الحلقة السادسة والعشرون

3.4K 114 3
                                    

الحلقة السادسة والعشرون

حك (قاسم) يده فى مؤخرة ذقنه بتفكير وبعد قليل تحدث بهدوء قائلاً
-لاه ٠٠ وهو فى بيته هاخدها منيه ٠٠
-كيف ما تأمر يا سعادة البيه
-ماشى ٠٠ اخف من وشى دلوجيتى
خرج ذلك الرجل بينما أبتسم (قاسم) قليلاً وقال
-هترچعى بيتك يا (جوت) و رچلك فوج رجبتك انا اسيبك بمزاچى محدش يچبرنى ع حاچة واصل
*****************
وصل (سراج) إلى مركز الشرطة وقابل صديقه القديم الذى عندما رأه احتضنه كثيراً وشعر بفرحة عارمة وسعد (سراج) كثيراً لمقابلته ثم جلسا سوياً بالمكتب فتحدث صديقه
-عاش من شافك يا (سراج) ٠٠ فينك يا بنى؟
-اصل رجعت البلد من مدة كده وقاعد هناك يا (فتحى)
-والواد (هارون) عامل ايه ؟
-هو هنا فى مصر
-مبشوفهوش كتييير
-عشان شايل شغل المكتب كله فوق دماغه
-اهاا
-المهم انا عاوزك فى موضوع مهم جداً
-قول يا (سراج)
ظل (سراج) يقص عليه كل شئ يعلمه بخصوص (قاسم) وما فعله واكتشفه الفترة الأخيرة استمع إليه (فتحى) جيداً وعندما انتهى (سراج) من الحديث قال
-انت شاكك فيه ؟
شعر (سراج) بحيرة شديدة ثم قال
-مش عارف بصراحة ٠٠ محتار جداً بس تفتكر ان اللى حكيته طبيعى
اخذ (فتحى) نفس عميق ثم قال
-بص هى العيلة كلها بتاعت (النجار) عليهم كلام كتير بس محدش قادر يمسك عليهم حاجة ؟
-من ناحية
-تجارات غير مشروعة وكده
-وايه تانى ؟
-وفعلاً فى قضايا قتل كتير بتتقفل ضد مجهول فى القرية بتاعتك ٠٠ الموضوع ده من زمان انا عشان ليا اصدقاء هناك عارف الموضوع ده
-وكلهم مخنوقين ؟
-اكترهم ٠٠ خصوصاً الفترة الأخيرة ٠٠ بس انا شايف ان موضوع البنت الممرضة ده كويس وممكن يساعدنا
عقد (سراج) حاجبيه ثم قال
-مش فاهم ؟
-ممكن تتجوزه فعلاً وتبقى مرشدة لينا
وقف (سراج) بأنفعال شديد ثم قال
-(قمر) مش هتجوزه يا (فتحى) مهما حصل ٠٠ فااهم ؟!
شعر (فتحى) بأهتمام صديقه بتلك الفتاة لذا قال
-طب اهدى مفيش حاجة ٠٠ ممكن متجوزوش ممكن تتخطب ليه بس واكيد وهى مخطوبة ليه ممكن يتقابلوا كتير وتبقى برده مرشد لينا وتحاول تقولنا ع تحركته اول بأول
ضم (سراج) قبضة يده ثم قال
-لااااا ٠٠ قلت لااااا ولما تضيع واحدة زى (قمر) لو قعدت مع (قاسم) لوحدهم معتقدش انه هيحصل خير ابداً
-متقلقش يا (سراج) هنبقى حاطين ليها ميكرفون واى شئ خطأ هدخل رجالتى فى الوقت المناسب اكيييد مش هسيبها كده هو بس كل المطلوب منها اننا هنديها ميكرفون تحطه فى تليفون البيت عنده وانا هقولها تركبه ازاى متقلقش خالص ٠٠ هى بس هتقنعه انها موافقة وزى ما قلت اهلها لسه ميتين ده مبرر كويس جداً لتأجيل الجواز
-واشمعنا (قمر) اللى تعمل كده ليه متجبش اى واحد من عندك
-عشان هو عاوز (قمر) وهيثق فيها ٠٠ وعاوز تحط شئ فى دماغك لازم تعرف ان سواء (قمر) وافقت او لا ع جوازها من (قاسم) ٠٠ (قاسم) خلاص حطها فى دماغه يعنى مش هيسيبها فبالعكس انها تديله امل بالجواز احسن من انها تقوله لا هيكون رد فعله مش خير ابداً
زفر (سراج) بضيق فتابع (فتحى)
-متقلقش مش هنسيب (قمر) يجرالها حاجة ٠٠ وانا مسئول عن ده
-ماهو مش معقول تدخل البوليس ٠٠ كده هنبقى بنفضح نفسنا
-ممكن اشتت الأنتباه مش اكتر ٠٠ ده شغلى يا (سراج) وانا عارف انا بعمل ايه
هز (سراج) رأسه بالإيجاب وهو متردد ٠٠
*****************
عاد (سراج) مساءاً إلى الڤيلا التى يعيش فيها وطلب من (هارون) أن يأتى له شعر (سراج) بالجوع فلم يتناول الطعام منذ الصباح دخل إلى المطبخ وفتح المبرد  وجد جبن وبيض بدء فى إعداد الطعام له ولكن استمع إلى صوت أحدهم يطرق باب المنزل فخرج من المطبخ ليفتح الباب وجد (هارون) أمامه فوضع (هارون) الحقيبة التى بيده على الأرض ثم أحتضنه بشدة وقال
-وحشتنى اوى
-وانت كمان يا حبيبى ٠٠ تعالى ادخل كل معايا
اخذ (هارون) الحقيبة مرة اخرى وقال
-بتاكل ايه ؟
-لا متحلمش كتير ده جبنة وبيض
-طب سيبك سيبك اصل خالتك (هدى) ام (هارون) يعنى بعتالك محشى وفراخ عاملهم مخصوص ليك ٠٠ بالك انت انا لو كان ليا اخت بس غير (سوسن) طبعاً كانت لازقتها فيك
ضحك (سراج) بشدة ثم قال
-واشمعنا (سوسن) لأ يعنى
-اصل البت يا عينى متعقدة اخوها عامل زيك كده هيبقى اخوها وجوزها دى تموت فيها
لم يستطع (سراج) منع نفسه من الضحك ثم قال
-طب ادخل ادخل
دخلا المطبخ سوياً ووضعوا الطعام  على الطاولة وجلسوا وبدئوا فى تناول الطعام لاحظ (هارون) شرود (سراج) وانه لا يهتم كثيراً بتناول الطعام
-مالك يا بنى فى ايه ؟ شكلك مضايق
ظل (سراج) يقص عليه كل شئ بخصوص (قمر) و (قاسم) وأمر (فتحى) أيضاً ظل (سراج) يحكى كثيراً محاولاً تبرير خوفه وقلقه على (قمر) بأنها مسئولة منه وهى صغيرة فى السن طائشة لا تعرف ان تتحكم فى قرارتها وتتخذها بطريقة صحيحة فنظر له (هارون) غير مصدقاً لما يقوله وقال بهدوء
-تبريرك الكتير ده ملوش غير معنى واحد
ارتبك (سراج) قليلاً ثم قال
-ت٠٠ تبرير ايه انا بوضح ليك الصورة من جميع الجوانب و ٠٠
قاطعه (هارون) قائلاً بخبث
-مش عيب انك تهتم بواحدة بتشتغل عندك برده ده شئ طبيعى و ٠٠
قاطعه  (سراج) قائلاً
-بس (قمر) مش شغالة عندى ٠٠ انا اللى محتاج ليها ٠٠ ا٠٠ اقصد امى
ابتسم (هارون) ثم قال
-بص يا (سراج) انا شايف انك تعمل اللى (فتحى) قال عليه ٠٠ وخد بالك ده هيساعد فى القضية اللى رافعنها على (قاسم) وان (قوت) تقدر تطلق بسهولة جداً وساعتها بقى حدد مشاعرك ملك للماضى ولا الحاضر
-(قوت) مسئولة منى ولا يمكن اتخلى عنها ٠٠ انا وعدتها
-طب مافى حل حلووو اتجوزهم هما الاتنين ٠٠ شايف حلولى احلى من كده مفيش
هز (سراج) رأسه بأسى ثم قال
-يا (هارون) متهزرش انا بتكلم بجد
-هو انت هتبقى اول واحد اتجوز اتنين ٠٠ مانا مش فاهمك بصراحة يا (سراج) ماهو يا تحدد انت عاوز ايه يا تتجوز الاتنين وريحنى من الهم ده
-جواز الاتنين ماهوش حاجة سهلة كده زى مانت فاهم ربنا قال( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) وده بس لو حسيت بس انك خايف انك متعدلش فخلاص يبقى حرام عليك تتجوز اكتر من واحدة تخيل الموضوع مش سهل كده ده لو زوجة واحدة حسيت انك مفرق فى المعاملة بينها وبين التانية خلاص كده هتقابل ربنا وانت نصك مايل
ابتلع (هارون) ريقه ثم قال
-وانا مالى يا عم انا الحمد لله (حكمت) مالية عينى ٠٠ انت اللى عينك فارغة ويندب فيها رصاصة
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-فى واحدة فيهم انا بحبها والتانية احساس بالمسئولية وصدقنى مش عارف احدد مشاعرى وانى فيهم اللى بحبها وانى فيهم اللى مسئول عنها
-يبقى متستعجلش
ثم فتح حقيبته واخرج علبة من الشيكولا وقال
-اديها لحبيبتى ٠٠ جايبهالها مخصوص ٠٠ اوعى تنسى ٠٠ ما تخليك جدع يا (سراج) واقعد انت هنا يومين وانا اخد بالى منهم كلهم
رفع (سراج) حاجبه وقال
-انت عبيط يالا
-خلاص يا عم انا عارف انك هترفض اصلاً ٠٠ انا عاوز اتجوز بقى ٠٠ عاوز اتلم انا وهى فى بيت
ضحك (سراج) ثم قال
-لما اسافر هكلم ماما ونحدد فرحكوا بأذن الله
-بجد ؟
-ايوة ٠٠ انا مش عارف (حكمت) بتحب فيك ايه اصلا
-انت ايش فهمك انت
-طب يلا اطلع نام فى اى اوضة وانا هنام
-اوضة (حكمت) طبعاً ٠٠ وانا اقدر انام فى اوضة غيرها
ضحك (سراج) كثيراً وتمتم قائلاً
-ربنا يصبرك يا (حكمت)
*******************
فى ظهيرة اليوم التالى شعرت (قمر) بالحنين إلى صوت عمها ومعرفة اخباره أقتربت من هاتف المنزل وقامت بالأتصال اتى صوت عمها ضعيف
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ٠٠ ازيك يا عمو وحشتنى اوووووى
-(قمر) !! وحشتينى اوووووى يا بنتى انتى فين ؟ّ هترجعى امتى ؟
تنهدت (قمر) بأسى ثم قالت
-غصب عنى يا عمو ٠٠ مش بمزاجى إن شاء الله انا لو عليا عاوزة ارجع وسطيكوا بس انت عارف دين والدى الله يرحمه نفسى اسدده وهنا بصراحة بيدفع ليا فى الشهر مبلغ كويس جداً اول ما اسدد دين والدى هرجع المستشفى المدير كاتبلى ع اجازة هرجع اشتغل فيها ومعدتش اشتغل فى اى بيت تانى
فى ذلك الوقت كان (سراج) قد وصل واستمع لكلماتها الأخيرة ابتلع ريقه وشعر بالضيق قليلاً ولكنه لم يصدر أى صوت فتابعت (قمر) قائلة
-وحشنى بابا اوووى يا عمو ٠٠ عمرى ما تخيلت انى هعيش لوحدى كده ٠٠ الحياة من غيره صعبة اوووى
ترقرت الدموع فى عينيها ثم تابعت
-(أنور) كمان وحشنى يا عمو ٠٠ بس تعرف حلمت بيه يا عمو شكله مبسوط هو كان طيب اووووى يا عمو وكل الناس كانت بتحبه ٠٠ دايماً بدعيله وانا بصلى
-ربنا يرحمه يا بنتى ٠٠ وابقى طمنينى عليكى دايما
مسحت (قمر) دموعها ثم قالت
-حاضر يا عمو ٠٠ خلى بالك ع نفسك ٠٠ لا إله إلا الله
-سيدنا محمد رسول الله
أغلقت (قمر) الهاتف وإلتفت لتجد (سراج) أمامها فأنتفضت رعباً تنهد هو قليلاً ثم قال
-ازيك يا (قمر) ؟
-ب٠٠ بخير الحمد لله
هز رأسه بتفهم فشعرت (قمر) بتوتر كبير فقال (سراج)
-انتى مضايقة عشان قاعدة معانا هنا ؟
علمت (قمر) أنه أستمع إلى حديثها مع عمها فأبتلعت ريقها ثم قالت
-اطلاقاً ٠٠ انتوا بتعاملونى احسن معاملة ٠٠ بس ٠٠ بس محدش بيرتاح غير فى بيته كده ولا إيه ؟
ابتسم (سراج) قليلاً ثم قال
-عاوز اتكلم معاكى بخصوص موضوع (قاسم) ٠٠ اقعدى يا (قمر)
جلست (قمر) بجواره على الأريكة وظل (سراج) يسرد لها ما اتفقا عليه مع (فتحى) وان (قاسم) متورط بأعمال غير مشروعة وانها هكذا ستعمل مع الشرطة ثم انهى حديثه قائلاً
-انا شايف انك مش حابة الموضوع ده فانا ممكن اكلم (فتحى) يشوفوا حد غيرك ٠٠ اصلا مينفعش تروحى ل (قاسم) انتى متعرفيش تعملى كده و ٠٠
قاطعته (قمر) بثقة قائلة
-مين قال كده !! ٠٠ لا خالص انا مبسوطة جدا ومرحبة بالفكرة ٠٠
ثم وضعت قبضة يدها على وجنتها قائلة وهى تحركها
-بس تفتكر اروح اقوله انا موافقة عليك !! ٠٠ ولا انزل اتمشى واكيد هو هيعرف ويجى يسئلنى تانى اوصلها ليه ازاى انى موافقة
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-هو ده اللى فارق معاكى !!
-مش عشان الخطة تبقى ماشية تمام
-انتى مجنونة !! وهتروحى بيته بحجة ايه يا متخلفة ٠٠ انتى عارفة يعنى ايه تبقى مع الحيوان ده لوحدكوا
-متستقلش بيا انا ب 100 راجل ٠٠ وبعرف اتعامل كويس مع رجالة زى (قاسم) وانيل
احمر وجه (قاسم) غضباً ثم قال
-ازاى يعنى ؟
-انا كنت ساكنة فى حارة شعبية و كنت بتعرض لمضايقات كتير وانا رايحة من المدرسة وراجعة منها وضربت واحد بالجزمة قبل كده
هز (سراج) رأسه بأسى
-مش بقول لسه عيلة وانتى فكرك (قاسم) زى دول
-انت اللى شكلك طيب مادام نوى انه يتجووز وعارف انى موافقة عليه مش هيعمل حاجة غصب عنى
-بس ده مش كفاية
-انت ليه بتخوفنى ٠٠ انا بعرف اتصرف متقلقش
ادار (سراج) وجهه الجهة الآخرى ثم زفر بضيق فزمت هى شفتاها بضيق
-انا طالعة لطنط ٠٠
ثم تابعت بصوت منخفض
- كل ما تشوفنى تعوج وشك كأنك شفت عفريت
لم يستمع (سراج) لما تقوله فقال
-بتقولى ايه انتى !!
-مبقولش
وتوجهت نحو الدرج فقال ليوقفها بصوته
-(قمرررر)
توقفت (قمر) وإلتفت له فتطلع إلى وجهها ونهض عن مقعده واقترب منها فشعرت (قمر) بتوتر كبير فلم تعتاد ان (سراج) ينظر لها مباشرة هكذا ثم قال
-(قمر) ٠٠ انتى متأكدة انك تقدرى ؟
شعرت بتوتر بالغ ولكنها هزت رأسها بالإيجاب فعض شفتاه بضيق ثم قال
-خلى بالك من نفسك ٠٠ لو حصل اى شئ لازم تبلغينى اى كلمة يقولها ليكى (قاسم) لازم تقوليها ليا
هزت رأسها بالإيجاب ثم اسرعت لتصعد الدرج وظل هو ينظر لها حتى اختفت عن انظاره ظل شارداً قليلاً حتى شعر بمن يراقبه فأنتقل بنظر نحو اليسار ليجد (قوت) كانت تراقبه ويبدو انها كانت تشاهد كل ما حدث ابتسم (سراج) ثم صعد واقترب منها وهو يقول
-ازيك يا (قوت) ؟
-كويسة
-اسمها الحمد لله حتى لو مضايقة او مخنوقة
عقدت يدها نحو صدرها وقالت
-شكراً يا سى (سراچ) جوى
ثم اتجهت نحو غرفتها فتحدث (سراج) بضجر
-فى ايه يا (قوت)
توقفت (قوت) عن السير وإلتفت له لتقول بغضب
-ات شايف ان اللى بيحُصل ديه عادى !!! ٠٠ وجوفك مع (جمر) كل شوية ده شئ طبيعى
ارتبك (سراج) قليلاً ثم قال
-ا٠٠ انا بس بكلمها عن موضوعها هى و (قاسم)
هزت (قوت) رأسها بالإيجاب بسخرية قائلة
-مفهوم ٠٠ مفهوم
-يا (قوت) اسمعينى كويس وافهمى ٠٠ انتى فاهمة يعنى ايه واحدة تروح ل (قاسم) ٠٠ انتى عشيتى مع (قاسم) واكيد عارفاه اكتر منى
أمسكت (قوت) رأسها ثم قالت
-انى زهجت حجيجى من (جمر) ومن (جاسم) ومبجيتش افكر إلا فى شئ واحد بس بجيت افتكر كلام (لواحظ) ليا من زمان ان فى واحدة هتاخدك منى بجيت اتخيل انها (جمر) طول الوجت ٠٠ انت ما بتشوفيش نفسك ومبجتش عارفة الافكار ديه بتچيلى ليه
ظل (سراج) متسمراً مكانه لا يصدق ما سمعه منها للتو ثم قال بإنفعال شديد
-بعد كل اللى حصل ده يا (قوت) ولسه بتفكرى فى كلام (لواحظ) صدقينى انا اللى مش عارف اقولك حاجة
ثم تركها وتوجه نحو غرفتها وصفع باب الغرفة بقوة بينما شعرت (قوت) بإنها تريد البكاء بشدة لم تشعر بنفسها إلا وهى تركض نحو غرفته ظلت تطرق باب الغرفة بقوة وهى تقول
-(سراچ) ارچوك اسمعنى ٠٠ انى خايفة انى تعبانة
بچد ٠٠ انى بتكلم امعاك بصوت عالى بجولك ع مخاوفى بدل ما تطمَنى بتسبنى وتمشى
فتح (سراج) الباب وتحدث بغضب
-انا مش عاوز اسمع صوتك يا (قوت) ٠٠ صوتك بقى ينرفزنى بجد ٠٠ واحنا مش عايشين لوحدنا ٠٠ اتفضلى روحى اوضتك
لم ينتظر ردها صفع الباب بوجهها بينما جلست هى على الأرضية امام باب غرفته وهى تبكى بشدة نعم فكل مرة تخسره بسبب تفوهها بالترهات والخرافات ٠٠
******************
فى مساء اليوم التالى استعد (رأفت) لمقابلة (دلال) أرتدى بذلة سوداء وقام بتمشيط شعره وهو ينظر للمرآة شعر بالرضا عن مظهره ثم قرر الذهاب إلي حفلة عيد مولدها أستقل سيارة آجرة وبعد نصف ساعة كان أمام منزلها دلف للداخل ووجد أعدادات كثيرة لحفل مولدها الكعك على طاولة كبيرة والزينة والبالونات معلقة فى كل مكان تقريباً والكثير من المدعويين وجدها تقف مع الكثير من زميلاتها فأقترب ببطئ شديد ما أن لاحظت (دلال) أقتراب (رأفت) حتى تركت زميلاتها واسرعت نحوه وهى تقول
-ايه المفاجاءة الحلوة دى
أبتسم (رأفت) بخبث ثم قال
-مش احلى من فستانك ولا تسريحتك
وضعت (دلال) يدها على شعرها بزهو ثم قالت
-اخدت بالك
-ومين مياخدش باله منك وانتى موجودة ؟
شعرت (دلال) بسعادة شديدة من اطرائه ذلك فقدم لها علبه متوسطة الحجم وقال
-كل سنة وانتى طيبة
قامت (دلال) بفتح العلبة وجدت ساعة قيمة فأبتسمت قليلا ثم قالت
-وااااو تجنن يا (رأفت)
ثم أمسكت يده بدون خجل وقالت
-تعالى نرقص يلا
لم تعطى له فرصة على الحديث حتى أخذته إلى ساحة الرقص لترقص فى تلك الأثناء دخلت (سوسن) مع (هارون) وهى تشعر بسعادة كبيرة لأنها فى الحفل ظلت تبحث بعينيها عن (دلال) حتى وجدتها فى ساحة الرقص ترقص مع أحدهم قالت ل (هارون)
-هروح اسلم عليها وجاية
-ماشى يا حبيبتى
اقتربت من (دلال) حتى اعطت لها ظهرها لتتفاجئ بوجود (رأفت) أمامها فتوقفت عن الحركة دون ارادتها ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now