الحلقة الثالثة

5.5K 146 2
                                    

الحلقة الثالثة

نظر له (قاسم) بإهتمام بالغ ثم قال
-عرفت عنها إيه ؟
أبتلع الرجل ريقه ثم قال
-هى ٠٠ هى عنديها 14 سنة بس واضح انها بتحب (سراچ) ولد خالتها
-(سراچ) !!
-إيوة ٠٠ ابن إمام المسچد بتاع البلد و ٠٠
ألقى (قاسم) زجاجة الخمر على الأرضية حتى تهشمت والخمر اصبح على الأرض وقال بغضب واضح
-معنته إيه انها بتحبه !!
شعر الرجل بخوف شديد من حالة (قاسم) تلك ثم قال
-نجتله طيب !!
مسك (قاسم) رأسه ثم قال
-لاه ٠٠ لو جتلناه هيبان ٠٠ هنشوف طريجة تانية
ثم وقف وسار خارج الغرفة وهو يتأرجح يميناً ويساراً وهو لا يستطيع السير فى خط مستقيم حتى وصل إلى الدرج فوجد والداه أمامه فتحدث والده بضيق قائلا
-هتعجل ميتى يا ولدى ؟
ضحك (قاسم) بشدة وهو لا يصدق ما يسمعه من والده ثم قال
-ات ٠٠ ات اللى بتجولى إكده !! ٠٠ ده ات مربينى على إكده يا والدى
-بس مش لدرچة انك تدمر صحتك إكده !!
ضحك (قاسم) وهو يتمايل ثم قال
-انا كيفى إكده مبسوط إكده يعنى
ثم أقترب من والده ووضع يده على كتف والده ثم قال
-متخاَفش يا والدى انا لما بسكر ببجى فى وعيى بردك فمش هجول ابداً أنك بتچار فى الممنوع وانى معاك
وضع والده يده مسرعا على فم (قاسم) وقال
-اكتم يا ولد ٠٠ ايه اللى بتجوله ده ٠٠ الحيطان ليها ودان يا ولدى
أبتسم (قاسم) ثم وضع أصبعه على فمه وهو يبتسم قائلا
-هشششششش ٠٠ محدش هيعرف واصل
ثم صعد المصعد وهو يتأرجح تجاه اليمين تارة وتجاه اليسار تارة آخرى وهو يدندن بأغانى غير مفهومة ٠٠
*******************
بعد ظهيرة اليوم التالى ٠٠
وقف (سراج) أمام المرآة محاولاً تهيئة نفسه للحديث مع والده فى أمر زواجه من (قوت) أحمر خجلاً كثيراً فلم يكن يتوقع أن يفاتح والده بتلك السرعة فى أمر الزيجة ولكن عندما يتذكر حديث (قوت) وآن صديقاتها بدئن فى أن يتزوجن واحدة تلو الأخرى شعر بالخوف من أن يفقدها لذا قرر أن يتزوجها ويسافرا سوياً فى مصر ويكمل هو تعليمه ويحاول أن يبحث عن عمل مؤقتاً فى المساء حتى يفرغ من دراسته نهائيا أخذ نفساً عميقاً ثم تحدث قائلاً كتجربة
-يا بابا انا عاوز اتجوز (قوت)
هز رأسه نافيا معترضا على أسلوبه ذاك ثم قال لنفسه
-أكيد فى طريقة احسن من كده ٠٠
اعطى ظهره المرآة وتوجه تجاه الباب وقرر أن يذهب لوالده ما أن وقف أمام الغرفة حتى طرق باب الغرفة وسمع صوت أبيه
-أدخل يا ولدى
أبتسم (سراج) ثم فتح الباب وهو يقول
-عرفتنى ازاى يا ولدى
-صوت دجة يدك ع الباب مميزة يا (سراچ)
أبتسم (سراج) وأغلق باب الغرفة  ثم أقترب من والداه وشعر بتوتر كبير شعر به (رفعت) فرفع وجهه له ثم قال
-خير يا ولدى
-بابا انا عاوز اتجوز
نظر له والده وهو لا يصدق ما سمعه ثم قال
-تتچوز كيف وات لسه بتدرُس ٠٠ انت خابر عنديك كم سنة ؟
هز (سراج) كتفاه بلا مبالاة
-16 يا بابا بس انا مش عيل صغير ٠٠ انا راجل واقدر افتح بيت
-ودراستك يا بچم ات
-يا بابا انا بحب (قوت) بنت خالتى وهنا البنات بتتجوز بدرى خايف حد يسبقنى وبعدين انا ليا شقة فى مصر اللى قصاد عمى هقعد فيها انا و (قوت) وهدور على شغلانة هناك اشتغلها
-ودراستك يا ولدى ؟
-زى ما وعدتك يا بابا هكملها بأذن الله وشغلى هدور ع شغل بليل انا مش اول واحد اتجوز وانا بتعلم
أبتسم (رفعت) على تحمل أبنه للمسئولية ثم هز رأسه بتفهم وقال
-تمام يا ولدى ٠٠ نروح باكر نكلم (سيد) ابوها
شعر (سراج) بسعادة بالغة ثم مسك يد والده وقربها لكى يقبلها وقال
-ربنا يخليك ليا يا بابا
*********************
فى مساء اليوم التالى وصل (سراج) مع والده ووالداته و شقيقته (حكمت) إلى منزل خالته وطلب الزواج من (قوت) وما أن أستمعت (نعمة) لذلك الخبر حتى اطلقت زغروتة وشعر الجميع بفرحة كبيرة بعد ترحاب (سيد) بذلك وبدئوا بقراءة الفاتحة كانت (قوت) بالداخل تشعر بفرحة عارمة تغمر قلبها ذاك وظلت تراقب (سراج) من خلف ستار وهى تنظر له هائمة وقالت بنبرة خافتة
-بحبك جوى جوى ياسى (سراچ)
ما أن عاد (سراج) إلى المنزل حتى شعر بسعادة بالغة هو الآخر ووضع يده على قلبه فلم يعد يصدق بعد أن (قوت) بالقريب ستصبح زوجته أبتسم قليلاً وصلى ركعتان شكر لله وهو يشعر بتلك السعادة ٠٠
*****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
دخل ذلك الرجل الذى يعمل لدى (قاسم) ليخبره بأمر خطبة (قوت) شعر الرجل بخوف شديد من رد فعل (قاسم) ولكن ستكون مصيبته أكبر إن لم يخبره بذلك لذا شجع نفسه وطرق باب غرفته ما أن سمع صوت (قاسم) من الداخل
-ادخل
حتى فتح الرجل الباب وتحدث متلعثماً
-ال٠٠ البنت اللى كلفتنى اعرف تحركاتها
نظر له (قاسم) بعدم فهم
-مالها انطـج ؟
-ولد خالتها (سراچ) خطبها عشية
أتسعت أعين (قاسم) من الغل والحقد والأندهاش معاً ثم تقدم نحو ذلك الرجل وأمسكه من جلبابه قائلاً
-بتجول ايه يا زفت الطين انت !!
شعر الرجل بخوف شديد ثم قال
-د٠٠ دى اللى حُصل عشية
ضم (قاسم) قبضة يده ولم يستطع تحمل كمية الغضب التى تملئ قلبه ثم قام بلكم ذلك الرجل وقال
-غور من جداااامى دلوجيتى بدل ما اطخك عيارين
ما أن أستمع الرجل لحديث (قاسم) ذلك حتى فر هارباً  منه بينما ظل (قاسم) يقوم بتحطيم ما يجده أمامه فى الغرفة ثم قال
-مش هستسلم وااصل ٠٠
********************
فى المساء ٠٠
توجه (قاسم) لمنزل مظلم ثم طرق باب المنزل ففتح له الباب شاب يبدو فى عمر العشرون فقال (قاسم) بصوت أچش
-(لواحظ) چو مش إكده ؟
ظل الشاب ينظر ل (قاسم) ببلاهة وبذلته باهظة الثمن التى يرتديها وهز رأسه إيجاباً بخوف فهو لا يصدق أن (قاسم رجب النجار) يقف أمامه ازاحه (قاسم) ببرود جانباً ثم توجه نحو الداخل وظل ينظر بعينه فوجد فراء نمر موضوع على الحائط وبالأركان رؤوس بلاستكية لقط أسود كانت الأضاءة خافتة بلون يختلط بين الأصفر والأحمر يقترب من البرتقالى ثم وجد باب مغلق أمامه علم أن تلك غرفة المدعوة (لواحظ) فتح باب الغرفة بقدمه ووجد امراءة امامه أرتجفت خوفاً حين دخل بتلك الطريقة فقد كانت ترتدى جلباب أسود ومعلق بالعباءة أكثر من مثلث بألوان مختلفة المعروف بأسم (حجاب) أبتسم (قاسم) ببرود على هيئتها الخائفة ثم قال
-ولما اتى مش جد الشغلانة بتشتغليها ليه !!
تلعثمت قائلة
-ا٠٠ اكل العيش مر يا (جاسم) بيه
أبتسم بسخرية ثم جلس بجوارها وقال
-انا عاوزك فى شغلانة لو نفذتيها هديكى 2000 چينه
لمعت أعين (لواحظ) وقالت
-خدامتك يا بيه ٠٠ اللى تجولى عليه هعمله
أبتسم (قاسم) وعرف انه قد نال مراده وظل يقول لها ما يريد أن يخبرها به وما أن انتهى من حديثه حتى قال
-فهَمتى يا ولية يا خرفانة هتعملى ايه ٠٠ ولا اعيده من تانى ؟!
هزت (لواحظ) رأسها بالإيجاب وقالت
-فهمت ٠٠ فهمت يا سعادة البيه
وقف (قاسم) وهندم من ملابسه ثم قال
-يوم ما يُحصل المراد هتلاجى الفلوسات بين يدك
هزت (لواحظ) رأسها بالإيجاب فسار (قاسم) مبتعداً عن ذلك المنزل ٠٠ منزل تلك المشعوذة الكاذبة ٠٠
********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أستيقظت (قوت) لتساعد والداتها وحضرت طعام الأفطار وما أن تناولت الأفطار مع والداها ووالداتها وشقيقها الأصغر الذى يبلغ من العمر خمس سنوات حتى  ذهبت لتحضر الطعام الغداء مع والداتها فنظرت والداتها لها ثم قالت
-يلا عشان تودى الوكل لابوكى فى الغيط
-حاضر يا أمى
أخذت الطعام بعد أن لفته فى قطعة قماش ثم ذهبت حيث يعمل والداها وأعطت له طعام الغداء ٠٠
فى طريق العودة وجدت (لواحظ) أمامها فشعرت (قوت) بالخوف قليلا من منظرها المريب ذاك فهي تعلم هوايتها وترتعب منها من شعرها الأبيض ذاك وجلبابها الاسود المعلق به اكثر من (حجاب) فقالت (لواحظ)
-تحبى اجرالك الكف ؟
نظرت لها (قوت) ببلاهة ثم قالت
-ها !! ٠٠
-اجرالك الكف واشوفلك المكتوب
شعرت (قوت) بالأرتباك ثم قالت
-بس ٠٠ بس انا ممعايش فلوس واصل
-وماله يا بتى !! ٠٠ انتى شكلك بيجول انك غلبانة و انى مش عاوزة منيكي حاچة
لمعت أعين (قوت) بسعادة ثم قالت بفرحة
-بچد ٠٠ بچد يا خالة !!
جلست (لواحظ) على الأرضية ثم قالت
-بچد يا بتى ٠٠ جربى منى جربى
جلست (قوت) بجوار (لواحظ) فمدت (قوت) لها كف يدها فظلت (لواحظ) تنظر لكف يدها ثم قالت وهى تبتسم
-بتحبى ٠٠ بحبى ولد خالتك مش إكده  يا شابة ؟ وأسمه (سراچ)
نظرت لها (قوت) بذهول ثم قالت
-إ٠٠ إيوة يا خالة
بدئت (لواحظ) تتمعن فى كف يدها مرة آخري ثم نظرت لها نظرات مريبة فشعرت (قوت) بتغير وجهها ثم قالت
-ف٠٠ فى ايه يا خالة ؟! متخابيش عليا حاچة واصل
أبتلعت (لواحظ) ريقها ثم قالت
-بتحبيه يا بتى وهو بيحبك بس ٠٠
صمتت وصمتها ذاك جعل (قوت) ترتجف خوفاً فقالت لتحسها على الحديث
-بس ٠٠ بس إيه يا خالة ٠٠
-عيشتكوا يا بتى هتبجى مرار فى مرار ٠٠ لو اتچوزتوا هتفضلوا مبسوطين شوي صغار وبعدين هتظهر واحدة تانية فى حياته هتخطفه منيكي وهو هيسيبك لأچل خاطرها وحياتكوا هتبجى مرة اوووووى وهيعذبك وهيضرُبك مشان خطرها وهيتچوزها عليكى كمان
شعرت (قوت) بالخوف وأرتجفت من الخوف ثم قال بنبرة مهتزة
-ا٠٠ اتى اتى بتجولى ايه مستحيل سى (سراچ) يعمل إكده
هزت رأسها (لواحظ) بعدم رضا ثم قالت
-انا ٠٠ انا جلت اللى عندى يا بتى ٠٠ وانتى خابرة ان حديتى مينزلش الأرض واصل ٠٠ انى خايفة عليكى يا بتى ٠٠ ولاچل ما تتأكدى انتى هتسيبى (سراچ) وفى اليوم اللى هتسيبى فيه (سراچ) يومها بليل هيچيلك عريس مكنتيش تحلمى بيه واصل
ثم تركتها وحيدة وظلت (قوت) على الأرضية تبكى لما قالته تلك العجوز وما أن أنتبهت لمرور الوقت حتى مسحت دموعها ووقفت وركضت تجاه المنزل دخلت المنزل وأسرعت نحو غرفتها وظلت تبكى بشدة وهى لا تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل دخلت عليها (سعاد) وجدتها على تلك الحالة فشهقت ثم قالت
-مالك يا (جوت) ٠٠ حُصل ايه لده كله !! ٠٠ أوعاكى تكونى روحتى بيت (جاسم) بيه مرة تانية
هزت (قوت) رأسها نافية ثم ظلت تخبرها بما أخبرته لها تلك العچوز شعرت (سعاد) بالحزن على حال (قوت) ثم قالت
-لازمن تسيبى (سراچ) ٠٠ (لواحظ) دية بتعرف حاچات اكتييير وكلامها مبينزلشى الأرض واصل
-انتى عاوزنى اسيب سى (سراچ) !! انا بحبه بحبه جوى يا (سعاد)
وضعت (سعاد) يدها على فم (قوت) ثم قالت
-أكتمى خشمك ده يا بت اتى ٠٠ اتى ناسية موضوع امى وانها خلفت الواد بس بعد ما راحتلها
ازدادت (قوت) فى البكاء فتابعت (سعاد)
-إكده ولا إكده (سراچ) چاى باكر مع الخالة (آمنة) والشيخ (رفعت) كلمى (سراچ) بينك وبينه وجوليه
-اجوله كيف بس !!
فشعرت (سعاد) بالضيق من (قوت) ثم قالت
-خيلاص اجعدى اندبى حظك لحد ما تتچوزيه وحيااتك تتجندل يا منيلة
ثم تركتها وخرجت فظلت (قوت) تبكى بشدة على حالها ولا تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل ٠٠
*******************
لم تنم (قوت) طوال الليل وهى تفكر ماذا يجب ان تفعل وفى الصباح بعد أن تناولت الأفطار مع والدايها خرجت من المنزل وهى تسير على أطراف أصابعها ثم ذهبت إلى بيت خالتها وأخذت حجارة صغيرة من الأرض وظلت تلقيها على غرفة (سراج) فما أن سمع (سراج) صوت أرتطام الحجر الصغير بأرضية الشرفة حتى خرج للشرفة وجاءت الحجارة التالية فى جبينه ففرك جبينه من الألم وشعرت (قوت) بالخجل من نفسها فنظر لها ثم قال
-خير
-انزل بسرعة عاوزك فى موضوع ٠٠
شعر (سراج) بأنه سمة أمر غريب فى الموضوع فنزل مسرعاً إليها وما أن وصل حتى قال
-خير يا (قوت) فى ايه ؟!
أبتلعت (قوت) ريقها ثم قالت
-احنا لازمن نسيب بعض يا سى (سراچ)
نظر لها (سراج) وهو لا يصدق ما يسمعه ثم قال
-مش هتبطلى شغل الأطفال ده يا (قوت)
نظرت له وعيناها قد أغروقت بالدموع
-انى بتكلم جد يا سى (سراچ) ٠٠ احنا مش هينفع نتچوز
أنتبه (سراج) لحديثها ثم قال
-ايه اللى بتقوليه ده !!
شعرت (قوت) بالخوف من نبرة صوته ثم قالت
-ا٠٠ انى امبارح شفت (لواحظ) وجرت ليا الكف وجالت اننا مستحيل نكمل مع بعض حياتنا هتبجى عفشة وكلتها مرار ٠٠ وانك هتحب واحدة تانية وتتچوزها عليا وتضرُبنى بسببها وهى كلامها مش بينزل الأرض واصل انى خايفة ع حياتى
ظل ينظر لها (سراج) وهو لا صدق ما يستمعه منها ٠٠

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now