زواج مفاجئ ؟

2.3K 154 14
                                    


في قصر عائله لوغان وبعد ان اطبق الظلام عليهم كان يمشي بهدوء في الممر متوجها لمكتب جده فهو بعد كل هذا الغياب قرر اخيراً ان يظهر نفسه ويعلمه بقراره فما كان من ليو الا الاستجابه لاوامره والمجيء لسماع ما عنده وبعد طرقه للباب عدة مرات اذن له بالدخول فدلف للغرفه بكل هدوء والقى التحيه على جده فرد الاخير عليه بالمثل ومن ثم جلس ليو امامه على الكرسي المواجه لمكتب جده قائلا : حسنا ما هو قرارك النهائي يا جدي ..استعترف بها كفرد من العائله وكحفيده لك ؟!
فتحدث الجد (نيكولاس) بهدوء : ومتى اعتبرتها ليست كذلك ؟!
فأرتسمت الابتسامه على شفتي ليو وعلق اخيرا : اذاً فكما توقعت انت لا تزال تهتم لأمرها
-حسنا اعتقد ان الامر طبيعي فهي في النهايه ابنة اوليفيا الوحيده
-اذاً انت قررت مقابلتها اخيراً <انهى جملته تلك ثم ازدادت ابتسامته ليعلق اخيراً > اظن بأن ايمي ستسعد لرؤيتكِ يا جدي
فلم يعلق نيكولاس بأي حرف في حين قاطعهم طرق الباب وبعد ان اذن له الجد بالدخول دلف الطارق الى المكتب قائلا : اعذروا تطفلي ولكن هناك خبر جديد بشأن السيد الصغير
-وما الذي فعله اخي هذه المره ايضا ؟!
قالها ليو بتملل في حين اجاب الحارس على تساؤله ذلك لتتوسع اعين ليو عندها وتظهر الصدمه على وجهه فما سمعه لا يصدق ايعقل بأن شقيقه قد يفعل امراً كهذا لا لا بالطبع ان كل هذا اكاذيب هكذا حدث ليو نفسه وهو ينهض مخرجاً هاتفه من جيبه ليتصل بأخيه ويتأكد من ذلك الخبر بنفسه وبعد بضع لحظات اجابه شقيقه ..ولكن لم يسمح له ليو ان يتحدث بل سبقه قائلا : ليام اخبرني هل ما سمعته صحيح ؟!
فأجاب الاخير بهدوء : بشأن ماذا ؟!
-هل حقا انت تعاقدت مع كين انزو ؟!
فلم يتلقى اي اجابه فأكمل يقول : مابك اخبرني هل حقاً فعلت هذا ..ثم الى اين تريد الوصول بتصرفاتك الطائشه تلك ؟؟!
-لا اظن بأن لك شأن بما اخطط له لذلك فلتشاهد ما سيحدث من بعيد
-لا شأن لي ارجوك لا تضحكني بكلامك هذا ثم هل تُراك تظن بأنك انت الوحيد الذي سيتورط بالامر فأنت بفعلتك ستورط ايمي ايضا
فلم يعلق ليام على كلامه واكتفى بالصمت في حين قال ليو ببعض الغضب : ما بك لا تتحدث هيا اجبني ..لماذا فعلت كل هذا ؟!!
-لقد سبق وقلت لك ان لا تتدخل ... ثم ان كنت خائفاً على ايمي فما عليك سوى ان ترسل من يحميها لذلك لا تضخم الموضوع وتعطه اكبر من شأنه ..الى اللقاء الان فأنا كما تعلم لدي اشغالي
-ولكن انتظـ..
ولم يكمل كلامه ذاك الا بليام يغلق الخط في وجهه فتنهد ليو بغضب من تصرفاته وعلق اخيراً : انا بالفعل ما عدت افهمه ابداً
فنظر الجد لحال حفيده وتحدث معلقاً على الموضوع ذاته : ليس عليك فهمه انت فقط ثق به
فالتفت ليو الى جده وتبادل معه بعض النظرات الغريبه ومن ثم ترك المكتب وراح يبحث عن لويس ليتناقش معه عن موضوع حمايه ايمي
--------------------------
اما بالنسبه لايمي فهي بعد ان ودعت ماركو لاحظت ان هاتفها قد فرغت بطاريته وهذا يعني انها لن تستطيع الاتصال بأي احد ليقلها كما ان المال الذي بحوزتها لا يسمح لها بأخذ سياره اجرة الا بعد ان تقطع نصف المسافه للقصر لذلك فقد كان المشي حلها الانسب ورغم ظلمة الليل وتملك الخوف لها الا انها كانت تحاول تشجيع نفسها على المضي وهي تقول انه لم يبقى هناك الكثير لوصولها لطريق الرئيسي فهي عليه الانعطاف يساراً ثم المشي باستقامه وبعدها اي عند الطريق الرئيسي هي ستستقل سياره اجرة لتأخذها للقصر وبذلك ستنتهي ازمتها تلك وبالفعل نفذت ايمي ما برأسها وبعد ان انعطفت اكملت السير باستقامه وعندما سمعت صوت السيارات التي تمر على الطريق الرئيسي ابتسمت براحه فهي اخيراً ستعود الى القصر ولكن مع الاسف ابتسامتها تلك لم تدم طويلا فقبل بضع خطوات من وصولها لوجهتها شعرت بأنها مراقبه فراحت تسرع بخطاها ولكن ومن فرط فزعها كادت ان تتعثر ولكنها تمالكت نفسها وهي تنظر للظلام خلفها وفجأه ومن دون سابق انذار ظهرت امامها مجموع من الرجال بثياب رثه وباليه تدل على كونهم بشراً متشردين او ربما كانوا كذلك فكما تبين لايمي بأن هؤلاء المتشردين لم يعودوا من البشر فأعينهم كانت تشع بلونها القرمزي المحمر فما كان من ايمي الا ان تراجعت ببطء في خطاها وهي تنظر لهم بخوف وتقول : لا هذا لا يعقل..هل هذه نهايتي ؟
ومن شدة هول مصيبتها كانت ردة فعلها بطيئه جداً فهي لم تستطع الفرار رغم كونهم كانوا يتقدمون منها ببطء ولكن اعينهم كانت تشع بشغف لشرب دمها وبينما كانت هي تتراجع للخلف بخوف تمنت لو انه يتم انقذها هي لن تهتم بالشخص اي يكن فقط فلينقذها احدهم ولكن فجأه توقفت ايمي عن الحراك لكونها ارتطمت بشيء ما خلفها وايقنت عندها بأنه جسد لشخص ما فأغمضت اعينها بفزع فهي لم تجرؤ ان تلتفت له لكونها تخشى ان يكون احد اؤلئك المختلين ولكن انتهى كل فزعها ذلك عندما اتها صوته الرجولي قائلا : لا تقلقي يا انسه ايمي فأنا لن ادعى اي شخص يؤذيكِ
اخترقت كلماته تلك مسامع ايمي لتطمئن قلبها المرتعب ولكن بعد لحظات تعالت صرخات الم وانين كما ان رائحه المكان اصبحت كريه بعض الشيء ففتحت اعينها ببطء لتراقب ما يجري فما كان منها الا ان جالت ببصرها لترى مصاصي الدماء المتشردين هؤلاء مرتمين على الارض كالجثث بلا روح ودمائهم متناثره في كل مكان وللحق فقد كان المشهد مفزع جداً لايمي فقبل قليلا كادوا ان يهجموا عليها ويقتلوها ام الان فهم القتلا التفتت ايمي لذلك الشاب لتشاهده وهو يفصل رأس احد المتشردين عن جسد ومن ثم يرمي به ارضاً ماسحاً لطخات الدم التي اكتست وجهه ذعرت ايمي عندما نظر له الاخير بعينه الصفراء وفمه الذي كان يسيل منه الدم وسقطت على الارض من رهبة الموقف ففهم الشاب كونها خائفه منه فعلق اخيراً :انا اعتذر ان اخفتكِ يا انسه ايمي
فصدمت ايمي وهي تقول بتلعثم : ولـ..ـكن كيـ..ـف عـ..ٓرفت اسـ..ـمي ؟!
فأنحنى لها قائلا : ومن لا يعرف سموكِ
-مـ..ـاذا ما الـ..ـذي تعنـ..ـيه بقولـ..ـك هـ..ـذا ؟! فحدث الاخيره نفسه قائلا(اوه اذاً كانت الاقاويل صحيحه عن كون الاميره قد فقدت ذاكرتها ولكن مع ذلك هي تبقى الاميره ) وعاد للحديث : سوف تعلمين لاحقاً ما اعنيه ..اما الان فأخبريني هل انتِ بخير ؟!
فهزت رأسها ايجاباً فما كان منه الا ان يقول : اذاً سوف اعيدكِ للمنزل الان
ثم مد يده ليوقفها ولكن ايمي لم تستجب له وهي تنظر لعينه العسليه تلك ..ففهم انها ما تزال خائفه منه فعلق اخيراً : لا تخافي يا انسه فأنا اعدكِ بأن لا اؤذيكِ ..ففي النهايه انتِ مهمه لسيادته بل وللعشائر كلها
-من تقصد بسيادته ..اخبرني هل تعني بذلك ليام ام ماذا ؟!
ولكنه لم يجب عن سؤالها وهو يشعر بأنهما ما يزلان مُراقبين فأنهى الموضوع اخيراً :هذا ليس وقت الحديث ..فالمكان هنا خطر على سيادتكِ العوده للقصر وبأسرع وقت ممكن وانا سأرافقكِ لاضمن سلامتكِ
ومن ثم اوصلها لطريق الرئيسي وهناك تفرقا فقد اوقف لها سياره اجره لتعيدها الى قصر عائله لوغان بعدها قام بأجراء مكالمه ليخبر سيده بكل ما حدث للاميره وكيف ان عائله يورغن كانت خلف كل هذا فلا احد يسيطر على المتحولين من مصاصي الدماء سواهم فشكره الاخيره على جهوده وامره بأكمال عمله والمحافظه على سلامتها من جانباً اخر وفي عضون ربع ساعه عادت ايمي الى القصر وهي في حاله نفسيه سيئه فما رأته اليوم كان كثيراً عليهم ..حتى ان ليو لاحظ ذلك عليها فراح يسألها عن حالها ولم تخبره بشيء بل واكتفت بأن ارتمت بين احضان وهي تبكي بخوف وترتجف مما حدث معها وهو من شده قلقه عليها حاول التغاضي عن معرفة الامر وراح يواسيها الى ان عادت الى طبيعتها تقريباً ثم بعد ذلك ادخلها لغرفه الجلوس لكي تستريح وهناك كان المفاجأه فبعد سماع الجد لخبر عودتها دخل لغرفه الجلوس ليطمئن عليها ويرحب بها فقد مضى عقد من الزمن على اخر لقاء بينهم فما كان من ايمي الا ان ارغمت نفسها على تناسي ما جرى لها والهاء نفسها بالحديث مع جدها الذي استطاعت مقابلته بعد كل تلك المده في حين كان ليو سعيداً لتحسن مزاج ايمي وعودتها لطبيعتها المشرقه
--------------------------
وفي نفس تلك الليله وقرابة العاشره مساءً كان يقف امام نافذه غرفه مكتبه وبيده فنجان قهوه ساخنه يرتشف منه بهدوء وهو ينظر للسماء فعلى ما يبدو ان القمر قد شارف على الاكتمال وهو بالطبع امراً لا يبشر بالخير بل و ينذر بالكثير من المصائب والاهوال ولكن مع ذلك هو كان بارداً تجاه الامر او ربما يرتدي قناع البروده الذي اعتاد التشبث به دائماً فهو الوحيد الذي كان ينقذه في الكثير من المواقف ..بعد ذلك تنهد بتعب وهو يفكر بخطواته التاليه ولكن مع الاسف لم يستطع الوصول الى اي نتيجه فقد اقتحم افكاره صوت ارتطام باب مكتبه فالتفت  ليرى من هذا المتطفل الذي عكر صفو المكان واذا به صديقه القديم او لنقل انه كانوا كذلك يوماً تجاهله ليام وهو يعود لنظر خارج النافذه بلامباله وكأنه لا يزال بمفرده في الغرفه وبالطبع استفز هذا التصرف الشخص الاخر ودفعه لان يقول : هل هكذا تستقبل من يأتي لزيارتك يا ليام لوكاس ؟! الا تمتلك ذره ذوق او احترام ؟!
-اولاً انا لا استقبل ضيوفي هكذا لانهم جميعاً اصحاب اخلاق عاليه ومحترمين ..لا مقتحمين ووقحين مثلك ..ثم اتعلم انت اخر من يتكلم عن الذوق والاحترام بعد الجريمه التي ارتكبتها
-عن اي جريمه تتحدث يا هذا ؟!
-انت تعلم ما اعنيه ففي القانون يعتبر اقتحامك لقصري هذا تعدياً على ملكيات الغير وبأمكاني قتلك الان ولن يحاكمني احد على ذلك
-ماذا يعني هذا ..هل تريد قتلي او ماشابه ؟!
-لن يفيدني قتلك بأي شيء لقد سبق واخبرتك بهذا يا مارك ريفالدو < ثم التفت له و اكمل > على كل حال هذا ليس موضوعنا ..فأنت بالطبع لم تأتي الي للخوض في حديثاً مثل هذا اليس كذلك ؟!
-معك حق < قالها ماركو بهدوء
في حين لاح شبح ابتسامه على شفتي ليام قبل ان يقول : اذاً ما الذي تنتظره فلتتحدث ؟!
ولكن ماركو لم يفعل ذلك واكتفى بالصمت وهو ينظر لليام فعلق الاخير قائلا : ما بكِ صامتاً هكذا هل اكل القط لسانك او ما شابه ؟!
بعد كلمته تلك تحدث ماركو قائلا وببعض الغضب : يا لك من شاباً لا يطاق انا لا اعلم كيف احبتك فأنت بالطبع لا تستحقها
-اوه واخيراً ظهر لسانك ظننت بأنني سأنتظر طويلا ريثما تتحدث
قال ليام جملته تلك بسخريه في حين ضرب ماركو طاولة المكتب بقبضته وعلق بغضب : اتعلم انني اعترفت لها بحبي
فأتسعت عينا ليام قليلا ولكن سرعنما عاد لطبيعته دون ان يعلق بكلمه على ما قاله ماركو فأسترسل الاخير قائلا  : ولكن اتعلم هي في النهايه رفضتني لكونها تحب شخصاً اخر استطاع ان يحتل قلبها شخصاً بارداً وقاسي القلب مثلك
-شكرا لا طرائك .. وقبل ان تكمل حديثك ذاك علي ان اوضح امراً ما فأنا لا ذنب لي فيما حدث فكلانا يعرف السبب الحقيقي الذي منعك من الاعتراف لها عدا هذا فبطئك كان احد اهم العوائق التي جعلتني اتقدم عليك ..ثم ليكون في علمك هي من اعترفت لي بحبها بينما انا رفضتها
فتوسعت اعين ماركو بتفاجؤ ليعلق بنبره متعجبه خالطها الغضب : هذا ليس عادلاً بالمره ..كيف لها ان تبقى على حبك رغم انك حطمت قلبها كيف هذا؟ انا لم اعد افهم لماذا هي رفضتني في المقام الاول رغم معرفتها التامه بأنها قد لا تحظى بفرصه اخرى < انهى كلمتها تلك ليخاطب ليام بعدها > وانت كذلك كيف استطعت رفضها كيف استطعت ان تحطم امالها ..اي قلباً تملك يا هذا انا بالفعل لا افهمك كيف تستطيع ان ترفض حبها الصادق وقلبها الذي لم يتعلق الا بك دون مبرر او عذر كيف هذا
ثم ضرب الطاوله مجدداً بقبضته في الوقت الذي قال في ليام اخيراً : ومن قال بأن لا عذر لفعلتي تلك فأنا لدي ما يشغلني عن كل هذا                                                فأقترب ماركو منه وهو يستشيط غضبا ليسدد اليه لكمةً ما وهو يقول : وهل اعمالك مهمه لدرجة ! التخلي عن فتاه ترا فيك فارساً لها ؟!
بعد ان تفاد ليام لكمته تلك علق اخيراً : وهل تظن بأنني متفرغه للوقوع في الحب او ما شابه لعلمك انا لست مثلك فلدي شركات واعمال و مسؤوليات كثيره على عاتقي ..لذلك اعذرني فأنا لن اتجادل معك في امراً تافهاً كهذا فأنا اعي ما افعله تماما ..ولكن من لا يفعل هو انت فأنت لم تدرك بعد ما يدور حولك من اسرار لذلك استيقظ وعد لرشدك وانضج قليلا وكف عن ندب حظك العثر فهو لن يتغير من تلقاء نفسه
-هل تحاول وعظي ام ماذا ؟! ثم ما الذي ترمي اليه بضبط ؟! 
فابتسم ليام بمكراً قائلا : لا انا لا احاول وعظك انما اريد ان انبهك فما خفي عليك اكثر مما ظهر
-لماذا تتحدث بالالغاز .. اتسخر مني ام ماذا ؟!
-اوه يالا عقلك السميك ..ولكن لا تقلق سأقولها بطريقه اوضح عليك اكتشاف حقيقتك وماضيك ثم اخبرني الم تسأل نفسك يوماً عن سر تجاهل والدك الحديث عن والدتك او عن ذكر اسمها حتى الم تراودك التساؤلات بشأن هذا الامر يوماً الم تفعل ؟!
فلم يجبه ماركو او حتى ينطق بكلمه فتوجه ليام الى باب غرفه المكتب ليغادره قائلا : ساترك هذا الامر لك ..ولتعطي نفسك حقها في التامل والتفكير فلربما يفيد ذلك في شي او لربما تجد الحقيقه امام عينيك
قال جملته الاخير ثم غادر مكتبه تاركاً ماركو خلفه مشتت الافكار وخائب الامال يسترجع كلماته تلك في رأسه مراراً وتكرار ولكن من دون جدوى او فائده ترجى
--------------------------
و في مساء الليله التالي وفي القاعه التي ستقام فيها مراسم التتويج وبعد ان عين ليام كملك وكخلف لوالده الراحل وجده بدأ يتلقى التهاني الحار من الحضور وهو بالطبع امراً روتني ولكن بينما هو على ذلك الحال قاطعه صوت ليس بغريب عليه كان يقول : تهاني الحار لكِ وقد سعدت بسماعي خبر تتويجك ذاك
فالتفت له ليام وهو يقول بهدوء : شكرا لمشاعرك الصادقه تلك يا ليو
فابتسم الاخير له قائلا : لا داعي لشكر فمن واجب الاخوه ان يسعدوا لبعضهم البعض ام انني مخطئ في ذلك
فتجاهل ليام حديثه ذلك وراح يقول : انا لا املك الوقت لسماع مواعظك تلك لذلك اعذرني الان
امسك ليو بكتفه ليوقفه قائلا : انتظر ايها المتعجل فأنا لم انتهي من كلامي بعد
تساءل ليام بهدوء : وماذا لديك بعد ؟!
فأبتسم ليو بهدوء قائلا : اتعلم لكوننا الان في حفل انا سأتغاضى عن ما فعلته البارحه بعد ان هاتفتك وسأنتقل للامر المهم لاقول انني قد احضرت لك مفاجأه جميله وانا على يقين بأنها ستعجبك
-هه وكأنني اهتم
-ارجوك لا تحكم على الامر قبل ان تراه ثم انها في انتظارك عند الشرفه
-مـــاذا في انتظاري ؟! لا تقل لي بأنك قد احضرتها الى هنا ؟!
انهى ليام كلمته الاخيره في حين علق ليو قائلا : اخشى بأنني سوف اخيب ظنك واقول اجل لقد فعلت انا احضرتها للحفل
-ولكن لماذا انت تفعل ذلك ..والى ما تخطط ؟!
-انا لا اخطط لشيء ولكن كما تعلم انا رأيت ان الوقت قد اصبح مناسباً حتى تعرف ايمي الحقيقه ..ومع ذلك لا تقلق فأنا لم اخبرها الا بالنصف الممل من الحقيقه وتركت لك النصف المشوق لتخبرها به وحدك
-ولكني اخشى بأن اخيب ظنك ايضا فأنا لست جاهزاً بعد لاخبارها بالامر
-والى متى ستنتظر ؟!!
-لا شأن لك بالامر
فرفع ليو حاجبيه بتعجب وعلق اخيرا : حسنا انا لن اتدخل في ذلك ..ولكن اخبرني الن تفصح لها عن مشاعرك الحقيقه على الاقل ..فكما تعلم هي في النهايه تعلقت بكِ واحبتك كذلك !!
-لا اظن هذا ..ثم انني ارجو ان لا تتدخل بهذا الامر مجدداً
-وهل تريدني ان اقف مكتوف اليدين وانا ارى شخص اخر يأخذ مكان اخي في قلب حبيبته
فصمت ليام ولم يعلق على الامر فما كان من ليو الا ان امسكه من ياقة قميصه وهو يقول بحده : الى متى ستمثل دور الهادئ اتريد ان تفقدها اتريد ان يحظى غيرك بها ام انك لا ...
-ارجوك اصمت ..ثم انا لا اهتم ان اختارت غيري ففي النهايه تلك هي حياتها
-كف عن الهراء يا ليام فأنا اعلم انكِ تحبها اكثر من اي شخص ..وانت الوحيد الذي تستطيع حمايتها كما انها هي تحبك كذلك فلما الانتظار انت لا تريد ان تخسر اخر افراد عائلتك اليس كذلك ؟!
فلم يعلق ليام على الامر فهزه ليو قائلا : انت لا تريد ذلك صحيح ؟! اذاً اذهب وقابلها وكن رجلاً ولتوفي بوعدك ذاك ولتحمها <ثم افلت قميص قائلا > انا سأنصحك للمره الاخيره حتى لا تندم طيلة حياتك لا تترك حبك يضيع من اجل اي شيء فلتحفظ تلك الكلمات جيداً واياك ونسيانها
وبعد ان انهى كلمته تلك تركه واختفى بين حشود المدعوين في حين تنهد ليام وهو يفكر بكلمات شقيقه وبعد بضع دقائق توجه لشرفه حتى يقابل ايمي ويحسم الامر وامام باب الشرفه الكبير وقبل ان يخرج لها توقف لبرهه وهو يتأملها فللحق هي بدت جميله بفساتها الاسود ذاك فهو قد لائم بشرتها البيض وشعرها الاسود لدرجه انه جعلها ساحرةً الجمال لم تتنبه ايمي له فهي كانت تنظر الى اللاشيء في حين التقط ليام انفاسه واقترب منها قائلا : مرحباً لقد مرت فتره طويله منذ اخر مره تقابلنا فيها
وبمجرد ان سمعت ايمي صوته ذاك تنبهت هي لوجوده والتفتت له لتقول بصوت تخلله الشوق : مرحبا بك ..وتهاني الحار لمنصبك الجديد
فلم يعلق ليام على كلماتها تلك وراح ينظر لسماء التي توسطها القمر فعم بينهم الصمت لفتره ولكن ايمي كسرته وهي تقول : لم تخبرني كيف هي احاولك ؟!
-على خير ما يرام ..ماذا عنكِ ؟!
-بخيراً ايضا
ثم عاد الصمت ليطبق من جديد بعد كلمتها الاخيره تلك وبعد لحظات من الصمت تساءل ليام بهدوء: هل استطيع معرفة سبب مجيئك الى هنا ؟!
-امممم في الواقع انا كنت اريد رؤيتك من جديد فأنا لدي الكثير من الاسئله التي اود طرحها عليك و..
سكتت وهي تشعر بالاختناق في حين قال ليام : و ماذا ؟ اكملي حديثكِ !!
اقتربت ايمي من ليام بخطوات هادئه لتقف اخيراً امامه وتمسك بسترته وهي تقول بحزن : ولاخبرك بأني لا استطيع العيش بدونك بعد اليوم
ثم رفعت نظرت الى عينيه مباشرةً وهي تقول : انا بالفعل احبك يا ليام و...
ابعد يديها عنه وقاطعها قائلا : الم اقل لكِ سابقا بأن لا تنجرفي كثيرا في مشاعركِ تلك
-ما الذي تعنيه استتخلى عني مجدداً ؟!
قالتها بنبرة انكسار في الوقت الذي كان ليام يتحاشى النظر لاعينها وهو يكتفي بالصمت مما  جعل ايمي تبكي وهي تضربه على صدره بقوه وتقول : ولكن لماذا ما السبب الذي يدفعك لعدم القبول بي اخبرني ما هو ؟! تكلم هيا ؟؟
-نحن لا نناسب بعضنا بأي طريقه من الطرق
-هذا كله هراء..فطرقنا دائماً ما تتقابل وماضينا واحد اتستطيع انكار هذا ؟!
فأتسعت اعين ليام ولكن سرعنما عاد لطبيعته السابقه وهو يقول : اخبريني يا ايمي ما الذي تريدينه مني بالضبط ؟!
فأجابته ايمي ومن دون تفكير : انا اريد معرفة حقيقة ما جرى في ذلك اليوم وبشده ..وارجو بأن تخبرني بها ..فأنا لا اريد ان اكون عبئاً على احد بعد اليوم انا اريد ان اصبح قويه
لم تتغير تعابير ليام وهو يقول : ارجوكِ لا تكوني سخيفه ..فليس بالامر السهل تقبل تلك الحقيقه ثم ان لا بأس بأن تبقي هكذا لفتره اطول حتى وان كان عالمك الان مزيفاً ولكنه افضل بكثير من تلك الحقيقه المحزنه التي ستلاصقكِ مدى الحياه
بعد كلمته تلك اولها ظهر ليسر مبتعداً عنها ولكنها اوقفته وهي تمسك بيده وتقول : ارجوكِ لا ترحل ..فنحن لم ننتهي بعد من حديثنا ..ثم انني لا ازال مصره على معرفة الحقيقه مهما كانت
فألتفت ليام لها وتقابلت هذه المره اعينهم ولكن الغريب في الامر هو ان عيني ليام كانت هذه المره مليئه بالحزن والاسى والوحده حتى نبرة صوته عندما تحدث كانت مختلفه وقد لاحظت ايمي ذلك عندما تحدث بمراره وهو يقول : وهل لا بأس بأن اخبركِ بها ؟ حتى وان كانت حزينه و ملطخه بالدماء ؟ الازلتي تريد معرفتها رغم ذلك ؟!
فهزت ايمي رأسها بالايجاب فهي هذه المره ستكون مستعده لتقبل ماضيها اين كان ..في حين اكمل ليام قائلا : ولكن اتعلمين انا اخشى ان تتركيني بعد معرفتكِ لها
فنفت ايمي كلامه وهي تقول : هذا لن يحدث فأنا بالتأكيد لن اتركك
-اذن برهني لي ذلك ..ولتكوني ملكي
قال كلمته الاخيره وهو ينظر لاعينها مباشرةً لعله يستشف الاجاب منها ولكن ايمي لم تستوعب ما قال وراحت تعيد كلامه : اكون ملكك كيف هذا ؟!
فأجاب ليام بهدوء:ان كنتِ تريدين معرفه الحقيقه لتلك الدرجه وكنتِ حقاً تحبينني كما تدعين  فأثبتِ لي ذلك ولتتركي الجميع لأجلي هل تستطيعين فعل هذا ؟!
فاجابت ايمي وبدون اي تفكير : اجل استطيع فأنا لا اهتم ان كنت انت معي
-اذاً تقرر الامر انتِ ستكونين تحت حمايتي من جديد ولكن هذه المره بصفتكِ زوجتي
ثم شد على يدها التي كانت ولا تزال تسمك بيده
وسحبها خلفه ليعاودا الدخول من جديد الى الحفله واستمروا بالمشي الى ان صعدوا الى منصة التتويج عندها تركزت انظار جميع الحضور او جميع مصاصي الدماء عليهم فتحدث ليام عندها قائلا : انا اشكر جميع من حضر لمراسم التتويج واعدكم بأن اكون خير ملكاً لشعبنا ..ولكن كما يعرف الجميع ان الملك بحاجه لملكه ولهذا السبب فأنا قد اخترت هذه الفتاه لتكون زوجتي ..وقد يتساءل بعضكم لسبب اختيار لها ولكن ببساطه ان سأخبركم انا اخترتها للحفاظ على نسل العائله الملكيه فهي في النهايه ابنة عمي مما يعني انها نقيه دم مثلي وهذا وحده يكفي لاثبات جدارتها امام جميع الفتيات من بني جنسها
بعد ذلك الاعلان المفاجئ عم الهدوء قاعة الحفل فلا يزال الجميع تحت وقع الصدمه وشيئاً فشيئاً بدأ الضجيج يعود للمكان فمنهم من رحبوا بملكتهم والبعض الاخر لم يصدقوا انها ابنة عمه وكان من ضمنهم غاري احد اعضاء مجلس النبلاء الذي اعترض قائلا : ولكن جلالتك ما الذي يثبت لنا بأن الفتاه هذه غير كاذبه فعلى حد علمي وعلم الجميع ان جميع افراد العائله الملكيه قد ماتوا ما عداك
فعاد ليام ليعلق ولكن ببرود هذه المره : وهل تجرؤ على تكذيبي يا هذا ..ثم ان الوشم الذي على كتفها يثبت كونها احد افراد عائلتنا كما انها لم تمت في تلك الحادثه بل تم التستر عليها والادعاء بموتها لحمايتها افهمت ام اعيد كلامي مجدداً ؟!
-لقد فهمت يا سيدي ..واعذرني لسؤلكِ بتلك الطريقه الوقحه <قالها غاري وهو ينحني
فتجاهله ليام واكمل يقول بنبره حاده وصارمه : امن اعتراض اخر ؟!
فلم يتحدث اي احد رغم كون البعض يحسدهم الا انهم لم يستطيعوا فعل اي شيء ..بعد ذلك نزل ليام عن المنصه وهو لا يزال يمسك بيد ايمي وراح يتوجه معها الى خارج قاعه الحفل وفي طريقهما ..تعالى صوت التصفيق والتهاني لخبر زواجهما ذاك ..وبعد مغادرتهما القاعه توجها لاكمل اجراءات الزواج وفي ذلك الوقت كانت ايمي تفكر بما حدث منذ لحظات وتنظر ليديهما المتشابكه فليام لم يترك يدها بعد وهي لم تحاول الابتعاد عنه بينما كانت تحدث نفسها بهدوء وصوت هامس : الا يبدو هذا المشهد مماثلاً لما حدث قبل بضع سنوات ؟!
-ربما معكِ حق
قالها ليام وهو ينظر اليها فأحمرت ايمي خجلاً فهو في النهايه قد سمع كلامها تغاضى هو على الامر حتى لا يحرجها وسحب يده اخيراً ليتكئ على حافه نافذه السياره وينظر للخارج مفكراً بما سيحدث بعد ذلك وبعد ان انتهوا من اجراءات زواجهما اخذها ليام الى احد المصايف الجبليه الخاص بعائله لوكاس وذلك لحمايتها وابعاد الانظار عنها وبعد ثلاث ايام امضوها هناك عادوا الى القصر الخاص بعائلتهم فلدى ليام الكثير والكثير من العمل الذي يتوجب عليه انجازه وبمجرد دخولهم للقصر استقبلهم صف كامل من الخدم والحراس الذي رحبوا بأميرتهم او بطريقه اصح بملكتهم الجديده فرحبت ايمي بهم كذلك ومن ثم رافقتها احدى الخادمات واوصلتها للغرفه الخاص بها وبليام لتستريح بينما توجه زوجها او لنقل ليام برفقه ريو لشركة العائله حتى ينتهي من اعماله تلك 
-------------------------
يتبع ..

☆(( Loѕт мeмorieѕ | Completed ))☆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن