*29*ضباع بالأرجاء

10.4K 537 51
                                    

هذا البارت من أجل عصافيري الأمورين :
skyreena_1212 Rose969  wanoo_o
سلام يا أمورين كيف الحال و الأحوال، سوري على التأخر و لكن الحكومة الجزائرية قد أوقفت الأنترنت مؤقتا من 8 مارس حتى 12 من نفس الشهر.

:ها قد جاء ابننا المدلل، هل لحضرتك أن تخبرني أين اختفيت منذ الشفق لحد الساعة؟
فرفع زين عيناه ببرودة و قال: و منذ متى أخبر حضرتك إلى أين أخرج و متى ألج (أدخل) للمنزل.
فاحتدت عينا أبوه و قال: ويحك يا زين أن تتمادى معي سؤالي طرحته و عليك فقط الجواب .
فرد الآخر: لقد كنت أتجول هنا و هناك فكما تعلم أجد في سرعتي و مداعبة الهواء لجسدي تحرري و أيضا قد فرش الأمان غطاءه على منطقتنا فقلت لما لا أغتنم الفرصة  لاكتشاف آفاق جديدة.
اقتنع للسيد ياسر بالجواب و ول مغادراً لغرفته أما زين فزفر بضجر فوقوع مثل هكذا أمور معه تشعره و كأنه مراهق لا يفقه الكثير، مجرد غر صغير عليه بالإنحناء طاعة للكبير.

بينما هو صاعدا لغرفته جاعلاً من تلك الدرجات موطئاً لأقدامه رغم استطاعته بلوغ وجهته في رمشة عين إلا أنه قد قرر مسبقاً خوض هذه التجربة حتى اصطدم بجسد آخر فرفع عيناه العسليتان نحو ذلك الكيان الصغير و قال بابتسامة: أهلا يا صغيرتي .
فأجابت الأخرى بغنج طفولي :صغيرتي قال؟؟ لقد اشتقت إليك بحجم بعد السماء عن الأرض و بحجم كرهي للإختبار و الفرض، فأنت كنت أغلب الوقت مفتاح مرحي و قارئ قصة يومي و مداعب خصلات شعري قبل نومي، و لكنك الآن جعلت من أشغالك عذراً لتقصيرك معي.

فوضع زين يده على فمه لعلمه أنه لو أكمل معها لن يجني في الأخير إلا صداع لرأسه فالكلام معها عقيم و الدموع النابعة منها تستغلها كسلاح غشيم ضده لذلك أغمض عيناه
مردفاً :أعدك أن يوم غد هو يوم لتعويض كل ما فاتك يا فتاتي اتفقنا ؟؟
فأومأت له بسعادة و اختفت عن ناظريه و الحماس عنوان لشعورها آنذاك، فابتسم زين لاستطاعته رسم ذلك الشعور الجميل على ثغرها الأجمل.
وصل إلى الرواق المؤدي إلى غرفته و التي تقع في نهايته مروراً بغرفتي أخويه، ما كاد أن يدير المقبض حتى ولج صوتي هاري و ليام المحتدم إلى سمعه فتوجه نحوه لاستطلاع الذي حصل بين ليام الهادئ الواعي و هاري المستهزئ اللامبالي.

هاري: ليام قلت لك أني سأرفع خبر نزوات أخي مع تلك البشرية على مسامع أبي و ليحدث ما يحدث.
فرد عليه الآخر بصراخ مماثل:ليحدث ما يحدث؟؟؟ هل أنت متحجر الفكر !الذي سيحدث يا أحمق أن زين سيتم إعدامه رحمةً و رأفةً به أما أسوء الإحتمالات فسيتعرض لتعذيب لم يشهد مثله أزل و سيتمنى لحظتها لو كان الموت بدل.
فخلخل هاري شعره المجعد الملتف بنعومة و أناقة بكفه من شدة توتره فاستحال إلى أشبه بعش و قال :ربما لو أخبرناه الآن قبل تمادي العلاقة بينهما سيتم القضاء على تلك العاهرة فقط و س...........
و جاءته لكمة من حيث لم يحتسب أردته أرضاً سامحة بتسرب بعض من دماء شفتيه، فحاول رفع جسده المرتجف من قوة تلك الضربة و وجه بصره لذلك الذي احمر غضباً و هاجت حبال صبره.
فقال و هو يتوجه نحوه مسددا له لكمة جديدة قد ضاعفت السابقة في شدتها و لكن لم يهدأ جماح غضبه بل استمر بتوجيه وابل من اللكمات نحوه رغم استطاعة الآخر بالتصدي لبعضها إلا أن الضرر الذي لحق بوجهه كان أشد دماراً.
حاول ليام التدخل إلا أنه لم يستطع زحزحة زين و لو خطوة للخلف فقد كان كالجبل متصنماً فوق جسد الآخر حاول مرارا و تكرارا أن يبعدهما فاضطر لاستعمال الحدة مما دفعه لتكثيف كل قوته في قبضته و قبض على قميص زين من الوراء و سحبه بكل ما سخر لديه بعيداً عن هاري.
صحيح أن ليام معروف بكمال جسده عن البقية إلا أنه لم يستطع ردع زين رغم انشغاله بشخص آخر بل لم يستطع سحبه أصلا، فلقد كان زين في تلك اللحظة أشبه بالليث الجامح كالصقر الجارح، و ما زاد مظهره رعبا هو صراخه الذي كان يتناسق وقتا مع ضربه لأخيه :عاهرة ؟؟أنت العاهر الوغد الحقير، أنت الذي لا يلبث زمنا إلا و يريد تفجير سائله بأحد أرحام عاهراته اللواتي لا ينتهين هل سمعتني أيها......
ثم توقف قليلا و نظر في وجه هاري الذي أصبح لا يفرق، رضوض تحتل كل شبر في قسمات وجهه ،الدماء في كل فسحة من جلده ،فقام بعيدا عنه رغم ريبة الموقف
و قال بصوت تكاد لا تفرقه عن أحد الشياطين: أتعلم ماذا لقد سئمت تدخلك في كل شأن يعنيني، أعتقد أن موتك سيكون هو الخلاص لكلينا ألا تعتقد ؟؟و ختم حديثه بابتسامة لا تمد للعطف بصلة.
فتحت عينا ذلك المتألم عن مصراعيهما و حاول النهوض بجسده البالي العاجز،إلا أن الألم كان له بالمرصاد
و قال بصوت مرتجف مذعور غير مصدق :تقتلني أنا أخاك الصغير يا زين !من أجل تلك البشرية العا.....
قوطع بلكمة من جديد و لكن المصدر يختلف فلقد بادر ليام هذه المرة الذي كان يراقب تدفق الأحداث الرهيبة بصمت، و لم تكن دهشته أقل من هاري الذي هدده زين بالقتل و الذي سبق أن وجهه له هو أيضا، أصبح يحلل كل ما قد مر على أخيه من فقدان للأعصاب و غيرة مبالغة و رغبته العنفية الجامحة ،كل ذلك جعله يوقن أن الخروج من هذه الورطة بأقل الخسائر ستكون مهمة أشبه بمستحيلة في ظل هذه التطورات، لذلك وجد من ضرب هاري و جعله غائبا عن الوعي أهون من جعله غائب الكيان و الروح .
توجه ليام نحو هاري و حمله أعلى كتفه متوجها نحو باب غرفته قائلا :كنت رهيبا يا أخي و لا زلت كذلك الآن و لكن الفرق أنه في الماضي كنت شديدا مع الخصم و الند، أما الآن فأنت شديد مع وصيل الدم و السند، ثم غادر.
لم يشعر زين بأي ذرة ندم فلقد أنذر هاري مرارا و تكرارا على عدم إتيان حبيبته بالسوء غيبة أو علنا لذلك فهو معذور الآن .

My Dark Man {Z.m} Where stories live. Discover now