الغياب المفاجئ

2.4K 154 13
                                    


وفي نفس الليله كان ليام يقف امام نافذه غرفته وهو يتأمل السماء السوداء التي يكاد الضوء ينعدم فيها لولا القمر ..بينما مرافقه في الغرفه اقصد ريو يتحدث مع احدهم بالهاتف وما ان انتهى حتى قال بهدوء : سيدي هناك اخبار غير ساره بخصوص الشركات ... فبعض شركائنا يريدون فسخ العقود معنا وذلك بسبب سوء فهم حدث بينهم وبين احد موظفينا
-حسنا و ماذا فعلت انت ؟!
-لقد تحدثت معهم لأصلاح سوء الفهم وقد رحبوا بالامر شرط ان تقابلهم انت شخصياً فما هي اومرك ؟!
التفت ليام ليقابل ريو ثم تحدث قائلا : فلتحدد معهم موعداً .. فأنا اعتقد ان الوقت قد حان لترك هذا المكان والى الابد
-اوه حسنا سأفعل ذلك
انهى ريو حديثه بدون اي اعتراض فهو يعلم ان ليام لا يقرر اي شيء قبل ان يدرسه من جميع النواحي وبذلك تكون الليله تلك انتهت على خير
--------------------
وفي اليوم التالي وقرابة الساعه التاسعه صباح استيقظت ايمي لتجد نفسها وحيدةً في الغرفه مما يعني ان جوليا سبقتها وخرجت لتناول الفطور سلفاً فما كان من ايمي الا ان تمارس روتينها اليوم فأستحمت وبدلت ثيابها وثم غادرت الغرفه لتلتقي ببقيت الاصدقاء وبالفعل ما هي الا دقائق حتى كانت في ردهة المنتجع ولكن الامر الغريب هو ان اصدقائها يقفون هناك فأقتربت منهم وبأبتسامه قالت : صباح الخير.. ثم ما خطبكم جميعاً ولماذا تقفون هنا ؟!
-اوه صباح الخير < ردت جوليا بهدوء
-كيف كانت ليلتكِ ؟! <تسألت لوسي في الوقت التي ردت فيه ايمي : اوه جيده ولكن اخبروني ما الذي تفعلونه هنا ..ثم اين هو ليام ؟!
تردد جاك قليلي قبل ان يقول : في الحقيقه كيف اقولها ان ليام قد ..
وبترت عبارته في حين شعرت ايمي بالقلق وراحت تتساءل : ما خطب ليام تحدث ؟؟
-لا شيء فهو بخير <اجاب جون ثم وافقته لورا
الرأي في حين زفر ماركو وتحدث ببرود : ارجوكم كفوا عن اخفاء الامر عنها
-عن اي امر تتحدث هاا اخبرني يا ماركو ؟!
راحت ايمي تتساءلت في حين اكمل هو حديثه قائلا : حسنا حسنا سأخبركِ ..لقد ترك ليام المكان
استغربت ايمي قائلة : ولكن لماذا ؟!
-هذا بسبب بعض الاعمال التي استجدت على شركته ..هذا كل شيء
-اوه لقد ارتحت حقا ..ولكن اين هو الان هل رحل بالفعل ؟! فأنا كنت اريد توديعه
-ربما فقد كان قبل خمس دقائق امام الباب الرئيسي ..وان كان حظكِ جيداً فستستطيعين توديعه <قالها جون بتفكير في الوقت التي استأذنتهم ايمي للحاق به ولكن الحظ لم يحالفها فهي لم تجده هناك مما دفعها لشعور بالحزن فهي بالفعل ارادت ان تراه فهناك شيء ما في داخلها يخبرها بأن امر سيء سوف يحدث وهي تريد ازالت ذلك الشعور برؤيته امامها ولكن لا فائده فليست الحياه دائما تسير كما نريد نحن ان تفعل وهذا جعل ايمي تبتأس رغم محاولتها لتكون طبيعيةً امام اصدقائها ومع مرور الوقت والايام وبعد ان انتهت زياره ايمي للمنتجع عادت هي وماركو وراين الى منزلها او بالاصح منزل السيد ماثيو فالمدارس عادت لتفتح والطلبه كذلك عادوا ليدرسوا ولكن مع هذا كله كانت الحياه بالنسبه لايمي تصطبغ باللون الرمادي فهي تشعر بأن البؤس قد عاد اليها منذ ان رحل ليام ولكن كانت لا تزال تشعر بأمل بسيط برؤيته ففي كل يوم تتمنى ذلك قبل دخول الصف رغم كون امنيتها لم تتحقق ولكن ايمانها لم يختفي الى ان جاء اليوم الذي دخل في مرشد صفهم الاستاذ زاك ليخبرهم بخبراً جديد قائلا : مرحباً يا طلاب لدي اليوم اخباراً هامه لكم
تفاوت الردود بين الطلاب فمنهم من حيها ومنهم من تساءل عن الامر الهام وبسبب ذلك عمت الفوضى المكان فأسكتهم الاستاذ ثم عاد يقول : حسنا سأخبركم ..بالمستجدات لقد قام طالب الشرف اقصد ليام لوكاس بالانتقال من هذه المدرسه ومن هذه البلده الى مكان اخر لذلك فلتتمنى له الحظ الجيد والتوفيق
بعد ذلك الخبر طحطمت امال ايمي كلها لتغرق اخيراً في دوامه من التفكير فما حدث لا يصدق فهو اولاً يذهب بدون اين يودعها ثم بعد ذلك لا يعود ان هذا بحد ذاته يعتبر انانيه منه وشيء لا يغتفر هكذا كانت ايمي تحدث نفسها بينما طلاب الصف يتهامسون فيما بينهم وهم يشعرون بغرابة الموقف ولكن من جديد عاد الاستاذ لاسكاتهم ثم باشر بعدها بشرح احد الدروس المتعلقه بالتاريخ
--------------------
في حين كانت الاوضاع عند الحفيد جيده فهو كان سعيداً بسماع خبر ابتعاد ليام عنها رغم كونه يعلم بأنه لا يزال يراقبها من بعيداً عن طريق حارسها الشخصي ..وبالطبع دفعته سعادته تلك لتبسم ثم الحديث قائلا : ارأيت يا لويس كيف ان خطتي نجحت ؟!
-نعم فعلت يا سيدي
-اليس هذا امر ممتعاً الا توافقني الرأي يا لويس ؟!
اومأ لويس براسه في حين ازدادت ابتسامه الحفيد ليعلق اخيرا : حسنا الان قد انتهينا من الجزء الصعب ..والباقي متروكاً لك يا لويس وانت تعلم ماذا يجب ان تفعل
-بالطبع يا سيدي
-حسنا هذا كل شيء لليوم يمكنك الانصراف الان
-كما تشاء يا سيدي
ثم خرج من الغرفه تاركاً الحفيد بمفرده سعيداً بنجاح خطته وعرقلة عمل خطة ليام تلك
-------------------
لاحقا وفي المدرسه وبالتحديد في وقت الاستراحه كانت تقف على سطح المدرسه وهي تتأمل زرقة السماء الخاليه من الغيوم ثم اخيراً تنهدت بضيق وكأنها تحمل هموم العالم على اكتافها ثم راحت تتمتم : كم ان حياتي بأسه بالفعل {ثم تذكرت كلامات تريسي تلك <انت اعظم اثم ارتكبه والديكِ} > هل انا بالفعل كذلك هل انا اثم ؟ هل مجيء لهذه الحياه كان خطأ ؟
ثم ما الذي فعلته انا لأنال هذا العقاب ؟ ففي البدايه تخلى عني والدي والان ليام ..انا بالفعل قد تعبت من كثرت الفراقات ثم ما هو ذنبي ان قرر اعز الناس على قلبي التخلي عني ..ما هو ذنبي فليخبرني احدكم ....
ثم بترت عبارتها وهي تجهش بالبكاء على حالها
الى ان سمع احدهم نحيبها ذاك فذهب لتفقد الامر وبمجرد ان فتح باب السطح و رأها تبكي بحرقه وألم اقترب منها وهو يشعر بأن قلبه ينفطر ثم اخيراً توقف امامها وعلق قائلا بصوت حنون وهادء : ما خطبكِ يا ...
ولم يستطيع اكمال كلامه فبمجرد ان رأته هي ارتمت بين احضانه وكأنها تحاول الهروب من واقعها ولو لدقائق ومع مرور الوقت وبعد ان افرغت ايمي كل ما في جعبتها من دموع ابتعدت اخيراً عنه وهي تقول بصوت متحشرج بفعل البكاء : انا اسفه لقد ...
وبترت عبارتها او بالاحرى هو قاطعها ليقول : لا داعي للاعتذار ..ولكن اخبريني هل اصبحتي بخير الان ؟!
تفاجأت ايمي من اهتمامه بها ورفعت رأسها لتتقابل اعينهم وهي تجيب : اوه اجل
وبعد كلمتها الاخيره ابتسم لها بهدوء وكأنه سعيد لوكنها بخير فتأملته ايمي بصمت فهذه اول مره تراها يبتسم بعد كل تلك المده كما ان عينيه السوداء تعكس مدى راحته لرؤيتها بخير ورغم كل ذلك هي لم تستطع ان تبادله الابتسامه فهي في الواقع لا تشعر بأنها بخير فقد داهمها صداعاً مفاجئ ثم مالبثت الا ان اغمي عليها بين ذراعيه
-----------------------
فتحت ايمي اعينها لتجد نفسها في غرفتها وهي لا تتذكر كيف اتت الى هنا ..فالقت نظرت على الساعه التي بجانبها لتجدها تشير الى التاسعه مساءاً اعتدلت لتجلس في سريرها فلاحظت ان ماركو نائما على الكرسي امام سريرها ويبدو انه كان قلقاً عليها ولكن هناك شيء غريب فهي تشعر بأنها قدت مرت بهذا الامر من قبل وما هي الا لحظات حتى عادت لها ذكرى قبل سبع سنوات عندما كانت تلعب تحت المطر اصيبت بالحمى بفعل بالبرد مما جعلها طريحت الفراش لأسبوع كمال فأعتنى بها كلا من راين وماركو وبسبب قلق اخاها الدائم كان في كثيراً من الاحيان ينام في غرفتها ليستطيع خدمتها عادت ايمي من تلك الذكرى وهي تحدث نفسها بأن هذا الموقف يشب كثيراً ما حدث في الماضي فأبتسمت لذلك بهدوء في الوقت الذي جاءها صوت ليقطع لحظاتها تلك قائلا : اوه لقد استيقظتي اخيراً ..ثم ما بال هذه الابتسامه الحمقاء ؟!
اثار ذلك الكلام غيظ ايمي فألتفتت لصاحبه وراحت تقول : وما المانع في التبسم ..ثم ما الذي جاء بك في مثل هذا الوقت يا راين ؟!
-اوه حسنا لقد اتيت لأتفقد حالكِ ..فأنت جعلتِ الجميع يقلق عليكِ ..يالك من طفله
-اوه انا اسفه لذلك
-لا عليكِ
قال كلمته تلك وهو يعاود الخروج ولكن ايمي اوقفته وهي تقول : الى اين ستذهب ؟!
-بالطبع لأجلب لكِ بعض الطعام ..فمنذ البارح انتِ لم تذوقي اي شيء..و هذا ما جعلكِ تنهارين
-اوه ولكن انا
قاطعها راين : من دون لكن ودعكِ من التصرفات الطفوليه هذه ..والا اطعمتك بنفسي
ثم ابتسم لها ليغيظها فأشاحت ايمي بوجهها عنه وهي تقول بأنزعاج : شكرا لخدماتك تلك ولكن انا كبيره بحيث استطيع تناول الطعام بنفسي
-حسنا حسنا كما تريدين ..على كل حال انا ذاهب واياكِ والاشتياق لي فسأعود سريعا
ثم خرج من الغرفه وهو يكتم ضحكته فقد سمعها تقول بغيظ : وكأنني سأفعل
-----------------------
في اليوم التالي تغيبت ايمي عن المدرسه فهي قد استيقظت متأخره ولم تجد اي احد في المنزل كذلك وهذا جعلها تغضب فكيف لهم ان يذهبوا ويتركوها وحدها هكذا وبينما كانت تفكر وهي كعادتها شاردت الذهن غير مباله بواقعها شعرت بأحداً ما يقرص خدها فرفعت نظرها لترى راين امامها فعلقت بألم :اتركـ..ني يا رايـ..ـن فأنـ..ـت بالفـ..ـعل تألـ..ـمني ؟!
-اوه انا اسف ..ولكني ناديتكِ ولم تجيبي
ثم ابعد يده عنها في حين تساءلت ايمي بأستغراب : لا بأس ..ولكن اخبرني ما الذي اتى بك اليس من المفترض ان تكون الان في الجامعه !!
-في الواقع لقد قررنا التغيب اليوم
التفت ايمي لذلك الشخص صاحب الشعر الاسود ثم قالت : ولكن لماذا فعلتم ذاك يا مارك ؟
-لا سبب معين <اجاب بهدوء
في حين ابتسم راين وهو يحاول تلطيف الاجواء قليل ثم علق بعدها : اوه انستي هل تعليمين اننا في الظهيره الان ؟!
-اوه اجل بالطبع ..ولكن لماذا تقول هذا فجأةً ؟!
-حسنا لقد فكرت بأن علينا الذهاب وتناول الغداء في الخارج فالسيد ماثيو في رحله عمل ولن يعود الا بعد يومين
-ولــكن انــا بالفـعل لســت جائــعه ..ثم انني لست بمزاج يسمح لي بأن اخرج
-لقد قلت هذا سابقاً ان الاعذار مرفوضه ..ثم اخبريني الى متى ستبقين بائسه هكذا انت بالفعل تقلقين الجميع عليكِ
ثم امسك بيدها وسحبها خلفه مكمل حديثه : نحن سنذهب لمطعم قريب من هنا ..وانت يا ماركو سترافقنا
حاولت ايمي الافلات من قبضه راين وهي تقول : دعني على الاقل اغير ثيابي
فتوقف راين وهي يتأملها بملابس النوم ثم ترك يدها وهو يمرر يده في خصلات شعره البني قائلا : اسف لقد تحمست كثيراً ونسيت انكِ لا تزالين بملابس النوم
-اوه لا عليك
قالتها وهي تصعد الدرج الى غرفتها فهي رغم كونها لا تود الخروج الا انها لا تستطيع افساد فرحة راين وبعد ان استعدت خرجت معهما قاصدتاً احد المطعام القريبه منهم وبعد تناول الغداء قرروا التنزه قليلا فأقترح راين وهو يقول : ما رايكم بالذهاب الى مدينه الملاهي ؟!
في علق ماركو بسخريه : بالفعل لم اظن يوماً بأنني سأسمع طالب جامعه يقترح اقتراحاً طفولياً كالذي قلته قبل قليل
فقطب راين حاجبيه وهو يقول : وماذا بهذا ..ثم انك لا تستطيع الانكار لقد كنت تستمتع جداً باللعب هناك عندما كنت صغيرا
-لقد قلتها بنفسك عندما كنت صغيراً اي قبل ست او سبع سنوات
-اوه كلاكما توقفا عن هذا الهراء ولنذهب للمرح فأنا شعرت بالحماس فجأه ..كما انتي ارغب بدعوه باقي الاصدقاء <ثم نظرت الى ساعتها واكملت تقول > انها الثالث اي انهم قد عادوا الى منازلهم مسبقا لذلك انا سوف ادعوهم
ثم اخرجت هاتفها واتصل بهم واحداً واحداً وكان اخرهم لوسي وبعد ان اغلقت منها تعلقت اعينها بالهاتف للحظات فهي شاهده رقم ليام المخزن عندها ورغم ذلك لم تتجرء على الاتصال به مع انها قد اشتاقت لسماع صوته وما هي الا لحظات حتى تساءل ماركو : ايمي ..الم تنتهي بعد ؟!
عادت ايمي لواقعها وهي تدخل الهاتف في حقيبه يدها وتقول : اوه بلى لقد فعلت
-اذاً ماذا نفعل الان ؟؟
تساءل راين في هي اجابت ايمي : سنذهب لمدينه الملاهي وننتظرهم هناك هذا كل شيء
-حسنا اذاً هيا بنا
ثم استقلوا سياره اجرة ليصلوا في اسرع وقت
ممكن وامام بوابة الملاهي تقابل الجميع لوسي تلوح لهم من بعيدا : مرحبا جميعاً
ايمي ببتسامه : مرحبا
جاك بتساءل : هل تأخرنا عليكم ؟!
-لا فنحن ايضا وصلنا الان <اجابت ايمي وفجأه ومن دون سابق انذار شعرت بجسداً يرتمي عليها ويحتضنها لدرجه انها عجزت عن التنفس فعادت تقول : كح كح جوليا افلتيني فأنا اكاد اختنق
لم تعر جوليا اي اهتمام لكلام ايمي وراحت تقول : لن افعل ..فبسببكِ اليوم بقيت وحيدةً وقلقه ..وهذا هو عقابك
-ولكن انا سأختنـ..كح كح كح
في تلك اللحظه ابعد ماركو جوليا عنها وهو يقول بهدوء : هذا يكفي ..الا ان كنتِ تريدين قتلها
-اوه بالطبع لا اريد ولكن اظن بانني قسوه عليها قليلا <قالت جوليا بأبتسامه
-قسوتي عليها قليلا لقد كادت ان تموت الا ترين هي للان تسعل
قالها جون في حين قام راين بشراء قارورة ماء لايمي فشربتها وسرعنما عادت الى طبيعتها لتعلق لورا حينها : حسنا كيف حالك الان ؟!
-اعتقد اني بخير
-اوه هذا جيد حسنا الان لننسى ما حدث ولندخل لنلعب ونمرح
قالت جوليا كلمتها الاخيره في اللحظه التي علقت ايمي فيها : ولكن ...
قاطعتها جوليا وهي تقول : من غير لكن واسفه لما حدث فأنا لم اقصد قتلك فقد اشتقت لكِ لا اكثر فمنذ البارحه وانا لم اسمع عنكِ اي خبر
ابتسمت ايمي لصديقتها وهي تقول : لا عليكِ ولننسى الامر كما قلتِ
-حسنا اذاً هي بنا لندخل <قالها جاك في الوقت الذي دخل فيه الجميع بعد ان اشتروا بعض التذاكر ليبدأ المرح بعدها فبمجرد دخولهم قرروا ركوب الافعوانيه ومن ثم لعبه دولاب الهواء وغرفه المرايا واخيراً اختتموا جولتهم تلك بركوب الارجوحه الدواره ..و رغم خوف كلاً من لورا وجوليا الا انهما تشجعتا وركبتها مع البقيه فقد بدى الحماس على الجميع ...لذلك لم تستطع الفتاتان الرفض ولكن وبمجرد ان بدأت اللعبه ظهر الفزع على وجه الفتاتين فحاولن كبح رغبتهم في البكاء في الوقت التي كانت ايمي فيه تشعر بالملل فاللعبه ليست مخيفه بالنسبه لها فقد رأت ما هو اعظم بل ما لا يصدق وهم مصاصوا الدماء الذي لا يصدق العقل بوجودهم في هذا العالم بل ان معظم الناس يعتبرونهم خرافه او اساطير ومع مرور الوقت انتهت اللعبه وخرج الجميع من الارجوحه الدواره ..وبالنسبه للفتاتين فأحدهما راحت تقسم على ان لا تركبها مجدداً بينما الاخرى اكتفت بالبكاء ..في الوقت الذي استمتع في البقيه وسخروا من تصرفات الفتاتين الطفوليه واخيرا وقبل ان يعود كل منهم الى منزله توقفوا امام كشك لكسب الجوائز فقد اعجبت لوسي ببعض الدمى المحشوه ..مما جعل جاك يدفع بعض المال مقابل مسدس لعبه يحتوي على خمس طلاقات وكان عليه ان يصيب ثلاث بالونات من اصل خمسه حتى يستطيع كسب جائزه لحبيبته وفي اول تجربه له لم ينجح ولكنه استطاع ان يصيب بالون بالطلقه الثاني وكذلك فعل مع الثالث وعندما تبقت له طلقتان ضيع احدها من التوتر فلم يبقى له سوى طلقه اخيره ستحسم الامر وبعد بعض من التركيز استطاع ان يصيبها ليبتسم بأنتصار وهو يقول : واخيراً لقد فعلتها
فتساءل الرجال صاحب الكشك : احسنت ايها الشاب ولكن اخربني اين دميه تريد فأنت تستطيع اختيار احدى الدمى متوسطه الحجم
-اوه في الواقع ان الانسه هنا هي من ستختار
واشار بيده على لوسي التي ابتسمت له وهي تقول : اوه شكرا لك يا عزيزي
ثم اختارت دب احمر يرمز لحبهما فبادلها جاك الابتسامه وهو يقول : اعلم انه ليس بالشيء الكثير ولكن كأول هديه فـ..
قاطعتها لوسي بسعاده : لا عليك فكل شيء منك يسعدني
لم تفارق جاك الابتسامه في الوقت الذي لاحظ فيه كلا من ماركو وراين حزن ايمي فعلى ما يبدوا هي تذكرت ليام وقد كان توقعهما في محله فأيمي عادت بالذاكره لليوم الذي اعترفت فيه بحبها لليام وكيف انه رفضها بدون اي تفكير
عادت ايمي لواقعها وهي تسمع راين يقول : ما رايك يا مارك بأن نقيم تحدياً اخر اقصد بيني وبينك
-وما هي الشروط ؟!
-هي ليست صعبه فقد عليك اصابه البالونات الخمس والحصول على ذلك الدب الكبير وبالطبع
من يحصل عيه اولاً يكون هو الفائز اما بالنسبه للخاسر فهو سيغسل صحون عشاء ..اليوم
-اوه اظن بأن هذا الامر سهل
علق ماركو في حين ابتسم راين وهو يقول : لنرى الان ما ستقوم به ..ولكن قبل كل شيء ايمي ستكون الحكم
فتعجبت ايمي : ولكن لماذا ؟!
-ليس لسبب معين ههههه
قالها راين منهياً حديث في الوقت الذي رضخت فيه ايمي للواقع وهي تقول : حسنا اذاً
وما هي الا لحظات حتى دفع كلا منهما المال ليتسلم مسدساً وبعد العد التنازلي من ايمي بدأ التحدي بينهما وقد كان الاثنان ماهران فلم يضيع اي منهما اي طلقه واخيراً كان الانتصار لراين بفارق خمس ثواناً عندها استطاع الفوز بالدب الابيض وتقديمه كهديه لايمي لتشكره اخيرا بمتنان ..وفي الوقت ذاته تحدث صاحب الكشك مخاطباً ماركو : بما ان صديقك ربح بأكبر دميه في هذا الكشك ..بأمكانك انت اختيار دميتين متوسطتي الحجم كتعويض عن الكبيره ..ولكن ما هو اختيارك ؟!
تحدث ماركو ببرود : اي شيء قد يفي بالغرض
فناوله صاحب المحل دبين احدهما بني والاخر رمادي فأخذهم ماركو والقى بأحدهم لايمي والاخر لجوليا وعلق قائلا : انا لا احتاجهما فقد اشتركت لتحدي فقط
فأبتسمت الفتاتان له وشكرتها في حين تساءل جاك مخاطباً جون : الن تجرب انت ايضا يا صديقي ؟!
-لا اظن ذلك
قالها جون منهياً الحديث فعلق جاك : كما تشاء
وبعد كل هذا قرر الجميع الرحيل الى منازلهم فقد اصبحت الساعه الثامنه وقد حان موعد العشاء وفي طريقهم للبوابه كانت لورا تشعر ببعض الاحباط فهي لم تحظى بأي دب لليوم كما حدث مع بقيه الفتيات وقد لاحظ احد الاصدقاء ذلك التعبير على وجهها وفهم ما يعنيه بالضبط وعند البوابه تفرق الجميع عائدين الى منازلهم لينتهي يومهم ذلك بعدها
-------------------------
وفي اليوم التالي وبالتحدي في المدرسه وبعد الاستراحه عادت لورا لمقعدها وكادت تجلس لولا ان لاحظت وجود علبه صغيره الحجم في فوق كرسيها فأمسكت بها بكل فضول ثم فتحتها لتجد علاقه مفاتيح على شكل دب زهري لطيف مرفقاً معها بطاقه كتب عليها(اسف لكوني لم احظى لكِ بدميه فأنا فاشلاً في مثل هذه الالعاب) المرسل لم يكتب اسمه على البطاقه ورغم كل هذا تعرفك لورا على صاحبها واحمرت خجلا للطفه ثم قامت بتعليق تلك الدميه في هاتفها وهي تبتسم كلما تذكرت اهتمامه بها وفي نفس اللحظه في الجانب الاخر كانت ايمي تتحدث مع جوليا الى ان تم استدعاء ايمي الى مكتب المدير بواسطه مذياع المدرسه فبدت الدهشه على الجميع وخصوص ايمي المعنيه بالامر فهي لم تكن تعلم سبب هذا الاستدعاء المفاجئ راحت انظار طلاب الصف تتوجه اليها وهم يتهامسون في حين تساءلت جوليا : اوه عزيزتي ايمي ما الذي فعلته ليقوم المدير بأستدعائكِ ؟!
-انا حقا لا اعلم
-فلتحاولي التذكر
قالتها جولي في حين هزت ايمي رأسها بمعنى انها لم تفعل اي شيء عندها تحدث لوسي لتقول : اممم ربما المدير يريدكِ لكونك نائبه رئيس الصف فهو اليوم متغيب لسبب ما
اكمل جاك : او ربما هو يريد معرفة سبب تغيبكِ في الواقع انا لا اظن ان الامر يستدعي القلق
-اوه هذا صحيح
قالها جون وهو يحاول تخفيف الامر عليها في حين تطوع ماركو للمجيء معها الا انها رفضت وهي تقول : كما تقولون يا اصدقاء سيكون الامر تافهاً لذلك سأذهب وحدي
ثم خرجت من الصف متوجهتا الى مكتب المدير وامام الباب ترددت كثير قبل الدخول وتمنت لو انها جلبت ماركو معها وبعد بضعة دقائق اي عندما استعادت رباطة جأشها طرقت الباب ثم دخلت لتتلقى مصيرها وهي تتحدث بتوتر : مرحبا سيدي المدير انت طلبتني اليس كذلك ؟!
-اوه اجل ..اغلقي الباب وتفضلي بالجلوس
هكذا كانت اجابت المدير فنفذت ايمي الامر واخيراً جلست ومن شدة ارتباكها وخوفها كانت مطرقتاً برأسها فلاحظ المدير ذلك وليخفف عنها راح يقول : انسه ايمي لا داعي للقلق فأنا قمت بأستدعائكِ لان احد اقربائكِ يريد الحديث معك
في تلك اللحظه توقف عقل ايمي عن العمل وهي تكاد لا تستوعب اي شيء فعن اي اقرباء يتحدث المدير فهي ولدت من دون اسره او ذاكره ثم ان السيد ماثيو لا يملك سوى اخت تعيش في الخارج وهي بالطبع لن تأتي للمدرسه لتقابلها كانت الافكار تعصف بعقل ايمي الا ان عادت للواقع وهي ترى المدير يخرج من المكتب قائلا : انا سأترككما تأخذان راحتكما في الحديث
ثم غادر مغلقاً الباب خلفه في حين لم تتجرء ايمي على رفع بصرها لذلك الشخص الذي يجلس امامها وكل ما رأته من هو نصفه السفلي وعلى ما يبدوا فهو شاب او هكذا توقعت ان يكون وبعد فتره من الصمت دامت بينهما تحدث ذلك الشخص اخيراً بصوت هادئ وبارد : اسف على مفاجأتكِ بهذه الطريقه يا انسه ايمي واعلم انكِ لم تستطيعِ اسيعاب الامر بعد ولكن ..
قاطعته ايمي وهي ترفع اعينها له وتقول : ولكن ماذا ؟! اخبرني من انت حتى اصدقك ام تظن بأنني سأنخدع بسهوله ..ثم ان كنت حقا من اقاربي اين كنت كل هذه المده ؟ ها اجبني ؟؟
تنهد ذلك الشخص ليقول بعدها بهدوء : انا لن اجبركِ على تصديقي ولكن سيدي كان يبحث عنكِ طوال العشر سنين الفائته وامر بأن نأتيه بكِ
-وما سبب بحثه عني واهتمامه بي ؟!
-في الواقع انتِ تكونين ابنه خالته الوحيده وفرد من العائله كما ان لكِ معزه خاصه عن الجد اقصد رئيس العائله
-ولكن كيف عساي اصدقكِ بعد كل تلك السنين ثم اخبرني كيف الت الامور الى هنا وكيف ابتعدت عن عائلتي ؟!
ثم صمتت واعينها تمتلئ بالدموع في حين اكمل ذلك الشخص ليقول : لا استطيع اخباركِ بالتفاصيل فأنا لم يأذن لي بذلك ..ولكن ان رغبتِ في معرفه ما حدث لك قبل عشر سنوات فسيدي سيشرفه استقابلكِ واعتباركِ فرد من العائله مجددا وبالطبع القرار متروك لكِ
انهى كلمته وهو يقف ثم اخرج مظروفاً من جيب سترته ووضعه على الطاوله امامها ثم عاد ليقول : ان قررتي العوده للعائله فما عليكِ الا فتح هذا المظروف ..اعذريني الان
ثم خرج تاركاً المكتب في حين تأملت ايمي المظروف ثم امسكت به ووضعته في جيب سترتها ووقفت لتمسح دموعها وتعود الى طبيعتها ثم بعدها خرجت من المكتب وشكرت المدير واخيرا عادت الى صفها وعقلها مليء بالاسئله والافكار التي ما لبثت ان سببت لها الصداع لاحظ اصدقائها تغير حالها رغم كل محاولاتها في اخفاء الموضوع وعدم اخبارهم وبسبب ذلك لم يصروا عليها وتركوها على سجيتها الى ان انهتى الدوام وعاد الطلاب الى منازلهم وبمجرد ان دخلت ايمي منزلها كذلك صعدت الى غرفتها واقفلت الباب خلفها فهي تريد الاختلاء بنفسها لبعض الوقت ورغم قلق راين الزائد حاول ماركو ابعاده عنه وهو يقول : دعها تبقى بمفرها جميعنا يحتاج لذلك في بعض الوقت
-اوه اظن ان معك حق في هذا
-اذاً اخبرني اليوم ما هو الغداء ؟!
-اوه لقد ذكرتني بأن علي اعداده
انهى راين كلمه ليخلع حذائه ويتوجه للمطبخ في حين ارتمى ماركو على الاريكه وهو يفكر بما جرى لايمي هذا الصباح
---------------------
يتبع ...

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆Where stories live. Discover now