الرحله للماضي الجزء 4

2.3K 141 5
                                    


بعد مرور اسبوع اي انه لم يتبقى سوى ثلاث ايام على حفل اعلان خطوبه اوليفيا لكين كانت تسير في المجمع التجاري وهي تبحث بتملل عن الحذاء المناسب لفستانها ومع ذلك هي لم تجد اي شيء بعد.. فبنظرها ان الحياه قد انتهت ولا امل لبقائها اكثر فلاشيء يدعو للعيش ان كان اجمل يوم في حياتها هو اتعسها بقيت اوليفيا تفكر بسوداويه الى ان لفت انتباهها شيء ما او بالاحرى شخص ما فهي شاهدت من بعيد رجلا يرتدي بزةً سوداء ببشره سمراء وشعر اشقر يبدو على ملامحه الضيق والقلق وكأنه فقد شيء ما فتفاجأت هي وراحت تقول : اليس هذا هو ايفان <ثم صمتت وهي تفكر قليلا قبل ان تقول > اذاً هذا يعني بأن سمـ..
وبترت عبارتها تلك فقد قاطعها احدهم قائلا : هذا يعني بأني انا هنا ايضاً
فالتفتت اوليفيا لذلك الشخص وبمجرد ان رأته شعرت وكأنها في حلم ورغم ذلك لم تتغير تعابير وجهها كثير ولكنها قالت : الامير هنا انا لا اصدق عيني
فابتسم اوليفر وقال : بل صدقي ..الم اخبركِ سابقا بأننا سنلتقي ؟!
-اوه صحيح
-اذاً ؟!
فتعجب من ما قالته : اذاً ماذا ؟!
لم تفارقه الابتسامه وهو يقول : الن تخبريني عن حالكِ الن تقولي انكِ بخير ؟!
فابتسمت هي بشفافيه واجابت كي لا تقلقه عليها فهو يكفيه ما عنده من المشاكل : انا على خير ما يرام ..ماذا عنك ؟!
-وهل هذا سؤال ؟!
فلم تجب اوليفيا وهي تحاول فهمه ما يعينه فأكمل اوليفر قائلا بأبتسامه هادئه : لا عليك لقد كنت امزح فانا كما ترينني
-اذاً انت بخير هذا جيد
ثم عم الصمت للحظات الا ان اوليفيا عادت لتقول : اذاً يا سمو الامير ما القصه اليوم اتحاول التهرب من جديد ؟!
-حسنا اظن انني افعل فكما تعلمين انا شخصاً يحب الحريه ولا يدع المسؤوليات تحكمه
فتساءلت لا ارادياً : حتى وان تعلقت تلك المسؤوليه بالعائله ؟!
فتعجب هو من كلامها ذلك ولكنه اجاب : امممم حسنا انا لا اعلم ما سبب سؤالكِ ذلك ولكني سأقول بأختصار ..انا افعل كل ما يمليه علي عقلي وقلبي ولا اهتم لحديث الاخرين بهذا الشأن فعلى ما اذكر في ذات يوم ترتب على شركة عائلتنا دفع دين كبير لاحد البنوك وللحقيقه فقد كنا على شفير الافلاس ..وفي الوقت نفسه كنا نستطيع انقاذ انفسنا ان وقعنا اتفاقيه مع احدى الشركات المعروفه ..ولكن اتعلمين ما هي الضريبه لذلك العمل ؟!
فلم تجب هي بل وهو بدوره لم ينتظر جوابها فقد اكمل قائلا : لقد كانت الضريبه هي زواج احدنا اي اما انا او اخي من ابنة صاحب تلك الشركه
فتفاجأت اوليفيا واثاره الفضول لتقول : حسنا وماذا جرى بعد ذلك ؟! هل تزوج احدكما ؟!
فأبتسم بهدوء قائلا : لو ان احدنا فعلها لما وجدتنا اعزبين ولم اكن الان واقفاً امامكِ
-اوه انت محق <قالتها ببعض الحرج فهي لاحظت حماقه سؤالها ومع ذلك عادت لتقول > اعذرني لتطفلي ولكن كيف انقذتم الشركه بعدها ؟!
-في وقتاً لاحق استخدم اخي بعض من معارفه المحامين وحاول رفع قضيه فقد وجد تلاعباً بالحسابات وفي النهايه ظهر ان هناك موظفاً كان يختلس المال ويرسله لاحدى البلاد في الخارج وعندما القي القبض عليه عادت لنا اموالنا والمختلس دفع غرامه ذلك بالسجن
انهى اوليفر كلماته تلك وهو لا يرى اي رد فعل منها فقد كانت اوليفيا غارقةً بتفكيرها وفجأه سمعها تقول : انا احسدك بالفعل
فتعجب هو من ما سمعه وتساءل بهدوء : امن خطب يا اوليفيا ؟!
فرفعت نظرها له وهي تقول وكأنها عادت الى صوابها : ها ماذا ؟! لا تلقي بالاً لي فانا بخير
ثم ابتسمت بشفافيه فلاحظ هو كونها تدعي الفرح رغم انه لا تشعر به ولكنه حاول ان يراعي مشاعرها وغير الموضوع قائلا : حسنا ماذا نفعل الان ؟!
فظهرت الحيره على اوليفيا فاكمل هو قائلا : اوه يبدو بأني فاجأتكِ ..بالطبع انتِ لستِ مجبرةً على تحملي ..ولكن ان كنتِ متفرغه فهل تـ...
ولم يكمل كلمته تلك فقد قاطعته وهي تقول : اوه لا عليك انا متفرغه ولكني حشيت ان لا تكون انت كذلك
-حسنا اذاً وبما ان كلينا متفرغ لما لا نجد لنا مكان للجلوس به والحديث هذا بالطبع ان لم تمانعي
-اوه بالطبع انا لا امانع ..كما انني اعرف مقهى قريباً من هنا اترغب ان نذهب اليه ؟!
ولكنه لم يجب فظنت انه لم يوافق وراحت تقول : او ربما ان هذه تبدو فكره سيئه انـا...
ولم تكمل ما تريد قوله فهو قد امسك بيدها قائلا : لا تتحدثي كثير وان فكرتكِ ليست سيئه ففي النهايه انا سأستطيع ان اتخلص من ايفان لبعض الوقت
وبعد ذلك خرجا من المجمع التجاري الى ذلك المقهى المنشود
-------------------
في ضواحي العاصمه وامام الشركه ML
الخاصه بعائله لوكاس توقفت سيارةً سوداء لينزل منها شاباً في منتصف العشرين بشعراً اسود وعيون بنيه كان منظره انيقاً وقد كان برفقته مدير اعماله وهو شاباً في نفس عمره تقريباً دخل الاثنان الى الشركه فراح الجميع يحي الشاب صاحب الشعر الاسود وهو يرد على كلاً منه بهدوء وفي طريقه الى مكتبه راح يتساءل قائلا : اخبرني يا جو ما هو جدول اعمالي لليوم ؟!
فتحدث المدعو جو قائلا : هناك اجتماعان لليوم احدهما في الثالثه و الاخرى في الخامسه وهم يتعلقون باخر مشاريعنا..كما ان هناك مستندات وملفات عليك الاطلاع عليها وتوقعيها وايضا هناك مشكله تتعلق بالشركه لذلك ففي الرابعه سوف يأتي المستشار المالي ويتحدث معك بشأن هذا الامور ...وهذا كل شيء لليوم
-حسنا فهمت بحلول المساء سأكون قد انتهيت شكراً لك يا جو
-هذا واجبي يا سيد اندرو
وفي المصعد اي قبل ان يدخل اندرو لمكتبه تلقى جو مكالمه ما بخصوص العمل وعندما انتهى منها قال بهدوء : اعذرني يا سيدي ولكن لقد استجد امراً ما
-ماذا هناك ؟!
-في الواقع بشأن ما قلته عن المساء
وسكت فتنهد اندرو قائلا : ماذا اهناك موعداً هاماً مع احدهم ؟!!
-في الواقع ان لديك موعداً في الساعه السابعه لقد تلقينا الدعوه الان من احد اكبر تجار المجوهرات وهو يريد مقابلة احدكم وللحق فهو قد قدم لنا صفقه رابحه وفي التاسعه هناك ايضا حفل متعلق بشأن شراكتنا مع عائله كارلوس وان لم يحضر احد فـ...
قاطعه اندرو قائلا : لقد فهمت سوف اذهب ولكن اخبرني اين اوليفر اتهرب من الاعمال مجددا ؟!
-اوه ان هذا ما يبدو فمنذ ربع ساعه اتصل ايفان بي واخبرني بأن السيد اوليفر بعد ان انهى احد الاجتماعات ذهب للمجمع التجاري ومن ثم اختفى عن انظاره
فزفر اندرو بضيق وعلق قائلا : ان ذلك الشاب لن يتغير فهو دائما يترك اعماله تتراكم وفي النهايه انا الذي اقع في المشاكل ..على كل حال عندما اقابله ذكرني يا جو ان لا اتساهل معه كما افعل بالعاده
-كما تريد يا سيدي
ثم بعد ذلك دخل اندرو لمكتبه وباشر بأعماله في الوقت الذي كان جو يشرف على اعمال الموظفين وما الى ذلك
------------------------
كان الاثنان يجلسان حول احدى الطاولات في مقهى متواضع وصغير ويتحدثان في مختلف الامر الى ان تذكرت اوليفيا شيء وراحت تقول : اوليفر هل لك بأن تكمل تلك القصه التي بدأتها سابقاً ؟!
-عن اي قصه تتحدثين انا لا افهمك <قالها متعجباً في حين وضحت هي : ايمكن ان تكون نسيت انا اقصد قصه ذلك الخاتم
-عن اي خاتم تتحدثين ؟!
-لا يعقل احقا حتى لا تتذكر ؟!
قالتها باستغراب فابتسم هو مجيباً : ليس وكأنني لا اتذكر ولكني احببت رؤية هذا التعبير على وجهك
فتعجبت اوليفيا ( اوه ما الذي يعنيه بكلامه ؟ ثم هل ابدو سيئه الى تلك الدرجه ام ماذا ؟) ولكنها عادت لتقول متجاهلتاً الامر : حسنا فهمت ولكن الان هل لك بأن تكملها فأنا اريد سماع تتمتها وفي الحال هذا ان لم تمانع
-اوه بالطبع انا سأخبركِ ..ما جرى بعد ان ارتدت الفتاه المسكينه ذلك الخاتم تغيرت حياتها كثيراً فقد طردت من منزل عائله زوجها واتهمت بالسرقه كمان ان كرستيان انفصل عنها ولاحقاً حدث لها الكثير من المشاكل التي جعلت حاكم مدينتهم ينفيها وبما ان لا مأوى لها ولا طعام فقد مات كرستين من الجوع والعطش وقد عانت لاسابيع قبل ذلك في حين ظفرت ماغي بالزواج من حبيب وصديق طفولتها الا انها تفاجأت لاحقاً بكونها عاقراً لا تحمل فذهبت الى المشعوذه ذاتها لتخبرها تلك الاخيره بأن ما حدث لها كان بسبب شر اعماله وقتلها لكرستين وانها لا تستطيع التخلص من تلك اللعنه الا بتحطيم ذلك الخاتم فأمضت ماغي الشهور والاعوام في البحث عن ذلك الخاتم لدرجه انها شاخت وماتت ولم تجد له اي اثر
-اوه يالا هذا الامر المحزن ..ولكن انا لم افهم كيف لذلك الخاتم ان يكون منحوساً ؟؟
-في الواقع وبعد سنوات وجد احدهم ذلك الخاتم واحتفظ به لنفس وقد اسى جميع المصائب فما كان منه الا ان باعه لاحدهم وذلك الشخص قدمه لزوجته وبعد بضعت ايام ماتت تلك المرأه وقد علم زوجها بأن ذلك قد كان بسبب الخاتم ومن هنا سمي ذلك الخاتم بالمنحوس فقد كان كلا من يجده او يرتديه يقع في المشكل والمصائب وفي بعض الاحيان يتعرض للموت ..افهمت الان سبب منعي لك من شراءه ؟!!
-اوه اجل وانا ممتنه لكِ فانا لا ينقصني حظاً سيء اكثر من الذي لدي <ثم تذكرت انها قد ارتدت ذلك الخاتم وتنهد( ايعقل ان يكون ذلك الخاتم هو سبب نحسي وخطبتي من كين اوه حمدا لله اننا لم اشتريه والا لكان كل امراً سيء حدث لي ) ثم فجأه تذكرت شيء وراحت تتساءل بفضول : اوليفر انت لم تخبرني بعد كيف علمت بهذه القصه ؟!
-هذا سهل ان شركتنا تتعامل مع المجوهرات ومن البدهي علي ان اعرف الكثير عنها اليس كذلك ؟!
فابتسمت : صحيح ما تقول اعذرني على سؤالي التافه
فبادلها الابتسامه : لا تهتمي ولكن اتعلمين ان سأخبركِ بشيء لا يعرفه الكثير ..ان هناك بعضاً من الحلي و الموجوهرات التي تحمل قوة ما
-وكيف ذالك انا لم افهم ؟!
-حسنا سأوضح لكِ الامر بضرب مثال ..منذ اخر لقاء انا لاحظت كونك ترتدين قلاده على شكل قلب وبها جوهره ازرق
فأمسكت اوليفيا بالقلاده المتدليه على عنقها وقالت : اوه انت محق ..ولكن لم افهم الى ما ترمي اليه بعد !!
فابتسم وهو يكمل : حسنا اذاً انا سأقولها بشكلاً واضح اتعلمين ان هذه الجوهره الزرقاء نادره جداً كما انه تمتلك قوه في داخلها
فرفعت اوليفيا حاجبيها دلاله على الاستغراب وقالت : اوه وما هي تلك القوه !!
-في الواقع قوة هذا الحجر (الجوهره ) تكمن في قدرته على فهم المشاعر
-وكيف ذلك ؟!
-ببساطه هو بأمكانه التعرف على مشاعرك فعندما تكونين سعيده ستجدين ان لونها اصبح فاتحاً اما عندما تكونين حزينه فهو سيصبح غامقاً كحالك الان
فألقت اوليفيا نظرةً على قلادته التي اصطبغه باللون النيلي ثم قالت بهدوء : اوه انا لم اعلم انها تستطيع معرفة حالتي المزاجيه ..شكرا لاخباري ذلك
-على الرحب ..ولكن هل استطيع معرفة سبب حزنك ذلك ام ...
قاطعته اوليفيا وهي اقول : ارجوك لا تقلق نفسك بمشاكلي فانت يكفيك ما لديك ..ثم لما لا نغير الموضوع فأنا لا اريد الحديث بشأن ما يشغلني
-حسنا لكِ ما تريدين ولكن في حال اردتِ الحديث عن ما يقلقكِ لاحقاً فانا لا ازال موجوداً وسأستمع لما لديكِ
-اوه شكراً لك بالفعل
فعاد للابتسام قائلا : لا حاجه لشكري ..ثم هل لي بسؤال اخر !!
فتعجبت اوليفيا قليلا ولكنها لم تظهر ذلك وهي تقول : بالطبع تفضل
-ايمكنكِ اخباري عن طريقه حصولك على تلك القلاده ؟! فانا اعتقد ان شكلها المميز هذا يقول بأنها قطعه قد صنعه يدوياً
فابتسمت اوليفيا وهو تجيب : في الواقع هذه القلاده اهديت لي لذلك انا لا اعرف الكثير عن من صنعه او ما الى هنالك ..ولكن كل ما اعرفه هو انها ساعدتني كثيراً في تخطي المشاكل والصعاب التي كنت اعيشها وانا بالفعل شاكره لشخص الذي قدمها لي
-اوه يبدو بأن ذلك الشخص عزيزاً عليك اهو احد معارفكِ ؟!!
-ان ما تقوله صحيح فمن قدم لي هذه القلاده لشخص عزيزاً علي رغم كوني لم اقابله سوى مره واحده في عمري فهو في النهايه لم يكن من معارفي حتى ان الوقت لم يسعفني لتعرف عليه
-اوه المعذره انا لم ارد التدخل في خصوصياتكِ ولكن هلا شرحتِ لي اكثر عن ما جرى بينكم هذا ان لم تمانعي بالطبع
-بالطبع انا لا امانع ولكن هل بالفعل انت تريد معرفة ما جرى في ذلك الوقت ؟!
-حسنا ولما لا
فابتسمت اوليفيا لا شعورياً وهي تتحدث و تتذكر ما جرى
.
.
{قبل اثني عشر عاماً اي عندما كانت في العاشره من عمرها في ذلك الوقت كانت هي فتاةً كثيره البكاء والحزن فلم يمضي على موت والدتها انا ذاك الا شهوراً ولذلك فقد قرر نيكولاس الترفيه عن ابنتيه رغم كونه هو نفس حزيناً الا ان عليه ان يبقى قوياً امام ابنتيه ولا يضعف ...في تلك الاثناء وفي احد المصايف الجبليه الخاصه بعائله لوغان كان الاطفال يلعبون في الحديقه الخلفيه لمنزل المصيف الا طفلاً واحدا او بالاصح طفله صغيره فلاحظ والدها كونها لا تلعب او تستمتع فأقترب منها وهو يقول : اوليفيا عزيزتي مابكِ ؟!
فاجابت الفتاه وهي تحتضن دميه على شكل دب وردي : لا شيء
-اذاً لماذا لا تلعبين مع شقيقتكِ وكين ؟!
-لانني لا اريد اللعب
-ولكن لماذا ؟!
-لان اللعب غير ممتع
فتفاجئ نيكولاس من ردها في حين سمع كين ذاك الكلام واقترب منها وبحركه مباغته سحب منها دميتها وراح يركض بها قائلا : ان اردتِ مني ارجاع دميتكِ اذاً لتلحقي بي
فكادت اوليفيا ان تبكي ولكنها حبست دموعها وهي تلحق به وتقول : اعدها لي ايها الاحمق
ولكن كين رفض وراح يركض بها وهي تلحق به في حين راقب نيكولاس الوضع وكاد يوقف كين عن ذلك الفعل ولكن تدخل ماريوس في اخر لحظه قائلا : يا صديقي لما لا تشاركني بفنجان من القهوه وتترك الاطفال يمرحون !!
-اوه حسنا انا قادم
قالها وهو لا يزال ينظر لابنته اوليفيا وهي تلحق بكين الى ان ابتعدو عن انظارهم وبعد ربع ساعه اي عندما شعرت اوليفيا بالاجهاد كادت ان تبكي فلاحظت راشيل ذات الاثني عشر عام هذا واقتربت من اختها وهي تقول : ما الخطب يا عزيزتي ؟!
-انا اريد دميتي ولكن اللئيم كين لا يريد اعادتها لي
-اوه يا صغيرتي تعالي الي <ثم احتضنت اختها الصغيره وهي تمسح على شعرها وتقول : لا عليك سيشعر بالملل قريباً ويعيدها لكِ
-هل حقا ما تقولينه ؟!
-اوه اجل بالطبع اليس يفعل هذا دائما بكِ ؟؟
فاجابت اوليفيا بهمس : بلى معكِ حق
-اذاً لا تحزني فهو سيعدها لكِ في النهايه
قالتها بأبتسامه في حين ارتاحت اوليفيا لكلام شقيقتها ثم ابتعدت عن حضنها وهي تبحث عن كين الذي اختفى فجأه ولكن بعد لحظات من البحث رأته يدخل للغابه فتبعته بهدوء لعلها بذلك تستعيد دميتها ولكن ما لم تحسب اوليفيا له حساباً هو كيفية خروجها من جديد فهي لتأخرها عنه اضاعته وبقيت وحيدةً في الغابه وهذا دفعها للخوف والبكاء رغم سيرها المتواصل ونادئها المستمر لوالدها وشقيقتها الا انه لا امل لها بالعوده ولكن بعد بضع خطوات وبجانب البحيره اصطدمت اوليفيا بشخص ما لتقع اخيراً على الارض وتزداد حدت بكائها ..ولكن فجأه اتها صوت ذلك الشخص وهو يقول : اوه انا اسف لم اقصد ان اصطدم بكِ او انا ابكيتكِ يالا من احمق انا بالفعل اعتذر لكِ <ثم سكت فجأةً وبعد لحظات عاد يقول > انا سأعوضكِ لذلك فلتقبلي هذه مني كهديه
ثم مده له قلادةً على شكل قلب وبها حجراً او جوهره زرقاء اللون وبمجرد ان رأتها اوليفيا توقفت عن البكاء فبريق تلك القلاده سحر اعينها رغم كونها لم تأخذها من يد ذلك الشخص او بالاصح ذلك الفتى الا انها كانت تنظر لها بهدوء فأنحنى الفتى لها وامسك بيدها وضع القلاده فيه وراح يقول بأبتسامه مرحه : فلتعتبريها هديه مني لانني اوقعتكِ ..ثم اتعلمين شيء ان هذه الجوهره نادره وهي تعني لي الكثير لذلك ارجو ان تحافظي عليها وتعتزي بها
وبعيون دامعه نظرت له ثم للقلاده وقالت بأبتسامه وفرح : انا اعدكِ انني سأفعل
فازدادت ابتسامه الفتى وهو يقول : وانا سأعتمد عليكِ
ثم نهض واقفاً من جديد ومد يده لها فامسكت هي به بدون اي تردد ثم بعد ذلك ودعها الفتى ورحل ولم تلتقي به اوليفيا من بعدها ولكنها كانت دائماً ما تتذكره وهي تنظر لقلادتها وتشكره لكونها خفف من حزنها فهي عندما تنظر للقلاده تشعر بالراحه والسكينه }
.
.
لنعد للواقع انهت اوليفيا القصه وهي تقول : رغم انني لا اذكر شكل ذلك الفتى ولا اعرف اسمه الا انني متأكده بأنني سأقابله يوماً ما
-اوه ولكن كيف ستعرفينه عندما ترينه ؟!
-امممممم ان هذا سؤال صعب ولكني اظن بأن قلبي سوف يدلني عليها ..كما انني اذكر انه قال لي قبل ان يرحل ...
فقاطعه اوليفر معلقاً : لا تنسي التبسم دائما فأنتِ اجمل عندما تبتسمين
-اوه وكيف علمت بأنها قالها
فاجاب اوليفر بهدوء وبدون اي تفكير : انا اعتقد بأنني كنت سأقول كذلك لو كنت مكانه فأنتِ بالفعل تصبحين اجمل عندما تبتسمين
فأحرجت اوليفيا قليلا من كلماته تلك واشاحت بنظرها وهي تقول : شكراً لمجاملتك تلك
-لا داعي لشكر فانا لا اقول سوى ما اراه
فتسارعت نبضات قلب اوليفيا وازداد خجلها رغم محاولتها لان تكون طبيعيه ..ثم فجأه عاد اوليفر ليقول وهو يتأمل شكلها : اتعلمين منذ لحظات عندما كنا نتحدث عن قصتك مع ذلك الفتى كنتِ فرحتاً وتبتسمين كمن هو واقع بالحب وانا اجزم بأن كل من يراكِ كان ليقول نفس هذا الكلام وانا اعتقد بأنكِ وقعتي في حب ذلك الفتى !!
فشعرت اوليفيا بالمزيد من الاحراج ولكنها علقت على كلامه : اوه ماذا انا لا اعلم بالفعل ..امممم ربما ما تقوله صحيح انا بالفعل لا اعلم ماذا اقول
فضحك اوليفر بخفه على حالها وهو يقول : لا داعي لتبرري لي اي شيء واتمنى من كل قلبي ان تتحقق امنيتكِ تلك
-اوه وانا ارجو ذلك ايضا ..حسنا الان ما رايك بأن تحدثني انت عن نفسك اقصد اليس لديك شخص تريد رؤيته او ربما هدف تريد تحقيقه انا بالفعل لا اعلم ولكن اظنك فهمت ما اعني ؟!!
-اوه اجل لقد فعلت ..حسنا بالنسبه لي فانا قد اتمنى ان التقي بنصفي الاخر وبعدها سيكون هدفي هو الزواج منها وتكوين اسره صغيره وقد نعيش ايضا في منزلاً متواضع يكفينا ثلاثتنا هذا كل شيء لا اظن بأنني اتمنى اكثر من هذا
-اوه ان احلامك متواضع فمن يسمعها لا يظن بأنها تخرج من فم امير غني
-اوه انا اعلم بالفعل انا احلامي متواضعه ولكنها تكفيني بالفعل ولا اريد طلب شيء غيرها
-اذاً فانا اتمنى لامنيتك تلك ان تتحقق ايضا
فابتسم لها لتبادله هي الابتسامه وبعد بعض الاحاديث وبحلول الساعه الثالثه استأذنت اوليفيا من الامير كونها قد تأخرت عن القصر في حين ودعها اوليفر وهو يتمنى لها السلامه ثم عاد هو الاخر للقصر الخاص بعائلته متناسياً كل الاعمال التي تركها على عاتق شقيقه الكبير او ربما هو لم يرد ان يتذكرها اصلاً
------------------------
في صباح اليوم التالي اي قبل يومين عن خطوبه كين واوليفيا تم اعلام كل معارف السيد لوغان وماريوس تقريباً وبما فيهم العائله الحاكم اي عائله لوكاس رحب الجميع بفكره زواجهم بينما البعض حسدهم لزواجهم فأوليفيا فتاه يتمناها الكثير من الشبان في حين ابتأس البعض منهم بهذا الخبر وانا اقصد بالبعض اي العائله الثالثه من عوائل مصاصي الدماء وهي عائله جونسان فقد حل الخبر على كارين الابنه الصغيره كالصاعقه فهي لم تصدق كون كين سيأخذ فتاه غيرها وهذا سبب لها ازمه نفسيه كبيره والكثير من البكاء والدموع التي لا تنتهي في حين كان قلب شقيقتها الكبرى اي كارول يتقطع على حالها فهي لا تعلم سبب حب شقيقتها الصغير لشاب حقيراً مثل كين ومع ذلك راحت تخفف عنها وهي تقول : عزيزتي كارين فلتهدئي فهو لا يستحق دموعكِ تلك ..ثم ان قلبكِ لن يتحمل كل هذا الحزن لذلك فـ...
قاطعته كارين وهي تبكي بحرقه : اهئ اهئ لا تكملي انا اعرف ما سيحدث لي ويا ليتني اموت قبل ان اره يأخذ غيري انا اهئ اهئ بالفعل احبه حتى وان كان لا يستحق ذلك حتى وان كان لا يهتم لي ولكن انا احبه اتفهمين اهئ اهئ لذلك ارجوكِ فلتساعديني يا كارول
ثم زاد نحيبها وهي في احضان اختها الا ان كارول قررت ان لا تقف مكتوفة اليدين وقالت بحزم وجديه : انا اعدكِ يا اختي بأن تلك الخطبه لن تتم وسأجعل ذلك الوغد يأتي اليك ليطلب يدكِ انتِ
فتساءلت كارين بعيون دامعه : احقاً ما تقولينه يا اختي ؟!!
-اليس هذا ما تريدينه ؟!
-اجل بالطبع
-اذاً لا تقلقي انا سأكون عند وعدي لكِ ولكن فلتتوقفي عن البكاء وفي الحال
فحاولت كارين التوقف عن البكاء وهي تقول : حسنا سأحاول
فابتسمت كارول لاختها الصغير بينما في داخلها هي تخطط لكيفية ابطال تلك الخطبه ففي النهايه هي تعلم بأن صديقتها اوليفيا لا تحبه وهي لن تحزن ان انفصلت عنه ففي الايام الخمسه الاخيره هي كانت تهاتفها وتخبرها بكل ما تشعر اتجاه كين وكيف انها لا تريد هذه الخطوبه من الاساس وهذا شيء سيكون في صالح كارول
--------------------
في الجانب الاخر كان الامير اوليفر واقفاً امام نافذه غرفه الجلوس وهو يتأمل حديقه قصره ويفكر قائلا ( اخشى بأن اوليفيا لن تستطيع تحقيق امنيتها تلك ..فزواجها من كين سينهي لها حلمها ذاك وربما حلمي انا ايضا سينتهي ولكن لحظه مابي انا افكر هكذا اظن بأنني قد اصبت بالجنون او ماشابه ) وفجأه سمع احدهم يقول بهدوء : حمدلله انك اكتشف هذا مبكرا
فالتفت اوليفر لصاحب الصوت وعلى وجهه علامات الحيره ..في حين عاد ذلك الشخص ليقول : ما بك تنظر الي هكذا .. انا كنت اعني انك منذ زمناً بعيد كنت مصاب بالجنون ولا زلت كذلك
-ماذا ؟ ثم ما الذي جعلك تتلصص على افكاري يا اندرو ؟!
فابتسم اندرو بهدوء : ليس وكأنني اردت ذلك ولكن هي تأتيني بنفسها
-اوه يا لك من مزعج
-ولكني لا اتفوق عليك في الازعاج
-ارجوك كف عن هذا يا اندرو فأنا لست بمزاج يسمح لي بالحديث معك
-اوه انا لا اصدق انني اسمعها منك ..ثم اخبرني ما الذي حدث معك فعلى ما يبدو انه امراً خطير
فاجاب اوليفر بهدوء : لا شيء مهم في هذا فلتهتم بشؤونك ولتدعني وشأني
ثم عم الصمت للحظات وبعدها قال اندرو بتفاجؤ : انا لا اصدق احقاً ستتحدث مع والدي بخصوص هذا الامر
فتنهد اوليفر بضجر وراح يقول : الم اقل لك ان تكف عن قراءه افكاري انت بالفعل تثير غضبي
-ولكن هذا الامر ليس بيدي ..ثم اتعلم انا بالفعل احب رؤية وجهك الغاضب ذاك فأنت تذكرني عندها بأمي
ثم ضحك بخفه على كلامه الاخيره مما استفز اوليفر وجعله يترك المكان ويتوجه الى مكتب ابيه ليخبره بقراره النهائي بشأن امراً كان يفكر فيه من ايام ..وبمجرد دخول وبعد ان حيا والده جلس وتجاذب معه اطراف الحديث ثم بعد ذلك دخل في صلب الموضوع قائلا : ابي انا اريد الانسحاب من الانتخابات فأنا لا اظن بأنني اريد ان اكون الحاكم الجديد لذلك فلتعين اندرو لهذا المنصب ولتخلي مسؤوليتي من هذا الامر
-ولكن الم نتحدث في هذا الامر سابقاً ؟!
قالها مارسيل بهدوء فاجاب اوليفر : بل فعلنا ولكن انا حسمت قراري هذه المره ولن اندم عليه وانا اعدك بذلك
-حسنا ما دمت واثقاً كل الثقه ..اذاً فانا لا استطيع اجبارك على ما لا تريده
-اوه شكرا لك يا ابي <قالها بأبتسامه
في حين عاد مارسيل ليقول : اذاً سنقوم بمراسم التتويج بأسرع وقت ..وانا افضل لو اننا نجعلها في اخر هذا الاسبوع اي بعد اربعه ايام من الان
-حسنا كما تريد يا ابي انا سأخبر ماكس بذلك حتى يبدأ بالتحضير من اليوم عن اذنك الان
ثم وقف وتوجه الى الباب وقبل ان يخرج اوقف والده وهو يقول : انتظر يا اوليفر انا كنت اريد تذكريك بشيء ما ..من الصحيح انك لن تكون الملك الجديد ولكن هذا لا يعني بأنك لا تملك اي واجبات او مسؤوليات فأنت فرد من عائلتنا و يتوجب عليك المساعده في اعمال الشركه لا التهرب منها كما تفعل فأن اصبح اخوك الملك سينشغل اكثر لذلك انت عليك ان تكون عوناً له وتساعده في تحمل هذا العبء افهمت ما اعنيه ؟!!
-اوه اجل بالطبع ..وسأحاول ان اكون عند حسن ظنك
-جيداً واتمنى ان لا تنسى هذا الكلمات تستطيع الانصراف الان
انهى مارسيل كلامه ليخرج اوليفر اخيراً من المكتب وهو راضاً عن ما اتخذه وقرره ثم اخيراً عاد لغرفته ليستريح قليلا فهو لديه شعور بأن ما هو قادم سيغير الكثير في حياة الجميع و خصوص حياته هو }
.
.
-حسنا الى هنا سنتوقف يا ايمي
-ولكن لماذا فأنا اريد معرفة التتمه
فابتسم ليو بهدوء ومن ثم نظر لساعته قائلا : لكن انا لا يمكنني اخباركِ بالباقي ..فلدي بعد نصف ساعه اجتماع مهم ..لذلك فنكمل القصه فيما بعد
فتجهم وجه ايمي الا انها قالت : حسنا كما تريد
-اوه ما بال هذه التعابير الان ؟!
-لاتهتم لي واذهب لعملك
-في الواقع ان عملي سيكون هناك ففي النهايه ان الشخص الذي سنجتمع معه سيأتي الى هنا
-اوه حسنا فهمت ..وحظاً موفقاً لك
انهت كلمتها وهي تبتسم بشفافيه ورغم ملاحظت ليو لذلك الا انه تغاضى عن الامر وهو يقول : اشكر اهتمامكِ ..ثم في وقت انشغالي يمكنكِ التجول في القصر كيفما تشائين وايضا تستطيعين زياره مكتبة القصر فأنا واثقاً بأنكِ ستستمتعين فيها
-اوه اجل بالطبع سوف اذهب لألقي عليها نظره فيما بعد
وفجأه قاطعهم احدهم قائلا : اعذرني يا سيدي ولكن لقد وصل ضيوفك
-اوه اذاً فلتدخلهم يا لويس الى مكتب جدي وانا سأوافيكم حالاً
قالها ليو بهدوء في حين رد لويس : لك ذلك يا سيدي
وقبل ان يغادر لويس امره ليو قائلا : اوه وقبل ان تذهب انا اريد منك ان تسدي لي خدمه فعلى ما اظن بأن وقت الاجتماع سيطول لذلك فأنا اود منك مرافقة ايمي فهي تريد التعرف على القصر ..ولا تنسى بأن تخبرها بشأن ذلك الامر الذي تحدثنا عنه قبل يومين
-كما تريد يا سيدي ..امن شيء اخر ؟!
-لا اظن ذلك
انهى ليو كلمته لينصرف لويس اخيراً وبعدها استأذن ليو من ايمي ووعدها بأنها سيكمل لها القصه في حين تفرغه فلم تعارضه ايمي واكتفت بالرضوخ للامر الواقع والموافقه وبعد لحظات من ذهاب ليو لمكتب جده اخذ لويس ايمي في جوله في ارجاء القصر وبدأ يعرفها عن المكان وما الى هناك ..وفي النهايه توقفت رحلتهم تلك امام المكتبه التي ذكرها ليو فأحبت ايمي ان تلقي عليها نظره فلم يمانع لويس بذلك فدخلت هي لها راحت تتفحصها فهي كانت كبيره بعض الشيء وبها الكثير والكثير من الكتب جالات ايمي ببصرها بين الكتب الى ان توقفت عند كتاباً ما اثار فضولها فتساءلت بهدوء : لويس هل تعلم عن ماذا يتحدث هذا الكتاب ؟!
واشارت بيدها على كتاب كبير باللون الاخضر كتب عليه العوائل الخمس فأقترب لويس منها وهو ييجيب على سؤالها : ان هذا الكتاب يتحدث عن العوائل الخمس البارزه في عالم مصاصي الدماء
-اوه نعم وماذا ايضا ..فلتوضح اكثر واخبرني كذلك عن اسماء العوائل المذكوره فيه
-حسنا كما تريدين يا انسه ..ان هذا الكتاب يشرح قِدم كل تلك العوائل وانا اعني بذلك ان عائله لوكاس وعائله لوغان وعائله كارلوس وعائله جونسان وعائله انزو كانت في هذا العالم قبل الف بل ملايين القرون
-اوه هذا مذهل بالفعل
فلم يعلق لويس في حين تساءلت ايمي من جديد وكأنها قد تذكرت شيء ما : اوه صحيح..اخبرني يا لويس ما الذي امرك ليو بأخباري به ؟!!
فاجاب لويس وكأنه لم يتفاجئ من السؤال : في الواقع ان السيد ليو اراد مني اخباركِ ..بأنه قد تم نقل معلوماتكِ وباياناتكِ الى احدى المدارس المرموقه هنا ومنذ صباح الغد سوف تذهبين وتباشرين الدراسه فيها ..ولكن عليكِ ان تعلمين بأنه من الان وصاعداً قد اصبح اسمكِ ايميليا اوليفر لوكاس فلم يعد من الضروري اخفاء من تكونين
فتعجبت ايمي قليلا ولم تستطع الرد كما ان الوقت لم يساندها فقد اتت خادمه وطلبت من لويس القدوم معها لرئيس الحرس انتوني فعلى ما يبدو ان هناك مشكله ما فستأذن لويس من ايمي وذهب بعدها وبذلك عادت ايمي وحدها وبعد ان استوعبت كلام لويس جيداً شعرت ببعض الفرح فهي اخيراً تعرفت على عائلتها ولكن ما يحيرها الان شيء واحد لماذا اخفى ليام عنها هذا الامر ؟! وكيف له ان يرفض حبها وهو يعلم بأنها ابنة عمه ؟! ثم هل ستستطيع هي رؤيته من جديد ؟! كانت جميع تلك الاسئله تدور في ذهن ايمي بدون اجابه وهي حتى لم تجهد نفسها بالتفكير وقررت ان تترك كل شيء جانباً وتكمل البحث بين الكتب فلعلها تجد شيء يفيدها وبالفعل نفذت رغبتها تلك ولكنها لم تجد شيء ملفتاً للأتنباه وعندها قررت الخروج من المكتبه ولكن فجأه توقفت فهي لاحظت كون ربطة حذائها محلوله فما كان منها الا ان تنحني وتعاود ربطها من جديد وبعد ان انتهت وقبل ان تهم بالنهوض وقعت اعينها على كتاباً اسود لا يملك اي عنوان وضع في الرف الاخير من المكتبه فتناولته هي بفضول ومسحت الغبار من فوقه وهي تتفحص غلافه الاسود المزخرف باللون الذهبي وبتساءل راحت تقول : ماذا بهذا الكتاب انه لا يبدو قديماً كالبقيه كما انه صغيراً بعض الشيء ..حسنا هذا لا يهم الان .. سألقي نظرةً عما بداخله
ثم فتحته لتجد ان ما كتب به كان بخط اليد فرفعت حاجبيه دلاله على الاستغراب ثم قرأت بعضاً مما كتب به وكان كالتالي { ان مشاعري مشوشه لدرجه انها تعصف بداخلي وتسبب لي الدمار انا لا اعلم لماذا ولدت او لماذا كان قدري هكذا ..انا بالفعل يائس وحزين ولا اطلب من هذه الحياه سوى رؤية ظلها ولو من بعيد }
انهت ايمي القراءه وهي تقول بتعجب : ما بال هذه الكلمات الحزينه والبائسه ..ان من كتبها تبدو عليها التعاسه
ثم قلبت الصفحات بعشوائيه وتوقف عن احداها وهي تعود للقراءه {لا سبب للعيش اكثر من هذا فقلبي لم يعد يتحمل هذا الفراق ..هي نستني ولن تتذكرني حتى وان ظهرت يوماً بطريقها هي ستظنني مجرد غريب وقد لا تنظر الي حتى } مسح ايمي دمعتها بعد ذلك وهي تقلب الصفحات مجدداً واخيراً توقفت عند اخر صفحه لتسقط منها صورة ما فألتقطها ايمي عن الارض وهي تنظر لها وبتعجب راحت تقول : لحظه واحده اليس هذا الفتى الذي في الخلف هو ليو ؟! اما بالنسبه الطفلين الاخرين فالفتاه في الصوره <وبصدمه اكملت> هل هذا انا ؟! ولكن ماذا عن الفتى صاحب النظارات و معطف الطبيب انا لم اتعرف عليه ايمكن ان يكون شقيق ليو الصغير ؟؟!
وراحت تتساءل في نفسها بدون اي جدوى ولكن الصوره كانت بالفعل محيره بالنسبه لها فقد كان ليو يقف في الخلف وعلى ما يبدو انه في الحادي عشره من عمره بينما كان يحتضن الطفلين وهو يبتسم للمصور في حين كانت ايمي كذلك سعيده وبين يده تحمل قطه بيضاء اما بالنسبه للفتى صاحب النظارات فهو كان يقف منزعجا ومشيحاً بوجهه للجانب الاخر وكأنه لا يريد ان يلتقط احدهم له صوره ..كانت ومازالت ايمي تتأمل تلك الصوره فالفتى صاحب النظارات بدى لها مؤلوفاً فهو يملك شعراً اسود وبشره بيضاء ولكن المشكله هي انها لم تستطع تميزه بسبب كون نصف ملامحه غير موجوده وبعد بضع لحظات استسلمت ايمي وهي تعود لنظر الى ذلك الكتاب وتقرأ تلك الصفحه التي توقفت عندها فلم تجد بها سوى الكلمات التاليه { هذا اخر ما سوف اكتبه ..انا قررت واخيراً ان اتحرر مما يخنقني وان اترك تعاستي وحزني في ما كان ما داخل قلبي واقفل عليه ..كما انني هذه المره لن ابدأ بصفحه جديده مع القدر بل سوف اغير الكتاب بالكامل وسأغير حياتي وقدري معه } تفاجأت ايمي من اخر ما كتب وبهدوء : انا بالفعل اكاد لا افهم قصد هذا الفتى ..ولكني سأتمنى له الخير
ثم اخيراً اعادت الصوره الى الكتاب واغلقته وفي اللحظه ذاتها سمعت احدهم يقول : اوه انا بالفعل لم اظن بأنني سأجد احد هنا وفي مثل هذا الوقت
فرفعت ايمي بصرها الى ذلك الشخص متوسط الطول ولم تعرف بماذا تخاطبه او كيف ترد عليه
---------------------

يتبع ..

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now