الحلقة الثامنة والعشرون

3.5K 116 3
                                    

الحلقة الثامنة والعشرون

تطلع إليها (قاسم) وإلى وجهها ثم نظر إلى الرجل الذى أحضرها وقال
-خلاص اطلع ات بارة وابجى فوت عليا باكر عشان تاخد بجيت حسابك
-ماشى يا (جاسم) بيه
ثم تركه وخرج من المنزل فحاول (قاسم) إفاقة (قوت) بلطف فتحت عيناها فأبتسم هو بخبث وقال
-حمد الله ع السلامة فى بيتك ومطرحك
بدئت (قوت) فى أن تستعب ما حولها ووجدت (قاسم) ينظر لها متفرساً إياها فأنكمشت فى مقعدها وقالت
-ات !! انى چيت اهنيه كيف و ٠٠
أمسكها هو من شعرها بقوة ورفع رأسها ليطالعها بعينه
-بجى انى (جاسم رچب النچار) يچيلى مُحضر يجولى مرتك رافعة عليك جضية طلاج
شعرت هى بالخوف كثيراً وتألمت رأسها ولكنها قالت
-ات عاوز منى إيه انى مبجتيش رايدك بعَد عنى يا (جاسم)
-ابعَد عنك !! عشان واد خالتك واتى فاكرة انه هيتچوزك يا بهيمة اتى
-ولو متچوزشنيش انى مش هعيش امعاك يوم واحد
-متأكدة يا بت (نعمة)
-وات عاوز منى إيه ات مش رايد تتچوز (جمر) كفاية اللى خدته منى يا (جاسم)
ضحك (قاسم) بشدة عليها ثم صفعها بيده الأخرى وترك شعرها لتضع هى يدها على وجنتها بتألم ثم قال هو
-انى اللى خدت برضك يا بت (الخُضرى) ٠٠ اتى اللى خدتيه اغلى من نفسك كتى عمرك تحلمى تعيشى العيشة اللى عيشتهالك دى !! ولا تسافرى الأماكن اللى سفرتك فيها
نزلت الدموع من عيونها ثم قالت
-ات اللى خدته اغلى بكتييير يا (جاسم) سرجت عمرى منى وحياتى جسيت ابوى وامى عليا عطيتهم بفلوستك خدت كمان من صحتى لما عودتنى ع شرب الهباب وكت مفهمنى انه عصير لحد ما بجيت مش عارفة استغنى عنيها
-ماتى استغنتى اهاا ومبجتيش تشربيه
نظرت فى عينه بقوة وقالت
-عشان ب (سراچ) بتجوى لكن بيك ببجى ضعيفة مستسلمة وانى مش هستسلم ليك تااانى حتى لو هيبجى اخر يوم فى عمرى
نظر لها ووجه أحمر من كثرة الغضب
-اتى مرتى وملكى فاهمة ده ولا مش فاهمة ؟
-وانى مش عاوزك ياخى حس بجى ٠٠ بجالى سنين مش ببادلك اى مشاعر ابسط الاشياء مش بجدمها ليك حتى انى اجعد اكل وياك مش بسويها إيه بجيت عديم الحساسة
أمسكها مرة اخرى من شعرها ووضع قدمه على يد المقعد التى تجلس عليه وهو ينظر لها قائلاً
-خابرة ؟ .. اتى ولا حاچة ٠٠ منكرش انى حبيتك ولولا حبى ليك كان زمانك بارات حياتى من زمن فات بس انى صابر عليكى
أغمضت (قوت) عيناها من الألم ثم قالت
-وهو ديه حب ٠٠ فى حد يحب مرته يخونها كل يوم مع واحدة شكل ٠٠ ات أكييد مچنون ات كمان رايد انك تتچوز
ابتسم هو بسخرية
-مضايجك جوى انى هتچوز غيرك
-لاه غوروا اتو التنين بَعيد عنى متفرجوش معاي
لم يستطع (قاسم) تحمل رفضها المتكرر له فقام بمسك يدها وسحبها نحو الدرج
-بعَد عنى ات مودينى ع فين ؟! انى مش هطلع وياك فى مكان
-اتى تخرصى مش رايد اسمع حسك واصل ٠٠
ثم فتح غرفة نومه وظلت هى تبكى من اجل يتركها لكنه لم يهتم ببكائها وادخلها عنوة ثم أغلق عليهم الغرفة بالمفتاح وهى ظلت تبكى بشدة لعل حد ينجدها من ذاك المدعو زوجها ٠٠
فى الصباح أستيقظت (قوت) ووجدت (قاسم) بجوارها تذكرت ما حدث بالأمس كيف ضربها واهانها واخذ حقه منها عنوة ظلت تبكى بشدة فقد عادت مرة آخرى إلى السجن التى حبست به نفسها لمدة أحدى عشر عاماً مسحت دموعها ودلفت الحمام الموجود بالغرفة كى تغتسل ٠٠
*********************
جلس الجميع فى غرفة (آمنة) من أجل أن يتناولوا طعام الأفطار نظر (سراج) حوله فوجد (قمر) و (حكمت) لم يجد (قوت) علم انها مازالت حزينة منه فشعر بالضيق ثم نظر تجاه (قمر) وقال
-معلش يا (قمر) ممكن تندهى (قوت) من اوضتها عشان تفطر معانا ؟
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-طيب
ذهبت (قمر) إلى غرفة (قوت) وظلت تطرق الباب ولكن لم تجد منها رد فشعرت بالقلق عليها وفتحت باب الغرفة وجدتها خالية قطبت حاجبيها ثم هزت كتفاها بلا مبالاة وذهبت تجاه الحمام ولكنها وجدته فارغ فزمت شفتاها ولا تعرف اين تلك الفتاة فعادت مرة آخرى إلى غرفة (آمنة) وجدها (سراج) عائدة بمفردها فقال
-هى مرضتيتش تيجى ؟
هزت رأسها بالنفى ثم قالت
-لا مش فى اوضتها ومش فى الحمام
نهض (سراج) من مقعده وقال
-اومال راحت فين ؟!
قالت (آمنة) بهدوء
-يمكن خرچت يا ولدى
-هتخرج فين بس يا ماما
تحدثت (حكمت) بهدوء
-طب يمكن فى الدور اللى تحت ٠٠ يعنى هتكون راحت فين !!
فهم (سراج) ليهبط بالدور السفلى ولكنه استمع إلى صوت الهاتف فقال
-انا نازل ارد وهشوفها
فأجابت والدته
-ماشى يا ولدى
هبط (سراج) بالأسفل وامسك الهاتف ليقول
-السلام عليكم
جائه صوت ضحكة لرجل وهو يقول
-مكنتش متخيل انى اجوم من النوم ع صوتك العفش ديه
قطب (سراج) حاجبيه ثم قال
-مين معايا ؟
-مش خابر انى مين !! ٠٠ انى اللى خدت مرتى من عندك وات نايم فى العسل
أتسعت أعين (سراج) ذهولا وقال بغضب
-(قاسم) !! ٠٠ (ق٠٠ قوت) عندك ؟
-الطبيعى مرتى تبجى فى بيتى
ضم (سراج) قبضة يده ثم قال
-انت ٠٠ ازاى تاخدها كده هى لعبة و٠٠
قاطعه (قاسم) بصوت أچش
-مرتى ٠٠ يعنى اخدها كيف مانا رايد و انا بس اللى من حجى اوديها كيف ما اريد
أجابه (سراج) بإنفعال شديد
-مانت مش راجل اصلاً ٠٠ انت لو راجل تيجى تواجهنى لكن ده اللى تعرف تعمله تاخدها فى الدرى
شعر (قاسم) بالغضب وقال
-يكون فى معلومك انى مش هطلجها ٠٠ والجضية اللى ات رافعها عليا بلها واشرب مايتها طلاج مانيش مطلج
ثم أغلق الهاتف بوجهه فشعر (سراج) بغضب عارم شعر انه مقيد بسلاسل فقد اخذها ولا يستطيع أن يدافع عنها ف (قاسم) مازال حتى تلك اللحظة زوجها وجد مزهرية كبيرة بجانب الهاتف فألقاها بقوة على الأرضية كتنفيس عن غضبه لتحدث صوتاً عالياً فأستمع الجميع بالأعلى لذلك الصوت وشعروا بقلق بالغ فوضعت (آمنة) يدها نحو صدرها وقالت
-يارب استر
فقالت (حكمت)
-انا هنزل اعرف فى إيه ؟
فوقفت (قمر) ثم قالت
-خليكى انتى يا (حكمت) انا هنزل واشوف فى ايه ٠٠ إن شاء الله خير
ثم هبطت (قمر) بالأسفل وجدت (سراج) واقف بجانب الحائط معطياً لها ظهرها وظل يضرب بقبضة يده على الحائط بقوة حتى سال الدم من يده دون ان يشعر فركضت نحوه وأمسكت يده وهى تقول
-ايه ده ٠٠ فى حد يعمل فى نفسه كده !!
سحب (سراج) يده من يدها وقال بغضب
-سبينى فى حالى يا (قمر)
فحاولت إمساك ذراعه مرة اخرى وقالت
-لا مش هسيبك انت مش شايف الدم نازل ازاى !!
بعد يده وهو يزفر بضيق
-يوووووه انا مش فايقلك
ابتلعت (قمر) ريقها ونظرت فى عينه وشعرت بحزن شديد ثم قالت بصوت خافت
-ط٠٠ طب هما فوق عاوزيين يطمنوا عليك
-(قوت) اتخطفت يا (قمر) ٠٠ (قاسم) خدها
وضعت يدها على فمها بذهول ثم نظرت لأسفل وهى تشعر بالأسف تجاهه فقال (سراج)
-مش قادر ادافع عنها ٠٠ مش قادر حتى احميها انتى عارفة يعنى ايه هى معاه ٠٠ وتحت ايده يعنى بيعذبها بألف طريقة وطريقة
شعرت (قمر) بالحزن على حال (قوت) ولكنها قالت
-طب اطلع فوق طمن مامتك واختك قالقنين عليك
-هقولهم ايه بس يا (قمر) ٠٠ هقولهم ايه !!
-هما كده كده هيعرفوا
صعد (سراج) بالأعلى ليتحدث معهم بينما اتجهت (قمر) لغرفتها كى تحضر مطهر وقطن وتطهر جرحه ٠٠
دلف (سراج) الغرفة فركضت (حكمت) تجاه صوت خطواته
-خير يا (سراچ) ؟! حصل إيه ؟
وضع يده على كتفه وضمها إليه ثم قال
-الحمد لله ع كل شئ
قالت (آمنة) بقلق واضح
-حُصل ايه يا ولدى !! وفين (جوت) مچبتهاش وياك ليه ؟
-(قوت) (قاسم) خدها
فى تلك اللحظة دلفت (قمر) للداخل ووجدت (حكمت) و (آمنة) منهمران من الدموع بينما عينان (سراج) تلمع بالدموع اقتربت منه ثم امسكت معصم يده لتقول
-تعالى معايا هنا
حاول (سراج) ان يبعد يده عنها بلطف وقال
-انا بخير مش مستا٠٠
نظرت له (قمر) بصرامة
-ايدك بتنزف مينفعش تسيبها كده
فذهب خلفها وجلست بجواره على الأريكة وظلت تمرضه وتطهر جرح يده بينما قالت (آمنة) بحزن شديد
-يا ترى عمل فيكى ايه يا بتى وعذبك المرة ديه ازاى
بينما مسحت (حكمت) دموعها ثم قالت
-انسان مچنون من اصله
شعرت (قمر) بالحزن لحزنهم ذاك ثم قالت وهى تلف الشاش على قبضة يد (سراج)
-انا عندى فكرة
صوب الجميع اهتمامه لديها فتابعت (قمر)
-ممكن اساومه انه عشان يتجوزنى يطلقها و ٠٠ وفى احتمال كبير انه يطلقها
سحب (سراج) يده التى تضع عليها الشاش وقال
-عارفة يا (قمر) لو سمعتك بتتكلمى تانى ٠٠ هموتك
نظرت له بغضب شديد
-مادام فى حل معملوش ليه !!
-وانتى فاكرة ان (قاسم) عيل صغير ولا هيوافق ع الهبل ده ليه
تحدثت (قمر) بثقة
-وميوافقش ليه ٠٠ هو الى عاوز يتجوزنى
حرك (سراج) يداه الأثنتان نحو رأسه بعصبية شديدة وهو يقول
-انا مش ناقصك ٠٠ ومتتصرفيش إلا لما ترجعيلى
ثم تركهم وخرج خارج الغرفة فزفرت هى بضيق بينما لم ينتبها (حكمت) و (آمنة) لحديث هذان المجنونان فى نهايته فبعد سماعهم لخطة (قمر) علما انه مؤكداً سيرفض ٠٠
********************
شعرت (قوت) بالحزن على حالها فقررت ان تذهب لغرفة ابنها وجدت الخادمة تطعمه بعض الطعام ولكنه عندما رأها ركض نحوها وقال
-أمى ٠٠ اچيتى ميتى ؟!
ابتسمت بمرارة ولكنها انحنت لمستواه واحتضنته وظلت تقبله ثم قالت
-اچيت امبارح يا حبيبى لكن مرضيتش اصحيك
شعر (جواد) بسعادة كبيرة ثم قبل والداته وقال
-خلاص إكده اتصالحتى مع ابوى
ابتلعت (قوت) ريقها ثم قالت وهى تضع يدها على شعره
-المهم انى عاوزة اجعد وياك ٠٠ وعاوزة العب وياك كَتير
شعر بسعادة وهز رأسه بالإيجاب ٠٠
******************
بعد أنتهاء العمل عاد (أدهم) من العمل ووجد والدته تجلس بالشرفة فقال وهو مبتسم
-اومال فين (سوسن) من ساعة ما رجعت مع (هارون) امبارح وانا حاسس انها غريبة
-فعلاً مش راضية تاكل وتشرب وقعدة فى اوضتها ٠٠ مش عارفة ايه اللى حصلها
-انا هدخل اكلمها يا ماما ٠٠ انا كده كده خارج مع (ليلى) هقولها تيجى معانا
-ادخل جرب يا ابنى
اتجه (أدهم) نحو غرفة (سوسن) وطرق باب ثم دلف للدخول بعد أن استمع لأذنها وجدها تجلس على الفراش ويبدو عليها الحزن بل ان عيناها مرقرقة بالدموع فأقترب منها وجلس على طرف الفراش وقال وهو يمسك يدها
-مالك يا حبيبتى ؟
تحدثت (سوسن) بلا مبالاة
-مالى فى ايه ؟!
-من ساعة ما جيتى امبارح وانتى ٠٠
قاطعته مسرعة وهى تتحدث قائلة
-انا بخير الحمد لله وهزعل من ايه مفيش حاجة تستاهل انى ازعل
لم تكن تعلم أكانت تجيبه على سؤاله ام إنها تحاول أن تثبت لنفسها بأن (رأفت) ليس سبب تلك الحالة التى اصبحت بها قطب (أدهم) حاجبيه فلم يكن يعلم لما تتحدث بتلك الطريقة فأبتسم قليلاً ثم قال
-طب انا و (ليلى) خارجين ما تيجى معانا
هزت رأسها نافية وقالت
-لا مش قادرة اخرج دلوقتى ٠٠ وكمان بكرة إن شاء الله العصر هنزل اجيب طلبات البيت
هز (أدهم) رأسه بتفهم ثم قال
-يعنى انتى متأكدة انك مش زعلانة ؟
-اه طبعا وهزعل ليه ؟
-ماشى يا حبيبتى
**********************
فى المساء جلست (قمر) فى غرفتها وهى تقرأ الكتاب الذى اعطاه لها (سراج) زمت شفتاها وهى تشعر بضيق شديد ثم اغلقت الكتاب وحدثت نفسها قائلة
-انا بقرا الكتاب اللى هو ادهونى ليه اصلاً
ثم وقفت وعقدت يدها نحو صدرها وزفرت بضيق وذهبت نحو الشرفة وجدته عائد من صلاة العشاء ويبدو على وجهه الحزن فقالت محدثة نفسها
-كنت هجيبهالك بس اقول ايه فقرى
شعرت بحزن شديد وهى تراه على تلك الحالة ولا تعرف لما شعرت بهذا ولكن من المؤكد لأنه كان لطيف معها مؤخراً ومن الطبيعى أن تحزن عليه ولكنها ما لبثت أن اعترضت على ذلك قائلة
-لطيف اوووى !! ٠٠ ده ميعرفش يقعد يومين ع بعض من غير زعيق
اخذت نفس عميق وقررت ان تهبط للأسفل وتسئله ان احتاج شئ ما ٠٠
عندما دخل (سراج) المنزل شعر بألم فى رأسه وجلس على الأريكة فأقتربت منه (سنية) وقالت
-تحب احضرلك الوكل يا سعادة البية
اجاب بشرود
-لا مليش نفس يا (سنية)
فتحدثت (سنية) بنعومة
-بس ات يا بيه محطتش فى بوجك ده حاچة واصل من صبحية ربنا ٠٠ هچبلك حاچة تاكلها
اقتربت (قمر) وهى تستمع ل (سنية) وهى تتحدث بتلك النعومة كما انها وجدتها تمسك عبائتها بيدها وقد ظهر جزء من قدمها البيضاء عضت (قمر) شفتاها ووجدت أن (سراج) لا يلاحظ ذلك بل ينظر امامه شارداً تذكرت بداية عملها مع (سراج) حين عادت من الخارج ورفعت الفستان الذى كانت ترتديه وظهرت قدمها ولكنها فعلت ذلك لأن قدمها تؤلمها بسبب ركضها حتى تصل مسرعة وتعطى ل (آمنة) الدواء فى موعده ضربت كف يدها بجبهتها وشعرت بالخجل من نفسها اذا فقد كان يظنها مثل تلك الخبيثة بالفعل هى قد فهمت انه فهمها بسوء نية ولكن حينما رأت المشهد هكذا أمامها علمت انه كان محق نظرت مرة أخرى ل (سنية) وجدتها مازلت تترجاه حتى يأكل وهو يصر على النفى بهدوء فأقتربت (قمر) منها ووضعت يدها على كتفها ثم انزلت بيدها الأخر عبائتها حتى تغطى قدمها وقالت
-غورى ع المطبخ ولو اتكرر اللى شوفته دلوقتى مش هيحصلك كويس
شعرت (سنية) بالخجل وركضت نحو الداخل بينما تقابلت أعين (سراج) البنية بزرقة عينان (قمر) وتحدث مستفهماً
-حصل ايه ؟
-مانت قاعد عمال تفكر فى (قوت) ٠٠ هتاخد بالك من ايه ولا ايه ٠٠ كتر خيرك بصراحة
قطب (سراج) حاجبيه بعدم فهم ثم قال
-مش عاوز الغاز حصل ايه ؟
تحدثت (قمر) بإنفعال شديد لأول مرة وقالت
-انت مش ملاحظ انك بتعامل الكل بهدوء حتى لو غلطوا لكن بتيجى عندى انا وبس وتتعصب عليا ٠٠ للدرجة دى وجودى معصبك ٠٠ انا زهقت زهقت وقرفت من معاملتك دى ٠٠ اشمعنا بتبقى طيب مع الكل إلا انا ٠٠ انا عارفة انا غلطانة ٠٠ غلطانة انى دخلتك فى حياتى اكتر من اللازم غلطانة فى انى باخد رأيك فى أى تصرف قبل ما اتصرفه مانا لو بديك ع دماغك زى ما الكل ما بيعمل مكنتش هتتعصب عليا كده
أحمر وجه (سراج) من الغضب وكانت تلك المرة الاولى ل (قمر) التى تراه غاضباً هكذا فوقف واتجه إليها وتحدث بصوت مرتفع
-مين ده اللى بيدينى ع دماغى يا (قمر) !!
حاولت (قمر) ان تبدو هادئة وليست خائفة منه ثم قالت
-الكل ٠٠ ومن هنا ورايح ٠٠
اغمض (سراج) عينه وضم قبضة يده وقال
-امشى ع اوضتك
تحدثت (قمر) بعناد
-مش همشى ٠٠ انا اتحرك بمزاجى
ثم جلست على الأريكة وظلت تطلق صافرة وهى تنظر فى السقف غير عابئة بنظراته تلك فأقترب منها (سراج) ووقف امامها وانحنى قليلاً لكى تتلاقى اعينهم مرة آخرى وقال بغضب واضح
-انا لحد دلوقتى لطيف معاكى
شعرت (قمر) بالتوتر وقالت
-ا٠٠ انت عمرك ما كنت لطيف معايا
فى تلك اللحظة دخل (هارون) إلى المنزل فقد كان الباب مفتوحاً ووجد كلاً من (قمر) و (سراج) يقتربان من بعضهم البعض وهى جالسة و (سراج) يقف ويثنى ظهره إمامها فتنحنح (هارون) قائلاً
-احم احم
ابتعد (سراج) عن (قمر) وهو يشعر بالخجل بينما ركضت (قمر) إلى الآعلى مسرعة فقال (هارون) بمرح
-شكلى جيت فى وقت مش مناسب
تحدث (سراج) بضيق ثم قال
-انت مقولتش ليه انك جاى
-مفاجأة ٠٠ كنت حابب اعملكوا مفاجاءة
زفر (سراج) بضيق شديد فأقترب (هارون) من (سراج) ثم قام بخبط كتفه نحو كتف (سراج) وقال بمرح
-كنت ناوى تعمل ايه يا خلبوص ٠٠ بقى الشيخ (سراج) كان ٠٠
وضع (سراج) يده على فم (هارون) ثم قال
-بس يا متخلف ٠٠ انت مجنون ٠٠ انا مستحيل اعمل كده
فقام (هارون) بإبعاد يد (سراج) عنه وقال
-اومال كنت بتعمل ايه ؟ وانت قريب منها كده
اخذ (سراج) نفس عميق ثم قال
-مش وقته ٠٠ انا مش قادر اتكلم
-يكون احسن انا اصلاً عاوز اشوف مراتى وحشتنى هى فين ؟ ّده انا عامل المفاجاءة دى مخصوص عشانها ٠٠ وكمان عشان نحدد جوازنا بقى و ٠٠
تحدث (سراج) مقاطعاً إياه
-(هارون) محدش فينا فايق للكلام ده
نظر له (هارون) بعدم فهم فتابع (سراج)
-(قاسم) خطف (قوت) من بيتى بيعاندنى بسلطته عليها و ٠٠
قاطعه (هارون) بضجر شديد
-نعععععععععم ٠٠ لا بقولك ايه ده انا اصورلكوا قتيل هنا هو انا كل ما اقول اتجوزها تحصل مصيبة ٠٠ ده انت لو بذات نفسك اتخطفت هتجوزها برده
شعر (سراج) بأختناق شديد ثم قال
-انا مش فايق لهزارك يا (هارون) ٠٠ بقولك (قوت) خدها (قاسم) انت متخيل هو بيعمل فيها ايه !! وبيعذبها ازاي
-ماهو لحد اللحظة دى جوزها برده
مسك (سراج) رأسه ثم قال
-انت مجنون اكييييد ٠٠ انت مش فاهم يعنى ايه هى معاه يعنى انا مقدرتش احميها كانت فى بيتى وانا معملتش حاجة وعدتها انى هحميها ومعملتش كده انت مش هتعرف انا حاسس بأيه حاسس انى عاجز انا ولا حاجة ولا عارف اعملها اى حاجة ولا عارف ارد كرامتها ولا احافظ عليها ٠٠ انا إنسان فاشل
ثم جلس على الأريكة وهو يضع يده اعلى رأسه ابتلع (هارون) ريقه وشعر بحزن صديقه ثم قال
-ومشاعرك اللى كانت مختلطة
اخذ (سراج) نفس عميق
-مبقتش مختلطة بقيت عارف انا بحب مين ومين اللى مسئولة منى
نظر له (هارون) بإهتمام
-مين ؟

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now