الفصل السابع والثلاثون (صغيره ولكن)

91.2K 1.8K 98
                                    

الفصـل السابـع والثلاثـون
صغيــره ولكــن ....
ــــــــــــــــــــ

يرتدي ملابسـه علي مضض ، فقد وضعه والده في موقف لا يحسـد عليه ، لم يرد وليـد تلك الزيجه ولكن تهديد والده الصريح له أجبره عليها ، وعليه الآن تنفيذها لكسب أرتضاءه  ، أخذ يفكر في من سيتزوجها فلم يراها بعد ، لوي شفتيه بإستهزاء بمعني لا تعنيه شخصها في شئ ، فلتكن ما تكون ، خاصه نيته في مصارحتها منذ البدايه بماهيه زواجه منها ، وقف وليـد أمام المرآه ونظر لإنعكاس صورته قائلا بسخــط :
- طيب بالزمه دا شكل واحد بتاع جواز وأستقرار
قطع تفكيره والده يهتـف :
- يلا يا وليـد هنتأخـر ...الناس مستنيانا
تأفف بقوه ورد بالامبالاه بصوت عالي نسبيا:
- طيب يا بابا جـاي  ، تابع بـصوت خفيض :
- جــاي لقدري المستعجــل

أنتظره فايز بالأسفل مغتاظـا من تأخيره المبالغ فيه ، هبط وليـد الدرج بفتور شديد وبتكاسل جم ، أحد والده النظر اليه قائلا بانزعـاج :
- كل ده بتلبس ...مالك خرع كده متشد حيلك شويه ..عايزهم يقولوا ايه
وقف وليد أمامه قائلا بخبث :
- هيقولـوا مبيعرفـش ويصرفوا نظر عن الجـوازه ، وبلاش نروح من أولها علشان منتحرجـش وأقصر رقبتك قدامهم .
نظر فايز له شزرا وأردف بسخـط :
- لا يا راجل ...بقي انت مبتعرفـش ، تابع هو بخبث أشـد :
- أبقـي قولها بنفسـك الكـلام ده
قطب ما بين حاجبيه في أنزعاج فإبتسم له والده بسخريه وأردف بجديه :
- يلا علشان منتأخرش
أومأ برأسه وسار خلفه وهم يهمهم ببعض الكلمات ، أنصت له والده متسائلا :
- بتقول ايه سماعني
أبتسم له وليد قائلا بمغزي :
- بقول ما تجوزها انت ، وأهي بنت صاحبك ..يعني هتخلي بالك منها أكتر مني ..ويبقي نابك فيا صواب
رفع حاجباه في صدمه جليه قائلا بغضب :
- فعلا ولد قليل الأدب ، تابع بحده :
- يلا قدامي ..واياكي تعمل حاجه متعجبنيش
وليد علي مضض : حاضر
________________

وقفت أمام المرآه مرتديه ذلك الفستان الذي أبتاعه عمها لها خصيصا ، وظلت تمدح والدتها فيها وفي جمالها قائله بحب صادق:
- ربنا يسعدك يا بنتي ...قلبي مستريح للجوازه دي قوي
نظرت لها ميرا بابتسامه زائفه مستسلمه لتلك الحياه الغامضه وذلك الرجل الذي سيصبح زوجها دون سابق معرفه ، فتشوشت بداخلها الأفكار في كيفيه التعامل معه، فلابد من مرحله ما قبل الزواج لتتعرف فيها أكثر عليه ، ولكن حسمت والدتها الأمر بإلزامها الزواج به تحديدا ، قطع شرودها أخيها الصغير يهتف :
- ايه الجمال ده يا ميرو ...احنا طلعنا جامدين قوي
ميرا بابتسامه باهته : ميرسي يا مالك ..عقبالك
رفع يديها عـاليـا وأردف بنبره متمنيـه :
- يا رب يا ميرا ..أتجوز حبيبتي اللي طـول عمري بحلم بيها
نظرت له بمغـزي وتفهمت عدم إزاحتـه لتلك الفكره من ذهنه
ولذلك أردفت بمعنــي :
- وتكـون هي كمان بتحبك يا مـالك
مالك بثقه بـــالغه :
- متخافيـش ...بتحبني وبتموت فيـا
أستنكرت ميـرا حديثه المبالغ فيه خـاصه معرفتها المؤكــده بحبها لزين ، وأعتزمت علي ترك الأمر جانبا لحين أنتهاء تلك الليله علي خيـر..
ولجن بنات خالها للداخل وهتفت سلمــي بنبره فرحه :
- العريس وصل يا عمتوا ..يلا علشان تنزلوا
ميرا بتوتر تملك منها :
- روحــي انتي يا مامـا وأنا هبقي أنزل مع سلمي ومريم
ثريا بابتسامه محببــه : حاضر يا قلب مامـا
____________
في الأسفــل ....
رحب فاضل بهم بحــراره ، ثم جلسـوا جميعا في الصـالون ، ووجه فاضل بصره لوليـد قائلا بابتسامه عذبه :
- كبـرت يا وليد وهتتجوز
وليـد بابتسامه زائفـه : ايوه كبرت ومبسوط قوي اني هتجـوز ميــرا بالتحديد
حدجه والده بإعجاب ثم غمز له بعينبه ، فأردف فايز لزين :
- وأنت يا زين ..أخبار جوازك ايه ...انا سمعـت ان بنت عمك صغيـره
لوي شفتيه في تهكــم بينما رد فاضل موضحــا :
- ولا صغيره ولا حاجه ...في بيتجوزوا أصغر منهـا
أومأ فايز برأسه وقرر التحـدث في ذلك الأمر ولكن والدتهــا لم تأتي بعد ، كاد ان يتحـدث ولكن أستوقفه دخولهـا عليهم ، ويكسو وجهها إبتسامه فرحـه وأردفت :
- مسـاء الخيــر
فنهض سريعا ومـد يده ليصافحها قائلا بابتسامه متلهفا :
- أهلا مدام ثريا
دهش وليد من لهفته المبالغ فيها في الترحيب بها ، وضيق عينيه نحوه ، وأخذ يستنبط حالته وأردف في نفســه :
- بـاين هيجوزنـي بنتها ويعلق هو أمهــا
وبحركه مباغته دخلت نور عليهم قائلـه بمرح :
- هـاي
أبتسم لها وليد ونظر لها يإعجـاب بائن ، فلاحظ زين نظراته إليها ووجه بصره نحوها ثم أمسك رسغها وجعلهـا تجلس بجانبـه قائلا بانزعاج :
- أقعــدي هنا
سحبت يده وحدثتـه بضيـق:
- سيب ايدي ....انا اقعد مكان ما أنا عاوزه.
كز علي أسنانه بغيظ شديد من أفعالها الهوجاء وعنادها المستمر معه وهتف :
- المفروض دي قاعده كبار ...يعني ملكيش فيها
تأففت في وجهه من مدي سيطرته الدائمه عليها ، فقد ملت وردت عليه :
- اوووف ...قولتلك قبل كده ملكش دعوه بحياتي .انا حره
كاد ان يرد عليها ولكن قاطعه فايز قائلا بابتسامه :
- أهلا يا نور ..كبرتي أهوو
ردت بابتسامه :
- هاي يا أنكل
نظر لها بابتسامه ذات مغزي قائلا :
- صغيره قوي يا نور علي الجواز..دا اللي قدك لسه بيلعبوا
حدجه زين بضيق من تدخلهم في حياته الخاصه كأنه مختلف عنهم ، أو فعل شيئا ما مخالف ، فتدخل فاضل حينما أدرك ضيقه :
- ولا صغيره ولا حاجه يا فايز
تملل وليد من تلك الجلسه وحسد زين علي زوجته الصغيره الجميله وأنب نفسه :
- يا عيني عليا ..انا عارف هخلص من الشبكه السوده دي أمتي

((صَغِيرة ولَكِن...))؛؛مكتملة؛؛للكاتبة الهام رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن