الحلقة التاسعة والعشرون

3.5K 115 3
                                    

الحلقة التاسعة والعشرون

جلست (حكمت) بجوار (هارون) بعد أن قال لها (سراج) أن تهبط بالأسفل لكى تجلس معه فقالت
-ايه المفاچاءة الحلوة ديه ؟
شعر (هارون) بسعادة كبيرة بأن حضوره قد أسعدها هكذا فمسك يدها وقال
-بصيلى يا (حكمت) عينيكى وحشتنى اوووووى
صمتت (حكمت) قليلاً بينما عض (هارون) شفتاه بغيظ من نفسه تباً كيف ذكرها بفقدانها للبصر الآن اغمض عيناه بضيق فدوماً يتحدث بترهات ولكن ربتت (حكمت) على يده الممسكة بيدها بيدها الأخرى ثم قالت وهى توجه انظارها نحو صوته
-عينى وحشتك جوى إكده ؟
نظر لها (هارون) بطرف عينه كى يستنبط شعورها ولكن وجد على وجهها إبتسامة عاذبة مما زاد شعورة بالخجل من نفسه شعرت (حكمت) بذلك عندما وجدته صامت ولا يتحدث فأبتسمت مرة اخرى وقالت
-عارف لو حبيت بس افتح هبجى نفسى افتح بس عشان اشوفك انت
ابتسم (هارون) ابتسامة خافتة وهو مازال يشعر بتأنيب الضمير فضحكت (حكمت) ثم قالت
-انت اللى ادتنى ثجة فى نفسى يا (هارون) فانا عارفة انك متجصدش تضايجنى وانك حابب تشوف عينى وده حجك انا كمان لو كنت بشوف مكنتش هضيع ثانية واحدة من غير ما املى عينى منك
ابتسم (هارون) بسعادة ثم قال
-انا بحبك اوووى يا (حكمت) ٠٠ بس انتى كدابة
-انا !!
-ايوة اللى ادالك ثقة فى نفسك مش انا الدكتور إياه
ثم ترك يدها وعقد يده نحو صدره واعطاها ظهره فأبتسمت هى عليه لأنها توقعت ما يفعله من نبرة صوته ثم قالت
-مجدرش ع زعلك
-بعد ايه ٠٠ يعنى لولا ان الدكتور ده اعجب بيكى مكنش يبقى عندك الثقة دى فى نفسك انا مش مهم عندك اصلاً
ابتسمت قليلاً ثم وضعت كلتا يداها أعلى كتفاه وقالت
-لا ابداً ٠٠ انت فاهم موضوع الدكتور ده غلط خالص انت اول واحد شافنى انا مش بخرچ واصل واول واحد يتجدم ليا تخيل إكده ان اول واحد شافنى يتجدملى مش بس إكده لاه ده اتجدملى ومكنش عدى ع وفاة ابويا إلا كم شهر ومش بس إكده ده كمان فاضل ميشوفش غيرى لمدة خمس سنين مع ان كان فى بنات نفسها انه يبصلها ومع ذلك هو منسيش (حكمت) العامية دى
إلتف لها ومسك يدها وقبلها وقال
-انتى عندى بالدنيا ٠٠ بس كملى كملى انا لسه مقموص
ضحكت (حكمت) ثم تابعت
-تفتكر ان ممكن حد يكون ادالى ثجة فى نفسى غيرك يا (هارون) منكرش انى اتبسطت بموضوع الدكتور
احتدت نظرات (هارون) لها فتابعت وهى مبتسمة
-اى بنت اى بنت فى الدنيا بتتبسط لو فى كذا حد حبها مش انا بس يا مچنون وده بيخليها تعرف انها مش جُليلة ٠٠ لكن انا جلبى مدجش طعم الحب إلا وياك
-برده موضوع الدكتور منرفزنى
اضيقت عينان (حكمت) ثم قالت
-يعنى انت متبسطش ب (ماچدة) ديه اللى كانت بتچرى وراك فى كل حتة
صمت (هارون) قليلاً فهزت (حكمت) رأسها بأسى
-انت مچنون
-طب خلاص خلاص ٠٠ انا جعان قومى حضريلى الآكل
-طيب طيب يا سااااتر ٠٠ تعالى معايا عشان تساعدنى
-ماشى وهتاكلى معايا
فهزت رأسها بالإيجاب بسعادة وذهبا نحو المطبخ كى يعدوا العشاء لأنفسهم ٠٠
بينما كان (سراج) بالأعلى بغرفته يفكر فى حديث (قمر) التى ابلغته به وانه دوماً يعاملها بجفاء زفر بضيق ووقف فى منتصف الغرفة ولكنه قرر ان يذهب إليها خرج من غرفته ثم اتجه نحو غرفتها وهو متردد ثم طرق باب الغرفة ففتحت (قمر) باب الغرفة ووجدت (سراج) أمامها فأبتلعت ريقها وشعرت بتوتر كبير فقال (سراج) بإنفعال
-انا عاوز اعرف شئ واحد
-خ٠٠ خير
-بقى انا مش لطيف معاكى؟
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-اطلاقاً ٠٠ انت بتزعق وتشخط فيا طول الوقت
-مش يمكن بعمل كده عشان خايف عليكى
تحدثت (قمر) بضيق
-متقولش خايف عليا ٠٠ مانت اكيييد بتخاف ع (قوت) بس مش بتزعق فيها
-لا بزعق فيها كتييير ع فكرة ومش معنى انك مشوفتيش تحكمى ع اللى مشفتهوش
-و و٠٠ والخدامة اللى تحت ؟!
-مالها
-ك٠٠ كانت واقفة ومبينة رجلها عشان تتفرج عليها وانت كل اللى عليك مليش نفس للأكل
اتسعت اعين (سراج) ثم قال بذهول
-ايه ؟! مشوفتهوش م٠٠
قاطعته (قمر) قائلة
-عارفة انك مشوفتهاش ٠٠ بس هى واحدة بجحة ولما جيت شخطت فيها حضرتك اضايقت اوووى انى بشخط فيها
ابتسم هو ابتسامة جذابة ثم قال
-مش هزعقلك تانى
-وعد !!
ابتسم قليلاً ثم هز رأسه بالإيجاب وقال
-وعد
-يعنى مهما اعمل مفيش زعيق تانى
هز رأسه نافياً ثم قال
-هكلم معاكى بهدوء خاااالص ومش هتعصب عليكى
ابتسمت (قمر) بسعادة ثم قالت
-ماشى
-انا هنزل اشوف (هارون) و (حكمت) بيعملوا ايه
هزت رأسها بالإيجاب فابتسم هو فهمت هى لغلق الباب فوضع يده على الباب قبل ان تغلقه وقال
-وانتى هتعملى ايه ؟
-هقعد اكمل الكتاب اللى انت ادتهونى
-فى حاجات واقفة قدامك ؟
-شوية يعنى
-طب ومسئلتنيش ليه ؟
-ما٠٠ ماهو ملحقتش موضوع (قوت) جاه بسرعة
هز رأسه بتفهم ثم قال
-طب انا نازل
-ماشى
فرك مؤخرة رأسه بيده ثم قال
-هو مش ميعاد الدوا بتاع ماما جاه ؟
-ادتهولها
-اه ٠٠ طيب كويس تخيلى انا نسيته !!
-مانت بالك مشغول فى (قوت)
ابتلع (سراج) ريقه فتابعت هى
-تصبح ع خير
-ايه ده هتنااامى ؟
قطبت (قمر) حاجبيها ثم قالت
-هو فى ايه ؟
-ها ٠٠ طيب حيث انك هتنامى تصبحى ع خير
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب ثم همت لتغلق باب الغرفة مرة ثانية فوضع يده مرة اخرى مانعاً إياها من إغلاقه
-مقولتيش وانت من اهله يعنى
ابتسمت (قمر) دون أن تشعر ثم قالت
-وانت من اهله
ثم اغلقت الباب فى وجهه فزم هو شفتاه ثم نزل بالأسفل لكى يرى (هارون) و (حكمت) وجدهم يتناولو طعام العشاء فقال (سراج)
-يلا يا خفيف عشان هتنام معايا
-مش عاوز انام ياخى
-لا ماهو متحلمش باكتر من كده
-اشوفك معمولك حظر تجول زى اللى معمولى
ضحك (سراج) ثم قال
-بس ياااض
فأبتسمت (حكمت) ثم قالت
-طب تصبحوا ع خير
فقال (سراج) بمشاكسة كي يجعل (هارون) يغتاظ
-حاف كده يا (حكمت)
-ها !!
-فين البوسة اللى ع خدى
ابتسمت (حكمت) ثم اقتربت من شقيقها لتقبله فى وجنته الذى ابتسم بإنتصار تجاه (هارون) الذى كان مشتعل غيظاً ثم اسرعت (حكمت) نحو الخارج فنظر له (هارون) بغيظ شديد ثم قال
-طب ع فكرة (قوت) مع (قاسم)
ضم (سراج) قبضة يده بغضب ثم مسك صحن من الطعام ليقذفه على (هارون) الذى فر هارباً إلى الأعلى ٠٠
*****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أستيقظت (قمر) من النوم وهى تشعر بصداع شديد فقد كانت تقرأ طوال الليل قررت ان تهبط بالأسفل لتعد كوب من القهوة لها ولكنها استمعت إلى صوت الهاتف فقطبت حاجبيها من ذا الذى سيتصل فى التاسعة صباحا هكذا !! ذهبت تجاه الهاتف حتى لا يستيقظ أحد فرفعت السماعة لتقول
-الو ٠٠
-ياااه بجى اصحى من النوم ع الصوت اللى يچنن ده
قطبت (قمر) حاجبيها ثم قالت
-مين معايا ؟
-لاه ٠٠ ازعل منيكى متعرفيش صوتى
شعرت (قمر) بأشمئزاز فقد علمت انه (قاسم) ثم قالت
-(قاسم)
-ياااه اول حد يجول اسمى بالرجة دى
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-وانت عاوز ايه ع الصبح
-اتوحشتينى رايد انى اشوفك
ابتلعت هى ريقها ثم قالت
-ايه ؟
-تعالى عندى دلوجيتى
عضت شفتاها بخوف شديد فهى من الأساس يجب ان تعتاد على ان تراه وليس ذاك فحسب بل يجب ان تدخل منزله ايضا ولكنها شعرت بالخوف من تلك اللحظة قاطع شرودها ذاك صوته
-روحتى فين ؟
-هاجى اشوفك بس مش هدخل جوا ٠٠ انا شفتك بتركب خيل عاوزة اتفرج ع الاسطبل اللى عندك
ابتسم (قاسم) ثم قال
-وماله ؟ّ٠٠ منتظرك
اغلقت (قمر) الهاتف واخذت نفس عميق ثم خرجت من المنزل لتتجه نحو القصر الذى يعيش به (قاسم) نظرت حولها وإلى حديقة الفواكة التى بالداخل واستمتعت بالنظر إليها وإلى الطبيعة الخضراء حتى وجدت شخص ما اتى خلفها ووضع يده على كتفها فأنتفضت خوفاً وعادت للخلف خطوة ثم إلتفت لتجد (قاسم) أمامها فقال
-ده انتى جلبك خفيف اوووووى
-مانت خضتنى
ابتسم قليلاً ثم قال
-تعالى وراى مش عاوزة تشوفى الخيل ؟
هزت رأسها بالإيجاب ولكنه ظل يتطلع إليها وإلى فستانها ذاك الطويل وحجابها الذي يغطى شعر رأسها فعقد يده نحو صدره ثم قال
-من ميتى واتى محچبة ؟
فركت يدها بتوتر قليلاً ثم قالت
-مانت ع طول بتشوفنى بالحجاب لما بتمشى واشم هوا
-بس ده عشان اتى ماشية وسط البلد دول ياكلوكى لو شافوكى بشعرك
ابتلعت ريقها بتوتر فتابع هو
-لكن اتى هنا فى بيتى محدش يجدر يجربلك خصوصى بعد ما يعرفه انى هتچوزك ٠٠ ده غير ان اول مرة شوفتك فيها كتى بشعرك الاصفر ديه انا فاكره كويس
شعرت (قمر) بالخوف منه ثم قالت
-انا وقتها نسيت طرحتى
ثم عقدت يدها نحو صدرها وقالت بتحدى
-انت عمال تسئل تسئل ٠٠ وناسى انك مزعلنى
-انى !! وانى عملتلك إيه ؟
وضعت سبابتها أمام وجهه ثم قالت
-تقدر تقولى خطفت (قوت) ليه وجايبها هنا لو انت عاوز تجوزنى بجد !! وبتحبنى بس واضح انك مش بتحبنى
ثم اعطته ظهرها وقالت بحزن طفولى
-انا زعلانة منك
ابتسم (قاسم) قليلاً وهم ليضع يده على كتفاها فقالت هى بصوت مرتفع تشيح بوجهها تجاهه
-عارف لو حطيت بس ايدك مش هيحصلك كويس
ثم إلتفت له لتنظر بعينه وتقول
-ممنوع اللمس قبل الجواز اللى شكله مش هيتم ٠٠ بسبب عينك اللى يندب فيها رصاصة
ضحك (قاسم) بطريقة لم يضحك بها من قبل ثم قال
-ده انتى بتغيرى بجى ؟
زمت هى شفتاها بطفولة ثم قالت
-مش من حقى ولا أيه ؟ ٠٠ عموماً انا جيت بس عشان اقولك الكلمتين دول لكن انا زعلانة جداً منك ومش هكلمك ٠٠ عن اذنك
وهمت لتنصرف فمسك (قاسم) يدها مانعاً إياها من الرحيل فإلتفت هى له ونظرت نظرة نارية له فرفع هو يده الاثنتين فى الهواء كأنه مستسلم ثم قال
-خلاص عاااد ٠٠ انى مش عاوز اضايجك
ابتسمت هى بسعادة لأنها بدئت ان تروضه كما هى تريد وقالت
-يبقى تسيب (قوت)
تحدث (قاسم) بعفوية
-مجدرش
نظرت له بحدة فأبتلع ريقه ثم قال كاذباً
-اجصد يعنى انى هسيبها انا چيبها لاچل ما اعذبها وبس بتتحدانى وبتجف جدامى مع ولد خالتها
شعرت (قمر) بأنه يكذب عليها فقالت بصوت رقيق
-يعنى لو طلبت منك مش هتعمل كده عشان خاطرى
ابتسم (قاسم) قليلاً ثم قال
-اتى وشطارتك
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-طب انا راجعة البيت
-والخيل
-الجايات اكتر
ثم تركته وركضت نحو الخارج فظل (قاسم) نظره معلق عليها وقال هائما
-يخرب بيت اللى يزعلك
*********************
بعد وقت العصر هبطت (سوسن) بالأسفل لكى تحضر مشتريات المنزل فوجدها (رأفت) تخرج من عقار منزلها فمنذ عيد مولد (دلال) وهو يأتى لها بعد موعد عمله ويظل واقف امام منزلها حتى منتصف الليل ثم يعود منزله بقى ليلتين على ذاك الحال منتظر فقط أن يراها وحينما رأها شعر وان انفاسه بدئت ان ترد لها تبعها دون ان يجعل احد من جيرانها ان يراه وجدها تدخل متجر لتحضر اغراض منزلية فدخل معها واصطنع انه سيشترى هو الآخر ثم سار خلفها ووجدها تنتقى بعض الأغراض ثم ذهبت لكى تحاسب عليه ولم يستطع ان يتحدث معاها فاخذ عبوة من الشكولا ثم خرج خلفها ولكنه اسرع تجاهها ومسك يدها لتسقط الأغراض من يدها وهى خائفة فقال بصوت خافت
-انا (رأفت) بلاش تعملى شوشرة
نظرت تجاهه وشعرت بضيق شديد وهمت لتركع حتى تجمع الاغراض المنزلية فمسك هو يدها وقال بصوت أچش
-بتعملى ايه ؟ متوطيش تانى .. مفهوم ؟
ثم بدء هو فى تعبئة اغراضها مرة اخرى داخل الحقائب البلاستيكية فعقدت هى يدها نحو صدرها ثم قالت
-انت عاوز ايه ؟
بعد ان جمع اغراضها نهض مرة اخرى وهو ممسك بالحقائب ثم قال
-انا هسئلك سؤال وتجاوبى عليا
-افندم
-انتى مهتمة بيا
رمقته (سوسن) بنظرة نارية ثم حاولت ان تأخذ منه الحقائب البلاستكية خاصتها وقالت عندما وجدته يمتنع عن إعطائها إياها فقالت بضجر
-احنا فى الشارع يا (رأفت) وكلامك ده ميصحش انت عاوز تلبسنى مصيبة
-ماهو بصى اعملى حسابك بقى انك مش هتمشى غير اما تردى عليا
زفرت هى بضيق ونظرت له
-انت جبت التخاريف دى منين ٠٠ وبعدين فى چنتل مان يقول لبنت كده بس اقول ايه ماهو انت لا چنتل ولا مان من اصله
رمقها (رأفت) بنظرة نارية فلم تهتم هى به وقالت
-ناولنى الشنط
فقال هو
-ماهو بصى اسمعى كووويس وحطى كلامى حلقة فى ودنك ٠٠ انا معرفش اتنيلت حبيتك امتى بس اهو حصل لو رضيتى بيا زى مانا هوعدك اتغير عشانك وهدور ع شغل جديد مرضتيش بيا هتجوز (دلال) واشوف مصلحتى انا مش بعمل حاجة حرام اه مش هتجوزها عن حب بس اهى سلمة اطلع عليها وخلاص اه استغلالى وواطى بس مقدميش حل تانى لكن لو رضيتى بيا وبفقرى وبظروفى هحاول اطلع السلم درجة درجة وانتى جنبى
لاحت على وجه (سوسن) ابتسامة بسيطة ثم قالت
-طب وربنا مش خايف من ربنا
-مانا هتجوزها مش هعمل شئ فى الحرام ولا هاخد منها شئ بالعافية كله هيبقى برضاها
-حقااانى اووووى انتى
-ها قولتى ايه ؟
ابتلعت ريقها ثم قالت
-قلت ان تفكيرك غلط ومش معنى انك بتحاول ترضى ربنا بطريقة فاللى انت بتعمله ده ميرضيش ربنا
-بصى يا (سوسن) انا لا ضربت صاحبتك انها تحبنى ولا عملت معاها حاجة فى الحرام هى اللى بتجرى ورايا ومن ساعة موضوع (حكمت) وانا اتغيرت وعاهدت ربنا انى مش هغصب حد ع شئ تانى فلو مش هعيش بسعادة قلبى اشوف السعادة اللى بيتمتع بيها الباقى وزى ما قولتلك انا مش هغصب (دلال) ع حاجة هبقى استغلالى اه لو اتجوزتها بس هعمل ايه اذا كانت اللى بحبها مش راضية بيا
-ومين قالك انها مش راضية بيك يا متخلف
ابتسم (رأفت) قليلاً ثم قال
-ايه ؟!
اخذت الحقائب من يده ثم اخذت عبوة الشيكولا التى كان يمسكها وقالت
-اخويا موجود فى البيت من الساعة 4 ل 9 بعد كده بينام ٠٠ سلااام
ثم تركته وذهبت نحو منزلها بينما هو ظل يحاول ان يستفيق مما قالته له تلك المشاكسة ٠٠
**********************
توضئت (قمر) لصلاة المغرب واستعدت للصلاة بغرفة (آمنة) وما أن انتهت حتى وجدت (سراج) يدخل الغرفة فقالت (قمر)
-انا هروح اعملى شاى حد عاوز ؟
نظر لها (سراج) ثم قال
-هو انا كل ما اجى اقعد مع ماما تخرجى ولا ايه ؟
نظرت له (آمنة) بخبث ثم قالت
-لاه وات چاى تجعد مع امك بصحيح
نظر (سراج) لوالداته التى كانت تضحك بينما قالت (قمر)
-انا مش ماشية انا هعمل شاى وهاجى اقعد معاها حتى هقول ل (حكمت) تيجى تقعد معانا
-ماشى
ذهبت (قمر) خارج الغرفة بينما نظرت (آمنة) ل (سراج)
-خير يا ولدى مالك إكده مش ع بعضيك
ابتلع (سراج) ريقه ثم قال
-مش ع بعضيا ازاى مانا كويس اهو
هزت (آمنة) رأسها بأسى ثم قالت
-ماشى ماشى يا ابن بطنى
بعد قليل وجدوا (قمر) عائدة من الخارج ويدها فارغة فقال
-اومال فين (حكمت) ؟
-لاقتها نايمة
-وفين الشاى؟
أرتبكت (قمر) قليلاً ثم قالت
-ها !! مفيش مش عاوزة
قطب (سراج) حاجبه ثم قال
-انتى كنتى نازلة عشان تعملى شاى ٠٠ معملتيش ليه ؟
تلعثمت (قمر) ثم قالت
-ها !! عادى بقولك غيرت رأيى
-(قمرررر) متكدبيش عليا
ابتلعت (قمر) ريقها ثم قالت
-اصل الشاى اللى جبته خلص
هز رأسه بعدم فهم فتلعثمت ثم قالت
-اصل انا بجيب حاجتى الخاصة ليا بمرتبى الشاى والأكل وكده وخلاص عادى هبقى اجيب اللى ناقصنى الصبح
شهقت (آمنة) بينما اغمض (سراج) عينه وفتحها بعدم فهم ثم قال
-ايه ؟
بينما قالت (آمنة)
-اخص عليكى يا بتى واتى بتحاسبينا ع جعادك ويانا
-ماهو يا طنط مش هتصرفوا عليا كمان ٠٠ انا بشارك باللى باكله مفيهاش حاجة دى
ضم (سراج) قبضة يده ثم قال بهدوء فقد وعدها انه لن يعنفها مرة آخرى
-بصى يا (قمر) لو عرفت من قريب او بعيد انك بتدخلى شئ فى البيت ده بفلوسك مش هيحصلك كويس
-انا بصرف ع نفسى ٠٠ انت ذنبك ايه تتحمل مصاريفى
-اكلتك مش هتفقرنى يا (قمر)
فقالت (آمنة) بهدوء
-عيب يا بتى اللى بتعمليه ده
فهزت (قمر) رآسها ثم قالت
-طب خلاص متزعلوش منى ٠٠ انا اسفة مش بحبكوا زعلانين منى
ثم اقتربت من (آمنة) وقبلت رأسها فأبتسم (سراج) قليلاً ثم قال
-ماشى يا (قمر) ٠٠ بس لو اتكرر ٠٠
قاطعته (قمر) مسرعة
-مش هيحصل
ابتسم هو قليلاً فتابعت هى
-وعشان تنسى اللى حصل ده انا هفرحك وهقولك خبر حلو اوووووى
نظر لها (سراج) بعدم فهم فتابعت هى بفرحة
-(قوت) هترجع إن شاء الله
-وانتى عرفتى منين؟
-الصبح بدرى (قاسم) كلمنى وطلب انه يشوفنى
احمر وجه (سراج) غضباً ثم قال
-نععععععععععم
انتفضت (قمر) من مكانها ثم ظلت تقص عليه ببراءة ما دار بينها وبين (قاسم) ضربت (آمنة) جبهتها بكف يدها بينما شعر (سراج) ببركان يغلى فى رأسه ثم قال بعصبية
-(قمرررررررر) انا مش قولتلك متتصرفيش إلا لما ترجعيلى
-كان قصدى افرحك
نظر (سراج) إلى نقطة واحدة بعينيه الأثنتيان مما جعله يبدو (أحول) فنظرت له هى بعدم فهم
-هو حصل ايه ؟
ضرب (سراج) رأسه بخفة حتى يفيق من حديث تلك المعتوهة وقال
-يا (قمرررر) رايحة ل (قاسم) البيت ومرقعة ودلع وهئ ومئ انتى دماغك فيها ايييه !!
ابتسمت (آمنة) قليلاً على حال ابنها بينما زمت (قمر) شفتاها بطفولة
-عشان ارجعلكوا (قوت) انتوا زعلانين عليها اووى ٠٠ وبعدين جزء من الخطة انى اروح البيت فلازم ادخل بالتدريج
-بس لما الخبير يجى ويبقوا حطينك تحت المراقبة مش دلوقتى خاالص ٠٠ انتى كده بتضيعى نفسك
وضعت (قمر) اصبعها السبابة على فمها ثم قالت
-صح معاك حق ٠٠ نسيت دى
-متتصرفيش من دماغك انا باقى عند وعدى يا (قمر) مش عاوز اتنرفز عليكى رغم تصرفاتك الطايشة دى
هزت رأيها بالإيجاب فزفر هو بضيق ثم قال
-انا غاير فى داهية
شعرت (قمر) بحزن ثم قالت
-انت لسه زعلان منى طيب ؟
لم يجب عليها (سراج) وخرج خارج الغرفة فشعرت هى بالحزن ووضعت يدها اسفل وجنتها فقالت (آمنة)
-اتى غلطتى يا بتى
-مكنش قصدى ٠٠ قلت انا هعرف ادافع عن نفسى
-اتى هبلة يا (جمر)
زمت (قمر) شفتاها بضيق ثم قالت
-شكلى كده ٠٠ بس هو زعلان منى
أبتسمت (آمنة) قليلاً ثم قالت
-طب صالحيه
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-هصالحه
ظل (سراج) يسير فى الطريق هائماً فقد كان يشعر بغيظ شديد من تصرفات (قمر) الطائشة تلك فهو يجب ان يوجهها كما ان (قاسم) ذلك لا يتخيل رد فعله و (قمر) تحدثه بدلال هكذا ركل قدمه فى الأرض اكثر من مرة تنفيساً عن غضبه ٠٠
بعد فترة استمع إلى صوت آذان العشاء فذهب المسجد كى يصلى وبعد ان انتهى عاد مرة اخرى إلى المنزل دخل المطبخ ليفعل كوب من القهوة وجد (سنية) أمامه
-تأمر بأيه يا سعادة البية ؟
-مش عاوز حاجة انا هعمل لنفسى قهوة
-لاه انى هعملها لسيادتك
وهمت لتأخذ منه برطمان البن فأعترض (سراج) دخلت (قمر) فى تلك اللحظة وجدت (سنية) تقترب من (سراج) هكذا فعضت شفتاها ثم قالت
-فى ايه ؟
ابتعدت (سنية) مسرعة وقالت
-ده البية عاوز جهوة هعمله
قال (سراج)
-يا (سنية) هعملها انا روحى انتى
قالت (قمر) بغضب
-اعتقد سمعتى واقفة مستنية ايه ؟!
زفرت (سنية) بضيق شديد ثم اتجهت نحو الخارج فأقتربت (قمر) من (سراج) واخذت برطمان القهوة ثم قالت
-انا هعملك القهوة
زم (سراج) شفتاه ثم اتجه نحو خارج المطبخ وقال
-مش شارب
ثم صعد بالأعلى إلى غرفته بينما وضعت (قمر) القهوة على الطاولة وجلست بأقرب مقعد وهى تسند يدها على الطاولة وتقول
-هو يا يزعق يا يتقمص ٠٠ يا ساااااتر
ظل (سراج) فى غرفته بالأعلى لمدة طويلة وهو يشعر بضيق شديد بغضب يريد ان يكسر أى شئ امامه ولكنه حاول ان يهدئ قليلاً ثم تذكر انه كان جاف معاها فى المعاملة نظر للساعة بيده وجدها الحادية عشر فشعر بالضيق فلن يستطيع التحدث معاها الآن من المؤكد انها قد نامت لذا قرر الهبوط بالأسفل والجلوس فى الخارج حيث الهواء المنعش اتجه نحو الأسفل وجد (قمر) جالسة على الأريكة بالأسفل ويبدو انها قد غفت اقترب منها وجدها ممسكة بالكتاب الذى اعطاه لها وهى تضمه إلى صدرها ابتسم قليلا وشعر بسعادة فأخذ الكتاب منها وهم لمنادتها كى تستيقظ ولكنه لاحظ وقوع صورة صغيرة فأنحنى كى يلتقطها ثم نهض وهم ينظر للصورة وجدها صورة لشاب ثم اضيقت عيناه فذلك الشاب يوجد شبه بينه وبين (ياسين) ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now