الفصل الثامن والثلاثون (صغيره ولكن )

79.1K 1.7K 47
                                    


الفصـل الثامن والثلاثــون
صغيـــره ولكـــن ....
______________

في يوم الخطبه امتلأت القاعه بالمدعوين من كل مكان ، حيث أقيمت في أكبر الفنادق ، وتم تهيأه المكان لإستقبال العرائس أيضا بداخلها وفي إحدي الغرف داخل الأوتيل ...
وجدن الفتيات ان ارتدائهن لنفس الفستان فكره صائبه ، وتحمست الفكره في أذهانهن وبالفعل ارتدت مريم وميرا نفس نوع الفستان مع أختلاف الطول واشياء بسيطه ، وبدوا ملفتين للأنظار وطالعتهم سلمي بإعجاب :
- ايه الحلاوه دي كلها ...قمرات والله
" كان الفستان من اللون السمني الحريري ، طويل يصل الي أسفل قدميهم بقليل ويبرز تفاصيل جسدهما بطريقه منمقه وهادئه ، ذو فتحه صدر مثلثه محاوطه ببعض الفصوص البراقه وأكتاف عريضه ، ووضعهن لبعض المساحيق الهادئه والمتماشيه مع الفستان "
ولجت نور عليهم الغرفه وعلي وجهها سعاده بائنه ، ووجهت بصرها لميرا خصيصا وأغزت في السير نحوها وأحتضنتها بقوه ، فتعجبت ميرا منها ومن حبها المفاجئ لها ، بينما هتفت نور بنبره فرحه :
- انا مبسوطه قوي يا ميرا انك هتتجوزي ..دا أحسن يوم في حياتي كلها .
دهشت ميرا وحدثتها : بس النهارده خطوبه يا نور مش جواز
عبست نور بملامحها وقالت بضيق :
- اومال هتتجوزي أمتي
ميرا بابتسامه ذات مغزي : وانتي مستعجله كده ليه
نور بتأفف : ولا زعلانه ولا حاجه ، ثم أشاحت بوجهها وتابعت بصوت خفيض :
- اومال ايه اللي سمعته ده
سحبتها سلمي من ذراعها نحوها وهمست بامتعاض :
- ايه اللي بتعمليه ده ...خليكي واثقه في نفسك شويه
اومأت برأسها ولم تعلق عليها ووقف عابسه الملامح ...
دخلت ثريا أيضا عليهم وطالعتهم باعجاب شديد وهتفت بفرجه جليه :
- مبروك يا بنات ...شكلكم يجنن خالص
ثم وجهت بصرها لإبنتها التي أخذت تقترب منها وهمت بإحتضانها وضمتها الآخيره اليها وربتت عليها بحنان أموي :
- مبروك يا ميرا ..النهارده بس أقدر اقول اني فرحت بعد باباكم ما سابنا .
رفعت ميرا نظرها نحوها وابتسمت لرؤيتها سعيده ، فقد أرتضت بتلك الزيجه فقط لأجلها
فأردفت ثريا محدثه إياهم :
- يلا يا بنات ..العرسان وصل ومستنينكم .
سلطت نور بصرها علي مايحدث أمامهم ورؤيه تلك الأحاديث التي لم تنعم هي بها ، ولم تمر عليها قط ، فنظرت لها سلمي متعجبه من أمرها وسألتها :
- نور حبيبتي انتي كويسه
وجهت نور بصرها نحوها ولمحت سلمي حزن في عينيها فردت نور بحزن طفيف :
- انا محدش عملي كده لما كنت بتجوز ...وكان فرحي ممل قوي أبتسمت لها سلمي وضمتها من كتفها قائله :
- لو عايزانا نعملك فرح ..احنا جاهزين وعمك مش هيتأخر أبدا
سألتها نور بعبوس : وزين هيبقي عريسي
سلمي كاتمه ضحكتها : انتي عايزه ايه
هبت مجيبه بفرح : طبعا اتجوز زين ...انا بحبه
ضحكت سلمي بخفه قائله :
- شاطره يا نانو...
__________________
في الأسفل ..
وقف زين مع حسام ونظر اليه غامزا بعينيه وحدثه :
- مبروك يا حس ..ايه الحلاوه دي
أجابه حسام بتعالي وهو يحكم ربطه عنقه :
- الله يبارك فيك ..دا عادي بتاعي ما انت عارف ، تابع بمغزي:
- وعقبالك ان شاء الله
نظر له زين شزرا وأردف بسخط :
- عقبالي ليه ان شاء الله ...ما انا متجوز
حسام ساخرا : ودا جواز يا راجل
تفهم زين مقصده ، ثم أشاح بوجهه بعيدا عابسا وحدث نفسه :
- أديني مستني .
تنهد حسام بحراره قائلا :
- خلاص يا ولاد هتجوز وأتلم
ادار زين رأسه نحوه وحدثه بمغزي :
- يا ريت لما تتجوز وتتلم ، تلم مراتك معاك ومتخليهاش تتدخل في أي حاجه .
حرك حسام راسه بعدم فهم واستفهم :
- وضح كلامك
رد بضيق : يعني متجبهاش عندنا تاني ...وشد حيلك كده وأتجوزوا بسرعه .
حسام بابتسامه واسعه : متخافش ...دا انا هعمل المستحيل علشان نتجوز بسرعه ...وهخليها تتبري منكوا .
زين بسخط : مش قوي كده ....خليكوا في حياتكوا وخلاص.
______
- يا ابني افرد وشك ده شويه
قالها فايز لأبنه بانزعاج من هيئته التعيسه
تأفف وليد بقوه قائلا باستياء :
- عايزني اعمل ايه يا بابا ....أقوم أرقص علشان أعجب .
حدجه بضيق وحدثه بمعني :
- اللي يشوفك كده يقول في حد ميتلك ...ولا الطلب اللي طلبته مني ...مش باين عليك انك فرحان بيه .
نظر وليد أمامه بجمود ، فكل ما يريده أعطاءها درسا لتعمدها إهانته ...
______
وصل معتز وأخيه الذي انبهر بجمال المكان ناظرا حوله باعجاب وحدث أخيه :
- شايف اللي انا شايفه يا معتز ....باين عليهم مبسوطين قوي.
رد معتز بلامبالاه : آه شايف ، تابع مشيرا بيده :
- زين وحسام واقفين أهم ...تعالي نسلم عليهم .
أقترب منهم ورحب زين به بحراره وكذلك حسام وتسآل زين :
- فين الاسره ؟
رد مازحا وهو يشير علي أخيه :
- جبتلكوا واحد بس من الأسره .
نظر زين خلفه فوجد امير الذي هب بمرح :
- وحشتيني يا زينو .
ضحك عليه زين واحتضنه مرحبا :
- فينك يا ابني السنين دي كلها .
رد بابتسامه فرحه : موجود ...اصلي أتعودت علي العيشه في تركيا والجو هناك ، ثم استدار مسلما علي حسام :
- مبروك يا حسام ..خلاص هتتجوز ، تابع بضيق :
- عقبال صاحبكم اللي مش باين هيتجوز امتي
نظر له معتز بانزعاج ورد : مش عايز اتجوز .
حسام بتعجب : ليه بقي ان شاء الله
رد بتوتر وتلعثم في كلماته : لا ما فيش ..اصلي أأ..
أمير ساخطا : أصله بيتكسف يكلم البنات ، تابع بمغزي :
- بس هنشوفله حل ان شاء الله .....
_______
تهيأن العرائس للنزول ، وقفز قلب مريم فرحا بينما رسمت ميرا ابتسامه زائفه حتي لا تثير ريبه والدتها وتشك بأمرها وهموا بالنزول ...
وقف حسام بسعاده بالغه علي هيئته كالأبله منتظر نزولها ووقف أيضا وليد بجمود مستنكر فرحه حسام البالغه ، فكما يعتقده وليد ان الزواج مجرد ملل وأكتئاب ومشاكل جمه ستأتي بعد ..
بدأ الفتيات في النزول وانسل حسام من بين فاضل الواقف امامه وفايز متلهفا لمقابلتها فأردف فاضل بانزعاج :
- اهدي يا ابني شويه ..مش كده ...المفروض تسلم عليا الأول .
ثم أشاح بوجهه متعجبا من لهفته المبالغ فيها...
وقف وليد أيضا ولا اراديا سلط بصره عليها وارتسمت بدون عمد ابتسامه علي محياه وهو يطالعها باعجاب ، وسرعان ما تلاشت وتذكر ماهيه زواجه منها..
انتظر حسام ان تسلم علي والدها وما ان انتهت حتي أسرع في امساك يدها قائلا بفرحه :
- مبروك عليا .
ابتسمت مريم بخجل وردت : مبروك .
أعطت ثريا ميرا لوليد قائله :
- مبروك يا حبيبي
وليد بابتسامه زائفه ناظرا لميرا :
- الله يبارك فيكي يا طنط
اقتربت منه ميرا وارتفع عندها التوتر ، من قربها منه في مناسبه كتلك وتمنت ان تجمعهم ظروف مغايره ، بينما نظر لها هو ببرود معتزما اهانتها وتنفيذ ما أنتوي عليه ، والتي ستكون ضربته الليله كالصاعقه الغير متوقعه ..
صعدوا ليجلسو علي مقاعدهم المزدوجه ولم يترك حسام يد مريم التي حاولت بجميع الأحوال التملص منه خجلا من نظرات الجميع ..
وقف فايز بجانب ثريا قائلا بابتسامه عذبه :
- مبروك يا مدام ثريا ..
ردت بابتسامه فرحه : الله يبارك فيك ، مش عارفه أقولك ايه علي اللي بتعمله معانا
فايز بنبره لائمه : متقوليش كده ...دول ولادي ....كفايه انهم من ريحه منصور .
ثريا بامتنان : ميرسي قوي ....متعرفش الطلب اللي طلبته النهارده ده فرحني قد ايه .
فايز بمغزي : دا مش طلبي انا ...دا طلب وليد
ثريا بفرحه : بجد ...انا كده فرحتي زادت

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang