الفصل الثاني والثلاثون (صغيره ولكن)

91.4K 1.9K 69
                                    

الفصــل الثـاني والثلاثــون
صغيـره ولكـن ....
ـــــــــــــــ

ظلت تذرف الدموع علي ما هي قادمه اليه وعلي مستقبلها المجهول ، لم ترغب في تزويجها بتلك الطريقه ، فقط ترغب في أختيار شريك حياتها ، دفنت وجهها بين ذراعيها وأخذت تبكي في صمت ، وأغمضت عينيها باكيه بحــرقه فإنسابت عبراتها علي وجنتها وأخرجت تنهيده حاره ، ولجت والدتها داخــل غرفتهـا ، ونظرت لها بحسره علي ما توصلـت اليـه ، أقتربت منها بهدوء وتعمدت خفض صوتها قائلـه :
- قومي يا لبني يلا ...ابوكي والناس مستنينك
رفعت رأسها ناظره اليها بحسره وألم قائله :
- إتصرفي يا ماما ..مش عاوزه أتجوز بالطريقه دي
دنت منها وجلست بجانبها قائله بانزعاج :
- أحنا لسه هنتكلم يا بنتي ...أبوكـي أتفق وخلاص ... ومدام قال حاجه لا يمكن يرجع فيها ، تابعت وهي تجذبها من ذراعها :
- قومـي يا بنتي ربنا يهديكي ...خلي اليــوم يعدي علي خير
مسحت عبراتها ونهضت معها بقله حيله ، ألبستها والدتها ثيابها ووضعت لها بعض المساحيق لتخبئه تلك العلامات الزرقاء اثر ضرب والدها لها ودلفوا للخارج وهي ممسكه بيدها .
تقدمت بها نحوهم وأردفت والدتها هامسه لها :
- إفردي وشك شويـه ..الناس بتبص عليكي
رسمت عايده أبتسامه زائفه علي محياها قائله :
- تعالي يا لبني سلمي علي حماتك وحماكي ، تقدمـت منهم ببطء وبملامح خاليه من التعبير ، فجذبتها حماتها اليها قائله :
- تعالي يا حبيبتـي في حضن حماتك ، وتابعت بثقه :
- مش هتلاقي أحسن مني حمي أبدا ، قلبي قلب خصايه
أبتسمت لها لبني بتصنع ووجهت بصرها تجاه هذا الشخص الذي يبدو علي ملامحه الهدوء والطيبـه ، فابتسم لها قائــلا :
- أهلا باللي هتبقي مرات أبني ، أبتسمت له ولم تعلق ، فحدجتها حماتها بضيق وعبست ملامحها قائله :
- مالهـا ..هي خارصــه ولا ايـه
عايده بضحكه زائفه :
- لا يا ست ام أيمن ..هيا بس بتتكسف شويه ..عروسه بقي هيهيهيهي
كامل بصـوت أجش :
- تعالي يا لبني سلمي علي أيمـن عريسـك
وجهت بصرها نحوه فوجدته شاب هادئ في أوائل الثلاثينات ويبدو علي ملامحه الهدوء ، ووسيما بعض الشئ فارتاحت قليلا لهيئته وما زاد ارتياحها عندما أبتسـم لها بعذوبـه قائـلا:
- أهلا يا أنسه لبني ..أتشرفت اني شوفتك
أبتسمت له قائله : ميرسي
ام أيمن بنبره فرحه :
- ان شاء الله لبني هتبقي مبسوطه عندنا ، وكل اللي هيا عايزاها هنجيبه باذن الله ..ايمن ابني الوحيد ومدلعينه علي الآخر .
عايده بنبره ممتنه :
- دا بس من أصلكم يا ست ام أيمن
ام أيمن بسعاده : يبقي أتفقنا ان شاء ....
________________
أغمضت عينيها مقتربه منه ومتناسيه ما فعله للتو واثار اهتياجها ولكن أنتابها شعور دفين خرج وطغي علي هيئتها ، بينما أذابته رائحتها التي أشتاق اليها فأوشك علي ملامسه شفتيها فشعرت بالتوتر واستسلمت تكاد تكون أدمنت تقبيله لها ، ولكن دخول ميرا المباغت أحال حدوث تلك اللحظه الدامغه لعلاقتهم وهتفت :
- نور حبيبتي
إضطرب زين وأبتعد علي الفور ، خجلت ميرا وأشاحت ببصرها بعيدا قائله بخجل :
- آسفه اني دخلت كده ...انا كنت جايه أطمن علي نور ..لما عرفت انها جت.
تنحنح زين قائلا :
- تعالي يا ميرا سلمي عليها ..أستأذن انا
أومأت برأسها ودلف هو للخارج ، فإقتربت منها قائله :
- نور ..انا بجد كنت خايفه عليكي
نور بتوتر شديد : آه ..انا كويسه ...ميرسي يا ميرا
أحتضنتها ميرا قائله بابتسامه :
- أوعي تزعلي مني علي أي حاجه قبل كده ..انتي بنت خالي ..وأنا أسفه علي كل حاجه .
أبتسمت لها قائله : مش زعلانه منك ، تجهمت ملامحها علي الفور قائله بتحذير :
- بس مش ليكي دعوه بزين
ضحكت ميرا قائله : حاضر ..هبعد خالص وهسيبهولك
أحتضنتها الأخيره قائله بفرحه : كده انا أحبك قوي ...
_____________
جلس بالغرفه المجاوره ويبدو علي ملامحه التجهم والتأفف ، ولعن دخولها المفاجئ عليهم ، فكسرت قربه منها ، وما زاد الوضع تأزما له تمردها عليه فبات ضعيف أمامها ، وتملكت منه كليا ، وتسآل عن تلك المشاعر الجامحه التي تستحوذ عليه فور إقترابه منها ، وضع كلتا يديه علي رأسه ممسكا بها وأردف بمغزي :
- هتكوني ليا ..دلوقتي او بعدين
_______
أستأذن بالدخول لصديقه فقابله الآخير مرحبا :
- أهلا يا منصور ..إتفضل أقعد
جلس الآخير علي المقعد المقابل له قائلا :
- وحشتينــي يا صـاحبـي
ضحك الآخير قائلا بمغزي :
- وشك منور يا منـص ، المدام حنت عليك ولا ايــه
منصـور بضحكه : باين عليـا قـوي كده
فايز غامزا : هنياله يا عــم
أخرج تنهيده من صدره قائـلا بجديـه :
- لازم أشوف حل لأمين ، تابع بمعني :
- لازم أخلص منه بقي
زم فايز شفتيه بتفكير قائلا :
- عايزين خطه ...بس لازم نكون بعيـد
منصور بجديه : بسرعه يا فايز ..الزفته هايدي أكيد مش هتسكت ..دي بقت بتهددني في وشي انها هتروح لثـريا
فايز بتفهم : خلاص يا منصور ..سيبني أخطط وهخلصك منه خالص
تنهد منصور بارتياح قائلا :
- عايز أخلص منهم بقي ...دول سبب مشاكلي ..والشغل الزفت اللي وقعوني فيه
فايز بنبره معاتبه :
- كان لازم الشغــل ده يا منصور ..أهو طلع نـدل وبيهددك ...لأ وكمان لبسك أختـه
منصور بضيق :
- لأ ..والواطي عايزني في شغل جديد ..فاكرني حمار
فايز بإهتمام : أوعي يا منصور ، طرأ علي ذهنه فكره ما وتابع بمغزي :
- احنا ممكن نوقعه هو
منصور بإعجاب : وهو ده اللي بفكر فيه..
__________________
وقفت أمامها مضيقه عينيها فتوترت الأخيره قائله :
- عادي بقي اللي حصل .
دارت حولها وهي تتفرس هيئتها قائله بضيق :
- بقي جبتي هدومه تاني أوضتك ...كلامي مش بيتسمع
كزت علي أسنانها قائله بغيظ :
- أنا غلط ...لو كنت أعرف انه هيتنازل وهيحصلي كده ...مكنتش كلمته أساسا
سلمي بنفاذ صبر : أنا خلاص مليت من اللي بتعمليه ..بتروحي تتصرفي من ورايا
نور بعبوس شديد : انا أسفه يا سلمي ...هسمع الكلام ، تابعت بتساؤل :
- طيب قوليلي هعمل ايه دلوقتي ...اكيد هيجي أوضتي كمان شويه ...وانا مش عايزه أكلمه بسبب اللي عمله
اومأت سلمي برأسها وأردفت بتفهم :
- تعالي..انتي هتنامي عندي
نور بفرحه : بجد ..هنام عندك
أشارت باصبعها قائله بجديه : بس النهارده ..علي ما أتصرف في اللي هببتيه ده.
________________
ظل محدقا في هاتفه راغبا في مهاتفتها ، أخذ نفسا طويلا وزفره ببطء وقرر التنفيذ ، ألتقط هاتفه لمحادثتها في امر أرتباطهم ، ضغط عده أرقام وأنتظر ردها عليه ..

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتWhere stories live. Discover now