الفصل الحادي والثلاثون ( صغيره ولكن ..)

83.8K 1.8K 64
                                    

الفصــل الحادي والثلاثـــون
صغيـــره ولكـن ...
ــــــــــــــ

صفعها عده مرات حتي خارت قواها وظلت تتوسل اليه كي يتركها ، معبره عن ندمها لما فعلته ، لم يكترث لها فتدخلت زوجته وأقنعته بالكف عنها، فإبتعد عنها وهو يهتف :
- عـايزه تجيبيلـي مصيبـه ، دا أخره دلعك ، أختبأت خلف والدتها وهي تتفحم فتابع وهو يرمقها باحتقار :
- يلا ..تعالي نشوف أخره المصيبه دي ايــه ، وتابع محـذرا باصبعه :
- وايــاكي تنكـري ...او ما تقوليش الحقيقه .
أومأت برأسها وأردفت ببكاء شديد :
- حاضر يا بابا ..انا غلطـت سامحني
نظر لها بغضب فأردفت والدتها مشفقه علي حاله أبنتهــا :
- خلاص يا منيـر ..البنت غلطــت ودول عيال و...
قاطعها بحده مشيرا بيده :
- عيال ايــه اللي تروح تخطــف ، صمت لوهله وزوي بين حاجبيه متسائلا :
- أنتي خطفتيها ازاي ..ويا تري وديتيها فيــن
أزدردت ريقها في توتر واضـح قائلــه :
- مسعد ..السواق ...هو اللي ساعدني
أعتلي وجهه دهشه بائنه وأردف باستنكار :
- والكلب ده ازاي يعمل كده ...وجـاتله الجرأه منيـن
أجابته بتوتــر شديد :
- أديته فلوس
أقترب منها راغبا في أمساكها فحالت والدتها بينهما وأردفت بانزعاج :
- المهم دلوقتي البنت المخطوفه دي ترجع ، أحسن ما يعمل فيها حاجه
تنهد بضيق واضح وأشار بيده قائلا بحده :
- تعالي علشان عاوزينك في القسم ..ومش عايزك تفتحي بؤقك بكلمه غير الحقيقه ... ســـامعه ..
زوجته بضيق : اهدي يا منير ..هي حاست بغلطها
وجه حديثه لأبنته قائلا بصرامه : يلا خلينا نشوف عملتي فيها ايه ، أومأت برأسها ودلفا بهــا للخارج متجهــا الي مغفر الشرطه ، هاتف محاميه كي ينجده من تلك المعضله فأخبره الأخير بأنه سيكون بانتظاره هناك ...

بعد قليل وصلو وولجت بصحبه والدها ، فوجد الأخير محاميه بانتظاره فأقترب منه قائلا :
- شـوف يا فهيـم المصيبه اللي وقعنا فيهـا
فهيـم بنبره جديــه :
- متخفش يا منيـر بيه ، الموضـوع بين زمايل ، والأفضل دلوقتي انها تقول علي كـل حاجــه ، دا هيحســن موقفهـا جـدا فـي القضيـــه

جلس بجانبه وحدجها بحسره علي وضعه في موقف كهذا ، نظرت له بحزن معبره عند ندمها ، بعد قليل سمح لها بالدخول ، ولجوا ثلاثتهم للداخل ...

لم يستطع زين المكوث مكانه أكثر ، فتوجه الي المغفر هو الأخر وطلب إذن دخوله ، ولج سريعا وأردف بحده :
- فين نور عملتي فيها ايه
معتز بتعقل : اهدي يا زين الموضوع مش بيتاخد كده
نظر منير الي محاميه مستنجدا ، فتفهم الأخير وأردف بجديه :
- بنتنا هتقول علي كل حاجه ...وهي بتعترف بغلطها
الضابط بنبره جاده : أتفضلي يا انسه ..قولي وديتيها فين
قامت علي الفور بسرد ما أقترفته ومكان خطفها ، كما أدلت بمواصفات مساعدها ، فأمر الضابط بعض العساكر بالتوجه الي ذلك المكان ، ولكن زين أسرع خطاه للتوجه لذلك المكان فلحق به معتز قائلا :
- بلاش تسرع يا زين ..احنا رايحين وهنجبها ان شاء الله
زين بعصبيه :
- عايزني أعرف مراتي فين..وخلي حد غيري يجبها
معتز بتفهم : يا زين دا خطف ..هي رايحه مشوار وهتجبها
أقنعه معتز بصعوبه بالإعدال عن قراره فوافق الأخير علي مضض وتوجه بصحبتهم ....
_________________
في أحد المقاهي الشعبيه ، جالس بصحبه صديقه ومسلط بصره عليه ، فأخرج الأخير شيئا ما من بنطاله ودسه في يده ، فألتقطه الأخير بلهفه وأردف بابتسامه واسعه وهو يطالعها :
- الله ينور يا دسوقي ..أحبك وانت عادل مزاجي
دسوقي نبره خشنه :
- عندي أغلي منك ..دا انتي أخويا يا مسعد
مسعد بامتنان :
- مش عارف من غير البتاع اللي بتجبهولي ده ..كنت هعمل ايه
دسوقي بمعني : لما تعوز قولي بس
أمســك قطعـه منـه (أفيــون ) ووضعها في فمه ونظر أمامه قائـلا بتلــذذ :
- يا ســلام ..خلي المــخ يشتغل ، تابع متأففــا :
- طيرتلي مخـي بنـت العبط دي
قطب دسوقي جبينه متسائــلا :
- ميــن دي
مسعد بتجهــم : بنت صغيره بس باين عليهـا عبيطـه قـوي
أقترب منه أكثر مستفهما :
- أنـت خلفت
أجـابه بسخــط : خلفــت ايه ..دي حتـه بت خطفها ، بس متوصـي عليهـا جامـد
ملس دسوقي علي ذقنه بتفكير وأردف مضيقا عينيه :
- خاطفهــا ..يا أبـن الإيــه ، تلاقـي أهلهـا متريشــين
مسعـد بلا مبـالاه :
- متريشيــن ولا غيـره ، هقعدها يومين أخوفهـا فيهـم وبعدين أبقي أسربهــا
حدجه دسوقي بسخط قائلا بسخريه :
- تخوفها وتسيبــها ، دا أنــت خايب قــوي
مسعــد بعدم فهم : مش فـاهم تقصـد ايـه
دسـوقي بخبــث :
- بنـت ناس زي دي ..أهلها ممكـن يدفعــوا فلوس علشــان خاطرهـا
جحظ مســعد عينيه ولمعت الفكره في ذهنـه وأردف باعجـاب:
- تصدق ياض عندك حـق
أجابــه دسوقي بثقه :
- شوفت تفكير العمالقه .. مش زيك يا خايب كنت هتخسر عمليه سقع زي دي.
نظـر أمامـه بمغزي وقـرر اللعب بمفرده لعلــه ينعـم ببعض الأمــوال لتنتشله من الفقر المــدقع الــذي وقع فيــه ووجه بصره لصـديقه قائـلا :
- يبقـي ننفذ علي طــول
دسوقي غـامـزا :
- متنسـاش صـاحبك ..الفكـره فكـرتي
مسعــد بابتســامه خبيثـه :
- طبعا..دا انت حبيبــي ، وتابـع في نفسـه بسخـط :
- والله خايف من العبــط بتاعهـا ميدفعــوش حــاجــه
_____________
أجـابـت المكـان ببصــرها ولم تجده ، حـاولت النهـوض ولكن لم تستطـع لأنه أوصـد يدها برباط ما ، فحاولـت جـاهده ان تزيـحه وفشلت ، تأففت قائلـه بحـزن :
- هو ربطنـي ليـه خايـف مني يعني ..دا متوحــش وممكــن ياكلنـي

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now