المعركه الاخيره

2.1K 141 14
                                    


في غابه ما قريبه لمصيف عائله لوكاس كان يسير بهدوء متحاشياً اغصان الشجر الى ان وصل لطريق مسدود او بالاصح الى جرف لا نهايه له سوى وادٍ سحيق ينهي حياه كل من يسقط فيه بلا منازع وقف امام ذلك المنظر وهو يتأمل الفراغ امامه ويسترجع ما حدث خلال اليومين المنصرمين فحياته تقريباً تغيرت او بمعنى اخر انقلبت رأساً على عقب لتترك الفوضى خلفها ففي ذات اليوم الذي قررت فيها امه ترك قصر عائلة يورغن المتهدم والانتقام اخيراً من ليام لكون عائلته فيما مضى قامت بالقضاء على عائلتها حدث ما لم يكن بالحسبان
.
.
لنترك هذا الان ولنعد لليوم الذي اختفى فيه ليام بعد ان ودع ايمي ونرى ما الذي حدث فهو وبمجرد خروجه من المصيف قام بأستخدام قوته ليشكل حاجزاً يفصل المصيف عن الغابه ويصعب امر العثور على ايمي فهو في النهايه عليه حمايتها فقد وعد بهذا سابقاً وهو عازم على الوفاء بوعده وان اضطر لدفع حياته ثمناً لهذا فهو لا يريد ان يراها تموت امام عينيه كما حدث مع باقي اسرته ثم ان التفكير بالامر يجعله يموت الف مره فهي الاغلى على قلبه منذ ان كانوا اطفالاً ولذلك فقد كانت اولوياته هي حمايه ايمي وانقاذها وهذا بالفعل ما حدث فهو اخيراً قرر مواجهة السفاحه التي قتلت والديه وانقاذ العالم من شرورها فما كان منه الا ان توجه لأعماق الغابه والتي كانت تلتف حول المصيف فهو على يقين بأن المدعوه هيلين سوف تأتي الى هنا للأنتقام وفي اثناء سيره وتوغله فيها اوقفه شيء ما او بالاصح صوت خطوات اقدام تقترب منه فتمتم بهمس : اليس الوقت باكراً على الهجوم الان ؟!
ثم وبحركه سريعه اختفى بين الاشجار والتف حول ذلك الشخص وانقض عليه ليطوق يديه ويسنده على شجره ما ..ولكن لحظه لقد بدى ذلك الشخص مؤلوفاً له بل وهو يعرفه كما يعرف نفسه فما كانه منه الا ان افلته قائلا بحده : ما الذي تظن نفسك فاعله هنا يا ماركو ؟!
فألتقت ماركور له رغم تأوه واجاب : في الواقع انا بحثت عنك بطريقتي الخاصه وعندما علمت بمكانك اتيت لرؤيتك فأنا اريد معرفة الحقيـ..
قاطعه ليام قائلا : ولكن انا لا املك الوقت الان
انهى كلمته وهو يكمل سيره في الغابه فتبعه ماركو واوقفه قائلا : ما الذي تقصده بكلامك هذا ؟!
-اعني ان تذهب الان فالمكان هنا خطر
-مــاذا خطر ..هل ابدو لك طفلاً او ماشابه ثم ان كذبتك تلك لن تسير علي ..فليس وكأن هناك جيشاً من المتحولين ينتظر قدومنا لينقض علينا
انهى ماركو كلمته بسخريه ليجيب ليام هذه المره بجديه وصوت شبه هامس قائلا : اخشى ان اخيب آمالك يا مارك لأن كل ما قلته كان بأنتظارنا
فرفع الاخير حاجبيه بأستغراب قائلا : وهل انت بالفعل تعي ما تقوله الان يا ليام ؟!
-ان لم تصدقني فأنظر امامك
قالها وهو يشير لبقعه ما ينعدم فيها الضوء بسبب كثافه الاشجار فنظر ماركو الى حيث يشير الاخير ليرى اجواز اعين حمراء تلمع في تلك الظلمه للوهله الاول قد تظنهم حشرات مضيئه او ما شابه لكن عند تدقيق النظر انت تكتشف انهم بشر متحولون يقفون امام جثث كثيره لحيوانات ميته ..لحظه ما الذي يحدث الان هل هؤلاء المتحولون يشربون دماء الحيوانات اما ماذا ؟!
هكذا تساءل ماركو وقد كان صوته شبه مسموع فما كان من ليام الا ان يجيب : معك حق في هذه ايضا ..فهم يشحنون طاقتهم الان بشرب كل تلك الدماء استعداداً للمعركه القادمه
-معركه قادمه ..ما الذي تقوله اتمزح معي هذه المره ايضا ؟!
لم يجب ليام على سؤاله ولكن ملامحه اكتفت بذلك فتعابيره كانت جديه لدرجه ان المزاح انعدم منها فما كان من ماركو الا ان يعود ويقول بصوت شبه هامس : ليام اخبرني ما علاقتك بهؤلاء المتحولين ..وعن اي معركه تتحدث ؟؟
-ليس لي اي علاقه بهم ..وبشأن المعركه فهي امور شخصيه لذا لا تتدخل فيها و عد لمنزلك
قال كلمته تلك وهو يتقدم من المتحولين الا ان ماركو اوقفه للمره الثانيه قائلا : وهل تظنني سأخضع لأوامرك تلك ..ارجوك انسى الامر فأنا لن اتزحزح قبل ان تخبرني عن ما ستفعله ؟!
فتنهد الاخير قائلا : يالك من عنيد ..اسمع انا لن اعيد ما سأقوله الان ..فكما ترى امامك خياران لا ثالث لهما اما ان تعود ادراجك ..واما ان تتورط بهذه المعركه التي لا اتوقع ان يخرج اي احد منها حياً الا ان استطعنا قتل من ترأسهم
-ماذا اتعني ان امرأه وراء كل هذا ؟!
-نعم وهي ليس اي امرأه فهي المشعوذه هيلين غوردن التي قامت بقتل جميع افراد عائلتي لذلك انا لن اتوانى في قتلها
-مـــاذا اجننت يا هذا ؟! ثم كيف لك ان تقتلها بمفردك ؟!
-لا تقلق علي فأنا سأنتقم منها واقلتها مهما كلف الثمن
فنظر ماركو لليام وعلق اخيراً : انا الان ايقنت انك مجنون فأي عاقلاً يشتري الموت بعمره ؟!
-قل ما تشاء عني فأنا في النهايه افعل كل هذا من اجل ايمي ومن اجل ان تحيا سعيده دون اي خوف او حزن او الم
وعند كلمه ليام الاخيره توسعت اعين ماركو ثم ما لبث ان قال بسخريه : وهل حقاً تظن بأنها ستعيش بسعاده ان انت مت ؟! بالطبع هذا لن ولم يحصل ..ورغم انني اكره الاعتراف بهذا الا انني سأقولها ايمي تحبك بل وتعشقك ولذلك انا لا اظن بأن انتقامك وموتك سيفيدها بشيء سوى انه سوف يزيد بؤس حياتها
-ارجوك يا ماركو توقف
-لا لن افعل ..فأنت عليك ان تفكر بما سيحدث لها ان انت اصبت بمكروه ..هي ربما قد تنتحـ..
وبتر عبارته فهو لم يستطع اخارج تلك الكلمه من فمه ولكن ليام فهم ما يقوله وقال بهدوء : ولكن انت بالطبع لن تسمح ان يحدث لها هذا فأنت ستبقى بجانبها بعكس ما سيحدث معي
-اوه ارجوك كف عن الهراء
-بل انت من عليه الكف عن الهراء لا انا ..ثم لا تدعي بأنك حزين علي ففي النهايه هي ستصبح لك وحدك مجدداً وهذه المره لن اعود انا لأدمر لك مخططاتك فأنت ستكون الحياه امامك لذلك عد الان وتجاهل ما سيحدث لي وابقى معها وعيشا بسعاده
للحق وبصراحه كانت كلمات ليام مستفزه لماركو لدرجه انه لكمه في معدته قائلا بغضب : كم اكرهك بالفعل واكره طريقة تفكيرك الانانيه تلك انت بالفعل لا تهتم لسعادتها رغم انها سلمتك قلبها انت بالفعل شاب وغد ولا تستحقها ..كيف تجرؤ على التخلي عنها هكذا انا بالفعل لا اصدق
ثم اكمل تسديد اللكمات له وليام لم يقاومه بل اكتفى بأن ابتسم بمراره وهو يقول : في الحقيقه انا سأعترف لك بشيء ..انا لا املك الخيار مثلك ففي جميع الاحوال ستكون نهايه الموت ..ولكن الخيار في الموت وحدي مع تلك المشعوذه سيكون افضل من خيار موتي انا وايمي ..افهمت ما اعنيه انا لم اعد استطيع تحمل موت احد من افراد اسرتي مجدداً وخصوصا ايمي ..انت بالفعل تفهم ما اعنيه فمشاعرك تشابه مشاعري لذلك دعني اذهب لقدري وعد انت لها
عندها توقف ماركو عن لكمه وابتعد عنه وهو يلهث ببعض من التعب فما كان من ليام الا مسح فمه من بقايا الدم التي عليه وهو يقول : هيا عد قبل ان يشتم أؤلئك المتحولون دمي ويقوموا بالهجوم علينا
فلم يعلق ماركو على الامر بل واكتفى بأن تبادل النظرات مع ليام بعدها اوله ظهرها واختفى بين الاشجار لحظتها تنهد ليام براحه ولكن مع الاسف لم تدم راحته تلك طويلاً فهو قد سمع اقتراب خطى اقدام منه وهذه المره هي لا تبدو لشخص بل لمجموعه ..لم يكلف ليام نفس عناء التفكير فهو قد سبق واستنتج ان من يقترب منه هي مجموعه المتحولين تلك لذا ما كان منه الا الاستعداد لمهاجمتهم وبدء المعركه وبالفعل هذا ما حدث ولكون مستوى قوه المتحولين اقل بكثير من مستوى قوه ليام فاستطاع الاخير التغلب عليهم بسهوله وبأستخدام القليل من قوته للحق ليام لم يصب بأي خدش بينما البشر المتحولين او من كانوا كذلك امسو اجساداً خاوية بلا روح في حين تناثرت دمائهم في الارجاء لتكون بحيره قرمزيه اللون فأصبح المشهد اقرب لمجزه مره بها وحش لا رحمه في قلبه ..اكمل ليام سيره بعد ان انتهى من المتحولين متجاهلا الدماء التي اكتست ثيابه وجهه فالمعركه لم تنتهي بعد ولن تنتهي الا بقتله لهيلين او قتلها هي له
.
.
لنعد للواقع قليلا والى ذلك الشاب الذي كان وما يزال يتأمل الوادي السحيق امامه وهو يتمتم ببعض الكلمات قائلا : اتعلمين رغم معرفتي بكل شيء الان وبأنك انتِ السبب وراء شقاء الكثير من الاشخاص الا انني مازلت لا استطيع كرهكِ فأنا بعكس شقيقي لم ارى منك سوى حسن المعامله ..لذلك سأكتفي بأن اقول ( فلترقد روحك بسلام ) ففي النهايه انتِ ستبقين امي
ثم ما لبث ان انهى كلمته تلك حتى شعر بيد تستقر على كتفه ثم ما لبث صاحبها بعدها الا ان قال : اتعلم لقد توقعت ان اجدك هنا يا دينس
-اوه ايعني هذا انك كنت تبحث عني ؟!
-لنقل انني كنت افعل ذلك ..فكما تعلم نحن علينا ترك المكان هنا
-ولكن يا مارك انا ..
فقاطعه ماركو قائلا : ماذا الان ؟! اتعلم انا اقدر حزنك عليها ولكن نحن بالفعل علينا الرحيل فهناك الكثير من الامور التي على والدنا ان يشرحها لنا ام انك لا توافقني الرأي ؟!
فألتفت الاخير الى شقيقه وعلق بهدوء : حسنا اذاً فلنذهب
ثم القى نظرةً اخيره على المكان لتعود له ذكرى المعركه بين امه وليام وكيف انها انتهت بعدها بسقوطهم اسفل هذا الجرف لينتهي الامر بموت امه واختفاء ليام الغريب ..اوه هل يساوركم الفضول لمعرفة ما حدث بالضبط في ذلك اليوم حسنا اذاً لنروي فضولك هذا ولنعد لتلك الحادثه المحزنه
.
.
فأمام الجرف ذاته ولكن قبل ليلتين وقف ليام عاجزاً عن تحريك جسده بسبب القيود السوداء التي التفت حلوه لتثبته داخل دائره باللون ذاته ورغم كل محاولاته للمقاومه الا ان جسده كان مخدراً لا يستجيب له ..وفي الجانب الاخر وعلى مقربه منه وقفت المشعوذه هيلين كما يناديها ليام وهي تقهقه على حاله وتقول : جلالتك اياك والمقاومه فهذا سوف يستنزف طاقتك سريعاً اي قبل ان اتمكن من تعذيبك كما اريد
-ايتها السافله هل تظنين انكِ ستنجحين بقتلي هه فلتحلمي بهذا
-اوه يالك من شاب غير مؤدب ..فمن المفترض لك ان تترجاني وتتضرع لي فكما تعلم انت الان تحت رحمتي
-هه وكأنني سأفعل ذلك ..لعجوز شمطاء مثلك ثم اتعلمين انتِ الان تثيرين اشمئزازي لانكِ لـ..
وبتر عبارته الاخيره ليصرخ بعدها بألم فهيلين فقدت اعصابها وتمتمت بتعويذه ما جعلت الدائره حول ليام تشع باللون الاسود لتصعقه بكهربائها وبينما ليام يتألم كانت هيلين تتسع ابتسامتها فهي كانت تستمتع بكل صرخه الم يطلقها الاخير بينما كان دينس يراقب ذلك المنظر بهدوء من الخارج ومشاعره متخبطه من الداخل فهو في هذه اللحظه كان على حياد اي انه لم يكن بجانب اي احد منهما ولذلك فالقرار الصائب بالنسبه له كان الوقوف والمراقبه ..فأمه تقدمت من ليام لتصبح امامه مباشرةً وترفع راسه وهي تقول بابتسامه خبث : ماذا هل استسلمت بسرعه يا صاحب الجلاله ؟!
فرمقها الاخير بنظره قاتله دون ان يتحدث فأزادت ابتسامتها واسترسلت في الحديث لتقول : اتعلم انه لمن المؤسف لهذا الوجه الفاتن ان يتشوه ..ولكن ما باليد حيله فأنا مضطره لأجراء بعض العمليات التجميليه لك فلعلك بعدها تصبح اشبه بأفراد عائلتك الباقين وبالاخص والدك اندرو
فحرك ليام وجهه ليبعد يده عنها قائلا بحده : اياك و تلويث اسماء افراد عائلتي بلسانك وكذلك كفي عن لمسي بيدك القذره تلك يا ايتها المشعوذه
وهنا شعرت هيلين بالاهانه فما كان منها الا ان اخرجت خنجراً فضياً كانت تخفيه في ثيابها واخيرا طعنت ليام به في معدته فتعالى انين الاخير بينما اقتربت هيلين من اذنه وهي تهمس : فلتمتعني بصوت المك
ثم اخرجت النصل مجدداً من جسده وعادت لتطعنه لاكثر من مره وفي امكان متعدده من جسده ولكن ليام لم يعد يصدر اي صوت تألم بل واكتفى بأن صر على اسنانه بينما كان يشعر بأحشائه تتقطع بخنجر تلك المشعوذه التي قالت اخير بتضجر : يالا الملل لماذا توقفت عن الصراخ والانين ..امن خطب يا عزيزي الصغير !!
ولكن ليام لم يجبها فهو لا يزال يشعر بالوجع بينما جراحه بدأت تنزف دماً كثير لتشكل حوله بحيره صغير قرمزيه اللون مما دفع احد عيني هيلين لتلتمع باللون الاصفر فهي في النهايه هجينه اي نصف مصاصه دماء حتى وان لم تعترف العشائر بها ..على كل حال اخرجت هيلين اخيراً نصلها من جسد ليام فراح الخنجر حينها يقطر دماً مما دفعها لتعلق وتقول : يالا الاسف ان دمك كله سوف يذهب هدراً فكما تعلم ان هذا الخنجر سام بالنسبه لمصاصي الدماء مما يعني ان مجرد طعنه واحده في قلبك سوف تودي بحياتك وتجعلك مجرد جثى بلا روح ..وبما انني سأمت من تعذيبك واشفقت على حالك انا سأنهي كل الامور الان واقتلك اولاً ثم بعدها سأنتقل لزوجتك بالطبع هذا ان لم يكن روبير قد انهى حياتها سلفاً
-اياك ولمس ايمي والا ..
فقاطعته وهي تتساءل بسخريه : والا ماذا ؟! هل ستقتلني هه انت حتى لا تقوى على الحركه بسبب هذه القيود السحريه التي تستنزف قوتك كما ان جروحك المسممه تلك سوف تعيق طريقك لذلك لا تحاول التباهي امامي واخبرني بأخر امنياتك فكما ترى انا رحيمه لدرجه تجعلني اغبط نفسي على لطفي الشديد
-هه وكأنني سأطلب شيء منكِ
فقربت هيلين الخنجر من وجه ليام وجرحته وهي تقول بصيغة امر : فلتقل يا هذا ماهي اخر امنيه لك ؟؟
-وهل ستستطيعين تنفيذها اصلا .. انا اشك بذلك ولكن سأخبركِ بها انا اتمنى موتك يا ايتها المشعوذه العجوز
انهى كلمته وهو يسمع قهقت هيلين وهي تقول : يالا الاسف انا حزينه لان امنيتك لن تتحقق ولكني اعدك بما هو افضل فأنا سأحرص على ارسال ابنه عمك ايمي خلفك حتى لا تشعر بالوحده في العالم الاخر
ولم تكد تنهي كلمتها تلك الا وهي تشعر بيد تمتد وتخنقها من الخلف لتمنع الاكسجين من الوصول له .. بينما هي راحت تحاول المقاومه كان ليام يراقب ذاك المنظره بتعجب قائلا : لماذا عدت ايها المغفل
-وهل تريدني ان اتركك تموت وحدك وانت بهذا الحال المزري ..ارجوك انسى الامر !!
-ومن طلب مساعدتك يا ماركو ؟! هيا ارحل من هنا قبل ان ..
ولم يكمل كلمته تلك فقد سعل ليبزق بعدها دماً بينما هيلين استطاعت وبطريقه ما ابعاد مارك عنها ورميه ارضاً فهي في النهايه تتقن بعض الفنون القتاليه ..فتأوه الاخير لسقوطه ومن ثم علق على كلام ليام ولكن بسخريه : هه ولماذا ارحل ..ارجوك لا تكن متغطرساً فأنا بالطبع لن اذهب واتركك حتى بعد كل الذي قلته ..فأنا في النهايه علي ان اضمن اعادتك لها فأنا بعكسك لا احب جرحها
فلم يعلق ليام على كلامه واكتفى بالصمت فما كان من ماركو الا ان يكمل قائلا : على كل حال حتى وان تركنا موضوع ايمي جانباً ..انا بالطبع لن اتركك تواجه هذا المشعوذه وحدك يا صديقي
-اوه يالا التقدم لقد عدت لتعترف بصداقتنا اذاً
قالها ليام مبتسم رغم اوجاعه فرد له ماركو الابتسامه وعلق اخيراً : انها هدنه بسيطه ..اعني ان صداقتنا سوف تنتهي بعد ان اعيدك لأيمي افهمت
-حسنا انا لا امانع بذلك
انهى ليام كلمته في الوقت الذي تقدم ماركو فيه لفك تلك القيود السحريه ولكن كان الامر صعباً بعض الشيء مما اضطر الاخير لأظهار قوته كلها لتلمع احد عينه بالاصفر بعدها انكسر القيد ذاك مما دفع ليام ليسقط ارضاً لولا ان امسك به ماركو قبل ان يقع واسنده عليه معلقاً : هل لا زالت بخير يا ليام ؟!
-اعتقد ذلك
قالها بصوت اشبه بالهمس فجراحه الان اصبحت تألمه اكثر وكأنما النار اشتعلت بداخلها ولكن حاول التحمل وهو يسمع ماركو يقول : علينا الذهاب من هنا وبأسرع وقـ...
وبتر عبارته او بالاصح قاطعته هيلين التي عادت لطبيعتها بعد ان ادخلت الكميه الكافيه من الاكسجين الى رئتيها : الى اين تظنان انكما سوف تذهبان ؟؟!
-وما هو شأنك ايتها المشعوذه ؟!
قاله مارك بغضب بينما حذره ليام قائلا : اياك والتمادي معها فهي خطيره
-اوه اجل استمع لكلام صديقك ..والا سوف تلقى نفسك مصيره
-فلتصمتي يا امرأه
قالها مارك بغضب بينما ابتسمت هيلين وهي تقول : اوه استفزتك كلماتي ..ثم اتعلم ان ظهورك المفاجئ هذا لم يكن من ضمن خطتي ولكن لا بأس ما دمت سوف تخفف ضجري قليلاً
وما لبث ان انهت كلامتها الا وهي تتمت بتعويذه ما جعلت المكان من حولها يعصف بريحاً سوداء ثم ما هي الا دقائق حتى تلبدت السماء بالغيوم السوداء وهذا ما دفع ماركو للاستغراب قائلا : ماذا يحصل هنا ؟!
فأجاب ليام بتثاقل وهو يشعر بأن قواه تخور : انـ..ـها تحـ..ـاول استـ..ـدعاء مخـ..ـلوقات الظـ..ـلام لذلـ..ـك فلتـ..ـحاول النتـ..ـجاه بجلـ.ـدك
فهز ماركو رأس قائلا : لن افعل ذلك فأما ان نعود معاً او لنمت معاً
-لمـ..ـاذا انـ..ـت عنيـ..ـد هكـ..ـذا ؟!
-لانك صديقي انسيت
ومالبث ان انهى كلمته تلك لتعلق هيلين بسخريه وهي تقول بعد ان انهت تعويذتها : يالا المشهد الدرامي الجميل ..ولكن اعذراني فأنا علي ان اقاطعكما لأقول ..ان هذه ستكون نهايتكما كما طلب ماركو
ثم قهقهت بعدها بتمتع وهي تقول : يا مخلوقات الظلام فلتظهري ولتنهي حياه هؤلاء الاثنين
وفجأه ومن العدم ظهرت مخلوقات سوداء اللون بأعين زرقاء تخرج بعضاً من الشرار وتقدمت منهم وللحق فأن منظرهم فقط يدب الرعب في المرء تراجع ماركو لا ارادياً للخلف وهو ليزال يسند ليام عليه بينما ابتسمت هيلين على حاله وما هي الا لحظات حتى كانت تلك المخلوقات تحيط بهم لتحصرهم بداخل حلقه فأرتعب ماركو من منظرهم بينما شحب لون ليام الذي خسر الكثير من الدماء وما عاد يرى امامه بشكل واضح فكل شيء بالنسبه له مشوش وما هي الا ثواني حتى وقع جاثياً على قدميه ليتساءل ماركو قائلا : ما بك يا ليام فلتتحمل قليلا بعد
ولكن الاخير لم يستطع ذلك فتلك المخلوقات الظلاميه وبطريقه ما تسلب جميع طاقته او بالاصح هي تتغذى عليها فما كان من الاخير الا ان تمتم بصوت شبه مسموع و كلمات تكاد لا تفهم فتجاهل ماركو ما قاله وهو يعلق : لا تجهد نفسك انا اعدك ان نخرج من هنا ولكن تحمل قليلا بعد
ثم نظر لهيلين قائلا : ايتها المشعوذه الساديه المتعجرفه لماذا تفعلين كل هذا ؟؟
-لا تتدخل بالامر
-وكيف لا افعل وانتِ تحاولين قتل صديقي و زوجـ ..اعني ابنة عمه ؟!
-لقد قلتها سلفاً لا تتدخل في هذه الامور ..يا مخلوقات الظلام فلتقضوا عليه اولاً
فتقدم احدهم منه وامسكه من عنقه وهو يرفعه عالياً رغم جميع محاولاته و مقاومته له الا ان لا فائده من ذلك ..فماركو اصبح الان ينازع الموت مختنقاً وهو يقول : يالـ..ـك مـ..ـن حـ..
ولم ينهي كلمته فمخلوق الظلام احكم قبضته على عنقه فشعر ماركو بأن لحظة موته قد اتت وحدث نفسه قائلا ( لم اظن بأنني سأموت هكذا يوماً ..انا لا اريد هذا) وخرج من افكاره وهو يشعر بأن روح تحاول مغادرة جسده وفجأه اصبحت رؤيته معتمه ولكنه سمع بعدها صوت يصرخ قائلا : فلتوقفي هذا الهراء يا هيلين
فتعجبت الاخيره من كون ليام قد استعاد قوته وراحت تراقبه وهو يجاهد ليقف ويكمل : ام ان الانتقام اعمى اعينك لدرجه تدفعكِ لقتل ابنك الثاني بيدكِ
انهى الاخير كلمته وعاد ليسعل بينما استغرقت هيلين بضع دقائق لتستوعب ما قاله ليام وبصدمه راحت تتمتم وهي تنظر لماركو : ابني ؟! ما الذي تعنيه بذلك ؟!
فنطق ليام بصعوبه : نعم ابنك من زوجك السابق ام انك نسيتِ ماضيكِ مع ماثيو ريفالدو
-مـــاذا ؟!
قالتها لتتسع اعينها بصدمه اكبر وبعدها امرت المخلوق ان يترك ماركو لتتقدم منه بهدوء وهي تراه يسعل بحده لدرجه دفعت دموعه لنزول رغماً عنه تفحصته هيلين بهدوء وهي تبحث عن الشبه بينه وبين والده فلاحظت تقارب كبيراً بينهما ورغم انها لم تقتنع بعد بذلك فما كان منها الا ان رفعت كم قميصه ليظهر بعدها وشم غراب على يده عندها شهقت بصدمه ثم ما لبثت ان اختنقت دموعها داخل اعينها لتحتضن جسد ماركو وتقول بشوق : ابني العزيز لقد بحثت عنك كثيراً انا لا اصدق بأنني اراك الان امامي
وفي الجانب الاخر نهض دينس عن الارض اخيراً ليقف فهو على ما يذكر انه قد تلقى ضربه قويه على رأسه افقدته وعيه ولكن وقبل لحظات تلقى ضربه اقوى كانت من امه جعلته ينظر اليها بصدمه فهو يكاد لا يصدق ما يسمعه : ايعقل ان يكون لي شقيق ولكن كيف هذا ؟!
ثم اقترب من امه وهو يسألها : لماذا لم تخبريني بالحقيقه ؟!
فتساقطت دموع هيلين اخيراً وهي تقول بحزن : سامحني يا دينس فانا لم استطع ان اخبرك لانني نفسي لم اعلم بأني سأجده مره اخرى فأنا قد فقدت الامل منذ 15 عام في ايجاد شقيقك التوأم و والدك فهما اختفيا من حياتنا فجأه
-ايعني ذلك ان ابي قد تخلى عني وليس ميتاً ؟!
-لا هو لم يتخلى عنك ولكن انا من لم اسمح له بأخذك ..ونعم هو لا يزال حياً لذلك ارجوك سامحني على كذبي عليك طوال تلك السنوات
فتساقطت دموع دينس لتملأ وجهه وهو يكاد لا يصدق ما يسمعه بينما استطاع ماركو اخيراً فتح عينيه لتتلاقى مع اعين امه لحظتها نظرت له هي بحنان وقالت : انا سعيده لرؤيتك من جديد يا بني
فترددت صدى تلك الكلمه في عقل ماركو ورغم انه قد سمع كل حديثهم الا انه قال بحده : فلتتركيني ولتبتعدي عني ..فأنا لا ام لي افهمتي انا امي ماتت قبل 15 عاماً لذلك انسي امر اني ابنك فأنا لن اعترف بأمرأه سفاحه مثلك تقتل جميع من احب فقد لأجل الانتقام
-ما هذا الذي تقوله يا عزيزي انا لن الومك فأنت ما تزال تحت تأثير الصدمه
-عن اي صدمه واي هراء تتحدثين ..ثم ليكن في معلوماتك انني في كامل وعي وكل كلمه قلتها كنت اعنيها افهمتي ؟!
-لا لا انت تمزح يا عزيزي اليس كذلك ثم انك في صفي فأنت لن تقف في صف من قتل عائله والدتك اليس كذلك ؟!
-ماذا ارجوك كفي عن هذا الهراء ..ثم ان امثالك لا يستحقون ان افكر فيهم حتى ..لذلك فلتنسيني يا امرأه ولتدعي بأني ميت
-ولكنك ابني الا تفهم ؟!
فنطق ماركو بسخريه : وهل علي ان اتشرف بهذا ارجوكِ ..انا بالفعل لن افعل فأنتِ حتى لم تستحقي ان اكون ابنكِ لذلك اعتبريني ميتاً كما فعلت انا معك
لم تستطع هيلين ان تتمالك نفسها واجهشت بالبكاء وما هي الا لحظات حتى سمعت احدهم يقول : الم تنتهي بعد من التباكي يا هيلين ؟!
فرفعت نظرها له لترمقه بكل البغض والحقد الذي في هذا العالم وعلقت وهي تقول : ان كل هذا بسببك انت .. فابني يكرهني بسببك الان انا علي ان اقتلك وانتقم لنفسي ولأبني وعائلتي
ثم وقفت وهي تكمل بحقد : يا مخلوقات الظلام فلتتخلصوا من ليام نهائياً
فنفذو هم اوامرها وتجمعوا عليه ولكن فجأه تصاعد شعاع بنفسجي دفع مخلوقات الظلام للأبتعاد فهي بطبيعتها تكره الضوء عندها استغربت هيلين وقالت : ما بكم ؟! وما الذي يحدث هنا ؟!
فعلق ليام بسخريه وقد كانت اعينه تلمع باللون البنفسجي الساحر : كما تعلمين يا ايتها العجوز انا الى الان لم استخدم قوتي واظن بأنني قد تساهلت كثيراً معكِ ولكن انا لن افعل ذلك بعد الان لذلك سيبدأ الجد من هذه اللحظه
فصدمت هيلين وهي تقول : ما الذي تعنيه ؟! ثم الم تكن ميتاً قبل لحظات ؟!
-هه لا تحلمي بموتي قبلكِ
قالها بسخريه فعادت لتأمر مخلوقات الظلام بالهجوم عليه ولكن هو اوقفهم قائلا : فلتختفوا من الوجود يا حثاله
وما هي الا دقائق حتى ظهر شعاع بنفسجي من داخلهم ليتحولوا بعدها الى رماد فأزدادت صدمه هيلين وراحت تتمتم بتعاويذ سحريه لتوقفه ولكنها لم تستطع فهو ما عاد يقهر بعد ان استخدم كل قوته ..تقدم منها بهدوء ليقف اخيراً امامها ويمسك بوجهه بقوه قائلا : لا تنظري الي بهذه النظرات المقرفه ..فأنا لن اشفقك عليك
-ولكن كيف حدث هذا من اين ظهرت قوتك فجأه ؟!
فأبتسم الاخير بسخريه على حالها واجاب : انسيتي تلك النبوءه
-ماذا تعني هل انت هو الطفل المنشود الذي ولد في ليله اكتمال القمر بقوه عجيبه ؟!
-نعم كلامك صحيح انا هو ..ولكن لماذا كل هذه الصدمه هه اكنت تظنين بأن النبوءه تتحدث عن ايمي ؟؟ صحيح انا لن الومكِ على تفكيركِ ذاك فكلانا ولد في نفس تلك الليله الا انني ولدت قبلها مما يعني بأن النبوءه تحققت لي بالمناسبه هل تريدين معرفة خبر جميل انت اول من يعرف بهذا الامر من عامه الشعب
-لا اصدق هذا لا يعقل انت تمزح معي بالطبع
تمتمت هي بتلك الكلمات فعاد ليام ليبتسم لها قائلا : وما رأيك بأن اخبرك بما هية قوتي امممم ام من الافضل ان اريك ايها اليس كذلك ؟!
وعندما لم يجد منها اي رد التفت الى احد الاشجار امامه وقال : راقبي ما سيحدث جيداً قبل ان انهي حياتك ..فلعل هذا اخر ما سترينه ثم نطق قائلا : فلتحترقي
فأشتعلت النار في الشجره ليعلق ليام عندها : اليس هذا رائعاً بسبب تلك النبوءه انا املك قوه الكلمه ..امممم صحيح ولدي قدره اخرى ورثتها عن اجادي وهي قدرة التحكم بالاشياء ..حسنا الان دعينا من هذا الكلام ولننتهي منك ونرح العالم من شروركِ
في تلك اللحظه وبعد هذه الكلمه اقترب دينس منه وحاول ابعاده عن امه الا ان ليام استخدم قوته ليبعده عن طريقه قائلا : ماركو خذ شقيقك و اذهبا من هنا فأنا لا شأن لي معكما
-ولكن ..
قاطعه ليام قائلا : من دون لكن اذهب الان معه و
بتر عبارته وهو يشعر بخنجر يخترق صدره من جهة قلبه وبعدها سمع صوت هيلين وهي تقول : الم يعلمك احدهم ان لا تدير ظهرك لعدوك
فترنح ليام بعدها يمنة ويسرى واخيراً وقبل ان يقع اسفل الجرف توقف ولكن وبطريقه ما اختل توازنه بسبب بعض الحصى فوقع عندها ولكن بحركه سريعه منه تمسك بحافه الجرف رغم جميع اوجاعه و النصل القابع بجانب قلبه الا انه لا يزال متشبثاً بالحياه ولكن هيلين لم تسمح بهذا فهي اقتربت منه وقالت بسخريه : انها نهايتك الان سأحقق انتقامي
وداست على يده حتى تسقطه ولكن ليام قاومها واستجمع اخر ما كان لديه من قوه ليرفع يده الثانيه ويمسك بقدم هيلين ويسحبها خلفه وهو يقول : وانتقامي كذلك ..فلتحترقي معي
ثم اشتعلت النار فيهما ليسقط كلاً منهما بعدها الى اسفل ذلك الوادي السحيق ودينس وماركو بمجرد ان استوعبا ما حصل صرخا وهما ينظران لأسفل الجرف ولكن لا امل للحياه بعد هذا السقوط الا بمعجزه
----------------------
يتبع ..
باقي بارت وتخلص الروايه :)
حاولت اخلي نهايه دا البارت حماسيه اتمنى يعجبكم

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now