الحلقة العاشرة

4K 132 2
                                    

الحلقة العاشرة

ما أن وجدت (سوسن) (سراج) أمامها حتى قالت وهى تلهث
-إلحقنى ٠٠
ثم آشارت بعيداً نحو ذلك الشاب الذى يسير خلفها
-عاوز يرقص معايا غصب عنى
شعر (سراج) بغضب شديد ثم جعل (سوسن) تقف خلفه وتقدم نحو الشاب وأمسكه من تلابيب قميصه ثم قال
-انا هعمل أعتبار للحفلة ومش ههزقك قصاد الناس لكن لو لاقيتك قربت منها تانى او من اى واحدة تانية مش هرحمك
هز الشاب رأسه بذعر فأبعد (سراج) يده وهو مشمئزاً من ذلك الشاب ثم إلتف (سراج) ل (سوسن) وهو يقول
-ورايا ٠٠
سارت (سوسن) خلفه بينما تابعت ذلك المشهد (قوت) بأعين مشتعلة غيظاً من تلك الفتاة التى بجواره ويسير معها هكذا أمام الناس فليس من عادة (سراج) أن يتحدث إلى الفتيات الغرباء اذاً تلك ليست غريبة أقترب منها (قاسم) فقد تابع المشهد منذ البداية ثم قال بسخرية
-شكله نسيكى وحب چديد
نظرت له (قوت) وشعرت بالخوف قليلاً وأرتدت للخلف فأبتسم (قاسم) ثم قال
-تعالى نرجص
أجابت (قوت) ببلاهة
-ها !!
أمسك (قاسم) ذراعها بقوة ثم قال
-لو فاكرة انى هسيبك ليه كده !! ٠٠ اتى غلطانة اتى ملكى ولازم تفهمى ده كويس
ثم قام بسحبها نحو ساحة الرقص ٠٠ فى تلك الأثناء  تحدث (هارون) إلى (حكمت) قائلاً
-عارفة انى بحب اشوفك دايماً مبسوطة
شعرت (حكمت) بالخجل ثم قالت
-وبعدين وياك ٠٠ ده انا بجول عليك محترم ومؤدب
-وهو انا قلت حاجة ٠٠ انتى عارفة كويس يا (حكمت) انى بحبك ومش بحبك وبس انا مجنون بيكى كمان
أحمر وجه (حكمت) كثيراً وصمتت وعادت خطوة للخلف وهى خجلة وكادت أن تصطدم بشاب حتى لحقها (هارون) وأمسك يدها مسرعاً فأصطدمت هى بصدر (هارون) الذى قال
-خلى بالك كنت هتخبطى فى واحد
ولم تلبث أن عادت للخلف مسرعة حتى أتى (سراج) ووجه يحمر غضباً وقال بصوت مرتفع قليلاً
-ايه اللى بيحصل هنا ؟
شعر (هارون) بالخوف قليلاً فقالت (سوسن) ببلاهة
-يخرب بيتك بقى هو ينقذنى بارة من واحد بيضايقنى وانت هنا بتحضن اخته
أرتفع حاجب (حكمت) بينما قال (هارون) بضيق
-بحضن ايه يا هبلة انتى ٠٠
فقال (سراج) مقاطعاً إياه بغضب واضح
-انا عاوز افهم ايه اللى حصل؟
تلعثمت (حكمت) ثم قالت
-م٠٠ مفيش حاچة حصلت انا بس كنت هرچع لورا وكنت هخبط فى واحد بس هو لحجنى جبل ما اخبط فيه
صمت (سراج) قليلاً ولكنه كان يشعر بالضيق فقال (هارون)
-يعنى معقول هعمل كده يا (سراج) ؟
ضحكت (سوسن) ثم قالت
-لا مش معقول واحد زيك اهبل يعمل كده
صر (هارون) على أسنانه بينما لم يستطع أمساك (سراج) نفسه من الضحك فتحدث (هارون) بغيظ
-عجبتك اوووى دى ؟
-جداً بصراحة
فزم (هارون) شفتاه ثم قال
-ومين ده يا هانم اللى كان بيضايقك
زفرت (سوسن) بضيق عندما تذكرت ذلك الشاب وقالت
-واحد غتت عاوز يرقص معايا بالعافية
فشعر (هارون) بالغضب ثم قال
-فين ده ورهونى ؟
فتحدث (سراج) قائلاً
-خلاص يا بنى وانا هخلى أى حد يقرب منها برده
هز (هارون) رأسه بتفهم فتثائبت (سوسن) ثم قالت
-انا مش قادرة عاوزة انام يلا نروح بقى يا (هارون)
نظر (هارون) إلى (حكمت) فرأها على برودها ذاك لا تشعر بأى شئ فشعر بالضيق ولكنه ظل ينظر إلى عينيها التى تأسر قلبه دوماً بينما وجد (سراج) (قوت) ترقص مع (قاسم) خجلة من أن تنظر ل (سراج) فتلاشت نظراته تلك بينما كان (قاسم) يتلذذ وهو يجد (سراج) يتألم فشعر (سراج) بغضب شديد وقال
-انا من رأيى يلا نمشى من هنا
هز (هارون) رأسه بتفهم ثم توجه كلاً منهم نحو سيارته فقالت (سوسن) إلى (حكمت)
-انا هجيلك بكرة إن شاء الله اقعد معاكى ٠٠ اصلى حبيتك اوووى هخلى (هارون) يجبنى
أبتسمت (حكمت) وقالت
-وانا فى انتظارك
شعر (هارون) بالغضب فها هى (حكمت) لا تهتم له ولا بمشاعره مسك رأسه ثم قال
-يلا نمشى ٠٠ يلااااا
*******************
ما أن وصل (قاسم) مع (قوت) منزلهم بعد أنتهاء الحفلة حتى  نظر لها وهو يبدل ملابسه ووجدها على حزنها ذاك منذ أن رأت (سراج) فأبتسم بسخرية ثم قال
-واتى فاكراه هيعيش على ذكراكى و لا إيه يا مخبلة
نظرت (قوت) فى أعين (قاسم) وهى لا تفهم لما يتحدث معها هكذا حتى انه لا يغار من مشاعرها الدفينة تجاه (سراج) فقالت بإنفعال
-لما ات مبتحبنيش إكده ٠٠ ما تسبنى وحل عن سماي بجى
ضحك (قاسم) بشدة ثم قال
-ضَحكتينى چداً يا مخبلة اتى
ثم أقترب منها ولوى رسغها بقوة ثم قال
-واتى مفكرة لما انى اسيبك هو هيچرى وراكى من تانى ٠٠ تبجى بتحلمى يا (جوت) اتى خلاص اتچوزتى وخلَفتى هيبدء حياته مع واحدة زيك لييه ٠٠ اعجلى يا بت الناس واعرفى أن دى عيشتك
ثم ترك رسغها بحدة لتهوى هى على الفراش وتقوم بدلك رسغها ثم تقول
-ات مبتحبنيش يا (جاسم) ٠٠ ات لو مهتم وبيا وبتخاف عليا مش هتخلينى بلبس لبس زي إكده وابجى فرچة لكل الرچالة هناك
-اتى مش هتعلَمينى اعمل ايه ومعملش ايه ٠٠ وبعدين مش ديه اللبس اللي  كتى بتحبى تلبسيه
ثم أتجه نحو الفراش وقال بغضب
-نامى نامت عليكى حيطة ٠٠
ثم تركها ودثر نفسه بالفراش فظلت (قوت) تبكى بجانبه على حالها خائفة ان تصدر صوت وينهال عليها بالضرب كما أعتاد ٠٠
*********************
فى ظهيرة اليوم التالى فى بقعة آخرى فى مصر تحديداً فى حى شعبى داخل عقار قديم طرق أحدهم باب شقة فتوجهت فتاة فى سن الثامنة عشر لتفتح باب المنزل كانت تمسح الشقة ويبدو عليها الأرهاق ترتدى بيچاما تشمر بنطالها ولكن البنطال فى القدم اليسرى كان مرفوع أكثر من اليمنى مسحت جبهتها بأعلى يدها ثم فتحت الباب وما أن فتحته حتى شهقت وصرت على أسنانها بغيظ شديد وقالت وهى تضع يدها فى خصرها
-ايه اللى جابك يا (أنور) ؟! انت عارف ان عمك مش هنا
نظر (أنور) لها هائماً ثم قال
-عارف بس جاى عاوز اشوفك يا (قمر) ٠٠ وحشتينى
حاولت (قمر) أن تدارى خجلها ذاك التى تشعر به وأن تظهر قوية كما اعتادت وقالت
-لو ممشاتش يا (أنور) دلوقتى انا هقول لعمك ٠٠ كلها نص ساعة وجاى وشوف بقى هيعمل فيك ايه
فسند (أنور) ذراعه على باب الشقة ثم قال
-يرضيكى يا (قمر) يعنى حبيبك (أنور) يتخرشم ؟!
كتمت (قمر) ضحكتها ثم أغلقت الباب مسرعة فى وجهه وقالت من خلف الباب
-امشى من هنا بلاش فضايح ٠٠
ضحك (أنور) ثم قال
-ماشى ماشى ٠٠ انا هكلم عمى وكلها اخر الشهر واتجوزك وابقى ورينى هتهربى منى ازاى
شعرت (قمر) بالخجل ثم تحسست وجهها وقالت
-امشى بقولك
أبتسم (أنور) ثم تركها وأنصرف بينما هى وضعت يدها على قلبها وهى تشعر بالخجل فهى تعد الأيام والليالى من أجل أن تتزوج (أنور) ٠٠
*****************
وصلت (سوسن) إلى منزل (سراج) ورحبت بها (آمنة) كثيراً ثم اخذتها (حكمت) معها فى غرفتها ليتحدثوا معاً ما أن جلسا الفتاتان على فراش (حكمت) حتى نظرت لها (سوسن) ثم قالت وهى تملس على شعر (حكمت) البنى الناعم
-يا خراابى لو (هارون) شاف شعرك ده !! ٠٠ مش هيتحتح من مكانه ولا هيروح شغل
شعرت (حكمت) بالخجل ثم قال
-عيب إكده يا (سوسن)
أبتسمت (سوسن) ثم قالت وهى تنام على فراش (حكمت)
-بذمتك لو مكنتيش تعرفى انى اخته كنتى سبتينى اكلمك كده عادى
شعرت (حكمت) بالخجل ثم قالت
-ايه اللى بتجوليه ده !! ٠٠ طبعا كنت هكلمك عادى
-كدابة يا (حكمت) !!
شعرت (حكمت) بالحزن على حالها ثم قالت
-هيتحملنى جد إيه يعنى ؟! وبعد إكده يعايرني بعاهتى
اعتدلت (سوسن) من مكانها ثم رفعت أحد حاجبيها وقالت
-عاهة !! ٠٠ انتى مكبرة الموضوع اوى يا (حكمت) ٠٠ (هارون) بيحبك طب ياريت انا اشوف حد بيحبنى زى (هارون) كده مكنتش فرطت فيه ابداً
تحدثت (حكمت) بهدوء وقالت
-انتى طيبة اووووى يا (سوسن)
-طب اعترفيلى ع الاقل ٠٠ معجبة بيه حتى ؟!
هزت (حكمت) رأسها بأسى وأبتسمت قليلاً فصفقت (سوسن) بيدها ثم قالت
-يبقى بتحبيه ٠٠ اصلاً (هارون) يتحب ده چانتى خاالص
ضحكت (حكمت) ولم تعلق وظل الفتاتان يتحدثان فى آمور شتى حتى اتى موعد الغداء فأصرت (سوسن) ان تتناول (حكمت) طعام الغداء معهم  كى تستمع لصوت (هارون) ربما تلين له وتوافق على الزواج منه لم تجادلها (حكمت) كثيراً فأرتدت ملابسها لأنها ترغب بالجلوس مع (هارون) ٠٠
ما أن هبطوا بالأسفل وأشتمت (حكمت) العطر الخاص ب (هارون) حتى أبتسمت ثم قالت دون وعى
-ازيك يا (هارون) ؟
رفع (سراج) حاجبه لشقيقته وهو لا يصدق انها علمت بوجوده من تلقاء نفسها بينما نظر (هارون) ببلاهة إلى (سراج) تارة و (سوسن) تارة آخرى ثم قال بصوت منخفض
-بتكلمنى انا !!
كتم كلاً من (سراج) و (سوسن) ضحكاتهم فقطبت (حكمت) حاجبيها ثم قالت
-هو مش موچود ولا إيه ؟
فتحدث (هارون) مسرعاً
-انا بخير يا انسة (حكمت) ازيك انتى ؟
أبتسمت قليلاً ثم قالت
-الحمد لله
شعرت بالخجل فتحدث (سراج) قائلاً
-انا هنا ع فكرة
ابتلعت (حكمت) ريقها ثم قالت
-ا٠٠ انا هروح اجعد ع السفرة
وأمسكت يد (سوسن) ليذهبوا سريعاً نحو المائدة فنظر (هارون) إلى (سراج) ببلاهة
-اختك قالتلى ازيك يا (سراج) ؟ انا بحلم مش كده ؟
فصفعه (سراج) صفعة بسيطة على وجنته لكى يستفيق فوضع (هارون) يده على وجنته ثم قال
-كتر خيرك
فأبتسم (سراج) ثم ذهب تجاه المائدة وتبعه (هارون) ٠٠
**********************
بينما كانت (قمر) قد انتهت من تنظيف المنزل فعاد  والداها  من الخارج ووجد المنزل مرتب فأبتسم قليلاً ثم قال
-(قمرررر)
اتت (قمر) على وجه السرعة ثم قالت
-ا٠٠ ايوة يا بابا خير ؟
فأمسك والداها يدها ثم جعلها تجلس على أريكة بالجوار وجلس بجوارها وقال
-الواد ابن عمك المجنون ده كلمنى دلوقتى حالاً وقعدنى ع القهوة تحت وقال ايه عاوز الجواز يبقى ع اخر الشهر ده
شعرت (قمر) بالخجل ثم قالت
-ب٠٠ بجد ؟ ٠٠ ا٠٠ اقصد اللى تشوفه يا بابا
ابتسم والداها ثم قال
-يا سلااام ٠٠ عاملة فيها مكسوفة
-يووووه بقى يا بابا
فأبتسم والداها ثم قال
-انا يهمنى راحتك وسعادتك ٠٠ موافقة يا حبيبتى ؟
وضعت (قمر) شعرها خلف اذنها ثم قالت
-اللى تشوفه يا بابا
ابتسم والداها ثم قال
-يبقى على خيرة الله جوازكوا اخر الشهر
تضاربت وتسارعت دقات قلب (قمر) وشعرت بسعادة لم تكن تشعر بها من قبل ٠٠
*********************
مر أسبوع لم يحدث به أى شئ غير أن علاقة (سوسن) و (حكمت) توطدت كثيراً ٠٠
بينما كانت (قوت) تشعر بالحزن كلما تذكرت قرب (سراج) من فتاة الحفلة كانت الغيرة تنهش فى قلبها ٠٠
أما عن (قمر) فكانت تنتظر بفارغ الصبر نهاية الشهر كى تتزوج هى و (أنور) وتعد الأيام بفارغ الصبر ٠٠
و (رأفت) كان يفكر بطريقة يجبر بها (سراج) أن يتزوج من (حكمت)  ٠٠
جلست (سوسن) بجوار (حكمت) فشعرت بملل شديد فوجهت حديثها إلى (حكمت)
-انا حاسة بملل اووووى يا (حكمت) ما تيجى نعمل اى حاجة تعالى نخرج مثلاً نروح النادى نشم هوا
هزت (حكمت) رأسها نافية ثم قالت
- انتى عارفة انى مبحبش اخرج
زفرت (سوسن) بضيق ووضعت يدها على وجنتها فتحدثت (حكمت) قائلة
-طب ايه رأيك بقى انزل اعملك كيكة بعرف اعملها
نظرت لها (سوسن) وهى لا تصدق
-بجد ؟! بتعرفى تعمليها
-ايوة ٠٠ بس انتى تاخدى بالك من التسوية
-يا سلااام تؤمري
أبتسمت (حكمت) ثم ذهبت الفتاتان إلى المطبخ وبعد أن جهزت (حكمت) كل ما تحتاجه بمساعدة (سوسن) بدأت (حكمت) فى اعداد الكعكة  وما  أن انتهت حتى وضعتها داخل  الفرن ثم جلست الفتاتان يتسامرن فى تلك اللحظة دخل (رأفت) عليهم حين رأته (سوسن) شعرت بالخجل لم ينتبه لها (رأفت) ووجه حديثه إلى (حكمت)
-ازيك يا (حكمت) ؟ّ عاملة ايه دلوقتى ؟
أبتسمت (حكمت) ثم قالت
-أزيك يا (رأفت) اخبارك ايه ؟
-الحمد لله بخير طول مانتى بخير
ما أن علمت (سوسن) ان ذلك هو (رأفت) حتى مطت شفتاها بضيق فدائماً ما كان (هارون) يقص عليها انه شاب سئ الأخلاق ولكنها وجدت (حكمت) تتحدث معه بتلقائية فشعرت بالحزن على حالها لأنها لا تعرف أن تميز الجيد من القبيح فتحدث (رأفت) قائلا
-اومال فين مرات عمى ؟
اجابت (حكمت) بهدوء
-نايمة
فنظر (رأفت) إلي تلك الفتاة الجالسة بجانب (حكمت) وزفر بضيق فقد كان يريد محادثتها بمفردها فنهضت (سوسن) وقالت
-انا هتصل بالمكتب اشوف (هارون) جاى ياخدنى امتي
-ماشى حبيبتى
اتجهت (سوسن) نحو الخارج واتجهت للهاتف لتخبر (هارون) ما أن اجاب عليها حتى قال
-الو
-(هارون) الحق ٠٠ الواد ابن عمها الغلس جاه هنا تعالى بسرعة قاعدين لوحدهم فى المطبخ ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now