حقيقه التوأمين

2.1K 135 13
                                    


في وقت لاحق وفي ظهيره اليوم خرجت ايمي من غرفتها لتتجول في القصر بملل وضجر فهي لا تحب هذا الهدوء الذي يخيم على المكان ولكن ماذا عساها تفعل وابن عمها منشغل بأدارة الشركه وما الى هناك ..وبدون هدف سارت بين ارجاء القصر ولكن بعد لحظات تنبهت الى كونها ابتعدت كثير عن غرفتها بحيث انها الان تائها ولا تعرف طريق العوده اليها فتنهدت بضجر قائلةً : يال حماقتي و حظي العاثر
-اوه انه لمن الجيد اعترافكِ بهذا الامر وتقبلكِ له ايضاً
بعد تلك الكلمه الاخيره التفت ايمي لصاحب ذلك الصوت وهي مندهشه بعض الشيء ..فابتسم الاخير على شكلها قائلا : ما بال هذا التعبير ولماذا تنظرين الي هكذا ؟!
فلم تجبه ايمي وهي تتقدم منه وتحتضنه فتفاجئ هو من حركتها ليعلق اخيراً : اوه ايمي رغم كل تلك الايام التي فرقتنا انتِ مازالتِ لم تنضجي بعد
فتاجهلت ايمي كلامها ذلك وهي تقول : راين انا بالفعل قد اشتقت اليك ولا اصدق انك تقف امامي الان 
فابعدها راين عنه قائلا : بل صدقي فمن تُراه يقف امامك الان ان لم يكن انا ؟!
فابتسمت ايمي بهدوء وهي تقول بمزاح : ربما شبح او روح هذا القصر تجسدت على شكلك
-اتعلمين ان هذا ليس مضحكاً ..ثم انني لا ازال  غاضباً منكِ بسبب ما فعلته في لقائنا الاخير
فقطبت ايمي حاجبيها وهي تفكر فيما يعنيه ثم فجأه تعالت ضحكتها فأخر مره تقابلا فيها كانت في المطار عندما اتهمته بكونه مختطفها فأتسعت اعين راين الخضراء وهو يراقبها وهي تضحك وتقول : اوه راين لقد ذكرتي لتو لقد كان مظهرك مضحكا وقتها
-انا لا اظن ذلك ثم اليس من المفترض منك الاعتذار لا الضحك ؟!
فتوقفت ايمي عن الضحك وهي تقول : لا تؤاخذني يا راين فالامر لم يكن بيدي ..ثم اني اعتذر  لتوريطك بذاك الامر السخيف
-حسنا وانا سأقبل عذركِ ذاك واما الان فهيا بنا لغرفه الجلوس فعلى ما يبدو بأن جلالتك تائه اليس كذلك ؟!
-اوه معك حق
-اذاً هيا بنا
ثم سار معها الى غرفه الجلوس وهناك تبادلا الكثير من الاحاديث الى ان تذكرت ايمي شيء ما من كلام ليو فتوقفت عن الحديث وشردت بأفكارها فتعجب راين لسكوتها المفاجئ ذاك وتساءل بفضول : ما بكِ امن خطب ؟!!
-في الواقع ان هناك امر ما يحيرني واخشى ان الخوض فيه لن يعجبك
-ماذا ما الذي تقصدينه وعن اي موضوعاً تتحدثين ؟!!
-حسنا كيف اقولها ..بشأن والديك انت لم تحدثني عنهما من قبل ..اعني اننا عشنا مع بعضنا كل تلك السنوات وانا لا اعلم عنك اي شيء بينما انت تعلم الكثير عني
فقطب راين حاجبيه في تعجب قائلا : وما الذي خطر ببالك لتتسألي عنهما هكذا الان ؟!
-مجرد فضول لا اكثر ..ثم انني توقعت ان الموضوع هذا سيزعجك لذلك لا تجبر نفسك على الحديث عنه
-اوه الامر ليس هكذا فأنا.. كيف اقولها لقد تعجبت من هذا الموضوع لا اكثر
-اذاً انت لن تنزعج عن الحديث عنهما ؟!
فصمت راين مفكراً ثم عاد ليقول اخيراً : هل تخبرينني عما تريدين معرفته عني بالضبط ؟!
-امممممم هل تستطيع اخباري بكل شيء ؟؟؟
-كل شيء ..حسنا اذاً سأخبركِ بإختصار ما حدث ..لنبدأ اولاً بوالدي بطريقه ما وقعه امي في حبي ابي وجرفها حبها ذلك لزواج به بالسر ولكن زواجهما ذلك لم يدم سوى شهر ونصف بعدها انفصلا فوالدي كان كثير العلاقات وكان كلما يمل يتزوج امرأه اخرى رغم انه كان واقعاً بحب امرأه ما
ثم صمت قليلا فعلقت ايمي عندها : انت تقصد امي بكلامك اليس كذلك ؟!
فتعجب راين قليلا الا انه عاد لطبيعته قائلا : نعم ان كلامكِ صحيح ..على كل حال بعد انفصالهما علمت امي انها حامل ولم تجرؤ على اخبار ابي خشيت ان لا يعترف بنا او ان يأمرها بقتلنا لا حقاً اخبرت شقيقتها الكبرى بحملها فتعاطفت معها خالتي وفي منزل جبلي بعيد عن الانظار امضت امي اشهرها التسع فيه ..الى حين ولادتها ففي النهايه لم يكن اي من جدي او افراد عائلتها يعلمون بشأن حملها ذاك
-حسنا وماذا حدث ايضاً ؟!
-في شهر امي الرابع اكتشفت اننا توأمان فسعدت لذلك الخبر في حين شعرت خالتي بأن الحمل يزداد عليهما كثيراً ورغم ذلك هي ابقت الامر سراً وبعد ولادتنا عشنا اول عامين بعيداً عن والدتنا بين ايادي المربيات لا نرى امنا الا يوماً كل شهرين فهي لا تستطيع الكذب اكثر ففي فترة حملها ادعت انها مسافره مع صديقاتها اما بعد ذلك وبعد عودتها لمنزل والديها وبما ان جسد والدتي كان ضعيفاً لم يسمح لها جدي بالخروج كثيراً من المنزل
-ماذا وهل اجساد مصاصي الدماء ضعيفه ؟! انا لم اعلم ذلك !
-ليس الامر كذلك انما كانت امي حاله خاصه ولاوضح اكثر عندما كانت جدتي حاملاً بأمي تعرضت لبعض من السحر الاسود ففي ذلك الزمن كثرت المجازر بين البشر ومصاصي الدماء ..ولكن هذا ليس موضوعنا فقد كنت اريد ان اوضح لكِ ما حدث لها
فتعجب ايمي : اوه اذاً مصاصوا الدماء لا يصابواً بالامراض وما الى هنالك ولا يؤثر بهم اي شيء سوى السحر الاسود
فعلق راين : نعم هذا صحيح ولكن دعينا لا نتطرق الى هذا الامر الان ..ولنعد لموضوعنا لاحقاً تقدم ابي لخطبة والدتكِ وكاد ان يزوج بها لولا تدخل خالتي في اخر لحظه واخبارها للجميع بماضي والدي وبزواجه من امي وانجابه لنا في ذلك الوقت اُجبر ابي على الزواج من امي وفسخ خطوبته وكل ذلك نزولاً عند اوامر والده اعني جدي
-امممم وماذا بعد ؟!
ازدرد راين ريقه مكملاً :  حسنا بعد ذلك عشنا مع والديّ الى ان بلغنا الخامسه من عمرنا وكانت حياتنا بأسه جداً فأبي كان لئيماً وقاسياً في تصرفاته مع امي ومعنا ولا اذكر انه عاملنا يوماً بطريقه جيده فنحن كنا دائماً ما نسجن في غرفتنا لمده اسبوعين او اكثر ولا يتذكرنا والدي الا عندما يأتي جدي لزيارته بينما امي تقف مكتوفت اليدين بلا حول او قوه فهي لم تستطع الاعتراض على ما يقوم به ابي خشيت ان يخرج جميع غضبه عليها او علينا ..وفي الواقع انا لا الومها فلطالما كنت اسمعها تنوح امام باب غرفتنا وهي تعتذر لنا لكونها ضعيفه ونحن ننصت اليها بصمت ..حسنا بعد ثلاث شهور اخرى وعندما وصل جسد امي لحده وعلمت هي بذلك اخذتنا ووضعتنا في دار للايتام وهي تبكي لفرقنا ولكنها ظنت بأن حياتنا ستصبح اسعد بعيداً عن والدنا ولكني اظن بأن ذلك لم يحدث فحيتنا في الميتم كانت اسوء بكثير من حياتنا مع والدي فصاحبه كان رجلاً تجردت الرحمه من قلبه لن احدثكِ عن ما جرى لنا هناك فأنا لا احب الخوض في مثل تلك الذكريات المؤلمه والمحزنه لذلك سأنتقل الى الجزء الاهم بعد سنتين ارسل الملك (الحاكم ) السابق مارسيل بعض الحرس مع الكثير من التبرعات الى دار الايتام الذي نحن به ففي الحقيقه هو كان دائما ما يشرف على دور الايتام ويجمع لهم الاموال وما الى هناك وفي بعض الاحيان كان يأتي بنفسه ليتفقد احوال الاطفال
-اوه انا لم اعلم ان جدي كان سخياً هكذا ..على كل حال كيف حدث وتعرفتم على عائلتنا هل قابلتم جدي او ما شابه ؟!
-لا ليس هذا بالضبط ما حدث فبدلاً ان يأتي جدكِ لزيارة دار الايتام نابت عنه امكِ فهي كذلك احبت الاطفال وبطريقه ما جذبنا انا وريو انتباهها اقصد عندما اكتشفت اننا ابناء شقيقة صديقتها ولذلك فهي اصبحت تتردد كثيراً الى دار الايتام ذاك وفي النهايه تبنتنا عائله لوكاس وكل ذلك كان نزولاً عن طلب امكِ < في تلك اللحظه عادت الذكرى براين الى الماضي اي قبل 13 عاماً من الان وامام قصر عائله لوكاس توقفت سياره سوداء فنزل سائقها بسرعه ليفتح الباب ولكن حماس الانسه التي بداخلها دفعها لتسبقه وتفتح الباب لنفسها ثم لتترجل اخيراً من السياره وهي تنادي الطفلين ليلحقا بها فنزلا احدهما ثم تبعه الاخر بقلق فهو لا يعلم ما الذي ينتظره داخل هذا القصر العظيم اهي السعاده والفرح ام التعاسه والشؤم ..لم تسمح لهم تلك الانسه بالتفكير فهي قد امسكت بيدي كلاً منهما وسحبتهما خلفها لداخل ذلك القصر وفي الردهه استقبلتهم احدى الخادمات بسرور وهي تقول : مرحبا بكِ يا سيده واليفيا ..ومرحباً بكما ايها الصغيران
فأبتسمت لها اوليفيا وعلقت اخيراً : اوه مرحباً صوفيا <ثم نظرت للولدين واكملت > راين ريو هذه رئيسة الخدم صوفيا ..صوفيا هذان راين وريو
-سررت بالتعرف عليهما
قالتها الاخيره بابتسامه في حين لم يتحدث اين من الطفلين واكتفيا بالصمت في الوقت الذي علقت فيه اوليفيا : صوفيا اخبريني اين ايميليا و ليام ؟!
-انهما في غرفه الالعاب مع المربيه
-اوه اذاً انا سأخذ كلاً من راين وريو ليتعرفا عليهما <ثم خاطبة الطفلين >هيا بنا يا صغيريّ
ثم اخذتهم الى غرفة الالعاب ... فجال الطفلين بنظرهما متعجبين لتلك الغرفه الكبيره فهي كانت مليئه بالكثير والكثير من الالعاب وكأنه جنه بالنسبه لهما فلم تعلق اوليفيا على ردة الفعل التي قاما بها فهي توقعت ذلك منهما فالحياه التي عياشها كانت مؤلمه وحزينه و لا يستحق اي طفلاً في عمرهما ان يعيشها فابتسمت اخيراً لهما وقالت : هيا اذهبا للعب معهما
ولكن الولدين لم يصدرا اي ردة فعل فتفهمت اوليفيا وضعهما وقالت : ما بكما لا تقلقا فهم طيبون جداً ويحبون مشاركة الجميع بألعابهم
ومع ذلك لم يتحرك اي من الولدين فتنهدت اوليفيا  وقررت تغير خطتها لتنادي ابنتها اخيراً وتقول : ايميليا عزيزتي تعالي وانظري الى اصدقائكِ الجدد
فتنبهت الطفله ذات الاربع سنوات لامها وتركت الدميه التي بين يديها وهي تركض بابتسامه ناعمه وتقول : امي لقد عدتِ
فنزلت اوليفيا لمستوى الطفله واحتضنتها وهي تقول : اوه كم اشتقت اليكِ يا عزيزتي الصغيره 
-وانا كذلك
قالتها بسعاده في الوقت الذي تساءل فيه احدهم قائلاً : خالتي من هؤلاء ؟!
فأبتعدت اوليفيا عن ابنتها وهي تجيب : اوه ليام عزيزي تعال ورحب بأصدقائك الجدد انهما راين وريو وهما في السابعه من عمرهما وسوف يعيشون معنا من الان وصاعداً وانتما الاثنين يتوجب عليكما احترامهما فهم بمثابه الاخوه الكبار بالنسبه لكما هل فهمتما ذلك ؟!
-نعم
قالها كلاً من ايمي وليام في وقت واحد مما دفع اوليفيا للابتسام قبل ان تقول  : اذاً انا سأذهب الان وانتم فلتكملوا لعبكم
ثم غادرت الغرفه بعد ان اوصت المربيه ان تعتني بهم جميعاً وفي اللحظه ذاتها تقدمت ايمي من احدهما وجذبته من ذراعه وهي تقول : اخي الكبير هل سوف تلعب معي حقاً ؟!
فتفاجئ الاخير لسماعه جملتها تلك وعلق بهدوء : اسمي راين لذلك لا داعي لمناداتي بأخي الكبير او ما شابه
ولكن ايمي لم تهتم وعلقت بابتسامه : اخي راين تعال والعب معي هيا
فلم يستطيع الاخير الاعتراض رغم تشبث شقيقه به الا انه وافق على اللعب مع ايمي ولم يستطع جعلها تبكي ولذلك فهو قد ابعد ريو عنه وذهب معها للعب ببعض الدمى } عاد راين من تلك الذكرى ليكمل و يقول : حسنا كانت تلك اول مره اقابلكِ فيه ورغم اننا غرباء عنكم الا اننا مع الوقت انسجمنا مع الجميع واحببناهم ووجدنا كل الحب والحنان الذي فقدناه بين احضان عائلتكم وللحق فجميع افراد عائلة لوكاس كانوا طيبين معنا بل واعتبرونا كجزء من العائله
-وخصوص السيده اوليفيا
التفت كلاهما للمتحدث واذا به ريو فتفاجأت ايمي قليل لعودته في مثل هذا الوقت في حين علق راين اخيراً : معك حق فيما تقول يا اخي المتطفل
-ماذا ما الذي تقصده ؟!
-اعني بأنك قد تطفلت على حديثنا
-ولكن انا لم اقصد ذلك فقد سمعت حديثكم عن طريق الصدفه انا والسيـ...اعني انا و ليام
فتساءلت ايمي : اوه و اين هو الان ؟!
فأتتها الاجابه سريعاً : انا هنا لماذا السؤال ؟! هل اشتقتِ الي ام ماذا ؟!
فارتبكت ايمي من سؤاله المفاجئ ذاك امام كلاً من راين وريو وراحت تبرر بتلعثم : لا ...ليس هكذا اعني ..انا ..كنت ..اريد قول ..اوووووه لماذا عدتما في وقت مبكر ؟!
فأجاب ليام بهدوء وهو يتفهم تصرفها ذلك : في الواقع لقد انتهينا باكراً ولذلك عدنا ..ولكن على ما يبدوا انك لم تسري برؤيتي اليس كذلك ؟!
-اوه لا انا فرحت بعودتك ..ولكني تعجبت لا اكثر
-اوه حسنا لا بأس اذاً ..اما الان فلتكملوا حديثكم ذلك ام انكِ لاترغبين ان اسمعه انا
قالها ليام وهو يجلس على الاريكه فعلقت ايمي على كلامه وهي تقول : لا ليس كذلك ولكننا قد انتهينا بالفعل من قصه تعارفنا
-اوه اذاً انتم كنت تتحدثون عن الماضي
قالها ليام بهدوء ..في حين علقت ايمي : اوه اجل فكما تعلم انا لا اذكر اي شيء لذلك طلبت من راين ان يخبرني بكيفية لقائنا مع بعضنا البعض
-على ذكر ذلك اليوم انا لا ازال اذكر جيداً كيف كانت تطباعكما وكيف تغيرت الان وهذا الحديث موجهاً بالاخص لريو
قالها ليام بابتسامه هادئه وهو ينظر لريو بنظرات غريبه ففهم راين عليهما وابتسم هو الاخر في حين شعرت ايمي بالغرابه وهي تقول : ما بالكم انتم الثلاث ثم ما الذي حدث اخبروني فأنا لا اعلم اي شيء ؟!
فأجابها راين وهي يكتم ضحكته : حسنا انا سأوضح لكِ ما يعنيه ليام ..ففي طفولتنا كان ريو طفلاً كثير البكاء وحساساً للغايه ..لدرجة انه كان يبكي ان ابتعدت عنه ..ولو لدقيقيه واحده اما الان فهو قد تغير جذرياً
ففتحت ايمي اعينها بدهشه وهي تقول : هل حقاً كان كذلك ؟!
-اوه اجل راين معه حق
قالها ليام بابتسامه في حين علق ريو : ولكني لا ازال جيداً مقرنةً براين الذي كان دائما ما يفتعل المشاكل والشجارات
-في هذه معك حق يا صديقي
-اوه لقد انقلبوا علي ..ولكن ارجو ان لا تنسى ماضيك المظلم يا سيدي اقصد يا ليام فأنت كذلك كنت ولداً طائشاً لا يهتم لاحد ولا يسمع كلام احد وبسبب افعالك هربت ثلاث مربيات من القصر
انهى راين كلماته في الوقت الذي عارضه ليام قائلا : ما هذا الهراء انا لم اكن هكذا
-بل كنت كذلك وانا اذكر
قالها ريو موافقاً شقيقه في حين نفى ليام قائلا : هذا لا يعقل .. لقد خَرفت انت وشقيقك باكرا فأنا كنت ملاكاً بريئاً الا توافقينني الرأي يا ايمي ؟!
-ماذا انا ؟!
-اوه اجل ومن سواكِ ؟!
-ولكنني لا اتذكر اي شيء
-لا داعي لان تتذكري فأن كنتِ تثقين بي فأنتِ ستصدقينني اليس كذلك ؟!
-اوه انت تضعني في موقف صعب جداً ..ومع ذلك انا سأقف في صفك
فأبتسم ليام قائلا : اذاً فالامر قد حسم ولا نقاش فيه انا قد فزت عليكما
فلم يعلقا على كلامه ذاك ليعم الصمت لفتره ثم ما هي الا لحظات حتى عادت ايمي لتقول : ليام لدي طلب وارجو ان توافق عليه
-وما هو فأنا لا استطيع الموافق قبل ان اعرفه
-اممممم لا اعلم كيف ابدأ ولكن انت تعلم اليس كذلك ان هذه اخر سنه دراسيه لي ..ولم يتبقى سوى شهرين على انتهائها فهل استطيع ان.. قاطعها ليام قائلا : لا تكملي فأنا سأرفض قطعاً  ذهابكِ الى المدرسه وحدكِ
-ولكن لماذا ؟!
قالتها ايمي بستغراب في اللحظه التي اجابها ليام فيه : لا داعي لان تعرفي ولا تناقشين في هذا الامر اكثر
انهى كلماته تلك بحزم في حين اكتست تعابير الحزن وجهها فلاحظ ثلاثتهم ذلك وعلق راين اخيراً : وماذا ان ذهبت معها هل ستغير رأيك !!
فلم يجب ليام في حين عاد القليل من الامل الى ملامح ايمي وهي تقول : ارجوك يا ليام فكر بالامر قليلاً
فأجاب ليام من دون تفكير : لا داعي لان اخذ اي وقت في التفكير فأنا قد قررت سابقاً ..انني لن اسمح لكِ بالذهاب الى المدرسه مهما جرى الا ان رافقكِ كلاً من جين وراين
وبعد بضع لحظات اي عندما استوعبت ايمي كلامه ابتسمت بسرور وهي تقول : اوه انا لا اصدق شكراً لكِ يا ليام
ثم احتضنته بسعاده وهي تكمل : اذاً انا يتوجب علي النوم الان لذلك انا سأذهب فالوقت قد تأخر
انهت كلماتها تلك وهي تبتعد عنه وتتجه لغرفه النوم وتقول : تصبحون على خيراً جميعاً
-وانتِ كذلك
قالها راين في حين علق ريو قائلا : انت تحب اللعب بأعصابها اليس كذلك ؟!
-اوه وبشده
قالها ليام بهدوء فتنهد راين الذي فهم كون ليام موافقاً من اللحظه الاولى الا انه كان يريد ان يتسلى قليلاً بأيمي ..لاحقاً قام ليام بتوجيه الاوامر لكلاً من جين وراين وكيف ان عليهما الحفاظ على سلامتها فالاخطار قد زاد هذه الايام فتعهدا له بحمايتها بأي ثمناً كان
---------------------
بينما في قصر عائله كارلوس وفي منتصف الليل كان مستلقياً على سريره وهو ينظر الى الفراغ ويفكر بهدوء بما حدث قبل ايام وكيف انتهى حفل التتويج ذاك بزواج ايمي ورغم انه لم يفهم كيف حدث ذلك الا انه كان سعيد لايمي فهذا اختيارها في النهايه و مع انه اشتاق لها بعد ان تغيبت عن المدرسه طوال تلك المده الا انه كان يعلم بأنها لن تنساه او تنسى بقيت الاصدقاء وايقن بأنها ستعود للمدرسه عما قريب او لربما تمنى ذلك
------------------------
في الصباح التالي ذهبت ايمي للمدرسه وبرفقتها كلاً من راين وجين الذي اكتشفت لاحقاً انه هو ذلك الشاب الذي انقذها عندما هجم عليها مجموعه مصاصي الدماء هؤلاء فشكرته لما فعله في ذلك الوقت ومن ثم عرفة اصدقائها عليهم فرحبوا بهم رغم صدمتهم بزواج ايمي المفاجئ ذاك وبالاخص فرانك وري الذين كانا يأملان في مواعدتها يوماً ما
-----------------------
في الجانب الاخرى وفي الجزيره المنعزله وبالتحديد في القلعه الحجريه القديمه تلك وقف ابنها امامها وهو يخبرها بما حدث بالضبط وكيف ان خطتهم قد فشلت بفضل جين ذاك فهو قد قضى على جميع المتحولين وانقذ ايمي في اللحظه الاخيره فشعرت والدته بالاستياء في حين علق خاله ببعض من العصبيه :يالا ذلك الحاكم الوغد فهو يتوقع كل خطوه نقوم بها ..انا ارغب بالفعل بأن اضع حداً له والحقه بأفراد عائله الاخرين
-على رسلك يا روبير ..فأنا لا يزال لدي الكثير في جعبتي ..ثم ان خسرنا جوله هذا لا يعني بأننا خسرنا النزال اليس كذلك ؟!
-ما تقولينه صحيح يا امي ولكن اخبريني ما هي اومركِ الجديده ؟!
-اوه اظن بأنك تعرفها جيداً نحن سنوقف اللعبه قليلا حتى ترتخي دفاعتهم ..ثم بعدها سنباغتهم ونسحقهم الى الابد
-وانا ارجوا ذلك
قالها روبير وهو يعود لطبيعته ومن ثم اكمل : انا ارغب حقا بالانتقام لاجل عائلتنا من الحثاله هؤلاء
-ان كل شيء جميل في وقته لذلك لا تتسرع يا اخي
انهت المرأه كلمتها تلك وهي تبتسم بخبث للافكار الشريره التي تتوافد لذهنها في حين التزم شقيقها الصمت وهو يتمنى نجاح خطة اخته تلك ويستريح اخيراً من عائله لوكاس
--------------------
لنعد  للعاصمه وفي احدى الحدائق العامه كان يجلس على الارجوحه وهو محنياً رأسه ويشد قبضته على الهاتف الذي بيده وهو يتذكر المكالمه التي اجراها قبل بضع لحظات مع والده وكيف انتهت بغضب والده منه ..ولكن ليس هذا المهم في الموضوع ففي النهايه كان كلام ليام صحيحاً رغم انه لا يريد الاعتراف بذلك ولكن والده يخفي عليه كل شيء بشأن ماضيه وهذا ما يزال يشغل باله ويحيره الى الان فمن هي امه وما اسمها وهل لا تزال على قيد الحياه ام انها ماتت كل تلك الاسئله كانت تدور في عقل ماركو بلا توقف الى ان سمع صوت مواء فرفع نظره لتلتقي عينه بعين قط اسود يمتلك ندبه بعينه اليسرى فزفر ماركو بتعب وهو يخاطب القط قائلا : ماذا بك انت ايضاً ؟! واين والدتك عنك ؟! ام انك لا ترفعها كما هو حالي ؟!
فراح القط يموء ..في حين اكمل ماركو يقول : ماذا هل كلامي ضايقك او ماشابه ؟!
ثم سكت قليلا وهو يتنهد رافعاً رأسه لسماء : اتعلم ان كل الحق معك فدائما ما تكون الحقيقه مؤلمه ومره ..ورغم معرفتنا لها الا اننا نتظاهر بعدم ذلك حتى لا نجرح انفسنا اكثر
فأقترب القط منه اكثر ليصبح بين قدميه ثم عاد للمواء فعاود ماركو النظر له قائلا : ماذا الان ؟! اتحاول مواساتي ؟! هل اثرت شفقتك علي ام ماذا ؟!
انهى كلمته تلك وهو ينحني ليمسك به ويضع على فخذيه وهو يداعبه ويمسح على شعر الاسود بهدوء مفكراً بما سيفعله بعد ذلك وكيف سيكتشف الحقيقه ؟! فعلى ما يبدوا بأن لا امل في ان يخبره والده بأي شيء وبذلك لن يبقى له سوى خيارين اما البحث عن الحقيقه بمفرده او سؤال ليام وهذا ما لن يفعله ابداً فبعد زواجه الاخير من ايمي هو لن يستطيع الذهاب لمقابلته فذلك سيزيد المه اضعافاً مضاعفه وقلبه لم يستعد لذلك الالم بعد فهي الان ما عادت له وقد حظي بها ليام اخيراً واعلن كونه هو المنتصر الوحيد بها لذلك هو عليه العمل بالخيار الاول وان لم يحظى بأي تقدم عندها سيستسلم للواقع ويذهب لسؤال ليام انا ذاك
-------------------------
يتبع ..

رايكم بالبارت :)

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now