الفصل الثلاثون ( صغيره ولكن ..)

79.5K 1.4K 27
                                    

الفــصـل الثلاثـــون
صـغيــره ولكـــن ..
______________

إقتــرب منهــا والشـر يتطـايــر من عينيـه ، فتراجعــت للخلــف عفـويا وحـدجته بخوف شـديــد فصاحت والداتهـا متدخلــه خوفا من البطش بها ويتطور الامر للاسوء :
- علشـان خاطـري يا كـامل ، لبنـي متقصدش
أمسك شعرها بقوه فجثت علي ركبتيها متألمه ، وتوسلته من بين بكاءها:
- سامحني يا بابا ، متضربنيش
كز علي أسنانه بغيظ شديد مستنكرا فعلتها الوخيمه ، وصاح بعصبيه مفرطه :
- دي يا بنت الــ.......أخره تربيتـي فيكي ، واضح إني معرفتش أربيكي كويس ؛ أخذ يصفعها بقوه حتي نزفت من أنفهــا الدمـاء ، فلطمت والدتها خديها قائله بترجي :
- علشان خاطري يا كامل ، البنت هتروح في إيدك
لم ينصت إليهـا وتابع ركلها بعنف بقدمه فسقطت علي ظهرها وهتف هو بغضب جلي :
- اللي زيك ملوش غير حل واحد ...الجــواز وبس
أصبحت الرؤيه لديها شبه منعدمه فحركت رأسها وأردفت بصوت ضعيف :
- لأ يا يابا ...سامحني
جذبها من شعرها لتنظر إليه وضغط علي فكها قائلا بغضب :
- ليكي عين تتكلمي يا ......بعد اللي عملتيه ، أنا أتفقت خلاص، وهيجوا علشان يلموكي ، علي الله يعرف يعرف يربيكي ...ويعمل اللي معرفتش اعمله معاكي ، دفعها بقوه فإصتطدمت رأسها بالمقعد فتألمت هي واستسلمت لفقدانها وعيها ، فأسرعت نحوها والدتها قائله ببكاء شديد :
- لبني يا بنتي ، تفحصتها بيدها ولم تجد رده فعل منها فتابعت بخوف بائن :
- إلحقني يا كامل البت مش بترد
بصق علي اﻻرضيه بجانبها قائلا بامتعاض :
- علي الله تموت ونرتاح من مصايبها ،ثم دلف للخارج وهو يلعنها غير مكترث بها .
رفعتها عايده من رأسها وأسندتها علي فخذيها برفق وملست علي وجهها محاوله منها لإفاقتها وأردفت بآسي :
- لبني يا بنتي ...ردي عليا يا حبيبتي
فتحت هي عينيها ببطء وأردفت بصوت شبه مسموع :
- مش عايزه أتجوز كده يا ماما
نظرت لها عايده بحزن بالغ قائله بقله حيله:
- أبوكي رأسه ناشفه ...ومقدرش أقوله لأ
أخذت تبكي بضعف مردده :
- مش عاوزه أتجوز كده ..مش عاوزه أتجوز كده
ضمتها والدتها إليها وهتفت متحسره علي حاله ابنتها :
- كان مستخبيلك دا فين يا بنتي بس .......
____________________
دفع الباب بقوه وتقدم نحوه بملامح متجهمه قلقه ، فتعجب الأخير منه قائلا :
- جيت تاني ل......
قاطعه بصوت متقطع :
- ألحق .يا .زين.نور أتخطفت
نهض علي الفور مصيحا بفزع :
- انت بتقول ايه ..وعرفت منين
حسام وهو يلتقط أنفاسه :
- ساره كلمتني ..وبتقول فيه عربيه كانت قدام المدرسه ..ونزل منها واحد ودخلها فيها ..ومشيت بسرعه
ظل لوهله غير مستوعبا ما هتف به ومستنكرا ذلك ، فأحس صديقه به وتابع متسائلا :
- مين ممكن يعمل كده
حرك رأسه قليلا بحيره ،وشرد لوهله وأردف بتذكر :
- معتز ...لازم أكلم معتز يتصرف ، قال جملته ودلف سريعا للخارج وتابع بجديه :
- كلمه يا حسام ..خليه يحصلني علي القسم
اومأ حسام براسه وأطاعه بخوف : هكلمه ..حاضر

تملك منه الحزن والتوتر معا ، وشرد قليلا في أصابتها بمكروه ما ، زاغت عينيه متسائلا ما حالتها الأن ، يسرع بخطاه غير منتبها لما حوله فكل تفكيره منصبا نحوها ، رآته أخته بتلك الحاله ، سيما هيئته التي تدل علي حدوث شيئا ما سيئ ، استدارت براسها عفويا ولمحت الآخر يهاتف شخصا ما وهو يشيح بيده ويبدو عليه القلق والانزعاج ، لم تتحمل الصمود مكانها وأسرعت إليه ، ثم أقتربت منه وأردفت متسائله :
- حسام..فيه حاجه حصلت
ألتفت إليها وأجابها باستياء :
- نور يا مريم ...أتخطفت
شهقت بخفه مستنكره بصدمه :
- أنت بتقول ايه ...ومين اللي خطفها
أجابها بقله حيله :
- ما أحنا لو نعرف كنا سكتنا يعني
مريم بخوف وقلق بائن :
- ربنا يستر ...زين باين عليه من شكله ان فيه مصيبه
حسام بجديه : زين راح القسم ولازم أروحله هناك دلوقتي ..لأن أختي كمان هناك
مريم بنبره أصرار : أنا كمان هروح معاك ...يلا بسرعه

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now