الحلقة الخامسة

4.4K 126 0
                                    

الحلقة الخامسة

نظرت (قوت) لذلك الكأس وهى لا تفهم ثم قالت
-ده إيه ديه !!
-ديه عصير ٠٠ أشربيه هتحبيه جوى
أبتسمت (قوت) وأخذت منه الكأس وبدئت فى شربه ونظر هو وأبتسم وما أن انهته حتى وضع لها كوب آخر فحاولت (قوت) أن تعترض ثم قالت
-بس ديه مر جووووى ٠٠ مش رايده انى اشربه
نظر لها (قاسم) نظرة مرعبة ثم قال
-بس انا جلت اشربى
شعرت (قوت) بالخوف وأخذت منه الكأس وبدئت فى شربه لم تتحمل المزيد من ذلك وشعرت بدوار شديد فأبتسم (قاسم) بخبث ٠٠
*****************
مر شهر كامل بدء (سراج) فى العمل مع (هارون) بمصنع ما وحاول ان ينسى (قوت) بكل قوته ولكنه لم يستطع فلن يتمكن من حب واحدة آخرى كما احبها ولكن دوماً كان (هارون) معه لمساعدته ٠٠
بينما كانت (قوت) تشعر بسعادة بتلك الحياة المرفهة التى تعيشها كما أن (قاسم) جعلها تغير من طريقة ملابسها ووعدها بأن يجعلها تسافر معه وتزور بلاد كثيرة ٠٠
******************
دخل (قاسم) على الغرفة الخاصة به هو و (قوت) فوجدها مستقلية على الفراش تنظر للسقف بملل وقال
-چهزي لينا خلجات لاچل ما نسافر
شعرت (قوت) بسعادة كبير وقالت بفرحة
-بچد هنسافر؟
أبتسم (قاسم) لسعادتها ثم قال
-مش وعدتك ولا إييه ؟!
شعرت (قوت) بفرحة كبيرة وذهبت لكى تحضر الحقائب فتلك هى المرة الأولى التى ستخرج فيها من تلك القرية التى ولدت ونشئت بها ٠٠
******************
بعد مرور ثلاث سنوات كان (سراج) مازال يدرس مع (هارون) وقد إلتحقا معاً فى كلية الحقوق ويعمل ايضاً وانتقلت اسرته للعيش معه ولم يعد يزور القرية الخاصة به مطلقاً فقد اصبحت حياته كلها بمصر وكان يذاكر دروسه دوماً فى منزل (هارون) ٠٠
بينما (قوت) كانت تشعر بسعادة كبيرة بوجود (قاسم) بجانبها فأصبحت هى السيدة ٠٠ سيدة القصر وترتدى ملابس لم تكن تحلم يوماً أن ترتديها وزارت أماكن كثيرا وسافرت كثيراً مع (قاسم) كما انه كان يعطى لعائلاتها نقود كثيراً وجعلهم يتذوقون من الطعام ما لذ وطاب فقد شعرت بفرحة وشعور لم تتذوقه من قبل ولكن خلال تلك السنوات لم تلاحظ التغيرات التى حدثت لها فقد اصبحت تشرب الخمر كثيراً حملت مرتين ولكن كل مرة كان يسقط الجنين بسبب اهملها فى صحتها وشربها للكحول فقد كانت تصلى قليلاً الآن لم تعد تصلى ابداً ملابسها اصبحت عارية واصبحت تفضل هيئتها بتلك الملابس كثيراً ومع ذلك لم تدم تلك السعادة المختلطة بالحرام كثيراً ففى يوم وجدته عائد من المنزل غير واعياً بسبب كثرة شربه للخمر وكان يتأرجح تارة نحو اليمين وتارة اخرى نحو اليسار وهو ممسكاً بيد فتاة يدندنا سوياً اغنية ما ٠٠ حين رأته (قوت) وهو بتلك الحالة أتسعت أعينها ثم قالت
-(ج٠٠ جاسم) !! مين ديه ؟!
ضحك (قاسم) كثيراً وشاركته الفتاة التى معه الضحك ثم أجاب عليها قائلاً
-واحدة ٠٠ واحدة چاية معايا هتشاركينى ولا إيه يا (جوت)
-ك٠٠ كيف يعنى واحدة وچاية معاك ٠٠ من ميتى يا (جاسم) وانت بتعمل إكده !!
ضحك (قاسم) ثم قال
-انا بكيفى اعمل اللى انا رايده !! محدش يجولى بتعمل إيه ؟!
شعرت (قوت) بحزن كبير يتسرب إلى قلبها ثم قالت
-ب٠٠ بس مستحيل اسيبك معاه انا مرتك يا (جاسم) واللى بتعمله ده مينفعش واصل
ثم نظرت لتلك الفتاة الرخيصة التى معه
-واتى يا هبابة امشى من اهنيه ٠٠ كيف تسمحى لنفسك تاچى بيت راچل متچوز
نظرت تلك الفتاة إلى (قاسم) وجدته يشعر بغضب شديد وأقترب نحو (قوت) وعيناه تطلق شرار ولا تخبر أحد بأنه ينتوى خير ابدا ثم قال بغضب
-يظهر أنى دلچعتك كَتير يا (جوت)
ثم نظر للفتاة التى معه وقال
-متتنجليش من مكانك ٠٠ فااااهمة ؟!
هزت الفتاة رأسها بالإيجاب بخوف شديد ثم اقترب (قاسم) من (قوت) وأمسك معصم يدها حاولت (قوت) الأعتراض وهى تقول
-بعد عنى ٠٠ جولتلك بعد عن يدى
فنظر لها نظرة حادة ثم سحبها نحو الدرج ظلت (قوت) تبكى وهو يجرها هكذا وبتلك الطريقة المهينة وما ان وصلوا للطابق العلوي حتى سحبها نحو غرفتهم فتح باب الغرفة ثم قام بقذفها نحو الداخل فوقعت (قوت) على الأرضية وهى تبكى بشدة ثم قالت
-بتمد يدك عليا يا (جاسم) !!!
أغلق (قاسم) باب الغرفة بعنف ثم قال بهدوء مرعب
-اتى لسه شوفتى حاچة يا (جوت) ٠٠ مش انى اللى مرتى تجولى اسوي ايه ومساويش ايه !! وبعدين فكرك يعنى يا مخَبلة اتى انى مخونتكيش واصل طول ال 3 سنين تبجى مچنونة لو فكرتى إكده انى بس كيفى ابجى هنا الليلة ديه
ثم قام بنزع الحزام من بنطاله وانهال عليها وعلى جسدها بالضرب به ظلت (قوت) تصرخ من شدة الألم وهو لا يأبه لصراخها ذاك بل ظل يعنفها ويضربها أكثر وأكثر حتى فقدت الوعى من كثرة الضرب  فأبتسم (قاسم) بسخرية ثم قال
-من اهنيه ورايح مش رايدك تتدخلى فى أى شئ يخصنى
ثم ركلها بقدمه وخرج خارج الغرفة واخبر الخادمة بأن تذهب لها لكى تفحصها ثم دخل مع تلك الفتاة الرخيصة غرفة اخري ليفعل ما حرمه الله ٠٠
ما أن صعدت الخادمة إلى الغرفة ورأت حالة (قوت) المزرية حتى شهقت وهى لا تصدق ما تراه ثم ذهبت إليها وأسندتها ووضعتها على الفراش وذهبت لكى تحضر لها الماء وتفعل لها كمادات ثم أحضرت الماء وقطعة قماشة وظلت تمسح الجروح من أعلى جسدها حتى قالت
-كان بإيه عليكى من ده كله يا بتى ٠٠ فى واحدة عاجلة تتچوز (جاسم) !! ٠٠ بس هجول إيه انا ذات نفسى جلت فى ال 3 سنين دول  جدرتى تغيره لكن هو شيطان وهيفضل شيطان إكده محدش جادر عليه ٠٠
مرت الليلة وكانت الخادمة تمرض (قوت) طوال الليل وسمعت صرختها اثناء نومها وهى تقول
-مش هامنعك تانى ٠٠ اعمل اللى بدك ياه بس سبنى ومتضروبنيش
شعرت الخادمة بالحزن على حال (قوت) وفى الصباح استيقظت (قوت) وشعرت بدوار وجدت الخادمة تنام على المقعد نظرت لجسدها وهى لا تصدق هل (قاسم) من فعل بها ذلك حقاً !! ولكنها نهضت من الفراش وهى تتحامل على نفسها وتسير ببطئ وصعوبة شديدان حتى خرجت من الغرفة ووصلت للغرفة الأخرى وفتحتها ووجدت (قاسم) ينام على الفراش وبجواره تلك العاهرة صدمت مما رأته وظلت تبكى على حالها فهى لا تستطيع أن تصدق ان ذلك هو من كان يشعرها بألوان السعادة فى الثلاث أعوام الماضية ثم عادت إلى غرفتها وظلت تبكى على حالها بشدة ٠٠
*******************
بعد مرور ثلاث سنوات ٠٠
كانت حياة (قوت) مازالت كما كانت أن أعترضت على شئ إنهال عليها بالصفع والضرب أصبحت تشرب كثيراً لكى تنسى حالها ذاك فهى من اختارت ظلت تتذكر (سراج) ومعاملته لها وخوفه عليها وهى هى من ضربت بحديثه عرض الحائط حاولت الخادمة المسنة ان تنهيها عن الشرب ولكن لم تسطتع فهى ليس لديها أى شخص لتحكى له مافى صدرها فوالدها لن ينصفها على (قاسم) و (قاسم) يعطيه نقود كثيراً ووالداتها توبخها دوماً وتقول لها انه رجل ومن حقه ان يستمتع بماله ومادام يأتى إليها فى الليل فلا حاجة لأفتعال المشاكل معه ٠٠
بينما كان (سراج) قد تخرج من كلية الحقوق هو و (هارون) واصبحا يتدربان فى مكتب لدى محامى كبير وأصبح حال (رفعت) يسوء اكثر واكثر حتى ادخله (سراج) المشفى وكانت (آمنة) ترعاه دوماً بينما (حكمت) لازالت تحتبس كما هى ولا تكون اى صدقات مع أى شخص حاول (رفعت) كثيراً جعلها تخرج للحياة ولكنها كانت ترفض اما والداتها فقد كانت صديقتها الوحيدة فجعلتها تعتمد على نفسها فى اشياء كثيرة وعلمتها طهى بعض الأطعمة الخفيفة اما (سراج) كان يعمل ويدس ويقرأ كتب كثيرة حتى لا يجعل اى دقيقة شاغرة من وقته كى يفكر فى (قوت) ٠٠
أستيقظت (قوت) من نومها وهى تشعر بألم فى رأسها شديد أمسكت رأسها ثم نهضت عن الفراش وهبطت للطابق السفلى وذهبت تجاه ذلك البار الموضوع جانباً وانتقت أحدى الزجاجات وقامت بصب كوب منها حين رأتها الخادمة وهى بتلك الحالة أسرعت نحوها وبعدت ذلك الكوب عن فمها وقالت بغضب
-اتچنتى يا بتى ع الريج إكده
قالت (قوت) بضيق شديد
-بعدى عنى واتركينى هملينى لحالى ٠٠ انا خابرة زين اللى بعمله
-يا بتى حرام عليكى نفسك وصحتك ديه اللى ضيعتيهم وشبابك اللى بيضيع منيكى ده
انفجرت (قوت) فى البكاء وظلت تسرد عليها كل قصتها مع (سراج) وكيف تخلت عنه وهى لا تعرف له أى طريق الآن شعرت الخادمة بالحزن على حال (قوت) واخذتها بين احضانها وظلت تهون عليها بعد أن شعرت (قوت) بالراحة قليلاً قالت
-هطلب منيكى طلب يا خالة
-خير يا بتى
-رايدة انى اروح لبيت الخالة (آمنة) نفسى اجعد فى البيت ولو عشر دجايج بس
أتسعت أعين الخادمة ثم قالت
-انتى خابرة لو (جاسم) بيه إچله خبر بإكده هيسوى فينا إيه ؟
تحدثت (قوت) بترجى
-مرة واحدة بس يا خالة ٠٠ مش هيعرف اكنى كنت عند أمى خصوصى ان بيت الخالة (آمنة) محدش بيدخلوا واصل
هزت الخادمة رأسها على مضض فذهبت (قوت) لترتدى ملابسها ووضعت على شعرها حجاب طويل كانت تخفى معالم وجهها وهى تضع جزء من الحجاب عليه طوال الطريق حتى وصلت لمنزل (آمنة) ما أن وصلت هناك حتى ظلت تنظر لأرجاء المنزل بأشتياق وتتذكر ذكريتها مع (سراج) وتبتسم تارة وتبكى تارة أخرى ثم صعدت للطابق العلوي ودخلت غرفة (سراج) وجدت الأتربة تغطى المكان ولكن رائحته رائحة (سراج) مازالت بالغرفة نزلت الدموع من عينيها وهى تتذكره وتتذكر حديثه ثم ذهبت على فراشه وجلست عليه وظلت تبكى بغزارة على حالها ذلك لم تعرف كم مر من الوقت عليها وهى فى غرفته تبكى حتى دخلت عليها الخادمة وهى تقول
-همى جوام يا ست الهانم جبل ما (جاسم) بيه يعاود
هزت (قوت) رأسها بالإيجاب ومسحت دموعها ثم وضعت جزء من الحجاب على وجهها مرة آخرى وذهبت نحو الخارج مع الخادمة عائدة إلى ذلك السجن الأبدي التى وضعت نفسها به ٠٠
********************
فى المكتب الذى يعمل به (سراج) و (هارون) ظل (هارون) يبحث عن ملف قضية ما ولكنه لم يجدها وتذكر ان بالأمس أخذها (سراج) معه فزفر بضيق وقام بالأتصال به عبر هاتف المنزل فى ذلك الوقت كان (سراج)  قد خرج  من المنزل ولا يوجد أحد بالمنزل سوى (حكمت) عندما استمعت لصوت الهاتف سارت ببطئ تجاه الهاتف ولكن ما أن وصلت حتى كان قد أنقطع الأتصال زفر (هارون) بضيق ثم قال
-اكييد طبعا مامته واخته فى المستشفى عند ابوه والبيه نايم فى العسل هروحله دلوقتى قبل الاستاذ ما يجى ٠٠
ثم خرج (هارون) من المكتب واستقل سيارة آجرة ووصل إلى المنزل حيث يسكن (سراج) وما أن صعد الشقة حتى ظل يطرق باب الشقة بشدة ما أن استمعت (حكمت) لصوت دقات الباب حتى شعرت بالخوف الشديد ولكنها ظنت انه ربما من بالباب هو عمها او زوجة عمها ارتدت حجابها واتجهت نحو الباب بخطوات بطيئة ثم قامت بفتح الباب ووجدت صوت يتحدث بعصبية
-كل ده عشان تفتح الباب يا ٠٠٠
توقف عن الكلام عندما نظر لوجه الفتاة التى أمامه وابتلع ريقه وعاد للوراء خطوة فرغم صداقته القديمة مع (سراج) وإلا تلك هى المرة الأولى التى يرى بها (حكمت) لأنه كان يطلب دوماً من (سراج) ان يأتى هو إليه لأنه وحيد ابويه وحتى لا يزعج أسرته ورغم محاولة (سراج) بأقناعه انه لا يزعج اى شخص ولكن (هارون) كان يصر أن يتقابلا فى منزله ظل ينظر لها وإلى عبائتها المنزلية وحجابها الأسود التى ترتديه وعيناها ٠٠ عيناها الخضراء تلك التى يري فيها خضار الأشجار مع بياض بشرتها الثلجية نظر لها هائما وكأنه قد نسى الحديث وما كان يريده من الأصل شعرت (حكمت) بالخوف ثم قالت
-ا٠٠ ات مين ؟
أبتلع (هارون) ريقه ثم قال
-ا٠٠ انا (هارون) صاحب (سراج) و ٠٠
لم يكمل حديث حتى وجدها صفعت الباب فى وجهه أتسعت عيناه وهو لا يصدق ما حدث للتو فقالت (حكمت) من الداخل
-ا٠٠ انى اسفة بس امى مع ابويا فى المستشفى و(سراچ) راح شغله ميصحش تدخل ومحدش اهنيه
أبتسم (هارون) بسعادة وقال
-ايوة صح معاكى حق ؟ ّ٠٠ عموما (سراج) نزل من امتى طيب
-ياچى من تلت ساعة إكده
-طب مشوفتيش اذا كان وهو نازل معاه ملف ولا لأ
شعرت (حكمت) بالأهانة وانسابت الدموع من عيناها وقالت
-انت بتتمئلت عليا يا افندى ات ٠٠ وانى بشوف من اصله !!
ثم اتجهت نحو غرفتها وهى تبكى بشدة بينما ضرب (هارون) كف يده برأسه ثم قال
-ايه الغباء اللى بينقط منى ده !! ٠٠ ده سؤال برده يا (هارون)
ثم قال
-يا انسة يا انسة
ولكن عندما لم يجد منها رد علم بأنه قد جرحها وأحرجها فشعر بالغضب من نفسه وضرب الأرضية بقدمه وقرر ان يعود للمكتب مرة أخرى ٠٠
**********************
بعد أن أنتهى (سراج) من العمل قرر الذهاب للمنزل وأن يصطحب (حكمت) لوالده فى المشفى وقرر (هارون) زيارة والده مع (سراج) طوال الطريق كان (هارون) يختلس النظر ل (حكمت) الصامتة ود أن يحميها من كل عين تراها ولا يراها أحد سواه ولكن كيف يفعل ذلك وقرر أن يتحدث مع (سراج) ويطلب يدها للزواج يعرف انه قرار قد تسرع فيه ربما ولكن يوجد ما يجذبه فى تلك الفتاة ولأنها شقيقة اعز اصدقائه لا يريد ان يغشه ولا حل لذلك إلا التقدم لخطبتها ٠٠
ما أن وصلوا المشفى ظل (هارون) جالساً معهم ليطمئن على حال والد (سراج) ثم استأذن للمنزل كانت (حكمت) لا تطيق أن تسمع صوته ولا تستطيع البوح بأنه أهانها لأحد بينما (سراج) يجلس بجواره والده وهو ينظر له وشعر بأنه لا يتحسن ولكن ظل يحمد الله ويذكر الله ٠٠
وبعد مرور ساعة وجد حالة والده تسوء اسرع ليحضر الطبيب وكانت (آمنة) تمسك يد (رفعت) وهى تحاول ان تهون عليه الآلم حتى دخل الطبيب مسرعاً وظل يفحصه حتى وجده قد سلم روحه لبارئها ثم نظر الطبيب إلى (سراج) وقال بأسف
-البقاء لله ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz