الحلقة الثانية عشر

3.4K 112 1
                                    

الحلقة الثانية عشر

تجمع الجيران فى شقة (سلامة) بعد سماع صرخات والدة (أنور) وظلوا يوسوا والدة (أنور) بينما جلست الفتيات يحاولن أفاقة (قمر) وجعلها تسترد وعيها مرة أخرى وما أن اتى والد (أنور) حتى علم فذهب إلى المشفى التى انتقلوا بها كى يتعرف على الجثث ٠٠
*******************
ما أن انهى (سراج) مكالمته الهاتفية حتى عاد مرة اخرى ووجد (هارون) يجلس على أرضية الحديقة فرفع أحدى حاجبيه ثم قال
-ايه اللى حصلك ما كنت بعقلك ؟
وقف (هارون) وأبتلع ريقه ثم بدء بالحديث
-بقولك ايه يا (سراج) ما تفاتح (حكمت) تانى فى جوازى منها
نظر له (سراج) بشك ثم قال
-اشمعنا يعنى ؟!
-وفيها ايه يا (سراج) مانت عارف انى عاوز اتجوزها ٠٠ وبعدين انا حلوف لو اترفضت الف مرة منها هتقدم تانى
هز (سراج) رأسه بأسى فقال (هارون) وهو يوجهه نحو الداخل ويحركه بكلتا يداه
-يلا اطلع اطلع اسئلها وانا مستنيك هنا !! ٠٠ يلا بقى يا (سراج)
-طيب طيب ٠٠ مجنون رسمى ٠٠
توجه (سراج) نحو الأعلى وطرق باب غرفة (حكمت) فقالت من الداخل
-ادخل
دخل (سراج) ثم قال
-هو انتى قلتى ايه للواد اللى تحت ٠٠ احب اعرف يعنى
شعرت (حكمت) بالخوف قليلاً وأبتسم (سراج) على هيئتها فقالت
-انا ٠٠ انا مجولتش حاچة ٠٠ مش بكلمه اصلاً وانت عارف
أبتسم (سراج) ولم يرد أن يخجل شقيقته ثم قال
-انا عارف كويس انك متربية ومش هتكونى مثلاً مثلا قولتيله حاجة و ٠٠
فقاطعته (حكمت) قائلة
-مجولتولش حاچة طبعا ٠٠ هو ٠٠ هو اللى جالى عاوز اتچوزك جولتله كلم (سراچ) ٠٠ هو جالك ايه المچنون ده
أبتسم (سراج) وحاول ان يتحدث بنبرة عادية حتى لا تلاحظ أبتسامته فقد علم ماذا حدث دون أى جهد
-وانتى رأيك ايه يا (حكمت) طيب ؟
شعرت (حكمت) بالخجل وإلتفت كى لا يرى خجلها شقيقها ثم قالت
-اللى تشوفه يا (سراچ)
أبتسم (سراج) وأقترب منها ثم وقف أمامها وقبل رأسها ثم قال
-مبروك يا حبيبتى ٠٠ انا هقول لماما
قالت (حكمت)
-بس ارچوك يا (سراچ) مش عاوزة ناس كتير تشوفنى ٠٠ الخطوبة تبجى عائلية يعنى
شعر (سراج) بالضيق ثم قال
-(حكمت) بطلى الحساسية دى ٠٠ انتى متقليش حاجة عن اى واحدة بالعكس انتى ٠٠
قاطعته قائلة
-عشان خاطري يا (سراچ)
-زى ما تحبى ٠٠
ثم تركها وأغلق الغرفة وهبط بالأسفل فوجد (هارون) أمامه
-ايه ايه ؟ قالت ايه طمنى ؟!
-مجنون انت كمان
-طمنى بقى وافقت ولا ولا ٠٠ رفضت كالعادة ؟
أبتسم (سراج) ثم قال
-وافقت
أتسعت أعين (هارون) ولكنه شعر بفرحة كبيرة لم يشعر بها من قبل وقال دون وعى منه
-اخيراً ٠٠ حصل
ثم نظر إلى (سراج) واقترب منه وظل يقبله على وجنته بينما ابعده (سراج) مشمئزاً
-خلاص يا لازقة امشى من قدامى بقى
-انا هجيب الدبل بكرة
-اتنيل
******************
مر أسبوع كانت حالة (قمر) تسوء أكثر وأكثر فقد فقدت اعز ما لديها والدلها وحبيبها فى نفس اللحظة لم تكن تتحدث مع أحد تجلس بمفردها حاول صديقاتها أخراجها من ما هى فيه ولكن لم يعرفن مواستها جيداً بينما والدة (أنور) تدهورت صحتها من اجل فقدان ابنها الأكبر ولم تكف عن البكاء لحظة واحدة ٠٠
تمت خطبة (هارون) و (حكمت) وكانت عائلية كما أرادت وشعر (هارون) بغيظ شديد وحاول أقناعها أن يكون حفل كبير ولكنها اصرت على الرفض فهى لا تريد ان تكون محط انظار للجميع ٠٠
بينما (سراج) بدء فى اجراءت بناء كل من المشفى والمدرسة والمسجد الكبير وكان يحاول أن ينهى القضايا التى يعمل بها كى يأخذ اجازة ويذهب ليرى القرية وما حدث بها إلى الآن رغم أنها ستذكره بأسوء أيام حياته ولكنه يريد ان يراها ٠٠
بينما عادت (قوت) للمنزل الكبير ل (قاسم) فى القرية وكانت دوماً تنتهز أى فرصة وتذهب إلى منزل (سراج) وهى متخفية حتى لا يراها أى احد فقد اشتاقت له كثيراً وتريد أن تراه وتتحدث معه بشدة ٠٠
بينما (رأفت) بعد أن علم بخطبة (حكمت) شعر بغضب شديد فكانت تلك الوسيلة الوحيدة لكى يعيش مرفه ولكن لا يوجد شئ يستطيع فعله الآن ٠٠
كانت (سوسن) بجوار (حكمت) فى سيارة الآجرة بعد ان أبتاعوا ملابس جديدة فقالت (سوسن)
-ما تيجى نروح ل (هارون) فى مكتبه ده هيتبسط اوووى لما يشوفك
رفعت (حكمت) حاجبها ثم قالت
-اتچنتى ولا إيه ؟! ٠٠ ده (سراچ) لو عرف انى روحت ل (هارون) هيجتلنى
أبتسمت (سوسن) بخبث وقالت
-يعنى المشكلة كلها (سراج) اعطلهولك انا يا ستى واراقبلكوا الجو بس اتكلموا شوية مع بعض محتاجين تفهموا بعض وتاخدوا ع بعض شوية
-لا عيب ميصحش يا (سوسن) ٠٠ (هارون) نفسه يجول عليا ايه ؟!!
-مش هيجول اى حاچة واصل٠٠ ده هيفرح لما يشوفك اوووووى
فكرت (حكمت) قليلاً فهى تتمنى ان تستمع إلى صوته وتشعر به بجوارها فمنذ خطبتهم لم تراه وقبل أن تعترض او تتغلب على مشاعرها تلك أخبرت (سوسن) السائق بمكان عمل (هارون) فصمتت (حكمت) وما أن اوصلهم السائق وترجلوا من سيارة الآجرة حتى شعرت (حكمت) بالندم والخوف
-يلا نمشى ٠٠ بجولك يلا نمشى من هنا
أمسكت (سوسن) يدها ثم قالت
-يلا يا بت ده خطيبك ماهوش حد غريب
ثم قامت بسحبها نحو الداخل وما أن صعدوا داخل المكتب حتى توجهت (سوسن) إلى مكتب (هارون) حتى همت بطرق الباب فأمسكت (حكمت) معصم يدها وسحبتها للخلف ووقفت خلف الباب لتستمع للحوار الذى يدور بالداخل
-ماهو مش معقول تقبل بالعامية دى هى متلقش بيك وكمان سمعت انها مش متعلمة بجد ياى زوقك بقى وحش اووى
طرق (هارون) مكتبه بشدة وقال بإنفعال
-ماهو انتى مشوفتيش تربية من اصله ٠٠ واللى بتكلمى عليها دى اشرف واحسن من مليون واحدة زيك وملية عينى جداً
همت (سوسن) بالدخول ولكن نزلت الدموع من أعين (حكمت) وقالت بصوت خافت
-يلا نمشى من هنا
-حرام عليكى متزعليش منه هو مقالش حاجة ده بيدافع عنك و ٠٠
قاطعتها (حكمت) قائلة
-هو معملش حاچة ارجوكى نمشى من هنا مش عاوزة اكسفه فى شغله
ثم أتجهت نحو الخارج وهى تبكى بشدة فركضت خلفها (سوسن) بينما فى الداخل شعر (هارون) بغضب شديد من تلك الفتاة الواقفة أمامه
-انتى معندكيش دم يا (ماجدة) ٠٠ بقولك اطلعى بارة ايه البرود اللى فيكى ده يا شيخة ٠٠ بقولك بارة
شعرت (ماجدة) بإهانة شديد وخرحت بالخارج فزفر (هارون) بضيق شديد من تلك البلهاء ٠٠
******************
ما أن وصلت (حكمت) إلى المنزل حتى ركضت نحو الداخل ولم تعبئ بصراخ (سوسن) عليها حتى صعدت غرفتها و نامت على فراشها وهى تبكى بشدة كلما تذكرت كلمات الفتاة التى مع (هارون) ٠٠
بينما (سوسن) قررت أن تقول ل (هارون) ما حدث وانها ستنتظره فى منزل خالتها ٠٠
*****************
بعد انتهاء العمل وصل (هارون) إلى منزله وهو يغنى ويطلق صافرة فوجد (سوسن) تنتظره بالداخل ويبدو عليها الغضب ووجد والداته ايضاً يبدو عليها الحزن فقال
-ايه اللى حصل ؟ّ ٠٠ ايه التكشيرة الثنائية دى !!
قالت (سوسن) بضيق
-واحد مزعل خطيبته وسايباها فى بيتهم تعيط وهو داخل يصفر ويغنى ايه المهم
نظر (هارون) إلى نفسه غير مصدقا
-انا !! ٠٠ هو انا بشوفها ده (سراج) عملى حظر تجول
فتحدثت والداته بغضب
-لو مروحتش طيبت خاطرها ٠٠ متباتش هنا خالص
نظر (هارون) إلى والداته بعدم فهم ثم نظر إلى (سوسن) قائلاً
-وكالة رويتر ٠٠ قلتى ايه ؟ وهببتى ايه ؟
وقفت (سوسن) وهى تضع يدها فى خصرها ثم قالت
-(حكمت) جت تشوفك النهاردة فى الشعل وقبل ما نخبط الباب سمعت صوت واحدة عندك وبتتريق عليها وبتقولك دى عامية ومش متعلمة ويا عينى البت مشيت وقالت انا مش عاوزة اكسفه فى شغله وروحت البيت
أتسعت أعين (هارون) ظل متسمراً للحظات ولكنه فتح باب المنزل وانصرف مسرعاً متوجهاً إلى منزل (سراج) ٠٠
*****************
فى تلك الأثناء ظلت (آمنة) أمام غرفة (حكمت) وهى تطرق الباب فأستمعت (حكمت) لصوت والداتها حتى مسحت وجهها ثم فتحت الباب ما أن رأتها والداتها حتى شعرت بحزن ابنتها وقالت
-مالك يا بتى عينيك محمرة إكده ليه ؟
-مفيش يا ماما ٠٠ انا بخير
شعرت (آمنة) بالقلق حيال أبنتها وقالت
-جوليلى فيه ايه ؟
كان (سراج) متوجهاً لغرفته حتى رأى والداته مع شقيقته أقترب منهم ثم قبل (سراج) يد والداته
-انتوا واقفين كده ليه انا ميت من الجوع
قالت (آمنة) بضيق
-مش هناكل غير لما نشوف خيتك بتبكى من إيه ؟!
نظر (سراج) بإهتمام إلى (حكمت)
-حصل ايه يا حبيبتى ؟
ما أن سئلوها عن ماذا حدث حتى تذكرت ما سمعته وذهبت إلى الداخل وظلت تبكى على فراشها فأسرع (سراج) ووالداته تجاهها فمسك (سراج) رسغها وقال
-حصل ايه ؟
قالت (حكمت) بين شهقاتها
-جولتلكوا جبل سابج انا مينفعش اتچوز ٠٠ بيعايروا (هارون) بيا (سوسن) ودتنى النهاردة ٠٠ مكتبكوا عارفة انى غلطت عشان روحت من غير اذنك بس ٠٠
قال (سراج) يحثها على الحديث
-حصل ايه يا (حكمت) !!!
اكملت (حكمت) بكائها ثم قالت
-كانت فى واحدة فى مكتبه سمعتها بتجوله ازاى ترفضنى انا وتخطب واحدة عامية ومش متعلمة
أمسك (سراج) رسغها بقوة ثم قال
-وهو رد قال ايه ؟
بينما شعرت والداتها بالحزن فهى المتسببة فيما حدث لها وسبب فقدانها لبصرها ولم تستطع الحديث ونزلت الدموع من عينيها ٠٠ أجابت (حكمت) عليه
-دافع عنى ٠٠ بس لحد امتى يا (سراچ) ذنبه ايه يتعذب هو معايا
ضمها (سراج) إلى صدره ثم ظل يهون عليها قائلاً
-هو بيحبك طيب ٠٠ يا حبيبتى متبقيش حساسة كده
-وهو ذنبه ايه ياخد واحدة بعاهة زيى
ابعدها (سراج) قائلاً
-إياكى تقولى كده ٠٠ انتى احسن واحدة فى الدنيا
فى تلك اللحظة دخلت الخادمة وقالت
-استاذ (هارون) مستنى حضرتك تحت
أمسك (سراج) يد (حكمت) وقالت
-تعالى معايا ٠٠ اكييد رويتر قالتله (سوسن) دى رهيبة
حاولت (حكمت) أن تمتنع عن الهبوط لأسفل فقالت والداته
-اسمعى كلام خوكى يا بتى
رضخت (حكمت) إلى قرارهم ثم اسندها (سراج) وهبطوا سوياً لأسفل وذهبت خلفهم والداته ما أن هبطوا حتى اقترب (هارون) من (حكمت) وقال
-انتى ازاى تمشى ومتدخليش عندى !! ٠٠ طب هى واحدة حيوووووانة ٠٠ انتى زعلتى منى طيب ؟ رديت عليها وطردتها .. طب انا قصرت ؟
ابتلعت (حكمت) ريقها ثم قالت إلى (سراج)
-ارد ؟
أبتسم (سراج) وقال
-ردى
-انت مجولتش حاچة تزعلنى ٠٠ بس ميرضنيش انك تتچوز اللى اجل منك
شعر (هارون) بضيق شديد ثم نظر إلى (سراج)
-بعد اذنك يا (سراج) وبعد اذنك يا طنط طبعاً ٠٠ محتاج اتكلم مع (حكمت) لوحدينا
هز (سراج) رأسه بالإيجاب ثم اقترب منه وقال بصوت خافت وهو يربت على كتفه
-عاوزك تفهم كويس بس انك لو ندمان ممكن تسيبها بس مش عاوز اشوف دموعها تانى بسبب الموضوع ده
زفر (هارون) بضيق ثم نظر بقوة إلى (سراج) وقال
-مش هرد عليك احسن ٠٠
أبتسم (سراج) ثم أخذ يد والداته وابتعدا قليلاً عنهم فقالت (حكمت)
-ياريت تنسى انى وافجت كانت لحظة هبل مش هتكرر تانى ٠٠ انا مش ٠٠
قاطع (هارون) حديثها وقال
-انا عاوز اتجوزك ٠٠ لا انا عيل صغير ولا حد ممشينى على كيفه انا لو عاوز اتجوز اى واحدة من زمان كنت عملتها من خمس سنين يا (حكمت) لما رفضتينى كان زمانى متجوز ومعايا اطفال كمان بس انا مش عاوز غيرك ٠٠ بحبك يا ستى اقول ايه تانى عشان تصدقى
شعرت (حكمت) بالخجل ثم قالت
-بس هى كلامها صوح انا مش متعلمة اه بجيت اعرف اجرا واكتب بس مدخلتش مدارس وفوج ده كله عامية مبشوفش
-حرام عليكى يا (حكمت) انا طردتها وهى بنت متربتش وانا هقول لبابها ع الكلام السخيف اللى قالته
شعرت (حكمت) بالضيق ثم قالت
-حرام عليك ابوها ممكن يعاجبها (يعاقبها) لاه متجولوش ٠٠ هى اتلاجيها بس بتحبك كتير ومتجصدش وهى احسن منى فعلاً مجالتش حاچة غلط
نظر لها (هارون) هائماً
-مفيش احلى منك يا (حكمت) ٠٠ صدقينى انتى احلى بنت فى الدنيا دى كلها واطيب بنت شوفتها وقلبك ابيض وانا كل مدة وكدة ببقى فخور انى حبيتك واخترتك
احمرت وجنتى (حكمت) ثم قالت
-يعنى مش هتكسف انك اتچوزت صحبة عاهة
زعق فيها (هارون) بقوة
-متقوليش كده ٠٠ انا فخور بيكى ومفيش حد صاحب عاهة اللى يفكر بالطريقة دى يبقى عقله هو اللى عاهة
شعرت (حكمت) بسعادة كبيرة للغاية لأن (هارون) يحبها إلى ذلك الحد ٠٠
*********************
بينما كانت (قمر) تجلس فى المنزل تبكى بشدة ولكنها قررت ان تبحث عن عمل فهاهو موعد إيجار شقتها قد حان وفوق كل هذا فقد كان والداها عليه دين من أجل زواجها وهى لن تجعل عمها يتكفل بمصاريفها لذا ستبحث عن أى عمل تقوم به حتى لا تحتاج لأحد كما انها شعرت من زوجة عمها أن نظراتها لها بغيضة وانها تتهمها بأنها صاحبة فأل سئ فقد مات ابنها قبل زواجهم بثلاثة اسابيع وهو يحضر اثاث لمنزلهم فعزمت انه من الصباح ستبحث عن أى عمل تقوم به ٠٠
************************
بينما ظلت (آمنة) تبكى على حال ابنتها شاعرة بالذنب من كل ما حدث لها هى سبب رئيسى فيه لأهمالها لعالجها بالماضى بدئت الذكريات تخيل إليها حتى شعرت بدوار فى رأسها وحزن شديد ينبع من قبلها لم تستطع ان تتحمل الوقوف أكثر من ذلك فسقطت مغشيا عليها فاقدة للوعى فأنتفض (سراج) ثم قال
-ماماا !!

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now