كان في غرفه الجلوس في قصرهم القديم وكان والدهم اول من  استقبلهم من اهل القصر قائلا : مرحباً بكم يا ابنائي في منزلكم
-تقصد الذي كان منزلنا <قالها راين ببعض من السخريه في الوقت الذي تحدث في شقيقه : مرحباً بك انت ايضا يا سيد كين
-الا تستطيع ان تكون اقل رسميه معي وتناديني بأبي فقط ؟!
-لا اعتقد ذلك
-حسنا هل سنبقا واقفين طويلاً هكذا ؟!
قالها راين بضجر في الوقت الذي جعلهم والدهم يجلسون وراح يتحدث معهم في مختلف الامور ثم اخيراً تساءل بهدوء : لم تخبراني كيف كانت معامله عائله لوكاس لكم ؟!
-بالطبع افضل بكثير من معاملتك لنا
قالها راين بلامباله ..فلم يتفاجئ كين من رد ابنه ذاك وعلق بعدها : ايعني هذا بأنكما لن تعودا للعيش في منزلكما مجدداً ؟!
-بالطبع لن نفعل ..ما دمت انت وامثالك فيه
-اوه ولكن في النهايه انتما تعلمان بأن احدكما سيكون الوريث من بعدي و ستوكل اليه اعمال الشركه وما الى هنالك
فتنهد راين قائلا : لا تقلق فأن انت مت فسيستلم ريو الاعمال عنك ولن تتضرر العائله بشيء بل واظن بأن اعمالها سوف تزدهر اليس كذلك يا ريو ؟!!!
فنظر الاخير اليه بنظرات غريبه ولكن راين فهمها وهو يقول : ماذا الست اقول الحقيقه ؟!
-كف عن الخوض في هذا الحديث يا راين
فابتسم كين بهدوء : فلتتركه يخرج كل مافي قلبه يا ريو ففي النهايه انا الذي كان سبب معاناتكما  كل تلك السنوات لكوني اباً غير مؤهل
-اذاً انت تعرف ذلك ..ورغم كل هذا تطلب رؤيتنا
-في الواقع انا اردت رؤيتكما لنبدأ من جديد ونمحوا كل ما حدث في الماضي
-هه نبدأ من جديد ونمحوا الماضي ..هل تمزح معي ام ماذا ؟! اوه او ربما انت لا تزال تظننا اطفالا ثم من اخبرك بأننا نريد نسيان الماضي ونسيان ما حدث لامنا ارجوك ان كنت ترغب انت في نسيانه فأفعل ولكن لا تأمرني انا ايضا بذلك
انهى كلمته تلك وهو ينهض ليغادر القصر قائلا : حسنا لقد انتهى الان وقت الزياره بالنسبه لنا هيا بنا يا ريو ام انك تفضل ان تنام الليله هنا ؟!
-فلتنتظرني فأنا قادم معك ايضا
ثم نهض هو الاخر وقال لوالده قبل ان يخرج : اعذرني بسبب ما بدر من اخي رغم كونه محقاً الا انه اسلوبه كان حاداً بعض الشيء ..على كل حال في المره القادمه هذا ان كان هناك مره قادمه فلتحاول تجنب الحديث في الماضي فهذا الامر حساس بالنسبه لكلينا وان اردت بالفعل ان نعود عائله فلتحاول التفكير بطريقه تكسب فيها ودنا لك اما الان فالى اللقاء فأنا لا اريد التأخر على اخي
انهى كلمته وهو يلحق بشقيقه ليغادر المكان في حين تنهد كين قائلا : اظن بأن لا امل لي مع هذين الولدين فمهما فعلت هما لن يعودا كالماضي وهذا كله بسببي ..يالي من اباً فاشلاً بالفعل ولكن مع ذلك انا علي ان اكسبهم في صفي واعيد اليهم ثقتهم بي
انهى كلماته تلك ومن ثم توجه لغرفته لكي يستريح قليلا فهو اخيراً استطاع العوده لقصره بعد ان تمت تبرأته من الخيانه
-----------------------
بالنسبه لليام فهو كان يسير في ردهة القصر باحثاً عن ريو وعندما لم يجده سمع احد ما خلفه يقول : هل تبحث عن شخص ما يا سمو الامير؟!
فالتفت ليام ليقابل ذلك الشخص قائلا : في الواقع انا كنت ابحث عن ريو فهل رأيته ؟!
-اجل بالطبع فقد خرج هو وراين لزيارة شخص ما..اتريد مني ان ارسله لك فور عودته للقصر ؟!
-لا يا جين لا حاجه لذلك ..فأنا قررت بأن اكلفك انت بالمهمه بدلاً من ريو فما رأيك ؟!
فاجاب جين بأحترام : انا تحت امرك يا سمو الامير
-حسنا اذاً انا اريد تكليفك بمهمه مراقبه فهل انت جاهزه لهذا ؟!!
-اجل بالطبع
-اذاً فلتأتي لنتناقش بخصوص هذا الامر في المكتب ...وايضا انا لا اريد لاحد ان يعلم بشأن امر مهمتك افهمت
-نعم يا سيدي وثق بأني لن اخذلك
-وانا ارجو ذلك
انهى كلمته ومن ثم توجه كليهما الى المكتب وهناك اكمل الحديث بخصوص تلك المهمه السريه بعض الشيء
---------------------
في الجانب الاخر وفي احدى الشقق القديمه والمتصدعه كان مستلقياً على سريره وهو يتأمل السقف الذي يوشك على الانهيار بسبب التشققات التي ملأته ورغم ذلك هو لم ينفك عن النظر له فبطريقه ما هذا السقف يشبه وبدرجه كبيره قلبه الذي ملأته الشقوق جراء الضعف الذي عاش فيه فهو لم يجرؤ يوماً على الاعتراف بذلك فهو يعلم منذ زمن انه هو الخاسر الوحيد فكلما تقدم خطوه سبقه ليام بعشر ولكن هل هذا بالفعل ما يريده هل هو حقا سيكتفي بالمراقبه ويترك ليام يواصل تقدمه عليه هو بالطبع لن يفعل وقد عزم سابقاً على قراره ذلك رغم ان نسبه نجاحه لا تتجاوز الواحد بالمئه الا انه سيحاول فلربما سيشعر بالراحه عندها حتى وان لم يصل لمراده فهو في النهايه سيكون قد افرغ ما بداخله وعندها ربما سيستطيع النوم اخيراً فهو بعد غياب ايمي عنه اصبح قليلا ما ينام وكثيراً ما يفكر لدرجه جعلت الصداع لا يفارقه بقي ماركو طوال الليل يواجه صراعات نفسه الى ان حسم امر هذه المواجه اخيراً وقرر البوح بما لديه ورغم ان الوقت لا يزال متأخراً والشمس لم تبزخ بعد الا ان ماركو انهى تخبطه ذاك وهو يخرج من تلك الشقه المتصدع ويتمشى في شوارع المدينه مفكراً بالخطوه التاليه التي سيقدم عليها
------------------------
ومع اشراقة صباح جديد دافئ مليء بالامال والطموحات تسللت بهدوء اشعة الشمس الذهبيه لتخترق ستائر غرفه ايمي معلنةً انتهاء الليل بيوم مدرسياً اخر جديد فما كان من الاخيره الا ان قامت بروتينها المعتاد فقد استحمت وارتدت زيها المدرسي لتنزل اخيراً لتناول الافطار مع ابن خالته وقد بدت اليوم سعيده اكثر من العاده وقد لاحظ ليو ذلك فابتهج من اجلها وكما جرت العاده فبعد انتهائها ذهبت برفقة السائق الى مدرستها ليمر يومها بسلاسه وسهوله فهو كأي يوم مدرسي عادي لا شيء جديد فيه الا كونها ستجتمع مع اصدقائها في احد المقاهي القريبه من المدرسه كما اتفقوا البارحه فهم يريدون ان يحظوا ببعض من المرح وبما ان الجميع قد رحب بالفكره  فما كان من ايمي الا ان تنتظرهم امام البوابه الرئيسيه للمدرسه كما قرر ذلك مسبقاً ولكن وبعد بضع دقائق عندما لاحظت تأخرهم قررت مراسلتهم ولكنها توقفت عندما سمعت احدهم يخاطبها قائلا : اوه ايمي جيداً انني وجدتكِ هنا فلدي بعض الاخبار لكِ
فالتفت له ايمي وبهدوء : وما هي تلك الاخبار تحدث يا جيم فأنت بدأت تثير قلقي امن خطب احدث شيء لباقي الرفاق ؟!
-اوه لا داعي لكل هذا القلق فهم بخير ولكنهم سيتأخرون قليلا فقط ..لذلك اتيت انا لاصطحبكِ الى المقهى وهم سيلحقون بنا عما قريب
-اوه حسنا ولكن لم تخبرني ما هي اسباب تأخرهم ؟!
فابتسم لها بهدوء وهو يقول : فلنسر باتجاه المقهى وفي طريقنا سوف اخبركِ بما حدث لكل واحد منهم
وبالفعل لم تمانع ايمي ليسيرا اخيراً جنباً لجنب ففي النهايه لا حاجه لهما لاستخدام السياره فكما سبق وذكرنا ان المقهى قريباً جداً من المدرسه وفي طريقهما راح جيم يخبرها عن اسباب غيابهم قائلا : في الواقع لقد اخبرتني هانا بأنها ستتأخر بسبب ان احد المعلمين كلفها ببعض الواجبات هي وباتي وبالنسبه لشقيقها فرانك فتأخره كان بسبب معاقبه معلمه الفيزياء له  ولروي ايضا فهما قد قاما بعمل احد مقالبهم السخيفه بها اما رون فهو يحاول اصلاح الامر بشتى الطرق لعلها تعفيهما..واخيراً وبالنسبه لكفين فهو الاخير قد قامت المديره اقصد امه بأستدعائه لاسباب انا لا اعرفها وبذلك لم يتبقى غيرناً اليس هذا مضحكاً بعض الشيء ؟! فهم جميعهم قد انشغلوا في وقتاً واحد !!
-اوه لا اعلم ربما
-على كل حال هذا ليس موضوعنا الان ..فقد وصلنا اخيراً للمقهى
فنظرت ايمي للجانب الاخر من الطريق وهي ترى المقهى امامها ..ولكي تصل له فهي تحتاج لقطع الشارع وهذا امراً بسيط وبعد ان مرا بسلام ودخلا المقهى لم يلاحظا العيون التي كانت تراقبهم في الخفاء ولذلك السبب فما كان منهما الا ان يجلسا اخيراً حول احد الطاولات بجانب النافذه وهم غير مكترثين لما حولهم وبعد بضع دقائق اتى النادل ليستلم طلبهم ولكن جيم قام بتأجيل الامر ريثما يجتمعون كلهم وبعد بضعة احاديث عاديه استأذن جيم منها ليدخل لدروه المياه وبالفعل ذهب لهناك ليتركها ورغم كون ايمي اصبحت وحيده الا انها لم تشعر بذلك وهي غارقه بأفكارها فغداً واخيراً ستتمكن من رؤيه ليام وسؤاله عن ماضيها وعن ما تعنيه هي بالنسبه له ولكن لا يزال الوقت طويلاً جداً على مساء الغد فالساعه الان لم تتجاوز عقاربها الخامسه والنصف كما ان الزمن يمر ببطء كلما تمنت ان ينتهي هذا اليوم على خير ولكن امنيتها لم تحقق فالوقت كان شبه متوقف في نظرها بل وكأن القدر يحاول استفزاز صبرها او شيء من هذا القبيل عادت ايمي لواقعها وهي تشعر بأحد ما واقفاً امامها فعلقت وهي ترفع نظرها له : اتعلم يا جيم انا لم اشعر بتأخرك ولكن لماذا انت ما تزال واقفـ..
وبترت عبارتها بمجرد ان وقعت اعينها على الشخص الواقف امامها فهي من بين جميع البشر على كوكب الارض لم تتوقع ان تقابل هذه العيون السوداء مره اخرى وفي مكان مثل هذا ولكن كما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لنعد لايمي التي كانت تنظر له بوجهاً مصدوم وماهي الا لحظات حتى قلت بتلعثم :  مـ..ـاركو ما الـ..ـذي اتى بـ..ـك الى هنـ..ـا ؟!
-اوه اظن بأن هذا السؤال موجهاً لكِ انتِ لا لي فما الذي تفعله فتاه مثلك في مثل هذا الوقت المتأخر ؟!!
وعندما لم تجب عليه بسبب عدم استيعابه لما يحدث بعد ..اكمل هو مجيباً : اوه انتِ لا تملكين اجابه كما توقعت ..ولكني اعتقد بأني اعرف ما تفعلينه فعلى ما يبدو انك انتِ ورفيقكِ الوغد ماذا كان اسمه ..اوه صحيح جيم قد تكونـ...
وبتر عبارته وهو يسمعها تقول : كف عن الهراء ثم ان جيم مجرد صديق بالنسبه لي كما اننا في انتظار باقي الاصدقاء ..اوه ولماذا ابرر لكِ فبعد كل شيء انت لست...
وصمتت وهي لا تعرف كيف تكمل عبارتها فعلق مارك بسخريه : لماذا توقفتِ ؟! هيا اكملي ما كنت ستقولينه ..فبعد كل شيء ماذا انا لست اخاً لكِ اليس هذا ما تريدين قوله ؟!
فأكتفت ايمي بالصمت وهي تنظر له بارتباك فهو قد فهمها من دون ان تكمل حتى ولتتدارك الامر عادت لتقول : في الحقيقه اناا ..
وسكتت وهي غير قادره على تصحيح ما حدث فعاد فهو ليعلق اخيراً : انتِ ماذا ؟! هل تريدين ان تعتذري او ما شابه ؟!! حسنا لا داعي لذلك فأنا لست بحاجه لاعذاركِ الواهي تلك ..ثم بعد كل شيء نحن لا شيء يجمعنا اليس كذلك ولهذا السبب فأنا ارجوا منك ان تنسي هذا اللقاء بل ولتنسي كوننا كن يوماً نعيش تحت سقف واحد ولنصبح من الان وصاعداً غرباء وان حدث والتقينا فلتتجاهليني وايضا لا داعي لان تلقي التحيه علي فالغرباء لا يفعلون ذلك اليس ما اقوله صحيحا ؟!!
لم تستجب ايمي لكلماته وهي تنظر له بجسد لا روح فيه فهي لا تعرف كيف الت الامور الى هنا ولكن هي بالطبع لا تريد ان تفقده فهو بعد كل شيء حتى وان لم يكن اخاها الحقيقه ولكنها اعتبرته كذلك طوال تلك السنوات ومن الصعب عليها الان نسيانه وحذفه من ذاكرتها الان..في الجانب الاخر كان جيم قد انتهى من دوره المياه لتو فعاد لطاوله التي تنتظره ايمي عندها ولحظتها رأى شاب ما يتحدث معها فهمس في نفسه : هل يعقل ان هذا الشخص يضايقها ؟!
فما كان منه الا ان يتأكد بنفسه فأقترب منه وبهدوء تحدث بعد ان لاحظ حزن ايمي : امن خطب هنا ؟ ثم من هذا الشخص يا ايمي ؟ هل هو يضايق او ما شابه ؟!
فلم تجب ايمي ولكن ماركو فعل : ان الموضوع لا يعنيك لذلك لا تتدخل <ثم اولهم ظهر وراح يقول مخاطباً ايمي > سوف اقولها لكِ للمره الاخيره وداعاً فهذا اخر لقاء سيجمعنا يا ايميليا
ثم خرج من المقهى في حين طأطأت ايمي برأسها لينسدل شعرها الاسود الطويل ويغطي وجهها فما كان من جيم الا ان علق بعدم فهم : ما الذي يحدث هنا .. ثم ما علاقتكِ مع ذلك الشخص هل هو حبيبكِ السابق او ما شابه ؟! فلتشرحي لي ارجوكِ ؟!
فنهضت ايمي وبعينين مليئه بالدموع اجابت : سأخبرك لاحقاً اما الان فأعذرني انا لدي عملاً ما علي انجازه
ولم تسمح له بالحديث فهي قد خرجت بأقصى سرعه ممكنه من المقهى ورغم كونها تقابلت مع باقي افراد مجموعتها امام باب المقهى الا انها تجاهلتهم وهي تبحث بعجز عن ماركو فلا يعقل انه قد اختفى بكل هذه السرعه فما كان منها الا ان تجول ببصرها في الشارع لتلمح اخيراً ستره جلديه سوداء عندها ابتهجت قليلاً وراحت تتبع الشخص المعني وهي تناديه بأسمه لعله يقف ولكن هذا لم يحدث فواصلت ايمي اللحاق به الى ان توقف امام احدى الحدائق معلقةً بهدوء دون ان ينظر لها : الى متى تنوين مواصله اللحاق بي ؟!
فاجابت وهي تحاول جمع انفاسها : الى ان تتوقف وتستمع لي
-هه وهل بقي هناك شيء لنتحدث به ايضا ؟!
-نعم هناك الكثير ...ثم انني لا ازال غير مقتنعه بما حدث قبل قليل فأنا لا افهم سبب قطعك لكل هذه المسافه فقط لتقول لي الوداع؟! هل حقا انت اتيت لتقول مثل هذا الحديث وترحل هل حقا انت تريد انهاء الامور بهذه الطريقه ؟! اخبرني ما بك صامت هكذا ؟!
-في الواقع انا لا اجد ما اقوله فقد انتهى كل شيء منذ زمن وانتِ من انهيته بيدكِ اتذكرين اليوم الذي غادرتِ فيه المنزل ذلك اليوم انتِ اعلنتِ فيه انتهاء كل شيء يربطكِ بنا انا ووالدي وجوليا وباقي الاصدقاء انتِ انهيتِ ذلك كله بأرادتكِ ولم يجبركِ احد عليه لذلك لا شيء بيننا لنتحدث عنه فنحن قد اصبحنا غرباء ان كنتِ تذكرين ..اما الان فأعذريني
ثم عاد ليكمل سيره ولكن ايمي اوقفته وهي تمسك بسترته وتقول : لماذا تفعل هذا بي ؟! لماذا تريدني ان اتألم بسبب عذاب الضمير لماذا ؟! تريد جعل الامور تنتهي بيننا وكأنني ان المذنبه هنا لماذا اجبني ؟!
ومن ثم استرسلت بالبكاء فبقي هو واقفاً مكانه يسمع نحيبها ذاك ورغم كل ما به من صراعات داخليه الا انه بقي محافظاً على طبيعته الهادئه وهو يقول : ليس لدي ما اقوله لكِ سوى انه من الجيد الشعور بالذنب عند ارتكابكِ للاخطاء اليس هذا صحيحاً ؟!
فضربته ايمي بخفه على ظهره وهي تقول : انت بالفعل شخصاً لئيم ..اليس من الحري بكِ ان تواسيني بدل قولك لمثل هذا الحديث ؟!!
-هه ولماذا علي فعل ذلك الستِ انتِ من اخترتِ طريقكِ هذا اذاً فلتتحملي ما سيأتيكِ وحدكِ ثم كيف لي ان اواسيكِ وانتِ سبب المي ؟!!
ومن ثم التفت ليصبح امام ايمي مباشرةً وامسك بيديها ليوقفها عن ضربه مكملاً : انا لا استطيع اخفاء هذا الامر اكثر ففي النهايه انا لست ليام لذلك فانا لا استطيع ارتداء قناع الهدوء والبرود اكثر
فتساءلت ايمي من بين دموعها : ما الذي تعنيه بهذا الحديث الان ؟ ثم ما شأن ليام بنا ؟!
فنظر الى عينها مباشرةً وهو يتحدث بنبره تملؤها المراره والحزن : لا تتعجلي فسأخبركِ بما لدي وبما يضايقني ..انا ومنذ ان ولدت لهذا العالم كانت حياتي مليئه بالبؤس لدرجه لن تتوقعيها فأمي التي ولدتي لم اكن اذكر شكلها او حتى اسمها وابي لم يحدثني عنها قط وكلما سألته عنها كان يتجاهل سؤالي ذاك ..وبطريقه ما انا عشت وحيداً مع المربيات فكما تعلمين ابي  رجلاً دائماً ما يكون منشغلا وقليلا جداً ما يتفرغ لي ولهذا السبب فقد عشت اول ست سنوات من حياتي وانا حتى لا اعلم سبب وجودي في الحياه فلا اذكر انني ذقت وقتها طعم السعاده ولكن تغير كل ذلك عندما قابلتكِ فقد كنتِ طفله سعيده ولا تفارق الابتسامه شفتيها حتى عندما فقدتِ ذاكرتكِ واضطررتِ للعيش عندنا ورغم كونكِ لم تذكري اي من والديكِ الا انكِ بقيتِ تبتسمين للحياه التعيس التي جعلت قدركِ هكذا وشيئاً فشيئاً بدأت حياتي انا ايضاً تتلون بكِ فأنت هي الفتاه الوحيده التي استطاعت اخراجي من وحدتي تلك وظلمتي انتِ بالفعل كنتِ الشمس الذي انارت لي طريقي وحياتي لقد اسرتني بسحركِ ذاك فلم اعد استطيع الخلاص منكِ ..رغم كل محاولاتي لتجاهلكِ وتصنع البرود الا اني كنت افقد نفسي بمجرد رؤيتي لأبتسامتكِ انا قد اكون قسوة عليكِ في كثراً من الاحيان ولكني اليوم سأعترف لكِ بأن كل ذلك كان بسبب ضعفي فأنا كنت بذلك اتهرب من مشاعري لكوني كنتِ اعلم بأن لا فرصه لدي فنحن ورغم عدم قرابتنا بالدم الا اننا كان اخوه ويجمعنا اسم عائله واحد لذلك انا لم اجرؤ على البوحي لكِ بمشاعري ولكن الان
وصمت قليلا وهو يتأمل زرقة اعينها فلم تجد ايمي تفسيراً لنظراته تلك او حتى لخفقان قلبها المستمر او لربما هي علمت ما سيقوله ولكنها حاولت اقناع نفسها بعكس ذلك ..الى ان اكمل ماركو حديثه قائلا بنبره ملأها الحنان والدفئ هذه المره : ايمي انا في الحقيقه احبكِ بل اظن بأني متيم بكِ لحد الجنون ..قد يكون فات الاوان على ما اقوله ولكني بالفعل احبكِ بقدر كل شيء واكثر من اي شيء
فعادت الدموع لتملأ عينيها الزقاوتين وهي تهز برأسها نافيةً : لا هذا غير صحيح ..فلا يعقل ان يحدث هذا بيننا فنحن في النهايه اخـ...
قاطعه ماركو قائلا : لا لسنا كذلك كما انكِ كدت ان تقوليها نحن لسنا اخوه مهما حدث نحن لن نكون اخوه
-ولكن هذا لا يصدق كيف لكِ ان تقع في حبي ؟!
-انا نفسي لا اعلم سوى انني وقعت بحبكِ دون ان اشعر
شقت الدمعه طريقها من عين ايمي لتنسدل بهدوء وصمت على خدها وهي تنظر لماركو بصدمه وتردد : ان هذا لا يصدق بالفعل
فمسح ماركو دمعتها تلك وهو يعود للحديث : انا في الـ..
وبتر عبارته وهو يسمع تقول : لا تكمل فأين كان ما ستقوله انا لا اريد سماعه ..ان هذا يكفي انا لا اريد سامع المزيد فأنت تجعلني اشعر بالذنب كلما تحدثت هكذا
فابتسم ماركو بسخريه على حاله : ليس عليكِ البكاء و الشعور بالذنب يا عزيزتي بل انا من يتوجب عليه ذلك ففي النهايه انا الوحيد المثير لشفقه هنا ..فمنذ زمن كان علي ان اكتشف ان اتفاقيتي تلك التي اجريتها مع ليام كانت مجرد مضيعه للوقت فرغم حبكِ له ونسيانكِ ايها انتِ لم تتواني على حبه من جديد بمجرد ان وقعت اعينكِ عليه وبذلك اكون انا الخاسر الوحيد في هذه اللعبه بينما المنتصر كان ابن عمكِ الذي كنت انا احد بيادقه في هذه اللعبه اليس هذا الامر مثيراً لسخريه بأن يتوقع احدهم كل تحركاتكِ ويقوم بالتحكم بكِ بدون اي علم منكِ هه يالي بالفعل من مغفل كيف لي ان اظن بأنه تخلى عنكِ بترككِ معي كل تلك السنين ولكن انا الان بدأت افهمه تماماً
-ولكن من الذي تعنيه بكلامك انا اكاد لا افهمك يا ماركو !!
-لا يهم انتِ ستفهمين قريباً ..وبشأن ما قلته لكِ قبل قليل فلتنسيه او فلتعتبري ان الامر كان مجرد كذبه عابره لا اكثر
-اوه مارك ارجوك سامحني
-لا داعي للاعتذار فلا ذنب لكِ فيما حدث ففي النهايه انا الملام على الوقوف حاجزاً في طريقكِ
انهى كلمته تلك وهو يشيح بوجهه ناظراً لشمس التي شارفت على المغيب وكأن لا نهار كان ان هذا الموقف يذكره بحبه الذي مات في مقبرة قلبه قبل ان يبصر النور حتى فما كان منه الى ان وقف يتأمل هذه اللحظه بسخريه وكأن القدر يحاول الاستهزاء به بطريقه ما ولكنه ابتسم بمراره على حاله وهو يوسيها قائلا ( لا بأس بما حدث فقد مرت الامور بطريقه افضل مما ظنت وهذا يكفيني فمنذ زمن وانا اعلم بأن لا امل لي معها ) ثم تنهد بهدوء وهو يشعر بأن حملاً ثقيلاً قد ازيح عن كاهله فما كان منه الا ان يقول : حسنا اظن بأن حديثنا قد انتهى بالفعل عند هذه النقطه لذلك انا علي الذهاب الان ..وانتِ ايضا عودي لمنزلكِ فالليل سيظلم بعد لحظات وان شئتِ فأنني استطيع ان ارافقكِ الى هناك
-اوه لا داعي لذلك انا سأتدبر الامر بنفسي
-حسنا اذاً رافقتكِ السلامه
قالها وهو يوليها ظهره مبتعداً عنها في حين وقفت هي لتتأمله وهو يبتعد عنها وفجأه ومن دون وعياً منها قالت : ماركو هل سأراك مجدداً ؟!
-ربما من يدري ..الى اللقاء الان
-الى اللقاء
قالتها وهي تبتسم بسعاده فهو لم يقل الوداع هذه المره وهذا امر جيد بالنسبه لها فيكفيها ان يكون ماركو في حياتها حتى وان كان كصديق ورغم انانيتها بتلك الامنيه الا انها كانت ولا تزال فرحه بدوام صداقتهما او اخوتهما تلك
----------------------
يتبع ....

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now