الفصل الخامس والثلاثون (صغيره ولكن)

84.6K 1.8K 58
                                    

الفصـل الخامـس والثلاثـون
صغيــره ولكــن ...
ــــــــــــــــــ

كـادت ان تجن فور نطق الحـكم علي أخيهـا بالمؤبد ، ضـاع آمانهـا وحمايتهـا ، فصرخت بهستيـريه :
- أخويـا مظلـوم ...أخويـا معملـش حاجــه ، ثم ركضت نحوه متابعه ببكاء شــديد :
- أطمـن يا أميـن ....انا هعمل المستحيل علشان أخرجـك .... ان شاالله أهربك من السجــن ..
طأطـأ رأسـه في ألم وحسـره قائلا بحزن :
- خـلاص يا هايـدي ...كـل حاجه أنتهـت
حركـت رأسهـا نفيا قائلــه بتجهم :
- لأ ...مافيش حاجه أنتهت ..انت مش عارف ممكن أعمل ايــه .
قام أحد الحراس بسحبه للداخل وسط بكاءهـا المتواصـل ، جثت علي ركبتيها وأخرجت تنهيــده مؤلمــه ، ونظرت أمامها بشرود فقد رحل الجميع ولم تجــد من يشاطرهــا حزنهـا ، فأصبحـت وحيده تائهـه ، حاولت النهـوض من موضعهـا وتقدمت للخارج بخطـوات متثاقلـه ، تجمدت أعضاءهـا وشحب وجهها ، ودلفت لخارج قـاعه المحكمـه عـازمه علي تنفيـذ الإنتقام........
_________________

علي طـاوله الطعـام هتفت مريـم :
- يا حبيبتـي يا نانـو ...تلاقيكـي كنتي خايفه انتي وأصحـابك قوي
وجهت بصرهـا نحوه قائلـه بغيــظ :
- مش قد زعلـي دلوقتي ..ان خلاص مش هــركب عربيتـي
يتنـاول طعامه ويعلو وجهه ابتسـامه انتصار غير مبالـي بحديثها ، فما أراده حـدث ، فتنحنح فاضـل متسائـلا :
- والعيـال دي يا زين ...لازم نعــرف هما مين
أضطـربت أوصـاله وأزدرد ريقه قائلا بثبات زائــف :
- ان شاء الله يا بابا ..سيبلـي الموضـوع ده وانا هتصـرف
سلمي متدخله : خلاص ..أحنـا نشوفلهـا سواق يوصلهـا بعـربيتها
أبتسمت لها نور ،ثم وجه بصره لأخته وحدجها بنظرات جامده الملامح من الخارج ، وآخـري دفينه تكاد ان تفتــك بها ، ولكنه أنتبـه لنفسه وأردف بانزعاج :
- لأ طبعـا ، تابع مبررا :
- مضمنش حد غريب يوصلها.. ممكن يعملهـا حاجه ... انتوا متعرفوش المصايب اللي بتحصـل ..وكمان ابراهيم ما بيروحها ، نظر له والده قائلا باقتناع :
- عنـدك حـق يا زين ..بنسمـع عن حاجــات وحشه قــوي
شهقت نـور متــذمره :
- يعنـي مين هيوصلنــي
أجابها زين بثقــه : أنــا طبعـا
صـاحت بضيق : لا مـش عايـزه أركب معــاك
حدجها بانزعـاج بائـن قائلا :
- اومـال عايـزه تركبي مع ميـن
نظرت اليه وأجابتــه بعناد :
- أي حد ..ألا أنت ، ثم وجهـت حديثها لعمهـا متابعـه :
- أتصرف يا أنكـل ...مش عايز يركبني الباص وقولت اوكيه ..علشـان حضرتك مش موافـق ..ودلوقتي عنــدي عربيـه ومش عارفـه اركبها ..ولا حـد يوصلنـي بيهـا..
نظر لها زين بضيق واومأ فاضل رأسه بتفهم وأردف بنبره متعقلــه :
- أهدي يا نور ..احنا خايفين عليكي ..والكلام اللي زيـن بيقوله ده علشان خايف عليكي ...انتي برضه مراته ..ومينفعش لأي سبب ترفضي تركبي معاه..
نكسـت رأسهـا في قله حيله ، وباتت مضطره للإرضاخ لقراره ، نظرت سلمي اليها مهونه عليها ، فتنهـد زين بارتيـاح ونظرت اليه بحـزن وضيق طـاغي علي هيئتهــا......
______________

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now