الحلقة العشرون

3.4K 117 20
                                    

الحلقة العشرون

صمت (سراج) للحظات ولكنه نظر إلى (هارون) وجده يحرك كتفاها بلا مبالاة فهز (سراج) رأسه بالإيجاب ثم قال
-متهيئلى المفروض اقولها وهى تقول رأيها
هز الشاب رأسه بالإيجاب ثم قال
-وانى منتظر الرد
أبتسم (سراج) أبتسامة بسيطة ثم ودع ذلك الشاب وجلس بالقرب من (هارون) فنظر له (هارون) بحدة
-انت حتى متعرفش اسمه ايه
تحدث (سراج) ببرود
-وانا مالى وانا اللى هتجوزه ولا انا ولى امرها ٠٠ لو عجبها تتعرف عليه براحتها
هز (هارون) رأسه بضيق ثم قال
-انت انسان مستفز ٠٠ بعد كل اللى بنت عملته معاك ده ومستخسر تطمن ع مستقبلها
زفر (سراج) بضيق فى تلك اللحظة هبطت (قمر) من الدرج وقالت
-حضرتك كنت عاوزنى
-ايوة يا (قمر)
ثم نظر (سراج) إلى (هارون)
-سبنا لوحدنا شوية
هز (هارون) رأسه بتفهم وتركهم بمفردهم فنظرت (قمر) له
-خير يا استاذ (سراج)
-بصى يا (قمر) انتى دلوقتى بتهتمى بصحة امى وبصحة (قوت) ده غير انك اهتمتى بصحة (كمال) الله يرحمه ف ٠٠
لم تفهم (قمر) ما يريد ان يقوله
-خير يا استاذ (سراج)
-لازم تاخدى حقك ٠٠ يعنى هزودك فى الفلوس و ٠٠
قاطعته (قمر) قائلة
-بس انا مطلبتش زيادة خالص ٠٠ بالعكس انا عملت ده وانا حابة اعمل كده مهياش كل حاجة فلوس يعنى
وهمت للمغادرة فقال (سراج)
-(قمر) استنى ٠٠ انا مش قصدى صدقينى و ٠٠ وبعدين انا عارف انك بيهمك الفلوس
نظرت له بحدة فتنحنح (سراج) قائلاً
-ا٠٠ اقصد يعنى كنت فاكر كده ٠٠ خصوصاً لما طلبتى مقابل سفرك معانا انك تزيدى فى الفلوس
ضمت (قمر) قبضة يدها وأغمضت عيناها فها هو قد فهمها خطأ فى ذلك الموقف و اقتنع تماماً بأنها لا يهمها إلا المال وهى كل ما كانت تريد أن تفعله أن تسدد دين والداها فقالت وهى تنظر فى عينه بلوم ثم قالت
-مش كل حاجة عندى فلوس ع فكرة ٠٠ فأرجوك بلاش تجرحنى اكتر من كده
ابتلع (سراج) ريقه فقالت هى
-عن اذنك
-استنى لسه مخلصتش كلامى
-خير !!
ابتلع ريقه ثم قال
-ف٠٠ فى واحد لسه متقدم ليكى عاوز يتجوزك
صدمت (قمر) مما سمعته وقالت
-ايه ؟!
-انا شايف تفكرى كويس وتتقابلى معاه هنا تحت عينى جايز يعجبك
-بس٠٠
قاطعها قائلاً
-انا شايف تفكرى ولما ارجع من مصر انا و (قوت) بكرة إن شاء الله هشوفك فكرتى فى ايه
صمتت (قمر) فهو لم يعطيها فرصة للحديث اصلاً كما انها تشعر بالخجل منه فهزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-تصبح ع خير
-وانتى من اهله ٠٠
********************
فى صباح اليوم التالى أرتدى (سراج) ملابسه ثم توجه نحو غرفة (قمر) وطرق باب الغرفة ففتحت (قمر) باب الغرفة وهى شبه نائمة وقالت
-ع٠٠ عاوز (قوت) ؟
-هى جهزت مش كده ؟
اتت (قوت) من خلف (قمر) لتقول
-ا٠٠ انى چاهزة
وجدها تربط رأسها بشاش وترتدى فستان طويل من فستايين (قمر) التى تثائبت وهى تقول
-طيب انا داخلة اكمل نوم
وتركتهم ودلفت للداخل فتقدمت (قوت) بخطوات بطيئة نحو (سراج) فشعر هو بالحزن على حالها وقال
-مش قادرة تمشى
تحدثت هى بحزن قائلة
-إيوة
ثم نظرت له وقالت
-ايه هتشلنى مثلا ولا إيه
-م٠٠ ميصحش يا (قوت)
زفرت (قوت) بضيق ثم قالت
-انى هعرف انزل لوحديا
ثم اتجهت نحو الدرج وسارت بخطوات بطيئة وتبعها (سراج) وهو يشعر بالحزن على حالها ولاحظ انها تبدو متضايقة من شئ ما أن وصلوا للخارج واستقلت (قوت) معه السيارة حتى نظرت لنافذة السيارة وهى لا تريد أن تنظر فى وجه (سراج) الذى لم يستطع أن يتحمل أن يراها هكذا فقال
-فى ايه يا (قوت) مقموصة كده ليه ؟
-مجموصة !! مش مجموصة ولا شئ
-(قووووووت)
نظرت له (قوت) بتحدى
-ايوة مضايجة جوى جوى جوى ٠٠ انت بتعمل ل (جمر) كوباية نعناع وانى لأ ٠٠ هى عچباك مش إكده بدئت تنسانى بيها صُح ؟
-ايه اللى بتقوليه ده يا (قوت) ؟!
-انا مش طايجة نفسى ٠٠ ومش جادرة افهم معنى اهتمامك بيها
-بس انا مش مهتم بيها يا (قوت) ٠٠ انتى عارفة كويس ان مفيش غير ست واحدة فى قلبى
نظرت له (قوت) بعدم تصديق وقالت
-اومال بتهتم بيها ليه ومعملتيش ليه كوباية نعناع انى كمان
ابتسم (سراج) وقال وهو يدير مفتاح السيارة
-لما نرجع اعملك احلى كوباية نعناع
ابتسمت (قوت) بخجل ثم قالت
-انت صُح مش بتحبها
ضحك (سراج) كثيراً وبدء بالقيادة وهو يقول
-بس يا مجنونة ٠٠ مفيش غير واحدة بس اللى ٠٠ اللى هقولها ع كل شئ بس فى الوقت المناسب
نظرت (قوت) لأسفل وهى تشعر بالخجل ثم نظرت لنافذة السيارة وهى تشعر بسعادة كبيرة ٠٠
*********************
عندما استيقظت (قمر) من النوم تذكرت حديثها بالأمس مع (سراج) وقررت التحدث مع (آمنة) وتخبرها بأنها لا تريد الزواج فذهبت لكى تعد لها الأفطار ومن ثم تتحدث معها ٠٠
وبالفعل تحدثت معها واخبرتها انها لا تريد الزواج بعد حبها ل (أنور) فهى لن تحب غيره وانها فقط تفكر فى سد بقية دين والداها فأخبرتها (آمنة) بأنها ستتحدث مع (سراج) كى يرفض ذلك الشاب وان لا تفكر فى شئ فلا أحد يستطيع اجبارها على الزواج ٠٠
يينما كان (هارون) يتناول افطاره مع (حكمت) فتحدث (هارون) قائلاً
-بقولك ايه يا (حكمت) ؟
-ايه ؟
-ما تيجى نخرج نتمشى شوية عقبال حتى ما (سراج) ما يرجع
ضحكت (حكمت) ثم قالت
-نتمشى ايه بس !! انت فاكر ان هنا زى مصر ٠٠ مفيش اصله حاچة تشوفها
-كفاية انى هبقى معاكى يا (حكمت) ٠٠ مش عاوز حاجة تانية
أحمر وجه (حكمت) كثيراً فأبتسم (هارون) بسعادة ثم قال
-صحيح انا شايف الحمد لله مامتك صحتها بدئت تتحسن
-ايوة ٠٠
-طيب ما نتجوز بقى
-ماحنا متچوزيين
-اقصد تتنقلى تعيشى معايا يا (حكمت)
نهضت (حكمت) وهى تشعر بالخجل كثيراً ثم قالت
-انا هطلع البس هدومى عشان انزل وياك
ابتسم (هارون) كثيراً ثم قال
-ماشى يا جميل
اتجهت نحو الطابق العلوي وذهبت لغرفتها وارتدت ملابسها وما ان انتهت حتى ذهبت للأسفل تطلعها (هارون) بسعادة فهو دايماً يراها جميلة
اقترب منها ثم قال
-تعرفى يا (حكمت) ٠٠ انا لو جرالى حاجة هحس انى عشت فى الدنيا دى يجى مليون سنة النظرة ليكى حياة بالنسبة ليا
احمرت وجنتيها كثيراً ثم قالت
-ايه اللى بتجوله ده يا (هارون)
اقترب منها وامسك يدها فشعرت هى بالآمان ثم قالت
-وصحيح متجولش تانى لو چرالى حاچة دى ٠٠ انا مبجتش اجدر اعيش من غيرك
اتسعت ابتسامته وشعر بسعادة لم تمر عليه طول عمره ثم قرب يدها من فمه وقبلها
-نسيت اقولك ان الكلمة منك اغلى من حياتي كلها
-وبعدين معاك
ابتسم هو ثم ظلا يسيران سوياً نحو الخارج حتى توقف (هارون) امام عربة صغيرة تبيع حلوي (البسبوسة) فنظر تجاه (حكمت)
-تحبى اجبلك بسبوسة ؟
-اشمعنا ؟
-قدامى راجل بيبيعها
-بس انا مجدرش اكل فى الشارع وانت عارف
-هأكلك انا
-جولتلك محبش ابجى فرچة لحد
ابتسم (هارون) قليلاً ف (حكمت) دوماً يصعب ارضائها فقال
-خلاص هجيبها وناكلها فى البيت
فهزت رأسها بالإيجاب على مضض فذهب هو تجاه العربة ليبتاع الحلوى بينما هى استمعت لحديث فتاتين بالجوار
-شفتى چوزها حلو ازاى ؟ ٠٠ هى (حكمت) إكده طول عمرها محظوظة
فردت الفتاة الأخرى قائلة
-فعلاً
چوزها چميل جوى جوى
شعرت (حكمت) بالضيق من حديثهم ذاك وعندما اتى (هارون) قالت له
-يلا نروح
-ما لسه شوية يا (حكمت)
تحدثت (حكمت) بغضب ملحوظ
-جولت عاوزة اروح
ثم وقفت لا تعرف اين بالظبط تسير فمسك (هارون) يدها وهو يقول
-طب يلا نروح
سحبت يدها من يده فشعر هو بأنها ليست على ما يرام ولكنه قرر محادثتها عند وصولهم ما ان وصلوا حتى قالت (حكمت)
-انا طالعة فوج عاوزة انام
مسك (هارون) يدها وقال لأول مرة بصوت غاضب عليها
-فى ايه يا (حكمت) ؟
كانت تلك المرة الأولى التى يصرخ بوجهها فلم تستطع التحمل وانهمرت دموعها فنظر لها (هارون) بذهول ثم قال
-حصل ايه لكل ده !!
مسحت هى دموعها ثم قالت
-ارجوك سبنى اطلع انام
-قولتلك لازم افهم
-انت كتيير عليا دى كل الحكاية
نظر لها بعدم فهم ثم قال
-ايه التخاريف دى !! مين قال كده !!
-الكل شايف كده ٠٠ الكل شايف انك كتير عليا وانك ٠٠
قاطعها (هارون) قائلا
-انا عاوز إجابة صريحة
-جولى انت اختارتنى ليه !! نفعاك فى ايه انت ٠٠ انت تستاهل حد احسن
-انتى ليه شايفة انك قليلة عليا !! ٠٠ قولتلك انتى كتير عليا ولو حد فينا المفروض يبقي سعيد فهو انا ٠٠ مش انتى خاالص
هزت رأسها نافية ثم قالت
-مش صحيح
-لا صحيح وبعدين مش يمكن انتى مبتشوفيش عشان تقبلى بيا يعنى يمكن لو شفتى شكلى معجبكيش ولا حاجة ٠٠ فانا كده محظوظ بيكى
-لا الكل بيجول انك شاب زين جوى جوى
ابتسم (هارون) قليلاً
-وانتى عاوزنى وحش
-انت وانت بتچيب البسبوسة كان فى بنتين عينهم عليك وجالوا يا بختى وانى دايماً محظوظة
شعر (هارون) بالضيق على حال (حكمت) ثم ضمها إلى صدره وقال
-دول بس مبيفهموش
-انا بس نفسى اعرف يا (هارون) انا محظوظة بأيه حد فيهم چرب يعيش حياتى مستكترين عليا افرح ليه ومسكترينك انت بالذات عليا ليه !!
ثم بكت بشدة على صدره فشعر هو بالحزن والعجز فلم يكن بيده شئ ان يفعله ولكنه قال
-يعنى بعيداً عن كلامهم طيب انتى مش شايفة انك محظوظة بيا ولا لأ يعنى احب افهم برده
ابتسمت (حكمت) رغماً عنها ثم ابتعدت عنه وابتسمت قليلاً
-ايوة محظوظة بيك طبعا
ابتسم وشعر بسعادة بالغة ثم قال
-بحبك
-وانا كمان
-مهما سمعتى يا (حكمت) مش عاوز ثقتك تتهز
هزت رأسها بالإيجاب فابتسمت قليلاً ..
**********************
بعد ان عاد كلا من (سراج) و (قوت) من الخارج حتى ذهب (سراج) غرفة والداته كى يطمئن عليها دخل الغرفة وقبل يد والداته وجلس بجوارها ليطمئن على حالها وجلست (قوت) بجانب خالتها على الجهة الأخرى وهى تحتضن خالتها وقالت
-مش مصدجة يا خالتى واخيراً هخلص من الكابوس اللى كت عايشة فيه
ابتسمت (آمنة) لها بهدوء وربتت على يدها ثم نظرت إلى (سراج) وقالت
-ايه يا ولدى حكاية العريس اللى متجدم ل (جمر) ده
نظرت (قوت) إلى (سراج) وجدته يهز كتفاه بلا مبالاة وقال
-ده واحد يا ماما معرفوش اتقدم ليها وانا قولتلها ٠٠ هى بلغتك مثلاً موافقتها
-لاه ٠٠ البت موافجتش هى مش عاوزة تتچووز من اصله وبعدين ٠٠ وبعدين يعنى هو اى حد يتجدم للبت توافج إكده مش نسئلوا عليه يا ولدى ونطمنوا (جمر) مش لجية ولا جليلة
-خلاص يا ماما هقوله انها مش موافقة وبعدين اسئل ليه هو انا اللى هتجوز
-عيب يا ولدى البنت مش مجصرة معانا فى حاچة وبجت واحدة منينا
اخذ (سراج) نفس عميق ثم قال
-معاكى حق يا ماما
فتدخلت (قوت) فى الحديث لتقول
-وهى مش عاوزة تتچوز ليه !! يعنى بت صغيرة زيها اكييد نفسها تتچووز ٠٠ ولا هى بتحب خدمة البيوت
فتحدث (سراج) سريعاً
-(قمر) مش خدامة يا (قوت)
وشعرت (آمنة) بالضيق من حديث (قوت) ثم قالت
-البت ابوها لسه ميت حتى مربعنش چواز ايه اللى هتفكر فيه !!
صدم (سراج) مما سمع ثم قال
-ايه !! ابوها ميت من قريب
شعرت (قوت) بالغيرة من اهتمامه بتلك الممرضة بينما أجابت (آمنة) قائلة
-إيوة ٠٠ يا نضرى ملحجتش تتهنى بشبابها ابوها وخطيبها ماتوا فى نفس اليوم
قال (سراج) غير مستوعباً
-هى كانت مخطوبة ؟
-إيوة ٠٠
شعرت (قوت) بالضيق فقالت
-مش جلت يا (سراچ) لما تاچى هتعملى نعناع
نهض (سراج) من على الفراش وقال
-اه اه
ثم نظر إلى والداته
-تحبى تشربى يا ماما
-لاه يا ولدى مانيش رايدة
ذهب (سراج) بالأسفل ثم اعد كوب من النعناع وبعد ان انتهى ذهب مرة اخرى لغرفة والداته واعطى (قوت) النعناع وهو يبتسم فأبتسمت له ثم قالت
-متشكرة يا (سراچ)
ابتسم لها ثم قال
-طب انا هروح اوضتى انام شوية
هزت (آمنة) رأسها بالإيجاب فذهب هو تجاه غرفته ٠٠
فى تلك الأثناء كانت (قمر) تشعر بالملل وهى تجلس بغرفتها فتذكرت المكتبة التى تحوى العديد من الكتب فى غرفة (سراج) فقررت الذهاب لتنتقى كتاب وتقرأه قبل عودته من الخارج ذهبت تجاه غرفته وفتحت الباب ثم دلفت إلى الغرفة وظلت تنظر للكتب كثيراً وهى تبتسم اقتربت اكثر من المكتبة وظلت تبحث عن كتاب ما لتقوم بقرائته اختارت واحد ثم اتجهت نحو باب الغرفة وفتحته فكادت أن تصطدم ب (سراج) ما ان رأته امامها حتى عادت للخلف وعيناها مفتوحة للغاية بينما هو تسمر مكانه تلك هى اول مرة ينظر فى عينيها الزرقاء الصافية مع سلاسل شعرها الذهبى كان دوماً (سراج) يغض بصره عنها وعندما يتحدث إليها يتحدث دون النظر إلى ملامح وجهها جيداً يكفى انه يعلم هيئتها جيداً حتى يستطيع معرفتها ان بحث عنها لكن تلك تلك اول مرة ينظر لجمالها ذاك الذى لم يرى مثله قط لم يستطع ان يحول نظره فى مكان اخر بالكاد حرك عينه ونظر للأرض بعد مجاهدة نفس كبيرة وقال بصوت خافت
-استغفر الله العظيم ٠٠ استغفر الله العظيم
بينما (قمر) كانت تود ان تنشق الأرض وتبتلعها كيف له ان يأتى فى ذلك التوقيت خاصة نظرت لأسفل ظل كل منهما ينظر للأرضية دون ان يتحدث الأخر فكلاهما يشعر بالخجل من نفسه هى من اجل سرقة الكتاب وهو من اجل تفحصها لملامحها بتلك الطريقة لم يعرفا كم مر من الوقت وهما على ذاك الحال حتى كان لابد ل (سراج) ان يرفع نظره فوجدها تنظر لأسفل بخجل وفى يدها كتاب عقد حاجبيه ثم قال
-بتعرفى تقرى وتكتبى يا (قمر) ؟!
هزت رأسها بالإيجاب وقال بصوت خافت
-بس مكملتش تعليمى
-اهاا ٠٠ انا عارف انك بتتمرنى فى المستشفى ومانتيش ممرضة فى الاصل ليا صديق فى المسشتفى قالى ٠٠ كنت فاكراك مبتعرفيش تقرى
-لا بعرف ٠٠ انا اسفة دخلت أوضتك ودورت فى كتبك بس صدقنى انا نفسى اتعلم اكتر
ابتسم (سراج) وظهرت اسنانه البيضاء لأول مرة امامها وقال
-المكتبة تحت امرك ؟
-بجد ؟!
-طبعاً
-متشكرة اووووى ٠٠ واسفة انى مستأذنتش
-مفيش حاجة ٠٠ اتفضلى ع اوضتك ولو فى اى شئ مش فاهماه قوليلى وافهمك
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-متشكرة جدا
فوقف (سراج) جانباً لكى تعبر طريقها بينما دخل هو غرفته وجلس بأقرب مقعد وهو يقول مؤنباً لنفسه
-ايه اللى عملته ده ٠٠ مكنش لازم ابص عليها جامد جداً ٠٠ بس الحمد لله واضح من كسوفها مخدتش بالها
************************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
استيقظ (سراج) وتوجه نحو المطبخ وهو يعد كوب شاى لنفسه فوجد (قمر) بالمطبخ تعد الطعام شعر بالحزن قليلاً ثم قال
-(سنية) جاية النهاردة يا (قمر) ٠٠ ودى هتشوف طلبات البيت
-اه ماشى ٠٠
نظر لها (سراج) ثم قال
-امى قالتلى انك مش حابة تتجوزى انا هبلغ اللى اتقدم ليكى
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب وشعرت بسعادة كبيرة ثم قالت
-شكراً اووى اووى اووى
ثم اخذت صينية الطعام التى اعدتها بفرحة وتوجهت نحو الخارج ضحك (سراج) عليها وهو يقول
-طفلة اووووى
فذهب ليعد لنفسه كوب من الشاي وظل يفكر كيف سيخبر ذلك الشاب برفضها له وهو لا يعرف حتى اسمه ظل يؤنب نفسه انه حتى لم يكلف نفسه عناء ان يسئل حتى عن اسمه اخذ كوب الشاي وخرج نحو الخارج من ان انتهى من شربه حتى ذهب ليسير قليلاً فى البلد ظل يسير هائماً على وجهه فوجد حركة غير عادية بالقرب من حقل ما ووجد ضابط يقف مع اكثر من شخص فأقترب (سراج) منهم ووجد رجل يقف جانباً فحدثه قائلاً
-هو ايه اللى حصل ؟!
-الچثة دى لاجوها الصبح مجتولة فى الغيط ومحدش يعرف مين اللى جاتلها ٠٠
نظر (سراج) للجثة الممدة على الأرضية فأتسعت عيناه ذهولاً فقد كان ذلك الشاب الذى تقدم لخطبة (قمر) ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقМесто, где живут истории. Откройте их для себя