الحلقة الثانية والعشرون

3.2K 106 4
                                    

الحلقة الثانية والعشرون

توقفت (قمر) عن سيرها للأمام وإلتفت ببطئ فهى لم تسمع من قبل ذلك الصوت قط ولا أحد يعرفها هنا وجدت شاب فى عمر الثلاثون لم تراه من قبل فقد كانت لديه لحية خفيفة ويرتدى جلباب شكلها غريب سوداء ولكن مظهره جعلها ترتاب فهو اسمر قليلاً وعيناه بنية ويرتدى اكثر من خاتم فى اصبعه فشعرت هى بالخوف قليلاً وقالت
-انت مين ؟! وعرفت اسمى ازاى
-انا بعرف كل حاچة
عقدت (قمر) حاجبيها فتابع هو
-تحبى اجرالك كفك
فزمت (قمر) شفتاها وقالت
-اهااااا ٠٠ دجال يعنى
-لاه ٠٠ انا بعرف فعلاً وممكن اجولك من غير حتى ما اشوف كفك
ابتسمت (قمر) بسخرية وقالت
-شكلك فاضى ورايق وموراكش حاجة ٠٠ بس انا مشغولة بقى ٠٠ عن اذنك
واتجهت لتذهب بعيداً عنه ولكنه لم ييأس وقال
-اتى كل اللى بيتجدملك بيموتوا ٠٠ ولد عمك اللى مات وهو بيچيب عفشكوا من دمياط ولسه امبارح مات اللى اتجدملك من اهنيه
توقفت (قمر) عن السير وإلتفت له ببطئ وهى تنظر له فأبتسم لها وتابع
-جولتلك انى بعرف ٠٠ ومش بس إكده اتى معمولك عمل بوجف الحال وان اى حد يفكر بس يتجدملك يموووت عشان تبانى جدام الكل انك منحوسة كيف ما بتجول مرات عمك
اتسعت أعين (قمر) كثيراً وقالت
-ايه اللى بتقولوا ده ؟
-بجولك الحجيجة ٠٠ جولى انى جلت حاچة محُصلتش !
شعرت (قمر) بالضيق فأبتسم (شاهين) ثم قال
-ولو رايدة ان مفعول العمل ده يبطل ٠٠ بعد ياَمين بالتمام كلمة موافجة منك هتغير حياتك
رددت (قمر) خلفه بعدم فهم
-موافقة !!
أبتسم (شاهين) ثم قال
-لاه مش ليا انى ٠٠ للى هيچيلك بصى حطى فى اعتبارك انك لو موافجتيش يبجى بتجتلى اللى هيحاول يجرب منِكى
ثم تركها وذهب بعيداً ظلت (قمر) تنظر له حتى اختفى عن انظارها ثم اخذت نفس عميق وقالت
-ايه اللى بيحصل ده ٠٠ وبيقول ايه ده !!
ثم تركت المكان وقررت العودة للمنزل عند دخولها المنزل وجدت (سراج) بالأسفل ينظر لها وهو عاقداً يده نحو صدره قائلاً
-كنتى فين ؟!
نظرت له ببرود
-اعتقد دى حاجة متخصكش ٠٠ انا حرة اعمل اللى اعمله
تحدث (سراج) بثبات
-ماشى حرة بس ع الاقل عرفى الناس اللى انتى عايشة معاهم انك خارجة عشان محدش يقلق
ثم تركها وصعد لغرفته بالأعلى فنظرت له هى بضيق وقالت
-مستفز اوووى ٠٠ قال فى حد قلق من اصله ٠٠
*******************
فى منزل (ياسين) وجد نفسه انه يشعر بأنه يريد رؤية (قمر) ظل يفكر فيها وهو لا يعلم لما يفكر بها بتلك الطريقة اخذ نفس عميق ثم قرر ان يذهب لزيارة (سراج) لعله يفوز بلقاء تلك الفتاة (قمر) ٠٠
****************
بينما كان (هارون) يستعد للرحيل فظلت (حكمت) فى غرفتها تبكى بشدة ولا تريد توديعه حتى طرق (سراج) باب الغرفة الخاصة بها فمسحت هى عيناها مسرعة ثم قالت
-ادخل
فدخل (سراج) الغرفة ولمح عين (حكمت) التى بها حمرة ويبدو انها كانت تبكى حتى ابتسم قليلاً ثم قال
-مين يصدق ان الجحش اللى تحت يبقى ليه قيمة عند حد ومش اى حد دى احلى بنت فى الدنيا كلها
ابتسمت (حكمت) بخجل فتابع (سراج)
-عاوز يشوفك قبل ما يمشى
-بس انا مش عاوزة اودعه يا (سراچ) ٠٠ انا اتعودت انه يجعد ويايا ويسلينى
ضحك (سراج) ثم اقترب من شقيقته وجلس بجوارها ومسح دموعها التى انسابت تلك على وجهها وقال
-تعرفى انى بحسد البئف ده
-متجولش عليه إكده يا (سراچ)
-طب مش تعرفى بحسده ع ايه ؟
-إيه ؟!
-ان احلى بنت فى الدنيا دى بتحبه ٠٠ عارفة يا بت انتى لو مكنتيش اختى مكنش فى غيرك تنسابنى
ضحكت (حكمت) بشدة فى تلك الاثناء فتح (هارون) باب الغرفة وهو يقول بحزن مصطنع
-ايه اللى سمعته ده ؟!! بتقول ايه لمراتى انت ٠٠ لا ده انا ارفع عليك قضية واكسبها
ضحك (سراج) كثيراً ثم قال
-هتفضل طول عمرك مجنون ٠٠ وبعدين ايه اللى طلعك ؟!
-لاقتكوا اتأخرتوا وانا عاوز اسلم ع (حكمت)
-طب يلا سلم عليها وامشى
-طب ما تقوم تمشى
-لا يا حيلتها قبل ما نسافر عديت اللى حصل بمزاجى بس هى مش تكية
-بس دى مراتى
-بس لسه تحت طوعى
-ربنا ع الظالم ياااارب
اقترب (هارون) من (حكمت) ثم حنى رأسه وقبل رأسها وقال
-هتوحشينى يا حبيبتى
اكتفت (حكمت) بتلك البسمة فلم تستطع ان تجيب عليه فى وجود شقيقها فشعر (هارون) بخجلها فأبتسم ثم قال
-إن شاء الله هاجى تانى ٠٠ متقلقيش
ثم اتجه نحو (سراج) وقام بتوديعه وبعد ذلك انصرف ليعود إلى القاهرة ٠٠
بعد دقائق معدودة من مغادرة (هارون) اتى والداى (قوت) وهم غاضبين بشدة استقبالهم (سراج) ببرود شديد فتحدث (سيد) بغضب
-بتى عنديك بتعمل إيه ؟
اجابه (سراج) ببرود
-بنتك !!! ٠٠ دلوقتى فاكر انها بنتك
-چوزها عمل بأصله ومرضيش ياخدها غصب عنيك وكلَمنى ٠٠ ده لو راچل تانى كان زمانه طلجها ازاى يعنى مرته تبات عند راچل غريب
شعر (سراج) بغضب شديد وقال
-انا مش راجل غريب ٠٠ واصل ايه اللى (قاسم) عمل بيه ٠٠ وهو عمال يضرب بنتكوا كل شوية مش كده وبس لا دى بنتكوا كانت هتموت من اخر وقعة انتوا ايه مش شايفين غير الفلوس وبس
كانت (قوت) تقف على الدرج وتستمع لحديثهم دون ان يراها احد وهى خائفة بشدة خائفة من ان يجعلوها تعود لذلك ال (قاسم) ٠٠ فأجاب (سيد) ببرود
-ات مش هتخاف ع بتى اكتر منى
فتحدثت (نعمة) بهدوء
-اسمع يا ولدى كلام عمك وچيب (جوت) لاچل ما نرچعها لراچلها
نهض (سراج) من مكانه
-(قوت) مش هتخرج من هنا انتوا متستحقوش تبقوا اب وام وانتوا بتبيعوا بنتكوا للى يدفع اكتر
ثم تركهم واتجه نحو غرفة مكتبه بالأسفل وفتح الحزنة الخاص به واحضر رزمة من النقود والقاها فى وجههم
-اعتقد كل اللى يهمكوا الفلوس وبس ٠٠ وانتوا عارفين كويس انى مش هأذى (قوت) ولا هعمل اللى يغضب ربنا ٠٠ و فى قضية طلاق مرفوعة ع (قاسم) من بنتكوا
نظر والد (قوت) للنقود تارة ثم إلى زوجته تارة اخرى ولا يعرف ماذا يختار فأبتسم (سراج) بسخرية ثم قال
-خدوا الفلوس واطلعوا بااارة (قوت) مش هتروح فى حتة
اخذ (سيد) النقود ثم قال
-لو انت جادر تجف جدام (جاسم) وتعرف تچيب لبتى حجها انى معنديش ايتوها مانع
شعر (سراج) بالأشمئزاز من ذلك الأب الجشع فنظر إلى خالته
-خدى يا خالتى جوزك وامشى من هنا مش عاوز اتهور ولا اتصرف تصرف مش هيعجبكوا
امسكت (نعمة) يد (سيد) ثم قالت
-يلا من اهنييه ٠٠ شكله ميطمنشى
فركض منه هاربين متجهيين نحو منزل (قاسم) ٠٠
ما ان خرجوا من المنزل حتى هبطت (قوت) الدرج مسرعة ووقفت امام (سراج) وهى تبكى
-شفت !! شفت اللى عملوه فيا انى زهجت مش ممكن يكونوا دول اب وام انى محرومة حتى من صدر حنين اشتكيله همى
شعر (سراج) بالحزن على حالها فأنسابت الدموع من عينيها ثم ارتمت فى احضان (سراج) كى يخفف عنها حزنها ذاك ظل (سراج) متسمراً فى مكانه فى صراع رهيب بينه وبين نفسه فهو يود ايضاً معانقتها فهى حب حياته التى لم يعشق غيره ولكن كيف لها ان تجرؤ ان تفعل ذلك وهى تعلم جيداً انه يغضب من تلك الافعال وان لم تعبئ به كيف لم تعبئ بربها حاول انهاء ذلك الصراع مسرعاً وابعدها عنه بقوة وهو يقول بغضب
-انتى اتجننتى يا (قوت) ؟
جلست (قوت) على الأرضية وهى تبكى بشدة وقالت
-ا٠٠ انى بحبك يا (سراچ) وانت ٠٠ انت الوحيد اللى بيهمك مصلحتى كان نفسى احس انك چنبى مكنش جصدى حاچة وحشة
جلس (سراج) امامها القرفصاء ثم قال بنبرة حانية
-كل حاجة لازم تيجى فى وقتها ٠٠ الاستعجال وحش واللى عملتيه ده غلط انتى لسه شايلة اسم (قاسم)
-بس دى مشاعرى ناحيتك ٠٠ انت ايه يا سى (سراچ) معندكش مشاعر زينا
ابتسم (سراج) بهدوء ثم قال
-عندى طبعاً ٠٠ بس فى جملة مهمة اوووى ماشى بيها (من تعجّل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمــــــانه) والعجلة من الشيطان يا (قوت) ٠٠ سيبى كل شئ لوقته ودايماً حطى فى دماغك ان ربنا مطلع ع كل شئ بتعمليه لو حطيتى ده فى دماغك هتحسى انك مكسوفة من نفسك ومن اللى عملتيه
ثم وقف (سراج) مرة اخرى وقال
-روحى الحمام اغسلى وشك وانا هعملك اى حاجة سخنة عشان تشربيها وتنامى
ابتسمت (قوت) وهزت رأسها بالإيجاب ٠٠
********************
جلس كلاً من والدى (قوت) مع (قاسم) وتصنعوا الحزن وهم يقولوا
-مرضاشى يدينى بتى ومهما اكلمه ولا كأنى بكلمه
نظر له (قاسم) بشك ثم قاله
-وماله انى اجدر ارچع مرتى زين جووى ٠٠ بس انى مستنى اللحظة المناسبة
شعر والدى (قوت) بالقلق وقالوا معاً
-طبعاً طبعاً يا سى (جاسم)
-طبعاً طبعاً يا سى (جاسم)
*******************
وصل (ياسين) لمنزل (سراج) بالمساء ليجلس معه لعله يري (قمر) رحب به (سراج) كثيراً وظلا يتحدثان سوياً فى امور شتى ٠٠ فى تلك الاثناء كانت (قمر) تهبط الدرج لتشرب كوب من القهوة فقد كانت تريد ان تسهر قليلاً ولكنها توقفت امام الأريكة التى يجلس بها كلاً من (ياسين) و (سراج) فكلما رأت (ياسين) تذكرت (أنور) حتى فى ابتسامته ظلت هكذا واقفة دون حركة حتى شعر (ياسين) بمن يسلط انظاره عليه فرفع رأسه وجدها (قمر) ابتسم لها قليلاً فشعرت هى بالخجل ونظرت لأسفل فرائ (سراج) ان (ياسين) يبتسم لأحدهم فنظر حيث ينظر وجد (قمر) تقف وهى خجلة عض شفتاه قليلاً ثم قال بصوت أچش
-واقفة عندك بتعملى ايه ؟
نظرت (قمر) حيث صوت (سراج) وتلعثمت قليلاً
-ا٠٠ انا رايحة اعملى قهوة ٠٠ حد عاوز يشرب معايا اعمله ؟
فتحدث (سراج) بغضب
-اتفضلى يلا روحى اعمليها واطلعى ع فوق
هزت رأسها بالإيجاب واسرعت نحو المطبخ واعدت القهوة لنفسها وشربتها بالمطبخ وعادت لتصعد إلى فوق ولكنها راقبت (ياسين) خلسة شعرت بالخوف من ان يزعق بها (سراج) مرة اخرى لذا فضلت الوقوف فى مكانها ولا تظهر لهما حتى ينصرف (ياسين) وايضاً لا تعطى مجال ل (سراج) ان يزعق بها ٠٠
استيقظت (قوت) من النوم وقررت الدلوف للحمام وفى طريقها للحمام لاحظت وقوف (قمر) فنظرت حيث تنظر (قمر) وجدتها تنظر تجاه (ياسين) فرفعت حاجبها ولكنها توجهت نحو الحمام مسرعة
بعد ان مر بعض الوقت وانصرف (ياسين) وكان (سراج) معه ليودعه ركضت (قمر) للأعلى بينما (قوت) كانت ترى اذا رحل الضيف ام لا فقد كانت تريد المكوث مع (سراج) فوجدت (قمر) تركض نحو الأعلى و (سراج) يودع صديقه فمطت شفتاها بعدم رضا ثم هبطت بالأسفل كان فى ذلك الوقت (سراج) يغلق باب المنزل وما أن إلتف حتى رأى (قوت) امامه فأبتسم لها قليلاً وقال
-صحيتى امتى ؟
-من شوي إكده
-طب كويس
-ب٠٠ بس شفت حاچة غريبة ؟
-ايه ؟
-هى اللى اسمها (جمر) دى مش كويسة ؟
-ليه بتقولى كده يا (قوت) حرام تظلمى حد
زمت (قوت) شفتاها بعدم رضا وقالت
-انى مظلمتهاشى ٠٠ انى نزلت لاچل ما اغسل وشى لاجتها واجفة بتتفرچ عليك ات وصاحبك اللى جاعد معاك واول ما مشى صاحبك لاجتها طيارة ع فوج
شعر (سراج) بالغضب واحمر وجهه غضب فهو ايضاً لاحظ نظرتها ل (ياسين) بل انه تذكر كيف حاولت اغوائه من قبل وهى تشمر عن ساقيها ووقوفها امام (قاسم) بالروب واسفله ملابس نومها لم يدرى بنفسه سوى انه صعد بالأعلى مسرعاً نحو غرفتها وقف امام غرفتها وظل يدق باب غرفتها بشدة ففتحت (قمر) باب غرفتها ووجدت (سراج) امامها كما ان احدهم قد فك اسره للتو فقالت
-افندم !!
فتحدث هو بغضب شديد
-انتى هتقعدى هنا باحترامك ولا لأ فهمينى ؟
قطبت (قمر) حاحبيها بدون فهم
-مش فاهمة
-انا مش قولتلك تعملى القهوة وتطلعى ع فوق
تلعثمت (قمر) قائلة
-ا٠٠ ايوة
-فضرب يده بالحائط التى بها باب غرفتها بقوة وهو يقول
-كلامى مبيسمعش ليه ؟! ٠٠ (قوت) قالت انك فضلتى تتفرجى برده ع (ياسين) لحد ما مشى ٠٠ انتى يا بت انتى مش ابوكى حتى لسه ميت !! ولا انتى متعودة ع كده !! فهمينى عشان ابقى فاهم طلعتى بس لما هو مشى ليه !!
شعرت (قمر) بغضب شديد فدوماً (قوت) تجعلها تقع فى مواقف حرجة رغم ان (قمر) هى من انقذت حياتها ٠٠ انقذت حياتها كى تفسدها الأخرى عندما لم يجد (سراج) منها اى رد قال بغضب
-طبعاً هتردى تقولى ايه ؟! مانا شوفتك و (قوت) شافتك ٠٠ كنت فاكراك انسانة كويسة وانى ظالمك بس واضح انك ٠٠
لم يكمل حديثه فوجدها اغلقت الباب بوجهه ولم تجب عليه وجلست وراء الباب وهى تبكى بشدة هى لم تفعل شئ خطأ لما يعاملها هكذا ثم تذكرت كتابه ذلك فتوجهت نحو الكتاب الذى على فراشها وقررت ان تذهب لغرفته لتعطيه له ففتحت باب الغرفة وجدته مازال يقف مصدوماً مما حدث للتو فألقت الكتاب فى وجهه وهى تقول
-مش عاوزة منك حاجة
ثم اغلقت باب الغرفة مرة أخرى وهو مازال غير مصدقاً لما حدث للتو كانت (قوت) تراقب كل ذلك ومشاعر الغيرة تنهش قلبها ٠٠
***********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت (قمر) حيث الأرض الزراعية التى تجلس بها يومياً وظلت تفكر فى حديث (سراج) لها مساءاً امس شعرت بغضب شديد وقررت العودة إلى مصر فعادت إلى المنزل ظل من اجل توديع (آمنة) ٠٠
وجدت بغرفة (آمنة) (سنية) تضع لها طعام الأفطار فما ان خرجت (سنية) من الغرفة حتى جلست (قمر) أمام (آمنة) على مقعد مقابل لفراشها فشعرت (آمنة) بأن تلك الفتاة يبدو عليها الحزن فقالت
-مالك يا بتى ؟
إجابتها (قمر) بحزن طفولى
-بصى يا طنط انا هديكى الدوا وامشى من هنا هرجع مصر
فقصت (قمر) كل ما حدث على (آمنة) بالأمس وكيف (سراج) اهانها بل كان يوجد تلميح كبير بالطعن فى شرفها شعرت (آمنة) بالخجل مما فعله ابنها وفجاءة استمعت لصوت احدهم يطرق الباب فقالت
-ادخل
فدخل (سراج) لقضائه وهو يقول
-صباح الخير يا ماما
زمت (آمنة) شفتاها فقالت (قمر)
-عن اذنك يا طنط انا ماشية
فتحدثت (آمنة) بصوت حاد
-استنى اهنيه يا بتى
توقفت (قمر) عن السير بينما كان (سراج) يرمقها بغضب شديد فتحدثت (آمنة) قائلة
-ايه اللى حُصل ديه يا ولدى من ميتى واحنا بنتهموا بنات الناس فى شرفهم
حاول (سراج) التبرير قائلاً
-يا ماما ٠٠
فتحدثت (آمنة) بغضب شديد
-ككخابط فى نفوخك ٠٠ عيل جليل الرباية صُح ٠٠ يا خسارة تربيتى فيك انا و (رفعت)
وضعت (قمر) يدها على فمها كاتمة ضحكتها وهى سعيدة للغاية لاحظ (سراج) ابتسمتها تلك فصر على اسنانه فتابعت (آمنة) بغضب
-ات شوفتها بعينك فى موجف مش كويس عشان تطعن فيها كده ٠٠ ما تجول يا متربى يا متدين !! ٠٠ عارفة عجوبة جذف (قذف) المحصنات ولا مش عارف جولى
نظر (سراج) لأسفل وقال مبرراً
-يا ماما انا ليا بالظاهر و ٠٠٠
قاطعته (آمنة) قائلة
-وهى البت عملت ايه ولا شفنا منيها ايه ٠٠ اتأسف ليها يا (سراچ) وإلا هبجى غضبانة عليك
نظر (سراج) لوالدته غير مصدقاًما قالته للتو فقالت (قمر) بضيق
-خلاص يا طنط محصلش حاجة
فلم تعير (آمنة) (قمر) اى انتباه ونظرت ل (سراج)
-لو معتذرتش وراضتها هبجى غضبانة عليك ٠٠ البنت عاوزة تمشى وترچع مصر من طولة لسانك يابو لسان طويل وعاوز جصه ات
شعر (سراج) بغضب شديد ووجه نظره إلى (قمر) ثم قال بتأفف
-انا اسف
فقالت (آمنة) بغضب
-افرد خلجتك دى وانت بتعتذر منيها
وضعت (قمر) يدها على فمها من الضحك فلا تستطيع تخيل رجل مثل (سراج) والداته تصرخ فيه كما لو كان طفل فصر (سراج) على اسنانه ثم ابتسم ابتسامة صفراء وقال
-انا اسف يا (قمر)
فنظرت (آمنة) إلى (قمر) وقالت
-اتجبلتى اعتذاره يا بتى ولا ؟ ٠٠ ماهو مش هيجعد ع حيله النهاردة غير لما تبجى مرضية
ابتسمت (قمر) وقالت
-لا خلاص يا طنط ٠٠ وانا هقعد هنا عشان خاطرك انتى بس
ابتسمت (آمنة) وقالت
-اصيلة يا بتى
فشعر (سراج) بغضب شديد فقال
-انا رايح اوضتى
ثم تركهم وخرج فأنفجرت (قمر) ضاحكة لم تستطع ان تكتم ضحكتها اكثر من ذلك ثم احتضنت (آمنة) كثيراً فأبتسمت (آمنة) وقالت
-هو جلبه ابيض جوى يا بتى
هزت (قمر) رأسها بتفهم
******************
مر اليوم عادياً فقد كان (سراج) يحبس نفسه فى غرفته بعد ان اجبرته والداته ان يعتذر لها بينما كانت (قمر) تشعر بأنها انتصرت عليه اخيراً وجعلته يعتذر منها ٠٠
فى عصر اليوم التالى ذهبت (قمر) لتسير كما هى معتادة لتستنشق هواء الصباح العليل ظلت تنظر للزرع حولها والحقول الخضراء حتى استمعت صوت خطوات حصان تقترب منها فإلتفت وجدت عديم الرحمة ذاك خلفها هبط من على حصانه وهو يقول
-ازيك يا (جمر) ؟!
لم تجيب عليه (قمر) وقررت العودة إلى المنزل فأسرع هو خلفها ومسك يدها مانعاً إياها فحاولت هى التملص من يده لم تستطع فقال وهو يبتسم
-هتروحى منى فين ؟ ّ٠٠ فكرك هتجدرى علي !!
-انت عاوز ايه مانيش فاهمة ؟
-عاوز اتچوزك جلتى ايه ؟ موافجة مش إكده ؟!
صمتت (قمر) قليلاً وتذكرت كلام (شاهين) من يومين فقد اخبرها انها يجب ان تجيب بموافقة حتى ينحل عنها ذلك الحظ السئ اخذت نفس عميق ونظرت إلى (قاسم) بعينه ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now